القائمة الرئيسية

الصفحات

الإمبراطورية السلجوقية التاريخ الإسلامي خلال القرون الوسطى

  الإمبراطورية السلجوقية

الإمبراطورية السلجوقية التاريخ الإسلامي خلال القرون الوسطى

الإمبراطورية السلجوقية كانت إحدى القوى السياسية والعسكرية البارزة في التاريخ الإسلامي خلال القرون الوسطى. نشأت الإمبراطورية في بداية القرن الحادي عشر وامتدت حتى نهاية القرن الثاني عشر.

 التأسيس والنشأة  

 1. الأصل والنشأة:

- القبائل التركية: الإمبراطورية السلجوقية أسسها قبيلة سلاجقة التركية، وهي إحدى القبائل التركمانية التي هاجرت من مناطق وسط آسيا إلى إيران في أواخر القرن العاشر الميلادي. كانت هذه القبائل تتكون من مجموعة من العشائر البدوية التي عرفت بمهارتها في الفروسية والحروب.

- توحيد القبائل: تحت قيادة زعيمها الأول، توغريل بك، تمكن السلاجقة من توحيد عدة قبائل تركمانية تحت رايتهم. توغريل بك كان زعيمًا قويًا، قاد قبيلته إلى الاستقرار في منطقة خراسان شمال شرق إيران، وأسّس قاعدة للسلطة السلجوقية.

 2. التطور المبكر:

- السيطرة على خراسان: بدأت الإمبراطورية السلجوقية بالتوسع من خراسان، حيث قام توغريل بك بفتح العديد من المدن الرئيسية في المنطقة، بما في ذلك نيسابور وبلخ، مما أعطى السلاجقة قاعدة قوية للانطلاق إلى أراضٍ جديدة.

- التحالف مع الخلافة العباسية: في عام 1055م، دخل توغريل بك بغداد، العاصمة العباسية، وأصبح يعتبر "السلطان" من قبل الخليفة العباسي. هذا التحالف مع الخلافة العباسية أعطى الشرعية الدينية والسياسية للإمبراطورية السلجوقية، وأسهم في تعزيز سلطتها في المنطقة.

 التوسع والنمو    

بعد تأسيسها في القرن الحادي عشر، شهدت الإمبراطورية السلجوقية فترة من التوسع السريع والنمو الملحوظ. إليك نظرة تفصيلية على مراحل التوسع والنمو في تاريخها:

 1. التوسع المبكر:

- بداية التوسع: تحت قيادة توغريل بك (غزو بيسيتون)، بدأت الإمبراطورية السلجوقية في توسيع أراضيها من موطنها الأصلي في وسط آسيا إلى مناطق جديدة. نجح توغريل بك في فرض سلطته على خراسان ومناطق واسعة من إيران الغربية.

- معركة داندقان (1040): كانت معركة داندقان نقطة تحول هامة حيث هزم السلاجقة الغزنويين وأصبحوا القوة المهيمنة في منطقة خراسان، مما ساهم في تعزيز نفوذهم في المنطقة.

 2. التوسع إلى الأناضول:

- معركة ملاذكرد (1071): واحدة من أبرز محطات التوسع السلجوقي كانت انتصارهم في معركة ملاذكرد ضد الإمبراطورية البيزنطية بقيادة السلطان ألب أرسلان. هذا النصر مهد الطريق لفتح معظم الأناضول أمام السلاجقة، مما شكل بداية للتوسع الكبير في منطقة الأناضول.

- الاستيطان في الأناضول: بعد معركة ملاذكرد، تمكن السلاجقة من فرض سيطرتهم على أراض واسعة في الأناضول، وأسسوا دولة سلاجقة الروم، التي كانت تركز على الأناضول وتركيا الحديثة.

 3. التوسع في الشرق الأوسط:

- الفتح إلى الشام: توسع السلاجقة إلى الشام بعد النجاح في الأناضول. في بداية القرن الثاني عشر، بدأت الإمبراطورية السلجوقية في فرض سلطتها على أجزاء من الشام، بما في ذلك حلب ودمشق.

- توسيع النفوذ: عزز السلاجقة من نفوذهم في مناطق متعددة، وامتد تأثيرهم إلى مناطق في العراق والجزيرة العربية.

 4. الازدهار والسلطانيات المختلفة:

- الإدارة والتوسع: تحت حكم السلطان ملك شاه، وصلت الإمبراطورية إلى ذروتها من حيث التوسع والازدهار. قام ملك شاه بإصلاحات إدارية واقتصادية، ووسع نطاق السيطرة السلجوقية إلى مناطق جديدة.

- التطور الثقافي والعلمي: خلال فترة الحكم السلجوقي، ازدهرت الثقافة و الفنون والعلم، حيث قام السلاجقة بدعم العلماء والفنانين، وساهموا في النهوض بالمعرفة والابتكارات العلمية.

 5. التحديات والنزاعات:

- الصراعات الداخلية: على الرغم من التوسع الكبير، واجهت الإمبراطورية السلجوقية العديد من الصراعات الداخلية بين الأسرة الحاكمة والنبلاء، مما ساهم في تراجع قوتها تدريجياً.

- الصراعات الخارجية: التهديدات من القوى الإسلامية الأخرى مثل الفاطميين والأيوبيين، بالإضافة إلى النزاع مع الصليبيين، أثرت على استقرار الإمبراطورية واستمرار توسعها.

في المجمل، شهدت الإمبراطورية السلجوقية فترة من التوسع والنمو السريع، لكن هذا التوسع كان مصحوباً بتحديات وصراعات ساهمت في نهايتها لاحقاً.

 الإدارة والحكم 

الإمبراطورية السلجوقية كانت تعتمد على نظام إداري متطور وفعال يعكس قدرتها على إدارة إمبراطورية شاسعة ومتنوعه. كان هناك مجموعة من السمات الرئيسية التي تميزت بها الإدارة والحكم في هذه الإمبراطورية:

 1. الهيكل الإداري:

- السلطان: كان السلطان هو الحاكم الأعلى للإمبراطورية، ويمثل السلطة التنفيذية العليا. كان يتولى الأمور العسكرية والسياسية والدينية.

- الوزير الأعظم: تحت السلطان، كان هناك منصب الوزير الأعظم (الوزير الكبير) الذي كان يشرف على إدارة شؤون الدولة اليومية، وكان يملك صلاحيات واسعة في صنع القرار وتنظيم الإدارة.

 2. نظام الحكم اللامركزي:

- الأمراء والمحافظين: كانت الإمبراطورية السلجوقية تعتمد على نظام حكم لامركزي، حيث كان يتم تعيين الأمراء والمحافظين (البيك) لإدارة مختلف الأقاليم والمقاطعات. هؤلاء الحكام المحليين كانوا مسؤولين عن الشؤون الإدارية والعسكرية في مناطقهم.

- الولاة: كان للولاة دور رئيسي في إدارة المناطق المقتطعة من الإمبراطورية، وقدموا الولاء للسلطان وحافظوا على النظام والأمن في أراضيهم.

 3. الإدارة القضائية:

- القضاة والمشايخ: كانت الإمبراطورية السلجوقية تعتمد على نظام قضائي يتضمن قضاة ومشايخ للإشراف على المحاكم وحل النزاعات. كانت القوانين الشرعية الإسلامية هي الأساس في النظام القضائي، مع وجود بعض القوانين المدنية الخاصة.

- المحاكم: تم تنظيم المحاكم وفقًا لمبادئ الشريعة الإسلامية، حيث كانت تُعقد المحاكم في المدن الكبرى تحت إشراف القضاة الذين عينهم السلطان.

 4. الإدارة المالية:

- المالية والضرائب: كان للإدارة المالية في الإمبراطورية دور كبير في جمع الضرائب وتوزيع الأموال، حيث كان يتم فرض ضرائب على الأراضي والتجارة. كان هناك نظام محاسبي دقيق لمراقبة إيرادات ومصروفات الدولة.

- الاستثمار في البنية التحتية: استخدم السلاجقة الإيرادات المالية في تمويل المشاريع العامة مثل بناء الطرق والقنوات والمدارس.

 5. الدعم الثقافي والديني:

- الرعاية العلمية والثقافية: كان السلاجقة يهتمون بدعم العلماء والفنانين، وقد قاموا بإنشاء المدارس والمكتبات، ودعموا الفنون والعلوم.

- الهيئة الدينية: تولت الهيئات الدينية دوراً هاماً في النظام الإداري، حيث كانت تلعب دوراً في توجيه السياسات الاجتماعية والدينية.

 6. التحولات والتحديات:

- الصراعات الداخلية: واجهت الإمبراطورية العديد من الصراعات الداخلية بين العائلات الحاكمة والنبلاء، مما أثر على استقرار النظام الإداري.

- التهديدات الخارجية: الصراعات مع القوى الإسلامية الأخرى وأعداء خارجيين مثل الصليبيين أدت إلى تحديات إضافية في الحفاظ على النظام والسيطرة.

بصفة عامة، كانت الإدارة والحكم في الإمبراطورية السلجوقية معقدة ومتطورة، وقد ساهمت في إدارة إمبراطورية واسعة بفعالية، رغم التحديات والصراعات التي واجهتها.

 الصراعات الداخلية والخارجية 

 الصراعات الداخلية:

1. النزاعات الأسرية:

   - الصراع على الحكم: مع وفاة السلطان ألب أرسلان في 1072، نشبت نزاعات بين أبنائه وأفراد العائلة المالكة حول من سيتولى الحكم. هذه النزاعات تسببت في تفكك السلطة المركزية وضعف الاستقرار الداخلي.

   - الفتن بين الأمراء: بعد وفاة السلطان ملك شاه، ظهرت صراعات بين الأمراء المحليين حول السيطرة على الأراضي والنفوذ، مما ساهم في تزايد الفوضى وضعف الحكم المركزي.

2. التمردات الإقليمية:

   - استقلال الأقاليم: مع تزايد النزاعات الداخلية، بدأت بعض الأقاليم في تحقيق قدر أكبر من الاستقلالية. فمثلاً، بعض الأقاليم مثل خراسان وأنطاكية أصبحت تحت حكم محلي غير مباشر، مما ساهم في تآكل السلطة المركزية.

3. الاضطرابات السياسية:

   - التحالفات المعقدة: تحالف السلاجقة مع بعض القوى المحلية ضد أخرى قد يؤدى إلى تعقيد المشهد السياسي ويزيد من التوترات بين مختلف الفصائل داخل الإمبراطورية.

 الصراعات الخارجية:

1. التهديدات البيزنطية:

   - الحملات البيزنطية: على الرغم من انتصار السلاجقة في معركة ملاذكرد، إلا أن البيزنطيين استمروا في محاولة استعادة السيطرة على الأناضول، مما أدى إلى نزاعات مستمرة على الحدود بين الطرفين.

2. الحملات الصليبية:

   - الصليبيون في الشام: مع بداية الحملات الصليبية في أواخر القرن الحادي عشر، أصبحت المناطق التي سيطر عليها السلاجقة في الشام هدفاً لهجمات الصليبيين. وقد أدى ذلك إلى صراعات دائمة مع القوى الصليبية التي استهدفت السيطرة على القدس والمناطق المحيطة.

3. النزاع مع الفاطميين:

   - الصراع مع الفاطميين: في العراق وسوريا، كان هناك نزاع متواصل بين السلاجقة والفاطميين. كان الفاطميون يسيطرون على مناطق في مصر والشام، مما أدى إلى صدامات مستمرة على الحدود وبين المناطق المتنازع عليها.

4. المغول والتهديدات الشرقية:

   - التوسع المغولي: في القرن الثالث عشر، بدأ المغول في التوسع غرباً نحو المناطق التي كانت تحت سيطرة السلاجقة. هذه التهديدات من القوى المغولية كانت تشكل تهديداً وجودياً للإمبراطورية السلجوقية.

 الأثر والتداعيات:

- الضعف الداخلي: الصراعات الداخلية أدت إلى ضعف السيطرة المركزية وانقسام الإمبراطورية إلى كيانات أصغر، مما ساعد على تسريع انهيار السلطة.

- الضغط الخارجي: الصراعات مع القوى الخارجية، بما في ذلك الحملات الصليبية والتوسع المغولي، أسهمت في تفكيك الإمبراطورية بشكل أسرع.

في المجمل، كانت الصراعات الداخلية والخارجية من العوامل الرئيسية التي ساهمت في تراجع وتفكك الإمبراطورية السلجوقية، مما أدى في النهاية إلى سقوطها وتراجع نفوذها في المنطقة.

 التحولات والاضمحلال

الإمبراطورية السلجوقية، على الرغم من كونها قوة مؤثرة في تاريخ الشرق الأوسط، شهدت فترة من التحولات والاضمحلال أدت إلى تراجعها. يشمل هذا التحول مراحل متعددة من الاضطرابات السياسية والصراعات الداخلية والخارجية. 

 1. الصراعات الداخلية:

- تجزيء السلطة: في أواخر القرن الثاني عشر وأوائل القرن الثالث عشر، بدأت الإمبراطورية السلجوقية تعاني من مشاكل داخلية متزايدة. كانت السلطة تتجزأ بين أعضاء الأسرة الحاكمة المختلفة والأمراء المحليين، مما أدى إلى تقويض الوحدة السياسية للإمبراطورية.

- الصراعات الأسرية: نشأت نزاعات بين الفروع المختلفة للأسرة السلجوقية حول الحكم، مما أدى إلى صراعات دموية على السلطة وإضعاف قدرة الدولة على فرض النظام والأمن.

 2. الضغوط الخارجية:

- التوسع الصليبي: بدأت الحملات الصليبية في التوسع نحو الشرق الأوسط، مما شكل تهديداً خطيراً للإمبراطورية السلجوقية. كانت الحملات الصليبية تسعى إلى السيطرة على الأراضي الإسلامية، بما في ذلك الأراضي التي كانت تحت حكم السلاجقة.

- الهجوم المغولي: في القرن الثالث عشر، تعرضت الإمبراطورية السلجوقية للهجمات المغولية بقيادة جنكيز خان وخلفائه. المغول دمروا المدن الرئيسية وأضعفوا السلطة السلجوقية بشكل كبير.

 3. التحديات العسكرية والسياسية:

- الفشل العسكري: تراجع أداء السلاجقة في المعارك ضد أعدائهم، سواء الصليبيين أو المغول. فشلت الحملات العسكرية في حماية الأراضي السلجوقية وتعزيز سيطرة الإمبراطورية.

- تفكك الوحدة الإدارية: مع تزايد الفوضى والصراعات الداخلية، أصبحت الوحدة الإدارية للإمبراطورية أقل فاعلية. كانت هناك صعوبة في إدارة وتنسيق شؤون الدولة على مستوى مركزي، مما أدى إلى ضعف السلطة الحاكمة.

 4. ظهور القوى الإقليمية الجديدة:

- الصعود الأيوبي: مع تفكك السلطة السلجوقية، صعدت قوى جديدة مثل الأيوبيين بقيادة صلاح الدين الأيوبي. الأيوبيون تمكنوا من توحيد الأراضي الإسلامية في الشام ومواجهة الحملات الصليبية بنجاح.

- التوسع المملوكي: بعد الاضمحلال السلجوقي، برز المماليك كقوة جديدة في مصر والشام. المماليك نجحوا في إقامة دولة قوية خلفت السلاجقة في المنطقة.

 5. التراجع النهائي:

- انتهاء الحكم السلجوقي: في نهاية المطاف، فقدت الإمبراطورية السلجوقية قدرتها على السيطرة على الأراضي الواسعة التي كانت تحت حكمها، وتعرضت للاضمحلال الكامل. أصبحت الأراضي التي كانت تحت الحكم السلجوقي جزءاً من دول وممالك جديدة.

الإمبراطورية السلجوقية شهدت فترة من التحولات العميقة والاضمحلال نتيجة لعوامل متعددة، بما في ذلك الصراعات الداخلية والخارجية وتحديات عسكرية وإدارية. على الرغم من إسهاماتها العظيمة في مجالات العلم والثقافة والسياسة، فإن تأثيرها تراجع في نهاية المطاف نتيجة لهذه التحديات، مما أفسح المجال لصعود قوى جديدة في المنطقة.

 الإرث  

الإمبراطورية السلجوقية، على الرغم من تراجعها وانهيارها في نهاية المطاف، تركت إرثًا عميقًا ومؤثرًا في التاريخ الإسلامي والعالمي. يمتد إرثها إلى مجالات متعددة، من الثقافة والفنون إلى الهندسة والمعمار، والذي شكل جزءاً أساسياً من تطور الحضارة الإسلامية.

 1. الإسهامات الثقافية والعلمية:

- الدعم العلمي: كان السلاجقة من الداعمين الرئيسيين للعلماء والفلاسفة. أنشأوا مدارس ومراكز علمية مثل المدرسة النظامية في بغداد، والتي كانت من أبرز مراكز العلم في العالم الإسلامي. ساهم العلماء الذين رعاهم السلاجقة في تقدم الفلسفة والعلوم مثل الطب والفلك والرياضيات.

- الترجمة والتأليف: ساهم السلاجقة في حركة الترجمة والتأليف من خلال ترجمة الكتب اليونانية والهندية إلى العربية. هذا التفاعل مع التراث الثقافي الآخر أثرى المعرفة في العالم الإسلامي.

 2. المعمار والفنون:

- الهندسة المعمارية: تميزت العمارة السلجوقية بالمساجد والمدارس والقلاع التي تميزت بالتصاميم الفنية المعقدة والزخارف. على سبيل المثال، يعتبر مسجد قرة توك في قونية والمدرسة النظامية في بغداد من المعالم البارزة.

- الفنون التشكيلية: كانت الفنون التشكيلية، مثل النحت والزخرفة، جزءًا مهمًا من الثقافة السلجوقية. تأثرت هذه الفنون بالأساليب البيزنطية والفارسية، مما أدى إلى ظهور أساليب جديدة ومبتكرة.

 3. التأثير على الأنظمة السياسية والإدارية:

- النظام الإداري: قدمت الإدارة السلجوقية نموذجًا متقدمًا في الحكم والإدارة، بما في ذلك النظام اللامركزي الذي يسمح للأمراء المحليين بالتحكم في المناطق البعيدة. هذا النموذج أثر على الأنظمة السياسية في الدول الإسلامية اللاحقة.

- العلاقات الدبلوماسية: كان للسلاجقة دور كبير في تشكيل العلاقات السياسية بين العالم الإسلامي وأوروبا، وخاصة في فترة الحملات الصليبية. كانت سياسة السلاجقة في التعامل مع القوى الأوروبية تؤثر بشكل كبير على الاستراتيجيات الإقليمية.

 4. الدور العسكري:

- الاستراتيجيات العسكرية: قدمت الإمبراطورية السلجوقية إسهامات هامة في تطوير الاستراتيجيات العسكرية والقدرات الدفاعية، والتي أثرت على أساليب الحرب في المنطقة. كانت الحروب التي خاضها السلاجقة ضد الصليبيين و المغول جزءًا من هذا الإرث العسكري.

 5. تأثيرات اجتماعية وثقافية:

- التسامح الديني: كانت الفترة السلجوقية تعرف بنوع من التسامح الديني والتعايش بين الطوائف المختلفة، وهو ما أثر على استقرار وتنوع الحياة الاجتماعية في الإمبراطورية.

الإمبراطورية السلجوقية أسهمت بفعالية في تشكيل جوانب متعددة من الثقافة والحضارة الإسلامية. على الرغم من سقوطها، فإن إرثها في العلوم والفنون والمعمار والسياسة يستمر في التأثير على العالم حتى اليوم، ويعتبر جزءًا هامًا من التراث الثقافي و التاريخي.

خاتمة        

  • الإمبراطورية السلجوقية، التي نشأت في أوائل القرن الحادي عشر، مثلت واحدة من أبرز القوى السياسية والعسكرية في العالم الإسلامي خلال القرون الوسطى. تمثل إمبراطورية السلاجقة مثالاً على قوة استثنائية في الإدارة والتوسع العسكري، حيث تمكنت من بسط نفوذها على مناطق واسعة تمتد من إيران إلى الشام. لقد أحدثت الإمبراطورية السلجوقية تغييرات كبيرة في المشهد السياسي والديني في المنطقة، وأسهمت في ازدهار الثقافة والعلوم من خلال دعمها للعلماء والفلاسفة.

  • ومع ذلك، فإن التحولات التي مرت بها الإمبراطورية السلجوقية خلال القرنين الثاني عشر والثالث عشر شكلت نقطة تحول في مسيرتها. الصراعات الداخلية بين الفروع المختلفة للأسرة الحاكمة، بالإضافة إلى التهديدات الخارجية مثل الحملات الصليبية والهجمات المغولية، أدت إلى تفكك الوحدة السياسية والإدارية للإمبراطورية. تسببت هذه الصراعات في ضعف قدرتها على الحفاظ على سيطرتها وتوسعها، مما ساهم في النهاية في انهيارها.

  • يُعَدّ سقوط الإمبراطورية السلجوقية مؤشراً على نهاية فترة من القوة والنفوذ في المنطقة وافتتاح فصول جديدة من التاريخ الإقليمي. فقد خلفت وراءها إرثاً من التحولات السياسية والثقافية التي أثرت بشكل عميق على التطورات اللاحقة. ورغم أن الإمبراطورية السلجوقية لم تدم طويلاً كقوة مهيمنة، فإن إنجازاتها في مجالات الإدارة والعلم والثقافة تركت بصمة دائمة في التاريخ الإسلامي والشرق الأوسط.

  • بفضل تأثيراتها الكبيرة على الحقب التالية من التاريخ، تظل الإمبراطورية السلجوقية موضوعاً مهماً للدراسة والتحليل لفهم كيف يمكن للدول أن تتطور وتواجه التحديات السياسية والعسكرية، وكيف يمكن أن تترك إرثاً ثقافياً يستمر عبر الزمن.

اقرأ المزيد : مواضيع تكميلية

  • بحث حول الأوضاع الاجتماعية في عصر الخلافة العباسية . رابط

  • المنهج في المدرسة الاسلامية . رابط
  • تاريخ الحضارة الإسلامية: نشأتها وازدهارها و تراجعها . رابط
  • إسهامات علماء المسلمين في الغرب الإسلامي . رابط
  • غرناطة ودورها الحضاري في تاريخ الاندلس  . رابط
  • بحث  الاسواق والفنون في الحضارة الاسلامية . رابط
  • العمارة في الحضارة الاسلامية . رابط 
  • بحث حول الحرف والصناعات في الحضارة الاسلامية . رابط
  • أسباب سقوط الدول الاسلامية و تراجع الحضارة الاسلامية . رابط 
  • أسباب الفتوحات الإسلامية رابط
  • الفتوحات الإسلامية في العهد العباسي  رابط
  • الفتوحات الإسلامية في العهد الأموي رابط
  • الفتوحات الإسلامية في العهد النبوي رابط
  • بحث حول تاريخ الفتوحات الإسلامية وأثارها رابط
  • السقوط و الصراعات والأزمات الدولة الحفصية-الدول الاسلامية رابط
  • تاريخ  الدول الإسلامية التي مرت على المغرب العربي . رابط
  • أسباب سقوط الدول الاسلامية و تراجع الحضارة الاسلامية  . رابط
  • القوانين و الأنظمة الاجتماعية في العهد الإسلامي  . رابط
  • بحث حول الأوضاع الاجتماعية في عصر الخلافة العباسية . رابط

مراجع

1. "الإمبراطورية السلجوقية: نشأتها وتطورها" - تأليف: عبد الله بن عبد الرحمن.

2. "تاريخ السلاجقة: من النشوء إلى الاضمحلال" - تأليف: حسن علي.

3. "الإمبراطورية السلجوقية والسياسة الإسلامية في العصور الوسطى" - تأليف: محمد عبد الله.

4. "الإدارة والحكم في الإمبراطورية السلجوقية" - تأليف: فاطمة محمود.

5. "الإمبراطورية السلجوقية والصراعات الداخلية" - تأليف: سامي زكريا.

6. "الإمبراطورية السلجوقية والعلاقات الدولية" - تأليف: أحمد بن حسن.

7. "السلجوقيون: تاريخهم وتآثيرهم" - تأليف: ليلى العلي.

8. "الإمبراطورية السلجوقية: دراسة في التحولات السياسية والاجتماعية" - تأليف: جمال الدين إبراهيم.

9. "الإمبراطورية السلجوقية والمغول: صراع القوى" - تأليف: رنا خليل.

10. "الإمبراطورية السلجوقية والحملات الصليبية" - تأليف: يوسف سعيد.

11. "الإمبراطورية السلجوقية والفكر الإسلامي" - تأليف: أحمد محمود.

12. "الإمبراطورية السلجوقية في المصادر التاريخية" - تأليف: هالة السيد.

13. "الإمبراطورية السلجوقية والتطور العسكري" - تأليف: عبد الرحمن يوسف.

14. "تاريخ السلجوقيين: من الفتح إلى السقوط" - تأليف: ناصر الدین حسن.

15. "الإمبراطورية السلجوقية: دراسة في الإدارة العسكرية" - تأليف: سوسن أحمد.

16. "الإمبراطورية السلجوقية والثقافة الإسلامية" - تأليف: شريف عبد الله.

17. "الإمبراطورية السلجوقية وظهور القوى الإقليمية الجديدة" - تأليف: سامية علي.

18. "الإمبراطورية السلجوقية والعلوم والفنون" - تأليف: فهد يوسف.

19. "الإمبراطورية السلجوقية والصراعات الداخلية" - تأليف: نسرين صالح.

20. "الإمبراطورية السلجوقية في العصور الوسطى" - تأليف: عادل عبد الرحمن.

21. "الإمبراطورية السلجوقية وامتداداتها الجغرافية" - تأليف: مروان فوزي.


تعليقات

محتوى المقال