📁 آخرالمقالات

بحث حول نموذج ديفلر أو ديفلور -نماذج التأثير وانتقال المعلومات

  نموذج ديفلر-نماذج التأثير وانتقال المعلومات 

نموذج دفلر-نماذج التأثير وانتقال المعلومات

مقدمة

في إطار دراسة مقياس علوم الإعلام والاتصال ، تم إعداد هذا البحث الذي يتناول موضوع "نموذج ديفلر" من نماذج التأثير وانتقال المعلومات .  

يعد فهم كيفية انتقال المعلومات وتأثيرها على الأفراد والمجتمع من القضايا الجوهرية في علوم الإعلام، حيث تساهم النماذج النظرية في تحليل ديناميكيات الاتصال وتفسير العوامل المؤثرة فيه. وتعتمد هذه النماذج على مجموعة من المتغيرات، مثل طبيعة الوسيلة الإعلامية، محتوى الرسالة، خصائص المرسل والمستقبل، والسياقات الثقافية والاجتماعية المحيطة. إن دراسة هذه العوامل وتمييز آليات تفاعلها تمكّن الباحثين من صياغة استراتيجيات اتصالية أكثر تأثيرًا وفعالية.  

يُعتبر "نموذج ديفلر" أحد النماذج الاتصالية البارزة التي لاقت اهتمامًا واسعًا من قبل الباحثين، إذ يوفر إطارًا تحليليًا لفهم العلاقة بين عناصر العملية الاتصالية وأدوارها المختلفة. فما هي الخصائص والمميزات التي تجعل نموذج ديفلر أحد الركائز الأساسية في دراسة الاتصال؟

الفصل  الأول: المفاهيم العامة

—>  1- مفهوم النماذج وطبيعتها  

 طبيعة النماذج  

تختلف النماذج من حيث الحجم والمتغيرات التي تبرزها، ويمكن تصنيفها ضمن فئتين رئيسيتين:  

- النماذج البنائية (Structural Models): تهدف إلى إظهار الخصائص الرسمية للظاهرة أو النظام، بما يشمل المكونات، عددها، حجمها، وترتيبها.  

- النماذج الوظيفية (Functional Models): تسعى إلى تقديم تمثيل لآلية عمل النظام، موضحة القوى أو المتغيرات المؤثرة في الظاهرة المدروسة.  

—>   2- وظائف النماذج  

تلعب النماذج الاتصالية دورًا جوهريًا في تحقيق أربعة أهداف رئيسية:  

1. تنظيم المعلومات: تساعد النماذج في فهم الأحداث والعلاقات بينها، حيث توفر إطارًا نظريًا يسمح بإجراء التجارب العلمية واستكشاف الروابط الجديدة.  

2. التنبؤ بالنتائج: تتيح إمكانية استشراف النتائج المحتملة عند تطبيق المعلومات المكتسبة على سياقات جديدة.  

3. التحكم في الظواهر: بمجرد تحقيق الفهم والتنظيم والتنبؤ، يصبح بالإمكان التحكم بالظواهر عبر تطوير المعرفة وتوجيهها لخدمة الأهداف العلمية والمجتمعية.  

4. تحفيز البحث العلمي: تشكل النماذج أداة أساسية لدعم الأبحاث العلمية، حيث تساعد في تفسير الظواهر وإضفاء الشرعية على النماذج النظرية.  

—>  3- أنواع النماذج  

تتنوع النماذج وفقًا لمعايير مختلفة:  

- حسب مستوى الاتصال:  

  - الاتصال الذاتي  

  - الاتصال بين فردين  

  - الاتصال الجمعي  

  - الاتصال الجماهيري  

- وفقًا للهدف:  

  - نماذج بنائية  

  - نماذج وظيفية  

- تصنيفات أخرى تشمل:  

  - نماذج لفظية  

  - نماذج رياضية  

  - نماذج لفظية مصورة  

  - نماذج تفسيرية  

—>  4- أهداف النماذج الاتصالية  

تسهم النماذج الاتصالية في تحقيق عدة مزايا نظرًا لقدرتها على تبسيط العمليات الاتصالية وتحليلها، ويمكن تلخيص أهدافها فيما يلي:  

1. تنظيم المعلومات: توفر النماذج إطارًا لتحديد المتغيرات الأساسية في الظاهرة، مما يساهم في تحليل العلاقات بين عناصرها.  

2. دعم البحث العلمي والاتصالي: تسهل عملية فهم وتحليل نظريات الاتصال، مما يجعلها أداة فعالة في تفسير الظواهر الإعلامية.  

3. التنبؤ والتوقع: يتيح الفهم العميق للظواهر إمكانية استشراف نتائجها المستقبلية، حيث يعتمد التنبؤ العلمي على تحليل العلاقة بين المتغيرات.  

تلعب النماذج دورًا أساسيًا في دراسة الاتصال، إذ تساهم في توضيح تعقيدات العمليات الاتصالية، وتساعد على تطوير استراتيجيات فعالة في مجالات الإعلام والتواصل.

الفصل  الثاني: الخلفية التاريخية  

—>  1- نبذة حول ملفين ديفلور – صاحب النموذج  

وُلد ملفين لورانس ديفلور في بورتلاند، أوريغون في 27 أبريل 1923. حصل على درجة الدكتوراه في علم النفس الاجتماعي من جامعة واشنطن عام 1954، حيث تناولت أطروحته كيفية انتشار المعلومات داخل المجتمعات الأمريكية من خلال مقاربة تجمع بين علم الاجتماع، علم النفس، والاتصال.  

 السيرة الأكاديمية والمهنية  

شغل ديفلور مناصب أكاديمية بارزة في العديد من الجامعات الأمريكية، من بينها:  

- جامعة إنديانا (1954-1963)  

- جامعة كنتاكي (1963-1967)  

- جامعة ولاية واشنطن (1967-1976)  

- جامعة نيو مكسيكو (1976-1980)  

- جامعة ميامي (1981-1985)  

- جامعة سيراكيوز (1987-1994)  

- جامعة واشنطن، قبل أن يتولى منصبه الأخير في جامعة بوسطن، حيث عمل في قسم الاتصال الجماهيري والإعلان والعلاقات العامة.  

كما كان أستاذًا في برنامج فولبرايت في الأرجنتين مرتين، وارتبط بجمعية علم الاجتماع الأرجنتينية والجمعية الإيبيرية الأمريكية لعلم الاجتماع، حيث شغل منصب الأمين العام لها.  

—>  2- نبذة حول نموذج ديفلور  

طوَّر ديفلور نموذج شانون وويفر عام 1966، حيث ركَّز على تحليل مدى التطابق بين الرسالة الأصلية التي يرسلها المصدر والرسالة التي تصل إلى المستقبل.  

 آلية عمل النموذج  :

يرى ديفلور أن الاتصال يتم وفق التسلسل التالي:  

1. يقوم المرسل بتحويل المعنى إلى رسالة اتصالية.  

2. يُحوِّل جهاز الإرسال هذه الرسالة إلى معلومات تُنقل عبر وسيلة إعلامية.  

3. تصل الرسالة إلى المستقبل، الذي يقوم بتحليلها واستخلاص المعنى منها.  

4. يتحقق الاتصال الكامل عند التطابق التام بين الرسالة الأصلية والرسالة المستقبلة.  

لكن ديفلور لاحظ أن التطابق نادر الحدوث، لذا أضاف إلى نموذج شانون مفهوم التغذية الراجعة (Feedback)، التي تمكّن المرسل من تلقي استجابة من المستقبل، مما يساعده على تعديل رسالته الاتصالية لتعزيز تأثيرها.  

 التركيز على التشويش والعمليتين الاتصالية والراجعة  : 

يشدد ديفلور على أن التشويش يمكن أن يحدث في أي مرحلة من مراحل الاتصال، وليس في نقطة محددة فقط، مما يؤثر على دقة وصول الرسالة. كما قسّم الاتصال إلى:  

1. عملية اتصالية عبر وسيلة إعلامية (الرسالة الأولية).  

2. عملية رجع الصدى (الاستجابة أو التغذية الراجعة).  

يُعد هذا النموذج من التطورات المهمة في نظريات الاتصال، حيث يسلط الضوء على أهمية التفاعل بين المرسل والمستقبل، ويعترف بأن الاتصال ليس خطيًا بل عملية ديناميكية متأثرة بعوامل متعددة.

الفصل الثالث : عناصر نموذج ديفلور

—>  1 - المكونات الأساسية للنموذج:

- المرسل: الجهة أو الفرد الذي يبتكر الرسالة ويبدأ عملية الاتصال.

- جهاز الإرسال: الأداة التي تحول الرسالة إلى إشارات يمكن نقلها، مثل الموجات الصوتية أو البيانات الرقمية.

- القناة الاتصالية: الوسيلة المستخدمة في نقل الرسالة، وتشمل الوسائل التقليدية مثل الكتابة والكلام، والحديثة مثل وسائل التواصل الاجتماعي.

- المستقبل: الجهة أو الأفراد الذين يتلقون الرسالة ويفسرونها.

- الرسالة: المحتوى الذي يتم إرساله، سواء كان معلومات أو أفكارًا أو بيانات.

- التشويش: أي عنصر يؤثر سلبًا على وضوح الرسالة أو دقة فهمها.

نموذج شانون و ويفر

—>  2 - تحليل النموذج:

يُعد نموذج ديفلور امتدادًا لنموذج شانون وويفر، حيث أدخل مفاهيم جديدة مأخوذة من نموذج "ويستلي وماكلين"، مثل التغذية الراجعة الخطية، مما جعل الاتصال عملية دائرية وليست ذات اتجاه واحد.

الإضافات التي قدمها ديفلور

- فصل العملية الاتصالية إلى مراحل مستقلة، تشمل المصدر، والناقل، والمتلقي، والهدف.

- اعتبار القناة وسيلة اتصال وأداة لرجع الصدى في الوقت نفسه.

- إدراك أن التشويش قد يحدث في أي مرحلة من مراحل الاتصال.

يرى ديفلور أن وسائل الإعلام يجب أن تُدرس كنظم اجتماعية تعمل ضمن إطار ثقافي واجتماعي محدد، مما يسمح بفهم كيفية تأثير محتوى الإعلام على استقرار المجتمع. كما أشار إلى أن النظام الإعلامي يتفاعل مع البعد الاجتماعي والثقافي والسيكولوجي، مما يوفر أساسًا لفهم التفاعل الإعلامي وتأثيره.

واحدة من أهم ميزات نموذج ديفلور هي إدخاله لمفهوم المؤسسات المسيطرة والمنظمة لعملية الاتصال الجماهيري، وهو عنصر لم يكن حاضرًا في النماذج السابقة. كما أنه ركّز على كيفية تحليل الجمهور المستهدف من خلال التغذية الراجعة، مما يسمح لمؤسسات الإعلام بضبط المحتوى بما يتناسب مع اهتمامات الجمهور.

وبذلك، يُعد نموذج ديفلور من أكثر النماذج شمولية، حيث يجمع بين الأبعاد الاجتماعية والثقافية والنفسية للاتصال الجماهيري، مما يجعله إطارًا تحليليًا مهمًا لفهم تأثير الإعلام في المجتمعات الحديثة.

الفصل الرابع : التطبيقات العملية والمناقشة النقدية لنموذج ديفلور

يمكن تفسير نموذج ديفلور بوضوح عند تطبيقه في مجال الإعلان. فعلى سبيل المثال، إذا افترضنا أن المصدر هو الاستراتيجية الإعلانية التي تعتمدها شركة معينة لإيصال معلومات حول منتجها إلى الجمهور، يتم تحويل هذه المعلومات إلى رسالة على شكل إعلان تلفزيوني أو رقمي. بعد ذلك، تُنقل الرسالة عبر وسائل الاتصال الجماهيري مثل التلفاز أو وسائل التواصل الاجتماعي. وعند استقبالها، يقوم الجمهور المستهدف بفك تشفيرها واستيعابها. تأتي هنا أهمية التغذية الراجعة، حيث يتم تلقي استجابات الجمهور من خلال التعليقات عبر البريد الإلكتروني أو وسائل التواصل الاجتماعي، مما يساعد الشركة في تقييم مدى نجاح رسالتها وإجراء التعديلات اللازمة لضمان تحقيق الأهداف المرجوة.

—>  1.مجالات لتطبيق نموذج ديفلور:

العلاقات العامة:

تلعب العلاقات العامة دورًا محوريًا في بناء الجسور بين المؤسسات وجمهورها، حيث تعتمد على استراتيجيات اتصالية دقيقة لضمان وصول الرسائل بفعالية وتحقيق التأثير المطلوب. يعد نموذج ديفلر من الأدوات الأساسية في تصميم حملات العلاقات العامة، نظرًا لقدرته على تحليل عملية الاتصال، بدءًا من صياغة الرسالة، مرورًا باختيار القنوات المناسبة، وصولًا إلى تقييم ردود الفعل الجماهيرية وتحسين الاستراتيجيات وفقًا لها.  

 1. صياغة الرسائل الاتصالية بدقة ووضوح  

في مجال العلاقات العامة، يعتمد نجاح أي حملة على جودة الرسائل التي يتم إيصالها إلى الجمهور. وفقًا لنموذج ديفلر، يتعين على المؤسسات تشفير الرسائل بطريقة تتناسب مع طبيعة الجمهور المستهدف، مع الأخذ بعين الاعتبار الخلفيات الثقافية والاجتماعية التي قد تؤثر على تفسيرها.  

- على سبيل المثال، عند إطلاق حملة توعية صحية، يجب أن تكون الرسالة واضحة وسهلة الفهم، مع استخدام لغة تتناسب مع مستوى إدراك الجمهور المستهدف، لضمان تحقيق التأثير المطلوب.  

 2. اختيار القنوات الإعلامية المناسبة  

يُبرز نموذج ديفلر أهمية اختيار الوسيلة الاتصالية المناسبة لضمان وصول الرسالة إلى الجمهور المستهدف بأقصى كفاءة ممكنة. تختلف الوسائل وفقًا لطبيعة الجمهور، فقد تكون الوسائل التقليدية مثل الصحف والتلفزيون أكثر فاعلية في بعض السياقات، بينما تكون وسائل التواصل الاجتماعي أكثر تأثيرًا في حالات أخرى.  

- على سبيل المثال، يمكن لحملة علاقات عامة تهدف إلى تعزيز صورة علامة تجارية بين الشباب أن تعتمد على وسائل مثل إنستغرام وتيك توك، بينما قد تكون الصحف والمجلات أكثر ملاءمة لحملة موجهة إلى جمهور من رجال الأعمال أو الأكاديميين.  

 3. تحليل ردود الفعل الجماهيرية والتفاعل مع الجمهور  

من أهم عناصر نموذج ديفلر دوره في تحليل ردود الفعل الجماهيرية، حيث تتيح آلية التغذية الراجعة للمؤسسات تقييم مدى نجاح حملاتها وإجراء التعديلات اللازمة لتحسين أدائها.  

عناصر نموذج ديفلر

- على سبيل المثال، إذا أطلقت مؤسسة حملة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، فإن تحليل التعليقات والتفاعل على المنشورات يساعد في قياس مدى تقبل الجمهور للرسالة، مما يمكن المؤسسة من تعديل استراتيجياتها أو تصحيح أي سوء فهم قد يحدث.  

 4. بناء استراتيجيات تواصل طويلة المدى  

لا تقتصر العلاقات العامة على الحملات المؤقتة، بل تتطلب استراتيجيات طويلة الأمد تعزز العلاقة بين المؤسسة وجمهورها. يتيح نموذج ديفلر فهماً معمقاً لديناميكيات الاتصال، مما يساعد في بناء استراتيجيات اتصالية مستدامة تحقق الثقة والمصداقية على المدى البعيد.  

- على سبيل المثال، يمكن للمؤسسات الخيرية استخدام النموذج لتطوير برامج تواصل فعالة مع المتبرعين، من خلال إرسال تحديثات دورية حول تأثير تبرعاتهم، مما يعزز ثقتهم بالمؤسسة ويشجعهم على الاستمرار في دعمها.  

يُعد نموذج ديفلر أداة فعالة في تصميم وتنفيذ حملات العلاقات العامة، حيث يساهم في تحسين جودة الرسائل الاتصالية، اختيار القنوات الإعلامية المثلى، وتحليل ردود الفعل الجماهيرية لضمان تحقيق الأهداف المرجوة. من خلال تطبيق هذا النموذج، يمكن للمؤسسات تعزيز تواصلها مع الجمهور، بناء صورة إيجابية، وزيادة مستوى التأثير في المجال العام.

التفاعل الاجتماعي:

يعد التواصل الفعّال عنصرًا أساسيًا في الحياة اليومية، حيث يؤثر على جودة العلاقات الشخصية والمهنية والاجتماعية. يساعد نموذج ديفلر في فهم ديناميكيات التفاعل الاجتماعي من خلال توضيح كيفية انتقال الرسائل بين الأفراد، وتفسير ردود الفعل، وتحديد العوامل التي قد تؤثر على نجاح عملية التواصل.  

 1. تحسين جودة المحادثات في اللقاءات والاجتماعات  

في اللقاءات الاجتماعية والمهنية، يعتمد التواصل الفعّال على القدرة على إيصال الأفكار بوضوح وفهم ردود فعل الآخرين. يوضح نموذج ديفلر كيفية تشفير الرسائل ونقلها عبر القنوات المختلفة، ومن ثم فك شفرتها من قبل المستقبِل.  

- في بيئة العمل: عند إجراء اجتماع لمناقشة مشروع جديد، يستخدم المشاركون النموذج تلقائيًا من خلال تبادل المعلومات وتحليل استجابات الزملاء، مما يساعد في اتخاذ قرارات أكثر استنارة.  

- في اللقاءات الاجتماعية: خلال حديث ودي بين الأصدقاء، يسهم فهم عناصر النموذج في تحسين تدفق المحادثة، حيث يدرك المتحدث كيف يتلقى الآخرون حديثه، مما يساعد في تعديل أسلوبه لتحقيق تواصل أفضل.  

 2. تعزيز القدرة على تحليل ردود الفعل والتكيف معها  

يتيح نموذج ديفلر للأفراد القدرة على تفسير ردود أفعال الآخرين أثناء التفاعل، مما يسهم في تحسين مستوى التواصل الشخصي.  

- في التفاوض والمناقشات: عندما يطرح شخص ما فكرة أو مقترحًا، يمكنه ملاحظة ردود فعل الآخرين (لغة الجسد، التعابير الوجهية، الملاحظات الشفهية) وتعديل طريقته في الحديث أو تقديم المزيد من التوضيح لضمان فهم رسالته بشكل صحيح.  

- في التعليم والتدريب: يمكن للمعلمين والمدربين استخدام هذا النموذج لتقييم مدى استيعاب الطلاب من خلال ملاحظة ردود أفعالهم، مما يسمح لهم بتكييف أساليب التدريس وفقًا لاحتياجاتهم.  

 3. التغلب على العوائق الاتصالية وتحسين التفاهم  

في بعض الأحيان، قد يواجه الأفراد عوائق اتصالية مثل سوء الفهم، الاختلافات الثقافية، أو التفسيرات غير الدقيقة للرسائل. يساعد نموذج ديفلر في تحديد هذه العوائق والعمل على تجاوزها من خلال تحسين أساليب الإرسال والاستقبال.  

- في البيئات متعددة الثقافات: عند التفاعل مع أفراد من خلفيات ثقافية مختلفة، يمكن للنموذج مساعدة الأفراد على فهم الفروق اللغوية والثقافية التي قد تؤثر على عملية التواصل، مما يقلل من احتمالية سوء الفهم ويعزز التفاهم المشترك.  

- في العلاقات الشخصية: يساهم فهم النموذج في تحسين التواصل بين الأفراد من خلال إدراك تأثير العوامل الشخصية (مثل المشاعر والتجارب السابقة) على عملية تبادل الرسائل، مما يؤدي إلى تفاعلات أكثر إيجابية وبناءة.  

 4. دعم التواصل الفعّال عبر الوسائل الرقمية  

مع انتشار وسائل التواصل الاجتماعي والتقنيات الرقمية، أصبح نموذج ديفلر أكثر أهمية في فهم التفاعل عبر المنصات الافتراضية، حيث يمر الاتصال بمراحل مشابهة لما يحدث في التفاعلات المباشرة.  

- في المراسلات الإلكترونية والاجتماعات الافتراضية: يمكن للأفراد استخدام النموذج لضمان وضوح الرسائل المكتوبة، اختيار الأسلوب المناسب، والتفاعل مع التعليقات وردود الفعل لضمان تحقيق فهم مشترك.  

- في منصات التواصل الاجتماعي: يساعد تحليل التفاعل بين المرسل والجمهور في تحسين جودة المحتوى، حيث يمكن للمرسل تعديل أسلوبه بناءً على ردود الفعل الواردة من المتابعين.  

يُعد نموذج ديفلر أداة قوية لفهم وتحليل عمليات التواصل في الحياة اليومية، حيث يساعد الأفراد على تحسين جودة المحادثات، تفسير ردود الفعل، وتجاوز العوائق الاتصالية لتعزيز التفاعل الاجتماعي. سواء في الاجتماعات المهنية، التفاعلات الشخصية، أو عبر الوسائل الرقمية، يتيح هذا النموذج للأفراد تطوير مهاراتهم الاتصالية وتحقيق تواصل أكثر فاعلية وتأثيرًا

التواصل الرقمي ووسائل الإعلام الاجتماعية:

يوفر النموذج إطارًا مناسبًا لفهم كيفية تفاعل الأفراد والمنظمات على منصات التواصل الاجتماعي، مثل تويتر وفيسبوك وإنستغرام. يساعد في تحليل البيانات المتعلقة بردود الفعل الجماهيرية، مما يساهم في تحسين استراتيجيات الاتصال الرقمي.

التواصل بين الثقافات المختلفة:

في عالم يزداد ترابطه بفعل العولمة ووسائل الاتصال الرقمية، يواجه الأفراد تحديات متعددة عند التواصل مع أشخاص من خلفيات ثقافية مختلفة. وهنا تبرز أهمية نموذج ديفلر، الذي يساهم في تحسين عملية التفاعل بين الثقافات من خلال تقديم إطار تحليلي يساعد في تقليل سوء الفهم وتعزيز التفاهم المتبادل.  

 1. فهم الاختلافات الثقافية في عملية الاتصال  

يُعد التواصل بين الثقافات عملية معقدة تتأثر بعوامل مثل اللغة، والقيم، والعادات، والتقاليد، مما قد يؤدي إلى سوء تفسير الرسائل. يساعد نموذج ديفلر على توضيح كيفية انتقال المعلومات بين المرسل والمستقبل عبر القنوات المختلفة، مع الأخذ بعين الاعتبار تأثير الثقافة على عملية التشفير وفك التشفير.  

- على سبيل المثال، في بيئة عمل دولية، قد يستخدم أحد الموظفين أسلوبًا مباشرًا في التعبير عن رأيه، بينما ينتمي زميله إلى ثقافة تفضل التلميح غير المباشر. باستخدام نموذج ديفلر، يمكن تحليل كيفية تلقي الرسالة وتأويلها، مما يساعد على تقليل فرص سوء الفهم وتعزيز التفاهم بين الطرفين.  

 2. التغذية الراجعة كأداة لتوضيح الرسائل الثقافية  

يؤكد نموذج ديفلر على أهمية التغذية الراجعة في عملية الاتصال، حيث يتيح للأطراف المتواصلة فرصة تصحيح أي التباس قد ينشأ أثناء التفاعل. في سياق التفاعل بين الثقافات، يمكن استخدام التغذية الراجعة لفهم ما إذا كانت الرسالة قد نُقلت بطريقة صحيحة، أو إذا كانت بحاجة إلى إعادة صياغة لتكون أكثر وضوحًا للمستقبل.  

- على سبيل المثال، في بيئة تعليمية متعددة الثقافات، يمكن للمدرس استخدام التغذية الراجعة لمعرفة مدى فهم الطلاب لموضوع معين، ثم تعديل أسلوبه بناءً على الفروقات الثقافية في أساليب التعلم والتواصل.  

 3. دور التكنولوجيا في تعزيز التفاعل بين الثقافات عبر نموذج ديفلر  

مع انتشار وسائل التواصل الاجتماعي والتطبيقات الرقمية، أصبحت عملية التفاعل بين الأفراد من ثقافات مختلفة أكثر تعقيدًا، لكنها في الوقت ذاته توفر فرصًا جديدة لتعزيز التفاهم المتبادل. يساعد نموذج ديفلر في تحليل كيفية استخدام هذه الوسائل كقنوات لنقل الرسائل، وتأثيرها على فهم الثقافات المختلفة لبعضها البعض.  

- على سبيل المثال، عند التفاعل في منتديات دولية أو عبر منصات مثل تويتر وإنستغرام، قد تختلف طريقة التعبير عن الأفكار والمفاهيم وفقًا للخلفية الثقافية لكل مستخدم. يمكن لنموذج ديفلر أن يساعد في تفسير كيفية استقبال الرسائل وردود الفعل عليها، مما يسهم في تحسين الحوار بين الثقافات.  

 4. استخدام النموذج في حل النزاعات الثقافية  

يُعد سوء الفهم الثقافي أحد الأسباب الرئيسية للنزاعات في بيئات العمل، والمؤسسات الأكاديمية، وحتى في العلاقات الدبلوماسية. من خلال نموذج ديفلر، يمكن تحليل مصدر سوء الفهم وتحديد العوامل التي أدت إليه، سواء كانت متعلقة باللغة، أو الفروقات في أساليب التعبير، أو الاختلاف في التوقعات الاجتماعية.  

- على سبيل المثال، في بيئة العمل متعددة الجنسيات، قد يُسيء أحد الموظفين فهم تعبير معين يُستخدم في ثقافة أخرى بطريقة غير مقصودة. يمكن للمديرين استخدام نموذج ديفلر لفهم ديناميكيات الاتصال، وإيجاد طرق لتسهيل الحوار وتقريب وجهات النظر.   

يساعد نموذج ديفلر في تعزيز التفاعل بين الأفراد من خلفيات ثقافية متنوعة، حيث يوفر إطارًا لفهم كيفية انتقال الرسائل وتأويلها في سياقات ثقافية مختلفة. من خلال التركيز على دور التشفير، والتغذية الراجعة، والتفاعل عبر القنوات المختلفة، يمكن للنموذج أن يساهم في تقليل سوء الفهم، وتعزيز التواصل الفعّال، وبناء جسور من التفاهم بين الثقافات في مختلف البيئات الاجتماعية والمهنية.

التواصل في المنظمات غير الحكومية والجمعيات الخيرية:

تلعب المؤسسات غير الربحية دورًا حيويًا في معالجة القضايا الاجتماعية والإنسانية، وتعتمد بشكل كبير على التواصل الفعّال مع الجمهور لتحقيق أهدافها. يمكن لنموذج ديفلر أن يكون أداة أساسية في تحسين استراتيجيات الاتصال لهذه المؤسسات، من خلال فهم كيفية توجيه الرسائل، قياس استجابات الجمهور، وتعزيز التأثير الإيجابي في المجتمع.  

 1. تحسين استراتيجيات التواصل لجذب التبرعات  

تحتاج المؤسسات غير الربحية إلى استراتيجيات فعالة لإيصال رسائلها إلى الجمهور المستهدف وتحفيزه على التبرع. يتيح نموذج ديفلر لهذه المؤسسات تصميم حملات اتصال تأخذ بعين الاعتبار مراحل التفاعل بين المرسل (المؤسسة) والمستقبل (المتبرع المحتمل)، مع التركيز على التغذية الراجعة لضمان استجابة إيجابية.  

- تصميم الرسالة: يساعد النموذج في تحديد كيفية صياغة الرسائل بأسلوب مؤثر يجذب العواطف ويحفّز الجمهور على التبرع، سواء عبر الحملات الإعلانية أو وسائل التواصل الاجتماعي.  

- اختيار القنوات المناسبة: يساهم في اختيار القنوات الإعلامية الأكثر تأثيرًا، مثل التلفزيون، الصحف، أو المنصات الرقمية، لضمان وصول الرسالة إلى الفئات المستهدفة.  

- تحليل ردود الفعل: يمكن للمؤسسات استخدام التغذية الراجعة من الجمهور لتعديل استراتيجياتها وتقديم حملات أكثر تأثيرًا بناءً على مدى استجابة المجتمع.  

 2. تعزيز الوعي بالقضايا الاجتماعية والإنسانية  

تلعب المؤسسات غير الربحية دورًا رئيسيًا في نشر الوعي حول القضايا البيئية، الصحية، والتعليمية، وغيرها. يمكن لنموذج ديفلر أن يساعد هذه المؤسسات على تطوير استراتيجيات اتصال تركز على إيصال المعلومات بطريقة واضحة ومؤثرة.  

- خلق حملات توعوية مؤثرة: يساعد في تطوير حملات تعتمد على استراتيجيات الاتصال المتكاملة، مثل دمج الوسائط التقليدية مع الوسائط الرقمية لتحقيق وصول أوسع.  

- تحليل الاستجابات المجتمعية: يساعد في تقييم مدى تفاعل الجمهور مع الرسائل التوعوية وتعديل أساليب الاتصال لتعزيز التأثير الإيجابي.  

- تحقيق التفاعل المستمر: من خلال الاستفادة من التغذية الراجعة، يمكن للمؤسسات تحسين استراتيجياتها لضمان استمرارية التفاعل مع الجمهور وبناء علاقات طويلة الأمد معه.  

 3. تعزيز التواصل مع الداعمين والشركاء  

تحتاج المؤسسات غير الربحية إلى بناء علاقات قوية مع الجهات الداعمة والشركاء الاستراتيجيين، مثل الشركات، الحكومات، والمنظمات الدولية. يتيح نموذج ديفلر لهذه المؤسسات تطوير خطط اتصال تعزز من فرص التعاون والشراكة.  

- إدارة العلاقات مع الداعمين: يساعد في تطوير استراتيجيات اتصال موجهة تحافظ على التفاعل المستمر مع الممولين وتعزز من ثقتهم بالمؤسسة.  

- تحليل مخرجات التعاون: يساهم في تقييم مدى نجاح المبادرات المشتركة وتحسين طرق التواصل لتحقيق أقصى استفادة من الشراكات.  

- تقديم التغذية الراجعة: يتيح للمؤسسات تقديم بيانات واضحة حول تأثير مساهمات الشركاء والداعمين، مما يعزز من استمرارية دعمهم.  

يساعد نموذج ديفلر المؤسسات غير الربحية على تحسين استراتيجياتها الاتصالية، سواء في جذب التبرعات، زيادة الوعي بالقضايا الاجتماعية، أو تعزيز الشراكات. من خلال فهم كيفية توجيه الرسائل بفعالية، اختيار القنوات المناسبة، وتحليل استجابات الجمهور، يمكن لهذه المؤسسات تحقيق تأثير أكبر في المجتمع وضمان استدامة أنشطتها.

التواصل في المؤتمرات والأحداث العامة:

تتطلب الفعاليات والمؤتمرات استراتيجيات اتصال دقيقة لضمان تحقيق أهدافها بنجاح. يساعد نموذج ديفلر في تصميم استراتيجيات فعالة لنقل الرسائل الرئيسية، اختيار الوسائل المناسبة للتواصل، وتحليل ردود فعل الحضور لتعزيز التأثير.  

 1. تصميم استراتيجيات فعالة لنقل الرسائل الرئيسية  

يتيح نموذج ديفلر للمنظمين تحديد الرسائل الأساسية التي يرغبون في إيصالها إلى الجمهور، وضمان وصولها بوضوح وفعالية.  

- تحديد الأهداف الاتصالية: يساعد في صياغة رسائل واضحة ومباشرة تتماشى مع أهداف الحدث.  

- تخصيص المحتوى للجمهور المستهدف: يسهم في تصميم رسائل تتناسب مع اهتمامات وتوقعات الحضور، مما يعزز من تأثيرها.  

- استخدام أساليب تواصل متعددة: يمكن تطبيق النموذج على مختلف الوسائل، مثل العروض التقديمية، مقاطع الفيديو، أو الجلسات الحوارية، لضمان إيصال المعلومات بطريقة فعالة.  

 2. اختيار الوسائل المناسبة للتواصل  

تعتمد فعالية الفعاليات على استخدام قنوات اتصال ملائمة تتيح وصول الرسائل إلى الجمهور المستهدف بأفضل شكل ممكن.  

- استخدام الوسائل الرقمية: مثل شاشات العرض التفاعلية، التطبيقات الخاصة بالمؤتمر، والبث المباشر عبر الإنترنت لتعزيز التفاعل.  

- الاعتماد على وسائل التواصل الاجتماعي: لنشر المعلومات الفورية والتفاعل مع الحضور قبل وأثناء وبعد الحدث.  

- توظيف الأنشطة التفاعلية: مثل الجلسات النقاشية وورش العمل لزيادة مشاركة الجمهور وتعزيز فهم الرسائل المطروحة.  

 3. تحليل ردود فعل الحضور لتعزيز فعالية الحدث  

يساعد نموذج ديفلر في تقييم مدى نجاح الفعالية وتحليل استجابات الجمهور لتحسين الأحداث المستقبلية.  

- قياس رضا الحضور: من خلال استبيانات مباشرة أو تعليقات عبر وسائل التواصل الاجتماعي.  

- تحليل التفاعل خلال الفعالية: مثل مستوى المشاركة في الجلسات، الأسئلة المطروحة، ومدى تفاعل الجمهور مع المحتوى.  

- تقديم تقارير تفصيلية: لاستخلاص الدروس المستفادة وتحسين استراتيجيات الاتصال في الفعاليات القادمة.  

يمثل نموذج ديفلر أداة فعالة في تحسين التواصل داخل الفعاليات والمؤتمرات، بدءًا من صياغة الرسائل الرئيسية، مرورًا باختيار الوسائل الملائمة، وصولًا إلى تحليل ردود الفعل. من خلال تطبيق هذا النموذج، يمكن للمنظمين تحقيق تواصل أكثر تأثيرًا وتعزيز تجربة الحضور، مما يساهم في إنجاح الفعالية وتحقيق أهدافها المرجوة.

2—>  - المناقشة النقدية لنموذج ديفلور

يتميز نموذج ديفلور بإدماجه لعدة مفاهيم أساسية من نماذج الاتصال السابقة، مثل نموذج شانون وويفر الذي ركّز على العناصر التقنية للاتصال ونموذج ويستلي وماكلين الذي أضاف مفهوم التغذية الراجعة. ومع ذلك، فإن نموذج ديفلور يتفوق عليهما من خلال تقديم رؤية أكثر شمولية للعملية الاتصالية.

 أبرز النقاط النقدية حول نموذج ديفلور  

 1. تكامل التكنولوجيا في عملية الاتصال  

يعد نموذج ديفلور من أوائل النماذج التي دمجت التكنولوجيا في دراسة الاتصال، مما يجعله مناسبًا لتحليل العمليات الاتصالية في العصر الرقمي. إذ يوفر إطارًا لفهم دور الوسائط المتعددة، الإنترنت، ومنصات التواصل الاجتماعي في تشكيل عملية الاتصال وتفاعلاتها.  

 2. اعتماد النهج الدائري في الاتصال  

يتميز النموذج بكونه دائريًا، حيث يختلف عن نموذج شانون وويفر الخطّي التقليدي، إذ يسمح بالتفاعل المستمر بين المرسل والمستقبل من خلال التغذية الراجعة. هذه الخاصية تجعله أكثر ملاءمة لفهم الاتصالات الحديثة، خاصة في البيئات التفاعلية مثل وسائل الإعلام الرقمية والتواصل الاجتماعي.  

 3. إدراج العوامل الاجتماعية والثقافية  

أحد الجوانب المهمة في نموذج ديفلور هو أخذه في الاعتبار العوامل الاجتماعية والثقافية التي تؤثر على عملية الاتصال. فهو لا يقتصر على الجوانب التقنية، بل يدمج البيئة الاجتماعية والنفسية للمستقبل، مما يتيح فهماً أعمق لديناميكيات التفاعل بين وسائل الإعلام والمجتمع.  

 4. تحديد الجمهور المستهدف بشكل دقيق  

يسهم مفهوم التغذية الراجعة في تمييز الجمهور الفعلي عن الجمهور المستهدف، مما يساعد في ضبط الرسائل الاتصالية وفقًا لاستجابات الجمهور الحقيقي. يتيح ذلك تحسين استراتيجيات الاتصال وتعزيز فعاليتها، خاصة في حملات العلاقات العامة والإعلام الرقمي.  

 ملاحظات نقدية إضافية  

- عدم معالجة التشويش بشكل كافٍ: رغم أن النموذج يركز على التغذية الراجعة، إلا أنه لا يعالج بالتفصيل تأثير التشويش (الضوضاء الاتصالية) على استيعاب الرسائل.  

- تعقيد التحليل: مقارنة بالنماذج الاتصالية البسيطة، قد يكون تطبيق نموذج ديفلور أكثر تعقيدًا، خاصة في البيئات التي تتسم بتعدد القنوات والجمهور.  

- محدودية التطبيق في الاتصالات أحادية الاتجاه: في بعض السياقات التي لا تتضمن تغذية راجعة واضحة (مثل الإعلانات التقليدية أو البث الإذاعي)، قد يكون النموذج أقل فاعلية مقارنة بالنماذج الخطية.  

يمثل نموذج ديفلور تطورًا مهمًا في دراسة الاتصال بفضل دمجه التكنولوجيا، اعتماده على التفاعل الدائري، واهتمامه بالعوامل الاجتماعية والثقافية. ومع ذلك، فإن هناك بعض التحديات التي يمكن تحسينها، مثل معالجة التشويش الاتصالي، تبسيط التحليل، وتوضيح تطبيقاته في الاتصالات أحادية الاتجاه.

—>  3 .الانتقادات الموجهة للنموذج:

تعقيد العملية الاتصالية: على الرغم من شمولية النموذج، إلا أن تفصيله لعدة مراحل يجعل تطبيقه معقدًا في بعض الحالات، خاصة عند دراسة التفاعلات الفورية في وسائل التواصل الاجتماعي.

عدم مراعاة التأثيرات غير المباشرة: يركز النموذج على ردود الفعل المباشرة، لكنه قد لا يعكس بدقة التأثيرات غير المباشرة التي تتطلب وقتًا أطول للظهور.

بشكل عام، يُعتبر نموذج ديفلور أحد النماذج الأكثر شمولية في دراسة الاتصال، حيث يقدم تفسيرًا دقيقًا للتفاعل بين الأفراد ووسائل الإعلام، ويساعد في تحليل عمليات الاتصال الجماهيري في سياقات مختلفة، خاصة في ظل التطورات التكنولوجية الراهنة.

خاتمة 

يقدم هذا البحث رؤية متكاملة حول نموذج ديفلر في علوم الإعلام، مما يبرز أهمية استيعاب آليات انتقال المعلومات ودورها في تشكيل الوعي المجتمعي. إن تطوير إطار نظري يستند إلى أسس علمية لتحليل الاتصال الجماهيري يمثل ركيزة أساسية في صياغة استراتيجيات إعلامية واتصالية أكثر كفاءة وفاعلية.

وفي ظل التغيرات المتسارعة في المشهد الإعلامي، تظل الحاجة ملحة لمواصلة البحث والاستقصاء حول نماذج التأثير وانتقال المعلومات، بما في ذلك نموذج ديفلر. ومن خلال الدراسات المستمرة والتطبيقات العملية، يمكن تعزيز فهمنا لعملية الاتصال، مما يسهم في تطوير أدوات واستراتيجيات فعالة لنقل المعرفة وتحقيق تأثير أعمق وأكثر دقة في المجتمع.

مراجع

كتب 

  • كتاب  مبادئ الاتصال الأسس والمفاهيم - الدكتور محمد صاحب سلطان - الطبعة الأولى -2014 - دار المسيرة - الأردن

  • كتاب نظريات الاتصال - بسام عبد الرحمان المشاقية - دار أسامة للنشر والتوزيع - الأردن - عمان‎  

  • theories of mass communication - second edition - Melvin L. defleur - washington state university 


دروس جامعية  

  • مقياس تكنولوجيا الاتصال  -  جامعة الشهيد لخضر الوادي كلية العلوم الاجتماعية و الانسانية - الدكتورة نبار ربيحة

  • محاضرات فى نظـريات الإعـــــلام - دكتور/هشام رشدى خيراالله - جامعة المنوفية - مصر - كلية العلوم الاجتماعية والإعلام 

  • محاضرات مقياس: الاتصال والتحرير إداري - المحور الأول: المحاضرة 4 - نماذج عملية الاتصال إعداد الأستاذ: عابدي محمد السعيد - جامعة محمد الشريف مساعدية- سوق أهراس 

مواقع الكترونية 

https://en.wikipedia.org/wiki/Melvin_Defleur 

https://www.communicationtheory.org/de-fleur-model-of-communication/ 

https://www.communicationtheory.org/westley-and-macleans-

model-of-communication/ 




أسئلة شائعة

المسح الأثري في المناطق المغمورة هو عملية بحث ودراسة المواقع الأثرية المغمورة تحت الماء باستخدام تقنيات حديثة مثل السونار والتصوير ثلاثي الأبعاد.
تشمل الأدوات المستخدمة أجهزة السونار، الغواصات الروبوتية، تقنيات التصوير الرقمي، وتحليل الرواسب البحرية.
تكشف دراسة المواقع الأثرية المغمورة عن معلومات تاريخية مهمة حول الحضارات القديمة، والهجرات البشرية، والتغيرات البيئية.
تشمل التحديات الظروف البيئية القاسية، التكلفة العالية، صعوبة الوصول إلى بعض المواقع، وتأثيرات العوامل الطبيعية على البقايا الأثرية.
يتم التنقيب الأرضي في مواقع يابسة باستخدام الحفريات التقليدية، بينما يعتمد التنقيب تحت الماء على تقنيات خاصة مثل الروبوتات والغوص العلمي.
تساهم التكنولوجيا في تسهيل اكتشاف المواقع الأثرية وتحليلها باستخدام الذكاء الاصطناعي، التصوير المتقدم، وأجهزة الاستشعار الدقيقة.
تعليقات