القائمة الرئيسية

الصفحات

بحث حول التيار العقلاني و التجريبي علوم انسانية واجتماعية

 التيار العقلاني و التجريبي

بحث حول التيار العقلاني و التجريبي علوم انسانية واجتماعية

التيار العقلاني والتجريبي هما مدرستان فلسفيتان رئيسيتان في الفكر الفلسفي، ولكل منهما منهج مختلف في الوصول إلى المعرفة.

1. التيار العقلاني:

التيار العقلاني هو اتجاه فلسفي يعتمد بشكل أساسي على العقل كوسيلة للوصول إلى المعرفة. يؤمن الفلاسفة العقلانيون بأن العقل قادر على إدراك الحقائق الأساسية بشكل مستقل عن التجربة الحسية. 

1. الأسس والمفاهيم الرئيسية التيار العقلاني :

التيار العقلاني هو مدرسة فلسفية تعتمد على العقل والمنطق كمصدر أساسي للمعرفة، وتؤكد على قدرة العقل البشري على الوصول إلى الحقائق الأساسية حول العالم. إليك الأسس والمفاهيم الرئيسية للتيار العقلاني:

1. العقل كمصدر للمعرفة:

   - العقلانيون يؤمنون بأن المعرفة الحقيقية تأتي من التفكير العقلاني، وليس فقط من التجربة الحسية. العقل قادر على استنباط الحقائق العامة من خلال التأمل والتفكير.

2. الشك المنهجي:

   - يستخدم العقلانيون الشك كأداة منهجية للوصول إلى اليقين. ديكارت، على سبيل المثال، شكك في كل شيء حتى وصل إلى فكرة "أنا أفكر، إذن أنا موجود" كأول يقين لا يمكن الشك فيه.

3. الاستنباط:

   - يعتمد العقلانيون على الاستنباط كمنهج للوصول إلى المعرفة. الاستنباط يبدأ بمبادئ أولية بديهية وينتقل إلى استنتاجات منطقية.

4. المبادئ الفطرية:

   - يعتقد العقلانيون أن هناك مبادئ أو أفكار فطرية مزروعة في العقل البشري من قبل الطبيعة، وهذه المبادئ هي أساس المعرفة. على سبيل المثال، مفهوم الكمال أو اللانهاية.

5. الثقة في الرياضيات والمنطق:

   - يميل العقلانيون إلى اعتبار الرياضيات والمنطق أعلى أشكال المعرفة، لأنهما يعتمدان على المبادئ العقلية البحتة ولا يحتاجان إلى تجربة حسية.

6. الأولوية على التجربة:

   - العقلانيون يرون أن التجربة الحسية قد تكون مضللة وغير موثوقة، وبالتالي يجب أن تخضع للمنطق العقلاني. المعرفة الحقيقية تأتي من العقل وليس من الحواس.

هذه الأسس تعكس كيف يعالج العقلانيون المعرفة والفهم، حيث يعتبرون العقل الأداة الأساسية لاكتشاف الحقيقة.

2. أبرز الفلاسفة  التيار العقلاني :

التيار العقلاني كان له تأثير كبير في تاريخ الفلسفة، وكان هناك عدد من الفلاسفة البارزين الذين ساهموا في تطوير هذا التيار. إليك بعضهم:

1. رينيه ديكارت (1596-1650):

   - يُعتبر ديكارت الأب المؤسس للفلسفة العقلانية الحديثة. اشتهر بمقولته "أنا أفكر، إذن أنا موجود"، والتي تعكس تأكيده على دور العقل كأصل للمعرفة. ديكارت كان يسعى للوصول إلى يقين مطلق من خلال الشك المنهجي واستخدام العقل.

2. باروخ سبينوزا (1632-1677):

   - كان سبينوزا فيلسوفًا هولنديًا يهوديًا، وقد طور نظامًا فلسفيًا معقدًا يقوم على فكرة أن العقل هو السبيل الوحيد لفهم الله والطبيعة. سبينوزا اعتقد أن الله والطبيعة هما شيء واحد، وأن كل شيء يمكن فهمه من خلال العقل.

3. غوتفريد فيلهلم لايبنتس (1646-1716):

   - لايبنتس كان فيلسوفًا وعالمًا رياضيًا ألمانيًا، وقد ساهم بشكل كبير في تطوير الفلسفة العقلانية. اشتهر بنظريته في "المونادولوجيا"، التي تُعتبر محاولة لفهم الكون من خلال وحدات عقلية بسيطة تُسمى "المونادات". لايبنتس رأى أن الكون يتميز بالترابط والنظام الذي يمكن فهمه عقليًا.

4. نيكولا مالبرانش (1638-1715):

   - فيلسوف فرنسي، تبنى أفكار ديكارت ووسعها. كان مالبرانش يؤمن بأن الله هو العقل الفاعل الوحيد في الكون، وأن المعرفة الإنسانية هي نتيجة لعمل العقل الإلهي.

5.كريستيان وولف (1679-1754):

   - فيلسوف ألماني كان له دور كبير في نشر الفلسفة العقلانية في ألمانيا. وولف كان يعتقد أن الفلسفة يجب أن تكون علمية ومنهجية، وأن العقل قادر على الوصول إلى المعرفة الحقيقية من خلال التحليل المنطقي.

هؤلاء الفلاسفة ساهموا بشكل كبير في تشكيل الفكر العقلاني، مؤكدين على أهمية العقل كأداة رئيسية للوصول إلى الحقيقة وفهم العالم.

3. التأثير التيار العقلاني:

التيار العقلاني كان له تأثير عميق وشامل على العديد من مجالات الفكر والفلسفة، وترك بصمته على تطور الفكر الغربي بشكل عام. إليك بعض الجوانب الرئيسية التي تأثر بها التيار العقلاني:

1. الفلسفة والميتافيزيقا:

   - أسس التيار العقلاني توجهًا فلسفيًا يركز على دور العقل كأداة أساسية للوصول إلى الحقيقة. الفلاسفة العقلانيون مثل ديكارت وسبينوزا ولايبنتس ساهموا في تطوير نظريات ميتافيزيقية تعتمد على العقلانية، مما أدى إلى تشكيل مفاهيم جديدة حول الوجود والواقع وطبيعة الله.

2. الرياضيات والمنطق:

   - ساعد التيار العقلاني في إرساء أسس التفكير الرياضي والمنطقي الحديث. ديكارت، على سبيل المثال، كان له تأثير كبير في تطوير الهندسة التحليلية، بينما لايبنتس شارك في تطوير التفاضل والتكامل. الفلسفة العقلانية كانت تدعو إلى استخدام العقل والمنطق كأساس للرياضيات.

3. العلوم الطبيعية:

   - العقلانية قدمت دعمًا قويًا للنهج العلمي التجريبي، حيث اعتبرت أن الكون يمكن فهمه من خلال القوانين العقلية التي يمكن اكتشافها بواسطة العقل. هذا التأثير كان حاسمًا في الثورة العلمية، حيث تبنى العلماء فكرة أن الكون يعمل وفقًا لقوانين يمكن فهمها وتحليلها منطقيًا.

4. اللاهوت والفكر الديني:

   - أثر التيار العقلاني على الفكر الديني من خلال محاولة التوفيق بين الإيمان والعقل. الفلاسفة العقلانيون حاولوا تفسير الدين من خلال إطار عقلاني، مما أدى إلى تطوير تيارات فكرية مثل "اللاهوت الطبيعي" الذي يسعى لإثبات وجود الله باستخدام العقل فقط.

5. الفكر السياسي:

   - العقلانية أثرت أيضًا في تطوير الفكر السياسي، حيث قدمت رؤى جديدة حول حقوق الإنسان والحكم الذاتي. على سبيل المثال، الفلاسفة مثل جون لوك استندوا إلى أفكار عقلانية في تطوير نظريات حول العقد الاجتماعي والحقوق الطبيعية.

6. التنوير:

   - كان التيار العقلاني أحد القوى الدافعة الرئيسية لحركة التنوير في القرن الثامن عشر، حيث دعت الحركة إلى استخدام العقل كوسيلة لفهم العالم وتحسينه. كانت هذه الفترة تمثل ذروة انتشار الأفكار العقلانية في الفلسفة والسياسة و الثقافة.

من خلال هذه التأثيرات المتنوعة، لعب التيار العقلاني دورًا حيويًا في تشكيل الفكر الغربي الحديث وفي تطوير العديد من المجالات الفكرية والعلمية.

2. التيار التجريبي:

التيار التجريبي هو اتجاه فلسفي يؤكد أن المعرفة تأتي من التجربة الحسية والملاحظة المباشرة للعالم الخارجي. على عكس التيار العقلاني الذي يعتمد على العقل والتفكير المنطقي، يؤمن التجريبيون بأن المعرفة لا يمكن أن تتحقق إلا من خلال التفاعل المباشر مع الواقع عبر الحواس.

1. الأسس والمفاهيم الرئيسية التيار التجريبي :

التيار التجريبي هو أحد المدارس الفلسفية الرئيسية التي تركز على التجربة الحسية كوسيلة أساسية للمعرفة. هذا التيار يقدم مجموعة من الأسس والمفاهيم الرئيسية التي تحدد طبيعته ومبادئه:

1. التجربة الحسية كوسيلة للمعرفة:

   - يؤكد التيار التجريبي على أن المعرفة تبدأ من التجربة الحسية. بمعنى أن الأفراد يستمدون معلوماتهم عن العالم من خلال حواسهم مثل الرؤية والسمع واللمس. الفلاسفة التجريبيون يعتبرون أن كل فكرة ومعرفة مستمدة في النهاية من تجارب حسية.

2. الانتقائية

   - يعارض التجريبية الاعتقادات التي تدعي أن المعرفة يمكن أن تُكتسب من مصادر غير حسية، مثل العقل أو الفطرة. لذا فإن التجريبيين يميلون إلى إنكار المعرفة الفطرية ويعتبرون أن كل معرفة تتطور من التجربة الحسية.

3. التحقق والتجربة:

   - يعتبر التجريبيون أن المعرفة يجب أن تكون قابلة للتحقق من خلال التجربة والتجريب. المعرفة يتم اختبارها وتأكيدها من خلال تجارب ملموسة، ويجب أن تكون النظريات العلمية قابلة للتطبيق والتحقق عبر التجربة.

4. الإنعكاس والتمييز:

   - يُشدد على أهمية التمييز بين البيانات الحسية والمفاهيم العقلية. التجريبية تدعو إلى التحقق من الأفكار والمفاهيم من خلال التجربة الحسية بدلاً من الاعتماد فقط على العقل أو التفكير النظري.

5. النسبية والتغيير:

   - يعتقد التجريبيون أن المعرفة ليست مطلقة، بل نسبية ومتغيرة حسب التجارب الفردية والظروف المتغيرة. مما يعني أن فهم الإنسان للعالم يمكن أن يتغير مع تقدم التجارب وتطور المعرفة.

6. التجريب كأداة علمية:

   - التجريبية أسهمت بشكل كبير في تطوير المنهج العلمي. فالتجريبيون يؤمنون بأن التجربة العملية هي الوسيلة الأكثر موثوقية للحصول على معرفة دقيقة. هذا المنهج يعتمد على إجراء تجارب وتكرارها لجمع البيانات وتحليلها.

7. أهمية العقل في المعالجة:

   - بينما يؤكد التجريبيون على التجربة الحسية، فإنهم أيضًا يقرون بدور العقل في تنظيم وتفسير المعلومات الحسية. العقل يعمل على تركيب التجارب وتكوين الأفكار والمفاهيم من البيانات الحسية.

بالمجمل، يشكل التيار التجريبي أساسًا هامًا للفلسفة العلمية والبحث العلمي، حيث يقدم إطارًا قويًا لفهم كيفية الحصول على المعرفة وتأكيد صحتها من خلال التجربة والتجريب.

2. أبرز الفلاسفة التيار التجريبي :

التيار التجريبي في الفلسفة ارتبط بعدد من الفلاسفة البارزين الذين ساهموا في تطوير هذا التيار وتوضيح مفاهيمه. من أبرز هؤلاء الفلاسفة:

1. جون لوك (1632-1704):

   - يُعتبر جون لوك أحد مؤسسي الفلسفة التجريبية. في عمله "مقالة في الفهم البشري" (An Essay Concerning Human Understanding)، ناقش لوك أن جميع الأفكار تأتي من التجربة، وميز بين نوعين من التجربة: التجربة الحسية والتجربة الداخلية (التفكير). أصر لوك على أن العقل البشري في البداية يكون كصفحة بيضاء تُملأ بالتجارب.

2. جورج بيركلي (1685-1753):

   - قدم جورج بيركلي تطويرًا لآراء لوك، حيث اقترح أن وجود الأشياء يعتمد على إدراكنا لها. في عمله "مبادئ المعرفة البشرية" (A Treatise Concerning the Principles of Human Knowledge)، أكد بيركلي على أن "الوجود هو الإدراك" (Esse est percipi)، مما يعني أن الأشياء موجودة فقط إذا كانت مدركة.

3. ديفيد هيوم (1711-1776):

   - ديفيد هيوم كان من أبرز المفكرين التجريبيين الذين طوروا مفاهيم الفلسفة التجريبية إلى حد بعيد. في عمله "تحقيق في الطبيعة البشرية" (A Treatise of Human Nature)، تناول هيوم مسألة المعرفة والأسباب والنتائج، وناقش أن المعرفة لا يمكن أن تكون سوى بناءات من التجربة الحسية، وأن سبب التصورات يعتمد على التكرار والعادة.

4. فرانسيس بيكون (1561-1626):

   - يُعتبر فرانسيس بيكون مؤسس المنهج التجريبي الحديث. في عمله "الأورغانون" (Novum Organum)، قدم بيكون منهجًا تجريبيًا يعتمد على الملاحظة والتجربة كوسيلة للحصول على المعرفة. دعا بيكون إلى استخدام التجريب والبحث المنظم لجمع البيانات وتحليلها بدلاً من الاعتماد على الاستدلالات العقلية فقط.

5. توماس هوبز (1588-1679):

   - رغم أنه كان له توجهات في الفلسفة السياسية والأخلاقية، فقد قدم هوبز أيضًا إسهامات في الفلسفة التجريبية. في عمله "لوف" (Leviathan)، استخدم هوبز مبادئ التجربة لتحليل الطبيعة البشرية والعلاقات الاجتماعية، مشيرًا إلى أن جميع الأفكار تأتي من التجربة الحسية.

هؤلاء الفلاسفة قدموا مساهمات هامة لتطوير التيار التجريبي، مما جعل التجريبية أحد الأسس الرئيسية للفلسفة الحديثة والعلم.

3. تأثير التيار التجريبي :

التيار التجريبي، بما يركزه على التجربة الحسية كوسيلة أساسية للحصول على المعرفة، له تأثيرات واسعة على الفلسفة والعلوم والمجتمع. يمكن تلخيص التأثيرات الرئيسية للتيار التجريبي في النقاط التالية:

1. تطوير المنهج العلمي:

   - التيار التجريبي كان له دور محوري في تطوير المنهج العلمي الحديث. يشمل هذا المنهج الملاحظة الدقيقة، التجربة، واختبار الفرضيات بشكل منهجي. تأثير الفلسفة التجريبية على المنهج العلمي يظهر في اعتماد العلماء على التجربة والبيانات التجريبية لاختبار النظريات وتطويرها، مما ساهم في تقدم العلوم الطبيعية والتطبيقية.

2. تأثير على الفلسفة المعرفية:

   - التجريبية أعادت تشكيل فهمنا للمعرفة والإدراك. من خلال التشكيك في الفلسفات التي تعتمد على العقلانية البحتة، قدم التجريبيون مثل جون لوك وجورج بيركلي وديفيد هيوم رؤى جديدة حول كيفية اكتساب المعرفة وفهم الطبيعة البشرية. هذا أدى إلى تطور أفكار جديدة حول كيف يمكن للإنسان أن يعرف العالم ويقوم بتكوين الأفكار.

3. تأثيرات في الفلسفة السياسية والاجتماعية:

   - الفلسفة التجريبية أثرت على الفلسفة السياسية والاجتماعية من خلال تقديم طرق تحليلية تعتمد على التجربة والملاحظة بدلاً من المبادئ المجردة. هذا التأثير واضح في أعمال فلاسفة مثل توماس هوبز، الذين استخدموا المنهج التجريبي لتحليل القضايا السياسية والاجتماعية، مما ساهم في فهم أعمق للتفاعل بين الأفراد والدول.

4. تأثيرات في التعليم والتعلم:

   - التجريب دفع إلى تطوير طرق تعليمية تعتمد على التجربة والتفاعل الفعلي بدلاً من التعليم التقليدي الذي يركز على المحاضرات والمعلومات النظرية. هذا أدى إلى تعزيز طرق التعليم التجريبية التي تشجع الطلاب على اكتساب المعرفة من خلال التجربة المباشرة والاستكشاف.

5. تأثير على الفلسفة العقلانية والتجريبية:

   - التيار التجريبي أثار نقاشات مستمرة حول العلاقة بين العقل والتجربة. في الحوار مع الفلسفة العقلانية، ساهم التجريبيون في تسليط الضوء على حدود العقلانية البحتة ودور التجربة الحسية في بناء المعرفة، مما أدى إلى تطور نظريات معرفية متكاملة تجمع بين العقل والتجربة.

بشكل عام، كانت تأثيرات التيار التجريبي على الفلسفة والعلوم والمجتمع عميقة، حيث ساهمت في تشكيل العديد من المجالات المعرفية الحديثة وجعلت التجربة الحسية الأساس الذي تُبنى عليه المعرفة العلمية والبحثية.

المقارنة بين التيارين التيار العقلاني و التجريبي: 

المقارنة بين التيار العقلاني والتيار التجريبي تتناول اختلافاتهما في مصدر المعرفة وأسس التفكير الفلسفي:

 1. مصدر المعرفة:

- التيار العقلاني: يعتقد أن المعرفة تأتي بشكل أساسي من العقل والتفكير المنطقي. العقلانيون يرون أن هناك مبادئ فطرية في العقل تسمح لنا بفهم العالم حتى قبل أن نختبره.

- التيار التجريبي: يرى أن المعرفة تأتي فقط من التجربة الحسية والملاحظة. المعرفة، بحسب التجريبيين، تُكتسب من خلال التفاعل المباشر مع العالم الخارجي عبر الحواس.

 2. الأفكار الفطرية:

- التيار العقلاني: يؤمن بوجود أفكار ومبادئ فطرية يولد بها الإنسان، مثل مفاهيم الزمن والمكان والسببية، وهذه الأفكار تساعد في تنظيم التجارب الحسية.

- التيار التجريبي: يرفض وجود أي أفكار فطرية. يرى أن العقل يولد صفحة بيضاء (تابولا راسا) وتملأ بالتجارب الحسية.

 3. طريقة التفكير:

- التيار العقلاني: يعتمد على الاستدلال العقلي والمنطق للوصول إلى الحقائق. يستخدم العقلانيون الاستنتاج (من العام إلى الخاص) كطريقة رئيسية لاكتساب المعرفة.

- التيار التجريبي: يعتمد على الاستقراء (من الخاص إلى العام)، حيث يتم جمع البيانات من خلال الملاحظة والتجربة، ثم يتم تعميم النتائج.

 4. التعامل مع الشك:

- التيار العقلاني: يعتبر أن الشك يمكن التغلب عليه من خلال الفكر العقلي الواضح والمتماسك. الفلاسفة العقلانيون مثل ديكارت استخدموا الشك المنهجي للوصول إلى حقائق مؤكدة.

- التيار التجريبي: يعتبر أن المعرفة غير يقينية بشكل مطلق ويمكن أن تتغير مع مرور الوقت ومع المزيد من التجارب. المعرفة تُعتبر احتمالية وقابلة للتعديل.

 5. منهج البحث العلمي:

- التيار العقلاني: يستخدم العقل والمنطق كأساس لتطوير النظريات العلمية. يُفضل الفلاسفة العقلانيون النماذج النظرية قبل التجريب.

- التيار التجريبي: يُفضل التجربة والملاحظة كأساس لاختبار النظريات العلمية. الفلسفة التجريبية تعتبر التجربة العملية أمرًا ضروريًا لاختبار صحة الفرضيات.

 أمثلة على الفلاسفة:

- التيار العقلاني: رينيه ديكارت، باروخ سبينوزا، وغوتفريد لايبنتس.

- التيار التجريبي: جون لوك، ديفيد هيوم، وفرنسيس بيكون.

رغم أن كلا التيارين قدما إسهامات كبيرة للفكر الفلسفي والعلمي، إلا أن العقلانية تعتمد على قوة التفكير المجرد والمنطق، بينما التجريبية تعتمد على قوة التجربة والملاحظة. الاختلاف الأساسي بينهما هو كيفية تصور كل منهما لمصدر المعرفة وطرق الوصول إليها.

خاتمة  

في الختام، يمكن القول إن التيارين العقلاني والتجريبي قد لعبا دوراً محورياً في تطور الفكر الفلسفي والعلمي. التيار العقلاني، الذي يعتمد على قوة العقل والمنطق كأساس للمعرفة، قد أسهم في تأسيس العديد من النظريات الفلسفية التي ترى أن الإنسان قادر على الوصول إلى حقائق معينة عبر التفكير المجرد. من جهة أخرى، التيار التجريبي قدّم منظورًا مختلفًا يعتبر التجربة الحسية والملاحظة أساسًا لكل معرفة. هذا التيار ساهم بشكل كبير في تطوير المنهج العلمي الحديث الذي يعتمد على التجربة والاختبار المستمر للفرضيات.

ورغم اختلافهما في طرق اكتساب المعرفة، إلا أن كلا التيارين مكملان لبعضهما البعض. فقد ساعدت العقلانية في وضع أسس نظرية قوية، بينما أكدت التجريبية على أهمية التحقق والتجربة في دعم أو رفض تلك النظريات. في العصر الحديث، يُلاحظ أن العديد من الفلاسفة والعلماء يميلون إلى استخدام مزيج من كلا التيارين، معتبرين أن العقل والتجربة معًا يشكلان طريقاً متكاملاً للوصول إلى المعرفة. بذلك، يظل الحوار بين العقلانيين والتجريبيين جزءًا حيويًا من عملية تطور الفكر الإنساني، مما يعزز فهمنا العميق للعالم من حولنا.

إقرا أيضا مقالات تكميلية

  • المنهج العلمي- مفهومه وخصائصه وأهميته  مدارس ومناهج . رابط
  • مفهوم المعاينة وطرقها في مقياس مدارس ومناهج . رابط
  • بحث حول العمليات الأساسية في المنهج العلمي . رابط
  • بحث-مقارنة بين المناهج الكمية والنوعية . رابط
  • بحث-المنهج المدرسة الماركسية مدارس ومناهج . رابط
  • بحث-المنهج العلمي بين العلوم الإنسانية والطبيعية . رابط
  • بحث حول المنهج التجريبي مع المراجع . رابط
  • بحث حول منهج دراسة الحالة . رابط
  • بحث مفهوم البحث العلمي وخصائصه مدارس ومناهج . رابط
  • بحث منهج تحليل المضمون مدارس ومناهج . رابط
  • بحث حول المناهج الكيفية/النوعية . رابط
  • بحث المنهج في الفلسفة مدارس ومناهج . رابط
  • بحث المنهج الوصفي مدارس ومناهج . رابط
  • بحث المنهج في المدرسة الوضعية . رابط
  • المنهج في المدرسة الإسلامية. رابط
  • بحث المنهج التاريخي مدارس ومناهج . رابط
  • بحث الابستمولوجيا وإشكالية المنهج مدارس ومناهج . رابط
  • بحث حول التيار الفكري السلوكي . رابط
  • بحث حول مشكلات البحث العلمي في العلوم الانسانية و الاجتماعية . رابط
  • بحث على التفسير العقلي للتاريخ . رابط
  • بحث جامعي حول علاقة التربية بعلم الاجتماع . رابط
  • التيار الوجودي الفلسفة الوجودية مدارس ومناهج . رابط
  • بحث المنهج في العلوم الطبيعية  مدارس ومناهج . رابط
  • بحث بين العلم والمعرفة مدارس ومناهج . رابط
  • بحث المنهج العلمي في الحضارة الغربية الحديثة  مدارس ومناهج رابط
  • بحث  المنهج في العلوم الانسانية و مدارس ومناهج رابط
  • بحث  المنهج في المدرسة البنائية الوظيفية رابط

مراجع   

1. "تاريخ الفلسفة الغربية" - برتراند راسل

2. "تاريخ الفلسفة الحديثة" - يوسف كرم

3. "نظرية المعرفة" - عبد الرحمن بدوي

4. "الفكر الفلسفي الحديث" - محمد مهران رشدي

5. "الفلسفة الحديثة والمعاصرة" - محمود رجب

6. "فلسفة العقل" - جون سيرل (ترجمة محمد بدران)

7. "نظرية المعرفة عند الغزالي" - محمد عمارة

8. "المدخل إلى الفلسفة" - عبد الرحمن بدوي

9. "العقلانية النقدية" - كارل بوبر (ترجمة مصطفى لبيب)

10. "التجريبية والنقدية العلمية" - علي زيعور

11. "فلسفة العلم في القرن العشرين" - عادل مصطفى

12. "العقل والتجربة" - محمد عابد الجابري

13. "فلسفة العلوم" - أديب إسحق

14. "تأملات في الفلسفة الأولى" - رينيه ديكارت (ترجمة إبراهيم ياسين)

15. "تاريخ الفلسفة الحديثة" - وليم كلي رايت (ترجمة محمود رجب)

16. "التجريبية والتجريبية الحديثة" - علي حرب

17. "الفلسفة والعلم" - زكي نجيب محمود

18. "العقلانية والتنوير" - إميل برييه (ترجمة محمود رجب)


تعليقات

محتوى المقال