القائمة الرئيسية

الصفحات

الفرق بين الانتداب والوصاية و المستعمرات التي تعرضت للانتداب أو الوصاية

 الانتداب والوصاية 

الفرق بين الانتداب والوصاية  و المستعمرات التي تعرضت للانتداب أو الوصاية

أ . الفرق بين الانتداب والوصاية 

الانتداب والوصاية هما مصطلحان يستخدمان للإشارة إلى أشكال من الإشراف الدولي على الدول والمستعمرات، ولكن هناك فروق واضحة بينهما من حيث السياق التاريخي والحقوق القانونية والسياسية. إليك الفروقات الرئيسية بينهما:

 1. التعريف

- الانتداب:

  - هو نظام تم تأسيسه بعد الحرب العالمية الأولى تحت إشراف عصبة الأمم (ثم الأمم المتحدة بعد الحرب العالمية الثانية) حيث كانت الدول الكبرى تتولى مسؤولية حكم بعض الأراضي التي كانت تابعة للقوى الهزيمة (مثل الإمبراطورية العثمانية وألمانيا). كان الهدف من الانتداب هو "إدارة الأراضي لصالح شعوبها"، مع التركيز على المساعدة في التقدم نحو الاستقلال.

  - المثال الشائع: فلسطين والعراق تحت الانتداب البريطاني، وسوريا ولبنان تحت الانتداب الفرنسي.

- الوصاية:

  - هي نظام أقيم بعد الحرب العالمية الثانية تحت إشراف الأمم المتحدة، حيث تكون الدول أو الأراضي خاضعة للوصاية من أجل ضمان تقدمها نحو الاستقلال السياسي والاجتماعي. الوصاية تكون أقل سلطة مباشرة من الانتداب، وغالبًا ما تكون تحت إشراف دول أو منظمات دولية لضمان حقوق الشعوب المُستعمَرة.

  - المثال الشائع: تيمور الشرقية تحت وصاية الأمم المتحدة.

 2. الهدف والغاية

- الانتداب:

  - كان هدف الانتداب غالبًا هو إدارة الأراضي المستعمَرة وتوجيهها نحو الاستقلال، ولكنه كان في الواقع أداة من أدوات السيطرة الاستعمارية، حيث كانت الدول المنتدبة تدير الأراضي بشكل شبه استعماري.

  - يهدف الانتداب إلى "تعليم" الشعوب المحلية كيفية إدارة شؤونها الخاصة تحت إشراف الدولة المنتدبة.

- الوصاية:

  - كان الهدف من نظام الوصاية أكثر تركيزًا على تطوير المؤسسات المحلية وتمكين الشعوب المستعمَرة من إدارة شؤونها بأنفسها في المستقبل. كان يهدف إلى توفير بيئة مستقرة وآمنة تساعد على الاستقلال الذاتي.

 3. السلطة والمسؤولية

- الانتداب:

  - كانت الدولة المنتدبة تحتفظ بالسلطة العليا في إدارة الشؤون السياسية والاقتصادية والعسكرية. كانت الدولة المنتدبة تتحكم بشكل مباشر في الحكومة والموارد.

- الوصاية:

  - تحت الوصاية، كانت الدول المعنية تخضع لإشراف دولي وقد تدار من قبل الأمم المتحدة أو هيئة أخرى دولية، مما يجعلها أقرب إلى نظام الإشراف العام على استقلال البلاد، بدلاً من الحكم المباشر.

 4. المدة:

- الانتداب:

  - كان الانتداب يستمر حتى يتم تحديد ما إذا كانت الدولة قادرة على الحكم الذاتي، ولكن في الواقع غالبًا ما استمر الانتداب لفترات طويلة قد تمتد لعقود.

- الوصاية:

  - كان من المفترض أن يكون نظام الوصاية لفترة أقصر، بهدف الانتقال السريع إلى الاستقلال التام تحت إشراف الأمم المتحدة.

 5. التحول إلى الاستقلال

- الانتداب:

  - غالبًا ما كان يُنظر إليه على أنه خطوة نحو الاستقلال، ولكن بعض الدول المنتدبة ظلّت تحت إشراف الاستعمار لفترة طويلة (مثل فلسطين تحت الانتداب البريطاني).

- الوصاية:

  - تحت الوصاية، كان من المفترض أن يحدث التحول إلى الاستقلال بشكل أسرع من خلال التفاوض والمساعدة المستمرة من قبل الأمم المتحدة.

 خلاصة الفرق

- الانتداب كان يتضمن إشرافًا من قوى استعمارية على أراضٍ كانت تحت سيطرتها، بهدف توجيهها نحو الاستقلال، بينما الوصاية كانت تتضمن إشرافًا دوليًا على الدول المستعمَرة لضمان تطورها واستقلالها بطريقة أكثر تحكمًا دوليًا وتهدف إلى تقليص دور القوى الاستعمارية المباشرة.

ب . قائمة بالمستعمرات التي تعرضت للانتداب أو الوصاية 

إليك قائمة بالمستعمرات التي تعرضت للانتداب أو الوصاية من قبل القوى الاستعمارية، وفقًا لقرارات عصبة الأمم (بعد الحرب العالمية الأولى) ومن ثم الأمم المتحدة (بعد الحرب العالمية الثانية):

1. المستعمرات التي تعرضت للانتداب بعد الحرب العالمية الأولى:

1. فلسطين – تحت الانتداب البريطاني (1917-1948).

2. العراق – تحت الانتداب البريطاني (1920-1932).

3. سوريا – تحت الانتداب الفرنسي (1920-1946).

4. لبنان – تحت الانتداب الفرنسي (1920-1946).

5. أرمينيا – تحت الانتداب الفرنسي (لم يتم التنفيذ الكامل).

6. مملكة الحجاز – انتداب فرنسي (لم يتم التنفيذ الكامل).

7. جنوب غرب إفريقيا (ناميبيا) – تحت الانتداب الألماني ثم البريطاني.

8. تنزانيا (زنجبار) – كانت تحت الانتداب البريطاني.

9. كينيا – تحت الانتداب البريطاني.

10. أوغندا – تحت الانتداب البريطاني.

2. المستعمرات التي تعرضت للوصاية بعد الحرب العالمية الثانية:

بعد الحرب العالمية الثانية، تم إنشاء نظام الوصاية تحت إشراف الأمم المتحدة لتعزيز حقوق الشعوب المستعمَرة وضمان استقلالهم. من أبرز الدول التي خضعت لنظام الوصاية:

1. جزر المحيط الهادئ – تحت وصاية الولايات المتحدة الأمريكية.

2. تيمور الشرقية – تحت وصاية الأمم المتحدة (1999-2002).

3. كوسوفو – تحت وصاية الأمم المتحدة (1999-2008).

4. النيبال – تحت وصاية المملكة المتحدة.

5. غينيا الجديدة – تحت وصاية أستراليا.

6. جزر مارشال – تحت وصاية الولايات المتحدة.

تضمنت هذه المناطق أنواعًا مختلفة من الحكم تحت الوصاية أو الانتداب بهدف تمهيد الطريق لاستقلالها بعد فترة من الوقت.

خاتمة

  • الانتداب والوصاية هما نظامان استعماريان تم تطبيقهما تحت مظلة عصبة الأمم أو الأمم المتحدة في القرن العشرين. بينما كان كلاهما يهدف إلى إدارة الأراضي المستعمرة وتوجيهها نحو الاستقلال، إلا أن هناك اختلافات هامة بينهما.

  • الانتداب كان بمثابة ترتيب قانوني قُدمت فيه بعض الأراضي التي كانت تحت الحكم الاستعماري لدول منتدبة، مثل فرنسا وبريطانيا، بهدف إدارتها حتى تصبح جاهزة للاستقلال. كان يُطلق الانتداب على الأراضي التي لا تزال تحت السيادة لكن دون اعتبار للأهلية التامة لحكمها الذاتي. تم تقسيم الانتدابات إلى ثلاث درجات (A، B، C)، حيث كانت الدول المنتدبة مسؤولة عن تطوير البلاد حتى تصل إلى مرحلة من القدرة على إدارة شؤونها بنفسها.

  • أما الوصاية، فقد كانت حلاً آخر في إطار الأمم المتحدة بعد الحرب العالمية الثانية، حيث يتم الإشراف على أراضٍ محددة وتوجيهها نحو تقرير المصير في جو من احترام حقوق الإنسان والحريات الأساسية. كان الهدف من الوصاية هو تحفيز التنمية الاجتماعية والسياسية لتلك المناطق نحو الاستقلال، مع الإشراف الدولي من قبل مجلس الوصاية في الأمم المتحدة.

  • الفرق الأساسي بين النظامين يكمن في أن الانتداب كان يهدف إلى إدارة مباشرة للأراضي المستعمرة، بينما كانت الوصاية تشمل إشرافاً دولياً مع ضمانات لحقوق الإنسان وتوجه نحو الاستقلال التدريجي.

  • هذه الأنظمة كانت ممارسات استعمارية بغطاء دولي، ومع تطور السياسة الدولية، فقد تم إلغاء العديد من هذه الترتيبات لتأمين استقلال الشعوب وحصولها على سيادتها.

مراجع 

1. الانتداب والوصاية على الدول العربية - تأليف: مجموعة مؤلفين

2. الانتداب في الشرق الأوسط - تأليف: طارق البشري

3. الانتداب والوصاية: دور القوى الكبرى في الشرق الأوسط - تأليف: أحمد جابر

4. الانتداب الفرنسي على سوريا ولبنان - تأليف: ألبير متى

5. الانتداب البريطاني على فلسطين والعراق - تأليف: نادية كامل

6. السياسة الدولية والنظام الاستعماري: دراسة في مفهوم الانتداب والوصاية - تأليف: محمد سعيد

7. تاريخ الاستعمار البريطاني في الشرق الأوسط - تأليف: سمير أبو زيد

8. الوصاية الدولية على الدول العربية - تأليف: مصطفى كامل

9. دور الانتداب في تشكيل الدول العربية الحديثة - تأليف: حسام الدين العطار

10. الوصاية والانتداب: منظور تاريخي وسياسي - تأليف: محمود مراد


تعليقات

محتوى المقال