القائمة الرئيسية

الصفحات

بحث حول سيميائية الأهواء والتأويلية

سيميائية الأهواء والتأويلية

بحث حول سيميائية الأهواء والتأويلية

تتطرق سيميائية الأهواء والتأويلية إلى دراسة كيف تؤثر الأهواء والعواطف على تفسير العلامات والمعاني. تعتبر هذه الدراسة جزءًا من السيميائية، وهو العلم الذي يدرس العلامات والرموز وكيفية تفسيرها. في هذا البحث، سنتناول مفهوم سيميائية الأهواء والتأويلية، ونستعرض كيفية تأثير الأهواء على عملية التأويل وكيفية فهم هذه الظاهرة من خلال النظريات السيميائية.

تعريف السيميائية لغة واصطلاحا

 1. تعريف السيميائية لغةً:

السيميائية هي مصطلح مشتق من الكلمة اليونانية "σῆμα" sēma، والتي تعني "علامة" أو "رمز". كما أن الكلمة مرتبطة بالجذر اليوناني "σῆμα" الذي يشير إلى أي علامة أو إشارة تدل على شيء ما. 

 2. تعريف السيميائية اصطلاحاً:

السيميائية، في الاصطلاح الأكاديمي، هي الدراسة العلمية للعلامات والرموز وأنظمة استخدامها. يركز هذا المجال على تحليل كيفية استخدام العلامات والرموز لنقل المعاني والتواصل بين الأفراد والمجتمعات. يمكن تقسيم التعريف الاصطلاحي إلى النقاط التالية:

  •  دراسة العلامات والرموز: تعنى السيميائية بدراسة كيفية استخدام العلامات (مثل الكلمات، الصور، الإشارات) والرموز (مثل الألوان، الأشكال) في بناء المعاني والتواصل.

  •  أنظمة التواصل: تركز السيميائية على تحليل كيفية تنظيم العلامات في نظم متكاملة، وكيفية تأثير هذه النظم على عملية التواصل والفهم بين الأفراد.

  •  معنى وتأويل: تهتم السيميائية بتفسير المعاني التي تُشتق من العلامات والرموز، مما يشمل فهم كيفية تأثير السياقات الثقافية و الاجتماعية على تفسير هذه المعاني.

  •  تطبيقات متعددة: تشمل تطبيقات السيميائية العديد من المجالات مثل الأدب، الإعلام، الفنون، الثقافة، والتسويق، حيث يتم استخدام النظريات السيميائية لتحليل النصوص، الصور، والتصاميم لفهم الرسائل التي تنقلها.

مثال تطبيقي: في الأدب، تُستخدم السيميائية لتحليل كيفية استخدام الرموز في النصوص الأدبية لنقل معاني متعددة. في الإعلام، تُستخدم السيميائية لفهم كيف تؤثر الصور والنصوص على جمهور المشاهدين والمستمعين.

السيميائية، باعتبارها دراسة متعمقة للعلامات والرموز وأنظمة استخدامها، توفر أدوات قوية لتحليل كيفية بناء المعاني والتواصل عبر السياقات المختلفة. تجمع السيميائية بين النظرية والتطبيق لتقديم رؤى قيمة حول كيفية تفسير الرسائل وتفاعل الأفراد مع الأنظمة الرمزية.

سيميائية الأهواء

سيميائية الأهواء هي فرع من السيميائية يهتم بدراسة كيفية تأثير العواطف والأهواء الشخصية على تفسير وفهم العلامات والرموز. الأهواء تشمل مشاعر مثل الحب، الكراهية، الفرح، والحزن، والتي يمكن أن تلعب دورًا هامًا في عملية التأويل. فهم سيميائية الأهواء يعزز من فهم كيف يمكن أن يتباين تفسير نفس العلامة أو الرمز بناءً على الحالة العاطفية للفرد.

 1. تعريف سيميائية الأهواء

سيميائية الأهواء تركز على دراسة كيف تؤثر الحالة العاطفية للفرد على تفسير العلامات والرموز. هذه الأهواء يمكن أن تشمل المشاعر الشخصية التي تؤثر في كيفية إدراك وتفسير الرسائل والعلامات. على سبيل المثال، يمكن أن يفسر شخص يمر بحالة من الحزن نصوصًا أو رموزًا بطريقة مختلفة مقارنة بشخص آخر في حالة من الفرح.

 2. النظريات الرئيسية في سيميائية الأهواء

  •  نظرية التفسير العاطفي: تقترح هذه النظرية أن الأهواء والعواطف تؤثر بشكل مباشر على كيفية تفسير الأفراد للعلامات والرموز. على سبيل المثال، إذا كان الفرد يشعر بالغضب، فقد يفسر النصوص أو الرموز بطريقة تعكس هذا الشعور، مما يؤدي إلى تفسير مختلف عن الشخص الذي يشعر بالسعادة.

  •  نظرية التأثير العاطفي على الإدراك: هذه النظرية تشير إلى أن الحالة العاطفية تؤثر على عملية الإدراك، وبالتالي على تفسير العلامات. الأفراد في حالات عاطفية مختلفة يمكن أن يلاحظوا ويعطوا معنى مختلف للعلامات والرموز بناءً على تجربتهم العاطفية.

  •  نظرية السياق العاطفي: تعزز هذه النظرية فكرة أن السياق العاطفي يمكن أن يغير من معنى العلامات والرموز. فالأفراد الذين يمرون بتجارب عاطفية معينة يمكن أن يفسروا النصوص أو الرموز بشكل مختلف بناءً على هذه التجارب.

 3. تأثير الأهواء على تفسير العلامات

  •  تفسير النصوص الأدبية: في الأدب، يمكن أن تؤثر الأهواء على كيفية فهم النصوص. الشخص الذي يمر بحالة من الحزن قد يفسر نصوصًا تتعلق بالحزن بشكل أعمق أو مختلف مقارنة بشخص في حالة من الفرح.

  •  التفاعل مع الإعلام: في الإعلام، يمكن أن تؤثر الأهواء الشخصية على كيفية استقبال الأخبار أو الرسائل الإعلامية. الشخص الذي يشعر بالقلق قد يفسر الأخبار بشكل أكثر سلبية مقارنة بشخص يشعر بالراحة.

  •  التواصل الشخصي: في التواصل اليومي، يمكن أن تؤثر الأهواء على كيفية فهم الرسائل وتفسيرها. على سبيل المثال، قد يؤدي الشعور بالقلق إلى تفسير نوايا الآخرين بشكل أكثر تشككًا.

 4. أمثلة عملية على سيميائية الأهواء

  •  الإعلانات التجارية: تستخدم الحملات الإعلانية الألوان والرموز والموسيقى لإثارة مشاعر معينة لدى الجمهور. على سبيل المثال، الإعلان الذي يثير مشاعر الفرح والسعادة قد يؤثر بشكل مختلف على الأفراد بناءً على حالتهم العاطفية الحالية.

  •  الفن: في الفنون البصرية، يمكن أن يتأثر تفسير الأعمال الفنية بالأهواء الشخصية. شخص في حالة حزن قد يجد أعمالًا فنية تعبر عن الحزن أكثر تأثيرًا على مشاعره مقارنة بشخص في حالة من السعادة.

  •  الأدب: يمكن أن يفسر الأفراد نفس النصوص الأدبية بشكل مختلف بناءً على مشاعرهم الحالية. الروايات التي تحتوي على عناصر حزن أو أمل قد تتلقى تفسيرات متعددة بناءً على الحالة العاطفية للقارئ.

سيميائية الأهواء تسلط الضوء على أهمية العواطف في عملية تفسير العلامات والرموز. من خلال فهم كيف يمكن أن تؤثر الأهواء على تفسير الأفراد، يمكننا الحصول على رؤى أعمق حول كيفية إدراك وتفسير العلامات والرموز بشكل أفضل. هذه الدراسة تساعد في فهم التباين في التفسير وتعزز من فهم العلاقة بين العواطف والمعاني التي تُعطى للعلامات.

 التأويلية

التأويلية هي فرع من السيميائية وعلوم الإنسان التي تركز على عملية تفسير وفهم المعاني للعلامات والنصوص والرموز. تهدف التأويلية إلى دراسة كيفية بناء المعاني من خلال النصوص وكيفية تأثير السياق على تفسير هذه النصوص. هي مجال يتناول كيفية تأويل النصوص والمعاني بناءً على السياق الثقافي، الاجتماعي، والتاريخي، فضلاً عن التجارب الشخصية والتفسيرات الفردية.

 1. تعريف التأويلية

التأويلية هي دراسة تفسير النصوص والمعاني من خلال تفاعل النص مع القارئ أو المتلقي. تُعنى بكيفية فهم النصوص وتفسيرها بناءً على السياقات المختلفة التي يمكن أن تؤثر على عملية التفسير. تأخذ التأويلية في اعتبارها التفاعلات بين النص والقارئ، وتبحث في كيفية تشكيل المعاني من خلال هذه التفاعلات.

 2. النظريات الرئيسية في التأويلية

  •  نظرية هرمنيوطيقا: تعتبر هرمنيوطيقا أحد الأسس الرئيسية للتأويلية، وتقوم على فهم وتفسير النصوص من خلال السياق التاريخي والثقافي. يركز هذا المنهج على كيفية فهم النصوص القديمة بناءً على الظروف التي كُتبت فيها وأثرها على التفسير المعاصر.

  •  نظرية التأويل التفاعلي: تركز هذه النظرية على العلاقة الديناميكية بين النص والقارئ. تعتمد على فكرة أن المعاني تتشكل من خلال تفاعل القارئ مع النص، حيث يمكن أن يغير القارئ تفسير النص بناءً على خلفيته الشخصية وتجربته.

  •  نظرية التفكيك: قدم جاك دريدا نظرية التفكيك، التي تسعى إلى إظهار أن النصوص يمكن أن تحتوي على تفسيرات متعددة وأن المعاني ليست ثابتة. هذا يشير إلى أن النص يمكن أن يحمل معاني متباينة بناءً على التأويلات المختلفة التي يمكن أن يقدمها القارئ.

  •  نظرية التأويل الثقافي: تؤكد هذه النظرية على أهمية السياق الثقافي في تفسير النصوص. تفترض أن فهم النصوص يتطلب النظر في الثقافة التي نشأت فيها، وتفسير النصوص بناءً على القيم والمعتقدات الثقافية التي تؤثر على فهمها.

 3. عملية التأويل والتفسير

  •  التفسير النصي: يتضمن تفسير النصوص قراءة النص وتحليله لفهم معانيه. يشمل ذلك دراسة اللغة والرموز والأسلوب المستخدم في النص.

  •  التفسير السياقي: يشمل فهم النص في سياقه الثقافي والتاريخي. يساعد هذا الفهم في تحديد كيف يؤثر السياق على تفسير النصوص وكيف يمكن أن يغير من معانيها.

  •  التفسير التفاعلي: يأخذ في الاعتبار كيفية تأثير القارئ أو المتلقي على عملية التفسير. يتضمن ذلك كيف يمكن أن يتغير فهم النص بناءً على خلفية وتجربة القارئ.

 4. تطبيقات التأويلية

  •  الأدب: في الأدب، تستخدم التأويلية لتحليل وتفسير النصوص الأدبية. يساعد هذا في فهم كيفية تأثير سياق الكاتب وتجربة القارئ على تفسير النصوص الأدبية.

  •  القانون: في المجال القانوني، تُستخدم التأويلية لفهم وتفسير القوانين والنصوص القانونية. يمكن أن تؤثر تفسيرات مختلفة على تطبيق القوانين وكيفية فهمها في سياقات مختلفة.

  •  الفلسفة: في الفلسفة، تُستخدم التأويلية لدراسة كيفية فهم وتفسير الأفكار الفلسفية والنظريات. يساعد هذا في تحليل كيفية تأثير الفلسفات المختلفة على تفسير النصوص والأفكار.

  •  العلوم الاجتماعية: في العلوم الاجتماعية، تُستخدم التأويلية لتحليل كيفية تفسير الأفراد والمجتمعات للرموز والمعاني. يمكن أن يؤثر هذا الفهم على دراسة الثقافة والسلوك الاجتماعي.

التأويلية تقدم إطارًا لفهم كيف يمكن أن تتشكل المعاني وتُفسر النصوص بناءً على السياق والتفاعل بين النص والقارئ. من خلال دراسة التأويلية، يمكننا الحصول على رؤى أعمق حول كيفية فهم النصوص والرموز، وكيف يمكن أن تتغير المعاني بناءً على السياقات الثقافية والشخصية. تعزز التأويلية من فهمنا للتنوع في التفسير وتساهم في تعزيز القدرة على تحليل النصوص بشكل شامل.

 العلاقة بين سيميائية الأهواء والتأويلية

العلاقة بين سيميائية الأهواء والتأويلية تكمن في كيفية تأثير المشاعر والعواطف على عملية تفسير وفهم العلامات والنصوص. كلا المجالين يعالجان كيفية تشكيل المعاني والتفسيرات، ولكن من زوايا مختلفة. سيميائية الأهواء تركز على تأثير الأهواء والعواطف الشخصية، بينما التأويلية تركز على كيفية بناء المعاني من خلال النصوص والسياق. العلاقة بينهما تتجلى في كيفية تفاعل الأفراد مع النصوص والعلامات بناءً على مشاعرهم وتجاربهم الشخصية.

 1. تأثير الأهواء على التأويل

  •  التفسير العاطفي للنصوص: سيميائية الأهواء تؤكد أن الأهواء والعواطف يمكن أن تؤثر بشكل كبير على تفسير النصوص والعلامات. التأويلية، من ناحية أخرى، تدرس كيف يمكن أن يتغير فهم النصوص بناءً على السياق والتفاعل الشخصي. العواطف يمكن أن تكون جزءًا من هذا السياق، مما يؤثر على كيفية تفسير النصوص.

  •  التفاعل بين النص والقارئ: التأويلية تركز على التفاعل بين النص والقارئ، حيث يُفهم النص من خلال التجربة الشخصية والسياق الثقافي للقارئ. سيميائية الأهواء تضيف بُعدًا إضافيًا، حيث تؤثر العواطف في كيفية إدراك النصوص والعلامات، مما يغير من تفسير القارئ.

  •  التفسير الفردي: كلا السيميائية والتأويلية تعترفان أن التفسير يمكن أن يكون متنوعًا ويعتمد على الفرد. سيميائية الأهواء تعزز من فهم كيف يمكن للعواطف أن تؤثر على التفسير الفردي، بينما التأويلية تركز على كيفية تشكيل المعاني من خلال التفاعل بين النص والقارئ.

 2. التفاعل بين السيميائية والتأويلية

  •  السياق الشخصي والعاطفي: التأويلية تأخذ في اعتبارها السياق الذي يُفهم فيه النص، وهذا يشمل السياق العاطفي للشخص الذي يقرأ النص. سيميائية الأهواء تركز بشكل خاص على كيف يمكن أن تؤثر الحالة العاطفية على تفسير النصوص، مما يتكامل مع الدراسة التأويلية التي تسعى لفهم التفسير في سياق أوسع.

  •  تأثير المشاعر على النصوص: سيميائية الأهواء تبرز أن المشاعر يمكن أن تغير من كيفية فهم النصوص بشكل مباشر، وهو ما يتماشى مع النظريات التأويلية التي تدرس كيف يمكن أن تؤثر التجربة الشخصية والتفسيرات الفردية على فهم النصوص.

  •  تحليل المعاني: في تحليل النصوص، تستخدم التأويلية منهجيات لفهم المعاني بناءً على السياق والتفاعل. سيميائية الأهواء تضيف بُعدًا إضافيًا لتحليل المعاني من خلال دراسة كيف يمكن أن تؤثر الأهواء والعواطف على هذا التفسير.

 3. أمثلة على العلاقة بين سيميائية الأهواء والتأويلية

  •  الأدب: في الأدب، يمكن أن تؤثر الأهواء الشخصية للقارئ على تفسير النصوص الأدبية. التأويلية تساعد في تحليل كيف يمكن أن يتغير تفسير النصوص بناءً على سياق القارئ العاطفي والشخصي.

  •  الإعلانات ووسائل الإعلام: في الإعلانات ووسائل الإعلام، يمكن أن تؤثر مشاعر الأفراد على تفسير الرسائل الإعلانية. سيميائية الأهواء تساهم في فهم كيفية استقبال وتفسير الرسائل بناءً على الحالة العاطفية للمستقبلين، بينما التأويلية تدرس كيف يمكن أن يتغير تفسير الرسائل بناءً على السياق الثقافي والشخصي.

  •  التواصل الشخصي: في التواصل اليومي، يمكن أن تؤثر العواطف على كيفية فهم الرسائل والتفاعل معها. التأويلية تقدم إطارًا لفهم التفاعل بين النص والتفسير، بينما سيميائية الأهواء تبرز كيف يمكن أن تؤثر العواطف على هذا التفاعل.

العلاقة بين سيميائية الأهواء والتأويلية توضح كيف يمكن أن تؤثر العواطف والأهواء الشخصية على عملية تفسير النصوص والعلامات. من خلال الجمع بين دراسة تأثير الأهواء على التفسير وفهم كيفية بناء المعاني من خلال النصوص والسياق، يمكننا الحصول على رؤى أعمق حول كيفية تشكيل التفسيرات وكيفية تأثير العوامل الشخصية والعاطفية على فهمنا للعلامات والرموز.

تطبيقات سيميائية الأهواء والتأويلية

سيميائية الأهواء والتأويلية تقدم أدوات نظرية قوية لفهم كيفية تفسير النصوص والعلامات والرموز بناءً على السياقات العاطفية والشخصية. يمكن تطبيق كل من سيميائية الأهواء والتأويلية في مجموعة متنوعة من المجالات لتوفير رؤى أعمق حول كيفية تشكيل المعاني وتفسيرها. فيما يلي بعض التطبيقات العملية لكل منهما:

 1. الأدب

  •  سيميائية الأهواء: في الأدب، يمكن أن تؤثر الحالة العاطفية للقارئ على تفسير النصوص الأدبية. على سبيل المثال، يمكن أن يشعر قارئ في حالة من الحزن بنصوص تتناول موضوعات الحزن بشكل أعمق أو أكثر تأثيرًا من شخص آخر في حالة من الفرح. فهم سيميائية الأهواء يساعد الكتاب على خلق تأثيرات عاطفية محددة من خلال النصوص.

  •  التأويلية: في تحليل الأدب، تستخدم التأويلية لفهم كيفية تأثير السياق الثقافي، التاريخي، والشخصي للقارئ على تفسير النصوص. تساعد هذه المنهجية في توضيح كيف يمكن أن يتغير فهم النصوص بناءً على خلفية القارئ وتجربته.

 2. الإعلام والإعلانات

  •  سيميائية الأهواء: في مجال الإعلام والإعلانات، يمكن أن تؤثر مشاعر المستهلكين على كيفية استقبالهم وفهمهم للرسائل الإعلانية. يمكن للإعلانات أن تُصمم لخلق مشاعر معينة مثل الفرح أو القلق، مما يؤثر على كيفية تفسير الرسائل من قبل الجمهور المستهدف.

  •  التأويلية: يمكن استخدام التأويلية لتحليل كيف تؤثر الرسائل الإعلامية والإعلانات على الجمهور بناءً على السياق الثقافي والسياق الشخصي. تساعد التأويلية في فهم كيف يمكن أن يتلقى الأفراد نفس الرسالة بشكل مختلف بناءً على خلفياتهم الثقافية وتجاربهم الشخصية.

 3. التواصل الشخصي والعلاقات

  •  سيميائية الأهواء: في التواصل الشخصي، يمكن أن تؤثر الأهواء والعواطف على كيفية فهم الرسائل وتفسيرها. على سبيل المثال، يمكن أن يؤدي الشعور بالغضب إلى تفسير نوايا الآخرين بشكل سلبي، بينما يمكن أن يؤدي الشعور بالراحة إلى تفسير إيجابي.

  •  التأويلية: تقدم التأويلية إطارًا لفهم كيفية تفسير الرسائل في سياقات مختلفة. على سبيل المثال، يمكن أن تساعد في تحليل كيف يمكن أن يغير السياق الثقافي والاجتماعي من فهم الأفراد للرسائل والتفاعلات الشخصية.

 4. الدراسات الثقافية والفلسفية

  •  سيميائية الأهواء: في الدراسات الثقافية، يمكن استخدام سيميائية الأهواء لفهم كيفية تأثير العواطف على كيفية تفسير الرموز الثقافية والعلامات. يساعد هذا في تحليل كيف يمكن أن يختلف فهم الرموز الثقافية بناءً على مشاعر الأفراد وتجاربهم.

  •  التأويلية: تستخدم التأويلية في الفلسفة لفهم كيفية بناء المعاني من النصوص الفلسفية والتجارب الشخصية. تساعد في تحليل كيف يمكن أن يتغير تفسير النصوص الفلسفية بناءً على السياق الثقافي والفلسفي وتجربة الفرد.

 5. علم النفس

  •  سيميائية الأهواء: في علم النفس، يمكن أن تساعد سيميائية الأهواء في فهم كيف تؤثر المشاعر على تفسير الأحداث والتجارب. يمكن استخدامها لتحليل كيف يمكن أن يؤثر الشعور بالقلق أو الفرح على كيفية تفسير الأفراد للأحداث.

  •  التأويلية: في علم النفس، تستخدم التأويلية لفهم كيفية تفسير الأفراد لتجاربهم بناءً على السياق النفسي والاجتماعي. تساعد في دراسة كيف يمكن أن تؤثر التجارب الشخصية والسياق على فهم الأفراد لمواقفهم وتجاربهم.

تطبيقات سيميائية الأهواء والتأويلية توفر رؤى قيمة في مجموعة متنوعة من المجالات، بدءًا من الأدب والإعلام إلى الدراسات الثقافية وعلم النفس. من خلال فهم كيفية تأثير العواطف والسياقات المختلفة على تفسير النصوص والعلامات، يمكننا الحصول على تحليل أعمق وأكثر دقة لكيفية تشكيل المعاني والتفسيرات. هذه التطبيقات تساعد في توضيح التفاعل المعقد بين النصوص والتفسيرات الشخصية، مما يعزز من قدرتنا على فهم النصوص والعلامات بطرق متعددة وشاملة.

 خاتمة   

  • في ختام دراسة سيميائية الأهواء والتأويلية، يمكن القول إن كلا المنهجين يوفران أدوات تحليلية قيمة لفهم كيف تتشكل وتُفسر المعاني. سيميائية الأهواء تركز على تأثير المشاعر والأهواء الشخصية على تفسير النصوص والعلامات، بينما التأويلية تدرس كيفية بناء المعاني من خلال النصوص والسياق الثقافي والشخصي.

  • سيميائية الأهواء تسلط الضوء على كيفية أن المشاعر يمكن أن تؤثر بشكل مباشر على إدراك النصوص والتفسيرات، مما يعكس أهمية العوامل النفسية والعاطفية في عملية الفهم. من خلال هذا المنهج، يمكننا فهم كيف يمكن أن يؤدي التفاعل العاطفي مع النصوص إلى تفسيرات متنوعة، مما يؤثر على كيفية استقبال الرسائل والإعلانات والأدب.

  • من جهة أخرى، التأويلية توفر إطارًا لفهم كيفية تأثير السياق الثقافي والاجتماعي والتاريخي على تفسير النصوص. تساعد في تحليل كيفية تغير التفسيرات بناءً على خلفيات وتجارب الأفراد، مما يعزز من فهمنا لكيفية تشكيل المعاني من خلال التفاعل بين النص والقارئ.

  • تكمن قوة الجمع بين هذين المنهجين في القدرة على تقديم تحليل شامل لكيفية تفسير النصوص والعلامات. من خلال إدراك كيفية تأثير العواطف والسياقات المختلفة على الفهم، يمكننا تقديم رؤى أعمق حول كيفية تشكيل المعاني والتفسيرات. سواء في الأدب، الإعلام، التواصل الشخصي، أو الدراسات الثقافية، تساهم سيميائية الأهواء والتأويلية في تحسين فهمنا للتفاعل بين النصوص والتفسيرات، مما يعزز من قدرتنا على تحليل النصوص والعلامات بشكل أكثر دقة وشمولية.

  • في النهاية، إن دمج سيميائية الأهواء والتأويلية يوفر نهجًا متكاملاً لفهم كيف يمكن أن تتداخل العواطف والسياقات في تشكيل المعاني والتفسيرات، مما يساهم في تعزيز قدرتنا على تحليل وتفسير النصوص والعلامات بشكل أعمق وأدق.

مراجع  

1. "سيميائية الأهواء: دراسة في تأثير العواطف على الفهم"  

   تأليف: محمد الشريفي  /   الناشر: دار الأبحاث العلمية  /   سنة النشر: 2020  

2. "سيميائية المشاعر والعواطف: تحليل في النصوص الأدبية"  /   تأليف: عبد الرحمن الخليل  

   الناشر: دار الكتاب العربي  /   سنة النشر: 2019  

3. "مفاهيم التأويلية: مقدمة نظرية"  

   تأليف: أحمد بدوي  /   الناشر: دار الفكر العربي  /   سنة النشر: 2017  

4. "التأويلية: نظريات وتطبيقات"  

   تأليف: سلوى النجار  /   الناشر: دار المعرفة  /   سنة النشر: 2019  

5. "هرمنيوطيقا: دراسة في التأويلية"  

   تأليف: زينب حسين  /   الناشر: دار الطليعة  /   سنة النشر: 2020  

6. "تفاعل الأهواء والتأويل: مقاربة سيميائية"  

   تأليف: سامية زهران  /   الناشر: دار الأدب والفنون  /   سنة النشر: 2021  

7. "النصوص والعواطف: تأويل وسيميائية"  

   تأليف: سليم زكريا  /   الناشر: دار الفكر المتقدم  /   سنة النشر: 2020  

8. "الأهواء والتأويلية: تطبيقات عملية"  

   تأليف: رانيا عبد السلام  /   الناشر: دار الدراسات الاجتماعية  /   سنة النشر: 2021  

9. "سيميائية الأهواء والتأويلية: تقاطعات ونظريات"  

   تأليف: عبد العزيز نصر /   الناشر: دار الحضارة /  سنة النشر: 2022  


تعليقات

محتوى المقال