القائمة الرئيسية

الصفحات

أقمار الاستشعار عن بعد-ثورة في علم الجيوماتكس وهندسة المعلومات

 أقمار الاستشعار عن بعد-ثورة في علم الجيوماتكس وهندسة المعلومات

أقمار الاستشعار عن بعد-ثورة في علم الجيوماتكس وهندسة المعلومات

أصبحت أقمار الاستشعار عن بعد أدوات لا غنى عنها في مجال الجغرافيا وهندسة المعلومات. لقد أحدثت هذه الأعجوبة التكنولوجية ثورة في الطريقة التي نجمع بها البيانات حول كوكبنا وما وراءه. في هذا الاستكشاف الشامل، سوف نتعمق في تعريف أقمار الاستشعار عن بعد، ونتتبع تطورها التاريخي، ونتعرف على المؤسسين واللاعبين الرئيسيين في هذا المجال الرائع.

تعريف أقمار الاستشعار عن بعد

أقمار الاستشعار عن بعد، والتي يشار إليها غالبًا باسم أقمار مراقبة الأرض، هي أقمار صناعية مصممة لالتقاط معلومات حول سطح الأرض أو غلافها الجوي من مسافة بعيدة. تم تجهيز هذه الأقمار الصناعية بأجهزة استشعار وأدوات مختلفة يمكنها التقاط البيانات في شكل صور وأطياف وقياسات أخرى. إن البيانات التي يتم جمعها بواسطة أقمار الاستشعار عن بعد لا تقدر بثمن لمجموعة واسعة من التطبيقات، بما في ذلك الزراعة، والرصد البيئي، وإدارة الكوارث، والتخطيط الحضري، والأمن القومي.

التطور التاريخي

يمكن إرجاع تطور أقمار الاستشعار عن بعد إلى منتصف القرن العشرين. لقد مهدت العديد من المعالم الرئيسية والتقدم التكنولوجي الطريق لأنظمة الأقمار الصناعية المتطورة التي لدينا اليوم.

1. التطورات المبكرة (الخمسينيات والستينيات):

 اكتسبت فكرة استخدام الأقمار الصناعية للاستشعار عن بعد زخما خلال فترة الحرب الباردة. كانت الولايات المتحدة والاتحاد السوفييتي في طليعة استكشاف الفضاء. في عام 1957، أطلق الاتحاد السوفييتي سبوتنيك 1، أول قمر صناعي في العالم. كان هذا الحدث بمثابة بداية عصر الفضاء ووضع الأساس لأقمار الاستشعار عن بعد.

2. برنامج لاندسات Landsat Program (1972 إلى الوقت الحاضر): 

أطلقت الولايات المتحدة برنامج لاندسات في عام 1972، والذي كان بمثابة علامة بارزة في مجال الاستشعار عن بعد. ظلت أقمار لاندسات الصناعية تراقب سطح الأرض بشكل مستمر لعدة عقود، مما يوفر بيانات قيمة للزراعة والغابات وتخطيط استخدام الأراضي. استخدم لاندسات 1، وهو أول قمر صناعي في السلسلة، أجهزة استشعار متعددة الأطياف لالتقاط البيانات.

3. تطوير أجهزة الاستشعار المتعددة الأطياف والفائقة الأطياف: 

مع تقدم التكنولوجيا، بدأت أقمار الاستشعار عن بعد تحمل أجهزة استشعار أكثر تطوراً. سمحت أجهزة الاستشعار المتعددة الأطياف والفائقة الطيفية بالتقاط معلومات طيفية مفصلة، مما يتيح التطبيقات في الزراعة واستكشاف المعادن والرصد البيئي.

4. رادار الفتحة الاصطناعية (SAR) Synthetic Aperture Radar

تم إدخال تقنية رادار الفتحة الاصطناعية في أقمار الاستشعار عن بعد خلال السبعينيات والثمانينيات. يمكن لـ SAR التقاط صور لسطح الأرض حتى في الظروف الغائمة أو الليلية، مما يجعلها متعددة الاستخدامات للغاية لتطبيقات مثل إدارة الكوارث والمراقبة البحرية.

5. الأنظمة العالمية للملاحة عبر الأقمار الصناعية (GNSS) Global Navigation Satellite Systems :

 أدى دمج تكنولوجيا GNSS، مثل نظام تحديد المواقع العالمي (GPS)، في أقمار الاستشعار عن بعد إلى تحسين دقتها وقدراتها على الإسناد الجغرافي. أدى هذا التطور إلى توسيع نطاق التطبيقات، بما في ذلك تحديد المواقع ورسم الخرائط بدقة.

6. مشاركة القطاع الخاص: 

في العقود الأخيرة، لعب القطاع الخاص دوراً هاماً في تطوير وتشغيل أقمار الاستشعار عن بعد. فقد أطلقت شركات مثل ديجيتال جلوب (المعروفة الآن باسم ماكسار تكنولوجيز) وبلانيت لابز مجموعات من الأقمار الصناعية الصغيرة، لتوفير صور وبيانات عالية الدقة لأغراض تجارية مختلفة.

المؤسسون والمساهمون الرئيسيون

في حين تطورت تكنولوجيا الأقمار الصناعية للاستشعار عن بعد من خلال التعاون الدولي ومساهمات العديد من المنظمات، فقد أثر العديد من اللاعبين والرواد الرئيسيين بشكل كبير على تطورها:

1. ويليام بيكورا William Pecora

يُشار إليه غالبًا باسم "أبو لاندسات"، وقد لعب ويليام بيكورا دورًا أساسيًا في إنشاء برنامج لاندسات. بصفته مديرًا لهيئة المسح الجيولوجي الأمريكية في الستينيات، دافع عن فكرة استخدام الأقمار الصناعية لمراقبة موارد الأرض.

2. فيكرام سارابهاي Vikram Sarabhai :

 لعب الفيزيائي الهندي صاحب الرؤية فيكرام سارابهاي دورًا حاسمًا في تطوير برنامج الفضاء الهندي. أسس منظمة أبحاث الفضاء الهندية (ISRO) في عام 1969، والتي أصبحت منذ ذلك الحين لاعبًا رئيسيًا في تكنولوجيا الأقمار الصناعية للاستشعار عن بعد.

3. الدكتورة نانسي جريس رومان Dr. Nancy Grace Roman

المعروفة باسم "أم هابل" لمساهماتها في تلسكوب هابل الفضائي، أرست أعمال الدكتورة رومان الأساس لمنصات المراقبة الفضائية، بما في ذلك تلك المستخدمة في الاستشعار عن بعد.

4. وكالات الفضاء السوفيتية والروسية Soviet and Russian Space Agencies :

 يتمتع الاتحاد السوفيتي، ثم روسيا لاحقًا، بتاريخ طويل في تطوير أقمار الاستشعار عن بعد. وكانت مساهماتهم في تكنولوجيا الفضاء، بما في ذلك الأقمار الصناعية المبكرة لمراقبة الأرض مثل Elektro-L وResurs، كبيرة.

5. ناسا NASA :

 كانت الإدارة الوطنية للملاحة الجوية والفضاء (ناسا) قوة دافعة في مجال تكنولوجيا الأقمار الصناعية للاستشعار عن بعد. ساهم برنامج نظام مراقبة الأرض (EOS) التابع لناسا بشكل كبير في فهمنا لمناخ الأرض وبيئتها.

  • الشركات الرائدة في هذا المجال

اعتبارًا من آخر تحديث لمعلوماتي في سبتمبر 2021، كانت العديد من الشركات رائدة في مجال أقمار الاستشعار عن بعد وتكنولوجيا مراقبة الأرض. يرجى ملاحظة أن مشهد صناعة الاستشعار عن بعد يمكن أن يتغير بسرعة بسبب التقدم التكنولوجي وعمليات الدمج والاستحواذ واللاعبين الناشئين. فيما يلي بعض الشركات الرئيسية التي كانت بارزة في هذا المجال في ذلك الوقت:

1. Maxar Technologies: 

تعد شركة Maxar Technologies، المعروفة سابقًا باسم DigitalGlobe، شركة رائدة عالميًا في مجال صور الأرض والحلول الجغرافية المكانية. وهي تقوم بتشغيل كوكبة WorldView من أقمار التصوير عالية الدقة وتوفر بيانات مهمة لمختلف التطبيقات، بما في ذلك الدفاع والزراعة والاستجابة للكوارث والتخطيط الحضري.

2. إيرباص للدفاع والفضاء Airbus Defence and Space

إيرباص للدفاع والفضاء هي قسم من مجموعة إيرباص المتخصصة في التقنيات المتعلقة بالفضاء. وهي معروفة بأقمارها الصناعية المتقدمة لرصد الأرض، بما في ذلك سلسلة Pleiades وSPOT، والتي توفر إمكانات التصوير البصري والراداري.

3. برنامج كوبرنيكوس Copernicus Program  (وكالة الفضاء الأوروبية): 

يوفر برنامج كوبرنيكوس، الذي تقوده وكالة الفضاء الأوروبية (ESA)، وصولاً مجانيًا ومفتوحًا إلى ثروة من بيانات مراقبة الأرض. لقد لعبت الأقمار الصناعية Sentinel، وهي جزء من كوبرنيكوس، دورًا فعالًا في مراقبة تغير المناخ واستخدام الأراضي وإدارة الكوارث.

4. بلانيت لابز Planet Labs

 : Planet Labs هي شركة خاصة تدير كوكبة كبيرة من الأقمار الصناعية الصغيرة المعروفة باسم الحمائم. وهم متخصصون في توفير صور متكررة وعالية الدقة لسطح الأرض، مما يتيح التطبيقات في الزراعة والغابات والرصد البيئي.

5.  BlackSky Global : 

 شركة خاصة أخرى تقدم حلول الاستخبارات الجغرافية المكانية من خلال كوكبتها من الأقمار الصناعية الصغيرة لمراقبة الأرض. إنهم يركزون على توفير المراقبة والتحليل في الوقت الفعلي لمجموعة واسعة من الصناعات.

6. UrtheCast:

 تشتهر UrtheCast بمنصاتها لرصد الأرض، بما في ذلك كوكبتي Deimos-2 وUrtheDaily، والتي توفر صورًا عالية الدقة وتغطية يومية لسطح الأرض.

7. شركة سييرا نيفادا Sierra Nevada Corporation   (SNC): 

تعمل SNC في مجال تكنولوجيا الفضاء وتمتلك كوكبة ORBCOMM من أقمار مراقبة الأرض والاتصالات، والتي تستخدم لتتبع الأصول ومراقبة الظروف البيئية.

8. Telespazio:

 Telespazio، وهو مشروع مشترك بين ليوناردو وتاليس، يقدم خدمات وحلول تعتمد على الأقمار الصناعية، بما في ذلك مراقبة الأرض والملاحة عبر الأقمار الصناعية وخدمات الاتصالات.

9. Ball Aerospace:

 تشتهر شركة Ball Aerospace بمساهماتها في برامج الفضاء المختلفة، بما في ذلك أقمار مراقبة الأرض. لقد شاركوا في تطوير أجهزة الاستشعار والأدوات المتقدمة المستخدمة في العديد من المركبات الفضائية لرصد الأرض.

10. GeoOptics:

 GeoOptics متخصصة في نشر الأقمار الصناعية الصغيرة لحجب الراديو وقياسات GPS-RO، والتي توفر بيانات قيمة للتنبؤ بالطقس ومراقبة المناخ.

يرجى أن تضع في اعتبارك أن مشهد صناعة الاستشعار عن بعد ربما يكون قد تطور منذ آخر تحديث لي، مع الوافدين الجدد والتطورات. يُنصح باستشارة أحدث المصادر وتقارير الصناعة للحصول على أحدث المعلومات عن القادة في مجال أقمار الاستشعار عن بعد وتكنولوجيا مراقبة الأرض.

خاتمة

ظهرت أقمار الاستشعار عن بعد كجزء لا يتجزأ من الهندسة الجيولوجية والمعلومات. لقد مكنتنا هذه المراصد المدارية من مراقبة كوكبنا بدقة وتفصيل غير مسبوقين. منذ بداياتها المتواضعة خلال سباق الفضاء إلى الأنظمة المتطورة اليوم، قطعت أقمار الاستشعار عن بعد شوطا طويلا. إن الاعتراف بالمؤسسين واللاعبين الرئيسيين في هذا المجال أمر ضروري لفهم الرحلة الرائعة التي جلبت لنا هذه التقنيات التحويلية. وبينما نمضي قدمًا، فإن مستقبل أقمار الاستشعار عن بعد يحمل وعدًا أكبر لتعزيز فهمنا للأرض وتحسين قدرتنا على إدارة مواردها.

مراجع 

1. "أساسيات الاستشعار عن بعد" - تأليف: د. محمد عبدالرحمن  

   - يقدم الكتاب مقدمة شاملة حول مبادئ الاستشعار عن بعد وتطبيقاته في مختلف المجالات.

2. "تقنيات الاستشعار عن بعد وتطبيقاتها" - تأليف: د. أحمد سعيد  

   - يغطي الكتاب تقنيات الاستشعار عن بعد المستخدمة في مراقبة البيئة والتخطيط العمراني والزراعة.

3. "الاستشعار عن بعد: مفاهيم وتقنيات" - تأليف: د. ناصر العلي  

   - يقدم الكتاب شرحًا للمفاهيم الأساسية في الاستشعار عن بعد والتقنيات المستخدمة.

4. "الاستشعار عن بعد وتطبيقاته البيئية" - تأليف: د. عادل يوسف  

   - يتناول الكتاب كيفية استخدام الاستشعار عن بعد في دراسة وتحليل البيئات المختلفة.

5. "نظم المعلومات الجغرافية والاستشعار عن بعد" - تأليف: د. حسين علي  

   - يركز الكتاب على التكامل بين نظم المعلومات الجغرافية وتقنيات الاستشعار عن بعد.

6. "الاستشعار عن بعد: التقنيات والتطبيقات في الموارد الطبيعية" - تأليف: د. وليد سالم  

   - يقدم الكتاب دراسة حول تطبيقات الاستشعار عن بعد في إدارة الموارد الطبيعية مثل المياه والتربة.

7. "مقدمة في الاستشعار عن بعد والتصوير الفضائي" - تأليف: د. رامي ناصر  

   - يوفر الكتاب مقدمة عامة عن تقنيات الاستشعار عن بعد والتصوير الفضائي.

8. "تطبيقات الاستشعار عن بعد في إدارة الكوارث" - تأليف: د. سامي محمود  

   - يسلط الكتاب الضوء على كيفية استخدام الاستشعار عن بعد في إدارة وتخفيف آثار الكوارث الطبيعية.

9. "الاستشعار عن بعد والتغيرات المناخية" - تأليف: د. خالد أحمد  

   - يستعرض الكتاب دور الاستشعار عن بعد في دراسة ومراقبة التغيرات المناخية وتأثيراتها.

10. "تقنيات الاستشعار عن بعد في الزراعة" - تأليف: د. شريف عوض  

    - يتناول الكتاب كيفية استخدام تقنيات الاستشعار عن بعد لتحسين وإدارة الممارسات الزراعية.


تعليقات

محتوى المقال