القائمة الرئيسية

الصفحات

 اتفاقية سايكس-بيكو 

اتفاقية سايكس-بيكو

اتفاقية سايكس-بيكو هي اتفاقية سرية تم التوصل إليها في 16 مايو 1916 بين المملكة المتحدة وفرنسا، بدعم من روسيا القيصرية، بشأن تقسيم مناطق النفوذ في الشرق الأوسط التي كانت تحت السيطرة العثمانية بعد انتهاء الحرب العالمية الأولى. تم الكشف عنها للعالم بعد الثورة البلشفية في روسيا عام 1917، مما أثار غضب العالم العربي الذي كان يأمل في الاستقلال بعد انهيار الإمبراطورية العثمانية.

1. التفاصيل الرئيسية اتفاقية سايكس-بيكو 

1. الأطراف المشاركة:

   - المملكة المتحدة: مثلها الدبلوماسي البريطاني مارك سايكس.

   - فرنسا: مثلها الدبلوماسي الفرنسي فرانسوا جورج بيكو.

   - روسيا القيصرية: كانت داعمة للاتفاق، وتمت مراعاتها في المناطق الشمالية من الإمبراطورية العثمانية.

3. التقسيم الجغرافي:

   - المنطقة الزرقاء (النفوذ الفرنسي): شملت سوريا الساحلية ولبنان ومنطقة أضنة في تركيا.

   - المنطقة الحمراء (النفوذ البريطاني): شملت جنوب العراق (بما في ذلك بغداد والبصرة) ومنطقة الخليج العربي، بالإضافة إلى الأردن وجنوب فلسطين.

   - المنطقة البنية (إدارة دولية): شملت فلسطين، حيث تم الاتفاق على أن تكون منطقة ذات وضع دولي نظرًا لأهميتها الدينية.

   - المنطقة أ (تحت النفوذ الفرنسي): شملت المناطق الداخلية من سوريا الحالية وشمال العراق.

   - المنطقة ب (تحت النفوذ البريطاني): شملت المناطق الداخلية من الأردن والعراق.

4. التأثيرات المباشرة:

   - الاتفاقية تجاهلت إلى حد كبير تطلعات السكان المحليين في تلك المناطق.

   - وضعت الأسس للحدود السياسية الحديثة في الشرق الأوسط، التي لا تزال موضع نزاع حتى اليوم.

2. أهداف الاتفاقية اتفاقية سايكس-بيكو 

1. تقاسم مناطق النفوذ في الشرق الأوسط:

   - كان الهدف الرئيسي للاتفاقية هو تقاسم مناطق النفوذ و السيطرة بين بريطانيا وفرنسا في الشرق الأوسط، عقب انهيار الإمبراطورية العثمانية، وذلك لضمان مصالحهما الاستراتيجية والاقتصادية في المنطقة.

2. تأمين المصالح الاقتصادية:

   - حرصت كل من بريطانيا وفرنسا على تأمين مصالحهما الاقتصادية في المنطقة، حيث كانت فرنسا مهتمة بالسيطرة على مناطق غنية بالموارد الطبيعية، مثل لبنان وسوريا، في حين ركزت بريطانيا على تأمين مسارات النقل الحيوية إلى مستعمراتها في الهند، وخاصة من خلال السيطرة على مناطق مثل العراق والأردن وفلسطين.

3. الحفاظ على التوازن الدولي:

   - سعت بريطانيا وفرنسا من خلال الاتفاقية إلى الحفاظ على التوازن الدولي في منطقة الشرق الأوسط ومنع أي قوى أخرى من الهيمنة على المنطقة، بما في ذلك القوى المتنافسة مثل ألمانيا وروسيا.

4. منع الصراعات المستقبلية بين بريطانيا وفرنسا:

   - أرادت الدولتان تجنب أي نزاعات مستقبلية بينهما في الشرق الأوسط من خلال رسم حدود واضحة لمناطق النفوذ والسيطرة، وذلك لتجنب الصدامات العسكرية أو السياسية التي قد تنشأ بسبب التنافس على الأراضي والموارد.

5. ضمان الاستقرار في المناطق المستولى عليها:

   - هدفت الاتفاقية إلى ضمان الاستقرار في المناطق التي تم تقسيمها، من خلال فرض سيطرة مباشرة أو غير مباشرة عليها، ما يسهل على القوتين العظميين إدارة هذه الأراضي بطريقة تتناسب مع مصالحهما.

6. إضعاف القوة العثمانية:

   - كانت الاتفاقية جزءًا من استراتيجية أوسع تهدف إلى إضعاف الإمبراطورية العثمانية بشكل نهائي من خلال تقسيم أراضيها ومنع إعادة تأسيس أي قوة عثمانية في المنطقة.

3. التقسيم الجغرافي اتفاقية سايكس-بيكو 

اتفاقية سايكس-بيكو التي تم توقيعها سرًا عام 1916 بين بريطانيا وفرنسا، وضعت الأسس لتقسيم مناطق النفوذ في الشرق الأوسط بعد الحرب العالمية الأولى وسقوط الإمبراطورية العثمانية. تم تقسيم المنطقة إلى عدة مناطق نفوذ بناءً على المصالح الاستراتيجية والاقتصادية لكل من بريطانيا وفرنسا.

1. المنطقة الزرقاء (النفوذ الفرنسي المباشر):

   - تضمنت هذه المنطقة الساحل السوري ولبنان وأجزاء من الأناضول (جنوب شرق تركيا الحالية)، حيث كان لفرنسا مصالح تاريخية واقتصادية في هذه المناطق، بالإضافة إلى الرغبة في حماية المسيحيين في لبنان.

2. المنطقة الحمراء (النفوذ البريطاني المباشر):

   - شملت هذه المنطقة مناطق العراق (بغداد والبصرة) والأردن وجزءًا من فلسطين، حيث كان لبريطانيا اهتمام خاص بحماية الطرق المؤدية إلى الهند وضمان السيطرة على المناطق الغنية بالنفط.

3. المنطقة البنية (إدارة دولية):

   - اتفقت القوى على أن تكون فلسطين منطقة دولية، نظرًا لأهميتها الدينية و التاريخية للأديان الرئيسية، ولتجنب النزاعات بين القوى الكبرى عليها.

4. المنطقة "أ" (النفوذ الفرنسي غير المباشر):

   - تضمنت هذه المنطقة الداخل السوري وشمال العراق (منطقة الموصل)، حيث كان لفرنسا نفوذ غير مباشر عبر إنشاء نظام حكم محلي تحت إشرافها.

5. المنطقة "ب" (النفوذ البريطاني غير المباشر):

   - شملت هذه المنطقة جنوب العراق ومنطقة شرق الأردن، حيث ستمارس بريطانيا نفوذًا غير مباشر عبر دعم حكومات محلية متحالفة معها.

 التأثيرات اللاحقة:

- أدى هذا التقسيم الجغرافي إلى خلق حدود اصطناعية لا تعكس التوزيع الإثني أو الطائفي للمنطقة، مما تسبب في نزاعات وصراعات استمرت حتى يومنا هذا.

4. النتائج اتفاقية سايكس-بيكو

اتفاقية سايكس-بيكو، التي وُقعت في 1916 بين بريطانيا وفرنسا بمشاركة روسيا، ترتب عليها نتائج كبيرة، كان لها تأثير عميق على الشرق الأوسط وحتى اليوم.

1. تجزئة العالم العربي:

   - أدت الاتفاقية إلى تقسيم الأراضي التي كانت تحت حكم الدولة العثمانية بين القوى الاستعمارية، مما أسفر عن تجزئة العالم العربي إلى دول ذات حدود رسمتها القوى الاستعمارية، وليس على أساس الانتماءات العرقية أو الدينية أو التاريخية. هذه الحدود الاصطناعية ساهمت في خلق نزاعات طويلة الأمد بين الدول الجديدة.

2. تقويض الحلم العربي بالوحدة:

   - كانت القوى العربية تطمح لتأسيس دولة عربية مستقلة موحدة بعد انهيار الدولة العثمانية. إلا أن الاتفاقية خيبت آمالهم، حيث قسمت المنطقة إلى مناطق نفوذ استعمارية، مما حال دون تحقيق أي شكل من أشكال الوحدة العربية.

3. تأسيس الكيانات الوطنية الحديثة:

   - الاتفاقية وضعت الأسس لتشكيل دول حديثة مثل سوريا ولبنان والعراق والأردن، وهي دول لم تكن موجودة بحدودها الحالية قبل الاتفاقية. هذه الدول أصبحت دولًا مستقلة بعد الحرب العالمية الثانية، ولكن بتحديات كبيرة مرتبطة بالشرعية والسيادة بسبب الحدود المصطنعة التي فرضتها الاتفاقية.

4. الصراع العربي-الإسرائيلي:

   - أحد نتائج الاتفاقية كان وضع فلسطين تحت الإدارة البريطانية، مما مهد الطريق لإصدار وعد بلفور عام 1917 وإنشاء دولة إسرائيل في 1948. هذا أدى إلى صراع طويل الأمد بين العرب وإسرائيل، ما زال مستمرًا حتى اليوم.

5. انهيار التحالفات الدولية:

   - بعد الثورة البلشفية في روسيا، نُشرت تفاصيل الاتفاقية سرًا من قبل البلاشفة، مما أحرج بريطانيا وفرنسا وأثار غضب الشعوب العربية، وأدى إلى تراجع الثقة في الوعود الغربية بشأن الاستقلال والسيادة.

6. إرث الاستعمار والصراعات المعاصرة:

   - الحدود التي رسمتها الاتفاقية، دون مراعاة للاعتبارات القبلية والطائفية، تسببت في نزاعات داخلية وإقليمية في الشرق الأوسط، وهذه النزاعات لا تزال قائمة حتى اليوم في العديد من البلدان.

5. أهمية اتفاقية سايكس-بيكو 

اتفاقية سايكس-بيكو، الموقعة عام 1916 بين بريطانيا وفرنسا بمشاركة روسيا، تعتبر واحدة من أهم الاتفاقيات التي أثرت بشكل كبير على تشكيل خارطة الشرق الأوسط الحديث. تكمن أهميتها في عدة جوانب:

1. إعادة رسم خريطة الشرق الأوسط:

   - الاتفاقية كانت بمثابة الأساس لإعادة تقسيم مناطق النفوذ في الشرق الأوسط بعد انهيار الدولة العثمانية. وضعت الحدود التي رسمتها الاتفاقية الأساس لقيام دول جديدة مثل سوريا، لبنان، العراق، والأردن. هذه الحدود الجغرافية ما زالت قائمة حتى اليوم، رغم أنها أدت إلى نزاعات وصراعات مستمرة في المنطقة.

2. تأسيس الكيانات الوطنية:

   - على الرغم من النوايا الاستعمارية وراء الاتفاقية، فإنها لعبت دورًا في تأسيس الدول الحديثة في المنطقة. تشكلت دول بحدود محددة وبدأت في بناء هويات وطنية، على الرغم من التحديات الكبيرة المرتبطة بتلك الحدود المصطنعة.

3. إرث الاستعمار:

   - الاتفاقية عكست نهج القوى الاستعمارية في تقسيم المناطق وفقًا لمصالحها الخاصة، دون مراعاة الاعتبارات القومية والدينية والثقافية لسكان المنطقة. هذا الإرث الاستعماري ما زال يؤثر على السياسات والعلاقات الدولية في الشرق الأوسط، حيث أن العديد من النزاعات الحالية تعود جذورها إلى الحدود التي رسمتها هذه الاتفاقية.

4. الصراع العربي-الإسرائيلي:

   - أهمية الاتفاقية تتجلى أيضًا في السياق الذي أدى إلى إعلان وعد بلفور وإنشاء دولة إسرائيل، وهو ما أثار صراعًا طويل الأمد بين العرب والإسرائيليين. وبالتالي، ساهمت الاتفاقية في تعميق الانقسامات الإقليمية وتأجيج الصراعات التي استمرت لعقود.

5. التأثير على الحركات القومية:

   - الاتفاقية كان لها دور في إضعاف الحركات القومية العربية التي كانت تسعى للوحدة والاستقلال بعد الحرب العالمية الأولى. خيبة الأمل من نتائج الاتفاقية عززت من الشعور بالظلم بين العرب، مما أثر على مسار الحركات الوطنية والتحررية في المنطقة.

تظل اتفاقية سايكس-بيكو موضوعًا حيويًا في دراسة تاريخ الشرق الأوسط، حيث أن تداعياتها ما زالت تؤثر على التطورات السياسية والاجتماعية في المنطقة حتى يومنا هذا.

خاتمة

  • تشكل اتفاقية سايكس-بيكو واحدة من الأحداث التاريخية الأكثر تأثيراً في تشكيل الشرق الأوسط الحديث. وُقّعت هذه الاتفاقية في عام 1916 بين بريطانيا وفرنسا، بهدف تقسيم مناطق النفوذ في الشرق الأوسط بعد انهيار الدولة العثمانية. ومع أن الاتفاقية كانت نتيجة لمصالح استعمارية بحتة، إلا أنها أسست لحدود جغرافية ودول جديدة ما زالت قائمة حتى اليوم، مثل سوريا، لبنان، العراق، والأردن.

  • إرث سايكس-بيكو لم يكن مجرد تقسيم جغرافي، بل كان أيضًا مصدرًا للعديد من النزاعات والصراعات التي شهدتها المنطقة على مر العقود. الحدود التي رسمتها الاتفاقية دون مراعاة للتنوع الثقافي والديني، أدت إلى نزاعات دموية وصراعات على الهوية والوحدة الوطنية. كما أثرت على الحركات القومية العربية وزادت من الشعور بالظلم والاستياء تجاه القوى الاستعمارية.

  • في النهاية، لا تزال اتفاقية سايكس-بيكو حاضرة في الذاكرة الجماعية للشرق الأوسط، وتستمر تأثيراتها في تشكيل الديناميات السياسية والاجتماعية في المنطقة حتى يومنا هذا. تلك الاتفاقية لم تكن مجرد وثيقة، بل كانت نقطة تحول محورية في تاريخ الشرق الأوسط، وظلت موضوعاً للبحث والنقاش بين المؤرخين والسياسيين على حد سواء.

مراجع 

1. اتفاقية سايكس-بيكو وتأثيرها على الشرق الأوسط - تأليف: عبد الوهاب المسيري.

2. اتفاقية سايكس-بيكو 1916: الجذور والتداعيات - تأليف: محمد عفيفي.

3. تاريخ الشرق الأوسط المعاصر: من سايكس-بيكو إلى اليوم - تأليف: عبد الله النفيسي.

4. سايكس-بيكو وأثرها على الحدود السياسية في الشرق الأوسط - تأليف: جلال سليم.

5. الاستعمار وتفكيك الدولة العثمانية: من سايكس-بيكو إلى معاهدة لوزان - تأليف: أنور الجندي.

6. الشرق الأوسط في قرن: من سايكس-بيكو إلى الربيع العربي - تأليف: طارق البشري.

7. اتفاقية سايكس-بيكو: بين الطموحات الاستعمارية والتحديات القومية - تأليف: سليم الحص.

8. السياسة البريطانية في الشرق الأوسط بعد سايكس-بيكو - تأليف: يوسف العظم.

9. التحالفات الدولية وتقسيم الشرق الأوسط: قراءة في اتفاقية سايكس-بيكو - تأليف: محمود شيت خطاب.

10. سايكس-بيكو: ولادة النظام الجديد في الشرق الأوسط - تأليف: محمد عمارة.

11. من اتفاقية سايكس-بيكو إلى وعد بلفور - تأليف: هشام جعيط.

12. التطورات السياسية في الشرق الأوسط من سايكس-بيكو حتى اليوم - تأليف: فاضل الربيعي.

13. النظام الدولي وأثره على الشرق الأوسط: من سايكس-بيكو إلى الحرب العالمية الثانية - تأليف: غازي القصيبي.

14. الاستعمار الفرنسي والبريطاني في الشرق الأوسط: دراسة حول اتفاقية سايكس-بيكو - تأليف: محمد حلمي عبد الوهاب.

15. اتفاقية سايكس-بيكو: دراسة وثائقية - تأليف: عبد الرحمن الرافعي.

16. دور الدبلوماسية في رسم حدود الشرق الأوسط: دراسة في اتفاقية سايكس-بيكو - تأليف: أحمد يوسف.

17. العلاقات الدولية وتشكيل الشرق الأوسط: من سايكس-بيكو إلى الربيع العربي - تأليف: علي الدين هلال.

18. سايكس-بيكو: أبعاد سياسية واقتصادية - تأليف: حسن نافعة.

19. مستقبل الشرق الأوسط بعد سايكس-بيكو - تأليف: وليد عبد الناصر.



تعليقات

محتوى المقال