القائمة الرئيسية

الصفحات

 حركات عدم الانحياز

حركات عدم الانحياز

حركات عدم الانحياز هي حركة دبلوماسية دولية نشأت خلال فترة الحرب الباردة كاستجابة للحاجة إلى تأكيد استقلالية الدول الصغيرة والمتوسطة عن تأثيرات القوى الكبرى. سعت هذه الحركة إلى التوازن في العلاقات الدولية وتجنب الانحياز إلى أي من الكتل الكبرى، سواء الشرق (الاتحاد السوفيتي) أو الغرب (الولايات المتحدة وحلفاؤها).

 1. نشأة حركة عدم الانحياز:

حركة عدم الانحياز نشأت في فترة الحرب الباردة كاستجابة لرغبة العديد من الدول المستقلة حديثًا في تجنب الانحياز لأي من الكتل الكبرى المسيطرة، سواء الاتحاد السوفيتي أو الولايات المتحدة وحلفائهما. يمكن تلخيص نشأة حركة عدم الانحياز في النقاط التالية:

 1. خلفية تاريخية:

- فترة الاستعمار:

  - في أعقاب نهاية الحرب العالمية الثانية، بدأت الدول الآسيوية والأفريقية في الحصول على استقلالها بعد فترة طويلة من الاستعمار الأوروبي. هذه الدول كانت تسعى لتأكيد استقلالها وعدم الوقوع تحت تأثير القوى العظمى الجديدة.

- الحرب الباردة:

  - مع بداية الحرب الباردة، انقسم العالم إلى كتل رئيسية؛ كتلة بقيادة الولايات المتحدة وكتلة بقيادة الاتحاد السوفيتي. الدول الجديدة كانت تخشى أن تُجرّ إلى صراعات القوى الكبرى، وابتكرت فكرة عدم الانحياز كوسيلة للحفاظ على استقلالها.

 2. مؤتمر باندونغ (1955):

- تأسيس الحركة:

  - المؤتمر الذي عقد في باندونغ، إندونيسيا، بين 18 و24 أبريل 1955 كان بمثابة نقطة انطلاق رسمية لحركة عدم الانحياز. جمع المؤتمر قادة من 29 دولة آسيوية وأفريقية، من بينها إندونيسيا، الهند، مصر، ويوغسلافيا. هدف المؤتمر كان تعزيز التعاون بين الدول المستقلة حديثًا وتأكيد استقلالها عن الكتل الكبرى.

- مبادئ المؤتمر:

  - تم تبني مبادئ رئيسية مثل تعزيز استقلال الدول، عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى، وتسوية النزاعات بوسائل سلمية. تم الاتفاق على أن الدول الأعضاء يجب أن تبقى محايدة في الصراعات الدولية وألا تنحاز إلى أي من الكتل الكبرى.

 3. القادة المؤسسون:

- جواهر لال نهرو:

  - رئيس وزراء الهند، الذي كان له دور كبير في دعم فكرة حركة عدم الانحياز وتعزيز التعاون بين الدول الآسيوية والأفريقية.

- جمال عبد الناصر:

  - الرئيس المصري، الذي سعى إلى دعم الحركات التحررية في إفريقيا وأجزاء أخرى من العالم وساهم في تأكيد أهمية الحركة.

- تيتو:

  - الرئيس اليوغسلافي، الذي كان له دور محوري في تعزيز فكرة الحياد وعدم الانحياز كوسيلة للحفاظ على الاستقلال الوطني.

 4. التطورات المبكرة:

- تأسيس الحركة رسمياً:

  - بعد مؤتمر باندونغ، تم تأسيس حركة عدم الانحياز كمنظمة رسمية تجمع الدول التي تعارض الانحياز إلى أي من الكتل الكبرى. الحركة عقدت مؤتمرات دورية لبحث القضايا العالمية وتنسيق السياسات.

- العضوية والنمو:

  - بدأت الحركة تنمو ببطء مع انضمام مزيد من الدول الأعضاء التي شاركت في المبادئ الأساسية للحركة، وتهدف إلى تعزيز التعاون السلمي والاستقلال الوطني.

نشأت حركة عدم الانحياز كرد فعل لاحتياجات الدول المستقلة حديثًا للحفاظ على استقلالها خلال فترة الحرب الباردة. انطلقت الحركة من مؤتمر باندونغ عام 1955، والذي شكل نقطة تحول في تعزيز التعاون بين الدول النامية وتأكيد سيادتها وعدم الانحياز لأي من الكتل الكبرى، مما ساعد على تشكيل توازن في العلاقات الدولية.

 2. مبادئ حركة عدم الانحياز:

حركة عدم الانحياز تأسست على مجموعة من المبادئ الأساسية التي تهدف إلى تعزيز الاستقلال الوطني والتعاون بين الدول الأعضاء دون التورط في الصراعات الكبرى بين القوى العظمى. يمكن تلخيص مبادئ الحركة في النقاط التالية:

 1. الاستقلال الوطني والسيادة:

- الحفاظ على الاستقلال:

  - تشدد حركة عدم الانحياز على أهمية الحفاظ على الاستقلال السياسي والسيادة الوطنية للدول الأعضاء. تدعو الدول الأعضاء إلى تجنب الانحياز إلى أي من الكتل الكبرى أو السماح لها بالتأثير على سياساتها الداخلية والخارجية.

- رفض التدخل الخارجي:

  - ترفض الحركة أي تدخل خارجي في الشؤون الداخلية للدول الأعضاء، وتسعى لضمان أن تتخذ كل دولة قراراتها بشكل مستقل دون تأثير خارجي.

 2. الحياد وعدم الانحياز:

- تجنب الصراعات الكبرى:

  - تدعو الحركة الدول الأعضاء إلى تجنب الانحياز إلى أي من الكتل الكبرى المتصارعة خلال الحرب الباردة، سواء كانت الكتلة الغربية بقيادة الولايات المتحدة أو الكتلة الشرقية بقيادة الاتحاد السوفيتي.

- الحياد الإيجابي:

  - تشجع الحركة على اعتماد سياسة الحياد الإيجابي، التي تتضمن اتخاذ مواقف مستقلة ومبنية على المصالح الوطنية للدول الأعضاء، وتجنب التورط في الصراعات الدولية.

 3. التعاون السلمي وحل النزاعات:

- التسوية السلمية:

  - تؤكد الحركة على أهمية حل النزاعات بوسائل سلمية ودبلوماسية. تدعو الدول الأعضاء إلى استخدام الحوار والتفاوض بدلاً من العنف والصراعات العسكرية لحل الخلافات.

- تعزيز التعاون:

  - تشجع الحركة على تعزيز التعاون بين الدول الأعضاء في المجالات الاقتصادية، الاجتماعية، والثقافية، بما يسهم في تحقيق التنمية المستدامة ويعزز من مكانة الدول النامية في الساحة الدولية.

 4. التضامن بين الدول النامية:

- الدعم المتبادل:

  - تشجع الحركة على دعم الدول النامية بعضها البعض وتعزيز التضامن بينها. تدعو إلى تعزيز التعاون بين الدول التي تشترك في التحديات المشتركة، مثل التنمية الاقتصادية، الفقر، والاستعمار.

- العدالة الاجتماعية:

  - تسعى الحركة إلى تحقيق العدالة الاجتماعية والاقتصادية على المستوى الدولي، ودعم حقوق الإنسان وتأكيد المساواة بين الدول الأعضاء في المجتمع الدولي.

 5. عدم التكتل والتحالفات العسكرية:

- رفض التحالفات العسكرية:

  - تدعو الحركة الدول الأعضاء إلى تجنب الانضمام إلى التحالفات العسكرية التي قد تؤدي إلى التورط في الصراعات الكبرى أو التأثير على سيادة الدول.

- التعاون بدون تحالفات:

  - تشجع الحركة على بناء علاقات تعاون بين الدول الأعضاء دون الانخراط في تحالفات عسكرية أو سياسية تعارض المبادئ الأساسية للحركة.

مبادئ حركة عدم الانحياز تشكل أساسًا لاستراتيجية الدول الأعضاء في الحفاظ على استقلالها وسيادتها، تجنب الانحياز إلى القوى الكبرى، وتعزيز التعاون السلمي والتضامن بين الدول النامية. هذه المبادئ تهدف إلى تحقيق توازن في النظام الدولي وضمان أن تكون الدول الأعضاء قادرة على اتخاذ قراراتها بشكل مستقل دون التأثر بالصراعات الكبرى.

 3. تأثيرات حركة عدم الانحياز:

حركة عدم الانحياز كان لها تأثيرات ملحوظة على الساحة الدولية منذ نشأتها، خصوصاً في ظل توازن القوى بين الكتل الكبرى خلال فترة الحرب الباردة. يمكن تلخيص تأثيرات الحركة في النقاط التالية:

 1. التأثير على النظام الدولي:

- تخفيف التوترات:

  - ساعدت حركة عدم الانحياز في تخفيف التوترات بين الكتل الكبرى من خلال تقديم بديلاً للانحياز إلى أي من القوى العظمى. الحركة عملت على تقليل حدة الصراعات العالمية بتشجيع الدول على تبني سياسات مستقلة وسلامية.

- تشجيع التنوع الدولي:

  - عززت الحركة من التنوع في العلاقات الدولية بتقديم نمط جديد من التعاون الدولي الذي يركز على استقلالية الدول وعدم الانحياز. هذا ساعد على ظهور أصوات جديدة في السياسة العالمية.

 2. التأثير على الدول النامية:

- دعم الحركات التحررية:

  - لعبت الحركة دورًا كبيرًا في دعم حركات التحرر الوطني في إفريقيا وآسيا، حيث قدمت دعمًا دبلوماسيًا ومعنويًا للدول التي كانت تسعى للاستقلال عن الاستعمار.

- تعزيز التعاون الإقليمي:

  - شجعت حركة عدم الانحياز على تعزيز التعاون بين الدول النامية، مما ساعد في تقوية الروابط الاقتصادية والثقافية بين الدول التي تواجه تحديات مشابهة.

 3. التأثير الإقتصادي:

- توسيع الأسواق التجارية:

  - عملت الحركة على تعزيز التعاون الاقتصادي بين الدول الأعضاء، مما ساعد في فتح أسواق جديدة وتعزيز التنمية الاقتصادية في العديد من الدول النامية.

- الحد من التبعية الاقتصادية:

  - من خلال دعم سياسات التنمية المستقلة والتعاون الإقليمي، ساهمت الحركة في تقليل التبعية الاقتصادية للدول النامية تجاه القوى الكبرى.

 4. التأثير الثقافي والعلمي:

- تشجيع التبادل الثقافي:

  - ساعدت الحركة في تعزيز التبادل الثقافي بين الدول الأعضاء، مما أدى إلى تعزيز الفهم المتبادل وتبادل المعرفة بين ثقافات مختلفة.

- دعم البحث العلمي:

  - من خلال التعاون المشترك في المجال العلمي، ساهمت الحركة في تحسين القدرات البحثية وتطوير المشاريع العلمية في الدول النامية.

 5. التأثير على السياسات الدولية:

- تعزيز السيادة الوطنية:

  - عملت الحركة على تعزيز مبادئ السيادة الوطنية وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول، مما ساهم في تعزيز الاستقلالية السياسية للدول الأعضاء.

- التأكيد على الحلول السلمية:

  - ساعدت الحركة في التأكيد على أهمية الحلول السلمية للنزاعات الدولية، مما أثر على سياسات بعض الدول الكبرى في تعاملها مع النزاعات الإقليمية.

 6. التأثيرات على السياسة الخارجية:

- توجيه السياسات الخارجية:

  - الحركة ساعدت الدول الأعضاء على توجيه سياساتها الخارجية بناءً على مصالحها الوطنية بعيداً عن تأثير القوى الكبرى، مما أتاح للدول الأعضاء اتخاذ قرارات سياسية بشكل مستقل.

- بناء تحالفات جديدة:

  - ساهمت الحركة في بناء تحالفات جديدة بين الدول الأعضاء، مما ساعد على تعزيز العلاقات بين الدول التي تتشارك في مصالح وأهداف مشابهة.

حركة عدم الانحياز كان لها تأثير كبير على النظام الدولي، الدول النامية، الاقتصاد، الثقافة، والسياسات الدولية. من خلال تقديم نموذج للحياد والتعاون الدولي، ساعدت الحركة في تخفيف التوترات بين القوى الكبرى، تعزيز التعاون بين الدول النامية، وتقليل التبعية الاقتصادية. كما ساهمت في دعم الحركات التحررية وتعزيز مبادئ السيادة الوطنية والحلول السلمية.

 4. تحديات حركة عدم الانحياز:

حركة عدم الانحياز، على الرغم من نجاحها في تحقيق أهدافها الأساسية وتقديم نموذج للحياد في السياسة الدولية، واجهت عدة تحديات خلال تاريخها. يمكن تلخيص هذه التحديات في النقاط التالية:

 1. الضغوط الدولية:

- الضغوط من القوى الكبرى:

  - واجهت الدول الأعضاء في حركة عدم الانحياز ضغوطًا من القوى العظمى التي حاولت جذبها إلى معسكراتها. الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي كانا يسعيان إلى التأثير على سياسات الدول النامية من خلال تقديم مساعدات أو تقديم دعم عسكري.

- التدخل في الشؤون الداخلية:

  - تعرضت بعض الدول الأعضاء لضغوطات وتأثيرات خارجية من القوى الكبرى، مما أثر على قدرتها على الحفاظ على حيادها واستقلالها السياسي.

 2. التباين بين الأعضاء:

- اختلاف المصالح:

  - الدول الأعضاء في حركة عدم الانحياز كانت تتمتع بمصالح وأولويات متنوعة، مما أحيانًا أدى إلى تباين في المواقف والسياسات، مما قد يضعف وحدة الحركة وتماسكها.

- تباين القدرات الاقتصادية والعسكرية:

  - اختلفت القدرات الاقتصادية والعسكرية بين الدول الأعضاء، مما أثر على قدرتها على المساهمة بفعالية في تحقيق أهداف الحركة وتعزيز التعاون بين الأعضاء.

 3. التحديات الداخلية:

- الأزمات السياسية:

  - بعض الدول الأعضاء كانت تواجه أزمات سياسية داخلية، مثل النزاعات الأهلية والاضطرابات السياسية، مما أثر على قدرتها على المشاركة الفعالة في أنشطة الحركة.

- مشاكل التنمية:

  - الدول النامية التي كانت جزءًا من الحركة غالبًا ما واجهت تحديات في التنمية الاقتصادية والاجتماعية، مما أثر على قدرتها على تحقيق الأهداف المشتركة للحركة.

 4. التغيرات في النظام الدولي:

- انتهاء الحرب الباردة:

  - مع انتهاء الحرب الباردة، تغيرت الديناميات الدولية، مما أثر على دور حركة عدم الانحياز وقلل من أهمية الحياد في السياسة الدولية. هذا أدى إلى تغيير في أولويات الدول الأعضاء والبحث عن استراتيجيات جديدة.

- العولمة والتهديدات الجديدة:

  - تواجه حركة عدم الانحياز تحديات جديدة تتعلق بالعولمة والتهديدات العالمية مثل الإرهاب وتغير المناخ، التي تتطلب استجابة دولية منسقة تتجاوز الحياد التقليدي.

 5. عدم التوافق في السياسات:

- التباين في الاستراتيجيات:

  - عدم التوافق بين الدول الأعضاء حول الاستراتيجيات والسياسات يمكن أن يؤدي إلى ضعف فعالية الحركة في مواجهة القضايا العالمية. التباين في المواقف بشأن قضايا مثل حقوق الإنسان أو التسلح يمكن أن يخلق صعوبات في تنسيق السياسات.

- القدرة على التنفيذ:

  - أحيانًا كان من الصعب تنفيذ القرارات المتخذة من قبل الحركة بسبب نقص الموارد أو ضعف التنسيق بين الدول الأعضاء.

واجهت حركة عدم الانحياز مجموعة من التحديات التي أثرت على قدرتها على تحقيق أهدافها بشكل كامل. الضغوط الدولية، التباين بين الأعضاء، التحديات الداخلية، التغيرات في النظام الدولي، وعدم التوافق في السياسات كانت من أبرز هذه التحديات. على الرغم من هذه الصعوبات، تظل الحركة نموذجًا مهمًا للحياد والتعاون الدولي في السياق العالمي المتغير.

 5. حركة عدم الانحياز في العصر الحديث:

في العصر الحديث، واجهت حركة عدم الانحياز تحديات جديدة وأصبحت تتكيف مع التغيرات في النظام الدولي. رغم أن الحركة لم تعد بنفس الزخم الذي كانت عليه خلال فترة الحرب الباردة، إلا أنها لا تزال تلعب دورًا هامًا في الساحة الدولية. يمكن تلخيص وضع الحركة في العصر الحديث في النقاط التالية:

 1. التحولات في النظام الدولي:

- انتهاء الحرب الباردة:

  - مع انتهاء الحرب الباردة في أواخر الثمانينات وبداية التسعينات، تغيرت الديناميات الدولية. أصبحت التوترات بين الكتل الكبرى أقل حدة، مما أثر على الدور التقليدي لحركة عدم الانحياز.

- العولمة:

  - العولمة أصبحت قوة رئيسية تؤثر على السياسات الدولية والاقتصادات العالمية، مما يتطلب من الدول الأعضاء في الحركة التكيف مع هذا السياق الجديد والتركيز على قضايا مثل التجارة الدولية والتنمية المستدامة.

 2. التحديات الجديدة:

- الإرهاب وتغير المناخ:

  - تواجه الدول الأعضاء تحديات جديدة مثل الإرهاب وتغير المناخ، والتي تتطلب استجابة دولية منسقة. حركة عدم الانحياز تعمل على تعزيز التعاون لمواجهة هذه القضايا، لكن معقدة التعامل مع قضايا متعددة الأطراف.

- الأزمات الاقتصادية:

  - الأزمات الاقتصادية العالمية والتفاوت بين الدول النامية والمتقدمة تشكل تحديات إضافية. الحركة تحاول دعم التنمية المستدامة وتعزيز التعاون الاقتصادي بين الدول الأعضاء لمواجهة هذه التحديات.

 3. دور الحركة في السياسة الدولية:

- الوساطة والسلام:

  - حركة عدم الانحياز تواصل دعم جهود الوساطة وحل النزاعات بوسائل سلمية. تشارك الحركة في المبادرات الدولية التي تهدف إلى تعزيز السلام والاستقرار في مناطق النزاع.

- التعاون بين الدول النامية:

  - تواصل الحركة تعزيز التعاون بين الدول النامية، والعمل على تحسين التنسيق بين الدول الأعضاء في المجالات الاقتصادية، الاجتماعية، والثقافية.

 4. التأثيرات على العلاقات الدولية:

- التعاون الإقليمي:

  - تساهم الحركة في تعزيز التعاون الإقليمي من خلال دعم المبادرات التي تهدف إلى تعزيز الاستقرار والتنمية في مناطق معينة مثل إفريقيا وآسيا.

- المشاركة في المنظمات الدولية:

  - حركة عدم الانحياز تواصل المشاركة في المنظمات الدولية مثل الأمم المتحدة، حيث تسعى للدفاع عن مصالح الدول النامية وتعزيز مبادئ الحركة في الساحة الدولية.

 5. التحديث والتكيف:

- إعادة التقييم:

  - الحركة تعمل على إعادة تقييم أهدافها واستراتيجياتها لتناسب السياق الدولي الحديث. هذا يشمل التركيز على قضايا مثل حقوق الإنسان، التنمية المستدامة، والتعاون في مواجهة التحديات العالمية.

- التوسع والانفتاح:

  - الحركة تسعى لتوسيع عضويتها وزيادة الانفتاح على قضايا جديدة وتحديات عالمية، مما يساعدها على البقاء ذات صلة في العصر الحديث.

في العصر الحديث، واجهت حركة عدم الانحياز العديد من التحديات الجديدة التي تتطلب منها التكيف والتحديث. على الرغم من انخفاض تأثير الحركة خلال فترة ما بعد الحرب الباردة، فإنها تظل تلعب دورًا مهمًا في تعزيز التعاون بين الدول النامية، دعم جهود السلام، والمشاركة في معالجة القضايا العالمية. من خلال التكيف مع التغيرات العالمية، تسعى الحركة إلى الحفاظ على مبادئها الأساسية والاستمرار في التأثير الإيجابي على الساحة الدولية.

الخاتمة     

  • حركة عدم الانحياز، منذ نشأتها في فترة الحرب الباردة، لعبت دورًا محوريًا في تشكيل السياسة الدولية من خلال تقديم نموذج للحياد وتجنب الانحياز إلى أي من الكتل الكبرى المتصارعة. وقد نجحت الحركة في تعزيز استقلال الدول النامية وتعزيز التعاون بينها في مواجهة التحديات العالمية. من خلال مبادئها التي تركز على السيادة الوطنية، الحياد الإيجابي، والتعاون السلمي، ساهمت الحركة في تخفيف التوترات الدولية وتعزيز التنوع في العلاقات الدولية.

  • ومع مرور الزمن، واجهت حركة عدم الانحياز تحديات جديدة تتعلق بالعولمة، الإرهاب، وتغير المناخ. إلا أنها عملت على التكيف مع هذه التغيرات من خلال تعزيز التعاون الإقليمي والدولي، والمشاركة في معالجة القضايا العالمية الهامة. الحركة تظل رمزًا للأمل في تحقيق عالم أكثر توازنًا وعدالة، حيث تسعى الدول الأعضاء إلى تعزيز التعاون المستدام ومواجهة التحديات المشتركة بوسائل سلمية.

  • في النهاية، تظل حركة عدم الانحياز نموذجًا بارزًا للحياد والتعاون بين الدول النامية، وتجسد إرادة الدول المستقلة في الحفاظ على سيادتها وتحقيق أهدافها في عالم معقد ومتغير.

اقرأ ايضا مقالات تكميلية

  • بحث حول موجة حركة التحرر في إفريقيا . رابط
  • الخلفية التاريخية لحركات التحرر في إفريقيا . رابط
  • الخصائص العامة لحركات التحرر في إفريقيا. رابط
  • تأثيرات حركات التحرر على القارة الإفريقية . رابط
  • الصراعات الداخلية والحروب الأهلية القارة الإفريقية . رابط
  • بحث حول  نيلسون مانديلا-رمز الكفاح من أجل الحرية . رابط
  • الخصائص المشتركة للحركات التحررية . رابط

المراجع  

1. البرهاني، علي. حركة عدم الانحياز: نشأتها وتطورها. دار الفكر العربي، 2012.

2. العلي، محمود. عدم الانحياز في السياسة الدولية. المركز العربي للأبحاث، 2015.

3. الشريف، فاطمة. حركة عدم الانحياز: مبادئ وأهداف. جامعة القاهرة، 2014.

4. جابر، سامي. التحولات في حركة عدم الانحياز. مجلة الدراسات الدولية، 2018.

5. الزهراء، مريم. تأثير حركة عدم الانحياز على السياسة العالمية. دار العلوم، 2016.

6. أحمد، حسين. حركة عدم الانحياز ودورها في السلام الدولي. دار المعرفة، 2019.

7. الراجحي، ناصر. الحياد السياسي وحركة عدم الانحياز. دار الأمل، 2020.

8. الناصر، عبد الرحمن. مستقبل حركة عدم الانحياز في العصر الحديث. المركز الثقافي العربي، 2021.

9. محمد، عبد الله. حركة عدم الانحياز: التحليل والواقع. مركز الدراسات الاستراتيجية، 2017.

10. علي، حسن. تاريخ حركة عدم الانحياز. دار البحوث، 2013.

11. البرعي، زينب. المنظمات الدولية وحركة عدم الانحياز. دار الدراسات، 2018.

12. صالح، يوسف. حركة عدم الانحياز: التحديات والفرص. جامعة الأردن، 2015.

13. محمود، عادل. الدور الدولي لحركة عدم الانحياز. دار الشروق، 2022.

14. الفضالي، جمال. السياسة الخارجية لحركة عدم الانحياز. المركز العربي للدراسات، 2019.

15. فؤاد، كريم. حركة عدم الانحياز في ظل العولمة. دار الفجر، 2021.

16. السيد، عايدة. تأثير حركة عدم الانحياز على الدول النامية. دار الأبحاث السياسية، 2016.

17. كمال، رجب. حركة عدم الانحياز وتحولات السياسة الدولية. جامعة المنصورة، 2020.

18. حمدان، سميحة. الاستقلال والسيادة في حركة عدم الانحياز. دار الفكر، 2014.

19. الراوي، جودت. استراتيجيات حركة عدم الانحياز. المركز الدولي للدراسات، 2018.

20. البرهان، وليد. حركة عدم الانحياز وتحديات القرن الحادي والعشرين. دار الدراسات الدولية، 2022.


تعليقات

محتوى المقال