القائمة الرئيسية

الصفحات

بحث حول مدرسة التحليل النفسي في علم النفس والاجتماع

مدرسة التحليل النفسي في علم النفس والاجتماع 

بحث حول مدرسة التحليل النفسي في علم النفس والاجتماع

مدرسة التحليل النفسي تعد من أبرز التيارات الفكرية في علم النفس والاجتماع، وتهتم بدراسة العمليات العقلية اللاواعية وتأثيرها على السلوك والشخصية. أسس هذه المدرسة العالم النمساوي سيغموند فرويد في نهاية القرن التاسع عشر، وتركزت أفكاره على مفهوم العقل اللاواعي وتأثيراته العميقة على السلوك البشري.

 1. أسس التحليل النفسي

أسس التحليل النفسي هي مجموعة من المبادئ والمفاهيم التي وضعها العالم النمساوي سيغموند فرويد لتفسير سلوك الإنسان على أساس العوامل النفسية اللاواعية. هذه الأسس تُعد حجر الزاوية لفهم الشخصية والعمليات العقلية. فيما يلي أهم الأسس التي يرتكز عليها التحليل النفسي:

 1. اللاوعي:

- يعتبر فرويد أن جزءاً كبيراً من العقل غير واعٍ، وهو يحتوي على أفكار ومشاعر ورغبات وذكريات مكبوتة. اللاوعي يلعب دورًا كبيرًا في تشكيل السلوك البشري، حتى وإن لم يكن الفرد مدركًا له.

 2. البنية النفسية الثلاثية:

- يرى فرويد أن النفس البشرية تتكون من ثلاثة عناصر:

  - الهو (Id): يمثل الغرائز البدائية والرغبات التي تبحث عن الإشباع الفوري (مثل الجوع والرغبة الجنسية).

  - الأنا (Ego): الجزء الواعي الذي يعمل على تحقيق التوازن بين متطلبات الهو والواقع.

  - الأنا العليا (Superego): يمثل القيم والأخلاق والمثل العليا المكتسبة من المجتمع والأسرة.

 3. الغريزة:

- اعتبر فرويد أن الإنسان محركه الأساسي هو الغرائز، وركز بشكل خاص على غريزتين:

  - غريزة الحياة (Eros): تشمل جميع الرغبات التي تدفع الإنسان للحفاظ على حياته وتكاثره، مثل الرغبة الجنسية.

  - غريزة الموت (Thanatos): تمثل الدوافع التدميرية التي تقود الإنسان نحو العدوانية والموت.

 4. الصراع النفسي:

- يعتمد التحليل النفسي على فكرة وجود صراع دائم بين أجزاء النفس الثلاث (الهو، الأنا، والأنا العليا)، مما يؤدي إلى التوتر والقلق الذي يحاول الفرد التعامل معه من خلال آليات الدفاع.

 5. آليات الدفاع:

- هذه آليات نفسية لا واعية يستخدمها الفرد لحماية نفسه من المشاعر المؤلمة أو التوتر، مثل الكبت، والإسقاط، والتبرير. تساعد هذه الآليات الفرد على التكيف مع الصراعات الداخلية والضغوط الخارجية.

 6. تطور الشخصية:

- يعتقد فرويد أن شخصية الفرد تتطور من خلال مراحل محددة منذ الطفولة، ويؤثر نجاح أو فشل الفرد في تجاوز هذه المراحل على تكوين شخصيته لاحقًا. المراحل هي: الفمية، الشرجية، القضيبية، الكمون، والتناسلية.

 7. التحليل العلاجي:

- يعتمد التحليل النفسي على تقنيات مثل التداعي الحر وتحليل الأحلام للوصول إلى الجوانب اللاواعية من النفس، مما يساعد في كشف المشاعر والرغبات المكبوتة وتحرير المريض منها.

هذه الأسس كانت ركيزة أساسية في فهم فرويد للسلوك البشري وتفسيره للعقل اللاواعي وتأثيره على الحياة اليومية.

 2. أهم أدوات البحث والتحليل

أدوات البحث والتحليل في مدرسة التحليل النفسي هي مجموعة من الأساليب والتقنيات التي يستخدمها المعالج النفسي لفهم العمليات النفسية اللاواعية والمشاعر المكبوتة لدى الأفراد. فيما يلي أهم هذه الأدوات:

 1. التداعي الحر (Free Association):

- التداعي الحر هو أحد أهم الأدوات التي استخدمها فرويد في العلاج النفسي. يطلب من المريض التعبير عن أفكاره دون قيود أو رقابة داخلية، مما يسمح بخروج الأفكار والمشاعر المكبوتة في اللاوعي إلى السطح. الهدف هو الكشف عن الروابط الخفية بين الأفكار والذكريات التي قد تسبب اضطرابات نفسية.

 2. تحليل الأحلام (Dream Analysis):

- فرويد اعتبر الأحلام "الطريق الملكي إلى اللاوعي". من خلال تحليل الرموز والمحتويات الخفية للأحلام، يمكن الوصول إلى الرغبات المكبوتة والصراعات النفسية. الأحلام تُحلل إلى مكونين: 

  - المحتوى الظاهر: الأحداث الواضحة التي تتذكرها بعد الاستيقاظ.

  - المحتوى الكامن: المعاني الخفية والرغبات التي تظهر في الأحلام.

 3. تحليل الزلات الفرويدية (Freudian Slips):

- الزلات اللفظية أو الأخطاء غير المقصودة في الحديث أو الكتابة (المعروفة بـ "زلات فرويد") تعتبر نوافذ على اللاوعي. هذه الزلات يمكن أن تكشف عن الأفكار أو الرغبات المكبوتة التي يحاول العقل الواعي قمعها.

 4. التأمل الذاتي (Introspection):

- يعتمد التحليل النفسي أيضًا على قدرة الفرد على التأمل في مشاعره وأفكاره. في هذه العملية، يحاول المعالج مساعدة المريض على زيادة وعيه بذاته وفهم العوامل التي تؤثر على سلوكه وتفكيره.

 5. اختبارات الإسقاط (Projective Tests):

- تشمل اختبارات مثل اختبار رورشاخ (Rorschach Inkblot Test) واختبار تفهم الموضوع (Thematic Apperception Test – TAT). في هذه الاختبارات، يُطلب من الأفراد تفسير أشكال غير محددة أو سرد قصة بناءً على صور غير واضحة. الطريقة التي يتفاعل بها الفرد مع هذه المواد يمكن أن تكشف عن أنماط تفكيره ومشاعره اللاواعية.

 6. التحليل الذاتي (Self-analysis):

- يمكن أن يستخدم الأفراد أدوات التحليل النفسي في عملية تحليل ذاتي، وهو ما قام به فرويد نفسه. يسمح التحليل الذاتي بالفحص الدقيق للأفكار والمشاعر الخاصة ومحاولة الوصول إلى اللاوعي.

 7. مراقبة نقل المشاعر (Transference):

- نقل المشاعر هو عملية يقوم فيها المريض بنقل مشاعره المكبوتة تجاه شخصيات أخرى إلى المعالج. دراسة هذه المشاعر يمكن أن تساعد في الكشف عن العلاقات العاطفية غير المحلولة والصراعات الداخلية.

 8. ملاحظة آليات الدفاع (Defense Mechanisms):

- في التحليل النفسي، يراقب المعالج استخدام المريض لآليات الدفاع النفسية مثل الكبت، التبرير، الإسقاط وغيرها. يمكن لهذه الآليات أن تكشف عن الطريقة التي يحاول بها المريض التعامل مع التوتر والصراع النفسي.

 9. مقابلات معمقة (In-depth Interviews):

- يتم إجراء مقابلات معمقة حيث يتم توجيه المريض للكشف عن ذكرياته، تجاربه السابقة، وعلاقاته مع الآخرين بهدف تحديد المشاعر والأفكار التي تؤثر على حالته النفسية.

هذه الأدوات تُستخدم للكشف عن محتويات العقل اللاواعي وتقديم تفسير أعمق للصراعات النفسية والعواطف المكبوتة، مما يساعد على تقديم العلاج المناسب للأفراد.

 3. التطبيقات الاجتماعية

التطبيقات الاجتماعية لمدرسة التحليل النفسي ترتبط بفهم ديناميات الفرد والمجتمع وتأثير العمليات النفسية اللاواعية على العلاقات الاجتماعية والسلوكيات الجماعية. فيما يلي بعض التطبيقات الاجتماعية البارزة:

 1. فهم الشخصية وتشكيل الهوية:

- من خلال التحليل النفسي، يمكن فهم كيف تتشكل الهوية الشخصية والاجتماعية في ضوء التجارب المبكرة والعلاقات الأسرية. يُستخدم التحليل النفسي في توضيح تأثير الطفولة والعلاقة مع الوالدين على تطور شخصية الفرد، وكيف تترجم هذه العلاقة إلى أنماط سلوكية واجتماعية في وقت لاحق.

 2. العلاقات الأسرية والتفاعلات الاجتماعية:

- التحليل النفسي يساعد في دراسة العلاقات الأسرية والتفاعلات داخل الأسرة. يعتبر فرويد أن الأسرة هي المكان الذي تنشأ فيه معظم الصراعات اللاواعية، وبالتالي فهم العلاقات الأسرية من خلال التحليل النفسي يُسهم في تحسين التواصل والتفاهم بين أفراد الأسرة.

 3. تحليل الديناميات الجماعية:

- يستخدم التحليل النفسي لفهم العلاقات داخل الجماعات الصغيرة والكبيرة، مثل مجموعات العمل، النوادي، وحتى المجتمعات الكبيرة. فرويد وجَّه جزءاً من دراسته نحو فهم كيف يمكن للعواطف اللاواعية أن تؤثر على ديناميات الجماعات والسلوكيات الجماعية، مثل القيادة، الصراعات، والولاءات الجماعية.

 4. الصحة النفسية العامة والتنشئة الاجتماعية:

- أحد التطبيقات الاجتماعية المهمة للتحليل النفسي هو تحسين الصحة النفسية من خلال زيادة الوعي بالعوامل اللاواعية التي تؤثر على الأفراد. هذا يشمل توجيه الأفراد نحو فهم أعمق لأنفسهم، مما يساعدهم على التعامل بشكل أفضل مع التوترات والصراعات الاجتماعية.

 5. دراسة السلوكيات الجماعية في الأزمات:

- استخدم التحليل النفسي في دراسة تأثير الأزمات الكبيرة، مثل الحروب أو الأزمات الاقتصادية، على السلوك الجماعي. ساعدت هذه الدراسات في فهم كيف يمكن للأفراد والجماعات أن يتعاملوا مع التوتر النفسي الكبير، وكيف تؤدي هذه الأزمات إلى تفجير المخاوف اللاواعية التي تؤثر على السلوك الجماعي.

 6. التأثير على علم النفس السياسي:

- تم استخدام التحليل النفسي لدراسة زعماء سياسيين وسلوكياتهم، وكذلك لفهم الكيفية التي يستجيب بها الجماهير للقادة. تشير النظريات التحليلية إلى أن الكاريزما والشعبية التي يتمتع بها بعض القادة يمكن أن ترتبط بالعمليات اللاواعية التي تربط الجماهير بقادة معينين.

 7. فهم الجرائم والانحرافات الاجتماعية:

- ساعدت النظريات التحليلية في تقديم تفسير للأسباب النفسية العميقة للانحرافات السلوكية، مثل الجرائم أو العنف. يُستخدم التحليل النفسي في دراسة الجوانب النفسية التي قد تدفع الفرد للقيام بسلوكيات منحرفة نتيجة للصراعات الداخلية غير المحلولة.

 8. العلاج الاجتماعي والبرامج التربوية:

- بناءً على مفاهيم التحليل النفسي، تُطوَّر برامج علاجية وتربوية تهدف إلى مساعدة الأفراد على فهم وتجاوز الصعوبات النفسية التي تعيق تفاعلهم الاجتماعي. تُستخدم هذه البرامج بشكل واسع في المدارس والمراكز المجتمعية لتعليم الأفراد كيفية التعامل مع مشاعرهم وتحسين علاقاتهم الاجتماعية.

 9. تفسير التغيرات الثقافية والاجتماعية:

- يُستخدم التحليل النفسي لفهم كيف تؤثر العوامل اللاواعية على الثقافة والمجتمع، مثل ظهور اتجاهات جديدة أو تغيرات في القيم والمعايير الاجتماعية. عبر تحليل الرغبات والمخاوف الجماعية، يمكن تقديم تفسيرات للتغيرات الاجتماعية على مستوى اللاوعي الجمعي.

 10. تحليل الإعلام والإعلانات:

- يستخدم التحليل النفسي لفهم كيف تستغل الإعلانات والميديا اللاوعي لتحقيق أهداف معينة، مثل تعزيز الاستهلاك أو تشكيل صورة معينة لدى الجماهير. يعتمد هذا التطبيق على فهم كيفية استجابة العقل اللاواعي للرموز والدلالات المستخدمة في المحتوى الإعلامي.

تساهم هذه التطبيقات في تعزيز الفهم النفسي للأفراد والمجتمعات، وتقديم أدوات فعالة لتحسين التفاعل الاجتماعي وحل الصراعات النفسية والاجتماعية.

 4. مزايا التحليل النفسي

بحث حول مدرسة التحليل النفسي في علم النفس والاجتماع

التحليل النفسي يتمتع بالعديد من المزايا التي تجعله أحد المناهج الهامة في علم النفس، سواء في العلاج النفسي أو في فهم السلوك الإنساني. فيما يلي بعض المزايا البارزة للتحليل النفسي:

 1. فهم عميق للصراعات اللاواعية:

- التحليل النفسي يوفر إطارًا لفهم الصراعات اللاواعية التي تؤثر على السلوكيات اليومية. يُمكن من خلاله الكشف عن المخاوف والرغبات غير المُدركة التي قد تكون سببًا في مشاكل نفسية أو سلوكية.

 2. تفسير متكامل للشخصية:

- التحليل النفسي يساعد في تقديم تفسير شامل لتكوين الشخصية، بما في ذلك التفاعل بين الأنا، والهو، والأنا العليا. هذا الإطار التفسيري يمكّن من فهم أعمق لعوامل تشكّل الشخصية وكيفية تفاعلها مع العالم الخارجي.

 3. توجيه العلاج النفسي:

- يوفر التحليل النفسي أدوات علاجية فعالة مثل التداعي الحر وتحليل الأحلام. هذه الأدوات تساعد الأفراد على فهم مشاعرهم وأفكارهم بطريقة أعمق، مما يمكّنهم من التعامل مع الصراعات النفسية بشكل أكثر فعالية.

 4. استخداماته المتعددة:

- يمكن تطبيق التحليل النفسي في مجالات متعددة، مثل علم النفس السريري، التربية، العلاقات الأسرية، الثقافة، والفن. كما أنه مفيد في دراسة السلوكيات الجماعية وتفسير الظواهر الاجتماعية.

 5. تحليل طويل الأمد:

- من خلال التحليل النفسي، يمكن للمعالجين النفسيين العمل مع المرضى على مدار فترة طويلة، مما يوفر وقتًا كافيًا للوصول إلى جذور المشاكل النفسية والعمل على حلها بشكل عميق ومستدام.

 6. فهم العلاقات بين الأفراد:

- يساعد التحليل النفسي في تحليل العلاقات بين الأفراد، سواء كانت علاقات أسرية أو اجتماعية، من خلال تسليط الضوء على التأثيرات اللاواعية التي تؤثر على التفاعلات البشرية.

 7. تأثيره على المجالات الأخرى:

- كان للتحليل النفسي تأثير كبير على مجالات أخرى مثل الأدب والفلسفة والفنون، حيث أتاح فهمًا جديدًا للسلوك البشري من خلال تحليل العقل اللاواعي والدوافع الخفية.

 8. تعزيز النمو الشخصي:

- يُمكن للأفراد الذين يخضعون للتحليل النفسي أن يحققوا فهمًا أعمق لأنفسهم، مما يُساعدهم على التعامل بشكل أفضل مع التحديات النفسية وتحسين جودة حياتهم.

 9. مرونته في التعامل مع القضايا المعقدة:

- التحليل النفسي يمكنه التعامل مع قضايا معقدة، مثل الصدمات النفسية، الحيل الدفاعية، الاضطرابات العصابية، مما يجعله منهجًا ملائمًا لفهم والتعامل مع حالات نفسية معقدة.

 10. التركيز على مراحل النمو المبكر:

- ميزة أخرى للتحليل النفسي هي تركيزه على تأثير مراحل الطفولة والنمو المبكر على الشخصية والسلوك في وقت لاحق من الحياة، وهو ما يساعد في كشف جذور العديد من الاضطرابات النفسية.

تُعزز هذه المزايا من قيمة التحليل النفسي في علاج وفهم الأمراض النفسية والاضطرابات السلوكية، وتساهم في تطوير آليات فعالة لتعزيز الصحة النفسية.

 5. عيوب التحليل النفسي

التحليل النفسي، رغم مزاياه العديدة، يُواجه بعض العيوب والنقد من جوانب مختلفة، سواء من حيث تطبيقه أو أساساته النظرية. فيما يلي بعض العيوب الرئيسية:

 1. طول مدة العلاج:

- يُعتبر التحليل النفسي عملية طويلة الأمد، حيث قد يتطلب العلاج عدة سنوات للوصول إلى النتائج المطلوبة. هذا الطول الزمني يجعل من الصعب على البعض الالتزام بالعلاج لفترة طويلة، كما يزيد من التكلفة المالية.

 2. الاعتماد الكبير على الماضي:

- التحليل النفسي يركز بشكل كبير على الأحداث والتجارب الطفولية، مما قد يؤدي إلى إهمال العوامل الحالية التي تؤثر على الفرد. قد يكون هذا التركيز على الماضي غير كافٍ لحل المشاكل الحياتية الراهنة.

 3. الذاتية في التفسير:

- التفسيرات التي يقدمها التحليل النفسي تعتمد غالبًا على تحليل المعالج الشخصي، وهو ما قد يؤدي إلى تفسيرات ذاتية وغير موضوعية. قد يؤدي ذلك إلى اختلاف في التفسيرات بين المعالجين وعدم وجود قواعد صارمة للتشخيص.

 4. صعوبة القياس العلمي:

- التحليل النفسي يعتمد على مفاهيم مثل اللاوعي والدوافع الداخلية، التي يصعب قياسها أو التحقق منها علميًا. هذا يجعله أقل قبولًا في الأوساط العلمية التي تعتمد على البيانات القابلة للقياس والتكرار.

 5. عدم فاعليته في بعض الحالات:

- التحليل النفسي ليس فعالًا لكل أنواع الاضطرابات النفسية. في حالات الاضطرابات النفسية الشديدة، مثل الفصام أو الاكتئاب العميق، قد يكون العلاج النفسي السلوكي أو الأدوية أكثر فعالية من التحليل النفسي التقليدي.

 6. غياب التعميم الثقافي:

- تطورت نظرية التحليل النفسي في سياق ثقافي غربي معين، مما يجعلها قد لا تكون ملائمة أو فعالة بنفس القدر في الثقافات الأخرى. تعتمد بعض المفاهيم على قيم اجتماعية وثقافية قد لا تكون عالمية.

 7. تكلفته العالية:

- بالإضافة إلى طول مدة العلاج، فإن جلسات التحليل النفسي عادة ما تكون مكلفة، مما يجعلها غير متاحة للجميع، خاصة في المجتمعات ذات الدخل المحدود.

 8. التركيز على الصراعات الداخلية:

- يُركز التحليل النفسي بشكل أساسي على الصراعات اللاواعية والدوافع الداخلية، بينما يُهمل في بعض الأحيان العوامل الخارجية مثل البيئة الاجتماعية والاقتصادية التي قد تكون لها تأثير مباشر على مشاكل الفرد.

 9. نقص الأدلة التجريبية:

- بعض جوانب التحليل النفسي تفتقر إلى أدلة علمية وتجريبية قوية تدعم فرضياتها. النظريات المتعلقة باللاوعي والرغبات المكبوتة تواجه صعوبة في التحقق العلمي، ما يجعلها موضع انتقاد من قبل بعض العلماء.

 10. التعقيد في التطبيق:

- التحليل النفسي يتطلب معالجًا نفسيًا خبيرًا ومدربًا بشكل مكثف. مع نقص المعالجين المؤهلين، قد يُواجه المرضى صعوبة في العثور على متخصصين مؤهلين لتطبيق هذا النهج بنجاح.

هذه العيوب جعلت التحليل النفسي يواجه تحديات مع مرور الوقت، مما أدى إلى ظهور بدائل أخرى في مجال العلاج النفسي مثل العلاج المعرفي السلوكي والعلاج الدوائي.

 الخاتمة

  • في الختام، تُعد مدرسة التحليل النفسي من أبرز المدارس الفكرية التي تركت بصمة عميقة في مجالي علم النفس والاجتماع. بتأسيسها على يد سيغموند فرويد، نجحت في تقديم نظرة جديدة لفهم الإنسان من خلال التركيز على اللاوعي والدوافع الداخلية والصراعات النفسية. هذا النهج ساهم في تقديم أدوات تحليلية قوية لفهم الأفراد والمجتمعات، وفتح الباب لدراسات معمقة حول تطور الشخصية والسلوك الاجتماعي.

  • ومع ذلك، يواجه التحليل النفسي بعض الانتقادات المتعلقة بالمنهجية، منها الطول الزمني للعلاج، صعوبة القياس العلمي، وتحيزاته الثقافية. على الرغم من تلك التحديات، يبقى التحليل النفسي أداة مهمة في مجالات عدة، كما أنه أسس لمنهجيات جديدة وأثرى الحقول الأكاديمية والعملية في دراسة السلوك الإنساني والعلاقات الاجتماعية.

  • في النهاية، يمثل التحليل النفسي حلقة وصل بين الفرد والمجتمع، ويستمر في التأثير على المدارس الفكرية الحديثة والتوجهات العلاجية المعاصرة، مما يجعله حجر الزاوية في فهم أعمق للذات البشرية في سياقها النفسي والاجتماعي.

إقرأ أيضا مقالات تكميلية

  • ماهي الأنثروبوبلوجيا . رابط
  • بحث حول الانثروبولوجيا الاجتماعية وعلم الاجتماع . رابط
  • الانثروبولوجيا الاثرية . رابط
  • من الأنثروبولوجيا الى الانثروبولوجيا . رابط
  • ماهية علم الاجتماع ؟ . رابط
  • مجالات علم الاجتماع . رابط
  • بحث حول رواد علم الاجتماع . رابط
  •  بحث حول مدرسة التحليل النفسي في علم النفس والاجتماع . رابط
  • بحث حول المفاهيم الأساسية في علم الاجتماع . رابط
  • بحث حول علم الاجتماع والمنهج العلمي . رابط
  • المنهج العلمي- مفهومه وخصائصه وأهميته  مدارس ومناهج . رابط
  • مفهوم المعاينة وطرقها في مقياس مدارس ومناهج . رابط
  • بحث حول العمليات الأساسية في المنهج العلمي . رابط
  • بحث حول التيار العقلاني و التجريبي علوم انسانية واجتماعية . رابط
  • بحث-مقارنة بين المناهج الكمية والنوعية . رابط
  • بحث-المنهج المدرسة الماركسية مدارس ومناهج . رابط
  • بحث-المنهج العلمي بين العلوم الإنسانية والطبيعية . رابط
  • بحث حول المنهج التجريبي مع المراجع . رابط
  • بحث حول منهج دراسة الحالة . رابط
  • بحث مفهوم البحث العلمي وخصائصه مدارس ومناهج . رابط
  • بحث منهج تحليل المضمون مدارس ومناهج . رابط
  • بحث حول المناهج الكيفية/النوعية . رابط
  • بحث المنهج في الفلسفة مدارس ومناهج . رابط
  • بحث المنهج الوصفي مدارس ومناهج . رابط
  • بحث المنهج في المدرسة الوضعية . رابط
  • المنهج في المدرسة الإسلامية. رابط
  • بحث المنهج التاريخي مدارس ومناهج . رابط
  • بحث الابستمولوجيا وإشكالية المنهج مدارس ومناهج . رابط
  • بحث حول التيار الفكري السلوكي . رابط

مراجع

1. مدخل إلى التحليل النفسي - سيغموند فرويد

2. تفسير الأحلام - سيغموند فرويد

3. موسى والتوحيد - سيغموند فرويد

4. الأنا والهو - سيغموند فرويد

5. التحليل النفسي: علماً وعلاجاً وقضية - إريك فروم

6. الإنسان بين الجوهر والمظهر - إريك فروم

7. التحليل النفسي والأدب - جاك لاكان

8. فرويد والتحليل النفسي - عبد الغفار مكاوي

9. فرويد في التطبيق: دراسات في التحليل النفسي - لطفي عبد العظيم

10. النظرية الاجتماعية والتحليل النفسي - أنتوني غيدنز

11. العقل واللاوعي - إريك فروم

12. علم النفس الاجتماعي والتحليل النفسي - علي إسماعيل عبد الله

13. سيكولوجية الأنا والتحليل النفسي - هاينز هارتمن

14. أصول علم النفس التحليلي - كارل يونغ


تعليقات

محتوى المقال