القائمة الرئيسية

الصفحات

بحث حول أوضاع الخليج العربية وجزيرة العرب تحت الحكم العثماني

أوضاع الخليج العربية وجزيرة العرب تحت الحكم العثماني 

بحث حول أوضاع الخليج العربية وجزيرة العرب تحت الحكم العثماني

امتدت الدولة العثمانية على مدى عدة قرون، وكان لها تأثير كبير على مختلف المناطق التي حكمتها، بما في ذلك الخليج العربي وجزيرة العرب. خضعت هذه المناطق لسلطة العثمانيين منذ أوائل القرن السادس عشر حتى بداية القرن العشرين، وقد عرفت تلك الفترة بتغيرات اقتصادية واجتماعية وسياسية هامة.

 1. الوجود العثماني في الخليج العربي

 1. البداية

- الفتح العثماني: بدأ الوجود العثماني في الخليج العربي في أوائل القرن السادس عشر، عندما تمكنت الدولة العثمانية من السيطرة على المناطق الساحلية في البحر الأحمر والخليج. جاء ذلك في أعقاب معركة "مَجَان" عام 1535، حيث تمكن العثمانيون من إبعاد البرتغاليين عن السيطرة على طرق التجارة البحرية.

 2. الأسباب وراء السيطرة العثمانية

- الموقع الاستراتيجي: كان الخليج العربي يعتبر نقطة حيوية للتجارة بين الشرق والغرب، مما جعله محط أنظار العثمانيين. استهدف العثمانيون تعزيز نفوذهم في المنطقة لتأمين طرق التجارة وتأمين وصول السلع والموارد.

- مواجهة النفوذ الأوروبي: مع تزايد النفوذ البرتغالي والبريطاني في المنطقة، كانت السيطرة العثمانية ضرورية لمنع هذه القوى من السيطرة على التجارة البحرية.

 3. الإدارة العثمانية

- نظام الحكم: تم تقسيم الخليج العربي إلى ولايات (أو إيالات) تابعة للدولة العثمانية، كان لكل ولاية حاكم محلي يُعرف بـ"الباشا". كانت السلطة العثمانية في البداية مركزية، لكنها أعطت بعض الصلاحيات للحكام المحليين للتعامل مع القضايا الإدارية اليومية.

- التقسيم الإداري: شمل تقسيم الخليج العربي عدة ولايات، منها ولاية البصرة وولاية الكويت وولاية القطيف، حيث كان لكل ولاية خصائصها الاجتماعية والاقتصادية والسياسية.

 4. السيطرة العسكرية

- القوة العسكرية: أرسل العثمانيون قوات عسكرية لحماية الحدود والمصالح التجارية في الخليج، حيث كانت السفن الحربية تُستخدم لحماية القوافل التجارية والموانئ.

- التحالفات المحلية: عمل العثمانيون على تشكيل تحالفات مع بعض القبائل المحلية لتعزيز نفوذهم، حيث ساهمت هذه التحالفات في الحفاظ على الاستقرار النسبي في المنطقة.

 5. التحديات التي واجهتها السلطة العثمانية

- المنافسة الأوروبية: واجه العثمانيون تحديات كبيرة من البرتغاليين الذين حاولوا السيطرة على الطرق التجارية في المحيط الهندي والخليج، بالإضافة إلى البريطانيين الذين بدأوا في تأسيس نفوذهم في المنطقة.

- الانتفاضات المحلية: شهدت الفترة العثمانية بعض الانتفاضات ضد الحكم العثماني من قبل القبائل المحلية التي كانت تسعى لاستعادة استقلالها، ولكن العثمانيين غالبًا ما تمكنوا من قمع هذه الانتفاضات.

 6. التأثير الثقافي

- التبادل الثقافي: ساهمت السيطرة العثمانية في تعزيز التبادل الثقافي بين العرب والترك، حيث انتشرت اللغة والثقافة العثمانية في المنطقة.

- الإسلام: كانت هناك جهود من قبل العثمانيين للحفاظ على الأماكن المقدسة في الحجاز، مما ساعد في تعزيز الهوية الإسلامية في الخليج.

يُعتبر الوجود العثماني في الخليج العربي فترة مهمة في تاريخ المنطقة، حيث أثر هذا الحكم على الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية والسياسية. ومع التحديات التي واجهتها الدولة العثمانية، استطاعت أن تحافظ على استقرار نسبي في المنطقة لفترة طويلة، مما ساهم في تشكيل التفاعلات الثقافية والتجارية التي لا تزال آثارها قائمة حتى اليوم.

 2. الأوضاع الاقتصادية

 1. النشاط التجاري

- الموقع الاستراتيجي: كان الخليج العربي مركزًا حيويًا للتجارة بين الشرق والغرب، حيث كانت القوافل التجارية تمر عبره. وقد ساهمت السيطرة العثمانية في حماية هذه الطرق التجارية وتعزيز حركة التجارة.

- التجارة البحرية: برزت التجارة البحرية كمصدر رئيسي للاقتصاد في الخليج، حيث كانت السفن العثمانية تُستخدم لنقل السلع بين الموانئ العثمانية وموانئ الهند والشرق الأقصى.

 2. المنتجات الرئيسية

- السلع التقليدية: كانت هناك مجموعة متنوعة من السلع التي يتم تداولها، بما في ذلك التوابل، والحرير، والعطور، واللؤلؤ. وكانت منطقة الخليج مشهورة بإنتاج اللؤلؤ، مما جعله مصدر دخل كبير.

- الزراعة: بالإضافة إلى التجارة، كانت الزراعة تلعب دورًا مهمًا في الاقتصاد. كان يتم زراعة المحاصيل مثل التمر والقمح والشعير، خاصة في المناطق الداخلية مثل البصرة وعمان.

 3. الضرائب والإيرادات

- نظام الضرائب: فرضت الدولة العثمانية ضرائب على التجارة والمزارع، مما ساهم في تمويل الجيش والإدارة. كانت الضرائب تُجمع من التجار والمزارعين، مما أثر على مستوى دخلهم.

- الإيرادات الحكومية: ساهمت الإيرادات الناتجة عن التجارة والضرائب في دعم ميزانية الدولة العثمانية، مما سمح لها بتعزيز وجودها العسكري والسياسي في المنطقة.

 4. الاستثمارات

- البنية التحتية: قامت الدولة العثمانية باستثمار في البنية التحتية، مثل بناء الموانئ وتطوير الطرق، مما ساهم في تعزيز حركة التجارة وزيادة النشاط الاقتصادي.

- التجارة الدولية: زادت الاستثمارات في التجارة الدولية من قدرة المنطقة على الازدهار اقتصاديًا، مما ساهم في زيادة حجم التجارة بين الخليج والبلدان الأخرى.

 5. الأزمات الاقتصادية

- التحديات الاقتصادية: واجهت المنطقة عدة أزمات، بما في ذلك الجفاف والمجاعات، التي أثرت على الإنتاج الزراعي. كما تسببت المنافسة الأوروبية في إضعاف الاقتصاد المحلي.

- الأثر على السكان: كانت الأزمات الاقتصادية تؤدي إلى زيادة الفقر وتدهور مستوى المعيشة للسكان، مما أثر على الاستقرار الاجتماعي في بعض الأحيان.

 6. التغيرات في نهاية الفترة العثمانية

- التطورات الاقتصادية: مع اقتراب نهاية الحكم العثماني في أوائل القرن العشرين، بدأت تتغير الأوضاع الاقتصادية في المنطقة، خاصة مع ظهور اكتشاف النفط في بدايات القرن العشرين، مما شكل تحولًا جذريًا في الاقتصاد الخليجي.

تُظهر الأوضاع الاقتصادية في الخليج العربي تحت الحكم العثماني تنوعًا وتغيرًا كبيرًا. رغم التحديات التي واجهتها المنطقة، فإن التجارة والاقتصاد الزراعي كان لهما دور حيوي في تشكيل المجتمع الخليجي. ومع ذلك، أدت الأزمات الاقتصادية والمنافسة الخارجية إلى تغييرات كبيرة في هيكل الاقتصاد، والتي استمرت تأثيراتها حتى العصور الحديثة.

 3. الأوضاع الاجتماعية والثقافية

 1. التركيب الاجتماعي

- التنوع السكاني: تميزت منطقة الخليج بتنوعها السكاني، حيث تضم العرب، الفرس، الهنود، والعديد من المجموعات الأخرى. ساهم هذا التنوع في تشكيل مجتمع غني ثقافيًا واجتماعيًا.

- الطبقات الاجتماعية: كانت هناك طبقات اجتماعية متعددة، بما في ذلك التجار، الحرفيين، الفلاحين، ورجال الدين. كان التجار يشغلون مكانة مرموقة في المجتمع، بفضل ثرواتهم ونفوذهم.

 2. الهوية الثقافية

- اللغة والدين: كانت اللغة العربية والدين الإسلامي هما العنصرين الرئيسيين في تشكيل الهوية الثقافية في الخليج. استخدمت اللغة العربية في التعليم والأدب والدين، مما عزز من انتشارها.

- التعليم: اهتم العثمانيون بتطوير التعليم من خلال إنشاء المدارس والزوايا، حيث كانت تُدرس العلوم الدينية واللغوية. ساهم ذلك في رفع مستوى التعليم في المنطقة وزيادة الوعي الثقافي.

 3. الفنون والعمارة

- الفنون: تطورت الفنون في الخليج، حيث شملت الشعر، الرسم، والنحت. كانت الفنون تعكس التأثيرات الثقافية المتنوعة التي عاشها المجتمع.

- العمارة: عُرفت المنطقة ببناء المساجد والقصور الجميلة، التي تعكس العمارة العثمانية. كان للعمارة العثمانية تأثير كبير على تصميم المباني في الخليج.

 4. التقاليد والعادات

- العادات الاجتماعية: احتفظت المجتمعات في الخليج بعاداتها وتقاليدها الخاصة، مثل الأعراس والاحتفالات. كانت هذه التقاليد تعكس التاريخ والثقافة المحلية.

- المناسبات الدينية: كانت المناسبات الدينية مثل رمضان والأعياد تُحتفل بها بشكل كبير، حيث تجمع العائلات وتُقام الفعاليات والأنشطة الاجتماعية.

 5. التجارة والعلاقات الاجتماعية

- التجارة كمركز اجتماعي: كان النشاط التجاري يعتبر مركزًا اجتماعيًا، حيث يجتمع التجار ويتبادلون المعلومات والقصص. أسهمت الأسواق التقليدية في تعزيز العلاقات الاجتماعية بين أفراد المجتمع.

- الأسواق الشعبية: كانت الأسواق الشعبية تُمثل مكانًا للتفاعل الاجتماعي، حيث يتبادل الناس البضائع ويتعرفون على بعضهم البعض.

 6. التحديات الاجتماعية

- الاحتلال والتغيير: واجهت المجتمعات المحلية تحديات نتيجة للاحتلال والهيمنة العثمانية، مما أثر على العادات والتقاليد. كان هناك أيضًا تأثيرات من القوى الأوروبية التي بدأت تظهر في المنطقة.

- التغيرات الاقتصادية: أدت التغيرات الاقتصادية إلى تغييرات اجتماعية، حيث بدأ الفقر يتزايد في بعض المناطق، مما أثر على حياة السكان.

تُظهر الأوضاع الاجتماعية والثقافية في الخليج العربي تحت الحكم العثماني تنوعًا وثراءً. ساهمت الهوية الثقافية والدينية في تشكيل المجتمع، بينما كانت التجارة والنشاط الاجتماعي من العوامل الرئيسية في تفاعل الناس. ورغم التحديات التي واجهتها المنطقة، فإن العادات والتقاليد ظلت تشكل جزءًا مهمًا من الحياة اليومية في الخليج، مما ترك أثرًا دائمًا حتى العصور الحديثة.

 4. الأوضاع السياسية

 1. السلطة العثمانية

- الهيكل الإداري: كان الخليج العربي يُدار من خلال ولايات تابعة للدولة العثمانية، مثل ولاية البصرة وولاية الكويت. عُين حكام محليون (باشاوات) من قبل السلطنة، وكانوا يمثلون السلطة العثمانية في المنطقة.

- الولاء للحكم العثماني: رغم أن الحكام المحليين كانوا يتمتعون بسلطة واسعة في إدارة شؤون ولاياتهم، إلا أنهم كانوا ملزمين بالولاء للسلطة المركزية في إسطنبول. كان من الضروري تقديم التقارير والضرائب إلى الحكومة العثمانية.

 2. العلاقات مع القبائل

- التحالفات القبلية: نظمت العثمانيون تحالفات مع بعض القبائل المحلية لتعزيز نفوذهم، حيث تم التعاون معهم للحفاظ على الأمن والاستقرار في المنطقة.

- الانتفاضات القبلية: واجهت السلطة العثمانية تحديات من قبائل محلية تسعى لاستعادة استقلالها. على الرغم من أن العثمانيين غالبًا ما تمكنوا من قمع هذه الانتفاضات، إلا أن هذه الصراعات كانت تعكس التوترات القائمة.

 3. التنافس الإقليمي

- المنافسة الأوروبية: شهدت المنطقة تنافسًا كبيرًا بين القوى الأوروبية، مثل البرتغاليين والبريطانيين، الذين سعوا لتوسيع نفوذهم في الخليج. كان العثمانيون يحاولون مواجهة هذا التحدي من خلال تعزيز وجودهم العسكري.

- التحالفات مع القوى الأخرى: كان العثمانيون يسعون في بعض الأحيان لعقد تحالفات مع قوى محلية أو حتى مع بعض الدول الأوروبية لمواجهة تهديدات معينة.

 4. التأثيرات على الحكم المحلي

- الفساد وسوء الإدارة: في بعض الأحيان، أدت السلطة المركزية إلى ظهور الفساد وسوء الإدارة على مستوى الحكام المحليين، مما ساهم في زيادة التوترات بين السكان والحكام.

- حركات الإصلاح: استجابة لبعض هذه المشكلات، كانت هناك محاولات لإجراء إصلاحات إدارية وسياسية من قبل العثمانيين، لكن تأثيرها كان محدودًا في كثير من الأحيان.

 5. التحديات في نهاية الحكم العثماني

- الضغوط الداخلية والخارجية: مع اقتراب نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين، واجهت الدولة العثمانية ضغوطًا متزايدة من القوى الأوروبية، مما أثر على استقرار المنطقة.

- حركات الاستقلال: بدأت حركات الاستقلال تنمو في بعض المناطق، حيث سعت القبائل والمجتمعات المحلية إلى استعادة سيادتها.

تُظهر الأوضاع السياسية في الخليج العربي تحت الحكم العثماني تعقيدًا وتنوعًا. رغم أن العثمانيين نجحوا في الحفاظ على السلطة لفترة طويلة، إلا أنهم واجهوا تحديات متعددة من القوى المحلية والإقليمية. كانت العلاقات بين الحكام المحليين والسلطة المركزية تمثل محوريًا في إدارة الشؤون السياسية، بينما أدت التحديات الداخلية والخارجية إلى تغييرات مهمة في مسار المنطقة.

 5. جزيرة العرب

 1. التقسيم الإداري

- الولايات العثمانية: كانت جزيرة العرب تتألف من عدة ولايات عثمانية، منها ولاية الحجاز وولاية نجد وولاية اليمن. تم إدارة هذه الولايات من قبل حكام محليين يعينهم السلطان العثماني، حيث كان لكل ولاية خصائصها الجغرافية والسياسية.

- المراكز الإدارية: كانت مكة والمدينة بمثابة المراكز الدينية والسياسية في الحجاز، بينما كانت الرياض تعتبر مركزًا مهمًا في نجد.

 2. الأوضاع السياسية

- التحالفات القبلية: لجأت الدولة العثمانية إلى تشكيل تحالفات مع القبائل العربية لتعزيز سيطرتها، مما ساعد على الحفاظ على الاستقرار النسبي في المنطقة.

- الانتفاضات والمقاومة: شهدت جزيرة العرب عدة حركات مقاومة ضد الحكم العثماني، خاصة من القبائل التي كانت تسعى لاستعادة استقلالها. كانت هذه الانتفاضات تعكس التوترات بين الهوية القبلية والسلطة المركزية.

 3. الدين والأماكن المقدسة

- الحجاز كمركز ديني: كانت الحجاز، وخاصة مكة والمدينة، تحت السيطرة العثمانية، وكان العثمانيون يعتزون بحماية الأماكن المقدسة. كانت هذه المناطق تستقطب الحجاج من جميع أنحاء العالم الإسلامي.

- إدارة الحج: أُقيمت جهود كبيرة لتنظيم موسم الحج، حيث كانت الدولة العثمانية توفر الحماية للحجاج وتُعزز من خدمات النقل والإقامة.

 4. الاقتصاد

- النشاط التجاري: تأثرت جزيرة العرب بنشاط التجارة، حيث كانت مكة نقطة مهمة على طرق القوافل التجارية. كانت التجارة تشكل مصدر دخل رئيسي للعديد من القبائل.

- الزراعة: كان هناك اهتمام بالزراعة في بعض المناطق، لكن الظروف المناخية والصحراوية كانت تحد من الإنتاج الزراعي.

 5. التعليم والثقافة

- المؤسسات التعليمية: أسس العثمانيون مدارس ومؤسسات تعليمية في الحجاز، حيث كانت تُدرس العلوم الدينية واللغوية. ساهمت هذه المؤسسات في رفع مستوى التعليم بين السكان.

- الثقافة والفنون: كانت هناك تأثيرات ثقافية متنوعة في جزيرة العرب، حيث تفاعلت العادات والتقاليد العربية مع الثقافات الأخرى التي تواجدت في المنطقة.

 6. التحديات في نهاية الفترة العثمانية

- الحرب العالمية الأولى: مع اندلاع الحرب العالمية الأولى، بدأ تأثير الدولة العثمانية في جزيرة العرب في التراجع، حيث تشكلت حركات وطنية تطالب بالاستقلال.

- ظهور الحركة الوهابية: في القرن الثامن عشر، ظهرت الحركة الوهابية في نجد، التي سعت لتجديد الدين الإسلامي وتطبيق الشريعة بشكل صارم. على الرغم من أن الدولة العثمانية حاولت السيطرة على هذه الحركة، إلا أنها حققت نفوذًا كبيرًا في منطقة نجد.

تعتبر أوضاع جزيرة العرب تحت الحكم العثماني فترة غنية بالتغيرات الاجتماعية والسياسية والثقافية. ورغم محاولات العثمانيين للحفاظ على سيطرتهم، إلا أن المنطقة شهدت حركات مقاومة وتحديات متعددة. كانت الحجاز تُعتبر قلب العالم الإسلامي، مما جعلها محورًا للأحداث السياسية والدينية في تلك الفترة. ومع تراجع النفوذ العثماني، بدأت ملامح جديدة من الهوية العربية تتشكل، مما ساهم في تشكيل تاريخ المنطقة الحديث.

 6. التأثيرات اللاحقة

 1. تشكل الدول الحديثة

- استقلال الدول: بعد انهيار الدولة العثمانية في أوائل القرن العشرين، ظهرت حركات وطنية في جزيرة العرب، مما أدى إلى تشكيل دول حديثة. في عام 1932، تم تأسيس المملكة العربية السعودية تحت حكم الملك عبد العزيز آل سعود، مما أرسى أسس الدولة الحديثة.

- حدود سياسية جديدة: شهدت فترة ما بعد الحكم العثماني تغييرات كبيرة في الحدود السياسية، حيث تم رسم حدود جديدة وفقًا للمصالح الاستعمارية، مما أثر على التركيبة الاجتماعية والسياسية في المنطقة.

 2. الهوية الثقافية والدينية

- الهوية الوطنية: مع انتهاء الحكم العثماني، بدأت الهوية الوطنية تأخذ شكلًا أكثر وضوحًا، حيث أصبح العرب أكثر ارتباطًا بتراثهم الثقافي والديني.

- العودة إلى الجذور الدينية: كانت الحركة الوهابية قد عززت الهوية الدينية في نجد، مما أثر على بقية المناطق في جزيرة العرب، حيث بدأ التركيز على التعليم الديني وتطبيق الشريعة.

 3. التغيرات الاقتصادية

- اكتشاف النفط: في منتصف القرن العشرين، تم اكتشاف النفط في منطقة الخليج العربي، مما أدى إلى تغييرات جذرية في الاقتصاد. تحولت دول الجزيرة إلى اقتصادات تعتمد بشكل كبير على النفط، مما ساهم في تحقيق التنمية الاقتصادية السريعة.

- العلاقات التجارية الدولية: مع اكتشاف النفط، أصبحت دول الجزيرة تعتمد على التجارة الدولية، مما ساهم في تعزيز مكانتها على الساحة العالمية.

 4. التأثيرات الاجتماعية

- الهجرة والنزوح: أدى التحول الاقتصادي إلى هجرة الكثير من الأفراد إلى المدن بحثًا عن فرص عمل، مما أثر على التركيبة السكانية وأدى إلى ظهور طبقات اجتماعية جديدة.

- التعليم والتحديث: مع تشكيل الدول الحديثة، تم تعزيز التعليم وفتح الجامعات والمؤسسات التعليمية، مما ساهم في تحسين مستويات التعليم وزيادة الوعي الثقافي.

 5. السياسة الخارجية

- العلاقات الدولية: أصبحت دول جزيرة العرب، وخاصة المملكة العربية السعودية، تتبنى سياسات خارجية تعتمد على استراتيجيات جديدة للتعامل مع القوى الدولية. أصبحت النفط مصدر نفوذ كبير في العلاقات الدولية.

- دور القيادة الإسلامية: استمرت الحجاز، وخاصة مكة والمدينة، في لعب دور رئيسي في العالم الإسلامي، مما ساعد على تعزيز مكانتها كعاصمة دينية.

 6. التحديات المستقبلية

- الصراعات الداخلية: على الرغم من الاستقرار الذي شهدته بعض الدول، إلا أن هناك صراعات داخلية وأزمات سياسية واجتماعية مستمرة. التوترات القبلية والدينية لا تزال موجودة وتؤثر على الأمن والاستقرار في بعض المناطق.

- التحولات العالمية: التغيرات السياسية والاقتصادية العالمية تؤثر بشكل كبير على دول جزيرة العرب، مما يضعها في مواجهة تحديات جديدة تتعلق بالاستدامة والتنمية.

ترك الحكم العثماني تأثيرات عميقة على جزيرة العرب، من تشكيل الدول الحديثة إلى تغييرات في الهوية الثقافية والدينية والاقتصادية. كانت هذه التأثيرات تُعتبر جزءًا من تطور المنطقة نحو الحداثة، على الرغم من التحديات المستمرة التي تواجهها في الساحة السياسية والاجتماعية.

 خاتمة

  • تعتبر فترة الحكم العثماني في الخليج العربي وجزيرة العرب فترة حاسمة في تشكيل الهوية السياسية والاجتماعية والثقافية للمنطقة. على الرغم من التحديات التي واجهتها الدولة العثمانية، فإن تأثيراتها لا تزال واضحة حتى يومنا هذا. حيث ساهمت السيطرة العثمانية في تعزيز الروابط التجارية، وتطوير التعليم، وإدارة الأماكن المقدسة، مما شكل ملامح الحياة اليومية في تلك الفترة.

  • تجسد الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والسياسية تحت الحكم العثماني توازنًا دقيقًا بين السيطرة المركزية والتحالفات القبلية. في حين أثرت الحركة الوهابية والصراعات القبلية على هوية المنطقة، كان لاكتشاف النفط في القرن العشرين دورٌ كبير في تحويل مسار الدول العربية بعد انهيار الإمبراطورية العثمانية. 

  • ومع ظهور الدول الحديثة، شهدت جزيرة العرب تحولًا جذريًا في هوية سكانها، وأصبحت هذه الدول تلعب دورًا محوريًا في السياقين الإقليمي والدولي. ومع ذلك، تظل المنطقة تواجه تحديات جديدة في عصر الحداثة، تتطلب تفهمًا عميقًا لتاريخها وتأثيراتها المستمرة.

  • في النهاية، إن دراسة أوضاع الخليج العربي وجزيرة العرب تحت الحكم العثماني تسلط الضوء على التحولات التاريخية التي أثرت على الهوية الوطنية والشخصية الثقافية للمنطقة، مما يساعد في فهم واقعها المعاصر وآفاقها المستقبلية.

مراجع

1. الحكم العثماني في بلاد العرب  

   المؤلف: عبد الله العروي  /   الناشر: دار توبقال للنشر

2. تاريخ الخليج العربي  

   المؤلف: سعيد بن هلال الحارثي  /   الناشر: دار الكتب العلمية

3. موجز تاريخ الخليج العربي  

   المؤلف: حسين علي محفوظ  / الناشر: مركز دراسات الوحدة العربية

4. العرب في العهد العثماني  

   المؤلف: كمال الدين حسين  / الناشر: دار الفكر المعاصر

5. الحكم العثماني في بلاد الحجاز  

   المؤلف: محمد عزيز شكري  /   الناشر: دار الساقي

6. التجارة في الخليج العربي في العهد العثماني  

   المؤلف: علي محمد الصلابي  /   الناشر: مؤسسة الرسالة

7. تاريخ جزيرة العرب في العهد العثماني  

   المؤلف: غازي القصيبي  /   الناشر: دار الساقي

8. الحضارة الإسلامية في الجزيرة العربية  

   المؤلف: عمر عبد العزيز  /   الناشر: دار الجيل

9. التحولات الاجتماعية في الخليج العربي  

   المؤلف: عارف النايض  /  الناشر: مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية

10. الأوضاع الاقتصادية في الخليج العربي في العصر العثماني  

   المؤلف: محمد فتحي عبد الهادي  /  الناشر: المكتبة العصرية

11. تاريخ الحجاز في العهد العثماني  

   المؤلف: حسن عبد الله  /   الناشر: المكتبة الأكاديمية

12. جزيرة العرب في التاريخ الحديث  

   المؤلف: إحسان عباس  /   الناشر: دار العودة

13. العلاقات العثمانية مع الدول العربية  

   المؤلف: غازي محمد  /   الناشر: دار التقدم


تعليقات

محتوى المقال