المناطق التي تحدث فيها الأعاصير

الأعاصير المدارية تحدث في عدة مناطق حول العالم، وتتركز في المناطق الاستوائية وشبه الاستوائية حيث توفر المحيطات الدافئة الظروف اللازمة لتكوّنها.

 المناطق الرئيسية التي تشهد الأعاصير المدارية هي:

1. المحيط الأطلسي

تشمل منطقة البحر الكاريبي، وخليج المكسيك، وسواحل الولايات المتحدة الشرقية؛ وتحدث فيها الأعاصير الأطلسية، مثل إعصار كاترينا.

الأعاصير في المحيط الأطلسي 

الأعاصير في المحيط الأطلسي تحدث بشكل رئيسي خلال موسم الأعاصير، الذي يمتد من شهر يونيو إلى نوفمبر، مع ذروة النشاط بين أغسطس وأكتوبر. وتشمل منطقة المحيط الأطلسي المناطق المحيطة بالبحر الكاريبي وخليج المكسيك والساحل الشرقي للولايات المتحدة، وتشهد هذه المنطقة سنويًا عددًا من الأعاصير التي تتفاوت في شدتها وتأثيرها.

من أهم الأعاصير التي حدثت في المحيط الأطلسي:

1. إعصار كاترينا (2005): من أكثر الأعاصير دمارًا في تاريخ الولايات المتحدة، خاصة في مدينة نيو أورلينز، حيث تسبب في فيضانات كبيرة وأضرار بالغة.

2. إعصار أندرو (1992): دمر أجزاء واسعة من جنوب فلوريدا وأجزاء من لويزيانا، وأدى إلى إجلاء واسع النطاق للسكان.

3. إعصار هارفي (2017): تسبب في فيضانات واسعة في ولاية تكساس، وأحدث أضرارًا جسيمة في البنية التحتية.

4. إعصار ماريا (2017): تسبب في دمار كبير في بورتوريكو، وتسبب في انقطاع طويل الأمد للكهرباء والخدمات.

5. إعصار إرما (2017): اجتاح منطقة الكاريبي ووصل إلى فلوريدا، حيث أدى إلى خسائر اقتصادية كبيرة.

تتكون الأعاصير في الأطلسي عندما تتوافر ظروف جوية معينة، مثل مياه المحيط الدافئة والرياح الهادئة في الطبقات الجوية العليا، مما يسمح للعواصف أن تشتد وتتحول إلى أعاصير قوية.

2. المحيط الهادئ الشمالي الشرقي

 تقع قبالة سواحل المكسيك وولاية كاليفورنيا، وتعتبر منطقة نشطة تشهد العديد من الأعاصير.

3. المحيط الهادئ الشمالي الغربي

تشمل مناطق مثل الفلبين، واليابان، والصين، وتايوان، حيث تعرف الأعاصير هنا باسم "تايفون".

الأعاصير في المحيط الهادئ الشمالي الشرقي تحدث غالبًا خلال موسم الأعاصير، الذي يمتد من منتصف مايو حتى نهاية نوفمبر، مع نشاط مكثف بين شهري أغسطس وأكتوبر. تشمل هذه المنطقة الساحل الغربي للمكسيك وأجزاء من السواحل الغربية للولايات المتحدة.

تؤثر أعاصير المحيط الهادئ الشمالي الشرقي بشكل كبير على دول مثل المكسيك، حيث تجتاح الأعاصير سواحلها وتؤدي إلى فيضانات وانهيارات أرضية، كما تؤثر على ولاية كاليفورنيا وبعض المناطق المجاورة أحيانًا.

بعض الأعاصير البارزة في هذه المنطقة تشمل:

1. إعصار باتريشيا (2015): واحد من أقوى الأعاصير المسجلة في المحيط الهادئ، وصلت سرعته إلى 325 كم/ساعة، وضرب الساحل الغربي للمكسيك، وتسبب في أضرار جسيمة رغم قصر مدة بقائه.

2. إعصار مانويل (2013): اجتاح سواحل المكسيك الجنوبية وتسبب في أضرار كبيرة وانهيارات أرضية وفيضانات واسعة النطاق.

3. إعصار نورا (1997): امتد تأثيره إلى كاليفورنيا وأريزونا، حيث تسبب في تساقط كميات كبيرة من الأمطار وأدى إلى فيضانات.

4. إعصار لين (2006): أثر بشكل خاص على ساحل المكسيك الغربي وتسبب في فيضانات وأضرار كبيرة في البنية التحتية.

وتتشكل الأعاصير في المحيط الهادئ الشمالي الشرقي نتيجة لعدة عوامل، أبرزها ارتفاع درجات حرارة مياه المحيط وتوافر الرطوبة العالية في الهواء، مما يوفر البيئة المناسبة لنشوء العواصف الاستوائية وتطورها إلى أعاصير قوية.

الأعاصير في المحيط الهادئ الشمالي الغربي

الأعاصير في المحيط الهادئ الشمالي الغربي تعرف عادةً باسم التيفونات، وتحدث بشكل رئيسي في المناطق القريبة من شرق وجنوب شرق آسيا، حيث تشمل اليابان، الصين، الفلبين، وكوريا الجنوبية. موسم التيفون يمتد على مدار السنة، ولكنه يكون أكثر نشاطًا بين يونيو وديسمبر، مع ذروة النشاط بين أغسطس وأكتوبر.

تشمل بعض الأمثلة البارزة للتيفونات في هذه المنطقة:

1. تيفون هايان (2013): أحد أقوى التيفونات المسجلة، حيث وصلت سرعته إلى حوالي 315 كم/ساعة، وترك دمارًا واسعًا في الفلبين، مسببًا خسائر كبيرة في الأرواح والبنية التحتية.

2. تيفون هاجيبيس (2019): ضرب اليابان بشكل عنيف، مما تسبب في فيضانات هائلة وانهيارات أرضية. اعتبر من أسوأ التيفونات التي شهدتها اليابان في العقود الأخيرة.

3. تيفون غوني (2020): عصف بالفلبين برياح تصل إلى 315 كم/ساعة، متسببًا في نزوح مئات الآلاف من السكان.

4. تيفون تيب (1979): يعتبر من أكبر التيفونات المسجلة، حيث وصل نصف قطره إلى أكثر من 2,200 كيلومتر، ورافقته رياح شديدة وأمطار غزيرة، مما أثر على اليابان وبعض المناطق المجاورة.

خصائص التيفونات في المحيط الهادئ الشمالي الغربي

تتميز هذه التيفونات بقوتها الشديدة نتيجة الدفء المستمر لمياه المحيط، مما يعزز تكوين العواصف ويزيد من قوتها. التغيرات في التيارات الهوائية واتجاه الرياح في هذا المحيط تساعد في توجيه التيفونات نحو السواحل

4. المحيط الهندي الشمالي

 تشمل خليج البنغال وبحر العرب، وتتعرض الهند وبنغلاديش وسواحل جنوب آسيا للأعاصير المدارية.

الأعاصير في المحيط الهندي الشمالي

في المحيط الهندي الشمالي، تحدث الأعاصير المدارية بشكل رئيسي في منطقتين فرعيتين: بحر العرب وخليج البنغال. وتكون هذه الأعاصير أكثر شيوعاً خلال فترتين سنويتين، هما:

1. الموسم الأول: من أبريل إلى يونيو، وهو يرتبط بفترة ما قبل الرياح الموسمية الصيفية.

2. الموسم الثاني: من سبتمبر إلى ديسمبر، ويحدث بعد انتهاء الرياح الموسمية.

وتتأثر بلدان مثل الهند وبنغلاديش وسريلانكا وباكستان وسلطنة عمان بهذه الأعاصير، حيث يمكن أن تسبب فيضانات وأضراراً كبيرة في المناطق الساحلية بسبب الأمطار الغزيرة والرياح العاتية وارتفاع مستوى سطح البحر.

5. المحيط الهندي الجنوبي

تتركز الأعاصير في هذه المنطقة قرب مدغشقر وسواحل شرق إفريقيا، بالإضافة إلى شمال غرب أستراليا.

الأعاصير في  المحيط الهندي الجنوبي

في المحيط الهندي الجنوبي، تحدث الأعاصير المدارية بشكل رئيسي بين نوفمبر وأبريل، وتتركز في المناطق الجنوبية من خط الاستواء، خاصة في حوض المحيط بالقرب من سواحل مدغشقر وجزر القمر وسيشيل، إضافةً إلى الساحل الشمالي الغربي لأستراليا وجزيرة ريونيون.

تتميز هذه الأعاصير بقدرتها على إحداث أضرار واسعة بسبب الرياح العاتية والأمطار الغزيرة التي تتسبب في الفيضانات والانهيارات الأرضية، وتؤثر بشكل خاص على الدول الجزرية والسواحل القريبة من مسارها.

6. جنوب المحيط الهادئ

تقع بين أستراليا وجزر المحيط الهادئ الجنوبية مثل فيجي وتونغا، وتتعرض لأعاصير تؤثر على المناطق الجنوبية.

الأعاصير في جنوب المحيط الهادئ

في جنوب المحيط الهادئ، تحدث الأعاصير المدارية عادةً بين نوفمبر وأبريل، وتتركز بشكل رئيسي في المنطقة الواقعة بين خطي العرض 10 و20 جنوبًا. تؤثر هذه الأعاصير بشكل أساسي على جزر فيجي، تونغا، فانواتو، وكاليدونيا الجديدة، وقد يمتد تأثيرها إلى أستراليا في بعض الحالات. 

تتميز هذه الأعاصير بكونها شديدة وترافقها رياح قوية وأمطار غزيرة، مما يؤدي إلى فيضانات وانهيارات أرضية في الجزر ذات التضاريس الجبلية. ويعد إعصار "وينستون" عام 2016 من بين أقوى الأعاصير التي ضربت جنوب المحيط الهادئ، حيث تسبب في أضرار كبيرة في فيجي.

إقرا أيضا مقالات تكميلية

مراجع

1. "المناخ والأعاصير المدارية" – تأليف: د. محمد السيد إبراهيم  

2. "الأعاصير والكوارث الطبيعية" – تأليف: د. محمود عبد الفتاح  

3. "التغيرات المناخية وأثرها على العالم العربي" – تأليف: د. حسن أحمد القاسم  

4. "الأعاصير وأنماط الطقس في العالم" – تأليف: د. عادل إبراهيم سليمان  

5. "البيئة والمناخ: بين الطبيعة والتدخل البشري" – تأليف: د. علي محمد الشافعي  

6. "الجغرافيا المناخية" – تأليف: د. سعيد عبد الرازق  

7. "علم الطقس والأرصاد الجوية" – تأليف: د. ياسر عبد الله الحسيني  

8. "الظواهر الطبيعية والكوارث البيئية" – تأليف: د. منى عبد القادر  

9. "المخاطر البيئية والتغيرات المناخية" – تأليف: د. محمد جابر القيسي  

10. "أعاصير المحيطات: دراسة تحليلية" – تأليف: د. نادر عبد العزيز  

11. "الأعاصير وطرق الوقاية منها" – تأليف: د. خالد فؤاد جابر