القائمة الرئيسية

الصفحات

بحث حول علاقة الأنثروبولوجيا بالعلوم الأخرى

علاقة الأنثروبولوجيا بالعلوم الأخرى 

بحث حول علاقة الأنثروبولوجيا بالعلوم الأخرى

الأنثروبولوجيا هي علم يركز على دراسة الإنسان من جوانب متعددة، بما في ذلك ثقافته، وسلوكه، وتطوره. يحقق هذا العلم ارتباطات وثيقة مع العديد من العلوم الأخرى، مما يساهم في فهم شامل للإنسان والمجتمعات. في هذا البحث، سنتناول أبرز العلاقات بين الأنثروبولوجيا وبعض العلوم الأخرى.

1. علاقة الأنثروبولوجيا وعلم الاجتماع

تعتبر الأنثروبولوجيا وعلم الاجتماع من العلوم الاجتماعية التي تدرس الإنسان وسلوكياته، لكنهما يختلفان في مجالات تركيزهما وأساليب البحث التي يتبعانها. في ما يلي توضيح للعلاقة بينهما:

 1. موضوع الدراسة

- الأنثروبولوجيا: تركز الأنثروبولوجيا على دراسة الإنسان من جوانب متعددة تشمل الثقافات، والتقاليد، والسلوكيات عبر الزمن. تنقسم إلى فروع عدة، مثل الأنثروبولوجيا الثقافية، والأنثروبولوجيا البيولوجية، والأنثروبولوجيا اللغوية، مما يعطيها قدرة على فهم التنوع البشري بشكل شامل.

- علم الاجتماع: يهتم علم الاجتماع بدراسة العلاقات الاجتماعية والتفاعلات بين الأفراد والمجموعات في المجتمعات الحديثة. يركز على الظواهر الاجتماعية مثل القيم، والممارسات، والنظم الاجتماعية.

 2. الأساليب البحثية

- الأنثروبولوجيا: غالبًا ما تستخدم طرق البحث الكيفية، مثل الملاحظة والمشاركة والمقابلات العميقة، لجمع البيانات حول الثقافات والممارسات الإنسانية. تتطلب الأنثروبولوجيا أحيانًا العمل الميداني لفترات طويلة في المجتمعات المدروسة.

- علم الاجتماع: يميل إلى استخدام طرق بحث كمية، مثل الاستبيانات والاحصائيات، بالإضافة إلى الطرق الكيفية. يمكن أن يستخدم أيضًا أساليب تحليل البيانات لفهم التوجهات الاجتماعية.

 3. التركيز الزمني

- الأنثروبولوجيا: تهتم بدراسة التطورات الثقافية والاجتماعية عبر الزمن، بما في ذلك المجتمعات القديمة وكيف أثرت تلك الثقافات على المجتمعات الحديثة.

- علم الاجتماع: يركز بشكل أكبر على الظواهر الاجتماعية الحالية وكيف تتفاعل المجتمعات مع التغيرات المعاصرة.

 4. التركيز على الثقافة

- الأنثروبولوجيا: تعتبر الثقافة جزءًا جوهريًا من دراستها، حيث تدرس كيف تشكل الثقافات القيم والمعتقدات والسلوكيات.

- علم الاجتماع: بينما يتناول الثقافة، فإنه يهتم أيضًا بدراسة البنية الاجتماعية والطبقات الاجتماعية وتأثيرها على الأفراد والمجتمعات.

على الرغم من اختلاف مجالات التركيز والأساليب البحثية، إلا أن الأنثروبولوجيا وعلم الاجتماع يكملان بعضهما البعض. يمكن أن تساهم الأنثروبولوجيا في إثراء علم الاجتماع من خلال تقديم فهم أعمق للثقافات والتاريخ، بينما يمكن أن يقدم علم الاجتماع سياقات معاصرة تسهم في دراسة الأنثروبولوجيا. إن التعاون بين هذين المجالين يمكن أن يسهم في تقديم رؤى شاملة حول السلوك الإنساني والتفاعلات الاجتماعية.

 2. علاقة الأنثروبولوجيا وعلم النفس

تتداخل الأنثروبولوجيا وعلم النفس بشكل كبير، حيث كلاهما يهتم بدراسة الإنسان وسلوكه، ولكن من زوايا مختلفة. فيما يلي توضيح للعلاقة بينهما:

 1. موضوع الدراسة

- الأنثروبولوجيا: تركز على دراسة الإنسان في سياق ثقافاته وتاريخه وتنوعه. تستكشف كيف تؤثر العوامل الثقافية والاجتماعية على سلوك الأفراد ومعتقداتهم. تدرس الأنثروبولوجيا كيف تتفاعل الثقافات المختلفة وكيف تشكل بيئة الفرد.

- علم النفس: يركز على دراسة السلوكيات العقلية والعاطفية للأفراد. يهتم بفهم العمليات النفسية مثل التفكير، والإحساس، والعواطف، والدوافع، وكيف تؤثر هذه العمليات على سلوك الأفراد. 

 2. الطرق والأساليب البحثية

- الأنثروبولوجيا: تعتمد على أساليب بحث كيفية مثل الملاحظة والمشاركة والمقابلات. تستخدم هذه الأساليب لفهم السياقات الثقافية بشكل عميق، وغالبًا ما تتطلب البقاء في المجتمعات المدروسة لفترات طويلة.

- علم النفس: يستخدم مزيجًا من الأساليب الكيفية والكمية. تشمل أدوات البحث الاستبيانات، والتجارب النفسية، والمقابلات. يهدف إلى دراسة سلوك الأفراد في بيئات مختلفة وفهم الأسباب الكامنة وراء سلوكهم.

 3. التفاعل بين الثقافة والسلوك

- الأنثروبولوجيا: تبرز أهمية الثقافة في تشكيل الهوية والسلوك، مما يجعلها تدرس كيف تؤثر العوامل الثقافية في الصحة النفسية والعلاقات الإنسانية.

- علم النفس: يهتم بكيفية تأثير العوامل الثقافية على السلوك النفسي. يعترف بأن الثقافة تلعب دورًا في فهم الأمراض النفسية وكيفية التعامل معها. 

 4. فهم الفرد والجماعة

- الأنثروبولوجيا: تحلل سلوك الأفراد في سياق مجتمعاتهم وثقافاتهم، مما يساهم في فهم الديناميات الاجتماعية.

- علم النفس: يركز على الأفراد، لكن يتضمن أيضًا دراسة الجماعات والتفاعلات الاجتماعية. يمكن أن تستفيد من الرؤى الأنثروبولوجية لفهم تأثير السياقات الثقافية على سلوك الأفراد.

يمكن اعتبار الأنثروبولوجيا وعلم النفس مجالين متكاملين. حيث تساهم الأنثروبولوجيا في توفير السياق الثقافي لفهم السلوك البشري، بينما يقدم علم النفس أدوات لفهم العمليات العقلية والعاطفية التي تؤثر على الأفراد. هذا التعاون بين التخصصين يمكن أن يوفر رؤى شاملة حول كيفية تأثير الثقافة على السلوك النفسي، مما يثري كلا المجالين.

 3. علاقة الأنثروبولوجيا والتاريخ

تتداخل الأنثروبولوجيا والتاريخ بشكل كبير، حيث يساهم كل منهما في فهم تطور الثقافات والمجتمعات البشرية. وفيما يلي توضيح للعلاقة بينهما:

 1. موضوع الدراسة

- الأنثروبولوجيا: تهتم بدراسة الإنسان في سياق ثقافاته، وعاداته، وتقاليده، وتنوعه البيولوجي. تركز الأنثروبولوجيا على فهم كيفية تفاعل الأفراد مع بيئاتهم الاجتماعية والثقافية، وكيف تشكل تلك التفاعلات سلوكياتهم.

- التاريخ: يركز على دراسة الأحداث والتغيرات الزمنية في المجتمعات البشرية. يهدف التاريخ إلى فهم كيف أثرت الأحداث التاريخية الكبرى (مثل الحروب، والثورات، والتحولات السياسية) على تطور الثقافات والمجتمعات.

 2. الطرق والأساليب البحثية

- الأنثروبولوجيا: تستخدم أساليب بحث كيفية، مثل الملاحظة والمشاركة، والدراسات الميدانية. تحلل البيانات الثقافية والسلوكية من خلال الملاحظة المباشرة والمقابلات مع الأفراد.

- التاريخ: يعتمد بشكل أساسي على المصادر التاريخية مثل الوثائق، والمخطوطات، والشهادات الشفوية. يقوم المؤرخون بتحليل الأحداث التاريخية من خلال دراسة الوثائق والتقارير القديمة.

 3. فهم التطور الثقافي

- الأنثروبولوجيا: تعنى بدراسة التطور الثقافي على مر الزمن، وتستكشف كيف تؤثر التغيرات الاجتماعية والبيئية على الثقافات.

- التاريخ: يقدم سردًا للأحداث التاريخية التي شكلت المجتمعات، مما يساعد على فهم العوامل الثقافية والاجتماعية التي ساهمت في تلك التغيرات.

 4. السياق الزمني

- الأنثروبولوجيا: غالبًا ما تستخدم مفهوم "الزمن الثقافي" لفهم كيف تتغير الثقافات ببطء على مر الزمن، وكيف يتم نقل العادات والتقاليد عبر الأجيال.

- التاريخ: يعتبر الزمن عاملًا محوريًا، حيث يدرس كيف تؤثر الأحداث التاريخية على تطور المجتمعات، ويعتمد على ترتيب الأحداث في سياق زمني محدد.

تظهر العلاقة بين الأنثروبولوجيا والتاريخ أهمية كليهما في فهم التجربة البشرية. حيث تقدم الأنثروبولوجيا رؤى عميقة حول التفاعل الثقافي والاجتماعي، بينما يوفر التاريخ سياقًا زمنيًا لفهم تلك التفاعلات. من خلال دمج الرؤى من كلا المجالين، يمكن تحقيق فهم أكثر شمولاً لتطور المجتمعات والثقافات البشرية عبر الزمن.

 4.علاقة الأنثروبولوجيا و الاقتصاد

تتداخل الأنثروبولوجيا والاقتصاد في العديد من الجوانب، حيث يسهم كل منهما في فهم الأنظمة الاقتصادية والثقافية التي تشكل سلوك الأفراد والمجتمعات. فيما يلي توضيح لعلاقة الأنثروبولوجيا والاقتصاد:

 1. موضوع الدراسة

- الأنثروبولوجيا: تدرس الأنثروبولوجيا الإنسان وسلوكياته في سياقات ثقافية متنوعة، بما في ذلك كيفية إنتاج الموارد، وتوزيعها، واستخدامها. تُظهر الأنثروبولوجيا كيف تؤثر القيم والمعتقدات الثقافية على الأنشطة الاقتصادية والسلوكيات المتعلقة بالاقتصاد.

- الاقتصاد: يركز على دراسة كيفية توزيع الموارد المحدودة لتحقيق أقصى قدر من الفائدة. يتعامل مع مفاهيم مثل العرض والطلب، وأسعار السوق، ونماذج الإنتاج.

 2. الأساليب البحثية

- الأنثروبولوجيا: تستخدم طرق البحث النوعية مثل الملاحظة والمشاركة، والدراسات الميدانية لفهم كيفية تشكيل العوامل الثقافية للسلوك الاقتصادي. تقوم الأنثروبولوجيا بدراسة المجتمعات من خلال التفاعل المباشر مع الأفراد، مما يتيح فهمًا عميقًا للعمليات الاقتصادية في سياقها الثقافي.

- الاقتصاد: يعتمد بشكل أكبر على التحليل الكمي والنماذج الاقتصادية. يستخدم الاقتصاديون البيانات الإحصائية والنماذج الرياضية لتحليل سلوكيات السوق والتنبؤ بالاتجاهات الاقتصادية.

 3. فهم الأنظمة الاقتصادية

- الأنثروبولوجيا: تقدم رؤى حول الأنظمة الاقتصادية غير التقليدية مثل الاقتصاد غير الرسمي، والتجارة التقليدية، والعلاقات الاقتصادية داخل المجتمعات المحلية. تساهم في فهم كيف تتداخل الثقافة والقيم الاجتماعية مع الاقتصاد.

- الاقتصاد: يساعد في تحليل الأنظمة الاقتصادية السائدة، مثل الرأسمالية والاشتراكية، وكيف تؤثر السياسات الاقتصادية على المجتمعات.

 4. التغيرات الاقتصادية

- الأنثروبولوجيا: تبحث في تأثير التغيرات الاقتصادية العالمية، مثل العولمة، على الثقافات المحلية وكيف تؤثر هذه التغيرات على سلوكيات الأفراد.

- الاقتصاد: يدرس آثار السياسات الاقتصادية والتغيرات في السوق على الأداء الاقتصادي للمجتمعات.

تظهر العلاقة بين الأنثروبولوجيا والاقتصاد أهمية فهم الأنظمة الاقتصادية في سياقاتها الثقافية. من خلال دمج الرؤى من كلا المجالين، يمكن تحقيق فهم أعمق لكيفية تشكيل العوامل الثقافية والسلوكية للقرارات الاقتصادية، مما يعزز القدرة على التعامل مع التحديات الاقتصادية والاجتماعية المعقدة في المجتمعات المعاصرة.

 5. علاقة الأنثروبولوجيا وعلم الإنسان

تُعتبر الأنثروبولوجيا وعلم الإنسان مرتبطتين بشكل وثيق، حيث يساهم كل منهما في فهم مختلف جوانب الحياة الإنسانية. وفيما يلي توضيح لهذه العلاقة:

 1. التعريف والمجالات

- الأنثروبولوجيا: تُعرف بأنها دراسة الإنسان من زوايا متعددة، بما في ذلك الثقافة، والسلوك، والتاريخ، والتنوع البيولوجي. تتناول الأنثروبولوجيا الأبعاد الثقافية والاجتماعية والسياسية والاقتصادية لحياة الإنسان، وتدرس كيف تشكل الثقافات المختلفة القيم والعادات والسلوكيات.

- علم الإنسان: يُعنى بدراسة الإنسان في جميع جوانبه، ويشمل مجالات متعددة مثل علم النفس، وعلم الاجتماع، والأنثروبولوجيا، والبيولوجيا. يهدف علم الإنسان إلى فهم الإنسان ككائن حي وكيف يتفاعل مع بيئته ويدرس تطور الإنسان عبر العصور.

 2. التداخل والتعاون

- التداخل: تعمل الأنثروبولوجيا وعلم الإنسان معًا لفهم الإنسان بشكل شامل. تساهم الأنثروبولوجيا في تقديم رؤى ثقافية وتاريخية تعزز فهم الإنسان، بينما يوفر علم الإنسان إطارًا نظريًا وعلميًا لدراسة هذه الجوانب.

- التعاون: يقوم الباحثون في كلا المجالين بتبادل المعرفة والطرق البحثية. على سبيل المثال، يمكن للأنثروبولوجيين استخدام الأدوات النفسية لفهم السلوكيات الثقافية، بينما يمكن لعلماء النفس دراسة تأثير الثقافة على العواطف والسلوكيات الفردية.

 3. البحث والدراسة

- الأنثروبولوجيا: تعتمد على البحث الميداني والدراسات الثقافية لفهم المجتمعات والتنوع البشري. تتضمن طرق البحث مثل الملاحظة والمشاركة، والبحث الوصفى.

- علم الإنسان: يستخدم مجموعة متنوعة من المنهجيات، بما في ذلك الدراسات التجريبية، والاستقصاءات، والنماذج النظرية لفهم التفاعلات الإنسانية والعوامل المؤثرة فيها.

 4. التركيز على القضايا الاجتماعية

- الأنثروبولوجيا: تدرس القضايا الاجتماعية المعقدة مثل الهوية الثقافية، والتمييز، والصراعات الثقافية. تركز على كيف تؤثر هذه القضايا على المجتمعات.

- علم الإنسان: يتناول القضايا الاجتماعية من منظور شامل، حيث يدرس كيف تؤثر العوامل الاجتماعية والنفسية والبيئية على سلوك الأفراد.

تشترك الأنثروبولوجيا وعلم الإنسان في هدفهما لفهم الإنسان بشكل شامل، من خلال استكشاف مختلف الجوانب الثقافية والاجتماعية والنفسية. يسهم التعاون بين هذين المجالين في إثراء المعرفة الإنسانية وتطوير الأبحاث التي تعالج التحديات الاجتماعية والثقافية في العالم المعاصر.

 6. علاقة الأنثروبولوجيا وعلم الآثار

علاقة الأنثروبولوجيا وعلم الآثار

تُعتبر الأنثروبولوجيا وعلم الآثار من المجالات العلمية المتداخلة التي تساهم في فهم تطور الإنسان والثقافة عبر الزمن. إليك تفاصيل العلاقة بينهما:

 1. التعريف والمجالات

- الأنثروبولوجيا: تُعنى بدراسة الإنسان ككائن ثقافي واجتماعي، بما في ذلك دراسة الأعراف والتقاليد والقيم والممارسات الثقافية. تشمل الأنثروبولوجيا أيضًا دراسة التطور البشري من الجوانب الاجتماعية والبيئية.

- علم الآثار: هو دراسة الممارسات الثقافية والأنشطة البشرية من خلال تحليل الآثار المادية التي خلفها الإنسان، مثل الأدوات، والهياكل، والأعمال الفنية. يسعى علم الآثار إلى فهم الحياة اليومية والممارسات الثقافية في المجتمعات القديمة.

 2. التداخل والتعاون

- التداخل: يركز كل من الأنثروبولوجيا وعلم الآثار على دراسة الثقافة البشرية، لكن الأنثروبولوجيا تهتم بدراسة المجتمعات الحديثة والمعاصرة، بينما يركز علم الآثار على المجتمعات السابقة. يمكن للأنثروبولوجيين استخدام البيانات الأثرية لفهم تطور الثقافات عبر الزمن.

- التعاون: غالبًا ما يعمل الأنثروبولوجيون وعلماء الآثار معًا في الأبحاث والدراسات الميدانية، حيث يسهم كل منهما برؤى مختلفة. يساعد هذا التعاون في تقديم صورة شاملة عن تطور الإنسان والثقافة.

 3. البحث والدراسة

- الأنثروبولوجيا: تعتمد على طرق البحث النوعية مثل الملاحظة والمقابلات والدراسات الثقافية. يمكن للأنثروبولوجيين دراسة مجتمعات معاصرة وتحليل تأثير الثقافة على سلوك الأفراد.

- علم الآثار: يعتمد على الأساليب الكمية والنوعية، مثل الحفريات وتحليل العينات. يقوم علماء الآثار بتوثيق الآثار وتحليلها لفهم الأنشطة الإنسانية والتطور الثقافي.

 4. الفهم التاريخي

- الأنثروبولوجيا: تستخدم الأدلة التاريخية والثقافية لفهم كيف شكلت الممارسات الاجتماعية والثقافية المجتمعات.

- علم الآثار: يوفر أدلة مادية تكمل الفهم الأنثروبولوجي. من خلال دراسة الآثار، يمكن للعلماء استنتاج أنماط الحياة والاقتصاد والدين في الثقافات القديمة.

تعزز العلاقة بين الأنثروبولوجيا وعلم الآثار من فهمنا للبشرية وتاريخها. من خلال التعاون والتبادل المعرفي بين هذين المجالين، يمكننا تحقيق فهم أعمق للثقافات والتفاعلات البشرية عبر الزمن، مما يسهم في إثراء المعرفة حول الهوية الإنسانية وتطورها.

 7. علاقة الأنثروبولوجيا و اللغويات

تعتبر العلاقة بين الأنثروبولوجيا واللغويات من المجالات البحثية الهامة التي تسعى لفهم الإنسان من زوايا متعددة. حيث يرتبط هذان الحقلان بعمق في دراسة الثقافة والتواصل الإنساني. إليك تفصيل العلاقة بينهما:

 1. التعريف والمجالات

- الأنثروبولوجيا: تُعنى بدراسة الإنسان ككائن اجتماعي وثقافي، وتستكشف كيف تتشكل المجتمعات، الأعراف، والعادات. تشمل الأنثروبولوجيا أيضًا دراسة الهوية الثقافية وكيفية تأثير العوامل البيئية والاجتماعية على الثقافة.

- اللغويات: تهتم بدراسة اللغة كنظام تواصلي. تشمل دراسة التركيب، المعاني، الأصوات، واستخدام اللغة في السياقات الاجتماعية والثقافية. تهدف اللغويات إلى فهم كيفية تطور اللغة وعلاقتها بالهوية والثقافة.

 2. التداخل والتعاون

- التداخل: تدرس الأنثروبولوجيا اللغوية كيفية استخدام اللغة في المجتمعات والثقافات المختلفة. من خلال فهم كيفية تفاعل اللغة مع الهويات الثقافية، يمكن للأنثروبولوجيين الحصول على رؤى أعمق حول القيم والتقاليد والعلاقات الاجتماعية.

- التعاون: غالبًا ما يعمل علماء الأنثروبولوجيا واللغويون معًا في مجالات مثل الأنثروبولوجيا اللغوية، حيث يجمعون بين الأساليب البحثية من كلا الحقلين. تساعد هذه التعاونات في تحليل البيانات اللغوية في سياق ثقافي.

 3. البحث والدراسة

- الأنثروبولوجيا: تعتمد على أساليب البحث النوعية مثل الملاحظة والمقابلات لفهم كيف يتم استخدام اللغة في الحياة اليومية. تركز على كيفية تشكيل اللغة للعلاقات الاجتماعية والهويات الثقافية.

- اللغويات: تستخدم مجموعة متنوعة من الأساليب، بما في ذلك التحليل الكمي والنوعي. تسعى اللغويات إلى دراسة أنماط الاستخدام اللغوي، وتطوير القواعد، وفهم كيف تؤثر اللغة على التفكير والسلوك.

 4. الفهم الثقافي

- الأنثروبولوجيا: تساعد في فهم كيف تُعبر اللغة عن القيم الثقافية والمعتقدات. تعكس اللغة العادات والتقاليد، وتعتبر أداة مهمة لنقل التراث الثقافي.

- اللغويات: توفر أدوات لفهم كيف تؤثر اللغة على التفكير والسلوك. يمكن أن تكشف الدراسات اللغوية عن الأنماط الثقافية وكيفية تأثيرها على التواصل.

تعزز العلاقة بين الأنثروبولوجيا واللغويات من فهمنا للإنسان والثقافة. من خلال دراسة كيفية استخدام اللغة في السياقات الثقافية، يمكن للعلماء أن يحققوا رؤى أعمق حول الهوية والتفاعل الاجتماعي. هذا التفاعل بين اللغتين الثقافية واللغوية يعزز من دراسة التجارب الإنسانية وتنوعها.

 خاتمة  

  • تعتبر الأنثروبولوجيا علماً متعدد الأبعاد، حيث تبرز علاقاتها الوطيدة مع العديد من العلوم الأخرى مثل علم الاجتماع، وعلم النفس، والتاريخ، والاقتصاد، واللغويات. تتيح هذه العلاقات للأنثروبولوجيا أن تقدم رؤى شاملة حول طبيعة الإنسان، وتفاعلاته الاجتماعية، وتنوع ثقافاته. 

  • من خلال تعاون الأنثروبولوجيين مع مختصين من مجالات مختلفة، يتمكن الباحثون من تطوير مفاهيم وأطر جديدة لفهم الظواهر الاجتماعية والثقافية. فعلى سبيل المثال، تساهم الأنثروبولوجيا في دراسة التأثيرات الثقافية على سلوك الأفراد كما في علم النفس، وتساهم في تحليل العلاقات الاجتماعية ضمن المجتمعات المختلفة مثلما يفعل علم الاجتماع.

  • بذلك، تسهم الأنثروبولوجيا في تعزيز الفهم المتبادل بين مختلف المجالات الأكاديمية، مما يسهل فهم التعقيدات التي يواجهها البشر في سياقاتهم المتنوعة. وبالتالي، فإن العلاقة بين الأنثروبولوجيا والعلوم الأخرى تعكس أهمية التكامل المعرفي في دراسة الإنسان والمجتمعات، مما يمهد الطريق لفهم أعمق وأكثر دقة لتجارب الحياة البشرية.

إقرأ أيضا مقالات تكميلية

  • ماهي الأنثروبوبلوجيا . رابط
  • بحث حول الانثروبولوجيا الاجتماعية وعلم الاجتماع . رابط
  • الانثروبولوجيا الاثرية . رابط
  • من الأنثروبولوجيا الى الانثروبولوجيا . رابط
  • ماهية علم الاجتماع ؟ . رابط
  • مجالات علم الاجتماع . رابط
  • بحث حول رواد علم الاجتماع . رابط
  • بحث حول المفاهيم الأساسية في علم الاجتماع . رابط
  • بحث حول علم الاجتماع والمنهج العلمي . رابط
  • المنهج العلمي- مفهومه وخصائصه وأهميته  مدارس ومناهج . رابط
  • مفهوم المعاينة وطرقها في مقياس مدارس ومناهج . رابط
  • بحث حول العمليات الأساسية في المنهج العلمي . رابط
  • بحث حول التيار العقلاني و التجريبي علوم انسانية واجتماعية . رابط
  • بحث-مقارنة بين المناهج الكمية والنوعية . رابط
  • بحث-المنهج المدرسة الماركسية مدارس ومناهج . رابط
  • بحث-المنهج العلمي بين العلوم الإنسانية والطبيعية . رابط
  • بحث حول المنهج التجريبي مع المراجع . رابط
  • بحث حول منهج دراسة الحالة . رابط
  • بحث مفهوم البحث العلمي وخصائصه مدارس ومناهج . رابط
  • بحث منهج تحليل المضمون مدارس ومناهج . رابط
  • بحث حول المناهج الكيفية/النوعية . رابط
  • بحث المنهج في الفلسفة مدارس ومناهج . رابط
  • بحث المنهج الوصفي مدارس ومناهج . رابط
  • بحث المنهج في المدرسة الوضعية . رابط
  • المنهج في المدرسة الإسلامية. رابط
  • بحث المنهج التاريخي مدارس ومناهج . رابط
  • بحث الابستمولوجيا وإشكالية المنهج مدارس ومناهج . رابط
  • بحث حول التيار الفكري السلوكي . رابط

مراجع 

1. الأنثروبولوجيا الثقافية  

   تأليف: عادل زكريا

2. مدخل إلى الأنثروبولوجيا الاجتماعية  

   تأليف: عبد الرحمن بن عيسى

3. الأنثروبولوجيا وعلم الاجتماع: دراسة مقارنة  

   تأليف: محمود عوض

4. الأنثروبولوجيا وعلم النفس: العلاقة والتداخل  

   تأليف: ليلى الشامي

5. الأنثروبولوجيا والتاريخ  

   تأليف: أحمد الرفاعي

6. الأنثروبولوجيا والاقتصاد: نظريات وتطبيقات  

   تأليف: فؤاد الطه

7. علم الإنسان: مبادئ الأنثروبولوجيا  

   تأليف: سعيد العزوزي

8. الأنثروبولوجيا والآثار  

   تأليف: هالة سعيد

9. الأنثروبولوجيا واللغويات: دراسة تداخلية  

   تأليف: مريم الجمل

10. الأنثروبولوجيا الطبية: دراسة الأنثروبولوجيا الصحية  

    تأليف: سامي عبد الله

11. مدخل إلى الأنثروبولوجيا اللغوية  

    تأليف: حسن مكي

12. الأنثروبولوجيا وعلم الحفريات  

    تأليف: نبيل السعدي


تعليقات

محتوى المقال