أنواع الثقافة السياسية-المفاهيم والخصائص والتأثير في النظام السياسي

أنواع الثقافة السياسية

أنواع الثقافة السياسية-المفاهيم والخصائص والتأثير في النظام السياسي

تُعدّ الثقافة السياسية من أهم المكونات التي تحدد سلوك الأفراد تجاه السياسة، ومواقفهم من النظام السياسي، ومدى انخراطهم في الشأن العام. وهي لا تقتصر على المعرفة السياسية، بل تشمل منظومة من القيم والمعتقدات والرموز التي تُوجه العلاقة بين المواطن والدولة.  

ويتفاوت نمط الثقافة السياسية من مجتمع إلى آخر، بل ومن فئة اجتماعية إلى أخرى داخل المجتمع الواحد. هذا التعدد في الأنماط يُعرف باسم "أنواع الثقافة السياسية"، والتي تختلف في خصائصها، ومستوى الوعي السياسي المرتبط بها، وأثرها في الاستقرار السياسي والمشاركة الديمقراطية.

1.مفهوم الثقافة السياسية

تشير الثقافة السياسية إلى جملة القيم والمعتقدات والاتجاهات والمواقف التي يحملها الأفراد تجاه النظام السياسي، ومؤسساته، ورموزه، وقواعده، وآليات عمله. وهي تمثل الإطار الفكري والشعوري الذي من خلاله يتفاعل المواطن مع الشأن العام، ويُحدد مواقفه من قضايا السلطة والمشاركة والشرعية والسيادة.

الثقافة السياسية لا تقتصر على المعرفة السياسية، بل تشمل أيضًا درجة الاهتمام بالشأن العام، ونوعية السلوك السياسي، وطريقة التفكير تجاه الدولة والنظام والقانون. وقد تكون هذه الثقافة داعمة للديمقراطية، أو مغذية للاستبداد، أو قائمة على اللامبالاة والانكفاء، بحسب عوامل التنشئة والخبرة التاريخية والاجتماعية.

وما يميز الثقافة السياسية أنها مكتسبة، لا فطرية، تتشكل عبر الزمن من خلال التنشئة في الأسرة، والتعليم في المدرسة، والخطاب الديني، والإعلام، والتجربة الشخصية مع المؤسسات. كما أنها تراكمية تُبنى عبر الأجيال، وتفاعلية تتأثر بالبيئة السياسية والاجتماعية وتؤثر فيها في آنٍ واحد.

وتُعد الثقافة السياسية عنصرًا حاسمًا في فهم طبيعة الأنظمة السياسية واستقرارها أو هشاشتها، حيث تُسهم في تفسير مدى وعي المواطنين، ومستوى مشاركتهم، واستعدادهم لمساءلة السلطة أو الانقياد لها. لذلك، فإن تحليل الثقافة السياسية يُعد مدخلًا جوهريًا لفهم الأداء السياسي للمجتمعات، ورصد قابليتها للتحول الديمقراطي أو بقائها في دائرة الجمود.

2. أنواع الثقافة السياسية (حسب تصنيف ألموند وفربا)

يُعد العالمان السياسيان غابرييل ألموند وسيدني فربا من أبرز من أسهموا في دراسة الثقافة السياسية الحديثة، حيث وضعا تصنيفًا شهيرًا لأنواع الثقافة السياسية في كتابهما الكلاسيكي "الثقافة المدنية" (The Civic Culture) الصادر عام 1963، والذي استند إلى دراسات مقارنة بين عدة دول. وقد صنّفا الثقافة السياسية إلى ثلاثة أنماط رئيسية، بناءً على مدى وعي الأفراد السياسي، وطبيعة مشاركتهم، وموقفهم من السلطة ومؤسسات الدولة:

 1. الثقافة السياسية الباروكية (Parochial Political Culture)  

- الخصائص:  

  في هذا النمط، لا يمتلك المواطن أي وعي سياسي يُذكر، ولا يعرف شيئًا عن مؤسسات الدولة أو دوره كمواطن. تنحصر اهتماماته في الشؤون المحلية أو القبلية أو الدينية، دون إدراك لمعنى المشاركة السياسية أو النظام السياسي العام.  

- السياق:  

  تنتشر هذه الثقافة في المجتمعات التقليدية المعزولة أو الريفية، أو التي لم تشهد تطورًا في نظم الحكم والتعليم.  

- الأثر السياسي:  

  غياب المشاركة السياسية شبه تام، مما يجعل هذا النوع غير ملائم لأي نظام ديمقراطي.

 2. الثقافة السياسية التابعة (Subject Political Culture)  

- الخصائص:  

  المواطن في هذا النمط يكون على دراية بوجود الدولة ومؤسساتها، لكنه لا يشعر بأنه فاعل سياسي، بل يرى نفسه خاضعًا للسلطة، يتلقى القرارات ولا يُشارك في صنعها.  

- السياق:  

  تنتشر في الأنظمة السلطوية أو التي شهدت تاريخًا طويلًا من الاستبداد والقمع السياسي، حيث يُربّى المواطن على الطاعة لا المشاركة.  

- الأثر السياسي:  

  تؤدي إلى تعزيز الطابع المركزي للسلطة، وتقليص فرص التغيير الديمقراطي.

 3. الثقافة السياسية المشاركة (Participant Political Culture)  

- الخصائص:  

  المواطن في هذه الثقافة يتمتع بوعي سياسي متقدّم، ويدرك حقوقه وواجباته، ويشارك في الحياة العامة من خلال التصويت، والنقاش، والانخراط في الجمعيات والنشاطات السياسية.  

- السياق:  

  تُوجد في المجتمعات الديمقراطية أو تلك التي تمرّ بمرحلة انتقال ديمقراطي فعلي، وتُشجّع على الانفتاح والمشاركة والمساءلة.  

- الأثر السياسي:  

  تُعتبر البيئة المثالية لترسيخ الديمقراطية، ولبناء مؤسسات سياسية شرعية ومستقرة.

4.الثقافة السياسية المختلطة (Mixed Political Culture)  

من الجدير بالذكر أن أغلب المجتمعات لا تمتلك نوعًا نقيًا من هذه الأنواع، بل تحمل خليطًا من السمات الثلاثة. فمثلًا، قد تسود الثقافة الباروكية بين سكان الريف، والثقافة التابعة بين الطبقات الوسطى، بينما تظهر ملامح الثقافة المشاركة لدى النخب والمثقفين.

هذا التصنيف لا يُستخدم فقط لفهم الواقع، بل لتشخيص المشكلات السياسية وتحديد نقاط القوة والضعف في بنية المجتمع السياسي، مما يساعد على بناء برامج إصلاحية فعالة ترتكز على تطوير الوعي وتنمية قيم المشاركة والمواطنة الفعّالة.

3. عوامل تشكيل نوع الثقافة السياسية

يتشكل نوع الثقافة السياسية السائد في أي مجتمع نتيجة تفاعل مجموعة من العوامل التاريخية والاجتماعية والسياسية والتعليمية، وهي عوامل متداخلة تُسهم في بناء التصورات والمواقف الجماعية تجاه السلطة والمشاركة السياسية. ويمكن تلخيص أهم هذه العوامل في ما يلي:

 1. التنشئة السياسية والاجتماعية

تُعد الأسرة، والمدرسة، ووسائل الإعلام، ودور العبادة، ومؤسسات المجتمع المدني من أبرز الوسائط التي تُسهم في نقل الثقافة السياسية من جيل إلى آخر.  

من خلال هذه المؤسسات، يتعلم الفرد كيف ينظر إلى الدولة، وكيف يُقيّم السلطة، وما إذا كانت المشاركة السياسية حقًا وواجبًا، أو شأنًا خاصًا بالنخب فقط.

 2. الخبرة التاريخية والسياسية

تلعب التجربة التاريخية للمجتمع دورًا مهمًا في تشكيل ثقافته السياسية. فالمجتمعات التي عاشت فترات طويلة من الاستعمار أو الاستبداد غالبًا ما تطوّر ثقافة تابعة أو سلبية، بينما المجتمعات التي عرفت الثورات أو الانتقال الديمقراطي قد تميل إلى ثقافة المشاركة والمساءلة.  

كما تؤثر الصراعات الأهلية أو الحروب في بناء ثقافة سياسية تتسم بالحذر أو العزوف أو الانقسام.

 3. الوضع الاقتصادي والاجتماعي

كلما ارتفع مستوى التنمية الاقتصادية والتعليم، وزادت العدالة الاجتماعية، تعززت فرص ظهور ثقافة سياسية راشدة.  

في المقابل، تؤدي الفقر، والبطالة، والتهميش إلى سيادة ثقافة سياسية تقوم على اللامبالاة أو الاعتماد على الدولة أو الانكفاء داخل الجماعات الضيقة (قبيلة، طائفة، حزب).

 4. طبيعة النظام السياسي

النظام السياسي نفسه يُسهم في تشكيل الثقافة السياسية. فالدول ذات الأنظمة الديمقراطية تميل إلى ترسيخ ثقافة المشاركة والانفتاح، بينما تُنتج الأنظمة السلطوية ثقافة تقوم على الخوف، والطاعة، وغياب المساءلة.  

وتلعب درجة الحريات العامة (حرية التعبير، الإعلام، التجمع) دورًا محوريًا في صياغة ثقافة سياسية قائمة على المواطنة أو على الانسحاب من الحياة العامة.

 5. الموقع الجغرافي والانقسام المجتمعي

في الدول الكبيرة أو متعددة الأعراق والطوائف، تختلف الثقافة السياسية من منطقة إلى أخرى. فالمناطق الحضرية قد تسود فيها ثقافة مشاركة، بينما تظل المناطق الريفية أو المهمشة أقرب إلى الثقافة الباروكية.  

كما أن الانقسامات الطائفية أو الإثنية قد تنتج ثقافات سياسية جزئية متنافسة، تؤثر على وحدة الخطاب الوطني.

إن فهم العوامل التي تُشكّل نوع الثقافة السياسية يُعد أساسيًا لأي محاولة للإصلاح السياسي أو بناء ديمقراطية مستدامة. فالثقافة السياسية ليست معطى جامدًا، بل هي نتيجة سياق تاريخي واجتماعي وسياسي، يمكن تغييره عبر الاستثمار في التعليم، والعدالة، والحريات، والمؤسسات المدنية.

4. أثر أنواع الثقافة السياسية في استقرار النظام السياسي

تلعب أنواع الثقافة السياسية دورًا حاسمًا في تحديد درجة استقرار النظام السياسي أو هشاشته، حيث ينعكس نمط الثقافة السائد في المجتمع على طبيعة العلاقة بين المواطنين والدولة، وعلى مدى تفاعلهم مع السياسات العامة، واستعدادهم للمشاركة أو المقاومة أو اللامبالاة.

 1. الثقافة السياسية الباروكية (المحدودة)  

في هذا النمط، يكون المواطن غير مدرك للشأن السياسي، ولا يشعر بأنه جزء من العملية السياسية. وغالبًا ما تسود هذه الثقافة في المجتمعات الريفية أو التقليدية، أو تلك التي تعاني من الفقر والجهل والتهميش.  

- الأثر:  

  ضعف الاندماج السياسي، غياب المشاركة، سهولة التلاعب السياسي، مما يؤدي إلى هشاشة في العلاقة بين النظام والمجتمع، وتهديد الاستقرار على المدى الطويل في حال حدوث أزمات مفاجئة.

 2. الثقافة السياسية التابعة  

يُدرك المواطن وجود الدولة ومؤسساتها، لكنه لا يرى لنفسه دورًا في صنع القرار، بل يتقبل السلطة كأمر واقع.  

- الأثر:  

  يُمكن أن توفر هذه الثقافة استقرارًا شكليًا وقائمًا على الطاعة، لكنه هش، لأنه لا يقوم على المشاركة أو الاقتناع، بل على الخوف أو العادة. وهذا النوع من "الاستقرار" غالبًا ما ينهار أمام أي تحرك جماهيري أو أزمة شرعية.

 3. الثقافة السياسية المشاركة  

يتميز المواطن بالوعي السياسي والقدرة على المساءلة والمشاركة في الشأن العام، وهو مدرك لدوره كمحور أساسي في العملية السياسية.  

- الأثر:  

  يُعزز هذا النوع من الثقافة الاستقرار الحقيقي للنظام السياسي، لأنه يقوم على التفاعل الإيجابي بين الدولة والمجتمع، ويؤسس لشرعية ديمقراطية، ومجتمع مدني نشط، قادر على امتصاص الأزمات من خلال الحوار والمؤسسات.

 4. الثقافة السياسية المختلطة  

في أغلب المجتمعات، تتداخل الأنواع الثلاثة بنسب متفاوتة. فمثلًا، قد تسود ثقافة المشاركة بين المتعلمين، بينما يسود الخضوع أو اللامبالاة بين فئات أخرى.  

- الأثر:  

  يؤدي هذا التفاوت إلى استقرار غير متوازن، يصعب معه بناء سياسات موحدة، وتُصبح المشاركة انتقائية ومحدودة، وقد تنشأ فجوة بين السلطة وجزء من المجتمع.

إن استقرار النظام السياسي لا يُبنى فقط على مؤسسات الدولة، بل أيضًا على نوع الثقافة السياسية السائدة بين المواطنين. فكلما اقتربت هذه الثقافة من نموذج المشاركة الواعية، زادت فرص الاستقرار والتنمية والديمقراطية. أما الأنظمة التي تقوم على ثقافة الخضوع أو اللامبالاة، فتبقى معرضة للاهتزاز، لأنها تفتقر إلى قاعدة مجتمعية فاعلة تدعمها وتُصحّح مسارها.

خاتمة

تُعد الثقافة السياسية من أبرز المكونات غير المادية التي تُشكّل بنية النظام السياسي وتوجّه سلوك الأفراد داخله، كما تُسهم في تفسير أنماط المشاركة، وأساليب الحكم، ودرجة التفاعل بين المواطن والدولة. وقد بيّنت التصنيفات العلمية، خصوصًا تصنيف "ألموند وفربا"، أن الثقافة السياسية لا تتخذ شكلًا واحدًا، بل تتوزع بين ثلاثة أنماط رئيسية: الباروكية (المحدودة)، التابعة، والمشاركة، إلى جانب النمط الرابع المختلط الذي يجمع بينها بدرجات متفاوتة.

ولا تقتصر أهمية هذه الأنواع على الجانب النظري، بل تمتد إلى الواقع العملي، حيث يُلاحظ أن استقرار النظام السياسي، وشرعيته، وتطوره، تتأثر تأثرًا مباشرًا بنوع الثقافة السياسية السائدة. فالثقافة المشاركة تُعزّز مناخ الديمقراطية، وتُشجع على المساءلة والشفافية، بينما تُسهم الثقافتان الباروكية والتابعة في ترسيخ السلبية أو الخضوع، ما يُنتج نظمًا هشة أو سلطوية تُواجه صعوبة في بناء توافق اجتماعي حقيقي.

كما أن هذه الأنواع لا تنشأ عشوائيًا، بل تتكوّن نتيجة عوامل تاريخية واجتماعية وتعليمية وإعلامية متداخلة، ويمكن توجيهها وتطويرها عبر سياسات تنموية وثقافية مدروسة. ولهذا، فإن بناء ثقافة سياسية ناضجة ليس مجرد هدف ثقافي، بل هو مشروع سياسي واجتماعي متكامل، يشكّل أساسًا لأي نظام يسعى إلى الاستقرار العادل والمشاركة الشعبية الواعية.

إن فهم أنواع الثقافة السياسية، وتحليل خصائصها وتأثيراتها، يُعد خطوة أولى نحو إصلاح حقيقي يبدأ من الإنسان، وينتهي بنظام سياسي أكثر توازنًا واستدامة.

مراجع

 1. الثقافة السياسية والمجتمع المدني  

- المؤلف: د. حازم الببلاوي  

- الناشر: دار الشروق – القاهرة  

- الملخص:  

  يناقش الكتاب المفاهيم الأساسية للثقافة السياسية، ويحلل أنماطها المختلفة وعلاقتها بالمجتمع المدني والديمقراطية، مع أمثلة من العالم العربي.

 2. مدخل إلى علم السياسة  

- المؤلف: د. محمد الفيومي  

- الناشر: مكتبة الأنجلو المصرية  

- الملخص:  

  يقدم شرحًا مبسطًا وشاملًا لمفاهيم الثقافة السياسية، ويعرض تصنيف ألموند وفربا، مع تحليل أثر هذه الأنواع في بنية الأنظمة السياسية.

 3. الثقافة السياسية في الوطن العربي: الواقع وآفاق التغيير  

- المؤلف: مجموعة باحثين  

- الناشر: مركز دراسات الوحدة العربية – بيروت  

- الملخص:  

  دراسة تحليلية مقارنة لأنماط الثقافة السياسية السائدة في الدول العربية، وتأثيرها في المشاركة السياسية والاستقرار.

 4. النظام السياسي والثقافة السياسية  

- المؤلف: د. أحمد يوسف أحمد  

- الناشر: دار الفكر العربي – القاهرة  

- الملخص:  

  يناقش العلاقة التبادلية بين النظم السياسية والثقافة السياسية، مع تحليل نماذج من الأنظمة السلطوية والديمقراطية.

 5. علم السياسة: الأسس والمفاهيم  

- المؤلف: د. عبد الفتاح ماضي  

- الناشر: دار المعرفة الجامعية  

- الملخص:  

  يتناول المفاهيم الأساسية في علم السياسة، ويعرض بشيء من التفصيل نظريات الثقافة السياسية، وأنواعها، وتأثيرها في عملية التحول الديمقراطي.

مواقع الكترونية 

1. مركز دراسات الوحدة العربية

يُعد من أبرز المراكز البحثية العربية في قضايا الفكر السياسي، والثقافة السياسية، والتحول الديمقراطي.
https://www.caus.org.lb

2. المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات

يوفر دراسات معمّقة ومقالات تحليلية عن النظم السياسية، والمشاركة، والوعي السياسي، وأنواع الثقافة السياسية.
 https://www.dohainstitute.org

3. المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (الألكسو)

تُعنى بالثقافة والتنشئة السياسية، وتقدّم تقارير عن المواطنة، والهوية، والمشاركة السياسية في العالم العربي.
 https://www.alecso.org

4. موسوعة المعرفة – العربية

موسوعة إلكترونية تحتوي على مقالات تعريفية دقيقة عن مفاهيم السياسة، ومن ضمنها الثقافة السياسية وأنماطها.
 https://www.marefa.org

5. المعهد العربي للتخطيط – الكويت

ينشر أوراقًا بحثية وتقارير عن التنمية السياسية والثقافية والاجتماعية، خاصة في المجتمعات العربية.
 https://www.arab-api.org

6. مركز الدراسات السياسية والإستراتيجية بالأهرام

من أقدم المراكز المتخصصة في تحليل الأوضاع السياسية والثقافة المجتمعية في الوطن العربي.
 https://acpss.ahram.org.eg



تعليقات