القائمة الرئيسية

الصفحات

  العصر الحجري الحديث

العصر الحجري الحديث

 1. التعريف بالعصر الحجري الحديث

العصر الحجري الحديث، أو العصر النحاسي، هو المرحلة الأخيرة من فترة العصر الحجري، والتي تمتد تقريبًا من 9000 إلى 3000 قبل الميلاد. يتميز هذا العصر بانتقال جذري في طريقة حياة الإنسان من نمط الصيد والجمع إلى أسلوب حياة زراعي واستقرار دائم. 

1. الزراعة:

ظهور الزراعة كان أحد أهم معالم العصر الحجري الحديث. بدلاً من الاعتماد على الصيد وجمع الثمار، بدأ البشر في زراعة المحاصيل مثل القمح والشعير، مما أتاح لهم توفير الغذاء بشكل أكثر استقرارًا وفعالية. هذا التحول من الصيد إلى الزراعة أدى إلى الاستقرار في أماكن محددة وتأسيس المجتمعات الزراعية.

2. تربية الحيوانات:

خلال هذا العصر، بدأ الإنسان أيضًا في تربية الحيوانات مثل الأغنام والماعز، مما ساهم في تأمين مصدر ثابت للبروتينات والمواد الأخرى. هذه الممارسة كانت لها تأثيرات كبيرة على النظم الاقتصادية والاجتماعية للمجتمعات.

3. الأدوات والتقنيات:

تم تحسين أدوات العصر الحجري الحديث بفضل التطورات في تقنيات الصقل والتشكيل. تم تصنيع الأدوات الحجرية المصقولة بشكل أكثر تعقيدًا، بما في ذلك المحاريث والمنجل. كما شهدت هذه الفترة أيضًا تطورًا في صناعة الفخار، مما ساعد في تخزين المواد الغذائية.

4. الاستقرار العمراني:

أدى التحول إلى الزراعة وتربية الحيوانات إلى بناء مستوطنات دائمة. بدأت القرى والمجتمعات الزراعية في الظهور، مما سمح بتطور الحياة الاجتماعية والثقافية بشكل أكثر تعقيدًا. تطور البناء، وتخزين الطعام، والنظم الاجتماعية كان له تأثير كبير على حياة البشر.

5. الأثر الثقافي والاجتماعي:

أدى الاستقرار إلى تشكيل نظم اجتماعية أكثر تعقيدًا، مع تقسيم العمل والملكية الفردية. تطورت الثقافات والديانات والممارسات الاجتماعية، مما ساهم في تشكيل الأسس للحضارات القديمة.

بالمجمل، يعتبر العصر الحجري الحديث فترة محورية في تاريخ الإنسانية، حيث أدى الانتقال إلى الزراعة والاستقرار إلى تغييرات هامة في النظم الاجتماعية والاقتصادية، مما شكل الأساس للتطورات المستقبلية في الحضارات القديمة.

 2. الزراعة وتربية الحيوانات

الزراعة:

في العصر الحجري الحديث، شهدت المجتمعات البشرية تحولًا كبيرًا من نمط حياة الصيد والجمع إلى الزراعة المنظمة. هذا التحول، الذي بدأ حوالي 9000 قبل الميلاد في مناطق مثل الهلال الخصيب، كان له تأثيرات عميقة على الحياة البشرية.

1. البذور والمحاصيل:

   - البذور المزروعة: تم زرع بذور الحبوب مثل القمح والشعير، بالإضافة إلى البقوليات والخضروات. استخدم البشر تقنيات بسيطة مثل الحراثة اليدوية والتسميد الأولي لتحسين المحاصيل.

   - تنوع المحاصيل: مع مرور الوقت، تطور الزراعة لتشمل مجموعة متنوعة من المحاصيل، مما ساعد على تأمين غذاء متنوع ومستدام.

2. تقنيات الزراعة:

   - الحراثة: تطور الأدوات المستخدمة في الزراعة، مثل المحاريث الحجرية أو الخشبية، ساهم في تحسين كفاءة العمل الزراعي.

   - أنظمة الري: بدأت المجتمعات في تطوير نظم الري المبكرة لتوفير المياه للمحاصيل، مما ساعد في تعزيز الإنتاجية الزراعية.

3. الأثر الاجتماعي:

   - استقرار المجتمع: أدى الاعتماد على الزراعة إلى استقرار المجتمعات في مستوطنات دائمة، مما ساهم في بناء القرى والمدن.

   - زيادة الكثافة السكانية: مع تحسين توفير الغذاء، زادت الكثافة السكانية، مما أدى إلى ظهور المجتمعات الكبيرة وتعقيد البنى الاجتماعية.

تربية الحيوانات:

تربية الحيوانات أصبحت جزءًا أساسيًا من حياة الإنسان في العصر الحجري الحديث، مما قدم فوائد عديدة للمعيشة اليومية.

1. أنواع الحيوانات:

   - الأغنام والماعز: كانت تربية الأغنام والماعز مصدرًا هامًا للحوم، الحليب، والصوف.

   - الأبقار والخنازير: في بعض المناطق، بدأت تربية الأبقار والخنازير لتوفير مزيد من الموارد الغذائية.

2. فوائد تربية الحيوانات:

   - الغذاء: قدمت تربية الحيوانات مصادر غذاء إضافية، مثل اللحوم والألبان، مما ساعد في تحسين النظام الغذائي.

   - العمالة: استخدم البشر الحيوانات في بعض الأحيان في العمل، مثل حمل الأحمال أو الحراثة.

3. تقنيات التربية:

   - التكاثر والسيطرة: بدأ البشر في اختيار وتربية الحيوانات لتلبية احتياجاتهم الخاصة، مثل زيادة الإنتاجية أو تحسين الصفات الوراثية.

   - الرعاية الصحية: تطور الوعي بأهمية الرعاية الصحية للحيوانات، مثل توفير الغذاء والماء النظيفين والعلاج من الأمراض.

الأثر طويل الأمد:

الزراعة وتربية الحيوانات لم تؤدِّ فقط إلى استقرار المجتمع وتحسين النظام الغذائي، بل ساهمت أيضًا في تطوير التكنولوجيا، البنية الاجتماعية، والاقتصاد. كان لهذه الممارسات دور كبير في تشكيل الحضارات القديمة، والتي استندت إلى الأسس التي وضعتها المجتمعات الزراعية والحيوانية في العصر الحجري الحديث.

 3. الأدوات والتقنيات

في العصر الحجري الحديث (النيوليت)، شهدت الأدوات والتقنيات تحولاً كبيراً يعكس الانتقال من نمط الحياة البدوي إلى حياة أكثر استقراراً وتعقيداً. هذا العصر، الذي بدأ حوالي 10,000 قبل الميلاد، جلب معه مجموعة من الابتكارات التي أثرت بشكل كبير على الحياة اليومية والمجتمع.

1. الأدوات الحجرية:

- الأدوات الموجهة: تطورت الأدوات الحجرية من الأدوات الخشنة والبدائية إلى أدوات أكثر تخصصاً وفعالية. شملت الأدوات المتطورة الفأس، والمنجل، والمكشطة. هذه الأدوات كانت مصنوعة من الحجر الصوان وتم صقلها وتحسينها لتلبية احتياجات الزراعة والبناء.

- التلميع: ظهرت تقنية التلميع، والتي تتضمن صقل الأدوات الحجرية لجعلها أكثر حدة وفعالية. هذا التطور سمح بصناعة أدوات أفضل مثل السكاكين والمجارف.

2. الأدوات الزراعية:

- المحراث: من أبرز الابتكارات في العصر الحجري الحديث هو تطوير المحراث، والذي ساعد في تحسين تقنيات الحرث وتهيئة الأرض للزراعة. كانت المحاريث في البداية مصنوعة من الخشب أو الحجر، وفيما بعد تم تطويرها لتكون أكثر فعالية.

- المجارف والمجارف: تم تحسين الأدوات الزراعية مثل المجارف والمجارف، والتي استخدمت لزراعة المحاصيل وحصادها.

3. تقنيات البناء:

- البناء الطيني: مع الاستقرار في المستوطنات، بدأت المجتمعات في بناء منازل دائمة باستخدام الطين اللبن أو الطوب. استخدم الطين لبناء الجدران، والتي كانت أكثر مقاومة للعوامل الجوية من الهياكل السابقة.

- التخزين: تم تطوير تقنيات التخزين لتخزين المحاصيل والأطعمة بطرق أكثر فاعلية. شملت هذه التقنيات إنشاء حفر تخزين تحت الأرض أو استخدام الأواني الفخارية لتخزين الحبوب والمواد الغذائية الأخرى.

4. تقنيات النسيج:

- الغزل والنسيج: تطورت تقنيات النسيج من استخدام الألياف الطبيعية مثل الصوف والكتان لصناعة الملابس والسجاد. استخدم الناس أدوات الغزل والنول لصنع المنسوجات التي أصبحت جزءاً أساسياً من الحياة اليومية.

5. الأدوات الفخارية:

- الأواني الفخارية: تطور تصنيع الفخار بشكل ملحوظ، مما أدى إلى تحسين الأدوات المستخدمة في الطبخ والتخزين. بدأت الأواني الفخارية في أن تكون أكثر تنوعاً في الشكل والحجم.

الأثر طويل الأمد:

الأدوات والتقنيات التي ظهرت في العصر الحجري الحديث كانت أساسية في دعم الاستقرار الاجتماعي والاقتصادي. ساعدت هذه الابتكارات في تحسين الإنتاج الزراعي، تعزيز البناء، وتطوير صناعة المنسوجات. كانت هذه التطورات بداية لظهور الحضارات المعقدة التي ستشكل أساساً لتطور المجتمعات البشرية في العصور اللاحقة.

 4. التوسع العمراني والاستقرار

في العصر الحجري الحديث (النيوليت)، أدى التوسع العمراني والاستقرار إلى تغييرات هامة في كيفية تنظيم المجتمعات البشرية وعيشها. هذا التوسع كان نتيجة مباشرة للتحولات الاقتصادية والاجتماعية التي حدثت خلال هذه الفترة.

1. الاستقرار الزراعي:

- الزراعة: مع تطور الزراعة، أصبحت المجتمعات أكثر استقراراً. فبعد أن كانت المجتمعات تعتمد على الصيد وجمع الثمار، بدأ الناس في زراعة المحاصيل بشكل منهجي، مما أدى إلى استقرارهم في مناطق معينة بدلاً من الترحال المستمر. هذا التغيير سمح بزيادة الإنتاج الغذائي، مما بدوره دعم زيادة في عدد السكان.

- تربية الحيوانات: بجانب الزراعة، بدأت المجتمعات في تربية الحيوانات مثل الأغنام والماعز والأبقار. هذه الأنشطة الزراعية والحيوانية وفرت الموارد الضرورية للتغذية والملابس والعمالة، مما أسهم في الاستقرار الاجتماعي.

2. التوسع العمراني:

- بناء المستوطنات: مع الاستقرار الزراعي، تطورت المستوطنات من أكواخ مؤقتة إلى مستوطنات دائمة. شيدت منازل أكثر دواماً من الطين والخشب، وتزايد حجم القرى والمجتمعات. تطور هذا التوسع العمراني سمح بظهور بنى تحتية أكثر تطوراً، مثل أسوار الدفاع، وخزانات المياه، ومعاصر الزيت.

- التخطيط الحضري: بدأت المجتمعات في تنظيم وتخطيط المستوطنات بطريقة أكثر تنظيماً. شمل ذلك تحديد مناطق مختلفة لأنشطة محددة مثل السكن والزراعة والتخزين. هذا الترتيب ساعد في تحسين جودة الحياة وتقليل النزاعات.

3. ظهور الطبقات الاجتماعية:

- التخصصات: مع الاستقرار والتوسع العمراني، بدأت تظهر تخصصات جديدة في المجتمع. مثل الحرفيين، والمزارعين، والجنود، والكوادر الإدارية. هذه التخصصات أدت إلى زيادة الكفاءة والابتكار في المجتمع.

- الطبقات الاجتماعية: أدى التوسع العمراني إلى ظهور طبقات اجتماعية مختلفة، حيث تميزت الطبقات العليا بامتلاك المزيد من الموارد والأراضي، بينما كانت الطبقات الأدنى تعمل في الزراعة والحرف.

4. تطور التجارة:

- التجارة: مع الاستقرار والتوسع، بدأت التجارة تتطور بين المجتمعات المختلفة. تبادل الناس السلع مثل الحبوب، والأدوات الفخارية، والأقمشة، والمعادن. هذا التبادل ساعد في تبادل الأفكار والتقنيات بين المناطق المختلفة.

5. التأثيرات على البيئة:

- تأثيرات بيئية: بينما كانت الزراعة وتربية الحيوانات تعزز الاستقرار، فإنها أيضاً أثرت على البيئة. استنزفت الزراعة موارد التربة، وتسببت في إزالة الغابات، مما أدى إلى تغييرات بيئية على المدى الطويل.

النتائج طويلة الأمد:

أدى التوسع العمراني والاستقرار في العصر الحجري الحديث إلى ظهور مجتمعات أكثر تنظيماً وتعقيداً، مما وضع الأساس لتطور الحضارات القديمة. التحولات التي حدثت خلال هذه الفترة أثرت بشكل كبير على تطور العمران، التخصصات الاجتماعية، والتجارة، وأسست لنظام اجتماعي واقتصادي أكثر استقراراً وتقدماً.

 5. الأثر الاجتماعي والثقافي

أدى العصر الحجري الحديث (النيوليت) إلى تغييرات جذرية في الجوانب الاجتماعية والثقافية للمجتمعات البشرية. هذه التغيرات شكلت أساسًا للتحولات الكبيرة التي حدثت لاحقًا في تاريخ البشرية.

1. تحول في التركيب الاجتماعي:

- الاستقرار والتخصص: مع الاستقرار الذي وفرته الزراعة وتربية الحيوانات، بدأت المجتمعات في تطوير هياكل اجتماعية أكثر تعقيداً. أدى الاستقرار إلى تقسيم العمل والتخصص في الأنشطة المختلفة، مما ساهم في ظهور طبقات اجتماعية متنوعة. أصبحت بعض الأفراد يتمتعون بسلطات وامتيازات أكبر بناءً على الموارد التي يمتلكونها أو الأدوار التي يقومون بها.

- ظهور الطبقات الاجتماعية: زاد التميز الاجتماعي بظهور طبقات مختلفة حسب الوظائف والموارد المتاحة. الطبقات العليا شملت النبلاء والكهنة والملوك، بينما طبقات أخرى شملت المزارعين والحرفيين. هذا التباين أثر على العلاقات الاجتماعية داخل المجتمعات.

2. تطور الثقافة والديانة:

- الديانة والرموز الثقافية: ارتبطت المجتمعات في العصر الحجري الحديث بالدين والرموز الثقافية بشكل أعمق. بدأت تظهر معابد وطقوس دينية، وظهرت رموز ثقافية تعبر عن المعتقدات الروحية. النقوش والتماثيل الصغيرة التي تم العثور عليها تدل على وجود ممارسات دينية واحتفالات تؤديها المجتمعات.

- الفن والحرف اليدوية: شهد العصر الحجري الحديث تطوراً في الفن والحرف اليدوية. ظهرت مصنوعات فنية مثل الفخار المنقوش والمزخرف، والمجوهرات، والأدوات الحجرية ذات التصاميم المعقدة. هذه الأعمال لم تكن فقط ذات وظائف عملية، بل كانت تحمل أيضاً قيمة جمالية ورمزية.

3. التحولات في الحياة اليومية:

- الطعام والأنشطة اليومية: مع تحول المجتمعات إلى الزراعة، تغيرت أنماط الغذاء بشكل كبير. انتقلت المجتمعات من الاعتماد على الصيد والجمع إلى إنتاج الطعام بشكل منتظم، مما ساهم في تحسين مستويات التغذية وتنوعها. كذلك، ساهمت الزيادة في الإنتاج الغذائي في استقرار المجتمعات وتطوير أنشطة حياتية جديدة.

- التعليم والتواصل: بدأ الناس في تبادل المعرفة والمهارات عبر الأجيال. تطور نظام التعليم من خلال التجربة والخطأ ومشاركة المعرفة بين الأفراد. تطور الكتابة والرموز البسيطة في بعض المناطق قد ساهم في تسهيل التواصل وتوثيق المعلومات.

4. تأثيرات على البيئة المحيطة:

- تغيرات بيئية: مع التوسع في الزراعة وتربية الحيوانات، كانت هناك تغييرات كبيرة في البيئة المحيطة. التعديلات على المناظر الطبيعية، مثل إزالة الغابات واستصلاح الأراضي الزراعية، أثرت على النظام البيئي وأدت إلى تغييرات في التنوع البيولوجي.

5. بداية العصور التاريخية:

- تأسيس المدن: مع الاستقرار، بدأت تظهر المدن الأولى والتي كانت نقاط محورية للتجارة والتبادل الثقافي. هذا التوسع في العمران ساهم في تطوير الهياكل الاجتماعية والسياسية المعقدة التي شكلت أساس الحضارات القديمة.

الأثر الاجتماعي والثقافي للعصر الحجري الحديث كان عميقًا، فقد ساهم في تشكيل المجتمعات بطريقة لم تحدث من قبل. أسس الاستقرار الزراعي والتوسع العمراني، بالإضافة إلى التطورات في الدين والفن والحرف، الأسس التي قامت عليها الحضارات القديمة. هذه التغييرات وضعت البشرية على طريق التطور الاجتماعي والثقافي الذي سيستمر في تشكيل مجرى التاريخ البشري.

 6. نهاية العصر الحجري الحديث

العصر الحجري الحديث، الذي يمثل فترة التحول الكبير من الصيد والجمع إلى الزراعة والاستقرار، شهد نهاية تدريجية، حيث بدأت المجتمعات البشرية في التحول نحو أنماط جديدة من الحياة. انتهى هذا العصر في مناطق مختلفة في أوقات مختلفة، وتأثرت هذه النهاية بعدة عوامل:

1. التحول إلى العصر البرونزي:

- التطور التكنولوجي: مع نهاية العصر الحجري الحديث، بدأت المجتمعات في استخدام المعادن، مثل النحاس والبرونز، مما شكل بداية العصر البرونزي. استخدام المعادن لم يكن له تأثير كبير فقط على الأدوات والأسلحة، بل أيضًا على البناء والفنون. هذه النقلة التكنولوجية ساهمت في تطور الحضارات وأثرت على حياة الناس بطرق متعددة.

- ظهور الأدوات المعدنية: الأدوات والأسلحة المعدنية كانت أكثر فعالية ومتانة من الأدوات الحجرية، مما جعلها تعزز الإنتاجية الزراعية والصيد، وتحسن الدفاع والقدرة على الحفر والبناء. هذا التقدم ساعد في تعزيز الاستقرار وتعزيز التطور الحضاري.

2. تطور المدن والمجتمعات:

- النمو الحضري: بداية العصر البرونزي شهدت ظهور المدن الكبرى التي أصبحت مراكز تجارية وثقافية. هذه المدن لم تكن فقط نقاط تجمع للموارد ولكنها أيضًا مراكز سياسية وثقافية. ساهمت هذه المدن في تشكيل أنظمة حكومية أكثر تعقيدًا وتنوعًا.

- ظهور الأنظمة السياسية: مع تطور المجتمعات، بدأت تتشكل هياكل سياسية وتنظيمية معقدة، مثل الممالك والإمبراطوريات، التي ساعدت في إدارة المناطق الواسعة وتعزيز التبادل التجاري والثقافي.

3. التغيرات البيئية والتوسع الاستيطاني:

- تأثيرات البيئة: التوسع في الزراعة وتربية الحيوانات وتطوير المدن كان له تأثير كبير على البيئة. إزالة الغابات وتعديل المناظر الطبيعية لتناسب الأنشطة الزراعية والحضرية أثر على النظم البيئية وأدى إلى تغييرات في التنوع البيولوجي.

- التوسع السكاني: مع الاستقرار والزيادة في الإنتاج الغذائي، زاد النمو السكاني، مما دفع الناس إلى استكشاف أراض جديدة والتوسع إلى مناطق غير مأهولة سابقًا.

4. التحولات الثقافية والاجتماعية:

- التغير في الأنظمة الاجتماعية: مع تطوير المدن وتقدم التكنولوجيا، بدأت أنماط الحياة الاجتماعية والثقافية في التغير. ظهور الطبقات الاجتماعية، والتخصص في العمل، والنظام التعليمي المعقد كان من العلامات البارزة لهذه الفترة.

- التغيير في الأنظمة الدينية: الدين و الثقافة تطورا أيضًا، حيث انتشرت الأديان التي تعكس التغيرات في المجتمعات والأنظمة السياسية الجديدة. ظهرت أنظمة دينية جديدة وتعقيد في المعتقدات الروحية.

5. تلاشي العصر الحجري الحديث:

- التكامل والتداخل: مع تقدم المجتمعات وتحولها إلى العصر البرونزي، بدأت ميزات العصر الحجري الحديث تتكامل مع الأنماط الجديدة. العصر الحجري الحديث لم ينتهِ بشكل مفاجئ، بل تم تداخله ودمجه تدريجياً مع الابتكارات والتطورات الجديدة.

نهاية العصر الحجري الحديث لم تكن نهاية مفاجئة بل انتقال تدريجي إلى فترة جديدة من التطور التكنولوجي والاجتماعي. التحولات التي حدثت خلال هذه الفترة كانت حاسمة في تشكيل الحضارات القديمة التي ستواصل التأثير في التاريخ البشري. هذه الفترة شكلت الأسس للتقدم الحضاري الذي مهد الطريق لنمو المدن الكبرى، وتعقيد الأنظمة السياسية، والتنوع الثقافي الذي نراه في التاريخ اللاحق.

 الخاتمة    

العصر الحجري الحديث، الذي امتد من حوالي 9000 إلى 3000 ق.م، يمثل فترة تحول محورية في تاريخ البشرية. خلال هذه المرحلة، شهدت المجتمعات الإنسانية نقلة نوعية من نمط حياة الصيد والجمع إلى الزراعة والاستقرار، وهو ما أدى إلى تغييرات جوهرية في أسلوب الحياة والتنظيم الاجتماعي والاقتصادي.

أبرز التحولات في العصر الحجري الحديث:

1. الزراعة وتربية الحيوانات: ابتكار الزراعة وتربية الحيوانات شكل نقطة تحول كبيرة، حيث سمح للإنسان بالاستقرار في مناطق معينة وزيادة الإنتاج الغذائي. هذا التحول لم يقتصر على تحسين إمدادات الغذاء فقط، بل ساهم أيضًا في تطور مجتمعات أكثر استقرارًا وتعقيدًا.

2. الأدوات والتقنيات: تطور الأدوات والتقنيات في هذه الفترة ساعد في تعزيز فعالية الأنشطة الزراعية والحرفية. صناعة الأدوات الحجرية المتطورة مثل المعاول والفؤوس ساهمت في تسهيل العمل الزراعي والبناء، مما ساعد على تطور الاستيطان والنمو الحضري.

3. التوسع العمراني: بداية بناء المستوطنات الكبيرة والمدن أدت إلى نشوء أنظمة اجتماعية أكثر تعقيدًا، مع ظهور الطبقات الاجتماعية والتخصص في العمل. هذا التوسع العمراني شكل الأسس للمدن القديمة التي ستصبح مراكز حضارية في العصور اللاحقة.

4. الأثر الاجتماعي والثقافي: مع الاستقرار والنمو السكاني، نشأت أنماط جديدة من الحياة الاجتماعية والثقافية. ظهور الفن والعلم والأديان الجديدة ساعد على تشكيل الهويات الثقافية التي ستظل تؤثر في الحضارات التالية.

5. نهاية العصر الحجري الحديث: الانتقال إلى العصر البرونزي، الذي شهد استخدام المعادن في الأدوات والأسلحة، أشار إلى نهاية العصر الحجري الحديث. هذه الفترة لم تنتهِ بشكل مفاجئ، بل كانت عملية تدريجية تم خلالها دمج الابتكارات الجديدة مع الممارسات القديمة.

في الختام، يمثل العصر الحجري الحديث فترة من التحول الكبير في تاريخ البشرية، حيث أدى التقدم في الزراعة، والتقنيات، والتوسع العمراني إلى تشكيل الأسس التي ستؤثر على الحضارات لآلاف السنين قادمة.

إقرا أيضا مقالا تتكميلية

  • العصر الحجري الأوسط . رابط
  • العصر الحجري القديم الأعلى . رابط
  • العصر الحجري القديم الأوسط . رابط
  • العصر الحجري القديم الأدنى . رابط
  • مقال حول العصر الحجري القديم-العصر الباليوثي . رابط
  • العصر الحجري فترة فاصلة في تاريخ البشرية . رابط
  • حضارات العصر الحجري . رابط
  • بحث حول التعميير البشري فترة ماقبل التاريخ-شمال افريقيا . رابط
  • عصر ماقبل التاريخ خصائص ومميزات . رابط
  • بحث حول الحضارة الألدوانية . رابط
  • تاريخ الحضارة الاشولية . رابط
  • تاريخ الادوات الحجرية وأنواعها. رابط
  • المعادن وتاريخها-عصر المعادن . رابط
  • الفنون الجميلة البدائية-الفنون الصخرية . رابط
  • الفن الصخري فس شمال إفريقيا ماقبل التارخ . رابط 

مراجع  

1. "العصر الحجري: تطور الإنسان من العصور القديمة إلى العصر الحجري الحديث" - تأليف: محمد حسن

2. "تاريخ تطور الإنسان في العصر الحجري الحديث" - تأليف: عبد الله سليمان

3. "الزراعة وتربية الحيوانات في العصر الحجري الحديث" - تأليف: سارة فؤاد

4. "أدوات العصر الحجري الحديث: دراسة تحليلية" - تأليف: يوسف عبد الرحمن

5. "الاستقرار والتوسع العمراني في العصر الحجري الحديث" - تأليف: ليلى إبراهيم

6. "الأثر الاجتماعي والثقافي للعصر الحجري الحديث" - تأليف: أحمد سعيد

7. "نهاية العصر الحجري الحديث وبداية العصر البرونزي" - تأليف: زينب علي

8. "الحضارات المبكرة في العصر الحجري الحديث" - تأليف: يوسف محمد

9. "الابتكارات التقنية في العصر الحجري الحديث" - تأليف: عادل حسن

10. "الأنشطة الثقافية والفنية في العصر الحجري الحديث" - تأليف: مها خالد

11. "الزراعة والمجتمع في العصر الحجري الحديث" - تأليف: نادر عبد الله

12. "التطورات الاجتماعية في العصر الحجري الحديث" - تأليف: فاطمة مصطفى

13. "الاستيطان العمراني في العصر الحجري الحديث" - تأليف: خالد سعيد

14. "الأدوات الحجرية والتقنيات في العصر الحجري الحديث" - تأليف: جلال عبد القادر

15. "الأنظمة الاجتماعية والثقافية في العصر الحجري الحديث" - تأليف: سمير محمود

16. "العصر الحجري الحديث: التحولات والتطورات" - تأليف: سلمى زكريا



تعليقات

محتوى المقال