نتائج وآثار ظاهرة البطالة
ظاهرة البطالة لها نتائج وآثار متعددة تتجاوز الأبعاد الاقتصادية لتشمل الأبعاد الاجتماعية والنفسية والسياسية. إليك أهم النتائج والآثار التي تترتب على البطالة:
1. الأبعاد الاقتصادية لظاهرة البطالة
البطالة لها أبعاد اقتصادية كبيرة تؤثر على الأفراد والمجتمع والاقتصاد ككل، ومن أبرز هذه الأبعاد:
1. انخفاض الإنتاجية والناتج المحلي الإجمالي:
يؤدي ارتفاع معدلات البطالة إلى انخفاض عدد الأفراد الذين يساهمون في الإنتاج، مما يقلل من الإنتاجية الإجمالية والناتج المحلي الإجمالي. البطالة تعني فقدان رأس مال بشري كان يمكن استغلاله في تعزيز النمو الاقتصادي.
2. زيادة الأعباء على نظام الرعاية الاجتماعية:
مع تزايد عدد العاطلين عن العمل، يزداد الضغط على برامج الرعاية الاجتماعية مثل التأمين ضد البطالة والمساعدات المالية للأسر ذات الدخل المحدود، مما يشكل عبئًا على ميزانية الدولة ويؤثر على تخصيص الموارد.
3. انخفاض القوة الشرائية وركود الاقتصاد:
البطالة تقلل من دخل الأفراد، مما يؤدي إلى انخفاض القوة الشرائية. وبالتالي، يقل الإنفاق الاستهلاكي، الذي يُعتبر من العوامل الأساسية لدعم النمو الاقتصادي. وهذا يمكن أن يؤدي إلى ركود اقتصادي إذا لم يتم التحفيز للإنفاق والاستثمار.
4. التفاوت الاقتصادي:
البطالة تتسبب في تفاوت الدخل بين الأفراد وتزيد من حدة الفقر، مما يؤدي إلى فجوة اقتصادية كبيرة بين الطبقات الاجتماعية. وقد يؤدي ذلك إلى عدم الاستقرار الاجتماعي والاقتصادي وتفاقم مشاكل الفقر.
5. التكاليف الاقتصادية المترتبة على البطالة طويلة الأمد:
الأفراد الذين يعانون من بطالة طويلة الأمد يواجهون تآكلًا في مهاراتهم وتدهورًا في قدراتهم المهنية، مما يقلل من فرصهم في العودة للعمل ويؤدي إلى خسائر اقتصادية على المدى الطويل. كما قد يثبط من الابتكار والتنمية في بعض القطاعات الحيوية.
6. التأثيرات النفسية والاجتماعية:
إلى جانب الآثار الاقتصادية المباشرة، هناك أبعاد نفسية واجتماعية للبطالة تؤثر على رفاه الأفراد والمجتمع، مثل زيادة معدلات الاكتئاب والتوتر وارتفاع مستوى الجريمة وعدم الاستقرار الاجتماعي، مما ينعكس بدوره على الاقتصاد ويزيد من تكاليف الرعاية الصحية والاجتماعية.
البطالة تمثل تحديًا كبيرًا للحكومات والمؤسسات الاقتصادية، وتتطلب سياسات شاملة تشمل تشجيع الاستثمار، تحسين التعليم والتدريب المهني، وخلق بيئة عمل ملائمة لزيادة فرص العمل وتحقيق الاستقرار الاقتصادي.
2. الأبعاد الاجتماعية لظاهرة البطالة
البطالة لها أبعاد اجتماعية متعددة تؤثر بعمق في المجتمع والنسيج الاجتماعي، ومن أبرز هذه الأبعاد:
1. تآكل الهوية الشخصية والانتماء الاجتماعي:
العمل غالبًا ما يكون مصدرًا للهوية والكرامة الشخصية، لذا فإن البطالة تؤدي إلى شعور الفرد بفقدان القيمة الذاتية والانتماء للمجتمع، مما يزيد من احتمالات العزلة الاجتماعية وفقدان الثقة بالنفس.
2. زيادة معدلات الفقر وتراجع المستوى المعيشي:
البطالة تؤدي إلى تراجع دخل الأفراد والأسر، مما يعرضهم للفقر ويؤدي إلى تدهور مستوى المعيشة، حيث يجد الأفراد صعوبة في تلبية احتياجاتهم الأساسية من غذاء، سكن، تعليم، ورعاية صحية، مما يؤثر سلبًا على رفاههم الاجتماعي.
3. التأثيرات النفسية والصحية:
البطالة غالبًا ما ترتبط بزيادة معدلات الاكتئاب والقلق والتوتر نتيجة الضغوط المالية وفقدان الأمل في الحصول على عمل. وقد تؤدي البطالة الطويلة الأمد إلى مشاكل صحية خطيرة مثل ارتفاع ضغط الدم، والأمراض المزمنة، والإدمان.
4. التأثير على استقرار الأسر والعلاقات العائلية:
تؤدي البطالة إلى ضغوط نفسية ومالية تؤثر على استقرار الأسر، مما قد يزيد من الخلافات الزوجية ويساهم في حالات الطلاق والانفصال. كما أن الأطفال في هذه الأسر يتعرضون لضغوط تؤثر على نموهم النفسي والاجتماعي.
5. زيادة معدلات الجريمة والعنف:
البطالة غالبًا ما تؤدي إلى زيادة معدلات الجريمة، حيث تدفع الضغوط الاقتصادية والاجتماعية البعض إلى اللجوء إلى الجريمة كوسيلة للبقاء. كما تزيد البطالة من احتمالية اندلاع العنف المجتمعي نتيجة الإحباط والشعور بالظلم.
6. فقدان الثقة في المؤسسات والمجتمع:
يؤدي انتشار البطالة إلى تآكل الثقة بين الأفراد والمؤسسات الحكومية، حيث يُنظر إلى عدم القدرة على توفير فرص عمل كعلامة على تقصير النظام في دعم المواطنين. كما قد يؤدي ذلك إلى تفشي مشاعر الإحباط والتشكيك في جدوى سياسات الحكومة.
7. التفاوت الاجتماعي والاقتصادي:
البطالة تسهم في تعميق الفجوة بين الطبقات الاجتماعية، مما يؤدي إلى زيادة التفاوت الاقتصادي والاجتماعي. وقد يؤدي هذا التفاوت إلى استقطاب المجتمع وظهور حالة من عدم الاستقرار الاجتماعي.
البطالة ليست مجرد قضية اقتصادية، بل هي ظاهرة اجتماعية تمس مختلف جوانب حياة الفرد والمجتمع، مما يجعل من الضروري اتباع سياسات شاملة لتحقيق الأمن الاجتماعي من خلال معالجة الأسباب الجذرية للبطالة وتعزيز التكافل الاجتماعي.
3. الأبعاد النفسية لظاهرة البطالة
البطالة لها تأثيرات نفسية عميقة على الأفراد، وتسبب تداعيات قد تؤثر على الصحة العقلية والرفاه النفسي، ومن أبرز الأبعاد النفسية لظاهرة البطالة:
1. الشعور بالإحباط وفقدان الأمل:
تؤدي البطالة إلى شعور الفرد بالإحباط بسبب عدم القدرة على تحقيق الأهداف الشخصية والمهنية، مما يجعل الأمل في المستقبل يبدو ضعيفًا ويزيد من الإحساس بالعجز.
2. تدني تقدير الذات وفقدان الهوية:
العمل يعد مصدرًا للهوية والإحساس بالقيمة الذاتية؛ لذا فإن البطالة تؤدي إلى تراجع ثقة الفرد بنفسه وشعوره بأنه غير مؤثر أو مفيد، مما يزيد من مشاعر الدونية والنقص.
3. الاكتئاب والقلق:
البطالة من أهم العوامل التي تؤدي إلى الاكتئاب والقلق، بسبب الضغوط المالية والاقتصادية التي يواجهها الفرد، ما يؤدي إلى مشاعر الحزن والقلق المتواصل بشأن المستقبل وقدرة الفرد على تلبية احتياجاته واحتياجات أسرته.
4. الإجهاد النفسي والتوتر المستمر:
ترتبط البطالة بتوتر دائم بسبب الضغوط المادية والأعباء الحياتية التي تترتب عليها، ما يؤثر سلبًا على الجهاز العصبي ويزيد من احتمال الإصابة بمشاكل صحية ونفسية.
5. العزلة الاجتماعية والشعور بالوحدة:
تؤدي البطالة إلى تقليل المشاركة الاجتماعية، حيث يميل الأفراد العاطلون عن العمل إلى الانسحاب من التجمعات والمناسبات، مما يعزز شعورهم بالوحدة والعزلة عن المجتمع.
6. الاضطرابات النفسية السلوكية:
في بعض الحالات، تؤدي البطالة إلى ظهور اضطرابات سلوكية، مثل اللجوء إلى الإدمان على المخدرات أو الكحول كوسيلة للتغلب على الضغوط النفسية، مما يؤدي إلى تدهور الصحة النفسية والجسدية.
7. الشعور بالخوف من المستقبل:
البطالة تعزز الشعور بعدم الاستقرار، حيث يعيش الفرد في حالة من الخوف الدائم من المستقبل وما قد يحمله من تحديات، ما يسبب ضغطًا نفسيًا مستمرًا.
8. تأثيرات نفسية على أفراد الأسرة:
لا تقتصر الآثار النفسية للبطالة على الفرد فقط، بل تمتد لتشمل أفراد الأسرة، حيث يشعر الأبناء بالقلق على والدهم أو والدتهم العاطلين عن العمل، ما قد يؤثر على استقرار الأسرة والنمو النفسي للأبناء.
الأبعاد النفسية للبطالة تجعل منها مشكلة تحتاج إلى الدعم النفسي والإرشاد، إلى جانب توفير الحلول الاقتصادية، من أجل مساعدة الأفراد على التعامل مع التحديات النفسية وتجاوز آثار البطالة بشكل صحي ومستدام.
4. الأبعاد السياسية لظاهرة البطالة
البطالة لها أبعاد سياسية بارزة، حيث تؤثر في استقرار الدول وتوجهاتها السياسية، ومن أبرز الأبعاد السياسية لظاهرة البطالة:
1. عدم الاستقرار السياسي:
ارتفاع معدلات البطالة يزيد من حالة عدم الرضا لدى المواطنين، مما يؤدي إلى انعدام الثقة في الحكومة وقدرتها على تلبية احتياجات الشعب. ويزيد هذا من احتمالية حدوث احتجاجات ومظاهرات تطالب بالإصلاحات.
2. التأثير على سياسات الحكومة:
تعاني الحكومات التي تواجه مستويات مرتفعة من البطالة من ضغوط كبيرة لتطبيق سياسات فعالة لخلق فرص العمل، مما قد يؤدي إلى تغييرات في السياسات الاقتصادية والاجتماعية، مثل تقديم حوافز للاستثمار وزيادة الإنفاق الحكومي على مشاريع البنية التحتية.
3. تآكل شرعية النظام الحاكم:
البطالة المستمرة تؤدي إلى فقدان النظام الحاكم لشرعيته في نظر المواطنين، خاصة إذا اعتُبرت الحكومة غير قادرة على إيجاد حلول للبطالة، مما يدفع البعض إلى المطالبة بتغيير القيادة أو النظام الحاكم.
4. زيادة التوجه نحو التيارات الشعبوية والمتطرفة:
في ظل البطالة، تزداد جاذبية الحركات السياسية الشعبوية والمتطرفة التي تقدم حلولًا سريعة وغير تقليدية للمشكلات الاقتصادية، وقد تَعِدُ بفرص عمل وخطوات جذرية لمواجهة الأزمات، مما يؤدي إلى تغيير في التوجهات السياسية العامة.
5. التأثير على الانتخابات والسياسات العامة:
تؤدي البطالة إلى تأثير مباشر على سلوك الناخبين، حيث قد يوجه المواطنون أصواتهم نحو المرشحين أو الأحزاب التي تقدم وعودًا بالتغيير الاقتصادي وخلق فرص العمل، مما قد يؤثر على نتائج الانتخابات والبرامج السياسية للحكومات.
6. زيادة التدخل الحكومي والرقابة الاقتصادية:
في حالات البطالة المرتفعة، قد تتدخل الحكومة بشكل أكبر في الاقتصاد لضمان توفير فرص عمل، وقد تشمل هذه التدخلات تعزيز السياسات الحمائية، أو توجيه الدعم إلى قطاعات معينة، مما يحد من حرية الأسواق ويزيد من تدخل الدولة في الشؤون الاقتصادية.
7. زيادة التوترات الداخلية:
البطالة قد تؤدي إلى توترات بين مختلف الفئات الاجتماعية والمناطق، مما يجعلها قضية وطنية قد تسهم في زيادة الانقسامات الاجتماعية، وتزيد من مطالبات العدالة الاقتصادية، وتضع ضغوطًا على الحكومة لتعزيز التكافؤ الاجتماعي.
8. تأثيرات على السياسات الخارجية:
البلدان ذات معدلات البطالة العالية قد تتوجه نحو سياسات اقتصادية وانغلاقية في محاولة لحماية سوق العمل الداخلي، مثل تقييد الواردات وتعزيز الصناعات المحلية، مما قد يؤثر على العلاقات التجارية والدبلوماسية مع الدول الأخرى.
البطالة ليست قضية اقتصادية واجتماعية فحسب، بل هي تحدٍ سياسي يتطلب حلولًا شاملة وتنسيقًا بين القطاعات المختلفة لضمان تحقيق الاستقرار والنمو المستدام.
5. الأبعاد الصحية لظاهرة البطالة
البطالة لها أبعاد صحية متعددة تؤثر سلبًا على الأفراد والمجتمع، حيث تتسبب في تدهور الصحة الجسدية والنفسية، ومن أبرز الأبعاد الصحية لظاهرة البطالة:
1. زيادة مستويات التوتر والإجهاد:
البطالة تؤدي إلى مستويات عالية من التوتر والإجهاد نتيجة الضغوط الاقتصادية والشعور بعدم الاستقرار، ما يؤثر سلبًا على الجهاز العصبي ويزيد من احتمالية الإصابة بمشاكل صحية، مثل ارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب.
2. التأثير على الصحة النفسية:
البطالة ترتبط بارتفاع معدلات الاكتئاب والقلق، حيث يشعر الفرد بعدم القدرة على التحكم في مستقبله، مما يؤدي إلى تدهور الحالة النفسية، وقد تصل في بعض الحالات إلى الشعور بالإحباط واليأس.
3. ضعف النظام المناعي:
التوتر المزمن الناتج عن البطالة قد يؤدي إلى إضعاف جهاز المناعة، مما يجعل الجسم أكثر عرضة للإصابة بالأمراض والعدوى، ويزيد من احتمالية الإصابة بالأمراض المزمنة.
4. تراجع الحالة الصحية العامة:
البطالة قد تؤدي إلى انخفاض القدرة على الوصول إلى الرعاية الصحية بسبب انخفاض الدخل، مما يحد من قدرة الأفراد على متابعة حالتهم الصحية والحصول على العلاج عند الحاجة.
5. زيادة السلوكيات غير الصحية:
البطالة تدفع بعض الأفراد إلى اتباع سلوكيات غير صحية كوسيلة للتعامل مع الضغوط النفسية، مثل التدخين المفرط أو تعاطي المخدرات أو الكحول، مما يزيد من خطر الإصابة بمشاكل صحية خطيرة.
6. مشاكل النوم واضطراباته:
يعاني الأفراد العاطلون عن العمل من اضطرابات في النوم، مثل الأرق أو النوم غير المنتظم، نتيجة القلق والتوتر، مما يؤدي إلى إرهاق الجسم والعقل على المدى الطويل ويؤثر سلبًا على الصحة العامة.
7. التأثير على صحة الأسرة:
البطالة لا تؤثر فقط على صحة الفرد، بل تمتد إلى الأسرة ككل، حيث قد تعاني الأسرة من ضغوط نفسية بسبب الوضع الاقتصادي المتأزم، مما قد يؤدي إلى تدهور الصحة النفسية والجسدية لأفراد الأسرة جميعًا.
8. زيادة معدلات الأمراض المزمنة:
الأفراد الذين يعانون من البطالة لفترات طويلة يكونون أكثر عرضة للإصابة بأمراض مزمنة مثل السكري وأمراض القلب بسبب التوتر المستمر وعدم الاستقرار، بالإضافة إلى أن نمط الحياة قد يتغير ليصبح أقل صحة نتيجة الضغوط المالية.
البطالة ليست فقط قضية اقتصادية، بل تتسبب في تداعيات صحية خطيرة تتطلب توفير دعم صحي ونفسي للأفراد المتأثرين، إلى جانب سياسات اجتماعية واقتصادية لتحسين فرص العمل وضمان الرعاية الصحية المستدامة.
6. الأبعاد التعليمية لظاهرة البطالة
البطالة لها أبعاد تعليمية واضحة تؤثر على كل من الأفراد والمجتمع، إذ تعرقل فرص التعليم والتطوير المهني وتنعكس سلبًا على المستوى التعليمي والمهاراتي للأجيال القادمة. من أبرز الأبعاد التعليمية لظاهرة البطالة:
1. الانقطاع عن التعليم والتدريب:
البطالة تؤدي إلى تراجع قدرة الأفراد على الاستمرار في التعليم أو التطوير المهني بسبب القيود المالية. كما قد يتردد البعض في متابعة التعليم العالي خشية عدم توفر فرص عمل مناسبة بعد التخرج.
2. ضعف الاستثمار في التعليم:
تزايد البطالة يُضعف الاستعداد للاستثمار في التعليم، سواء من قبل الأفراد أو الحكومات، حيث قد يتم تخصيص الموارد لمعالجة المشكلات الاقتصادية العاجلة على حساب التعليم، مما يؤدي إلى تراجع جودة التعليم.
3. التأثير السلبي على الدافعية للتعلم:
ارتفاع معدلات البطالة يؤثر على دافعية الأفراد للتعلم، خاصة إذا شعروا بعدم جدوى التعليم في الحصول على عمل مستقبلاً، مما قد يؤدي إلى ارتفاع معدلات التسرب من المدارس أو الجامعات.
4. تدهور المهارات المعرفية والمهنية:
البطالة طويلة الأمد تؤدي إلى تآكل المهارات لدى الأفراد، حيث يفقدون الخبرة والمهارات العملية المرتبطة بمجال عملهم، مما يؤدي إلى تدهور القدرات التعليمية والمعرفية التي يحتاجونها في سوق العمل.
5. تحديات التعليم المستمر:
البطالة تجعل من الصعب على الأفراد تحمل تكاليف التعليم المستمر أو التدريب المهني، الذي يعد ضروريًا لمواكبة التغيرات السريعة في سوق العمل، مما يؤدي إلى اتساع الفجوة بين مهارات الأفراد ومتطلبات سوق العمل.
6. ضعف جودة التعليم المقدم للأسر المتأثرة بالبطالة:
الأسر التي تعاني من البطالة قد تجد صعوبة في توفير تعليم جيد لأبنائها بسبب القيود المالية، ما يحد من فرص الأبناء للحصول على تعليم ذي جودة عالية، مما قد يؤثر على مستقبلهم الأكاديمي والمهني.
7. زيادة الفجوة التعليمية:
تؤدي البطالة إلى تعميق الفجوة بين الطبقات الاجتماعية في الحصول على التعليم، حيث تستمر الفئات ذات الدخل المرتفع في الاستثمار في التعليم الجيد، في حين تعاني الفئات ذات الدخل المنخفض من صعوبة الوصول إلى نفس الفرص التعليمية.
8. تأثيرات نفسية تؤثر على التحصيل العلمي:
الضغوط النفسية الناتجة عن البطالة داخل الأسرة تنعكس على الأبناء، حيث قد تتأثر قدرتهم على التركيز والتحصيل العلمي، مما يؤثر على أدائهم الدراسي وفرصهم المستقبلية.
البطالة ليست فقط مشكلة اقتصادية، بل تتطلب دعمًا تعليميًا مستدامًا لمساعدة الأفراد في تطوير مهاراتهم وقدراتهم، وضمان التعليم الجيد الذي يؤهلهم للاندماج في سوق العمل بفعالية، بالإضافة إلى سياسات حكومية لتعزيز التعليم كأحد أدوات مكافحة البطالة.
خاتمة
خاتمةً، تعتبر البطالة من أبرز التحديات التي تواجه المجتمعات المعاصرة، حيث تؤثر بشكل عميق ومتعدد الأبعاد على الاقتصاد، والصحة، والسياسة، والاجتماع، والتعليم. النتائج والآثار السلبية لهذه الظاهرة لا تقتصر على فقدان الدخل للأفراد فحسب، بل تتجاوز ذلك إلى تقويض الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي، وتعميق الفجوات الاقتصادية بين الطبقات، وزيادة التفاوت الاجتماعي. كما أن البطالة تسبب ضغوطًا نفسية وصحية تؤثر على رفاهية الفرد والأسرة، مما يؤدي إلى تداعيات على النظام الصحي والاجتماعي بشكل عام.
على المستوى السياسي، تضع البطالة الحكومات تحت ضغط مستمر لتحقيق الاستقرار وخلق فرص العمل، وقد تؤدي إلى تزايد الاستقطاب السياسي والانحياز إلى الحركات الشعبوية. وفي المجال التعليمي، تؤثر البطالة على التحصيل التعليمي والمستوى المهاري للأفراد، وتعمق الفجوة التعليمية بين الطبقات، مما يهدد التنمية المستدامة.
بالتالي، لمواجهة هذه الظاهرة وآثارها، يحتاج المجتمع إلى استراتيجيات شاملة تتضمن سياسات اقتصادية مرنة، ودعم نفسي واجتماعي، بالإضافة إلى تحسين الوصول إلى التعليم والتدريب المهني. تعزيز التعاون بين الحكومات والقطاع الخاص والمنظمات غير الربحية يمكن أن يسهم في خلق فرص عمل وتحقيق نمو اقتصادي واجتماعي ينعكس إيجابًا على الأفراد والمجتمع ككل.
إقرأ أيضا : مقالات تكميلية
- بحث حول أنواع ظاهرة البطالة . رابط
- بحث حول أسباب البطالة . رابط
- ظاهرة البطالة . رابط
- بحث حول قضايا العرق والتنوع البشري علم اجتماع . رابط
- بحث حول المساواة العرقية-علم اجتماع . رابط
- بحث حول التعصب العرقي . رابط
- بحث عن التعصب . رابط
- بحث جامعي حول التركيب العرقي . رابط
- بحث حول التمييز العنصري و التمييز العرقي . رابط
- بحث جامعي حول الهوية العرقية التاثيرات والأهمية وكيفية تعزيزها . رابط
- بحث حول الانتماء العرقي-الأعراق البشرية . رابط
- بحث جامعي حول الصراعات العرقية والدينية بين الشعوب . رابط
- بحث حول مفهوم المجموعات العرقية أو الإثنية . رابط
- بحث حول مفهوم المجموعات العرقية أو الإثنية . رابط
مراجع
1. "البطالة وآثارها الاقتصادية والاجتماعية" - تأليف د. مصطفى الحمزاوي
يتناول هذا الكتاب آثار البطالة على الاقتصاد والمجتمع وسبل الحد منها.
2. "البطالة في الوطن العربي: الأسباب والآثار وطرق المواجهة" - تأليف د. حسان إبراهيم
يقدم تحليلًا للبطالة في الدول العربية مع التركيز على أسبابها وطرق مواجهتها.
3. "اقتصاديات البطالة والتشغيل" - تأليف د. أحمد السيد النجار
يناقش الكتاب من منظور اقتصادي أسباب البطالة وتأثيراتها، مع تقديم بعض الحلول والسياسات الممكنة للتصدي لها.
4. "سوسيولوجيا البطالة وأثرها في المجتمع" - تأليف د. محمد عبد الفتاح
يستعرض الكتاب التأثيرات الاجتماعية للبطالة ويقدم رؤى سوسيولوجية لمواجهتها.
5. "الأبعاد النفسية والاجتماعية للبطالة" - تأليف د. ندى السيد
يركز الكتاب على الأبعاد النفسية التي يسببها البطالة وكيفية التأقلم مع آثارها النفسية.
6. "البطالة: الأسباب والنتائج والحلول" - تأليف د. عبد الرحمن حسان
يتناول الكتاب تأثيرات البطالة بشكل شامل ويعرض بعض الحلول المقترحة على الصعيدين الفردي والحكومي.
7. "التنمية البشرية والبطالة" - تأليف د. سعيد يوسف
يتناول علاقة البطالة بالتنمية البشرية ويبحث في كيفية معالجة البطالة لتعزيز التنمية الاجتماعية.
8. "الفقر والبطالة في العالم العربي: تحليل ونقد" - تأليف د. علي عواد
يناقش البطالة كعامل رئيسي في انتشار الفقر ويحلل هذه الظاهرة من منظور اقتصادي واجتماعي.
9. "التشغيل والتنمية الاقتصادية" - تأليف د. محمد شكري
يستعرض الكتاب علاقة التشغيل بالتنمية الاقتصادية ويقدم بعض الحلول لمعالجة البطالة.
تعليقات