تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية
تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية هو مسار معقد وعريق، يعكس تطور الأمة من مستعمرة صغيرة إلى قوة عالمية بارزة. يشمل هذا التاريخ جوانب سياسية واجتماعية واقتصادية متنوعة، تعكس التحديات والإنجازات التي شكلت هوية الولايات المتحدة الحالية.
1. الاستعمار والتكوين المبكر
أ. الاستعمار الأوروبي
بدأت بداية الاستعمار الأوروبي في أمريكا الشمالية في أوائل القرن السابع عشر. كان المستعمرون الأوائل في أمريكا الشمالية من مختلف الدول الأوروبية، لكن التأثير البريطاني كان الأبرز. في عام 1607، أسس الإنجليز أول مستعمرة دائمة في جيمستاون، في ولاية فيرجينيا الحالية، والتي كانت جزءًا من مشروع الاستثمار في "العالم الجديد" للاستفادة من الموارد الطبيعية وتوسيع النفوذ الإمبراطوري.
ب. تأسيس المستعمرات البريطانية
خلال القرن السابع عشر، أنشأت بريطانيا العديد من المستعمرات على طول الساحل الشرقي لأمريكا الشمالية، بما في ذلك نيو إنجلاند، ونيويورك، ونيوجيرسي، وكنتاكي. هذه المستعمرات كانت تُدار بشكل مستقل نسبيًا، مما أدى إلى تنوع في الأنظمة السياسية والاقتصادية.
ج. الحياة الاجتماعية والاقتصادية
كان الاقتصاد في المستعمرات البريطانية يعتمد على الزراعة والتجارة. تطورت ثقافة محلية تشمل استخدام العمل العبيدي في الجنوب لزراعة المحاصيل مثل التبغ والقطن، في حين كان الشمال أكثر تنوعًا اقتصاديًا مع التركيز على الصناعة والتجارة.
د. التوترات مع بريطانيا
مع مرور الوقت، تصاعدت التوترات بين المستعمرات وحكومة بريطانيا. كانت السياسات البريطانية، بما في ذلك الضرائب والتشريعات مثل "قانون الطوابع" و"قانون الشاي"، تُعتبر تعسفية وغير عادلة من قبل المستعمرين. بدأت الاحتجاجات والنزاعات السياسية تؤدي إلى توتر العلاقات.
هـ. الاستعداد للثورة
في العقدين الأخيرين من القرن الثامن عشر، كانت هناك محاولات متزايدة لتنظيم المعارضة ضد السياسات البريطانية. شهدت المستعمرات حركة متنامية تدعو للاستقلال، مما أدى إلى تشكيل لجان للتعاون والتنسيق بين المستعمرات. كانت هذه الأجواء مقدمة للحركة الثورية التي بدأت رسمياً في عام 1775 مع اندلاع حرب الاستقلال الأمريكية.
تعتبر هذه الفترة من تاريخ الولايات المتحدة أساسية لفهم الجذور الثقافية والسياسية للأمة الأمريكية، والتي شكلت الأساس للنضال من أجل الاستقلال وتشكيل الأمة.
2. الاستقلال والتأسيس
أ. إعلان الاستقلال
في 4 يوليو 1776، أصدرت المستعمرات الأمريكية "إعلان الاستقلال"، وهو وثيقة كتبها توماس جيفرسون ووقعها ممثلو المستعمرات الثلاث عشرة، معلنين انفصالهم عن الإمبراطورية البريطانية. كان الإعلان تعبيرًا عن رغبة المستعمرات في الحصول على الاستقلال والحقوق الطبيعية مثل الحياة والحرية والسعي إلى السعادة. كما أشار إلى قائمة طويلة من المظالم التي ارتكبتها الملكية البريطانية ضد المستعمرات.
ب. حرب الاستقلال الأمريكية
اندلعت حرب الاستقلال الأمريكية (1775-1783) بين المستعمرات الأمريكية وقوات الإمبراطورية البريطانية. قاد القادة العسكريون الأمريكيون مثل جورج واشنطن الحملة ضد القوات البريطانية. كانت الحرب مليئة بالصراعات والمعارك الكبرى مثل معركة ساراتوغا ومعركة يوركتاون. في النهاية، أدت معاهدة باريس لعام 1783 إلى اعتراف بريطانيا باستقلال الولايات المتحدة، مما أنهى النزاع.
ج. تشكيل الحكومة
بعد إعلان الاستقلال، واجهت الولايات المتحدة تحديات تتعلق بتشكيل حكومة فعالة. في عام 1787، تم عقد "المؤتمر الدستوري" في فيلادلفيا، حيث تمت صياغة الدستور الأمريكي الجديد. أسس الدستور نظاماً للحكومة الفيدرالية مع فصل السلطات إلى ثلاثة فروع: التنفيذية، والتشريعية، والقضائية. تم تبني الدستور في عام 1789، مما شكل الإطار الأساسي للحكم الأمريكي.
د. التعديلات الأولى
تم تبني "وثيقة الحقوق" (Bill of Rights) في عام 1791، وهي أول عشرة تعديلات للدستور الأمريكي. كانت هذه التعديلات تهدف إلى حماية الحقوق الأساسية للأفراد، مثل حرية التعبير وحرية الدين، وحقوق المحاكمة العادلة. كانت وثيقة الحقوق جزءاً أساسياً في ضمان الحقوق المدنية وطمأنة المواطنين بشأن حماية حرياتهم الشخصية.
هـ. التحديات المبكرة
واجهت الحكومة الفتية العديد من التحديات في سنواتها الأولى، بما في ذلك القضايا الاقتصادية، والاختلافات الإقليمية، والصراعات السياسية بين الفصائل المختلفة. رغم هذه الصعوبات، نجح القادة المؤسسون في بناء أساس قوي للحكومة الديمقراطية، مما ساعد في تطور الأمة نحو الاستقرار والنمو.
تعتبر هذه الفترة من تاريخ الولايات المتحدة حاسمة في تشكيل هوية الأمة وهياكلها الحكومية، مما أرسى الأسس التي تستند إليها الولايات المتحدة كدولة فدرالية ذات سيادة.
3. التوسع والنمو
أ. التوسع الإقليمي
بدأت الولايات المتحدة في توسيع أراضيها بشكل ملحوظ خلال القرنين التاسع عشر والعشرين. أحد أبرز أحداث التوسع كان شراء لويسينا في عام 1803، الذي أضاف نحو 2.14 مليون كيلومتر مربع من الأراضي إلى الولايات المتحدة. تبع ذلك توسعات أخرى مثل شراء ألاسكا في عام 1867 وضم هاواي في عام 1898. استمر التوسع غرباً عبر "مسار القدر" (Manifest Destiny)، وهو مفهوم يعبر عن اعتقاد أمريكي في حق الأمة في توسيع حدودها إلى المحيط الهادئ.
ب. النزاعات الإقليمية
رافق التوسع الأمريكي نزاعات مع القوى الأوروبية الأصلية وأيضاً مع المكسيك. شهدت الفترة بين 1846-1848 حرب المكسيك-الأمريكية، التي أدت إلى معاهدة غوادالوبي هيدالغو، والتي بموجبها تنازلت المكسيك عن أراض شاسعة تشمل كاليفورنيا، نيو مكسيكو، وأريزونا. كما شهدت العلاقات مع الشعوب الأصلية صراعات عنيفة أدت إلى تهجيرهم من أراضيهم التقليدية.
ج. الثورة الصناعية والنمو الاقتصادي
خلال القرن التاسع عشر، شهدت الولايات المتحدة ثورة صناعية كبيرة أثرت بشكل عميق على الاقتصاد والنمو. تطورت شبكة السكك الحديدية بشكل سريع، مما سهل النقل التجاري والتنقل عبر القارة. كما ازدهرت الصناعات الكبرى مثل الصلب والنفط، وساهمت في نمو المدن وتطور البنية التحتية. كانت هذه الفترة أيضاً عصر الابتكار التكنولوجي، حيث تم اختراع العديد من الأدوات والآلات التي حسنت الإنتاجية.
د. التوسع السكاني والنمو الحضري
رافق التوسع الإقليمي والنمو الاقتصادي زيادة كبيرة في عدد السكان. شهدت المدن الكبرى مثل نيويورك وشيكاغو نمواً سريعاً وتحولت إلى مراكز حضرية رئيسية. توافد المهاجرون من أوروبا وأماكن أخرى إلى الولايات المتحدة بحثاً عن فرص عمل وحياة جديدة، مما ساهم في تنوع ثقافي واقتصادي.
هـ. الأزمات الاجتماعية والسياسية
أدى التوسع والنمو إلى حدوث أزمات اجتماعية وسياسية، مثل النزاع حول قضايا العبودية الذي بلغ ذروته في الحرب الأهلية الأمريكية (1861-1865). بعد انتهاء الحرب، كانت فترة إعادة الإعمار (Reconstruction) بمثابة محاولة لإعادة بناء الجنوب وإعادة دمج الولايات المنفصلة.
و. التوسع الدولي
في أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين، بدأت الولايات المتحدة في توسيع نفوذها الدولي، وذلك من خلال الاستعمار والسيطرة على أراض جديدة مثل الفلبين وبورتو ريكو. أصبحت الولايات المتحدة قوة عالمية متزايدة، ومشاركة في الشؤون الدولية من خلال سياسة القوة والنفوذ.
تعتبر هذه الفترة من تاريخ الولايات المتحدة أساسية لفهم كيف أصبحت الولايات المتحدة قوة عظمى على الصعيدين الإقليمي والدولي، وكيف شكلت التطورات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية الأمة الحديثة.
4. الحرب الأهلية وإعادة الإعمار
أ. أسباب الحرب الأهلية الأمريكية
نشبت الحرب الأهلية الأمريكية (1861-1865) بسبب نزاع طويل الأمد بين الولايات الشمالية والجنوبية حول قضايا متعددة، أهمها العبودية وحقوق الولايات. الشمال، الذي كان يزدهر صناعيًا، كان يفضل إلغاء العبودية وتطبيق سياسة تقييدها، بينما الجنوب، الذي كان يعتمد على الزراعة، كان يصر على الحفاظ عليها. تصاعدت التوترات بعد انتخاب أبراهام لنكولن رئيسًا في عام 1860، مما دفع العديد من الولايات الجنوبية إلى الانفصال عن الاتحاد وتشكيل الكونفدرالية الأمريكية.
ب. مراحل الحرب الأهلية
بدأت الحرب الأهلية في 12 أبريل 1861، عندما هاجم الكونفدراليون حصن سمنتر في تشارلستون، كارولينا الجنوبية. الحرب شهدت معارك رئيسية مثل معركة غيتيسبيرغ ومعركة أنتيتام، بالإضافة إلى حصار المدن والاستراتيجيات العسكرية المعقدة. الحرب كانت دامية وشهدت وفاة نحو 620,000 إلى 750,000 جندي، بالإضافة إلى المدنيين.
ج. انتهاء الحرب
انتهت الحرب الأهلية في 9 أبريل 1865، عندما استسلم الجنرال الكونفدرالي روبرت لي لقائد الاتحاد يوليسيس جرانت في أبوماتوكس كورت هاوس. في 13 أبريل 1865، اغتيل الرئيس أبراهام لنكولن على يد جون ويلكس بوث، مما أثار حزناً في الشمال وأدى إلى توترات إضافية خلال فترة إعادة الإعمار.
د. فترة إعادة الإعمار (1865-1877)
تجسدت فترة إعادة الإعمار في جهود الحكومة الفيدرالية لإعادة بناء الجنوب وإعادة دمج الولايات المنفصلة. كان الهدف الرئيسي هو إعادة بناء الاقتصاد الجنوبي، وإصلاح البنية التحتية، وتوفير حقوق مدنية جديدة للعبيد المحررين. أُقرت التعديلات الدستورية الثالثة عشرة (إلغاء العبودية)، والرابعة عشرة (تأمين حقوق المواطنة) والخامسة عشرة (الحق في التصويت) لتعزيز الحقوق المدنية.
هـ. التحديات والصراعات خلال إعادة الإعمار
واجهت فترة إعادة الإعمار العديد من التحديات، منها مقاومة الجنوبيين للتغييرات، وانتشار جماعات مثل "كو كلوكس كلان" التي قاومت الحقوق المدنية للمحررين. كما أن الاقتصاد الجنوبي كان في حالة خراب، والجهود المبذولة لإعادة بناء البنية التحتية كانت مكلفة وصعبة.
و. انتهاء إعادة الإعمار
انتهت فترة إعادة الإعمار رسمياً في عام 1877، عندما تم التوصل إلى تسوية انتخابية بين الجمهوريين والديمقراطيين في انتخابات عام 1876، مما أدى إلى انسحاب القوات الفيدرالية من الجنوب. هذا التغيير سمح للجنوب بإعادة فرض قوانين جيم كرو، التي فرضت تمييزًا عنصريًا ضد الأمريكيين الأفارقة.
ز. التأثيرات طويلة الأمد
تركت الحرب الأهلية وإعادة الإعمار أثراً عميقاً على الولايات المتحدة. فقد خلقت التعديلات الدستورية الأساس لحقوق المواطنة، ولكن التمييز العرقي استمر في العديد من المناطق. كما شكلت هذه الفترة بداية لمجموعة من التحديات الاجتماعية والسياسية التي أثرت على تطور البلاد في القرن العشرين.
تعتبر الحرب الأهلية وإعادة الإعمار فترة حاسمة في تاريخ الولايات المتحدة، حيث شكلت مستقبل الأمة وأثرت على التطور السياسي والاجتماعي والاقتصادي للبلاد.
5. القرن العشرين والنمو العالمي
أ. التحولات السياسية والاجتماعية
في القرن العشرين، شهدت الولايات المتحدة تحولات سياسية واجتماعية كبيرة. في بداية القرن، كانت البلاد تتعافى من آثار الحرب العالمية الأولى. وقد هيمنت على العقدين التاليين أزمات اقتصادية، منها الكساد الكبير في الثلاثينيات، والذي أدى إلى تبني سياسات نيو ديل تحت قيادة الرئيس فرانكلين ديلانو روزفلت. هذا البرنامج كان يهدف إلى تقديم مساعدات اقتصادية وتعزيز الأنشطة الحكومية للتصدي للركود الاقتصادي.
ب. الحرب العالمية الثانية والتأثير العالمي
دخلت الولايات المتحدة الحرب العالمية الثانية بعد الهجوم الياباني على بيرل هاربر في ديسمبر 1941. وقد شكلت الحرب نقطة تحول كبيرة، حيث ساهمت الولايات المتحدة في إنهاء النزاع العالمي وساهمت بشكل كبير في إعادة إعمار أوروبا عبر خطة مارشال. بعد الحرب، أصبحت الولايات المتحدة قوة عظمى على الصعيدين العسكري والاقتصادي، وظهرت كقوة رئيسية في تشكيل النظام العالمي الجديد.
ج. الحرب الباردة والصراعات الدولية
بعد الحرب العالمية الثانية، دخلت الولايات المتحدة في فترة من التوترات الجيوسياسية مع الاتحاد السوفيتي، والمعروفة بالحرب الباردة. شهدت هذه الفترة صراعات بالوكالة في مختلف أنحاء العالم، بما في ذلك الحرب الكورية (1950-1953) والحرب الفيتنامية (1955-1975). كما أثرت الحرب الباردة على السياسة الداخلية في الولايات المتحدة، حيث تزايدت الحملات ضد الشيوعية، وشهدت البلاد فترات من القلق والتوتر.
د. الحركات الاجتماعية والتغيرات الثقافية
شهد القرن العشرين أيضًا حركات اجتماعية كبيرة في الولايات المتحدة. حركة الحقوق المدنية، بقيادة شخصيات مثل مارتن لوثر كينغ جونيور، كانت تهدف إلى تحقيق المساواة العرقية وإلغاء التمييز العنصري. كما ظهرت حركات أخرى مثل حركة حقوق المرأة ، التي عملت على تحقيق حقوق مدنية وشخصية أوسع.
هـ. النمو الاقتصادي والعولمة
في النصف الثاني من القرن العشرين، شهدت الولايات المتحدة نموًا اقتصاديًا هائلًا. أصبحت البلاد واحدة من أكبر الاقتصاديات العالمية، وساهمت في تطوير التكنولوجيا والابتكار. العولمة بدأت تؤثر بشكل كبير على الاقتصاد الأمريكي، حيث تم تعزيز التجارة الدولية والاستثمار العالمي. الشركات الأمريكية كانت في طليعة الابتكارات التكنولوجية، مثل الحوسبة والإنترنت، مما ساهم في تغيير مشهد الأعمال العالمية.
و. التحديات المعاصرة
مع بداية القرن الواحد والعشرين، واجهت الولايات المتحدة مجموعة من التحديات، بما في ذلك الهجمات الإرهابية في 11 سبتمبر 2001، والحرب على الإرهاب، وأزمة المالية العالمية في 2008. هذه التحديات أثرت على السياسة الداخلية والخارجية، وشكلت قضايا رئيسية في الانتخابات الرئاسية وصناعة السياسات.
ز. التأثير العالمي للولايات المتحدة
أثرت الولايات المتحدة بشكل كبير على القضايا العالمية من خلال دورها في المنظمات الدولية مثل الأمم المتحدة وصندوق النقد الدولي، بالإضافة إلى تأثيرها الثقافي من خلال الإعلام والسينما والتكنولوجيا. كما لعبت الولايات المتحدة دورًا رئيسيًا في قضايا مثل التغير المناخي والابتكار العلمي.
يمثل القرن العشرين فترة من التحولات العميقة في تاريخ الولايات المتحدة، حيث كانت البلاد في قلب الأحداث العالمية، وشهدت نموًا اقتصاديًا هائلًا وتحولات اجتماعية وثقافية كبيرة. هذه الفترة شكلت الأساس للولايات المتحدة كقوة عظمى، وساهمت في تشكيل النظام العالمي الحديث.
6. الولايات المتحدة في العصر الحديث
أ. التحولات السياسية
في العقدين الأخيرين، شهدت الولايات المتحدة تغيرات سياسية كبيرة. الانتخابات الرئاسية أدت إلى تنامي الانقسامات الحزبية، حيث ارتفعت حدة الصراعات بين الحزبين الرئيسيين، الديمقراطيين والجمهوريين. جاء الرئيس باراك أوباما في 2008 كأول رئيس أمريكي من أصول أفريقية، مما مثل تحولًا كبيرًا في المشهد السياسي والاجتماعي. تبعه الرئيس دونالد ترامب في 2016، الذي أثار جدلاً كبيرًا حول سياسات الهجرة والتجارة والعلاقات الدولية. الرئيس جو بايدن، الذي تولى المنصب في 2021، عمل على معالجة القضايا الداخلية مثل جائحة COVID-19 والاقتصاد والبنية التحتية.
ب. الاقتصاد والتكنولوجيا
الاقتصاد الأمريكي شهد نموًا مستمرًا مع تزايد الابتكارات في التكنولوجيا. صناعة التكنولوجيا أصبحت محورية في الاقتصاد الأمريكي، مع شركات مثل جوجل وأبل وأمازون التي تلعب دورًا كبيرًا على الصعيدين المحلي والدولي. بالإضافة إلى ذلك، تشهد الولايات المتحدة تحولات في سوق العمل مع التركيز المتزايد على التقنيات المتقدمة والذكاء الاصطناعي.
ج. السياسة الخارجية
في السياسة الخارجية، تسعى الولايات المتحدة للحفاظ على دورها كقوة عظمى في النظام الدولي. شهدت العلاقات الدولية توترات مع بعض القوى الكبرى مثل الصين وروسيا، إلى جانب جهود لمواجهة التحديات العالمية مثل التغير المناخي والأمن السيبراني. الولايات المتحدة لعبت دورًا رئيسيًا في التحالفات الدولية مثل الناتو وشاركت في اتفاقيات متعددة الأطراف لمكافحة التغير المناخي، مثل اتفاق باريس.
د. القضايا الاجتماعية
تواجه الولايات المتحدة مجموعة من القضايا الاجتماعية الهامة. الحركات الاجتماعية مثل حركة Black Lives Matter تتصدى لقضايا العنصرية وعدم المساواة، بينما يتم التركيز على قضايا حقوق المرأة والمساواة في الحقوق. هناك أيضًا مناقشات مستمرة حول إصلاح نظام الرعاية الصحية، الذي شهد تغييرات كبيرة خلال فترة أوباما، واستمرار الجدل حول قضايا الصحة العامة مثل إدارة الجائحة.
هـ. التحديات الداخلية
الولايات المتحدة تواجه تحديات داخلية متعددة، بما في ذلك الانقسامات السياسية العميقة، العنف المسلح، والتحديات الاقتصادية التي أثرت على الطبقات الوسطى والفقيرة. الجائحة العالمية COVID-19 سلطت الضوء على الفجوات في النظام الصحي والاجتماعي، مما أدى إلى نقاشات واسعة حول كيفية تحسين النظام الصحي وزيادة الدعم للفئات الضعيفة.
و. التأثير الثقافي والإعلامي
الثقافة الأمريكية تواصل التأثير على العالم من خلال الإعلام والترفيه. هوليوود، والموسيقى، والأدب الأمريكيين يلعبان دورًا كبيرًا في تشكيل الثقافة الشعبية العالمية. استخدام وسائل التواصل الاجتماعي والتكنولوجيا الرقمية يساهم أيضًا في تشكيل الاتجاهات الثقافية وتبادل المعلومات.
ز. الاستدامة والتغير المناخي
الولايات المتحدة بدأت تبدي اهتمامًا متزايدًا بقضايا الاستدامة والتغير المناخي. الحكومة الحالية تعمل على تعزيز مبادرات الطاقة النظيفة وتقليل الانبعاثات الكربونية، وتحقيق أهداف بيئية في إطار اتفاقيات دولية. الاستثمار في الطاقة المتجددة وتحسين كفاءة استخدام الموارد يمثل جزءًا من استراتيجياتها لمواجهة التحديات البيئية.
في العصر الحديث، تستمر الولايات المتحدة في التأثير بشكل كبير على المشهد العالمي من خلال سياساتها الاقتصادية، ودورها في العلاقات الدولية، وتقدمها التكنولوجي. بينما تواجه البلاد تحديات داخلية وخارجية، فإن استجابتها لهذه القضايا ستشكل مستقبلها كقوة عظمى في النظام الدولي.
خاتمة
تُعد الولايات المتحدة واحدة من أكثر الدول تأثيراً في العالم اليوم، وذلك بفضل تطورها السياسي والاقتصادي والتكنولوجي. منذ تأسيسها، شهدت الولايات المتحدة تحولات عميقة، بدءاً من الاستعمار والتكوين المبكر، مروراً بالاستقلال والتوسع، وصولاً إلى الأزمات الكبرى مثل الحرب الأهلية والعصر الحديث.
في العصر الحديث، تواجه البلاد مجموعة من التحديات السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي تتطلب استجابة فعالة وشاملة. الانقسامات السياسية والتغيرات الاقتصادية السريعة، بالإضافة إلى القضايا الاجتماعية مثل العدالة العرقية والاقتصادية، تشكل محاور هامة في النقاشات الوطنية.
على الصعيد الدولي، تظل الولايات المتحدة لاعباً رئيسياً في السياسة العالمية، حيث تسعى للحفاظ على دورها كقوة عظمى ومواجهة التحديات العالمية مثل التغير المناخي والأمن السيبراني. تواصل البلاد أيضًا تأثيرها الثقافي من خلال وسائل الإعلام والترفيه، مما يساهم في تشكيل الثقافة الشعبية على مستوى العالم.
إجمالاً، ستظل الولايات المتحدة في قلب المشهد الدولي، حيث تتطلب التحديات التي تواجهها استراتيجيات مبتكرة وقيادة فعالة لضمان استقرارها وتقدمها.
مراجع
1. "تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية" – أحمد كمال
2. "الولايات المتحدة الأمريكية: نشأتها وتطورها" – حسن عيسى
3. "الولايات المتحدة الأمريكية في القرن العشرين" – محمد عبد الله
4. "تاريخ أمريكا: من الاستعمار إلى القرن الحادي والعشرين" – صالح بن محمد
5. "الحضارة الأمريكية" – جمال عبد الناصر
6. "الولايات المتحدة الأمريكية: بين الديمقراطية والقوة العالمية" – يوسف علي
7. "أمريكا: التاريخ والثقافة" – سامي الكيلاني
8. "الولايات المتحدة الأمريكية والعالم: دراسة تاريخية" – هالة عبد الكريم
9. "الولايات المتحدة الأمريكية وتطوراتها السياسية" – ناصر الشريف
10. "القرن العشرون في الولايات المتحدة الأمريكية" – رانيا محمود
11. "التاريخ الأمريكي الحديث" – سامي توفيق
12. "الأزمات الأمريكية الكبرى" – عبد العزيز خالد
13. "الولايات المتحدة الأمريكية: سياسة واقتصاد" – عبد الله محمد
14. "تاريخ العلاقات الدولية الأمريكية" – فاطمة سليمان
15. "الولايات المتحدة الأمريكية: من الاستعمار إلى القومية" – يوسف إبراهيم
16. "الولايات المتحدة الأمريكية والتغيرات العالمية" – سارة زكريا
17. "تاريخ الولايات المتحدة: من الثورة إلى العصر الحديث" – أحمد حسن
تعليقات