القائمة الرئيسية

الصفحات

بحث حول ألبرت أينشتاين-العالم الفيزيائي الذي غير مفاهيمنا عن الكون

ألبرت أينشتاين

بحث حول ألبرت أينشتاين-العالم الفيزيائي الذي غير مفاهيمنا عن الكون

ألبرت أينشتاين، أحد أعظم العقول في تاريخ العلوم، كان له تأثير عميق على فهمنا للكون من خلال نظرياته الرائدة في الفيزياء. وُلد في 14 مارس 1879 في أولم، ألمانيا، وبدأ مسيرته العلمية التي غيرت مسار الفيزياء والعلم بشكل عام.

1. حياة ألبرت أينشتاين المبكرة وتعليمه

ألبرت أينشتاين، أحد أعظم العقول في تاريخ العلوم، كان له تأثير عميق على فهمنا للكون من خلال نظرياته الرائدة في الفيزياء. وُلد في 14 مارس 1879 في أولم، ألمانيا، وبدأ مسيرته العلمية التي غيرت مسار الفيزياء والعلم بشكل عام.

 1. حياة ألبرت أينشتاين المبكرة وتعليمه

أينشتاين نشأ في ألمانيا ودرس في معهد البوليتكنيك في زيورخ، سويسرا، حيث حصل على درجة في الرياضيات والفيزياء. رغم أنه لم يكن من المتفوقين أكاديمياً، إلا أن اهتمامه العميق بالعلوم دفعه إلى تحقيق إنجازات غير مسبوقة في مجالات متعددة.

 2. نظرية النسبية الخاصة

في عام 1905، نشر أينشتاين مقاله الشهير حول نظرية النسبية الخاصة. هذه النظرية قدمت مفهوم الزمن والمكان ككيان واحد يُسمى "الزمكان"، وأدت إلى معادلة شهيرة:

، التي تُعبر عن العلاقة بين الكتلة والطاقة. أحدثت هذه النظرية ثورة في فهمنا للفيزياء من خلال تقديم مفاهيم جديدة حول كيفية تعامل الأجسام مع السرعة والوقت.

 3. نظرية النسبية العامة

في عام 1915، قدم أينشتاين نظرية النسبية العامة التي توسعت لتشمل تأثير الجاذبية. هذه النظرية وضحت كيف أن الجاذبية ليست قوة تقليدية بل هي نتيجة لانحناء الزمكان بفعل الكتلة. تنبأت النسبية العامة بوجود الثقوب السوداء، وتفسير حركة الكواكب حول الشمس، وكانت أساسًا لتطور العديد من الأبحاث الفلكية الحديثة.

 4. إنجازات أخرى

أينشتاين ساهم أيضًا في تطوير ميكانيكا الكم، وقدم تفسيرًا لتأثير الأثر الكهروضوئي، والذي كان دليلاً حاسماً على صحة نظرية الكم. حصل على جائزة نوبل في الفيزياء عام 1921 تقديراً لهذا العمل.

 5. تأثيره وإرثه

ألبرت أينشتاين لم يكن مجرد عالم، بل كان أيضًا ناشطًا اجتماعيًا ومفكرًا فلسفيًا. قدم مساهمات هامة في قضايا السلام وحقوق الإنسان، وعُرف بآرائه الإنسانية والاشتراكية. إرثه العلمي لا يزال حياً من خلال الأبحاث المستمرة في الفيزياء والفلك، ويُعتبر مصدر إلهام للأجيال القادمة من العلماء.

 6. حياته الأخيرة ووفاته

توفي ألبرت أينشتاين في 18 أبريل 1955 في برينستون، نيو جيرسي، بعد حياة مليئة بالاكتشافات والابتكارات. على الرغم من رحيله، فإن أفكاره ونظرياته تستمر في التأثير على كيفية فهمنا للكون.

ألبرت أينشتاين هو واحد من أعظم العلماء في التاريخ، وقد غيرت أعماله فهمنا للفيزياء والكون بشكل جذري. من خلال نظرياته الرائدة في النسبية والكم، أثبت أينشتاين أن التفكير الثاقب والمثابرة يمكن أن يؤديان إلى اكتشافات غير مسبوقة تؤثر بشكل كبير على العلم والمجتمع. إرثه العلمي والفلسفي يظل مصدر إلهام للأجيال المستقبلية، ويعكس قوة العقل البشري في تجاوز حدود المعرفة.

 2. نظرية النسبية الخاصة

ألفرد أينشتاين قدم نظرية النسبية الخاصة في عام 1905، وقد كانت واحدة من أهم التطورات في الفيزياء الحديثة. نظرية النسبية الخاصة أحدثت ثورة في فهمنا للزمان والمكان، وأسست لأسس جديدة في فيزياء الجسيمات والحركة.

المبادئ الأساسية

1. ثبات سرعة الضوء: 

تنص النظرية على أن سرعة الضوء في الفراغ هي ثابتة وغير متغيرة، بغض النظر عن حركة المصدر أو المراقب. هذا يعني أن سرعة الضوء هي 299,792 كيلومترًا في الثانية، وهي قيمة ثابتة في جميع الظروف.

2. النسبية:

 تنص النظرية على أن القوانين الفيزيائية هي نفسها لجميع المراقبين، بغض النظر عن السرعة التي يتحركون بها. بمعنى آخر، لا يوجد إطار مرجعي متميز يمكن قياس الحركة بالنسبة له، والجميع يمكنهم استخدام نفس القوانين الفيزيائية في إطارهم المرجعي.

3. تمدد الزمن وانكماش الطول: 

وفقًا للنسبية الخاصة، فإن الزمن يمكن أن يتباطأ بالنسبة للمراقبين الذين يتحركون بسرعة نسبية عالية. هذا يعني أن ساعة متحركة بسرعة قريبة من سرعة الضوء ستبطيء في الزمن مقارنة بساعة ثابتة. كما أن الأجسام المتحركة بسرعة عالية ستظهر قصيرة في الاتجاه الذي تتحرك فيه مقارنة بمراقب ثابت.

أحد الأجزاء الأكثر شهرة في النظرية هو معادلة الطاقة والكتلة ، والتي تقترح أن الطاقة (E) والكتلة (m) هما وجهان لعملة واحدة، مرتبطان بسرعة الضوء (c) التي تساوي 299,792,458 مترًا في الثانية مربعة. تعني هذه المعادلة أن الكتلة يمكن تحويلها إلى طاقة والعكس بالعكس، وهو ما شكل أساسًا للعديد من الاكتشافات في الفيزياء النووية.

التأثيرات والتطبيقات

1. التطبيقات العملية: 

على الرغم من أن نظرية النسبية الخاصة تبدو نظرية مجردة، فإنها لها تطبيقات عملية عديدة، مثل تصحيح نظام تحديد المواقع العالمي (GPS) الذي يأخذ في اعتباره التأثيرات النسبية لضمان دقة الموقع.

2. الفيزياء الحديثة:

 قدمت النظرية أساسًا للعديد من التطورات في الفيزياء النظرية، بما في ذلك النظرية النسبية العامة ونظرية الكم.

3. التكنولوجيا: 

أصبحت المبادئ التي توصل إليها أينشتاين أساسية في التقنيات الحديثة والتطبيقات العلمية التي تعتمد على فهمنا لكيفية تأثير السرعة والكتلة على الزمان والمكان.

تُعتبر نظرية النسبية الخاصة لأينشتاين حجر الزاوية في فهمنا الحديث للكون. من خلال إعادة تعريف مفاهيم الزمن والمكان والطاقة، ساهمت النظرية في تشكيل الأساس الذي بُنيت عليه الكثير من التطورات العلمية والتكنولوجية الحديثة.

 3. نظرية النسبية العامة

قدّم ألبرت أينشتاين نظرية النسبية العامة في عام 1915، وهي امتداد لنظرية النسبية الخاصة التي قدمها في عام 1905. تُعَدّ النسبية العامة واحدة من أعظم إنجازات الفيزياء الحديثة، وقد أحدثت تغييرًا جذريًا في فهمنا للجاذبية والزمن والمكان.

المبادئ الأساسية

1. الجاذبية كتشويه للزمكان: 

في النظرية النسبية العامة، لا تُعتبر الجاذبية قوة تقليدية بل نتيجة لانحناء الزمكان (الزمان والمكان) حول الأجسام ذات الكتلة. وفقًا للنظرية، فإن الكتل الكبيرة مثل الكواكب والنجوم تشوه الزمكان المحيط بها، مما يتسبب في ما نعتبره "قوة الجاذبية".

2. معادلة أينشتاين للمجال: 

تعبر معادلة أينشتاين للمجال عن العلاقة بين توزيع الكتلة والطاقة وانحناء الزمكان. المعادلة هي:

 

3. الانحناء الزمكاني:

 تفسر النظرية كيف أن الضوء يمر بالقرب من جسم ضخم مثل الشمس ويعاني من انحناء بسبب تشويه الزمكان، وهو ما يُعرف بتأثير عدسة الجاذبية. 

التأثيرات والتطبيقات

1. الحركة المدارية للأجرام السماوية:

 تفسر النظرية بوضوح حركة الكواكب حول الشمس، بما في ذلك الانحراف الطفيف لمدار كوكب عطارد الذي لم يكن يمكن تفسيره بواسطة نيوتن.

2. الثقوب السوداء: 

تنبأت النظرية بوجود الثقوب السوداء، وهي مناطق في الفضاء حيث يكون الانحناء الزمكاني شديدًا لدرجة أن حتى الضوء لا يمكنه الهروب منها. تم تأكيد وجود الثقوب السوداء من خلال الملاحظات الفلكية والتجارب.

3. تمدد الكون: 

ساهمت النظرية في فهمنا لتمدد الكون، وقدمت الأساس لنماذج الكون الموسع مثل نموذج الانفجار الكبير (Big Bang).

4. الأمواج الجاذبية:

 تنبأت النظرية بوجود الأمواج الجاذبية، وهي تموجات في الزمكان تتسبب بها الأجسام المتسارعة مثل الثقوب السوداء. في عام 2015، تم تأكيد وجود الأمواج الجاذبية بواسطة مرصد LIGO، مما قدم دليلًا إضافيًا على صحة النظرية.

تأثير النسبية العامة على العلوم

- الفيزياء الفلكية: قدمت النسبية العامة الأسس لفهم الأجرام السماوية الكبيرة والظواهر الفلكية المعقدة، وأثرت بشكل كبير على التطورات في علم الكونيات.

- التقنيات الحديثة: تُستخدم مبادئ النسبية العامة في أنظمة تحديد المواقع العالمية (GPS) لضبط الإشارات بشكل دقيق، حيث تؤخذ تأثيرات الجاذبية في الاعتبار لضمان الدقة.

تُعتبر نظرية النسبية العامة لأينشتاين إنجازًا غير مسبوق في فهمنا للجاذبية والزمكان. من خلال تقديم إطار جديد يفسر كيف تؤثر الكتل على الزمكان، أثرت هذه النظرية بشكل كبير على العديد من المجالات العلمية وأسست لأسس جديدة في فهمنا للكون. تستمر النسبية العامة في تقديم إلهام للبحث العلمي وتطوير التكنولوجيا الحديثة.

 4. إنجازات أخرى

بجانب نظرياته الشهيرة في النسبية الخاصة والعامة، كان لألبرت أينشتاين العديد من الإنجازات العلمية الأخرى التي أثرت بشكل كبير على الفيزياء والرياضيات. إليك بعض من أبرز إنجازاته:

1. تأثير الكهروضوئي:

- الوصف: في عام 1905، قدم أينشتاين تفسيرًا لتأثير الكهروضوئي، الذي كان قد اكتشفه هينريش هيرتز في 1887. كان هذا الاكتشاف جزءًا من "عام المعجزات" لأينشتاين.

- الأهمية: شرح أينشتاين كيف يمكن للضوء أن يتسبب في انبعاث الإلكترونات من سطح معدني، وأن هذه العملية تعتمد على تردد الضوء وليس على شدته. وقد استخدم في تفسيره مفهوم "الكم" للضوء، مما ساهم في تطوير نظرية الكم.

- النتائج: منح أينشتاين جائزة نوبل في الفيزياء عام 1921 تقديرًا لهذا العمل، والذي كان أساسيًا في تطوير علم الفيزياء الكمومية.

2. نظرية الكم:

- الوصف: بالإضافة إلى تأثير الكهروضوئي، ساهم أينشتاين في تطوير نظرية الكم من خلال عمله على تفسير الظواهر الكمومية. رغم أنه كان منتقدًا لبعض جوانب النظرية الكمومية، فإن مشاركته كانت حاسمة في تطويرها.

- الأهمية: كان مفهومه للضوء ككميات (فوتونات) هو أحد الأسس التي بنيت عليها نظرية الكم. كما ساعدت أعماله في تطوير ما يُعرف اليوم بنظرية الكم.

3. معادلة أينشتاين-جودل:

- الوصف: في عام 1949، استخدم أينشتاين ومعاونه ناثان روزن ورقة بحثية نُشرت بعنوان "مقالات حول استمرارية الجاذبية". فيها، ناقشوا فكرة الثقوب السوداء وتمديدات حل معادلات النسبية العامة الخاصة بالجاذبية.

- الأهمية: ساهمت هذه الورقة في توسيع فهمنا لكيفية تشوه الزمكان في ظل الظروف القاسية، وهي أساسية في دراسة الكونيات وعلم الفضاء.

4. نظرية المجالات الموحدة:

- الوصف: طوال حياته، سعى أينشتاين إلى تطوير نظرية توحيد المجالات (Unified Field Theory) التي تدمج الجاذبية مع القوى الكهرومغناطيسية في إطار واحد. على الرغم من أنه لم ينجح في تطوير هذه النظرية بشكل كامل، فإن عمله في هذا المجال أثّر على الفيزياء النظرية.

- الأهمية: كان الهدف من هذه النظرية محاولة توحيد القوى الطبيعية المختلفة في إطار واحد، وهو هدف استمر في إثارة اهتمام العلماء بعد وفاة أينشتاين ويمثل جزءًا كبيرًا من الأبحاث الحالية في الفيزياء.

5. مساهمات في علم الكونيات:

- الوصف: قدم أينشتاين إسهامات مهمة في علم الكونيات من خلال تطوير نموذج الكون الثابت، والذي ضمّن ثابت أينشتاين لتفسير استقرار الكون.

- الأهمية: على الرغم من أن النموذج الثابت قد تم استبداله بنموذج الانفجار الكبير، فإن عمله في هذا المجال ساعد في تحديد أهمية الثوابت الكونية في نظرية النسبية العامة.

6. تأثيرات على فلسفة العلم:

- الوصف: أثرت أفكار أينشتاين في الفلسفة العلمية من خلال نقاشه حول مفاهيم مثل الحقيقة والواقع في العلوم. كان له تأثير كبير على تفكير الفلاسفة والعلماء حول طبيعة الواقع والعلم.

- الأهمية: ساعدت أفكار أينشتاين في تشكيل النقاشات الفلسفية حول ماهية المعرفة وكيفية تفسير الظواهر الطبيعية.

ألبرت أينشتاين لم يكن فقط عالم فيزياء نظرية، بل كان أيضًا مفكرًا أثر بشكل عميق في مجالات متعددة من العلوم و الفلسفة. من خلال إنجازاته المتنوعة، ساهم في تشكيل الأساس الذي بنيت عليه العديد من التطورات العلمية الحديثة وأثر في فهمنا للكون والفيزياء.

5. تأثير  ألبرت أينشتاين وإرثه

ألبرت أينشتاين، بفضل إنجازاته العلمية الرائدة، ترك إرثًا عميقًا وشاملاً في عدة مجالات. تأثيره لا يزال محسوسًا اليوم عبر مجموعة متنوعة من المجالات العلمية والفلسفية و الاجتماعية.

1. التأثير العلمي:

- إعادة تعريف الفيزياء: قدّم أينشتاين نموذجًا جديدًا لفهم الجاذبية من خلال النسبية العامة، التي غيرت فهمنا للزمكان وتفاعلات الأجرام السماوية. بالإضافة إلى ذلك، ساهمت نظرية النسبية الخاصة في تطوير مفهوم الزمن والكتلة والطاقة، مما أدى إلى العديد من التطبيقات في العلوم الفيزيائية.

- تطوير الفيزياء الكمومية: رغم كونه منتقدًا لبعض جوانب نظرية الكم، إلا أن عمله في تفسير التأثير الكهروضوئي كان أساسيًا في نشوء ميكانيكا الكم، والتي أصبحت أحد أعمدة الفيزياء الحديثة.

2. التأثير الفلسفي:

- تأثير على فلسفة العلم: أفكاره حول مفهوم الحقيقة والواقع وأهمية التجربة في العلم أثرت بشكل كبير على الفلسفة العلمية. ساعدت رؤيته للطبيعة والنظريات على تشكيل النقاشات حول طريقة التفكير في العلوم وكيفية تقييم المعرفة العلمية.

- نقد الميكانيكية: انتقد أينشتاين بعض مبادئ الميكانيكا الكمومية، مما ساهم في تطوير رؤى جديدة حول عدم اليقين والتشابك الكمومي، وأدى إلى إثارة المزيد من النقاشات الفلسفية حول طبيعة الواقع.

3. التأثير الثقافي والاجتماعي:

- رمز للعبقرية: أصبح أينشتاين رمزًا للعبقرية العلمية والابتكار، وجسّد صورة العلماء المبدعين في الثقافة الشعبية. صورته في وسائل الإعلام والكتب والبرامج التلفزيونية ساعدت في جعل العلوم في متناول العامة.

- الناشط الاجتماعي: كان أينشتاين أيضًا ناشطًا اجتماعيًا، داعمًا للحقوق المدنية والسلام، وناقدًا للتمييز العنصري والحروب. كان له تأثير في دعم قضايا حقوق الإنسان والتعليم.

4. التأثير التقني:

- تأثير على التكنولوجيا الحديثة: ساهمت نظرياته في تطوير تكنولوجيا مثل نظام تحديد المواقع العالمي (GPS)، حيث تؤخذ تأثيرات النسبية في الاعتبار لضمان دقة القياسات. كما أن فكرة الأمواج الجاذبية التي تنبأت بها النسبية العامة أدت إلى تطور تكنولوجيا مرصد الأمواج الجاذبية.

5. التأثير الأكاديمي:

- إلهام للأبحاث المستقبلية: ساهمت أعماله في فتح مجالات بحثية جديدة في الفيزياء وعلم الفضاء، واستمرت نظرياته في كونها حجر الزاوية للعديد من الأبحاث العلمية الحديثة.

- إرث أكاديمي: أصبح عمله أساسًا للتدريس في الجامعات حول العالم، مع التركيز على نظرية النسبية وميكانيكا الكم، ما أثّر على الأجيال الجديدة من العلماء.

ألبرت أينشتاين لم يكن فقط عالمًا عظيمًا، بل كان أيضًا مؤثرًا في الثقافة والفلسفة والمجتمع. إرثه لا يزال يواصل التأثير على العلوم والتكنولوجيا والفلسفة. تظل نظرياته وآراؤه مصدر إلهام وتوجيه للأبحاث العلمية وللأجيال القادمة، مما يبرز تأثيره المستمر على فهمنا للعالم والطبيعة.

 6. حياته ووفاته

1. السنوات الأخيرة:

- من الحياة: بعد أن ترك أينشتاين المنصب الأكاديمي في معهد الدراسات المتقدمة في برينستون، نيو جيرسي، قضى السنوات الأخيرة من حياته في التركيز على البحث في نظرية المجالات الموحدة، التي سعى جاهدًا لتوحيد الجاذبية والقوى الأخرى في نظرية واحدة. على الرغم من عدم تحقيقه النجاح الكامل في هذا المجال، استمر في العمل وتقديم المحاضرات حتى نهاية حياته.

- الأنشطة العامة: في سنواته الأخيرة، كان أينشتاين ناشطًا اجتماعيًا وجزءًا من العديد من المنظمات العلمية والاجتماعية. دعم قضايا حقوق الإنسان والسلام، وانتقد التسلح والعنصرية. كان أيضًا عضوًا في الجمعية العلمية الأمريكية وأعضاء في لجنة النوبل.

- الأسرة: حافظ أينشتاين على علاقة وثيقة مع عائلته، على الرغم من التحديات الشخصية التي واجهها. تزوج من ملفيسا، التي كانت زميلته في الأبحاث، وكان لهما ابنتان. كما كان له أحفاد ساهموا في الحفاظ على إرثه العلمي والثقافي.

2. الوفاة:

- تاريخ الوفاة: توفي ألبرت أينشتاين في 18 أبريل 1955. توفي في مستشفى برينستون في نيو جيرسي، إثر تمزق في الأوعية الدموية في القلب.

- الحدث الطبي: عانى أينشتاين من مشاكل صحية مزمنة في سنواته الأخيرة، بما في ذلك مشاكل في القلب والأوعية الدموية. في الأيام الأخيرة من حياته، تم نقله إلى المستشفى حيث أجريت له عملية جراحية لإصلاح الأوعية الدموية، لكنها لم تنجح.

- تشريح الجثة: بعد وفاته، تم إجراء تشريح لجثته، حيث قرر الطبيب الشرعي إزالة دماغه لأغراض البحث. تم الاحتفاظ بدماغه وإجراء دراسات عليه لاحقًا. أثار هذا القرار بعض الجدل، لكنه أسهم في فهم أعمق لدماغ أينشتاين والخصائص الفسيولوجية المتعلقة بعبقريته.

3. التأثير والإرث:

- تأبينه: كانت وفاة أينشتاين خسارة كبيرة للعالم العلمي. أقيمت له مراسم جنازة بسيطة، وحضرها عدد من العلماء والمشهورين. تم تأبينه في العديد من الفعاليات العلمية والثقافية حول العالم.

- الإرث: تظل أعمال أينشتاين وحياته مصدر إلهام للعلماء والباحثين في جميع المجالات. إرثه العلمي والثقافي يستمر في التأثير على فهمنا للفيزياء والرياضيات، ويعتبر أحد أعظم العقول في التاريخ.

ألبرت أينشتاين كان شخصية بارزة ليس فقط بسبب إسهاماته العلمية، بل أيضًا بفضل تأثيره الثقافي والاجتماعي. حياته الأخيرة كانت مليئة بالعمل المستمر والاهتمام بقضايا العالم، على الرغم من تحدياته الصحية. رحيله كان بمثابة نهاية لفصل عظيم في تاريخ العلوم، ولكن إرثه يستمر في التأثير على الأجيال القادمة من العلماء والباحثين في جميع أنحاء العالم.

خاتمة  

  • ألبرت أينشتاين، الذي يُعتبر واحدًا من أعظم العلماء في تاريخ البشرية، أحدث ثورة في فهمنا للكون من خلال نظرياته الرائدة في الفيزياء. قدمت نظرياته في النسبية الخاصة والعامة إطارًا جديدًا لفهم الزمان والمكان والجاذبية، مما أدى إلى تغييرات جذرية في الفيزياء النظرية. كانت مساهماته في ميكانيكا الكم وتطوير معادلاته حول الطاقة والكتلة.

  • لكن تأثير أينشتاين لم يقتصر على المجال العلمي فقط. لقد كان أيضًا شخصية مؤثرة في القضايا الاجتماعية والسياسية، مدافعًا عن السلام وحقوق الإنسان، ومعارضًا للتسلح والعنصرية. إن إرثه العلمي والفلسفي ما زال يؤثر على الأبحاث والتطورات في العديد من المجالات، من الفيزياء إلى الفلسفة وعلم الفضاء.

  • حياته الشخصية، بما في ذلك اهتمامه بالعلوم والاهتمامات الاجتماعية، تبرز جملة من القيم الإنسانية والعلمية التي ساهمت في تشكيل مجرى التاريخ. بفضل اكتشافاته ونظرياته، يبقى أينشتاين رمزًا للعبقرية والابتكار، ويستمر إرثه في الإلهام والتوجيه للأجيال القادمة من العلماء والمفكرين.

  • إرث أينشتاين هو شهادة على قدرة العقل البشري على تجاوز الحدود التقليدية لفهم العالم، ويعكس الجهد المستمر للتوصل إلى فهم أعمق للكون. كما يذكرنا بأن البحث العلمي والتفكير النقدي يمكن أن يحدثا تغييرات جذرية في كيفية إدراكنا للعالم المحيط بنا.

مراجع  

1. ألبرت أينشتاين: حياته وإنجازاته - الدكتور محمد عبد الرحمن

2. ألبرت أينشتاين: عبقري الفيزياء - الدكتور عادل زكريا

3. ألبرت أينشتاين: السيرة الذاتية - عادل ضياء

4. ألبرت أينشتاين: رحلة عبر الزمن - محمد حسن عواد

5. ألبرت أينشتاين: فيلسوف العلم - أحمد سعيد

6. ألبرت أينشتاين: العقل الذي غير العالم - سوسن زكريا

7. ألبرت أينشتاين: العالم الذي اخترع الكون - عبد الله عبد الفتاح

8. ألبرت أينشتاين: حياة عالم عظيم - فهد الباز

9. ألبرت أينشتاين: أصول النظرية النسبية - شريف عبد الله

10. ألبرت أينشتاين: وقائع ومواقف - جابر أحمد

11. ألبرت أينشتاين: من النسبية إلى الكم - نجيب الفارس

12. ألبرت أينشتاين: عبقري الرياضيات والفيزياء - سامي عباس

13. ألبرت أينشتاين: أعظم عقل في التاريخ - عادل العواد

14. ألبرت أينشتاين: الفيزياء والفلسفة - مصطفى أبو زيد


تعليقات

محتوى المقال