عجائب الدنيا السبع الحقيقية

عجائب الدنيا السبع هي مجموعة من الهياكل المعمارية والمنحوتات الأكثر شهرة في العالم القديم. تم تجميع هذه القائمة الكلاسيكية في القرن الثاني قبل الميلاد، وعلى الرغم من أن معظمها لم يعد موجوداً اليوم، إلا أنها ظلت رموزاً للإبداع البشري ومصدر إلهام للأجيال المتعاقبة.

 1. الأهرامات المصرية - مصر

الأهرامات المصرية، وخاصة أهرامات الجيزة او الهرم الاكبر بالتحديد ، هي المعلم الوحيد من عجائب الدنيا السبع القديمة الذي لا يزال قائماً حتى يومنا هذا. بُني هرم خوفو (الهرم الأكبر) حوالي عام 2560 قبل الميلاد، ويبلغ ارتفاعه الأصلي 146.5 متراً، وظل لأكثر من 3800 عام أطول بناء من صنع الإنسان في العالم.

 الإنجاز المعماري

استخدم المصريون القدماء تقنيات هندسية متقدمة لبناء الأهرامات. يتكون الهرم الأكبر من حوالي 2.3 مليون كتلة حجرية، يزن كل منها ما بين 2.5 إلى 15 طناً. تم قطع هذه الأحجار ونقلها من مسافات بعيدة وتم رفعها بدقة مذهلة، حيث أن الانحراف في قاعدة الهرم الأكبر لا يتجاوز 2 سم.

 الأهمية الثقافية

كانت الأهرامات تستخدم كمقابر للفراعنة وزوجاتهم. وفقاً للمعتقدات المصرية القديمة، كان الهرم بمثابة وسيلة للفرعون للوصول إلى الآلهة في السماء. داخل الأهرامات، تم وضع كنوز وأغراض شخصية ليستخدمها الفرعون في الحياة الآخرة.

 2. حدائق بابل المعلقة - العراق الحديث

على الرغم من شهرت حدائق بابل المعلقة الواسعة، لم يتم العثور على دليل أثري مؤكد لوجود حدائق بابل المعلقة. يُعتقد أنها بُنيت في القرن السادس قبل الميلاد بأمر من الملك نبوخذنصر الثاني لزوجته أميتيس التي كانت تشتاق إلى جبال وطنها في ميديا (إيران الحالية).

 الإنجاز الهندسي

وفقاً للروايات التاريخية، كانت الحدائق مبنية على شكل مدرجات ترتفع إلى حوالي 23 متراً، وكانت تحتوي على أشجار ونباتات مختلفة. ما جعل هذه الحدائق معجزة هندسية هو نظام الري المتطور الذي سمح بنمو النباتات على ارتفاعات عالية في مناخ صحراوي جاف. يُعتقد أن العبيد كانوا يستخدمون آلية تشبه السلسلة لرفع المياه من نهر الفرات إلى المدرجات العليا.

 الجدل حول وجودها

يرى بعض العلماء أن الحدائق كانت مجرد أسطورة أو أنها كانت توجد في نينوى (شمال العراق) وليس في بابل. في عام 2013، اقترح عالم الآثار البريطانية ستيفاني دالي أن الحدائق ربما كانت من إنشاء الملك الآشوري سنحاريب في نينوى.

 3. تمثال زيوس في أولمبيا - اليونان

صمم النحات اليوناني فيدياس هذا التمثال الضخم حوالي عام 435 قبل الميلاد. كان التمثال يبلغ ارتفاعه حوالي 12 متراً ويمثل الإله زيوس جالساً على عرشه، وكان موضوعاً داخل معبد زيوس في أولمبيا، موقع الألعاب الأولمبية القديمة.

 تفاصيل التصميم

كان التمثال مصنوعاً من الذهب والعاج فوق إطار خشبي. كان زيوس يحمل تمثالاً صغيراً لإلهة النصر (نايكي) في يده اليمنى وصولجاناً مزيناً بنسر في يده اليسرى. كان عرشه مزيناً بمشاهد من الأساطير اليونانية ومغطى بالذهب والأحجار الكريمة والإيبونايت.

 نهاية التمثال

دُمر التمثال في حريق في القسطنطينية (إسطنبول حالياً) في القرن الخامس أو السادس الميلادي بعد نقله من أولمبيا. لم يتبق منه أي جزء، ولكن بعض العملات القديمة والنقوش تقدم لنا فكرة عن مظهره.

 4. معبد أرتميس في أفسس - تركيا الحديثة

بُني معبد أرتميس في مدينة أفسس اليونانية القديمة (الآن قرب سلجوق في تركيا) وكان مخصصاً لعبادة أرتميس، إلهة الصيد والبرية. تم بناء المعبد وإعادة بنائه عدة مرات، والنسخة التي اعتبرت إحدى عجائب الدنيا السبع هي النسخة التي اكتملت حوالي عام 550 قبل الميلاد.

 العمارة المذهلة

كان المعبد ضخماً بأبعاد 115 × 55 متراً، وارتفاع الأعمدة يصل إلى 18 متراً. كان مزيناً بمنحوتات برونزية وكان أول معبد كبير بالكامل من الرخام. كان يحتوي على 127 عموداً، كل منها تبرع به ملك أو شخصية مهمة.

 التدمير والاكتشاف

دُمر المعبد في ليلة 21 يوليو 356 قبل الميلاد على يد هيروستراتوس الذي أراد تخليد اسمه في التاريخ. أعيد بناؤه لاحقاً، لكنه دُمر نهائياً في القرن الخامس الميلادي. في عام 1869، اكتشف عالم الآثار البريطاني جون تيرتل وود بقايا المعبد بعد سنوات من البحث.

 5. ضريح موسولوس في هاليكارناسوس - تركيا الحديثة

بناه الملكة أرتميسيا الثانية تكريماً لزوجها موسولوس، حاكم كاريا، بعد وفاته عام 353 قبل الميلاد. كان الضريح يقع في هاليكارناسوس (بودروم الحالية في تركيا) واستمر بناؤه حتى بعد وفاة أرتميسيا.

 التصميم والهندسة

كان ارتفاع الضريح حوالي 45 متراً وكان مزيجاً من الأساليب المعمارية المصرية واليونانية والليكية. كان يتكون من قاعدة مستطيلة، ومعبد ذو أعمدة، وسقف هرمي مدرج، وعلى قمته تمثال يمثل موسولوس وأرتميسيا في عربة تجرها أربعة خيول.

 الإرث الثقافي

أصبحت كلمة "موسوليوم" (Mausoleum) مستمدة من اسم موسولوس، وهي تُستخدم حتى يومنا هذا للإشارة إلى المباني الضخمة المخصصة للدفن. تم تدمير الضريح بفعل سلسلة من الزلازل بين القرنين 12 و15 الميلادي. بعض قطع النحت من الضريح معروضة الآن في المتحف البريطاني في لندن.

 6. تمثال رودس - اليونان

![وصف: تمثال برونزي ضخم للإله هيليوس يقف عند مدخل ميناء رودس]

كان تمثال رودس تمثالاً برونزياً ضخماً للإله اليوناني هيليوس (إله الشمس)، تم بناؤه بين عامي 292 و280 قبل الميلاد في مدينة رودس اليونانية. بُني احتفالاً بانتصار رودس على قوات ديميتريوس بوليوركيتس الذي حاصر المدينة عام 305 قبل الميلاد.

 الحجم والبناء

يُعتقد أن ارتفاع التمثال كان حوالي 33 متراً، وهو ما يقارب ارتفاع تمثال الحرية الحديث (بدون قاعدته). صممه الفنان خاريس من ليندوس، وكان مصنوعاً من ألواح برونزية مثبتة على إطار حديدي. استغرق بناؤه 12 عاماً.

 الأسطورة والواقع

على عكس التصورات الشائعة، من غير المرجح أن التمثال كان يقف بساقين متباعدتين على جانبي مدخل الميناء. بدلاً من ذلك، يعتقد المؤرخون أنه كان يقف بجانب الميناء أو على تل قريب.

 نهاية التمثال

تحطم التمثال خلال زلزال عام 226 قبل الميلاد، بعد 54 عاماً فقط من إكماله. ظلت أنقاضه ملقاة لأكثر من 800 عام، وكانت لا تزال مثيرة للإعجاب حتى أن بليني الأكبر لاحظ أن القليل فقط من الناس يمكنهم محيط إبهام التمثال بذراعيهم. في النهاية، باع التجار العرب البرونز كخردة في عام 654 ميلادية.

 7. منارة الإسكندرية - مصر

بُنيت منارة الإسكندرية خلال حكم بطليموس الثاني (حوالي 280-247 قبل الميلاد) على جزيرة فاروس قبالة ساحل الإسكندرية في مصر. كانت واحدة من أطول الهياكل التي صنعها الإنسان في العالم القديم وأول منارة حقيقية في التاريخ.

 الوظيفة والتصميم

كان الغرض الرئيسي للمنارة هو توجيه السفن إلى ميناء الإسكندرية، أحد أهم الموانئ في العالم القديم. كانت المنارة تتكون من ثلاثة أقسام: قاعدة مربعة، جزء أوسط ثماني الأضلاع، وجزء علوي أسطواني. على قمة المنارة، كانت توجد نار دائمة الاشتعال تعكسها مرايا معدنية لإنشاء شعاع ضوئي يمكن رؤيته من مسافات بعيدة.

 التقنية المتقدمة

يُعتقد أن ارتفاع المنارة كان بين 120 و140 متراً، وأن ضوءها كان يمكن رؤيته من مسافة تصل إلى 50 كيلومتراً في البحر. كان هناك منحدر حلزوني داخل البرج لنقل الوقود إلى القمة. بعض المصادر تشير إلى أنه كان هناك تمثال ضخم، ربما للإله زيوس أو بوسيدون، على قمة المنارة.

 الدمار والاكتشاف

استمرت المنارة في العمل لأكثر من 1600 عام قبل أن تتضرر بشدة بسبب سلسلة من الزلازل بين القرنين العاشر والرابع عشر. في عام 1480، استخدم السلطان المملوكي قايتباي أنقاض المنارة لبناء قلعة لا تزال قائمة حتى اليوم في نفس الموقع. في عام 1994، عثر علماء الآثار على بقايا المنارة تحت الماء في ميناء الإسكندرية الشرقي.

 عجائب الدنيا السبع الجديدة

في عام 2007، أطلقت مؤسسة New7Wonders مبادرة عالمية لاختيار عجائب الدنيا السبع الجديدة. تم اختيار المعالم التالية من خلال تصويت عالمي:

1. سور الصين العظيم (الصين)

2. البتراء (الأردن)

3. تمثال المسيح الفادي (البرازيل)

4. ماتشو بيتشو (بيرو)

5. تشيتشن إيتزا (المكسيك)

6. الكولوسيوم (إيطاليا)

7. تاج محل (الهند)

 خاتمة

تعد عجائب الدنيا السبع القديمة شهادة على عبقرية وإبداع الحضارات القديمة. على الرغم من أن الأهرامات المصرية هي الوحيدة التي نجت من اختبار الزمن، إلا أن هذه المعالم الأثرية لا تزال تلهم الإعجاب والدهشة إلى يومنا هذا. إنها تذكرنا بقدرة البشر على تحقيق إنجازات استثنائية حتى في ظل محدودية التكنولوجيا المتاحة.

تستمر كل حضارة في بناء عجائبها الخاصة، وربما ستنظر الأجيال المستقبلية إلى مبانينا وهياكلنا المعاصرة بنفس الإعجاب الذي ننظر به إلى عجائب العالم القديم.

مراجع 

1."عجائب الدنيا السبع وغرائب القارات السبع"

• المؤلف: رحاب كمال
• الوصف: يستعرض هذا الكتاب العجائب السبع القديمة والحديثة، بالإضافة إلى أبرز الغرائب في القارات السبع، مع تفاصيل تاريخية ومعمارية لكل منها.
• رابط التحميل: /كتاب-عجائب-الدنيا-السبع-وغرائب-القارات-السبع-

2."عجائب الدنيا السبع (القديمة - الحديثة - المستقبلية - المرشحة)"

• المؤلف: جلال عبده خدشي
• الوصف: يقدم هذا الكتاب مرجعًا تاريخيًا للعجائب السبع عبر العصور، بما في ذلك العجائب القديمة، الحديثة، المستقبلية، وتلك المرشحة، مع شرح لسماتها وأهميتها التاريخية.
• رابط الكتاب: عجائب_الدنيا_السبع_القديمة_الحديثة_المستقبلية

3."موسوعة سؤال وجواب - عجائب الدنيا"

4."آخر عجائب الدنيا السبع: لغز الهرم الكبير"

• المؤلف: أنطوان بطرس
• الوصف: يركز هذا الكتاب على الهرم الأكبر في الجيزة، باعتباره العجيبة الوحيدة المتبقية من العجائب السبع القديمة، ويستعرض الألغاز المرتبطة به وتاريخه المعماري.
• رابط التحميل: /آخر-عجائب-الدنيا-السبع-لغز-الهرم-الكبير

5."العجائب الروحية السبع"

• المؤلف: عبد الله عبد الفادي
• الوصف: يستعرض الكتاب العجائب السبع من منظور روحي، مع التركيز على الجوانب الدينية والروحية المرتبطة بهذه المعالم.
• رابط الكتاب: https://www.amazon.com/العجائب-الروحية-السبع-

6."عجائب الدنيا السبع وغرائب القارات السبع"

• المؤلف: رحاب كمال
• الوصف: يتناول هذا الكتاب العجائب السبع القديمة والحديثة، بالإضافة إلى غرائب القارات السبع، مع تفاصيل تاريخية ومعمارية لكل منها.
• رابط التحميل: ketabpedia.com/تحميل/عجائب-الدنيا-السبع