القائمة الرئيسية

الصفحات

بحث حول مشكلات البحث العلمي في العلوم الانسانية و الاجتماعية

مشكلات البحث العلمي في العلوم الانسانية و الاجتماعية

بحث حول مشكلات البحث العلمي في العلوم الانسانية الاجتماعية
البحث العلمي في العلوم الإنسانية والاجتماعية يلعب دورًا حاسمًا في فهم القضايا المتعلقة بالإنسان والمجتمع، لكن هذه المجالات تواجه تحديات ومشكلات خاصة تؤثر على جودة وموثوقية الأبحاث. يمكن تلخيص بعض المشكلات الرئيسية التي يواجهها الباحثون في هذه المجالات على النحو التالي:

 1. مشكلة تحديد وتوصيف الظواهر:

تُعد مشكلة تحديد وتوصيف الظواهر من أبرز التحديات التي يواجهها الباحثون في العلوم الإنسانية والاجتماعية، وذلك بسبب تعقيد وتعذر تحديد بعض الظواهر بدقة. يمكن تقسيم هذه المشكلة إلى النقاط التالية:

 1. تعقيد الظواهر الإنسانية:

   - تعدد الأبعاد: الظواهر الإنسانية والاجتماعية تتسم بتعدد الأبعاد والمستويات. على سبيل المثال، فهم سلوك الأفراد يتطلب دراسة تأثيرات نفسية، اجتماعية، وثقافية متداخلة.

   - عدم الثبات: بعض الظواهر الإنسانية قد تتغير بمرور الوقت، مما يصعب تحديدها بدقة. تغيرات اجتماعية مثل العادات والتقاليد أو الاتجاهات الثقافية يمكن أن تؤثر على الظواهر المدروسة بشكل كبير.

 2. صعوبة تعريف المتغيرات:

   - تباين التعريفات: في العلوم الإنسانية والاجتماعية، يمكن أن تكون تعريفات المتغيرات مثل "السعادة"، "العدالة الاجتماعية"، أو "الهوية الثقافية" متعددة ومتباينة حسب النظرية أو المنهج المستخدم.

   - الذاتية: كثير من المفاهيم في هذه المجالات تحمل طابعًا ذاتيًا، مما يجعل من الصعب الوصول إلى تعريف موحد يمكن تعميمه.

 3. تأثير السياق:

   - السياق الثقافي والاجتماعي: الظواهر الإنسانية غالباً ما تكون مرتبطة بسياقات ثقافية واجتماعية محددة. تفسير سلوك أو ظاهرة معينة في ثقافة ما قد لا ينطبق بشكل مباشر على ثقافة أخرى.

   - التغيرات البيئية: التغيرات في السياق البيئي والاجتماعي قد تؤثر على كيفية وصف وتحديد الظواهر، مما يجعل من الصعب الحصول على صورة شاملة ودقيقة.

 4. التداخل بين المتغيرات:

   - تأثير العوامل المتعددة: في العلوم الإنسانية والاجتماعية، غالبًا ما تتداخل عوامل متعددة في التأثير على الظواهر. يصعب تحديد تأثير كل عامل بشكل مستقل، مما قد يؤدي إلى صعوبة في توصيف الظاهرة بشكل كامل.

   - تأثيرات متبادلة: يمكن أن تؤثر المتغيرات المختلفة في بعضها البعض، مما يعقد عملية تحديد وتوصيف الظواهر بدقة.

 5. التحديات في التوصيف الكمي:

   - صعوبة القياس الكمي: بعض الظواهر مثل القيم والمعتقدات تتسم بصعوبة قياسها بطرق كمية. هذا قد يتطلب استخدام أساليب نوعية لجمع وتحليل البيانات، مما قد يكون أقل دقة في بعض الحالات.

تحديات تحديد وتوصيف الظواهر في العلوم الإنسانية والاجتماعية تتطلب من الباحثين تطوير أساليب دقيقة وشاملة لجمع البيانات وتحليلها. كما يتعين عليهم مراعاة التعقيد والتنوع في السياقات الثقافية والاجتماعية لضمان الحصول على نتائج موثوقة وقابلة للتطبيق.

 2. الصعوبات المنهجية:

تواجه الأبحاث في العلوم الإنسانية والاجتماعية عدة صعوبات منهجية تؤثر على دقة وموثوقية النتائج. تشمل هذه الصعوبات:

 1. تصميم البحث:

   - تعدد المناهج: اختيار المنهج المناسب لدراسة ظاهرة معينة قد يكون صعبًا نظرًا لتعدد الأساليب الممكنة (مثل الكمية، النوعية، أو المزيج بينهما). كل منهج له مزاياه وقيوده، مما قد يؤثر على نتائج البحث.

   - تحديد المتغيرات: تحديد المتغيرات بشكل دقيق وتحديد العلاقة بينها يعد تحديًا، حيث تتداخل العوامل المختلفة في العلوم الإنسانية والاجتماعية. 

 2. قضايا القياس:

   - قياس المتغيرات: القياس الكمي للمتغيرات في العلوم الإنسانية مثل المشاعر والقيم قد يكون صعبًا وغير دقيق. على سبيل المثال، قياس "السعادة" أو "الرضا" لا يمكن أن يتم بشكل موضوعي بالكامل.

   - الاستبيانات والمقاييس: الاستبيانات والمقاييس المستخدمة قد تكون غير دقيقة أو عرضة للتحيز، مما يؤثر على جودة البيانات التي يتم جمعها.

 3. تحليل البيانات:

   - تعقيد التحليل: تحليل البيانات في العلوم الإنسانية والاجتماعية يمكن أن يكون معقدًا بسبب طبيعة البيانات التي قد تكون نوعية وغير رقمية. استخدام تقنيات التحليل قد يتطلب مهارات خاصة لضمان دقة النتائج.

   - التفسير المتعدد: تفسير البيانات يمكن أن يكون ذاتيًا ويعتمد على خلفية الباحث ومعرفته السابقة، مما قد يؤدي إلى تفسيرات متعددة لنفس البيانات.

 4. قضايا التعميم:

   - تعميم النتائج: تعميم نتائج الأبحاث من عينة محددة إلى المجتمع ككل يمكن أن يكون صعبًا، خاصة إذا كانت العينة صغيرة أو غير تمثيلية. هذا قد يؤثر على إمكانية تطبيق النتائج على نطاق أوسع.

   - الاختلافات الثقافية: ما قد يكون صحيحًا في سياق ثقافي معين قد لا يكون قابلًا للتطبيق في سياقات ثقافية أخرى.

 5. الأخطاء والميل إلى التحيز:

   - تحيز الباحث: الباحثين قد يكون لديهم تحيزات تؤثر على تصميم البحث، جمع البيانات، وتحليل النتائج. التحيز يمكن أن يكون غير مقصود ولكنه يؤثر على الموضوعية.

   - أخطاء في جمع البيانات: الأخطاء التي تحدث أثناء جمع البيانات مثل الأخطاء في الاستبيانات أو التلاعب في الردود قد تؤثر على جودة النتائج.

 6. صعوبة الوصول إلى البيانات:

   - الوصول إلى المشاركين: في بعض الأبحاث، قد يكون من الصعب الوصول إلى المشاركين أو جمع البيانات من مجموعات معينة بسبب الحساسيات الثقافية أو الاجتماعية.

   - البيانات المفقودة: فقدان البيانات أو عدم اكتمالها يمكن أن يؤدي إلى صعوبات في تحليل النتائج وتفسيرها.

تتطلب الصعوبات المنهجية في البحث العلمي في العلوم الإنسانية والاجتماعية اهتمامًا دقيقًا من الباحثين لضمان دقة وموثوقية النتائج. يشمل ذلك اختيار المنهج المناسب، توخي الحذر في قياس وتحليل البيانات، ومراعاة التحيزات والاختلافات الثقافية. من خلال معالجة هذه التحديات بفعالية، يمكن تحسين جودة الأبحاث والمساهمة في تقدم المعرفة في هذه المجالات.

 3. التحديات الأخلاقية:

البحث في العلوم الإنسانية والاجتماعية يتطلب الالتزام بمجموعة من المعايير الأخلاقية لضمان حماية المشاركين واحترام حقوقهم. تواجه الدراسات في هذه المجالات عدة تحديات أخلاقية تؤثر على تصميم وتنفيذ الأبحاث. تشمل التحديات الأخلاقية الرئيسية:

 1. حماية حقوق الأفراد:

   - الخصوصية والسرية: يجب على الباحثين ضمان حماية خصوصية المشاركين وسرية المعلومات التي يتم جمعها. قد يتضمن ذلك استخدام إجراءات لحماية البيانات الشخصية وتجنب الكشف عن المعلومات الحساسة.

   - الاستصراح: من الضروري الحصول على موافقة مستنيرة من المشاركين قبل جمع البيانات. يتطلب ذلك تزويدهم بمعلومات كافية حول طبيعة الدراسة، الأهداف، والمخاطر المحتملة.

 2. التزام النزاهة:

   - تجنب التلاعب: يجب على الباحثين تجنب التلاعب في البيانات أو النتائج لتحقيق أهداف محددة. التلاعب يمكن أن يؤدي إلى نتائج مضللة ويضر بمصداقية البحث.

   - تقرير النتائج بموضوعية: تقديم نتائج البحث بموضوعية وشفافية، حتى إذا كانت النتائج تتعارض مع الفرضيات أو التوقعات السابقة.

 3. التعامل مع المعلومات الحساسة:

   - قضايا الأخلاقيات في جمع البيانات: جمع البيانات حول مواضيع حساسة، مثل الصحة النفسية أو الانتهاكات، يتطلب معالجة حذرة للتأكد من عدم تعرض المشاركين لأي ضرر.

   - استخدام المعلومات: يجب على الباحثين استخدام المعلومات التي يجمعونها بشكل أخلاقي وعدم استغلالها لأغراض تجارية أو شخصية.

 4. التأثيرات النفسية على المشاركين:

   - التأثيرات السلبية: قد يتعرض بعض المشاركين للتأثيرات النفسية السلبية نتيجة مشاركتهم في الدراسة، مثل القلق أو التوتر. يجب على الباحثين توفير الدعم اللازم وتقديم المشورة إذا لزم الأمر.

   - إدارة النتائج السلبية: عندما تكشف الأبحاث عن مشكلات أو قضايا يمكن أن تؤثر سلبًا على المشاركين، يجب معالجة هذه المشكلات بطريقة أخلاقية ومهنية.

 5. النزاهة العلمية:

   - التحقق من المصادر: يجب التحقق من صحة المصادر والبيانات المستخدمة في البحث لتجنب الانتحال الأكاديمي والتأكد من دقة المعلومات المقدمة.

   - التعامل مع البيانات المفقودة: التعامل بصدق مع البيانات المفقودة أو الغير مكتملة وعدم التلاعب بها لتحقيق نتائج محددة.

 6. التوازن بين الأهداف الأكاديمية والأخلاقية:

   - التمويل والمصالح الشخصية: في بعض الأحيان قد يتعرض الباحثون لضغوط تتعلق بالتمويل أو المصالح الشخصية التي قد تؤثر على نزاهة البحث. يجب الحفاظ على توازن بين تحقيق الأهداف الأكاديمية والحفاظ على معايير أخلاقية عالية.

التحديات الأخلاقية في البحث العلمي في العلوم الإنسانية والاجتماعية تتطلب من الباحثين الالتزام بأعلى معايير النزاهة والاحترام لحقوق المشاركين. من خلال معالجة هذه التحديات بشكل فعال، يمكن ضمان تحقيق نتائج بحثية موثوقة وقابلة للتطبيق، مع الحفاظ على معايير الأخلاق والاحترام في جميع مراحل الدراسة.

 4. مشكلة جمع البيانات وتحليلها:

جمع البيانات وتحليلها يشكلان تحديًا كبيرًا في البحث العلمي في العلوم الإنسانية والاجتماعية بسبب تعقيد الطبيعة الإنسانية والاجتماعية للمواضيع المدروسة. تتضمن أبرز المشكلات المرتبطة بجمع البيانات وتحليلها:

 1. صعوبة جمع البيانات:

   - الوصول إلى المشاركين: قد يواجه الباحثون صعوبات في الوصول إلى الأفراد أو المجتمعات المستهدفة بسبب الحساسيات الثقافية أو الاجتماعية، أو بسبب العزلة الجغرافية.

   - البيانات الحساسة: جمع البيانات حول مواضيع حساسة، مثل التمييز أو النزاعات الاجتماعية، قد يكون صعبًا بسبب عدم رغبة المشاركين في الكشف عن معلومات حساسة.

   - إمكانية الوصول: قد يكون من الصعب جمع بيانات من مجموعات سكانية معينة بسبب مشاكل لوجستية أو قيود قانونية.

 2. مشاكل في جودة البيانات:

   - التحيز: قد تؤثر انحيازات المشاركين أو الباحثين على جودة البيانات. على سبيل المثال، قد لا يكون المشاركون صادقين في الإجابات بسبب الرغبة في إظهار صورة إيجابية عن أنفسهم.

   - البيانات غير الكاملة: أحيانًا قد تكون البيانات المجمعة غير مكتملة أو مفقودة، مما قد يؤثر على تحليل النتائج وموثوقيتها.

 3. تعقيد التحليل:

   - تحليل البيانات النوعية: تحليل البيانات النوعية، مثل النصوص أو المقابلات، يتطلب تقنيات تحليل معقدة قد تكون ذات طابع ذاتي، مما يجعل التفسيرات متفاوتة بين الباحثين.

   - تفسير النتائج: تفسير البيانات قد يكون صعبًا بسبب التعقيد والتداخل بين المتغيرات. البيانات قد تتطلب تفسيرات متعددة بناءً على سياق الدراسة.

 4. التحديات في التحليل الكمي:

   - التلاعب والإحصاءات: استخدام الأساليب الإحصائية لتحليل البيانات الكمية قد يتطلب معرفة دقيقة بالأدوات والأساليب. الأخطاء في التحليل يمكن أن تؤدي إلى استنتاجات غير صحيحة.

   - اختيار النماذج الإحصائية: اختيار النماذج الإحصائية المناسبة لتحليل البيانات قد يكون معقدًا ويؤثر على دقة النتائج. النماذج غير المناسبة قد تؤدي إلى نتائج مضللة.

 5. التأثيرات الخارجية:

   - التغيرات البيئية: التغيرات في البيئة الاجتماعية أو الثقافية خلال فترة جمع البيانات قد تؤثر على النتائج. يجب على الباحثين أن يكونوا على دراية بكيفية تأثير هذه التغيرات على الدراسة.

 6. أدوات جمع البيانات:

   - الاستبيانات والمقاييس: قد تواجه أدوات جمع البيانات مثل الاستبيانات والمقاييس صعوبة في قياس مفاهيم معقدة بدقة، وقد تكون موجهة لتفسيرات غير دقيقة.

جمع البيانات وتحليلها في العلوم الإنسانية والاجتماعية يتطلب التعامل مع مجموعة من التحديات المتعلقة بالصعوبة في الوصول إلى المشاركين، جودة البيانات، وتعقيد التحليل. يجب على الباحثين توخي الحذر في تصميم دراساتهم واستخدام الأدوات المنهجية المناسبة لضمان الحصول على بيانات دقيقة وقابلة للتفسير. من خلال معالجة هذه المشكلات بفعالية، يمكن تعزيز جودة البحث العلمي وتحقيق نتائج موثوقة ومفيدة.

 5. التأثيرات الثقافية والإيديولوجية:

التأثيرات الثقافية والإيديولوجية تلعب دورًا كبيرًا في البحث العلمي، خاصة في العلوم الإنسانية والاجتماعية، حيث يمكن أن تؤثر على تصميم الدراسة، جمع البيانات، وتحليل النتائج. تشمل التأثيرات الثقافية والإيديولوجية الرئيسية:

 1. التأثير على تصميم البحث:

   - اختيار الموضوع: قد يؤثر السياق الثقافي والإيديولوجي للباحث في اختيار موضوع البحث وأهدافه. بعض المواضيع قد تكون أكثر أهمية أو حساسية بناءً على الخلفية الثقافية أو الإيديولوجية للباحث.

   - صياغة الفرضيات: يمكن أن تؤثر المعتقدات الثقافية والإيديولوجية على صياغة الفرضيات والأسئلة البحثية، مما قد يؤدي إلى تحيز في دراسة معينة.

 2. التأثير على جمع البيانات:

   - الميل الثقافي: قد يؤثر الميل الثقافي للإجابة على الاستبيانات أو المشاركة في المقابلات. على سبيل المثال، يمكن أن تتأثر ردود المشاركين بالقيم الثقافية السائدة.

   - تأثير الثقافة على التفاعل: طريقة جمع البيانات مثل المقابلات أو الاستبيانات يمكن أن تتأثر بالقيم الثقافية، مما يؤثر على كيفية تقديم المشاركين للإجابات.

 3. التأثير على تحليل البيانات:

   - تفسير النتائج: يمكن أن يؤثر خلفية الباحث الثقافية والإيديولوجية على تفسير النتائج. قد يؤدي ذلك إلى تفسير نتائج البحث بطرق تتماشى مع وجهة نظر الباحث بدلاً من تفسيرها بشكل موضوعي.

   - تحيز البيانات: يمكن أن يؤدي التأثير الثقافي والإيديولوجي إلى تحيز في تحليل البيانات، مما يؤثر على مدى دقة وموضوعية النتائج.

 4. التأثير على نشر البحث:

   - الاختيار والمراجعة: قد تتأثر عملية نشر البحث بالمفاهيم الثقافية والإيديولوجية. بعض الأبحاث قد تواجه صعوبة في النشر إذا كانت تتعارض مع القيم الثقافية السائدة أو الأيديولوجيات السائدة في المجتمع الأكاديمي.

   - استجابة المجتمع الأكاديمي: التقييم والنقد الذي يتلقاه البحث من قبل المجتمع الأكاديمي قد يتأثر أيضًا بالمفاهيم الثقافية والإيديولوجية السائدة.

 5. التأثير على الأخلاقيات البحثية:

   - معايير الأخلاق: قد تتأثر معايير الأخلاق في البحث بالمفاهيم الثقافية والإيديولوجية. ما يُعتبر أخلاقيًا في ثقافة معينة قد لا يكون مقبولًا في ثقافات أخرى.

   - الاستجابة للأزمات: في حالات الأزمات أو المشكلات التي تظهر أثناء البحث، يمكن أن تؤثر القيم الثقافية والإيديولوجية على كيفية التعامل مع هذه القضايا وحلها.

التأثيرات الثقافية والإيديولوجية تعتبر من العوامل المهمة التي يجب أخذها في الاعتبار أثناء إجراء البحث العلمي في العلوم الإنسانية والاجتماعية. من الضروري أن يكون الباحثون واعين لهذه التأثيرات وأن يعملوا على تقليل تأثيرها على جودة وموضوعية البحث. من خلال إدراك هذه التأثيرات ومعالجتها بفعالية، يمكن تعزيز النزاهة الأكاديمية وضمان نتائج بحثية أكثر دقة وشمولية.

 6. قضايا النشر والتوزيع:

النشر والتوزيع هما مراحل حيوية في البحث العلمي، حيث تؤثران على مدى وصول البحث إلى الجمهور الأكاديمي والمجتمع بشكل عام. تواجه هذه المراحل عدة قضايا تحد من فعالية البحث وانتشاره. تشمل القضايا الرئيسية المتعلقة بالنشر والتوزيع:

 1. صعوبات الوصول إلى المنصات:

   - الرسوم والاشتراكات: العديد من الدوريات الأكاديمية تتطلب رسوم نشر أو اشتراكات للوصول إلى الأبحاث، مما قد يقيد الوصول إلى الأبحاث من قبل الأفراد أو المؤسسات ذات الموارد المحدودة.

   - المجلات المحكمة: قد تكون عملية قبول الأبحاث في المجلات المحكمة صعبة ومنافسة عالية، مما قد يؤدي إلى رفض الأبحاث ذات الجودة العالية بسبب المعايير الصارمة.

 2. القضايا المتعلقة بالجودة والمراجعة:

   - مراجعة الأقران: عملية مراجعة الأقران قد تكون غير موضوعية أو تتأثر بالتحيز، مما يؤثر على قبول الأبحاث ونشرها.

   - التحيز في اختيار الأبحاث: المجلات الأكاديمية قد تكون موجهة نحو اتجاهات بحثية معينة، مما يؤثر على تنوع الأبحاث المنشورة.

 3. القضايا الأخلاقية والنشر:

   - الاحتيال والنزاهة: هناك قضايا تتعلق بالنزاهة العلمية مثل التلاعب في البيانات أو الانتحال، والتي يمكن أن تؤثر على مصداقية الأبحاث المنشورة.

   - حقوق الملكية الفكرية: قضايا تتعلق بحقوق الملكية الفكرية مثل حقوق النشر يمكن أن تكون معقدة، مما قد يؤثر على كيفية نشر وتوزيع الأبحاث.

 4. التوزيع الرقمي والتقليدي:

   - الوصول الرقمي: التوزيع الرقمي قد يواجه مشكلات تتعلق بالأمن الرقمي وحماية حقوق النشر، مما يؤثر على كيفية الوصول إلى الأبحاث وتوزيعها.

   - النسخ المطبوعة: نشر الأبحاث في شكل مطبوع قد يكون مكلفًا، وقد يقتصر على توزيع جغرافي محدود.

 5. التحديات في الانتشار الأكاديمي:

   - الترويج للأبحاث: الباحثون قد يواجهون صعوبة في الترويج لأبحاثهم ونشرها بشكل فعال في المؤتمرات الأكاديمية أو عبر الشبكات الاجتماعية الأكاديمية.

   - التأثير على السياسات: قضايا النشر قد تؤثر على كيفية استخدام الأبحاث في صياغة السياسات أو في الممارسات الأكاديمية والمهنية.

 6. قضايا الوصول المفتوح:

   - مبادرات الوصول المفتوح: رغم أن مبادرات الوصول المفتوح تهدف إلى تعزيز وصول الجمهور إلى الأبحاث، فإن التنفيذ والتبني الكامل لهذه المبادرات لا يزال يمثل تحديًا بسبب التكاليف وتغييرات السياسة.

قضايا النشر والتوزيع في البحث العلمي تتضمن مجموعة من التحديات التي تؤثر على كيفية وصول الأبحاث إلى الجمهور الأكاديمي والمجتمع الأوسع. من خلال معالجة هذه القضايا بفعالية، يمكن تعزيز وصول الأبحاث وزيادة تأثيرها. ينبغي للباحثين والناشرين العمل معًا للتغلب على هذه التحديات، وضمان نشر الأبحاث بجودة عالية وبطريقة تجعلها متاحة لأكبر عدد ممكن من الأفراد والمهتمين.

 خاتمة  

  • تواجه الأبحاث في العلوم الإنسانية والاجتماعية مجموعة من المشكلات التي تؤثر على جودة ودقة النتائج، وعلى سير العملية البحثية بشكل عام. من بين هذه المشكلات، تتصدر التحديات في تحديد وتوصيف الظواهر، حيث تتطلب دراسة الظواهر الإنسانية والاجتماعية فهماً عميقاً ومعقداً قد يكون من الصعب تحقيقه بدقة. كما تواجه الدراسات صعوبات منهجية تتعلق بتصميم الأساليب البحثية وضمان مصداقيتها، ما يؤدي إلى تأثر النتائج بطرق قد لا تعكس الحقيقة كاملة.

  • فيما يتعلق بجمع البيانات وتحليلها، تعد مشكلات الوصول إلى المعلومات الكافية والموثوقة من أبرز التحديات، مما قد يؤثر على جودة التحليلات والنتائج المستخلصة. إضافة إلى ذلك، تثير التحديات الأخلاقية في البحث قضايا تتعلق بحماية حقوق المشاركين والنزاهة العلمية، مما يتطلب من الباحثين الالتزام بأعلى المعايير الأخلاقية.

  • تتأثر الأبحاث أيضاً بالتأثيرات الثقافية والإيديولوجية التي قد تؤدي إلى تحيزات في نتائج البحث وتفسيرها. وفي نهاية المطاف، تعد قضايا النشر والتوزيع من العوامل التي تحد من وصول الأبحاث إلى جمهور واسع. لتجاوز هذه المشكلات، يتطلب الأمر تطوير منهجيات بحثية أكثر فعالية، وتعزيز التعاون بين الباحثين، وتحسين آليات النشر والتوزيع، مما يساهم في تحسين جودة الأبحاث وتأثيرها في العلوم الإنسانية والاجتماعية.

إقرا أيضا مقالات تكميلية

  • المنهج العلمي- مفهومه وخصائصه وأهميته  مدارس ومناهج . رابط
  • مفهوم المعاينة وطرقها في مقياس مدارس ومناهج . رابط
  • بحث حول العمليات الأساسية في المنهج العلمي . رابط
  • بحث حول التيار العقلاني و التجريبي علوم انسانية واجتماعية . رابط
  • بحث-مقارنة بين المناهج الكمية والنوعية . رابط
  • بحث-المنهج المدرسة الماركسية مدارس ومناهج . رابط
  • بحث-المنهج العلمي بين العلوم الإنسانية والطبيعية . رابط
  • بحث حول المنهج التجريبي مع المراجع . رابط
  • بحث حول منهج دراسة الحالة . رابط
  • بحث مفهوم البحث العلمي وخصائصه مدارس ومناهج . رابط
  • بحث منهج تحليل المضمون مدارس ومناهج . رابط
  • بحث حول المناهج الكيفية/النوعية . رابط
  • بحث المنهج في الفلسفة مدارس ومناهج . رابط
  • بحث المنهج الوصفي مدارس ومناهج . رابط
  • بحث المنهج في المدرسة الوضعية . رابط
  • المنهج في المدرسة الإسلامية. رابط
  • بحث المنهج التاريخي مدارس ومناهج . رابط
  • بحث الابستمولوجيا وإشكالية المنهج مدارس ومناهج . رابط
  • بحث حول التيار الفكري السلوكي . رابط
  • بحث على التفسير العقلي للتاريخ . رابط
  • بحث جامعي حول علاقة التربية بعلم الاجتماع . رابط
  • التيار الوجودي الفلسفة الوجودية مدارس ومناهج . رابط
  • بحث المنهج في العلوم الطبيعية  مدارس ومناهج . رابط
  • بحث بين العلم والمعرفة مدارس ومناهج . رابط
  • بحث المنهج العلمي في الحضارة الغربية الحديثة  مدارس ومناهج رابط
  • بحث  المنهج في العلوم الانسانية و مدارس ومناهج رابط
  • بحث  المنهج في المدرسة البنائية الوظيفية رابط

مراجع  

1. "أسس البحث العلمي في العلوم الاجتماعية" - د. محمد عبد الرحمن.

2. "مناهج البحث في العلوم الإنسانية والاجتماعية" - د. أحمد شوقي.

3. "طرق وأساليب البحث الاجتماعي" - د. عبد الله بن زيد.

4. "مشكلات البحث العلمي في العلوم الاجتماعية" - د. فاطمة الزهراء.

5. "المنهجية في العلوم الاجتماعية" - د. جمال العتيبي.

6. "مناهج البحث في العلوم الإنسانية" - د. نصر الدين نوفل.

7. "التحليل الإحصائي في البحوث الاجتماعية" - د. عادل عبد الرحمن.

8. "الأخلاقيات في البحث العلمي: من النظرية إلى التطبيق" - د. سامي بن عيسى.

9. "مقاييس البحث العلمي في العلوم الإنسانية" - د. هالة جلال.

10. "إشكاليات البحث الميداني في العلوم الاجتماعية" - د. زينب الدليمي.

11. "طرق البحث العلمي وتحليل البيانات" - د. طارق إبراهيم.

12. "تحديات البحث في العلوم الاجتماعية" - د. نادية محمود.

13. "منهجية البحث الاجتماعي: النظرية والتطبيق" - د. سليمان الخطيب.

14. "مشكلات البحث العلمي والأخلاقيات" - د. مريم السيد.

15. "البحث الاجتماعي: الأسس والمشكلات" - د. يوسف منصور.


تعليقات

محتوى المقال