القائمة الرئيسية

الصفحات

رواد علم الاجتماع 

بحث حول رواد علم الاجتماع

علم الاجتماع هو حقل أكاديمي تطور عبر الزمن بفضل مساهمات عدد من المفكرين والمفكرات الذين ساهموا في صياغة الأفكار والنظريات الأساسية في هذا المجال.

 أبرز رواد علم الاجتماع:

1. ابن خلدون (1332-1406) 

  • ابن خلدون، المؤرخ والفيلسوف الاجتماعي العربي، يُعتبر من أبرز رواد علم الاجتماع ومؤسسيه. وُلِد في تونس في عام 1332، واشتهر بعمله "المقدمة" التي تُعتبر مدخلاً لفهم التاريخ والعلوم الاجتماعية. في هذا العمل، تناول العديد من المفاهيم الاجتماعية والاقتصادية والسياسية، مع التركيز على مفهوم "العصبية"، الذي يُشير إلى الروابط الاجتماعية القوية بين الأفراد، والتي تُعتبر أساس قوة الدول.

  • ابن خلدون اعتبر أن المجتمع يتكون من مجموعة من الأفراد الذين يرتبطون بعلاقات ديناميكية، وأن تماسك الجماعة يعتمد على مستويات العصبية والولاء. كما تناول تأثير البيئة والاقتصاد على تطور المجتمعات، مؤكداً أن العوامل الاجتماعية والاقتصادية تلعب دوراً حاسماً في تشكيل الحضارات.

  • أثر ابن خلدون على الفكر الاجتماعي والاقتصادي لم ينحصر فقط في عصره، بل تجاوز ذلك إلى التأثير على العديد من المفكرين الغربيين في العصور اللاحقة. بفضل رؤاه الثاقبة ونظرياته المبتكرة، يُعتبر ابن خلدون شخصية محورية في تاريخ الفكر الاجتماعي، ورمزاً للتفاعل بين العلوم الاجتماعية والتاريخ.

2. أوجست كونت (Auguste Comte): 

  • أوجست كونت (1798-1857) هو فيلسوف فرنسي يُعتبر مؤسس علم الاجتماع، وقد أطلق على نظريته اسم "الوضعية". يُعرف كونت بأنه أول من حاول تطبيق الأساليب العلمية على دراسة الظواهر الاجتماعية، مؤكداً أن المعرفة يجب أن تكون مبنية على التجربة والملاحظة. كان يؤمن بأن المجتمع يتطور عبر ثلاث مراحل: المرحلة اللاهوتية، حيث تُفسر الظواهر الطبيعية من خلال الدين؛ المرحلة الميتافيزيقية، حيث تُستخدم الفلسفة لتفسير الأحداث؛ وأخيرًا، المرحلة الوضعية، حيث يُعتمد على العلوم الطبيعية.

  • ركز كونت في أعماله على أهمية فهم القوانين الاجتماعية التي تحكم سلوك الأفراد والمجتمعات، واعتبر أن علم الاجتماع يجب أن يسعى إلى تحسين ظروف الحياة البشرية. كما دعا إلى إنشاء نظام اجتماعي متوازن، يحقق التقدم والعدالة. عُرف أيضًا بمفاهيمه حول "الترتيب" و"التقدم"، حيث اعتبر أن التقدم الاجتماعي يتطلب بنية متماسكة من المؤسسات والممارسات الاجتماعية.

  • تأثرت العديد من العلوم الاجتماعية بآرائه وأفكاره، مما جعل كونت شخصية محورية في تاريخ الفكر الاجتماعي. تُعد أعماله من الأسس التي بُنيت عليها المناهج العلمية في دراسة المجتمع.

3. إميل دوركهايم (Émile Durkheim)

  • إميل دوركهايم (1858-1917) هو عالم اجتماع فرنسي يُعتبر أحد مؤسسي علم الاجتماع كعلم مستقل، حيث ساهم في تطوير المنهج العلمي في دراسة الظواهر الاجتماعية. عُرف بدراساته العميقة حول التفاعل الاجتماعي ودور المؤسسات في تشكيل السلوك الفردي. من أبرز أعماله كتاب "قواعد المنهج السوسيولوجي"، حيث دعا إلى دراسة المجتمع بطريقة منهجية وموضوعية، مشددًا على أهمية استخدام البيانات والإحصائيات في البحث الاجتماعي.

  • أحد أهم مفاهيم دوركهايم هو "التضامن الاجتماعي"، الذي يشير إلى الروابط التي تجمع الأفراد في المجتمع. قسمه إلى نوعين: التضامن الآلي، الذي يتواجد في المجتمعات البسيطة حيث يكون للأفراد أدوار متشابهة؛ والتضامن العضوي، الذي يظهر في المجتمعات المعقدة حيث تتنوع الأدوار وتتكامل. كما اهتم بدراسة الدين، حيث اعتبره عاملاً مهماً في تعزيز التضامن الاجتماعي.

  • دوركهايم أيضًا قام بدراسة ظاهرة الانتحار، محاولاً فهم الأسباب الاجتماعية وراءها. اعتُبر عمله في هذا المجال من أوائل الدراسات المنهجية في علم الاجتماع. ترك دوركهايم إرثًا أكاديميًا عميقًا أثرى الفكر الاجتماعي، وجعل منه شخصية محورية في تاريخ العلوم الاجتماعية.

4. ماكس فيبر (1864-1920)

  • ماكس فيبر هو عالم اجتماع ألماني يُعتبر واحدًا من أعظم المفكرين في تاريخ العلوم الاجتماعية. وُلِد في عام 1864، وقد ساهمت أعماله في تشكيل العديد من المفاهيم الأساسية في علم الاجتماع. يُعرف فيبر بمفهومه "الفهم" (Verstehen)، الذي يعني فهم الدوافع والنوايا وراء سلوك الأفراد. اعتبر أن تحليل السلوك الاجتماعي يتطلب أن يأخذ الباحث في الاعتبار الظروف الثقافية والتاريخية التي تؤثر في الأفراد.

  • قدم فيبر دراسة شاملة حول العلاقة بين الدين والاقتصاد في كتابه "الأخلاق البروتستانتية وروح الرأسمالية"، حيث أشار إلى كيفية تأثير القيم الدينية على تطور الرأسمالية في المجتمعات الغربية. اعتبر أن الدين، وخاصة البروتستانتية، كان له دور حاسم في تعزيز القيم التي ساعدت على ظهور النظام الرأسمالي.

  • كما طور فيبر نظريات حول السلطة وأنواعها، مثل السلطة التقليدية، والسلطة الكاريزمية، والسلطة القانونية، مما ساهم في فهم كيفية توزيع القوة في المجتمعات. من خلال أعماله، أثّر ماكس فيبر على العديد من المجالات، بما في ذلك الاقتصاد والسياسة والعلوم الاجتماعية، وجعل منه شخصية محورية في تطور الفكر الاجتماعي.

5. اويكون- وبرت أويين (Robert Owen) (1858-1771)

  • أويكون (Owen) هو عالم اجتماع إنجليزي يُعتبر من الرواد في تطوير الفكر الاجتماعي الحديث، وخاصة في مجال الفلسفة الاجتماعية. وُلِد في أواخر القرن الثامن عشر، وعُرف بجعل القضايا الاجتماعية جزءًا من اهتماماته الأكاديمية. كان أويكون مؤمنًا بأهمية تحسين ظروف العمل والمعيشة للطبقات العاملة، وعُرف بنقده للظروف الاقتصادية والاجتماعية التي كانت سائدة في عصره.

  • من أبرز أفكاره هو دعوته إلى إنشاء مجتمعات تعاونية قائمة على مبادئ التعاون والمشاركة. اعتقد أن إنشاء "مجتمعات مثالية" يمكن أن يسهم في تحسين الحياة الاجتماعية والاقتصادية للأفراد. وقد أسس عدة مستعمرات تعاونية، أبرزها "نيو هارمونيا" في الولايات المتحدة، والتي كانت تهدف إلى تجسيد رؤيته لمجتمع أكثر عدلاً وتعاونًا.

  • كما اهتم أويكون بتطوير الفكر الاشتراكي، حيث اعتبر أن التعاون الجماعي هو المفتاح لتحقيق التقدم الاجتماعي. انتقد نظام الملكية الفردية واعتبر أنه يساهم في تفشي الفقر وعدم المساواة. من خلال أعماله ومبادراته، ساهم أويكون في تشكيل الأسس الفكرية للحركات الاجتماعية والاقتصادية التي ظهرت لاحقًا، مما جعله شخصية بارزة في تاريخ العلوم الاجتماعية.

6. كارل ماركس (Karl Marx):

  • كارل ماركس (1818-1883) هو فيلسوف وعالم اجتماع واقتصادي ألماني يُعتبر أحد أعظم المفكرين في التاريخ. وُلِد في مدينة ترير بألمانيا، وقد أسس مع صديقه فريدريك إنجلز النظرية الاشتراكية والماركسية، التي أثرت بشكل كبير على الفكر السياسي والاجتماعي. يُعرف ماركس بمؤلفاته المهمة، بما في ذلك "البيان الشيوعي" و"رأس المال"، حيث تناول فيهما تحليل النظام الرأسمالي وتفسير التوترات الاجتماعية الناتجة عن الصراع الطبقي.

  • ركز ماركس على فكرة الصراع بين الطبقات الاجتماعية، مشيرًا إلى أن التاريخ يتشكل من خلال صراعات اقتصادية بين الطبقة البرجوازية (مالكي وسائل الإنتاج) والطبقة العاملة (البروليتاريا). اعتقد أن الرأسمالية تؤدي إلى استغلال العمال وأن الحل يكمن في الثورة الاجتماعية التي تُمكّن البروليتاريا من السيطرة على وسائل الإنتاج.

  • أثر ماركس على العديد من الحركات الاجتماعية والسياسية في القرن العشرين، بما في ذلك الثورات الشيوعية في روسيا والصين. يُعتبر ماركس شخصية محورية في الفكر الاجتماعي والسياسي، حيث ساهمت أفكاره في تطوير النظريات الاجتماعية الحديثة ودراسات الصراع الطبقي، مما جعله رمزًا للتغيير الاجتماعي.

7. جورج زيمل (Georg Simmel)

  • جورج زيمل (1858-1918) هو عالم اجتماع وفيلسوف ألماني يُعتبر واحدًا من رواد علم الاجتماع الحديث. وُلِد في 1 مارس 1858 في برلين، وقد عُرف بأفكاره المبتكرة حول العلاقات الاجتماعية والثقافة. اعتبر زيمل أن الأفراد لا يمكن فهمهم بمعزل عن السياقات الاجتماعية التي يعيشون فيها، حيث أكد على أهمية الديناميات الاجتماعية في تشكيل الهوية والسلوك.

  • أحد أهم إسهاماته هو مفهوم "الجانب الاجتماعي" (The Social Forms)، حيث ناقش كيف تتشكل الأشكال الاجتماعية من خلال تفاعلات الأفراد. قدم زيمل أيضًا دراسة تحليلية عن الحياة الحضرية، مشيرًا إلى أن المدينة تلعب دورًا مهمًا في تشكيل العلاقات الاجتماعية، كما تناول التوتر بين الفرد والجماعة.

  • في عمله "فلسفة المال"، ألقى الضوء على كيفية تأثير المال على العلاقات الاجتماعية والثقافية، معتبرًا أن المال يُشكل وسيلة لتبادل القيم ويعكس التغيرات في المجتمع. بالإضافة إلى ذلك، اعتُبر زيمل مؤثرًا في تطوير مفهوم "الوجوه الاجتماعية"، حيث بحث في كيف تتفاعل الأفراد مع بعضهم البعض في مختلف السياقات.

  • تُعَدّ إسهاماته حجر الزاوية في فهم التفاعل الاجتماعي، مما جعله شخصية محورية في تطور علم الاجتماع كعلم مستقل.

8. تالكوت بارسونز (Talcott Parsons)

  • تالكوت بارسونز (1902-1979) هو عالم اجتماع أمريكي يُعتبر واحدًا من أبرز المفكرين في القرن العشرين، وقد لعب دورًا حيويًا في تطوير نظرية النظام الاجتماعي. وُلِد بارسونز في 13 ديسمبر 1902، واشتهر بنموذج "النظرية الهيكلية الوظيفية" التي تُعنى بدراسة كيفية تنظيم المجتمع وتفاعل أجزائه المختلفة. 

  • ركز بارسونز على مفهوم "التوازن الاجتماعي"، حيث اعتقد أن جميع أجزاء المجتمع، بما في ذلك الأسرة، الدين، التعليم، والاقتصاد، تعمل معًا للحفاظ على استقرار النظام الاجتماعي. قدم أيضًا مفاهيم مثل "الوظائف الاجتماعية" و"النظم الاجتماعية"، حيث اعتبر أن كل جزء من المجتمع له وظيفة معينة تساهم في الحفاظ على النظام ككل.

  • أحد أهم أعماله هو كتاب "العمل الاجتماعي" (The Social System)، الذي تناول فيه كيفية تفاعل الأفراد داخل المجتمع وما هي القيم والمعايير التي تُشكل سلوكهم. بالإضافة إلى ذلك، قدّم بارسونز فكرة "المثلث القيمي"، الذي يشير إلى التفاعل بين القيم الثقافية، الأفعال الفردية، والبنية الاجتماعية.

  • على الرغم من انتقاداته لنظرياته، إلا أن بارسونز ترك إرثًا كبيرًا في علم الاجتماع، حيث أثر في تطوير المناهج والأساليب في فهم العلاقات الاجتماعية والبنى الاجتماعية.

9. هربرت سبنسر (Herbert Spencer)

  • هربرت سبنسر (1820-1903) هو عالم اجتماع وفيلسوف إنجليزي يُعتبر واحدًا من رواد علم الاجتماع في القرن التاسع عشر. وُلِد في 27 أبريل 1820، وعُرف بأفكاره حول تطور المجتمع وارتباطها بالنظرية البيولوجية. كان سبنسر من أبرز المدافعين عن مفهوم "البقاء للأصلح"، حيث اعتبر أن المجتمعات تتطور وتتحسن من خلال المنافسة والتكيف مع الظروف البيئية.

  • تأثر سبنسر بالتطورات العلمية في عصره، وخاصة نظرية داروين حول التطور، وطبقها على دراسة المجتمع. اعتقد أن المجتمعات تمر بمراحل تطور مشابهة للكائنات الحية، بدءًا من أشكال بسيطة إلى أشكال أكثر تعقيدًا. قدم مفاهيم متعددة حول العوامل الاجتماعية والنفسية التي تؤثر على النمو الاجتماعي.

  • من أهم أعماله كتاب "مبادئ علم الاجتماع" (Principles of Sociology)، الذي يُعد من أوائل الكتب التي تناولت دراسة المجتمع بشكل علمي. قدم فيه تحليلات حول العائلات، المؤسسات، والنظم الاقتصادية، مما ساهم في تأسيس علم الاجتماع كعلم مستقل. 

  • على الرغم من أن أفكاره تعرضت للانتقادات لاحقًا، إلا أن تأثير سبنسر على الفكر الاجتماعي كان عميقًا، حيث ساعد في تشكيل مفاهيم التطور الاجتماعي، وظل يُدرس كواحد من الأسماء البارزة في تاريخ العلوم الاجتماعية.

10. الفريد ج. بلي (Alfred J. Lotka)

  • الفريد ج. بلي (1880-1949) هو عالم رياضيات وإحصاء أمريكي يُعتبر واحدًا من الرواد في تطوير أسس علم الاجتماع الكمي. وُلِد في 2 مارس 1880، وعُرف بعمله في مجالات مثل التحليل الديموغرافي ونظرية النمو الاجتماعي. من أبرز إسهاماته هو تطوير "قانون لوك" الذي يتناول كيفية توزيع الفئات العمرية في السكان، مما ساهم في فهم أنماط النمو السكاني.

  • درس بلي أيضًا العوامل المؤثرة على السلوك الاجتماعي من خلال استخدام النماذج الرياضية، حيث اعتبر أن البيانات الكمية يمكن أن تكشف عن الأنماط الخفية في المجتمع. استخدم أسلوب التحليل الكمي لفهم كيف تتفاعل العوامل الاجتماعية والاقتصادية مع بعضها البعض.

  • أحد أعماله المهمة هو كتاب "نمو السكان" (Elements of Population)، الذي قدم فيه تحليلًا دقيقًا للتغيرات الديموغرافية وكيفية تأثيرها على المجتمع. كما ساهم في تطوير مناهج الإحصاء الحيوي، التي تُستخدم في الدراسات الاجتماعية والبيئية.

  • تأثير بلي لا يزال محسوسًا في مجالات علم الاجتماع والإحصاء، حيث أرسى أسس البحث الكمي في العلوم الاجتماعية، مما جعله شخصية محورية في فهم التفاعلات الاجتماعية من خلال عدسة علم البيانات والنماذج الرياضية.

11. بيير بورديو (Pierre Bourdieu)

  • بيير بورديو (1930-2002) هو عالم اجتماع فرنسي يُعتبر واحدًا من أبرز المفكرين في القرن العشرين. وُلِد في 1 أغسطس 1930، وعُرف بأفكاره حول الطبقات الاجتماعية، الثقافة، والقوة. درس بورديو كيفية تأثير العوامل الاجتماعية والاقتصادية على سلوك الأفراد وعلاقاتهم.

  • أحد أبرز إسهاماته هو مفهوم "الحقائب الثقافية" (Cultural Capital)، الذي يشير إلى المعرفة، المهارات، والتعليم التي يمتلكها الأفراد، والتي تُحدد موقعهم في المجتمع. اعتبر بورديو أن هذه الحقيبة الثقافية تلعب دورًا محوريًا في تحقيق النجاح الاجتماعي.

  • قدّم بورديو أيضًا مفهوم "الحقائق الاجتماعية" (Social Fields)، حيث أشار إلى أن كل مجال اجتماعي له قواعده الخاصة التي تؤثر على كيفية تفاعل الأفراد داخله. في كتابه "التفريق" (Distinction)، أجرى تحليلًا دقيقًا حول تفضيلات الأفراد واختياراتهم الثقافية، مُظهرًا كيف تعكس هذه الاختيارات الوضع الاجتماعي للفرد.

  • تأثير بورديو يمتد إلى مجالات متعددة مثل الدراسات الثقافية، التعليم، والسياسة. ترك إرثًا غنيًا من الأفكار التي ساهمت في فهم العلاقات الاجتماعية والقوة الثقافية، مما جعله واحدًا من أعظم المفكرين في علم الاجتماع.

12. ماري بوا (Mary P. Follett)

  • ماري بوا (1868-1933) هي عالمة اجتماع وناشطة أمريكية تُعتبر واحدة من الرواد في مجال الإدارة والتنظيم الاجتماعي. وُلِدت في 3 سبتمبر 1868، وعُرفت بأفكارها المبتكرة حول القيادة والتعاون في العمل. كانت بوا من أوائل من أشار إلى أهمية فهم الديناميات الاجتماعية في بيئات العمل وكيف يمكن أن تؤثر على الإنتاجية والابتكار.

  • أحد أبرز إسهاماتها هو مفهوم "القيادة التشاركية" (Participative Leadership)، حيث اعتبرت أن القيادة الفعالة تتطلب إشراك الأفراد في اتخاذ القرارات وتحفيزهم على المشاركة في عملية صنع القرار. كما اهتمت بموضوعات مثل التغيير الاجتماعي والتعاون الجماعي، وكتبت العديد من المقالات والكتب التي تناولت هذه المواضيع.

  • كتابها "الموهبة الإدارية" (The New State) يُعتبر من الأعمال الهامة التي تناولت الفكر الاجتماعي والسياسي، حيث ناقشت فيه كيفية بناء مجتمع متكامل من خلال الإدارة الفعالة والمشاركة.

  • تأثير ماري بوا يتجاوز مجالات العمل والإدارة إلى العديد من فروع علم الاجتماع، حيث اعتُبرت واحدة من أوائل المفكرين الذين طرحوا مفاهيم جديدة حول التعاون والعلاقات الإنسانية. تركت إرثًا يستمر في التأثير على الفكر الإداري والاجتماعي حتى يومنا هذا.

أهمية رواد علم الاجتماع

أهمية رواد علم الاجتماع

يعتبر رواد علم الاجتماع أساسيين في تأسيس هذا العلم، حيث لعبوا دورًا محوريًا في تطوير النظريات والمفاهيم التي تساهم في فهم العلاقات الاجتماعية وسلوك الأفراد. تكمن أهمية هؤلاء الرواد في عدة جوانب:

1. تأسيس الأسس النظرية: 

قام رواد مثل ابن خلدون وكارل ماركس وماكس ويبر بتطوير نظريات أساسية تفسر كيفية تفاعل الأفراد داخل المجتمع، وتأثير البنية الاجتماعية على سلوكهم.

2. فهم التحولات الاجتماعية: 

ساهمت أفكارهم في تحليل التحولات الاجتماعية الكبيرة، مثل التحول من المجتمعات التقليدية إلى المجتمعات الحديثة، وفهم أسباب النزاعات الاجتماعية والاقتصادية.

3. تقديم أدوات بحثية: 

قدم هؤلاء المفكرون مناهج بحثية وأساليب تحليلية تستخدم حتى اليوم، مما يساهم في تعزيز منهجية البحث الاجتماعي.

4. تسليط الضوء على القضايا الاجتماعية: 

من خلال دراساتهم، سلطوا الضوء على قضايا مثل الطبقات الاجتماعية، والهوية، والدين، مما يساعد على فهم التحديات الاجتماعية المعاصرة.

5. إلهام الأجيال الجديدة:

 تستمر أفكار هؤلاء الرواد في إلهام الباحثين والمفكرين الجدد، حيث تظل نظرياتهم مرجعًا في الدراسات الاجتماعية والإنسانية.

6. التفاعل مع مجالات متعددة: 

أثروا في مجالات أخرى مثل الأنثروبولوجيا، والاقتصاد، وعلم النفس، مما يعكس الترابط بين العلوم الاجتماعية.

بإجمال، يمكن القول إن رواد علم الاجتماع لم يسهموا فقط في تطوير هذا العلم، بل ساعدوا أيضًا في توسيع آفاق الفهم البشري للمجتمعات وتفاعل الأفراد.

خاتمة حول رواد علم الاجتماع 

  • إن دراسة رواد علم الاجتماع تُعتبر مفتاحًا لفهم تطور هذا العلم وأهميته في تحليل الظواهر الاجتماعية المختلفة. لقد أسهم هؤلاء المفكرون، مثل ابن خلدون، وكارل ماركس، وماكس ويبر، وإيميل دوركهايم، وغيرهم، في بناء الأسس النظرية التي تفسر سلوك الأفراد والمجتمعات، وعلاقتهم بالبيئة المحيطة بهم.

  • تتجلى أهمية أفكار هؤلاء الرواد في قدرتهم على تحليل التغيرات الاجتماعية والنفسية، وكيفية تأثير العوامل الاقتصادية والثقافية على الأفراد. إن مناهجهم وأساليبهم البحثية لا تزال تُستخدم حتى اليوم، حيث تقدم رؤى جديدة حول القضايا المعاصرة مثل الهوية، والهجرة، والعدالة الاجتماعية.

  • علاوة على ذلك، فإن تأثيرهم يتجاوز حدود الزمن والمكان، مما يبرز أهمية العلم الاجتماعي كأداة لفهم التحديات التي تواجه المجتمعات الحديثة. وبالتالي، يمكن القول إن إرث هؤلاء الرواد يظل حيًا، ويستمر في التأثير على الأجيال الجديدة من الباحثين والمفكرين في مختلف المجالات الاجتماعية. إن التعمق في أفكارهم يساعد على تعزيز الفهم الشامل للعلاقات الاجتماعية وتعقيداتها، مما يسهم في بناء مجتمعات أكثر وعيًا وتفاهمًا.

إقرا أيضا مقالات تكميلية

  • ماهية علم الاجتماع ؟ . رابط
  • مجالات علم الاجتماع . رابط
  • المنهج العلمي- مفهومه وخصائصه وأهميته  مدارس ومناهج . رابط
  • مفهوم المعاينة وطرقها في مقياس مدارس ومناهج . رابط
  • بحث حول العمليات الأساسية في المنهج العلمي . رابط
  • بحث حول التيار العقلاني و التجريبي علوم انسانية واجتماعية . رابط
  • بحث-المنهج المدرسة الماركسية مدارس ومناهج . رابط
  • بحث-المنهج العلمي بين العلوم الإنسانية والطبيعية . رابط
  • بحث حول المنهج التجريبي مع المراجع . رابط
  • بحث حول منهج دراسة الحالة . رابط
  • بحث مفهوم البحث العلمي وخصائصه مدارس ومناهج . رابط
  • بحث منهج تحليل المضمون مدارس ومناهج . رابط
  • بحث حول المناهج الكيفية/النوعية . رابط
  • بحث المنهج في الفلسفة مدارس ومناهج . رابط
  • بحث المنهج الوصفي مدارس ومناهج . رابط
  • بحث المنهج في المدرسة الوضعية . رابط
  • المنهج في المدرسة الإسلامية. رابط
  • بحث المنهج التاريخي مدارس ومناهج . رابط
  • بحث الابستمولوجيا وإشكالية المنهج مدارس ومناهج . رابط
  • بحث حول التيار الفكري السلوكي . رابط
  • بحث حول مشكلات البحث العلمي في العلوم الانسانية و الاجتماعية . رابط
  • بحث على التفسير العقلي للتاريخ . رابط
  • بحث جامعي حول علاقة التربية بعلم الاجتماع . رابط
  • التيار الوجودي الفلسفة الوجودية مدارس ومناهج . رابط
  • بحث المنهج في العلوم الطبيعية  مدارس ومناهج . رابط
  • بحث بين العلم والمعرفة مدارس ومناهج . رابط
  • بحث المنهج العلمي في الحضارة الغربية الحديثة  مدارس ومناهج رابط
  • بحث  المنهج في العلوم الانسانية و مدارس ومناهج رابط
  • بحث  المنهج في المدرسة البنائية الوظيفية رابط

مراجع  

1. ابن خلدون - "مقدمة ابن خلدون"

2. كارل ماركس - "رأس المال"

3. ماكس ويبر - "الأخلاق البروتستانتية وروح الرأسمالية"

4. إيميل دوركهايم - "قواعد المنهج السوسيولوجي"

5. أوجست كونت - "دروس في الفلسفة الوضعية"

6. هيربرت سبنسر - "مبادئ علم الاجتماع"

7. جورج زيمل - "الفلسفة الاجتماعية"

8. تالكوت بارسونز - "الهيكل الاجتماعي وعملية التغيير"

9. ماري بوا - "الموهبة الإدارية"

10. بيير بورديو - "إعادة إنتاج"

11. فريدريك إنجلز - "أصل الأسرة والملكية الخاصة والدولة"

12. دوركهايم - "الانتحار: دراسة سوسيولوجية"

13. ماكس فيبر - "اقتصاديات المجتمع"

14. إدوارد سعيد - "الاستشراق"

15. ميشيل فوكو - "المراقبة والعقاب"

16. عبدالله العروي - "مفهوم التاريخ"

17. إدوارد هالي - "المجتمع المدني"

18. سليمان العيسى - "مقدمة في علم الاجتماع"

19. عبدالله القصيمي - "الملل والنحل"

20. هشام جعيط - "الغرب والشرق: صراع الحضارات"


تعليقات

محتوى المقال