القائمة الرئيسية

الصفحات

تاريخ حضارة المايا-الحضارات القديمة

  تاريخ حضارة المايا

تاريخ حضارة المايا-الحضارات القديمة

1. الخلفية الجغرافية لحضارة المايا

حضارة المايا نشأت في منطقة جغرافية غنية ومتنوعة، تمتد عبر أجزاء من المكسيك وأمريكا الوسطى. تشمل مناطق نفوذها الرئيسية المناطق التالية:

- المكسيك: شمالي شبه جزيرة يوكاتان، وهي منطقة ذات تضاريس مسطحة ومناخ استوائي.

- غواتيمالا: المناطق الجنوبية الغربية التي تضم جبالًا وغابات كثيفة.

- بليز: السواحل الشرقية والجنوبية التي تميزت بالسهول الساحلية.

- هندوراس: المناطق الغربية التي تشمل الأراضي المنخفضة الجبلية.

- السلفادور: المناطق الشرقية ذات المناظر الطبيعية المتنوعة.

 الخصائص الجغرافية:

1. الجبال والهضاب:

   - تميزت مناطق المايا بوجود سلاسل جبلية وهضاب، مثل هضبة غواتيمالا، التي وفرت مياهاً طبيعية وموارد زراعية.

2. الغابات الاستوائية:

   - غابات الأمازون الكبيرة التي كانت تحيط بالمدن الكبرى، ووفرت بيئة غنية بالموارد الطبيعية مثل الأخشاب والفاكهة.

3. الأنهار والمسطحات المائية:

   - شملت حضارة المايا أنظمة نهرية مهمة مثل نهر بيليز وروافده، والتي كانت حيوية للنقل و التجارة و الزراعة.

4. التنوع المناخي:

   - تفاوت المناخ بين المناطق الساحلية الحارة والرطبة، والأراضي المرتفعة ذات المناخ الأكثر برودة، مما ساهم في تنوع المحاصيل الزراعية والنباتات.

 الأثر على الحضارة:

- الزراعة:

  - ساهمت البيئة الطبيعية المتنوعة في تطوير أساليب زراعية متقدمة، بما في ذلك زراعة الذرة والفاصولياء، التي كانت أساسية في النظام الغذائي للمايا.

- العمارة:

  - استخدام الموارد الطبيعية مثل الحجر الجيري لبناء المعابد والأهرامات، والتكيف مع البيئة لبناء مستوطنات محصنة ومستدامة.

- التجارة:

  - ساعدت الأنهار والطرق الطبيعية في تسهيل التجارة بين المدن والدول، مما ساهم في الازدهار الاقتصادي والثقافي.

تأثير البيئة الجغرافية على حضارة المايا كان كبيراً، حيث شكلت الأسس الأساسية لنموها وتطورها واستدامتها عبر القرون.

 2. التأسيس والنشوء لحضارة المايا

 البدايات المبكرة:

تُعتبر حضارة المايا واحدة من أقدم الحضارات التي نشأت في أمريكا الوسطى. تعود أصولها إلى العصر ما قبل الكلاسيكي، والذي يبدأ من حوالي 2000 قبل الميلاد. خلال هذه الفترة، كانت هناك مجتمعات زراعية صغيرة بدأت تتطور على طول الأنهار وفي السهول الخصبة. كانت هذه المجتمعات تعتمد بشكل أساسي على زراعة الذرة والفاصولياء، وهو ما ساعدها في الاستقرار وتكوين مستوطنات أكبر.

 النمو والازدهار:

بدأت حضارة المايا في التبلور خلال فترة الكلاسيكية المبكرة، من حوالي 250 ميلادي حتى 900 ميلادي. خلال هذه الفترة، نشأت المدن الكبرى مثل تيكال وبالينكي وقرطاجينا. كانت هذه المدن بمثابة مراكز دينية وإدارية وتجارية، حيث تطورت المؤسسات السياسية والاجتماعية بشكل معقد. 

1. المدن الكبرى:

   - تيكال: واحدة من أعظم مدن المايا، مع معابد وأهرامات ضخمة، مثل هرم إلينفيل.

   - بالينكي: معروفة بنقوشها المعمارية الفريدة والتي توثق الأحداث التاريخية والعلاقات السياسية.

   - قرطاجينا: مركز تجاري وديبلوماسي أساسي في فترة ازدهار المايا.

2. الإنجازات الثقافية:

   - التقويمات: طور المايا تقاويم معقدة لدراسة الفلك وتحليل الأحداث الدينية.

   - الكتابة: استخدام النظام الهيروغليفي لتدوين الأحداث التاريخية والأدبية.

 الاستقرار والتطور:

بحلول القرن التاسع الميلادي، بدأت حضارة المايا في التوسع من المدن الكبرى إلى مناطق جديدة في الجنوب والغرب. كان لهذه التوسعات تأثير كبير على الثقافة، والتجارة، والعلاقات مع الحضارات المجاورة. 

 التغيرات والتحولات:

في أواخر فترة الكلاسيكية، بدأت بعض المدن الكبرى في الانحدار بسبب عوامل مثل الصراعات الداخلية، التغيرات المناخية، وضغوط الهجرة من الشعوب الأخرى. ومع ذلك، استمرت الثقافة الماوية في التأثير على المنطقة حتى وصول الاستعمار الإسباني في القرن السادس عشر.

 3. التنظيم الاجتماعي والسياسي  لحضارة المايا

 الهيكل السياسي:

في حضارة المايا، كان النظام السياسي معقداً ويتضمن تنظيماً هرمياً يضم طبقات متعددة. كان لكل مدينة أو دولة مدينة نظامها السياسي الخاص، ولم تكن هناك وحدة سياسية مركزية واحدة.

1. الملك (الهُكّام):

   - كان الملك أو الحاكم (بالمايا: "اه كاهل" أو "اه لوك"، بمعنى "العرش" أو "الأمير") في قلب السلطة السياسية والدينية. كان يُعتبر ممثلاً للآلهة على الأرض، وكان له دور مهم في إقامة الطقوس الدينية وضمان استمرار النظام الكوني.

   - تمتعت الملكية بسلطة مطلقة، حيث كانت قرارات الملك تؤثر على جميع جوانب الحياة، بما في ذلك الشؤون العسكرية، والدينية، والإدارية.

2. النبلاء (الطبقة النبيلة):

   - كانت الطبقة النبيلة تتألف من عائلات ثرية ومؤثرة، وقد عملوا كمستشارين للملك ومساعديه في إدارة المدن. كانوا يمتلكون الأراضي ويشرفون على الزراعة والتجارة.

   - تولى النبلاء أدواراً مهمة في تنظيم الجيوش وتقديم الدعم المالي والموارد للمشاريع الملكية.

3. الكهنة:

   - كان الكهنة يحتلون مكانة بارزة في المجتمع الماوي، حيث كانت لهم مسؤوليات دينية هامة مثل إقامة الطقوس، وتفسير النصوص المقدسة، وقراءة التقاويم الفلكية.

   - كان الكهنة يشاركون أيضاً في الشؤون السياسية، حيث كانوا يتعاونون مع الملك في اتخاذ القرارات الهامة المتعلقة بالدين والسياسة.

4. العمال والفلاحون:

   - كانت الطبقات الاجتماعية الأدنى تتألف من العمال والفلاحين، الذين كانوا يقومون بالأعمال اليدوية والزراعية. كان هؤلاء الأشخاص مسؤولين عن إنتاج الغذاء والموارد الأساسية التي دعموا بها الطبقات العليا.

   - غالباً ما كانوا يُجبرون على العمل في مشاريع بناء ضخمة مثل المعابد والأهرامات.

 النظام الإداري:

- المدن والدول المدينة:

   - كانت المدن الكبرى في حضارة المايا، مثل تيكال وبالينكي، تُعتبر دولاً مدينة ذات إدارة مستقلة. كل مدينة كان لها حكومتها الخاصة، مع نظام إداري يشرف على شؤونها اليومية.

   - كانت المدن تتنافس مع بعضها البعض في العديد من الجوانب، بما في ذلك التجارة و السيطرة الإقليمية.

- التجارة والعلاقات الدولية:

   - لعبت التجارة دوراً مهماً في العلاقات بين المدن الماوية، حيث كانت المدن الكبرى تتبادل السلع والثقافات. كانت التجارة تشمل تبادل المواد الأساسية مثل المعادن والأحجار الكريمة والمنتجات الزراعية.

 التغيرات الاجتماعية:

مع مرور الوقت، تطورت الديناميات السياسية والاجتماعية في حضارة المايا. تأثير الأزمات الداخلية مثل الصراعات والضغوط البيئية أسهم في تغيرات في النظام الاجتماعي والسياسي، مما ساهم في زوال بعض المدن الكبرى وانتقال السلطة إلى مناطق جديدة.

نظام الحكم في حضارة المايا كان معقداً وهرمياً، يجمع بين السلطة السياسية والدينية. هذا النظام ساهم في تشكيل مجتمع منظم وقوي، معتمد على التعاون بين الملك والنبلاء والكهنة، والذي ساعد في استدامة حضارة المايا لقرون عديدة.

 4. الإنجازات الثقافية والعلمية لحضارة المايا

حضارة المايا كانت واحدة من أعظم حضارات أمريكا الوسطى، وحققت إنجازات بارزة في مجموعة من المجالات الثقافية والعلمية، مما ترك إرثًا دائمًا أثّر في التاريخ البشري.

 1. الفلك والرياضيات:

- التقويمات الفلكية:

  - طوّر المايا نظام تقاويم معقدًا ودقيقًا، بما في ذلك تقويم طويل الأمد يعرف بـ "التقويم الطويل"، الذي استخدم لتتبع الفترات الزمنية الممتدة لآلاف السنين. استخدموا أيضًا تقويمًا شهريًا وقمريًا يتسم بدقة عالية.

  - "تقاويم المايا" كانت تُستخدم لتحديد الأحداث الفلكية والاحتفالات الدينية، وشملت حسابات دقيقة للكسوف والأحداث السماوية الأخرى.

- الرياضيات:

  - كان لدى المايا نظام عددي متقدم يعتمد على أساس الرقم الصفر، وهو واحد من أوائل الأنظمة التي استخدمت الصفر كعدد. استخدموا نظام العد العشري والفيزيائي القائم على الرقم 20.

  - تطور هذا النظام الرياضي إلى مستوى متقدم، حيث استُخدم في بناء تقاويم فلكية وتخطيط معماري معقد.

 2. الكتابة والنقوش:

- النظام الكتابي:

  - طوّر المايا نظامًا كتابيًا هيروغليفياً معقدًا يتألف من رموز تصويرية وفونيمية. هذا النظام الكتابي استخدم لتدوين الأحداث التاريخية، والقصص الأدبية، والنصوص الدينية.

  - النقوش الهيروغليفية وجدت على المعابد، والأهرامات، والألواح الحجرية، وتمثل سجلًا هامًا للثقافة والتاريخ الماياوي.

- النصوص الأدبية:

  - سجلت النصوص الأدبية التي بقيت حتى اليوم، مثل "كتاب التشيلام بالام" و"كتاب دريتش"، روايات وأساطير ومعتقدات دينية. هذه النصوص توفر رؤى ثاقبة حول الثقافة والديانة والفلسفة الماياوية.

 3. العمارة والهندسة:

- العمارة:

  - عرفت حضارة المايا بفنونها المعمارية الرائعة، مثل الأهرامات والمعابد والملاعب الرياضية. من أشهرها معبد "الهرم الكبير" في تيكال، و"معبد النقوش" في بالينكي.

  - صُممت المباني وفقًا لمفاهيم فلكية ودينية، مع استخدام تقنيات بناء متقدمة مثل الأسطح المستوية والزخارف المعقدة.

- الهندسة:

  - أظهر المايا براعة في التخطيط الحضري، حيث بنوا مدنًا معقدة تضم شوارع وقنوات مائية. تم توجيه المدن لتتماشى مع الأحداث السماوية والمعتقدات الدينية.

 4. الفن والحرف اليدوية:

- الفن:

  - أنتج المايا أعمالًا فنية مذهلة تشمل التماثيل والنقوش الجدارية والأعمال الفخارية. تميزت هذه الأعمال بالزخارف الدقيقة والتفاصيل الرمزية التي تعكس المعتقدات والممارسات الدينية.

  - كانت الفنون تُستخدم في الزخرفة الدينية، وفي الاحتفالات الرسمية، وكانت تعبيرًا عن قوة الملك والنخبة.

- الحرف اليدوية:

  - أبدع المايا في صناعة الحرف اليدوية مثل المنسوجات، والمجوهرات، والأواني الفخارية. كانت هذه المنتجات تُظهر مهاراتهم في التصميم والتقنيات الحرفية.

أظهرت حضارة المايا قدرات غير عادية في المجالات الثقافية والعلمية، من الفلك والرياضيات إلى الكتابة والعمارة. إنجازاتهم في هذه المجالات تُبرز تفوقهم وتفانيهم في تعزيز معرفتهم وتطوير تقنياتهم، مما جعل إرثهم جزءاً مهماً من التاريخ البشري.

 5. الانحدار والزوال لحضارة المايا

 1. أسباب الانحدار:

1. التغيرات المناخية:

   - يُعتقد أن التغيرات المناخية لعبت دوراً كبيراً في انحدار حضارة المايا. تسببت فترات الجفاف الشديد في تقليص الموارد المائية، مما أثر على الزراعة والإمدادات الغذائية. كان هذا الجفاف المتكرر قد أدى إلى نقص في المحاصيل الزراعية، مما زاد من الضغوط على المجتمعات الزراعية والاقتصادية.

2. الصراعات الداخلية:

   - شهدت حضارة المايا صراعات مستمرة بين المدن والدول المدينة المختلفة. هذه النزاعات أدت إلى إضعاف الروابط الاقتصادية والسياسية، وأثرت على استقرار المجتمعات. النزاعات المستمرة بين المدن الكبرى مثل تيكال وبالينكي أدت إلى استنزاف الموارد وتدمير البنية التحتية.

3. الضغوط الاجتماعية:

   - ازدادت الضغوط الاجتماعية نتيجة للأزمات الاقتصادية والمشاكل الداخلية. كانت التغيرات في النظام الاجتماعي والسياسي تؤدي إلى فوضى وتدهور في الأوضاع الاقتصادية، مما ساهم في انهيار النظم الإدارية والدينية التي كانت تدير المدن.

4. الزيادة السكانية:

   - الزيادة السكانية الكبيرة في المدن الكبرى قد تكون قد أدت إلى استنزاف الموارد الطبيعية. نمو المدن وتوسعها السريع زاد من الضغط على البيئة والموارد المحدودة، مما أدى إلى صعوبات في تلبية احتياجات السكان المتزايدة.

 2. التأثيرات على المدن الكبرى:

- المدن المتدهورة:

  - العديد من المدن الكبرى مثل تيكال وبالينكي بدأت في الانحدار بحلول القرن التاسع الميلادي. بدأت عملية هجران المدينة وتراجع النشاط الاقتصادي والسياسي. أصبحت بعض المناطق المهجورة مغطاة بالغابات، مع بقاء آثار حضارية غير مكتملة.

- التأثيرات الثقافية:

  - أدى الانحدار إلى تراجع النشاط الثقافي والفني. انخفضت الأنشطة الدينية والعلمية، وقلت الإنتاجية الفنية، مما أثر على التراث الثقافي لحضارة المايا.

 3. الغزو الإسباني:

- الاستعمار الأوروبي:

  - في القرن السادس عشر، جاء الغزاة الإسبان بقيادة هيرنان كورتيس إلى أمريكا الوسطى. كان للاستعمار الإسباني تأثير كبير على حضارة المايا. قوبل الغزاة بمقاومة من بعض المناطق، ولكن الهجوم العسكري والانتشار الوبائي للأمراض الأوروبية أدى إلى انهيار المزيد من المدن و السيطرة على المنطقة.

- التأثيرات الاجتماعية والثقافية:

  - فرض الاستعمار الإسباني تغييرات جذرية على النظم الاجتماعية والثقافية. تم تدمير الكثير من النصوص والرموز الثقافية، وتم فرض الديانة المسيحية واللغة الإسبانية على السكان المحليين.

 4. الإرث والتأثير:

- الحفاظ على التراث:

  - على الرغم من الانحدار والزوال، فإن إرث حضارة المايا لا يزال حيًا. تظل الآثار والنصوص المكتشفة مفتاحاً لفهم تاريخ المايا. تستمر الدراسات والبحث في تسليط الضوء على إنجازات المايا وتسهم في الحفاظ على تراثهم الثقافي.

- الاهتمام الحديث:

  - اليوم، تهتم الدراسات الأثرية والأنثروبولوجية بدراسة حضارة المايا، مما يساعد في إعادة بناء فهمنا لتاريخها وإنجازاتها. السياحة الثقافية والبحث العلمي يعززان اهتمام الناس بحضارة المايا ويعززان الجهود لحفظ هذا التراث الفريد.

انحدار حضارة المايا كان نتيجة لمجموعة من العوامل الطبيعية والاجتماعية والسياسية، التي تضافرت لتؤدي إلى انهيارها في أواخر القرن التاسع الميلادي. ومع ذلك، فإن إرث المايا ما زال حيًا من خلال الآثار التي تركوها، واستمرار الدراسات والاهتمامات العلمية التي تساهم في الحفاظ على تاريخهم وتقدير إنجازاتهم.

 6. الإرث  لحضارة المايا

 1. التأثيرات الثقافية والفنية:

- الفن والعمارة:

  - تركت حضارة المايا وراءها إرثاً غنياً من الفنون والعمارة، يتمثل في المعابد الضخمة، والأهرامات، والنقوش الحجرية المعقدة. معابد مثل "معبد النقوش" في بالينكي و"الهرم الكبير" في تيكال تعد من أبرز الأمثلة على براعتهم المعمارية. تصاميمهم المعمارية تعكس مفاهيمهم الدينية والفلكية، وتفاصيلها المنحوتة تعبر عن الأحداث التاريخية والرموز الثقافية.

- الكتابة والفن البصري:

  - نظام الكتابة الهيروغليفي الماياوي يوفر نافذة إلى ثقافتهم ومعتقداتهم. النقوش على الألواح الحجرية، والنصوص الأدبية مثل "كتاب التشيلام بالام", تقدم رؤى ثاقبة حول تاريخهم، دينهم، وفنونهم. تعبيراتهم الفنية تتجلى في الزخارف والنقوش على الآثار، مما يساعد على فهم أسلوب حياتهم وفلسفتهم.

 2. الإنجازات العلمية:

- التقويم والرياضيات:

  - سجلت إنجازاتهم في علم الفلك والرياضيات نجاحًا بارزًا. استخدامهم للرقم صفر وتطوير تقاويم معقدة ساعد في تحديد الفترات الزمنية بدقة. كان هذا التقدم العلمي يساهم في فهمهم للأحداث السماوية وتخطيط المناسبات الدينية والاجتماعية.

- الزراعة والبيئة:

  - أظهرت الحضارة مهارة كبيرة في إدارة الموارد الطبيعية. نظام الزراعة المتقدم، بما في ذلك تقنيات الري والبناء الزراعي، ساهم في تلبية احتياجاتهم الغذائية واستدامة مجتمعاتهم.

 3. التأثيرات التاريخية والثقافية الحديثة:

- التأثير على الثقافة المحلية:

  - إرث المايا أثر على الثقافات المحلية في أمريكا الوسطى، حيث يحتفظ بعض المجتمعات بجوانب من ثقافتهم ومعتقداتهم القديمة. الاحتفالات والممارسات الدينية الماياوية لا تزال تُمارس في بعض المناطق، مما يعكس استمرار تأثير حضارتهم.

- الاهتمام الأكاديمي والتوثيق:

  - الدراسات الأثرية والأنثروبولوجية الحديثة تسهم في فهم أعمق لحضارة المايا. المشاريع البحثية والتوثيق العلمي تساعد في إعادة بناء تاريخهم، ودراسة لغتهم، واكتشاف المزيد عن إنجازاتهم الثقافية والعلمية. المتاحف والمعارض العالمية تساهم في عرض هذه الاكتشافات وتعليم الجمهور حول إرثهم.

- السياحة الثقافية:

  - الآثار الماياوية تجذب السياح من جميع أنحاء العالم، مما يعزز الاهتمام بحضارتهم ويساهم في الحفاظ على المواقع التاريخية. السياحة الثقافية توفر أيضًا مصدر دخل مهم للمجتمعات المحلية وتساهم في جهود الحفظ والترميم.

 4. الحفاظ على التراث:

- جهود الحفظ:

  - تتعاون المنظمات الدولية والمحلية للحفاظ على المواقع الأثرية الماياوية وحمايتها من التدهور والنهب. برامج الحفظ والترميم تلعب دوراً مهماً في ضمان بقاء هذه المواقع للأجيال القادمة.

- التعليم والتوعية:

  - تعزيز التعليم حول حضارة المايا من خلال المناهج الدراسية والأنشطة الثقافية يساعد في نشر المعرفة والوعي حول إرثهم. التوعية تلعب دوراً حيوياً في تقدير وتفهم قيمة حضارتهم في السياق التاريخي والثقافي.

إرث حضارة المايا يشمل مجموعة واسعة من الإنجازات الثقافية والعلمية التي تعكس براعتهم وابتكاراتهم. من خلال الفن، والعمارة، والكتابة، والعلوم، أثرت حضارتهم في التاريخ الثقافي للعالم. تستمر الدراسات والجهود للحفاظ على تراثهم في تقديم رؤى قيمة لفهمنا لتراثهم وتقديره، مما يعزز تقديرنا لإنجازاتهم وأثرهم الدائم على العالم.

خاتمة   

  • حضارة المايا، التي أزهرت في أمريكا الوسطى بين القرنين الثالث والتاسع الميلاديين، تُمثل واحدة من أعظم إنجازات الحضارات القديمة. مع تقدمها في المجالات الثقافية والعلمية، قدمت المايا مساهمات بارزة في الفلك، والرياضيات، والكتابة، والفن. تقاويمهم الدقيقة ونظامهم العددي المعقد يعكسان مدى تفوقهم في فهم العالم من حولهم. 

  • على الرغم من التحديات الكبيرة التي واجهتها حضارة المايا، بما في ذلك التغيرات المناخية والصراعات الداخلية، فإن إرثهم لا يزال حياً في آثارهم المتبقية والنصوص التي خلفوها. تطور علومهم ومعمارهم يُعتبر مرجعًا هامًا في الدراسات الأكاديمية والثقافية، ويستمر في إلهام الباحثين والسياح على حد سواء.

  • اليوم، تسعى الجهود العالمية والمحلية للحفاظ على مواقعهم الأثرية والحفاظ على تراثهم الثقافي من خلال الترميم، والتوثيق، والتعليم. إن الاهتمام المستمر بحضارة المايا يعكس أهمية فهم تاريخها وتعزيز تقديرنا لإنجازاتها. في نهاية المطاف، تظل حضارة المايا شاهداً على قدرة الإنسان على الإبداع والتطور في مواجهة التحديات، وترك إرثاً ثقافياً عميقاً يستمر في إلهام البشرية.

مراجع 

1. "حضارة المايا: تاريخ وثقافة"  

   تأليف: أحمد عادل  

   الناشر: دار النهضة العربية  

2. "المايا: عوالم منسية"  

   تأليف: يوسف الصديق  

   الناشر: دار العلوم  

3. "التقويم الماياوي: أسرار وأساطير"  

   تأليف: جمال العلي  

   الناشر: مكتبة الإسكندرية  

4. "العمارة والفن في حضارة المايا"  

   تأليف: محمد فهمي  

   الناشر: دار الكتاب العربي  

5. "اللغة والكتابة في حضارة المايا"  

   تأليف: سارة أبو بكر  

   الناشر: دار الثقافة  

6. "فنون المايا القديمة"  

   تأليف: عبد الرحمن الجبالي  

   الناشر: مكتبة العبيكان  

7. "حياة المايا: من نشوء الحضارة إلى الانحدار"  

   تأليف: فاطمة عبد الله  

   الناشر: دار المعرفة  

8. "المايا: مملكة الغموض"  

   تأليف: سامي العيسى  

   الناشر: دار الحربي  

9. "أسس علم الفلك الماياوي"  

   تأليف: مصطفى الرفاعي  

   الناشر: دار المعارف  

10. "التأثيرات الثقافية لحضارة المايا"  

    تأليف: نجلاء عبد الرحيم  

    الناشر: دار الشروق  

11. "تاريخ حضارة المايا: من البدايات إلى الزوال"  

    تأليف: عبد الله حسين  

    الناشر: دار الكتاب الحديث  

12. "العلوم الماياوية: دراسات وأبحاث"  

    تأليف: كمال العلي  

    الناشر: دار الفكر  

13. "المايا: حضارة الغابة"  

    تأليف: علي الشامي  

    الناشر: مكتبة الحضارة  

14. "معتقدات المايا: الدين والأسطورة"  

    تأليف: هالة حسن  

    الناشر: دار التنوير  

15. "المايا: حضارة المنقرضة"  

    تأليف: ناصر العطار  

    الناشر: مكتبة القاهرة  

16. "التكنولوجيا القديمة في حضارة المايا"  

    تأليف: ليلى الجبوري  

    الناشر: دار الطليعة  

17. "المايا والفن: تعبيرات منسية"  

    تأليف: حسن مصطفى  

    الناشر: مكتبة النيل  

18. "الأنظمة الاجتماعية والسياسية في حضارة المايا"  

    تأليف: أمل عبد القادر  

    الناشر: دار الأندلس  

19. "المايا وتاريخهم العلمي"  

    تأليف: يوسف الهاشمي  

    الناشر: دار المعرفة الحديثة  


تعليقات

محتوى المقال