القائمة الرئيسية

الصفحات

الأثارالإسلامية

بحث حول الآثار الإسلامية

تُعتبر الآثار الإسلامية من بين أهم الكنوز التاريخية التي تعكس ازدهار الحضارة الإسلامية وتأثيرها العميق في مجالات الثقافة، العلم، والفن. تمثل هذه الآثار شاهداً حياً على مراحل التطور السياسي والاجتماعي والديني في مختلف الأقاليم التي حكمها المسلمون، بدءاً من عصر الخلفاء الراشدين وصولاً إلى نهاية الخلافة العثمانية.

 مفهوم الآثار الإسلامية

  • الآثار الإسلامية هي المعالم والمباني والقطع الفنية التي تم إنشاؤها خلال الفترات الزمنية التي سادت فيها الحضارة الإسلامية منذ ظهور الإسلام في القرن السابع الميلادي. تشمل هذه الآثار مجموعة متنوعة من المعالم الدينية مثل المساجد، والأبنية المدنية كالقصور والقلاع، بالإضافة إلى التحف الفنية التي تعكس التقدم الثقافي والعلمي والفني الذي حققته المجتمعات الإسلامية.

  • تشمل الآثار الإسلامية جميع العناصر التي تميز فن العمارة الإسلامية، مثل الزخارف الهندسية، الخط العربي، والمآذن. تعتبر هذه الآثار شاهدًا على تطور الحضارة الإسلامية وتأثيرها العميق على العالم في مجالات متعددة، بما في ذلك العلوم والفنون والهندسة. تنتشر الآثار الإسلامية في مناطق جغرافية واسعة تمتد من شبه الجزيرة العربية، مرورًا بالشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وصولاً إلى الأندلس وجنوب شرق آسيا، مما يعكس اتساع رقعة انتشار الحضارة الإسلامية وتأثيرها العابر للقارات.

  • تحمل هذه الآثار قيمة دينية، تاريخية، وجمالية، وهي تمثل جزءًا من التراث الثقافي العالمي الذي يعبر عن التنوع والتعايش الحضاري.

أنواع الآثار الإسلامية

الآثار الإسلامية متنوعة وتعكس الجوانب المختلفة للحضارة الإسلامية عبر العصور، وتشمل العديد من الفئات التي تتعلق بالدين، والفن، والهندسة، والثقافة. فيما يلي بعض الأنواع الرئيسية للآثار الإسلامية:

1. المساجد:

   - المساجد تعتبر من أبرز الآثار الإسلامية، حيث تلعب دورًا مركزيًا في حياة المسلمين. من أشهر المساجد الإسلامية المسجد الحرام في مكة المكرمة، والمسجد النبوي في المدينة المنورة، والمسجد الأقصى في القدس. إلى جانب المساجد الكبيرة، هناك مساجد تاريخية في جميع أنحاء العالم الإسلامي، مثل الجامع الأزهر في القاهرة والمسجد الأموي في دمشق.

2. المدارس:

   - المدارس الإسلامية كانت مراكز علم وتعليم، ومن أبرزها المدرسة المستنصرية في بغداد والمدرسة النظامية. لعبت هذه المؤسسات دورًا مهمًا في نشر العلم والمعرفة في العالم الإسلامي، وتركت آثارًا معمارية مميزة تعكس أسلوب العمارة الإسلامي التقليدي.

3. القصور:

   - القصور هي معالم من الحضارة الإسلامية التي تعكس القوة والثراء، وتضم مناطق فخمة للسكن والإدارة. من أشهر هذه القصور قصر الحمراء في الأندلس وقصر الخليفة الأموي في دمشق وقصر توبكابي في إسطنبول.

4. القلاع والحصون:

   - كانت القلاع والحصون تحمي الحدود الإسلامية والمدن الكبرى، مثل قلعة صلاح الدين الأيوبي في القاهرة وقلعة حلب. هذه المباني تعكس القوة العسكرية والهندسة الدفاعية في الحضارة الإسلامية.

5. الأضرحة والمقامات:

   - الأضرحة تحتفظ برفات علماء ومفكرين وقادة إسلاميين. على سبيل المثال، ضريح الإمام علي في النجف وضريح السلطان محمد الفاتح في إسطنبول. تتميز الأضرحة بالزخرفة المعمارية الفخمة.

6. الأسواق والخانات:

   - الأسواق والخانات كانت مراكز تجارية هامة، مثل سوق الحميدية في دمشق وخان الخليلي في القاهرة، التي ما زالت قائمة حتى اليوم وتعد وجهات سياحية شهيرة.

7. المآذن والمنارات:

   - تعتبر المآذن رمزًا هامًا في العمارة الإسلامية، حيث تطورت على مر العصور لتصبح معالم مميزة للمساجد. من الأمثلة الشهيرة منارة الجامع الكبير في القيروان ومئذنة الكتبية في مراكش.

8. التحف الفنية والزخارف:

   - تشمل التحف الفنية مثل المخطوطات المزخرفة، الأواني الخزفية، والنقوش الجدارية. وتشتهر الفنون الإسلامية باستخدام الخط العربي والزخارف الهندسية والنباتية.

تجمع الآثار الإسلامية بين الفن المعماري والديني والعلمي، وتنتشر في مختلف أنحاء العالم الإسلامي، مما يجعلها جزءًا من التراث الإنساني الغني والمتنوع.

أهمية الآثار الإسلامية

الآثار الإسلامية تحمل أهمية كبيرة على عدة مستويات، تاريخية، دينية، ثقافية، وفنية، وتعكس حضارة استمرت لأكثر من ألف عام وأثرت على مناطق واسعة من العالم. فيما يلي بعض الجوانب التي تبرز أهمية الآثار الإسلامية:

1. الأهمية التاريخية:

   - تعد الآثار الإسلامية سجلًا حيًا لتاريخ الحضارة الإسلامية، حيث تمثل مختلف العصور والحقب التي مر بها العالم الإسلامي. من خلال دراسة هذه الآثار، يمكن فهم تطور المدن الإسلامية، الأشكال الهندسية، والأنظمة الاجتماعية والسياسية التي سادت في تلك الفترات. المعالم مثل المساجد، القلاع، والقصور تحفظ تاريخ الفتوحات والتوسعات الإسلامية.

2. الأهمية الدينية:

   - العديد من الآثار الإسلامية ترتبط ارتباطًا وثيقًا بالتاريخ الديني للإسلام، مثل المساجد، الأضرحة، والمآذن، التي لها رمزية دينية خاصة. المساجد على وجه الخصوص، كـ المسجد الحرام والمسجد النبوي، تعتبر مراكز دينية مقدسة تمثل الركائز الأساسية في الحياة الروحية للمسلمين. كما تبرز بعض الآثار الأخرى شخصيات إسلامية هامة من خلال الأضرحة والمقامات.

3. الأهمية الثقافية:

   - الآثار الإسلامية تعد جزءًا من التراث الثقافي للعالم، وتعكس التفاعل بين الثقافات الإسلامية والمحلية في المناطق التي انتشرت فيها. من خلال العمارة والفن الإسلامي، يمكن التعرف على التأثيرات المتبادلة بين الحضارة الإسلامية والثقافات الأخرى، مثل الفارسية، الرومانية، والهندية. كما أنها تبرز مدى تنوع وتعدد الثقافات داخل العالم الإسلامي نفسه.

4. الأهمية الفنية:

   - تتميز الآثار الإسلامية بأصالة وجمال فني فريد، خاصة في استخدام الخط العربي، الزخارف الهندسية، والتصميمات المعمارية المعقدة. تطورت العمارة الإسلامية إلى مدرسة فنية قائمة بذاتها، وتميزت ببناء القباب والمآذن والزخارف الجدارية التي شكلت مصدر إلهام لفنانين ومعماريين على مر العصور.

5. الأهمية السياحية والاقتصادية:

   - تشكل الآثار الإسلامية وجهات سياحية هامة، تسهم في تعزيز السياحة الثقافية في العديد من الدول الإسلامية. ملايين الزوار يأتون سنويًا لزيارة معالم مثل قصر الحمراء في الأندلس، الجامع الأزهر في مصر، وجامع السلطان أحمد في تركيا. هذا النشاط السياحي يسهم في دعم الاقتصاد المحلي ويعزز الوعي الثقافي.

6. الأهمية الأكاديمية والعلمية:

   - تلعب الآثار الإسلامية دورًا مهمًا في البحث العلمي والدراسات الأكاديمية المتعلقة بالتاريخ، الفن، والهندسة. الجامعات والمؤسسات العلمية تعتمد على هذه الآثار لفهم تطور العمارة والفنون الإسلامية، ودراسة الأساليب المعمارية المستخدمة.

الآثار الإسلامية ليست مجرد معالم مادية، بل هي سجل حي للحضارة الإسلامية ومرآة تعكس القيم الدينية والثقافية والفنية لتلك الحضارة. تكتسب أهميتها من قدرتها على ربط الماضي بالحاضر، وتعزيز الهوية الإسلامية والإنسانية على مستوى العالم.

 أشهر الآثار الإسلامية

هناك العديد من الآثار الإسلامية الشهيرة حول العالم التي تعتبر رمزًا للحضارة الإسلامية وجمالها الفني والمعماري. فيما يلي بعض أشهر هذه الآثار:

 1. المسجد الحرام – مكة المكرمة

   - المسجد الحرام هو أهم موقع ديني في الإسلام ويقع في مكة المكرمة بالمملكة العربية السعودية. يضم الكعبة المشرفة، التي تعتبر القبلة التي يتوجه إليها المسلمون في صلواتهم. المسجد الحرام يستقبل ملايين الحجاج سنويًا لأداء فريضة الحج والعمرة.

 2. المسجد النبوي – المدينة المنورة

   - المسجد النبوي في المدينة المنورة هو ثاني أقدس مسجد في الإسلام بعد المسجد الحرام. يحتوي على الروضة الشريفة، حيث دفن النبي محمد صلى الله عليه وسلم. المسجد النبوي هو وجهة رئيسية للمسلمين خلال زيارة المدينة المنورة.

 3. المسجد الأقصى – القدس

   - المسجد الأقصى هو ثالث أقدس مسجد في الإسلام ويقع في القدس. يعتبر جزءًا من مجمع الحرم الشريف ويعد مكانًا هامًا دينيًا وتاريخيًا، ويعتقد أن النبي محمد صلى الله عليه وسلم أُسري به إلى السماء من هذا المكان خلال الإسراء والمعراج.

 4. قبة الصخرة – القدس

   - قبة الصخرة هي معلم إسلامي هام في القدس، تقع بجوار المسجد الأقصى. بنيت في العصر الأموي، وهي تحفة معمارية تتميز بالقبب المزينة بالذهب والزخارف الإسلامية الرائعة. قبة الصخرة تعد رمزًا للقدس الإسلامية.

 5. الجامع الأزهر – القاهرة

   - الجامع الأزهر هو واحد من أقدم المساجد في مصر والعالم الإسلامي، ويمثل مركزًا مهمًا للتعليم الإسلامي منذ تأسيسه في القرن العاشر الميلادي. الأزهر هو جامعة إسلامية مرموقة ومركز للتعليم الديني والعلوم الإسلامية.

 6. قصر الحمراء – الأندلس (إسبانيا)

   - قصر الحمراء في غرناطة هو واحد من أروع المعالم الأثرية الإسلامية في أوروبا. بناه الحكام المسلمون في الأندلس ويتميز بزخارفه الجميلة، الحدائق الخلابة، والتفاصيل الهندسية الدقيقة. يعكس القصر جمال الفن والعمارة الإسلامية في العصور الوسطى.

 7. جامع قرطبة – الأندلس (إسبانيا)

   - جامع قرطبة كان مسجدًا ضخمًا في إسبانيا خلال فترة الحكم الإسلامي للأندلس، ثم تحول إلى كاتدرائية بعد سقوط الحكم الإسلامي. يعد أحد أعظم الإنجازات المعمارية في العصور الإسلامية بفضل أعمدته المميزة وأقواسه المزخرفة.

 8. جامع السلطان أحمد (الجامع الأزرق) – إسطنبول

   - جامع السلطان أحمد، المعروف بالجامع الأزرق، هو تحفة معمارية عثمانية في إسطنبول. يتميز بمآذنه الستة وزخارفه الداخلية الرائعة التي تحتوي على أكثر من 20,000 بلاطة خزفية زرقاء.

 9. قلعة صلاح الدين الأيوبي – القاهرة

   - قلعة صلاح الدين هي قلعة تاريخية في القاهرة بناها القائد الإسلامي الشهير صلاح الدين الأيوبي. القلعة تضم العديد من المباني مثل مسجد محمد علي وتعتبر واحدة من أبرز المعالم التاريخية في مصر.

 10. مسجد الشيخ زايد – أبوظبي

   - مسجد الشيخ زايد في أبوظبي، الإمارات العربية المتحدة، هو أحد أكبر المساجد في العالم. يتميز بتصميمه الفخم والمآذن البيضاء الشاهقة والزخارف الداخلية الفريدة. يعد المسجد معلمًا ثقافيًا وسياحيًا بارزًا.

 11. ضريح تاج محل – الهند

   - تاج محل هو ضريح ضخم يقع في الهند، بناه الإمبراطور المغولي شاه جهان تكريمًا لزوجته ممتاز محل. يعتبر من أروع الأمثلة على العمارة الإسلامية في جنوب آسيا، ويتميز بجماله وزخارفه الرخامية البيضاء.

 12. المسجد الأموي – دمشق

   - المسجد الأموي في دمشق، سوريا، هو واحد من أقدم المساجد في العالم الإسلامي. تم بناؤه في عهد الخليفة الأموي الوليد بن عبد الملك، ويشتهر بجمال زخارفه وتصميمه الهندسي.

 13. مسجد الكتبية – مراكش

   - مسجد الكتبية هو واحد من أشهر المساجد في المغرب ويقع في مدينة مراكش. يتميز بمئذنته العالية التي تعد من أجمل مآذن المغرب ويعتبر أحد رموز الهندسة الإسلامية في شمال إفريقيا.

 14. جامع الزيتونة – تونس

   - جامع الزيتونة هو أقدم مسجد في تونس العاصمة، ويعتبر مركزًا دينيًا وعلميًا مهمًا في العالم الإسلامي منذ تأسيسه في القرن الثامن الميلادي. يشتهر بدوره في نشر العلوم الدينية واللغوية في شمال إفريقيا.

تعكس هذه الآثار الإسلامية عظمة الحضارة الإسلامية وإسهاماتها الكبيرة في مجالات الدين، الفن، والعمارة. تنتشر هذه المعالم في مختلف أنحاء العالم، مما يجعلها شواهد على تاريخ طويل من التأثير الإسلامي العميق في مجالات متعددة.

 التحديات التي تواجه الآثار الإسلامية

الآثار الإسلامية تواجه العديد من التحديات التي تؤثر على صيانتها وحمايتها، مما يعرضها للتدهور أو حتى الفقدان. ومن أبرز هذه التحديات:

 1. العوامل الطبيعية والتغيرات المناخية

   - التدهور البيئي: تعاني العديد من الآثار الإسلامية من التآكل بسبب العوامل البيئية مثل الأمطار الحمضية، الرياح، والرطوبة. هذه العوامل تؤدي إلى تآكل المواد المستخدمة في البناء كالطوب والحجر.

   - التغيرات المناخية: ارتفاع درجات الحرارة وتغير أنماط المناخ يؤثر سلبًا على استقرار العديد من المعالم، خاصة في المناطق الصحراوية أو الاستوائية، مما يزيد من صعوبة الحفاظ عليها.

 2. الحروب والصراعات

   - التدمير المتعمد: العديد من الآثار الإسلامية تعرضت للتدمير أو التخريب نتيجة النزاعات المسلحة، مثل ما حدث في سوريا والعراق حيث دُمرت مواقع أثرية هامة.

   - السرقة والنهب: الصراعات والحروب توفر بيئة خصبة لعمليات النهب والسرقة، حيث يتم سرقة العديد من القطع الأثرية وبيعها في السوق السوداء.

 3. التوسع العمراني

   - التوسع العشوائي: النمو السكاني السريع في العديد من المدن الإسلامية يؤدي إلى توسع عمراني غير منظم، مما يؤثر على المناطق الأثرية المحيطة ويعرضها للتدمير.

   - إعادة التوظيف: بعض المباني الأثرية يتم تحويلها إلى استخدامات حديثة، مما يؤدي إلى تغيير أو تخريب معالمها الأصلية.

 4. الإهمال وغياب الصيانة

   - نقص التمويل: العديد من الدول التي تحتوي على آثار إسلامية تفتقر إلى التمويل الكافي للحفاظ عليها، مما يؤدي إلى تدهورها بسبب الإهمال ونقص برامج الصيانة الدورية.

   - غياب الوعي: الوعي بأهمية هذه الآثار لدى المجتمعات المحلية والحكومات في بعض الأحيان يكون محدودًا، مما يجعل الحفاظ عليها ليس أولوية.

 5. السياحة المفرطة

   - التأثير السلبي للسياحة: في بعض الأحيان، تؤدي السياحة المفرطة إلى تآكل المواقع الأثرية بسبب الزيارات المتكررة، وخاصة في المعالم الحساسة مثل قبة الصخرة والمساجد التاريخية. كما يؤدي الضغط السياحي إلى تلف بعض الزخارف والهياكل الداخلية.

 6. العوامل الثقافية والدينية

   - التوترات الثقافية: بعض الآثار الإسلامية قد تكون محط جدل أو توترات دينية بين مختلف الطوائف والمذاهب، مما قد يؤدي إلى الإهمال أو حتى استهدافها بالتدمير.

   - التحديات الأيديولوجية: بعض الحركات المتطرفة تقوم بتدمير الآثار التي تعتبرها مخالفة لمعتقداتها، مثل تدمير تماثيل بوذا في أفغانستان وبعض الآثار في العراق وسوريا.

 7. نقص التعاون الدولي

   - نقص الدعم الدولي: على الرغم من وجود منظمات دولية تهتم بحماية التراث الثقافي مثل اليونسكو، إلا أن الدعم الدولي لحماية الآثار الإسلامية في بعض الأحيان يكون غير كافٍ، خصوصًا في الدول التي تعاني من النزاعات.

 8. التكنولوجيا والابتكار

   - التحديات الرقمية: على الرغم من التقدم في تقنيات المسح ثلاثي الأبعاد والترميم الرقمي، إلا أن عدم استخدام هذه التقنيات بشكل كافٍ في بعض المناطق يجعل من الصعب الحفاظ على الآثار.

التحديات التي تواجه الآثار الإسلامية تتطلب جهودًا دولية ومحلية للحفاظ عليها من الدمار والاندثار. ويعتبر التعاون بين الحكومات والمنظمات الدولية، وزيادة الوعي بأهمية هذه المواقع التراثية، أمرًا ضروريًا للحفاظ على هذا التراث للأجيال القادمة.

 استراتيجيات الحفاظ على الآثار الإسلامية

الحفاظ على الآثار الإسلامية يتطلب استراتيجيات شاملة تشمل التعاون بين الحكومات، المؤسسات الثقافية، والمجتمعات المحلية. فيما يلي بعض الاستراتيجيات الفعالة التي يمكن اتباعها للحفاظ على هذه الكنوز الثقافية:

 1. الصيانة الدورية والترميم

   - الترميم الوقائي: يجب تنفيذ برامج صيانة دورية تشمل تنظيف الآثار وترميمها للحفاظ على المواد الأصلية المستخدمة في البناء. هذا يساعد على منع التدهور المبكر.

   - التكنولوجيا الحديثة في الترميم: يمكن استخدام تقنيات مثل المسح ثلاثي الأبعاد والذكاء الاصطناعي لتوثيق الآثار بدقة قبل الشروع في أي عملية ترميم. هذه التقنيات تساعد أيضًا في التعرف على التشققات أو المناطق المتضررة.

 2. التشريعات والقوانين

   - سن قوانين وطنية لحماية الآثار: يجب أن تعتمد الدول تشريعات قوية تضمن حماية الآثار الإسلامية من التدمير أو التعدي، مع فرض عقوبات صارمة على المخالفين.

   - تنفيذ الاتفاقيات الدولية: تفعيل المعاهدات الدولية مثل اتفاقية اليونسكو لعام 1972 الخاصة بحماية التراث الثقافي والطبيعي العالمي يعتبر أمرًا ضروريًا، بجانب التعاون مع الهيئات الدولية.

 3. الوعي والتعليم

   - نشر الوعي الثقافي: برامج توعية تستهدف المجتمعات المحلية حول أهمية الآثار الإسلامية والتراث الثقافي يمكن أن تساعد في تحفيز الناس على المشاركة في جهود الحماية والحفاظ.

   - دمج التراث في المناهج التعليمية: إدراج مواضيع متعلقة بالتراث الإسلامي في المناهج التعليمية يعزز من فهم الأجيال الجديدة لأهمية هذه الآثار ويشجع على الحفاظ عليها.

 4. التكنولوجيا الرقمية والتوثيق

   - التوثيق الرقمي: استخدام التكنولوجيا الرقمية مثل التصوير الفوتوغرافي عالي الدقة والمسح بالليزر لتوثيق الآثار وحفظ معلوماتها للأجيال القادمة. التوثيق الرقمي يساعد أيضًا في عمليات الترميم عن بعد في حال دمار الأثر.

   - قواعد بيانات عالمية: إنشاء وتحديث قواعد بيانات شاملة تضم معلومات حول المواقع الأثرية الإسلامية لضمان توثيقها وتسهيل مراقبة حالتها.

 5. التعاون الدولي

   - المساعدات الدولية: تشجيع التعاون الدولي من خلال مشاركة الخبراء وتبادل المعرفة بين الدول، بالإضافة إلى جذب التمويل من المنظمات العالمية مثل اليونسكو والبنك الدولي لتمويل مشاريع الحفاظ على الآثار.

   - التحالفات الثقافية: تشكيل تحالفات بين الدول الإسلامية لتعزيز التعاون في مجال الحفاظ على التراث الإسلامي المشترك.

 6. التخطيط العمراني والحماية البيئية

   - الحفاظ على البيئة المحيطة بالآثار: يجب وضع حدود للمناطق الأثرية لمنع التوسع العمراني العشوائي الذي قد يؤثر على المعالم التاريخية.

   - التخطيط البيئي: تنفيذ سياسات بيئية تحمي الآثار من التأثيرات البيئية الضارة مثل تآكل التربة أو تلوث الهواء.

 7. السياحة المستدامة

   - إدارة السياحة: يجب تنظيم دخول السياح إلى المواقع الأثرية بطريقة مستدامة لضمان عدم إحداث ضرر بالموقع. يمكن تقليل عدد الزوار في الفترات الزمنية المزدحمة لضمان الحفاظ على الموقع.

   - تطوير البنية التحتية السياحية: تحسين المرافق حول المواقع الأثرية لضمان تقديم تجربة سياحية ملائمة مع الحفاظ على البيئة الأثرية.

 8. مشاركة المجتمع المحلي

   - تمكين المجتمع المحلي: تعزيز مشاركة المجتمعات المحلية في الحفاظ على الآثار من خلال تقديم برامج تدريبية وتثقيفية حول أهمية الآثار وكيفية الحفاظ عليها.

   - الاستفادة الاقتصادية: تشجيع مبادرات سياحية تعتمد على التراث الأثري لتحفيز الاقتصاد المحلي وزيادة دعم المجتمع لمشاريع الحفاظ على التراث.

استراتيجيات الحفاظ على الآثار الإسلامية تتطلب جهودًا مشتركة من الحكومات، المجتمعات المحلية، والمؤسسات الدولية. تعزيز الترميم المستدام، تطبيق التشريعات الحازمة، وتوظيف التكنولوجيا الحديثة كلها خطوات ضرورية لضمان بقاء هذه الآثار كجزء من التراث الإنساني والحضاري للأجيال القادمة.

 الخاتمة  

  • في الختام، تمثل الآثار الإسلامية جزءًا لا يتجزأ من التراث الحضاري والإنساني العالمي، حيث تجسد الإنجازات الثقافية والفنية والعلمية للعالم الإسلامي عبر العصور. الحفاظ على هذه الآثار ليس مجرد مسؤولية تاريخية، بل واجب حضاري يتطلب تضافر الجهود بين الحكومات، المؤسسات الثقافية، والمجتمعات المحلية لضمان استمرارها كرمز للهوية الإسلامية والتنوع الثقافي. من خلال تنفيذ استراتيجيات الترميم الدقيق، التشريعات الحامية، والتكنولوجيا الحديثة، يمكننا مواجهة التحديات التي تهدد هذه الكنوز الثقافية. بالإضافة إلى ذلك، فإن نشر الوعي وتعزيز التعليم حول أهمية هذه المواقع يسهم في حماية التراث للأجيال القادمة. بفضل تلك الجهود، ستظل الآثار الإسلامية شاهدة على تطور الحضارة الإسلامية وقيمها العظيمة التي أثرت في مختلف أنحاء العالم.

إقرأ أيضا مقال تكميلي

  • تاريخ الحضارة الإسلامية: نشأتها وازدهارها و تراجعها . رابط
  • إسهامات علماء المسلمين في الغرب الإسلامي . رابط
  • بحث  الاسواق والفنون في الحضارة الاسلامية . رابط
  • العمارة في الحضارة الاسلامية . رابط 
  • بحث حول الحرف والصناعات في الحضارة الاسلامية . رابط
  • جغرافية الحضارة الاسلامية-تاريخ الحضارة الاسلامية . رابط
  • أسباب سقوط الدول الاسلامية و تراجع الحضارة الاسلامية . رابط 
  • أثر الفتوحات الإسلامية على العالم الإسلامي . رابط
  • أسباب الفتوحات الإسلامية رابط
  • الفتوحات الإسلامية في العهد العباسي  رابط
  • الفتوحات الإسلامية في العهد الأموي رابط
  • الفتوحات الإسلامية في العهد النبوي رابط
  • السقوط و الصراعات والأزمات الدولة الحفصية-الدول الاسلامية رابط
  • تاريخ  الدول الإسلامية التي مرت على المغرب العربي . رابط
  • أسباب سقوط الدول الاسلامية و تراجع الحضارة الاسلامية  . رابط
  • القوانين و الأنظمة الاجتماعية في العهد الإسلامي  . رابط
  • بحث حول الأوضاع الاجتماعية في عصر الخلافة العباسية . رابط

مراجع  

1. العمارة الإسلامية والآثار - حسن فتحي

2. تاريخ العمارة الإسلامية - حسين مؤنس

3. المدخل إلى الآثار الإسلامية - عبد الله العمري

4. فن العمارة الإسلامية - جمال محمود

5. دراسات في العمارة الإسلامية - عفيف البهنسي

6. العمارة الإسلامية في مصر - أحمد فكري

7. فنون الإسلام - كارل بلاشر

8. التراث المعماري الإسلامي - عبد الله الغريب

9. الزخرفة الإسلامية - عبد الفتاح العسالي

10. المساجد في التاريخ الإسلامي - سامي عنقاوي

11. فن الزخرفة والخط العربي في العمارة الإسلامية - إسماعيل كاظم

12. الفن الإسلامي في العصر الأموي - عطية القوصي

13. الآثار الإسلامية في الأندلس - عبد العزيز سالم

14. العمارة والفن الإسلامي في تركيا - إبراهيم هلال

15. التاريخ العمراني للمدن الإسلامية - سليمان الظفيري

16. المآذن الإسلامية: دراسة تاريخية وفنية - عبد الكريم الخطيب


تعليقات

محتوى المقال