القائمة الرئيسية

الصفحات

النهضة في علوم التربية 

بحث حول النهضة في علوم التربية

شهدت علوم التربية تطورًا كبيرًا في السنوات الأخيرة، حيث أصبحت محور اهتمام الباحثين والمربين، وهذا يعود إلى التغيرات السريعة التي تشهدها المجتمعات. تسعى هذه الدراسة إلى تسليط الضوء على النهضة في علوم التربية، من خلال استعراض المفاهيم الأساسية والتطورات التاريخية وأثرها على التعليم و المجتمع.

 1.مفهوم النهضة في علوم التربية

  • النهضة في علوم التربية تُشير إلى فترة تجديد وتطور شاملة في الأفكار والممارسات التربوية، وتعتبر عملية تعيد تشكيل البيئة التعليمية لتلبية احتياجات المجتمعات المتغيرة. تتضمن هذه النهضة مراجعة نقدية للمفاهيم التقليدية حول التعليم والتعلم، وتهدف إلى تحقيق تحسينات ملحوظة في نتائج التعلم.

  • يمكن تعريف النهضة في علوم التربية على أنها حركة تهدف إلى تعزيز الفهم التربوي من خلال تطوير المناهج، استراتيجيات التعليم، وأساليب التقييم. تركز على تحقيق جودة التعليم من خلال البحث والتجريب، وتبني الأفكار الحديثة التي تعزز من تفاعل الطلاب مع المحتوى التعليمي.

  • النهضة في علوم التربية تعكس استجابة متكاملة للتحديات الحالية والمستقبلية في التعليم، مما يُسهم في تطوير بيئات تعليمية تتسم بالفاعلية والشمولية، ويعزز من فرص نجاح الطلاب في مجتمعاتهم.

2.أهمية النهضة في علوم التربية

النهضة في علوم التربية تحمل أهمية كبيرة لأنها تسعى إلى تحسين جودة التعليم وجعله أكثر تأثيراً في تلبية احتياجات المجتمع الحديث. تتجلى أهمية النهضة في علوم التربية في النقاط التالية:

 1. تطوير المناهج وتحديثها

النهضة تساهم في تحديث المناهج الدراسية بحيث تكون أكثر تماشياً مع التغيرات الاجتماعية والتكنولوجية. من خلال هذه النهضة، يتم إدراج مفاهيم جديدة ومتطورة، وتحسين أساليب التدريس لجعلها أكثر فاعلية وتأثيراً.

 2. تحسين جودة التعليم

تؤدي النهضة إلى تحسين جودة التعليم من خلال اعتماد أساليب تدريس حديثة تعتمد على التفكير النقدي، والإبداع، وحل المشكلات. يعزز هذا النوع من التعليم قدرة الطلاب على التكيف مع متطلبات العصر ومواجهة التحديات المستقبلية.

 3. مواكبة التطورات التكنولوجية

النهضة في علوم التربية تساعد على دمج التكنولوجيا في العملية التعليمية، مما يتيح للطلاب الوصول إلى مصادر التعلم المتنوعة ويعزز التعلم الذاتي. كما أنها تفتح آفاقاً أوسع للتعلم عن بُعد والتعليم الإلكتروني.

 4. تحقيق التنمية الشاملة

تساهم النهضة في علوم التربية في تعزيز التنمية الشاملة من خلال إعداد أفراد يتمتعون بالمهارات والمعرفة اللازمة للمساهمة في بناء مجتمع قوي ومتطور. التعليم الجيد يعد أداة أساسية لتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية.

 5. تعزيز التفاعل الاجتماعي

التربية الحديثة تلعب دوراً مهماً في تعزيز قيم التسامح، والاحترام، والتعددية الثقافية. تساهم النهضة في بناء مجتمع أكثر تلاحماً من خلال تعليم الجيل الجديد القيم الإنسانية المشتركة.

 6. تلبية احتياجات سوق العمل

مع التغيرات السريعة في سوق العمل، تأتي أهمية النهضة في تأهيل الطلاب بالمهارات العملية والفكرية التي يحتاجها سوق العمل العصري. يساعد ذلك في تقليل الفجوة بين مخرجات التعليم واحتياجات الاقتصاد العالمي.

 7. تحقيق المساواة في التعليم

النهضة في علوم التربية تسهم في تحقيق المساواة التعليمية من خلال تحسين فرص الوصول إلى التعليم للجميع، بغض النظر عن الخلفية الاقتصادية أو الاجتماعية، مما يساهم في بناء مجتمعات أكثر عدلاً.

3. تطور علوم التربية

علوم التربية تطورت على مر العصور كنتيجة للتغيرات الاجتماعية، الثقافية، والاقتصادية، وأيضًا كنتيجة للابتكارات العلمية والتكنولوجية. يمكن تقسيم تطور علوم التربية إلى مراحل أساسية تعكس التحولات الفكرية والمنهجية في مجال التعليم والتعلم.

 1. المرحلة التقليدية (حتى القرن الـ19)

في هذه المرحلة، كانت التربية مرتبطة بشكل وثيق بالمؤسسات الدينية والثقافة المحلية. كان التعليم موجهاً نحو تلقين المعارف الأساسية مثل القراءة والكتابة، وغالباً ما كان يتم ضمن أطر دينية أو تعليم تقليدي يعتمد على النقل والحفظ. ولم تكن هناك استراتيجيات تعليمية متقدمة أو نظريات علمية متبعة.

 2. المرحلة الفلسفية (القرنين 18 و19)

مع ظهور الفلاسفة والمفكرين مثل جان جاك روسو وجون ديوي، بدأ التعليم يأخذ طابعًا فلسفيًا، إذ تم التركيز على حقوق الطفل في التعليم وعلى أهمية الحرية في العملية التعليمية. ظهرت فكرة أن التعليم يجب أن يكون شاملاً، مراعياً للفروق الفردية بين الطلاب، ويتجاوز مجرد الحفظ والتلقين ليشمل تنمية مهارات التفكير النقدي والتحليل.

 3. المرحلة العلمية (القرن 20)

في القرن العشرين، بدأت علوم التربية تتأثر بالعلوم التجريبية والنفسية. ظهرت نظريات تربوية تعتمد على علم النفس التربوي، مثل نظرية التعلم السلوكي لبافلوف وسكينر، والتي ركزت على التأثيرات البيئية في عملية التعلم. أيضاً ظهرت النظريات البنائية مثل نظرية جان بياجيه التي ركزت على كيفية بناء المعرفة لدى الأطفال وفق مراحل نموهم الذهني.

 4. المرحلة المعاصرة (النصف الثاني من القرن 20 وحتى الآن)

تتميز المرحلة المعاصرة بظهور نظريات حديثة في التعليم مثل النظرية البنائية الاجتماعية (فيغوتسكي)، والتعلم بالعمل، والتعلم المتفرد (Customized Learning). كما أصبحت التكنولوجيا جزءًا أساسيًا من التعليم، حيث تعتمد معظم الدول المتقدمة على التعليم الإلكتروني، التعليم عن بُعد، واستخدام الذكاء الاصطناعي لتحليل البيانات وتحسين الأداء التعليمي.

 5. التربية والتعليم في العصر الرقمي (القرن 21)

في هذا العصر، تتطور علوم التربية بشكل سريع لمواكبة الثورة الرقمية. حيث تُستخدم أدوات تكنولوجية مثل التعلم المدمج (Blended Learning)، والمنصات التعليمية الرقمية، والتطبيقات الذكية، مما يعزز القدرة على التعلم الذاتي والتفاعلي. أيضًا ظهرت علوم جديدة مثل تحليل البيانات التعليمية والتعلم الآلي لتحسين استراتيجيات التدريس بناءً على بيانات واقعية.

 6. التوجه نحو التعليم المستدام والشامل

حالياً، تركز التربية على التعليم المستدام الذي يهتم بالقيم الاجتماعية والبيئية. يتم التركيز على الاستدامة، المساواة في التعليم، وتكافؤ الفرص التعليمية للجميع. كما يتم إدماج مفاهيم مثل "التعلم مدى الحياة" و"التعلم القائم على المهارات" في المناهج الدراسية.

تطور علوم التربية يعكس التحولات المجتمعية والفكرية والتكنولوجية عبر الزمن. حيث انتقلت من التعليم التقليدي المرتبط بالمجتمع المحلي إلى تعليم عالمي رقمي يراعي الفروق الفردية، ويعتمد على الأدلة العلمية والتقنيات الحديثة لتحسين مخرجات التعليم وتعزيز التنمية الشاملة.

 4.أساليب التدريس الحديثة

التطور في مجال التعليم أفرز مجموعة من أساليب التدريس الحديثة التي تعتمد على تقنيات جديدة وتراعي الفروق الفردية والاحتياجات الخاصة للمتعلمين. هذه الأساليب تهدف إلى جعل العملية التعليمية أكثر فعالية وتفاعلاً، وتعزز التفكير النقدي والإبداع لدى الطلاب. إليك بعض الأساليب الحديثة في التدريس:

 1. التعلم التعاوني (Collaborative Learning)

يعتبر التعلم التعاوني من الأساليب التي تشجع الطلاب على العمل معًا في مجموعات صغيرة لحل المشكلات أو إنجاز المهام التعليمية. هذا الأسلوب يعزز مهارات العمل الجماعي، التواصل، والتفكير النقدي، حيث يتعاون الطلاب لتبادل الأفكار والمعرفة.

 2. التعلم القائم على المشاريع (Project-Based Learning)

هذا الأسلوب يعتمد على إشراك الطلاب في مشروعات عملية تتطلب منهم البحث، التخطيط، والتنفيذ لحل مشكلة أو استكشاف فكرة معينة. يساعد هذا النهج على تعزيز القدرة على حل المشكلات والتعلم النشط، حيث يقوم الطلاب بتطبيق ما يتعلمونه في سياقات واقعية.

 3. التعلم المدمج (Blended Learning)

التعلم المدمج يجمع بين التعليم التقليدي في الفصول الدراسية والتعليم عبر الإنترنت. يُمكّن الطلاب من الوصول إلى الموارد التعليمية الرقمية ويتيح للمعلمين تخصيص الوقت في الصف للتفاعل والتوجيه المباشر. يساهم هذا الأسلوب في تعزيز استقلالية الطلاب في التعلم ويزيد من فرص التفاعل الشخصي مع المعلم.

 4. التعلم القائم على الألعاب (Gamification)

يقوم هذا الأسلوب على استخدام الألعاب أو عناصر الألعاب (مثل التحديات والمكافآت) في العملية التعليمية. يساعد هذا النهج على زيادة التحفيز لدى الطلاب، حيث تجعل الألعاب التعلم أكثر متعة وتشجع المشاركة الفعالة.

 5. التعلم القائم على الاستقصاء (Inquiry-Based Learning)

يشجع هذا الأسلوب الطلاب على طرح الأسئلة والبحث عن الإجابات من خلال الاستقصاء والبحث. الهدف هو تمكين الطلاب من تطوير مهارات البحث والاستكشاف، بدلاً من الاعتماد فقط على المعلومات الجاهزة. هذا النمط من التعليم يعزز التفكير النقدي والإبداع.

 6. التعلم المعكوس (Flipped Classroom)

في هذا النموذج، يقوم الطلاب بالدراسة في المنزل من خلال مشاهدة مقاطع الفيديو أو قراءة المواد التعليمية، ثم يأتون إلى الصف لمناقشة المفاهيم وحل التمارين تحت إشراف المعلم. يسمح هذا الأسلوب بتخصيص الوقت في الفصل للنقاشات العميقة والأنشطة التفاعلية.

 7. التعلم التفردي (Personalized Learning)

يركز هذا الأسلوب على تلبية الاحتياجات الفردية لكل طالب من خلال تقديم مسارات تعلم مخصصة وفقًا لمستواه واهتماماته. يتم ذلك عن طريق تحليل أداء الطالب وتقديم توصيات تعليمية مناسبة تعزز نقاط قوته وتحسن من نقاط ضعفه.

 8. التعلم القائم على المشكلات (Problem-Based Learning)

هذا الأسلوب يعتمد على تقديم مشكلة أو سيناريو حقيقي يواجه الطلاب، ويطلب منهم البحث وتحليل المعلومات للوصول إلى حل. هذا النهج يعزز مهارات التفكير التحليلي وحل المشكلات.

 9. التعلم باللعب (Play-Based Learning)

يرتكز هذا النهج على استخدام اللعب كوسيلة لتعلم الأطفال، خاصة في المراحل التعليمية المبكرة. يعزز التعلم باللعب القدرة على الابتكار والإبداع، ويعزز القدرات الاجتماعية والتواصلية.

تعكس أساليب التدريس الحديثة التحول نحو تعليم أكثر تفاعلاً ومرونة، يركز على احتياجات الطلاب الفردية ويعزز استقلالية المتعلم. باستخدام هذه الأساليب، يمكن تحسين جودة التعليم وزيادة مشاركة الطلاب وفعاليتهم في عملية التعلم.

 5.التحديات المعاصرة

رغم التطور الكبير في أساليب التدريس وعلوم التربية، تواجه المؤسسات التعليمية والمعلمون العديد من التحديات المعاصرة التي تؤثر على فعالية العملية التعليمية. تشمل هذه التحديات:

 1. التكنولوجيا والتعليم

على الرغم من أن التكنولوجيا قد حسنت من طرق التدريس، إلا أن هناك تحديات تتعلق بالقدرة على توظيفها بشكل فعال. عدم توفر البنية التحتية التقنية الكافية في بعض المناطق وصعوبة تكيف بعض المعلمين مع الأدوات الرقمية يمكن أن يعيق العملية التعليمية. كذلك، يجب التعامل مع التأثيرات السلبية لاستخدام التكنولوجيا مثل إدمان الشاشات وتشتيت الانتباه.

 2. الفجوة التعليمية

الاختلافات في مستويات التعليم والفرص بين الطلاب بسبب عوامل اجتماعية واقتصادية تمثل تحدياً كبيراً. الطلاب في المناطق الريفية أو المحرومة غالباً ما يفتقرون إلى الموارد الكافية، مثل الإنترنت أو المواد التعليمية، مما يؤثر على تحصيلهم الدراسي مقارنة بنظرائهم في المناطق الأكثر تقدماً.

 3. التنوع الثقافي واللغوي

الأنظمة التعليمية في العديد من البلدان تواجه تحديات التنوع الثقافي واللغوي. يتطلب هذا توفير مناهج تعليمية تتيح للطلاب من خلفيات مختلفة الاستفادة من التعليم بطريقة متساوية، مع احترام هوياتهم الثقافية ولغاتهم الأصلية.

 4. المناهج الدراسية التقليدية

رغم التطور الكبير في أساليب التدريس، لا تزال بعض المؤسسات التعليمية تعتمد على مناهج دراسية تقليدية لا تواكب احتياجات العصر. تعاني هذه المناهج من الجمود وعدم مرونة محتوياتها، مما يجعلها غير مناسبة في تنمية مهارات التفكير النقدي والإبداعي لدى الطلاب.

 5. التعليم المستمر والتدريب المهني

مع تسارع التغيرات في سوق العمل، يواجه التعليم العالي تحدي توفير تعليم مستمر ومناهج تدريبية تناسب احتياجات العصر. التغيرات السريعة في التكنولوجيا والاقتصاد تتطلب إعادة هيكلة وتحديث البرامج التعليمية بشكل مستمر لضمان تأهيل الطلاب للوظائف المستقبلية.

 6. الصحة النفسية والضغط الأكاديمي

ازدياد الضغط الأكاديمي والاهتمام بالتفوق قد أثّر بشكل ملحوظ على الصحة النفسية للطلاب. التعامل مع القلق والاكتئاب الناتج عن الضغط المدرسي يمثل تحديًا كبيرًا، ويحتاج النظام التعليمي إلى توفير دعم نفسي مناسب للطلاب.

 7. التحديات البيئية

الاستدامة والاهتمام بالقضايا البيئية أصبحت متطلباً ضرورياً في الوقت الحالي، ويجب دمجها بشكل أفضل في المناهج الدراسية. العديد من الأنظمة التعليمية تواجه صعوبات في جعل التعليم مستداماً ويعزز وعي الطلاب بالقضايا البيئية.

التحديات المعاصرة في التعليم وعلوم التربية تعكس تعقيدات العصر الذي نعيش فيه، وتتطلب حلولاً مبتكرة تتكيف مع التحولات التكنولوجية والاجتماعية والاقتصادية. التعامل مع هذه التحديات بشكل فعال يعتبر أساسياً لضمان تعليم عالي الجودة ومستدام للأجيال القادمة.

 6.أثر النهضة في علوم التربية

النهضة في علوم التربية أثرت بشكل عميق على النظم التعليمية والمجتمعات بطرق متعددة، وذلك من خلال التطورات الكبيرة التي شهدتها المناهج وطرق التدريس، إضافة إلى تأثير التكنولوجيا والتوجه نحو التعليم الشامل. وفيما يلي بعض الآثار الرئيسية لهذه النهضة:

 1. تحسين جودة التعليم

النهضة في علوم التربية ساهمت في تطوير المناهج الدراسية لتكون أكثر شمولاً وتنوعاً. التركيز أصبح أكثر على تنمية المهارات الحياتية والتفكير النقدي والإبداعي بدلاً من مجرد نقل المعلومات. هذا أدى إلى تحسين جودة التعليم بشكل عام وجعل التعليم أكثر توافقاً مع احتياجات العصر.

 2. توظيف التكنولوجيا في التعليم

التطورات في علوم التربية دفعت إلى الاستفادة من التكنولوجيا بشكل أكبر في الفصول الدراسية. الأدوات الرقمية مثل اللوحات التفاعلية، والتعلم عن بعد، والواقع الافتراضي أسهمت في تحسين تجربة التعلم وجعلها أكثر تفاعلية ومتاحة لعدد أكبر من الطلاب.

 3. التعليم المستمر

أثر النهضة في علوم التربية ظهر أيضاً في تعزيز مفهوم "التعليم مدى الحياة". لم يعد التعليم مقتصراً على المدارس والجامعات فحسب، بل أصبح جزءاً من التطوير الشخصي والمستمر. هذه الفلسفة تشجع الأفراد على الاستمرار في التعلم وتطوير مهاراتهم طوال حياتهم المهنية.

 4. التركيز على الطالب

إحدى أبرز التحولات التي حدثت في إطار النهضة في علوم التربية هي التركيز على احتياجات الطالب بشكل أكبر. بفضل البحوث في مجالات علم النفس التربوي وأساليب التدريس الحديثة، أصبح هناك إدراك أعمق لطرق تعلم الأفراد، مما أدى إلى تكييف المناهج والطرق لتتناسب مع قدرات واهتمامات الطلاب الفردية.

 5. تحقيق الشمولية والعدالة التعليمية

إحدى الأهداف الرئيسية للنهضة في علوم التربية هو تحقيق شمولية أكبر في التعليم. تم إدراج برامج ومناهج خاصة لدعم الفئات الضعيفة مثل ذوي الاحتياجات الخاصة والأقليات الثقافية واللغوية. هذا النهج يهدف إلى ضمان وصول جميع الأفراد إلى التعليم الجيد بغض النظر عن خلفياتهم أو ظروفهم.

 6. توسيع التخصصات والبرامج التعليمية

بفضل النهضة، تم توسيع نطاق التخصصات المتاحة في الأنظمة التعليمية، مع زيادة الاهتمام بالبرامج التي تتعلق بالتكنولوجيا، البيئة، الصحة، والتنمية المستدامة. أدى ذلك إلى إعداد الطلاب بشكل أفضل لمواجهة تحديات سوق العمل والتطورات العالمية.

أثر النهضة في علوم التربية ينعكس في العديد من الجوانب الإيجابية التي تعزز جودة وشمولية التعليم. من خلال تحسين المناهج، توظيف التكنولوجيا، وتعزيز التعليم المستمر، فإن النهضة تساهم في تطوير نظم تعليمية قادرة على تلبية متطلبات المستقبل، وتزويد الطلاب بالمهارات التي يحتاجون إليها في عالم متغير بسرعة.

7.الأبعاد الأساسية للنهضة في علوم التربية

النهضة في علوم التربية تتألف من مجموعة من الأبعاد التي تهدف إلى تطوير النظام التعليمي وجعله أكثر فعالية وتوافقًا مع متطلبات العصر. تشمل هذه الأبعاد:

 1. البعد المعرفي

التركيز على تطوير المناهج الدراسية والمحتوى التعليمي من خلال إدخال مفاهيم جديدة، وتعزيز التفكير النقدي، والإبداع، وحل المشكلات. يشمل هذا البعد أيضاً إدماج العلوم الحديثة والتكنولوجيا في العملية التعليمية لتعزيز القدرة على التعلم والتكيف مع التغيرات السريعة في المعرفة.

 2. البعد التكنولوجي

يُعنى باستخدام التكنولوجيا الحديثة كأداة أساسية في التعليم، مما يسهم في تحويل العملية التعليمية إلى تجربة أكثر تفاعلية وتكيفاً مع الاحتياجات الفردية للطلاب. من أبرز التقنيات المستخدمة في هذا الإطار التعلم عبر الإنترنت، اللوحات التفاعلية، والواقع الافتراضي، والتي تساهم في تحسين نتائج التعلم وتوفير فرص أكبر للوصول إلى التعليم.

 3. البعد النفسي

يركز هذا البعد على دراسة نفسية المتعلم والتفاعل بين الطالب والمعلم. يتم في هذا السياق تطبيق أساليب التعليم التي تراعي الفروق الفردية وتطور الذكاءات المتعددة. يشمل ذلك الاستفادة من علم النفس التربوي لفهم دوافع الطلاب وأساليب التعلم المختلفة، مما يسهم في تحسين العملية التعليمية.

 4. البعد الاجتماعي

يهتم بدور التعليم في تشكيل القيم الاجتماعية والثقافية، ويهدف إلى تعزيز الاندماج الاجتماعي والتعددية الثقافية من خلال التعليم. يُنظر إلى المدرسة كبيئة لتعليم الأجيال القادمة القيم الإنسانية مثل التسامح، والاحترام، والمواطنة، مما يسهم في بناء مجتمعات قوية ومستدامة.

خاتمة 

تُعد النهضة في علوم التربية ضرورة ملحة في عصرنا الحالي، حيث تواجه المجتمعات تحديات متزايدة تتطلب تعليماً متطوراً يواكب التغيرات السريعة في التكنولوجيا والاقتصاد والثقافة. من خلال تطوير المناهج، تبني أساليب تدريس حديثة، وتعزيز الابتكار في العملية التعليمية، يمكن للتربية أن تلعب دوراً محورياً في بناء أجيال قادرة على التفكير النقدي وحل المشكلات بطرق إبداعية. كما أن تحقيق المساواة في التعليم وتلبية احتياجات سوق العمل يعززان من قدرة الأفراد على المساهمة الفاعلة في تحقيق التنمية المستدامة. بالتالي، فإن النهضة في علوم التربية ليست مجرد خيار، بل هي حاجة أساسية لتحقيق التقدم المجتمعي والإنساني.

إقرا أيضا مقالات تكميلية

  • المنهج العلمي- مفهومه وخصائصه وأهميته  مدارس ومناهج . رابط
  • مفهوم المعاينة وطرقها في مقياس مدارس ومناهج . رابط
  • بحث حول العمليات الأساسية في المنهج العلمي . رابط
  • بحث حول التيار العقلاني و التجريبي علوم انسانية واجتماعية . رابط
  • بحث-مقارنة بين المناهج الكمية والنوعية . رابط
  • بحث-المنهج المدرسة الماركسية مدارس ومناهج . رابط
  • بحث-المنهج العلمي بين العلوم الإنسانية والطبيعية . رابط
  • بحث حول المنهج التجريبي مع المراجع . رابط
  • بحث حول منهج دراسة الحالة . رابط
  • بحث مفهوم البحث العلمي وخصائصه مدارس ومناهج . رابط
  • بحث منهج تحليل المضمون مدارس ومناهج . رابط
  • بحث حول المناهج الكيفية/النوعية . رابط
  • بحث المنهج في الفلسفة مدارس ومناهج . رابط
  • بحث المنهج الوصفي مدارس ومناهج . رابط
  • بحث المنهج في المدرسة الوضعية . رابط
  • المنهج في المدرسة الإسلامية. رابط
  • بحث المنهج التاريخي مدارس ومناهج . رابط
  • بحث الابستمولوجيا وإشكالية المنهج مدارس ومناهج . رابط
  • بحث حول التيار الفكري السلوكي . رابط
  • بحث حول مشكلات البحث العلمي في العلوم الانسانية و الاجتماعية . رابط
  • بحث على التفسير العقلي للتاريخ . رابط
  • بحث جامعي حول علاقة التربية بعلم الاجتماع . رابط
  • التيار الوجودي الفلسفة الوجودية مدارس ومناهج . رابط
  • بحث المنهج في العلوم الطبيعية  مدارس ومناهج . رابط
  • بحث بين العلم والمعرفة مدارس ومناهج . رابط
  • بحث المنهج العلمي في الحضارة الغربية الحديثة  مدارس ومناهج رابط
  • بحث  المنهج في المدرسة البنائية الوظيفية رابط

مراجع

1. جون ديوي. (1997). التربية كعملية.

2. جان بياجيه. (1980). علم النفس والطفولة.

3. إدوارد ثورندايك. (1927). مبادئ التربية.

4. كولبرغ، لورنس. (1984). نظرية التطور الأخلاقي.

5. ماير، بيتر. (2005). أساليب التدريس في القرن الواحد والعشرين.

6. فروبل، فريدريش. (2000). تربية الإنسان.

7. السعدني، عادل. (2012). التكنولوجيا والتربية.

8. زهران، أحمد. (2015). تطوير المناهج التعليمية.


تعليقات

محتوى المقال