القائمة الرئيسية

الصفحات

  القلعة الحمراء-نيودلهي

القلعة الحمراء-نيودلهي

القلعة الحمراء، أو كما تعرف بـ "لال قلعہ" (Lal Qila)، تُعد واحدة من أهم المعالم التاريخية في الهند. تقع في قلب العاصمة نيودلهي، وهي تحفة معمارية شاهدة على فترة المغول الذين حكموا الهند لعدة قرون. بناها الإمبراطور المغولي شاه جهان في القرن السابع عشر لتكون مقراً له ولعائلته، وهي تُعد جزءاً من التراث الثقافي الغني للهند.

 1. تاريخ القلعة الحمراء

القلعة الحمراء، أو "لال قلعہ" (Lal Qila)، في نيودلهي، هي واحدة من أبرز المعالم التاريخية في الهند. يعود تاريخها إلى القرن السابع عشر عندما قرر الإمبراطور المغولي شاه جهان، الذي حكم من 1628 إلى 1658، نقل عاصمته من مدينة أغرا إلى دلهي. بدأ بناء القلعة في عام 1638 واكتمل في عام 1648. وقد تم تشييدها لتكون مقرًا إمبراطوريًا للإمبراطور المغولي وعائلته.

 بناء القلعة الحمراء

اختار شاه جهان موقعًا استراتيجيًا على ضفاف نهر يامونا في دلهي لبناء القلعة. استغرق بناء القلعة حوالي عشر سنوات، وتم استخدام الحجر الرملي الأحمر، مما أعطاها لونها المميز واسمها "القلعة الحمراء". في ذلك الوقت، كانت دلهي تُعرف باسم "شاه جهان آباد" وكانت العاصمة الجديدة للإمبراطورية المغولية.

 العصر المغولي

القلعة الحمراء كانت المقر الرئيسي للحكام المغول لعدة قرون. استخدمها الإمبراطور ووزراؤه لإدارة شؤون الدولة، وعُرفت القلعة ببذخها وفخامتها، حيث كانت تحوي قصورًا مزخرفة وحدائق واسعة. كان "ديوان عام" مكانًا لاجتماعات الإمبراطور مع عامة الشعب، بينما كان "ديوان خاص" مخصصًا للاجتماعات الخاصة مع كبار المسؤولين.

 القرن التاسع عشر: الاحتلال البريطاني

في عام 1857، بعد تمرد الهند الأولى ضد الحكم البريطاني، انهارت الإمبراطورية المغولية فعليًا، واستولى البريطانيون على القلعة. استخدمت القلعة لأغراض عسكرية وأصبحت رمزًا للهيمنة البريطانية. تم تدمير العديد من المباني الداخلية وإعادة توظيف الموقع كمقر عسكري.

 التحرر والاستقلال

لعبت القلعة الحمراء دورًا رمزيًا كبيرًا خلال فترة نضال الهند من أجل الاستقلال. في 15 أغسطس 1947، ألقى جواهر لال نهرو، أول رئيس وزراء للهند المستقلة، خطابًا من القلعة الحمراء أعلن فيه استقلال البلاد. ومنذ ذلك الحين، يتم رفع العلم الهندي كل عام في هذا اليوم على أسوار القلعة احتفالًا بعيد الاستقلال.

 اليوم: موقع تراث عالمي

في عام 2007، تم إدراج القلعة الحمراء ضمن قائمة اليونسكو لمواقع التراث العالمي تقديرًا لأهميتها التاريخية والثقافية. تجذب القلعة الآن ملايين السياح كل عام وتُعد رمزًا للتاريخ المغولي والتراث الهندي الغني.

2. التخطيط والهندسة المعمارية

القلعة الحمراء في نيودلهي، والمعروفة أيضًا باسم "لال قلعہ" (Lal Qila)، هي تحفة معمارية تعكس روعة الهندسة المغولية، والتي تمزج بين الأساليب الهندية والفارسية والتيمورية. بنيت في فترة حكم الإمبراطور شاه جهان بين عامي 1638 و1648، وتعتبر القلعة تجسيدًا للعظمة والرفاهية التي ميزت العصر المغولي.

 التخطيط المعماري

القلعة الحمراء تمتد على مساحة شاسعة تبلغ حوالي 255 فدانًا، وتحيط بها جدران عالية من الحجر الرملي الأحمر يبلغ ارتفاعها نحو 18 إلى 33 مترًا، مما يجعلها واحدة من أكثر القلاع المحصنة في الهند. صُممت القلعة لتكون بمثابة مقر إمبراطوري ومركز للسلطة السياسية والثقافية.

يتكون التصميم المعماري للقلعة من عدة مباني وأفنية واسعة، وتشتمل على:

- البوابة الرئيسية (لاهور دروازه): هي المدخل الرئيسي للقلعة، وتعتبر واحدة من أبرز معالمها. تتميز هذه البوابة بارتفاعها الضخم وزخرفاتها الغنية. تُستخدم هذه البوابة حاليًا للاحتفالات السنوية بيوم الاستقلال الهندي.

- بوابة دلهي: المدخل الثانوي الذي يواجه مدينة دلهي ويتيح الوصول إلى القلعة من الجهة الجنوبية.

 المباني الرئيسية داخل القلعة

داخل القلعة، تم تصميم مجموعة من القاعات والمباني ذات الأهمية الثقافية والوظيفية:

- ديوان عام: هي قاعة الجمهور العامة حيث كان الإمبراطور يستقبل رعاياه. تتميز هذه القاعة بتصميمها المفتوح والواسع، وقد كانت مخصصة للمداولات العامة.

- ديوان خاص: هي قاعة الاجتماعات الخاصة التي كانت تُستخدم للتشاور مع الوزراء وكبار المسؤولين. تتميز بتصميم أكثر فخامة مع أعمدة من الرخام الأبيض وزخارف ذهبية.

- قصور الإمبراطور: تضم القلعة مجموعة من القصور الفاخرة المخصصة للإمبراطور وأسرته. أبرز هذه القصور هو "رنج محل"، الذي كان يستخدم كمسكن لنساء القصر.

 الحدائق والأفنية

القلعة الحمراء تضم العديد من الحدائق المصممة على الطراز المغولي، والتي تعكس التأثير الفارسي على العمارة المغولية. حدائق "حياة بخش باغ" مثال على تلك الحدائق، حيث تم تصميمها لتكون واحة من الجمال والهدوء، مع قنوات مائية وأنهار صناعية كانت تمر في أرجاء القصر، مما يرمز إلى الجنة وفقًا للتصور الإسلامي.

 المواد المستخدمة في البناء

- الحجر الرملي الأحمر: يشكل المكون الأساسي في بناء الجدران الخارجية وأجزاء واسعة من القلعة، مما يعطيها لونها المميز الذي اشتُهرت به.

- الرخام الأبيض: تم استخدامه بكثرة في تزيين المباني الداخلية والأعمدة، خاصة في القاعات الملكية.

 الرمزية والتصميم الفني

القلعة ليست مجرد حصن، بل هي أيضًا رمز للقوة السياسية والثقافية. كانت زخارف القلعة تعبر عن فنون العصر المغولي وتستخدم الرموز المعمارية الإسلامية. من ذلك النقوش القرآنية والزخارف الهندسية والنباتية التي تنتشر في جميع أنحاء القلعة، والتي تعكس الثقافة المغولية وذوق الإمبراطور شاه جهان في الفنون.

الهندسة المعمارية للقلعة الحمراء تمثل مزيجًا من الفخامة المغولية والتراث الثقافي الهندي والفارسي، مما يجعلها واحدة من أعظم إنجازات الهندسة المعمارية في التاريخ الهندي. تخطيط القلعة يعكس قوة الإمبراطورية المغولية وتفوقها الفني والمعماري، بينما يبقى تصميمها الرائع شاهدًا على عظمة الماضي وتراثًا حيًا للأجيال الحالية.

 3. الأهمية التاريخية والسياسية

القلعة الحمراء، أو "لال قلعہ" (Lal Qila)، لها أهمية تاريخية وسياسية كبيرة في تاريخ الهند، وهي تجسد مراحل هامة من تطور الهند على مر العصور. تمثل القلعة الحمراء حقبة طويلة من الحكم المغولي في الهند، واستمرت رمزًا للسلطة السياسية حتى يومنا هذا.

 1. مركز الحكم المغولي

تعتبر القلعة الحمراء مقرًا رئيسيًا للحكام المغول منذ تأسيسها في القرن السابع عشر. كانت القلعة رمزًا للسلطة الإمبراطورية والمكان الذي يُدير فيه الإمبراطور شؤون الدولة. الإمبراطور شاه جهان، الذي أمر ببناء القلعة، جعلها مقرًا لعاصمته الجديدة "شاه جهان آباد"، التي أصبحت مركزًا للحكم والثقافة في الهند المغولية.

- ديوان عام وديوان خاص: هاتان القاعتان في القلعة كانتا المركزين الأساسيين للتفاعل بين الإمبراطور والمسؤولين والناس. من خلال "ديوان عام"، كان الإمبراطور يتواصل مع الشعب ويستمع إلى شكاواهم، بينما كانت "ديوان خاص" مخصصة للاجتماعات الخاصة مع الوزراء وكبار المسؤولين، حيث تم اتخاذ قرارات سياسية هامة.

 2. دورها في النضال ضد الاستعمار البريطاني

بعد تمرد عام 1857، الذي يُعرف باسم الثورة الهندية الأولى ضد الحكم البريطاني، استولت القوات البريطانية على القلعة واستخدمتها كمقر عسكري، مما أدى إلى تدمير جزء كبير من مبانيها الأصلية. أصبحت القلعة في هذه الفترة رمزًا للهيمنة البريطانية، لكنها بقيت أيضًا رمزًا للمقاومة الهندية ضد الاستعمار.

 3. رمز الاستقلال الهندي

أصبح للقلعة الحمراء أهمية جديدة في القرن العشرين خلال نضال الهند من أجل الاستقلال. في 15 أغسطس 1947، بعد استقلال الهند عن الحكم البريطاني، تم رفع العلم الهندي لأول مرة على جدران القلعة الحمراء. جواهر لال نهرو، أول رئيس وزراء للهند، ألقى خطاب الاستقلال التاريخي من القلعة، الذي أعلن فيه استقلال الهند. منذ ذلك الحين، أصبحت القلعة الحمراء موقعًا سنويًا للاحتفال بيوم الاستقلال، حيث يرفع رئيس الوزراء العلم الهندي ويلقي خطابًا للأمة.

 4. تراث عالمي ورمز للوحدة الوطنية

تم تصنيف القلعة الحمراء كموقع تراث عالمي من قبل اليونسكو في عام 2007، تقديرًا لأهميتها الثقافية والتاريخية. القلعة تمثل حقبة طويلة من التاريخ الهندي وترمز إلى التطور السياسي والثقافي الذي شهدته البلاد. أصبحت القلعة أيضًا رمزًا للوحدة الوطنية، حيث تعكس قيم السيادة والاستقلال.

 5. موقع للتعبير السياسي

حتى بعد الاستقلال، استمرت القلعة الحمراء في لعب دور سياسي مهم في الهند الحديثة. الاحتفال السنوي بيوم الاستقلال الذي يجري في القلعة هو أحد أبرز الفعاليات السياسية في البلاد. يُلقي فيه رئيس الوزراء خطابًا، يتناول فيه التحديات التي تواجه الهند والإنجازات التي تحققت، ويؤكد على وحدة وتماسك الأمة.

تعتبر القلعة الحمراء في نيودلهي من أهم المعالم التاريخية والسياسية في الهند. من كونها مركزًا للإمبراطورية المغولية إلى رمز للنضال ضد الاستعمار البريطاني، ومن ثم إلى موقع للاحتفال باستقلال الهند، تبقى القلعة رمزًا قويًا للسلطة والسيادة والتراث الوطني الهندي.

 4. القلعة الحمراء كتراث عالمي

القلعة الحمراء (Lal Qila) في نيودلهي هي واحدة من أهم المعالم التاريخية في الهند، والتي تم إدراجها على قائمة اليونسكو للتراث العالمي في عام 2007. تعكس القلعة الحمراء تاريخًا طويلًا يمتد لعدة قرون، وتمثل جزءًا مهمًا من الهوية الثقافية والسياسية للهند. يُنظر إليها اليوم كرمز للتراث الإنساني العالمي، وتحظى بأهمية كبيرة باعتبارها معلماً معمارياً وتاريخياً استثنائياً.

 أسباب إدراج القلعة الحمراء كتراث عالمي

تتميز القلعة الحمراء بعدة عوامل جعلتها تستحق مكانها في قائمة التراث العالمي:

1. الأهمية التاريخية والسياسية: 

القلعة الحمراء كانت مركزًا للحكم المغولي في الهند لعدة قرون، وكانت مقرًا رئيسيًا للسلطة السياسية خلال حكم الإمبراطورية المغولية. كما كانت موقعًا محوريًا في النضال الهندي ضد الاستعمار البريطاني وأصبحت رمزًا لاستقلال الهند.

2. العمارة الفريدة: 

القلعة تجسد الطراز المعماري المغولي بوضوح، حيث تمزج بين الأساليب الهندية والفارسية. استخدام الحجر الرملي الأحمر والرخام الأبيض، والزخارف الغنية بالتفاصيل الهندسية والفنية، يجعل منها تحفة معمارية تعكس التأثيرات الثقافية المتنوعة التي مرت بها الهند.

3. التراث الثقافي: 

تُعد القلعة الحمراء جزءًا من التراث الثقافي غير المادي للهند، حيث كانت لعدة قرون رمزًا للفنون والثقافة المغولية. داخل القلعة كانت تقام العديد من الأنشطة الثقافية مثل الشعر والموسيقى والرقص، مما جعلها مركزًا للحياة الثقافية في ذلك العصر.

4. الدور في الهوية الوطنية الهندية: 

بعد استقلال الهند عن بريطانيا، أصبحت القلعة الحمراء موقعًا رمزيًا للاحتفال بالسيادة الهندية. كل عام، يُقام الاحتفال بالعيد الوطني للهند في القلعة، حيث يرفع رئيس الوزراء العلم ويلقي خطابًا للأمة. هذا الحدث يعزز من أهمية القلعة كموقع للذاكرة الوطنية والوحدة.

 الحفاظ على القلعة الحمراء كموقع تراثي

باعتبارها موقعًا تراثيًا عالميًا، تم وضع العديد من البرامج للحفاظ على القلعة وحمايتها من عوامل التدهور البيئي والتاريخي. تشرف السلطات الهندية، بالتعاون مع منظمات دولية مثل اليونسكو، على تنفيذ خطط للحفاظ على المباني التاريخية داخل القلعة وصيانتها.

- ترميم المباني التاريخية: بسبب التآكل الطبيعي وتدهور بعض أجزاء القلعة مع مرور الزمن، تم تنفيذ مشاريع ترميم واسعة النطاق لضمان حماية المباني الداخلية، بما في ذلك "ديوان عام" و"ديوان خاص" والقصور الملكية.

- إدارة السياحة المستدامة: باعتبارها واحدة من أكثر الوجهات السياحية جذبًا في الهند، يتم وضع خطط لإدارة تدفق السياح والحفاظ على البيئة المحيطة بالقلعة. تعمل السلطات على تحقيق توازن بين الحفاظ على الموقع التراثي وإتاحة الفرصة للزوار للاستمتاع بجمال القلعة.

 التحديات

- التدهور البيئي: التلوث في نيودلهي يشكل تهديدًا على القلعة الحمراء، حيث أن المواد الكيميائية الموجودة في الهواء قد تساهم في تآكل المباني وتدمير الزخارف المعمارية.

- الضغط السياحي: بسبب كثرة الزوار، تعاني بعض أجزاء القلعة من تآكل بفعل الاستخدام المفرط، مما يتطلب جهودًا إضافية في صيانتها.

إدراج القلعة الحمراء كتراث عالمي هو اعتراف بأهميتها التاريخية والمعمارية والثقافية. تحافظ القلعة على مكانتها كموقع تراثي عالمي ليس فقط بسبب دورها في تاريخ الهند، ولكن أيضًا بسبب جمالها الفني وتأثيرها الثقافي. تمثل القلعة الحمراء قصة تطور طويل ومعقد للهند، بدءًا من الإمبراطورية المغولية وصولًا إلى الاستقلال، وهي رمز حي يروي قصص الماضي ويحتفظ بقيم التراث للأجيال المستقبلية.

 5. الأهمية الثقافية  

القلعة الحمراء، المعروفة باسم Lal Qila، تمثل رمزًا حضاريًا وثقافيًا عميقًا في تاريخ الهند. عبر قرون عديدة، احتضنت القلعة العديد من الأحداث التاريخية الهامة وشكلت مركزًا ثقافيًا وحضاريًا مؤثرًا. تعكس القلعة الحمراء التراث المعماري والفني الغني، وتعتبر رمزًا للهوية الوطنية الهندية والتنوع الثقافي في البلاد.

 1. مركز للفنون والثقافة المغولية

في عهد الإمبراطورية المغولية، كانت القلعة الحمراء مركزًا ثقافيًا مهمًا. من داخل جدرانها، كانت تُنظم العديد من الأنشطة الثقافية التي تعكس ازدهار الفنون في تلك الحقبة. كانت القاعات مثل "ديوان خاص" و"ديوان عام" تشهد جلسات للأدب والشعر، حيث كان الحكام المغول يتفاعلون مع الشعراء والعلماء والفنانين.

- الفن المغولي: تُعد القلعة الحمراء شاهدًا على الازدهار الفني للمغول. تتميز بزخارفها المعمارية المعقدة التي تدمج بين الفن الفارسي والهندي. هذه الأنماط الفنية تعكس قوة الإمبراطورية وتأثيرها الثقافي.

  - الحرف اليدوية: كانت الحرف اليدوية التي تتم في القلعة مثالًا واضحًا على الرقي الثقافي للمغول، مثل أعمال الخشب والرخام والزجاج المعشق. كانت القلعة مركزًا لإنتاج الأعمال الفنية المميزة.

 2. القلعة الحمراء كموقع للتراث الأدبي

احتضنت القلعة الحمراء الشعراء والأدباء الذين أسهموا في تطوير الأدب المغولي والهندي. خلال فترة المغول، كان الشعر يلعب دورًا كبيرًا في القصور الملكية. القلعة الحمراء كانت تستضيف جلسات شعرية واجتماعات ثقافية مهمة، حيث تم تطوير أشكال من الأدب والأعمال الشعرية التي ما زالت تُدرس حتى اليوم.

 3. رمز للوحدة الوطنية

بعد الاستقلال عن الحكم البريطاني في عام 1947، أصبحت القلعة الحمراء رمزًا للوحدة الوطنية. في 15 أغسطس 1947، تم رفع العلم الهندي لأول مرة على جدران القلعة الحمراء، وهو حدث ذو رمزية عميقة يجسد الاستقلال والسيادة الهندية. منذ ذلك الحين، تحتل القلعة الحمراء مكانة مميزة في الاحتفالات الوطنية، حيث يُقام الاحتفال السنوي بيوم الاستقلال الهندي في القلعة، مع رفع العلم الهندي وخطاب رئيس الوزراء إلى الأمة.

 4. انعكاس للتنوع الديني والثقافي

تمثل القلعة الحمراء التنوع الثقافي والديني للهند. بُنيت القلعة في حقبة تاريخية تميزت بالتعايش بين مختلف الأديان والثقافات، خاصة تحت حكم المغول الذين أثروا في تشكيل ملامح الهند الثقافية. بالإضافة إلى ذلك، تُظهر العمارة والتصميم الداخلي للقلعة التأثيرات المختلفة للثقافات الهندية والفارسية والإسلامية والهندوسية.

 5. السياحة والتعليم الثقافي

تلعب القلعة الحمراء دورًا كبيرًا في التعليم الثقافي والسياحي. يأتي ملايين الزوار سنويًا للتعرف على التراث الثقافي للهند من خلال جولة في هذا المعلم التاريخي. تقدم القلعة تجربة تعليمية شاملة للزوار، حيث يتعرفون على التاريخ المغولي، الفن، العمارة، والسياسة الهندية من خلال الهياكل والمباني العديدة داخل أسوار القلعة.

 6. الحفاظ على التراث الثقافي

القلعة الحمراء تعد جزءًا أساسيًا من الهوية الثقافية للهند. الجهود المبذولة للحفاظ على القلعة كجزء من التراث العالمي تعزز الأهمية الثقافية للموقع. تعتبر القلعة رمزًا للتاريخ الطويل والمميز للهند، ويسعى الهنود من مختلف الأعمار للحفاظ على هذا الرمز التاريخي والثقافي. تعد الجهود المستمرة للحفاظ على الموقع من قبل الحكومة الهندية بالتعاون مع المنظمات الدولية مثل اليونسكو أساسية لضمان بقاء هذه القلعة للأجيال القادمة.

تمثل القلعة الحمراء (Lal Qila) جزءًا جوهريًا من التراث الثقافي للهند. من كونها مركزًا للفنون المغولية والثقافة، إلى رمز للوحدة الوطنية بعد الاستقلال، وتعتبر القلعة اليوم أحد أهم المعالم السياحية في الهند، حيث تعكس الروح التاريخية والثقافية للأمة الهندية.

 الخاتمة  

القلعة الحمراء، أو Lal Qila، تعد واحدة من أعظم رموز التاريخ والثقافة في الهند. من كونها مركزًا للإمبراطورية المغولية إلى أن أصبحت رمزًا للاستقلال الوطني، تعكس القلعة أهمية هائلة في تاريخ الهند وجوهرها الثقافي.

بُنيت في القرن السابع عشر، تحت حكم الإمبراطور شاه جهان، وقد صممت لتكون معلمًا معماريًا فخمًا يعبر عن قوة الإمبراطورية المغولية. تتجسد العمارة المهيبة والديكورات الرائعة التي تميز القلعة في الثراء الفني والتقني لتلك الحقبة، مما يجعلها نموذجًا للإبداع المعماري المغولي.

أثناء الاستعمار البريطاني، أصبحت القلعة رمزًا للهيمنة الاستعمارية. ولكن بعد الاستقلال، أعادت القلعة الحمراء اكتشاف مكانتها كرمز للسيادة الوطنية. رفع العلم الهندي على أسوارها في 15 أغسطس 1947، كان لحظة فارقة في تاريخ الهند، تجسد التحرر والأمل.

ثقافيًا، القلعة الحمراء تُعد متحفًا مفتوحًا يعرض جوانب متعددة من التراث الهندي، من الفنون إلى الأدب إلى الأنشطة الثقافية التي عُقدت بين جدرانها. كموقع تراث عالمي مدرج على قائمة اليونسكو، تعزز القلعة الحمراء من مكانتها كرمز للتنوع الثقافي والهوية الوطنية للهند.

تتواصل الجهود لحمايتها وصيانتها لضمان بقائها كمعلم تاريخي هام للأجيال القادمة. التحديات المتعلقة بصيانتها وحمايتها من التهديدات البيئية والتلوث والسياحة الكثيفة تتطلب اهتمامًا مستمرًا وتعاونًا بين الجهات المحلية والدولية.

في الختام، القلعة الحمراء ليست مجرد معلم تاريخي بل هي تعبير حي عن تطور الهند، من فترة الازدهار الإمبراطوري إلى زمن الاستقلال والوحدة الوطنية. تمثل القلعة الحمراء جسراً بين الماضي والحاضر، وتجسد في كل زاوية تاريخًا غنياً وثقافة مميزة تستحق أن تُحفظ وتُحتفى بها على مستوى العالم.

مراجع  

1. "العمارة الإسلامية في الهند" - أحمد عثمان

2. "تاريخ الهند" - مصطفى الشكعة

3. "القلعة الحمراء: تاريخ وثقافة" - علي أبو الوفا

4. "الفن الإسلامي في الهند: القصور والحصون" - عبد الرحمن بن عبد الله

5. "أسرار الهند: دراسة في العمارة والآثار" - هالة عبد الرحمن

6. "المغول في الهند: عهد التميز الفني والثقافي" - جمال عبد الله

7. "تاريخ الفن الهندي: من العصور الوسطى إلى العهد الاستعماري" - فاطمة محمد

8. "القلعة الحمراء في الهند: دراسة في العمارة والتراث" - يوسف حسين

9. "تاريخ القلاع في الهند: دراسة حالة القلعة الحمراء" - سمير زكريا

10. "الآثار الإسلامية في الهند: دراسة تحليلية" - خليل أحمد

11. "القلعة الحمراء وعمارة الإمبراطورية المغولية" - محمود عادل

12. "التراث الثقافي الهندي: من العصور القديمة إلى الحديثة" - عبد الله الشريف

13. "العمارة الهندية المغولية: القلعة الحمراء كنموذج" - سعيد حسين

14. "القلعة الحمراء: دراسة في الهندسة المعمارية والتاريخ" - ناصر القيسي

15. "التاريخ والعمارة في الهند: القلاع والمواقع التاريخية" - عادل محمد

16. "الفن والهندسة في العصر المغولي: دراسة القلعة الحمراء" - شيماء سالم


تعليقات

محتوى المقال