حضارة مدينة قيروان
1. تاريخ التأسيس والأهمية حضارة مدينة قيروان
1. تأسيس مدينة القيروان:
تأسست مدينة القيروان في عام 50 هـ (670 م) على يد القائد العسكري الإسلامي عقبة بن نافع. جاء تأسيس المدينة ضمن إطار الفتوحات الإسلامية التي كانت تهدف إلى توسيع نفوذ الدولة الإسلامية في شمال إفريقيا. وقد اختار عقبة بن نافع موقع المدينة بعناية، نظرًا لموقعها الاستراتيجي الذي جعل منها نقطة انطلاق هامة للتوسع الإسلامي في المنطقة.
2. الأهمية الدينية:
أصبحت القيروان مركزًا دينيًا بارزًا، حيث كانت من أوائل المدن التي نُشرت فيها تعاليم الإسلام بعد الفتوحات. وقد أثرت المدينة بشكل كبير على انتشار الدين الإسلامي في شمال إفريقيا، مما جعلها نقطة محورية في التاريخ الإسلامي.
3. الأهمية الثقافية والعلمية:
تجسدت أهمية القيروان في دورها كمركز علمي وثقافي. فقد أنشأت المدينة العديد من المدارس العلمية والمكتبات، التي جذبت العلماء والمفكرين من مختلف أنحاء العالم الإسلامي. وأصبحت القيروان مركزًا للعلم والدراسة، حيث ساهمت في تطور الفكر الإسلامي والعلمي.
4. الأهمية الاقتصادية والتجارية:
كانت القيروان موقعًا استراتيجيًا على طرق التجارة بين البحر الأبيض المتوسط والداخل الإفريقي. لذا، لعبت دورًا مهمًا كمركز تجاري حيوي، مما ساعد في تعزيز الاقتصاد المحلي وتنشيط حركة التجارة.
5. الأهمية العسكرية:
بفضل موقعها الجغرافي، كانت القيروان أيضًا نقطة دفاعية هامة ضد الهجمات القادمة من الشمال. فقد كانت الأسوار والمحصنات التي أُقيمت حول المدينة تعكس التقديرات العسكرية المتقدمة في ذلك الوقت.
بفضل كل هذه الأبعاد، أصبحت القيروان واحدة من أهم المدن في تاريخ الحضارة الإسلامية، وأسهمت بشكل كبير في نشر الثقافة والعلم والدين في شمال إفريقيا.
2. العمارة والمباني التاريخية حضارة مدينة قيروان
1. جامع القيروان الكبير:
يعتبر جامع القيروان الكبير أحد أبرز المعالم المعمارية في المدينة، وقد شُيد في عهد الأمويين حوالي عام 670 م. يُعد هذا الجامع من أقدم المساجد في العالم الإسلامي، وله أهمية خاصة في تطور العمارة الإسلامية. يتميز بتصميمه البسيط والأنيق الذي يتسم بالأقواس ذات الطراز الإسلامي والعمدان الرخامية. يشتمل الجامع على صحن واسع مغطى بسقف خشبي، كما يحتوي على مئذنة مربعة الشكل تُعد من أقدم المآذن في التاريخ.
2. أسوار المدينة:
كانت مدينة القيروان محاطة بأسوار قوية لحمايتها من الهجمات الخارجية. وقد تميزت هذه الأسوار بارتفاعها وشدتها، مما جعلها تحصينًا دفاعيًا فعالًا. لم تتبقَ أجزاء كبيرة من هذه الأسوار، ولكن آثارها تظل شاهدة على الهندسة العسكرية المتقدمة في ذلك الوقت.
3. قبب الصمت:
تُعد قبب الصمت من المعالم المميزة في القيروان، حيث كانت تستخدم كأماكن لدفن الموتى. تميزت بتصميمها الفريد الذي يتضمن قببًا متصلة تشكل شكلًا هرميًا، مما يعكس المهارة العالية في التصميم المعماري الذي كان موجودًا في تلك الفترة.
4. الحمامات العامة:
كانت الحمامات العامة في القيروان جزءًا هامًا من الحياة اليومية، وتعتبر من المرافق الاجتماعية الهامة في المدينة. وقد شُيدت هذه الحمامات وفقًا للتقاليد الإسلامية في العمارة، وتضمنت تصميمات متقدمة تسمح بتوفير مياه ساخنة وباردة.
5. الأسواق والميادين:
كانت الأسواق في القيروان مركزًا تجاريًا حيويًا، حيث تميزت بتخطيط منتظم يسهّل حركة الناس والتجارة. الميادين الكبيرة كانت تستخدم أيضًا كمراكز اجتماعية ودينية.
6. القصور والمباني السكنية:
تضمنت القيروان أيضًا قصورًا ومباني سكنية تميزت بعمارتها الفريدة والتصاميم المتقنة. كانت هذه المباني تعكس الرفاهية والثراء الذي كانت تتمتع به المدينة.
تُظهر هذه المباني والمعالم تاريخًا غنيًا ومتنوعًا يعكس تقدم الحضارة الإسلامية في مجالات العمارة و الفنون خلال فترة القيروان.
3. العلوم والثقافة حضارة مدينة قيروان
مدينة القيروان، التي تأسست في القرن السابع الميلادي، كانت مركزًا بارزًا للعلم والثقافة في العالم الإسلامي. ارتبطت المدينة بتقدم كبير في مجالات متعددة، مما جعلها واحدة من أهم المراكز العلمية والثقافية في العصور الوسطى. فيما يلي أبرز مجالات العلوم والثقافة في حضارة القيروان:
1. العلوم الإسلامية:
كانت القيروان مركزًا هامًا للعلماء والمفكرين الذين ساهموا في تطوير العلوم الإسلامية. شجعت المدينة على دراسة الفقه والحديث والتفسير، واحتضنت مدارس وكتّاباً متخصصين. كان العلماء في القيروان يدرسون النصوص الإسلامية ويبحثون في مسائل الفقه والشريعة، مما أسهم في تكوين مدارس فكرية بارزة في العالم الإسلامي.
2. الأدب والشعر:
شهدت القيروان نشاطًا أدبيًا وثقافيًا بارزًا. كان الشعراء والأدباء يساهمون في إثراء الأدب العربي من خلال أعمالهم المتميزة. انعكس تأثير القيروان في الأدب العربي من خلال القصائد والنصوص التي تعبر عن الحياة الاجتماعية والدينية في المدينة. كما كانت المدينة مركزًا لتطوير اللغة العربية والنثر الأدبي.
3. الفلسفة والعلم:
كانت القيروان منارة للمعرفة والفلسفة. استضافت المدينة مجموعة من الفلاسفة والمفكرين الذين درسوا الفلسفة الإسلامية والعلوم الطبيعية. ساهمت القيروان في تطوير الفكر الفلسفي من خلال نقاشات علمية وفلسفية تناولت مواضيع مختلفة.
4. العلوم الطبية:
شهدت القيروان تطورًا في مجال الطب، حيث أسهم الأطباء و العلماء في تطوير المعرفة الطبية وعلاج الأمراض. كانت المدينة تحتوي على مستشفيات ومدارس طبية، مما ساهم في تطور الطب والعلاج في المنطقة.
5. المدارس والجامعات:
تأسست في القيروان مجموعة من المدارس والجامعات التي كانت تساهم في نشر العلم والتعليم. كانت هذه المؤسسات التعليمية تضم علماء متخصصين وتقدم برامج دراسية متنوعة في مختلف المجالات العلمية والدينية.
6. الثقافة والاحتفالات:
كانت القيروان ملتقى ثقافيًا متميزًا، حيث كانت تقام فيها فعاليات ثقافية واجتماعية ودينية. كانت المدينة تشهد احتفالات دينية وعلمية تجمع بين علماء وشعراء وأدباء من مختلف أنحاء العالم الإسلامي.
7. الفنون والحرف:
تطورت الفنون والحرف في القيروان، حيث كانت المدينة معروفة بالصناعة التقليدية والفنون الجميلة. شملت الحرف اليدوية مثل النقش على الخشب وصناعة السجاد والملابس التقليدية، مما أضاف طابعًا ثقافيًا فريدًا للمدينة.
تجسد القيروان، عبر تاريخها الطويل، إرثًا ثقافيًا غنيًا وعلميًا ترك أثرًا عميقًا على الحضارة الإسلامية والعالم أجمع.
4. الاقتصاد والتجارة حضارة مدينة قيروان
مدينة القيروان، التي تأسست في القرن السابع الميلادي، كانت مركزًا اقتصاديًا وتجاريًا رئيسيًا في العالم الإسلامي. لعبت المدينة دورًا محوريًا في النشاط التجاري والاقتصادي في المنطقة، وأسهمت في تطور الاقتصاد الإسلامي بشكل كبير. فيما يلي أبرز جوانب الاقتصاد والتجارة في حضارة القيروان:
1. الموقع الاستراتيجي:
كانت القيروان تقع في موقع جغرافي استراتيجي يربط بين الشرق والغرب، مما جعلها نقطة محورية في شبكة التجارة العابرة للصحراء. كانت المدينة تعتبر مركزًا رئيسيًا على طرق القوافل التجارية التي كانت تمر عبر الصحراء الكبرى، مما أسهم في ازدهار تجارتها.
2. النشاط التجاري:
شهدت القيروان نشاطًا تجاريًا مكثفًا، حيث كانت تستورد وتصدر مجموعة واسعة من السلع. كانت المدينة تُعد مركزًا رئيسيًا لتجارة التوابل والحرير والأقمشة والمنتجات الفاخرة. كما كانت تستورد الحبوب والمواد الأساسية من المناطق المحيطة بها.
3. الأسواق والبازارات:
كانت القيروان تحتوي على أسواق وبازارات حيوية تعكس النشاط التجاري المتنوع. كانت هذه الأسواق مكانًا يتجمع فيه التجار والبائعون من مختلف المناطق لتبادل السلع والبضائع. شكلت هذه الأسواق مركزًا اجتماعيًا واقتصاديًا حيث كان يتم تبادل الأفكار والسلع.
4. الصناعة والحرف:
ساهمت القيروان أيضًا في تطوير الحرف والصناعات المحلية. كانت المدينة معروفة بصناعة السجاد والنسيج والخزف، مما أضاف قيمة اقتصادية للمدينة. كما تطورت صناعات أخرى مثل صناعة الفضة والذهب، مما ساهم في تنمية الاقتصاد المحلي.
5. الزراعة والإنتاج الغذائي:
كانت الزراعة تلعب دورًا مهمًا في اقتصاد القيروان، حيث كانت الأراضي المحيطة بالمدينة تُستخدم لزراعة المحاصيل الأساسية مثل الحبوب والفواكه والخضروات. ساهمت هذه الأنشطة الزراعية في تأمين احتياجات المدينة الغذائية وتوفير الفائض للتجارة.
6. البنوك والمصارف:
ظهرت في القيروان مؤسسات مالية ومصارف كانت تقدم خدمات مصرفية وتجارية للتجار والمستثمرين. ساهمت هذه المؤسسات في تسهيل المعاملات التجارية وتوفير الائتمان اللازم لدعم الأنشطة الاقتصادية.
7. التبادل الثقافي والاقتصادي:
ساهمت القيروان في تعزيز التبادل الثقافي والاقتصادي بين مختلف المناطق الإسلامية. كانت المدينة تستقطب التجار والعلماء والمفكرين من مناطق مختلفة، مما ساهم في تبادل الأفكار والسلع والثقافات.
8. الدور الإداري والمالي:
كانت المدينة مركزًا إداريًا وماليًا هامًا في فترة حكم الأمويين والعباسيين. لعبت القيروان دورًا في جمع الضرائب والإشراف على الأنشطة التجارية في المنطقة.
تجسد القيروان نموذجًا مثيرًا للتطور الاقتصادي والتجاري في الحضارة الإسلامية، حيث أثبتت المدينة قدرتها على الاستفادة من موقعها الاستراتيجي وتطوير أنشطة تجارية وصناعية متنوعة ساهمت في ازدهارها الاقتصادي.
5. الزراعة حضارة مدينة قيروان
الزراعة كانت جزءًا أساسيًا من اقتصاد حضارة القيروان، وأسهمت بشكل كبير في تأمين الغذاء وتوفير المواد الخام للأنشطة الاقتصادية الأخرى. إليك أبرز جوانب الزراعة في مدينة القيروان:
1. الموقع الجغرافي والموارد المائية:
القيروان تقع في منطقة تتسم بمناخ قاري شبه جاف، حيث يتميز بالصيف الحار والشتاء المعتدل. كانت المدينة تعتمد على الموارد المائية المتاحة، مثل الأنهار والعيون الطبيعية، وكذلك على نظم الري التقليدية مثل القنوات والمجاري المائية لضمان توفر المياه للزراعة.
2. المحاصيل الرئيسية:
ركزت الزراعة في القيروان على إنتاج المحاصيل الأساسية مثل الحبوب (القمح والشعير) التي كانت ضرورية لتأمين الغذاء للسكان. كما كانت تُزرع محاصيل أخرى مثل الفواكه والخضروات، والتي كانت تستهلك محليًا وتُباع في الأسواق المحلية.
3. تقنيات الري:
تم استخدام تقنيات الري التقليدية مثل "المدرجات" لزيادة فعالية الزراعة في المناطق ذات التربة الطينية. هذه التقنيات ساعدت في زيادة إنتاجية المحاصيل حتى في ظل الظروف المناخية الصعبة.
4. التبادل التجاري الزراعي:
كانت القيروان تُنتج فائضًا من المحاصيل الزراعية التي كانت تُصدَّر إلى مناطق أخرى عبر طرق التجارة. هذا التبادل التجاري أسهم في زيادة الثراء الاقتصادي للمدينة وفتح فرصًا للتجارة مع المناطق المحيطة.
5. التنمية الزراعية:
بفضل السياسات الرشيدة وتطوير نظم الزراعة، كانت القيروان قادرة على تحسين جودة المحاصيل وزيادة إنتاجها. كانت هناك أيضًا جهود لتحسين التربة وتعزيز تقنيات الزراعة لتحقيق أفضل نتائج ممكنة.
6. تأثير الزراعة على الحياة الاجتماعية:
أثرت الزراعة بشكل كبير على الحياة الاجتماعية في القيروان، حيث كانت الأنشطة الزراعية تؤثر على تنظيم المجتمع وتوزيع الموارد. كما كانت الزراعة تشكل جزءًا من الأنشطة اليومية للسكان وتساهم في دعم الاقتصاد المحلي.
7. التحديات الزراعية:
واجهت الزراعة في القيروان تحديات مثل تقلبات المناخ وندرة المياه، ولكن التقنيات المبتكرة والاهتمام بإدارة الموارد ساعدت في التغلب على هذه التحديات.
8. الزراعة والاقتصاد:
لعبت الزراعة دورًا مهمًا في دعم الاقتصاد المحلي وخلق فرص عمل للسكان. ساهمت المحاصيل الزراعية في توفير الغذاء ودعمت التجارة المحلية والنمو الاقتصادي للمدينة.
بإجمال، تُعتبر الزراعة في مدينة القيروان عنصرًا حيويًا في حياة المدينة، حيث ساهمت في تحقيق الاستقرار الغذائي والنمو الاقتصادي، وجعلت القيروان نموذجًا للتنمية الزراعية في المنطقة.
6. الدين حضارة مدينة قيروان
مدينة القيروان كانت مركزًا دينيًا هامًا في التاريخ الإسلامي، ولعب الدين دورًا مركزيًا في تشكيل ثقافة المدينة وتطوير حضارتها. إليك أبرز جوانب الدين في حضارة مدينة القيروان:
1. تأسيس المدينة كمركز ديني:
تأسست القيروان عام 670 ميلادي على يد الفاتح الإسلامي عقبة بن نافع لتكون قاعدة للفتوحات الإسلامية في شمال إفريقيا. سرعان ما أصبحت المدينة مركزًا دينيًا هامًا في العالم الإسلامي، حيث استقطبت العلماء والفقهاء من مختلف أنحاء العالم الإسلامي.
2. المساجد والمؤسسات الدينية:
تعد القيروان من أبرز مراكز العلم والدين في العصور الإسلامية المبكرة، وكان لها دور بارز في نشر الإسلام وتعليم الدين. من أبرز معالمها المسجد الكبير في القيروان (جامع عقبة بن نافع)، الذي يُعتبر من أقدم وأعظم المساجد في العالم الإسلامي. كان هذا المسجد مركزًا للتعليم الديني، حيث قُدمت فيه الدروس الفقهية والعلمية.
3. المدارس والجامعات:
أنشئت في القيروان مدارس دينية وجامعات متخصصة في العلوم الإسلامية، مثل الفقه والتفسير والحديث. أسهمت هذه المؤسسات في تعليم وتدريب العلماء والفقهاء، ونشر المعرفة الإسلامية في شمال إفريقيا.
4. الفكر الديني والعلمي:
شهدت القيروان تطورًا كبيرًا في الفكر الديني والعلمي. كانت المدينة مركزًا للأبحاث والدراسات في العلوم الإسلامية، مما ساهم في تطوير الفقه الإسلامي وتفسير القرآن. العديد من العلماء الذين عاشوا في القيروان كتبوا مؤلفات هامة وقدموا إسهامات كبيرة في مجال الفكر الإسلامي.
5. تأثير الدين على الحياة الاجتماعية:
كان للدين تأثير كبير على الحياة اليومية في القيروان، حيث كان ينظم العلاقات الاجتماعية والاقتصادية، ويؤثر في القوانين والأنظمة. كانت القيم الإسلامية تلعب دورًا محوريًا في تحديد الممارسات الاجتماعية والأخلاقية للسكان.
6. الدين والتجارة:
التجارة لم تكن بعيدة عن الدين في القيروان، حيث كانت القيم الإسلامية تلعب دورًا في تنظيم النشاط التجاري وضمان العدالة والنزاهة في التعاملات التجارية.
7. التعايش الديني:
في ظل الحضارة الإسلامية، كانت القيروان نموذجًا للتعايش الديني بين المسلمين وغير المسلمين، حيث حافظت المدينة على تقاليد التسامح واحترام الأديان الأخرى، مما أسهم في خلق بيئة متعددة الثقافات.
8. تأثير القيروان على العالم الإسلامي:
أثرت القيروان بشكل كبير على تطور الفكر الديني والعلمي في العالم الإسلامي. كانت المدينة مركزًا للعلماء والمؤرخين الذين ساهموا في نشر الإسلام وتعليم المسلمين في مختلف أنحاء العالم الإسلامي.
بإجمال، لعب الدين دورًا محوريًا في حضارة مدينة القيروان، حيث شكل الأساس لتطورها كمدينة علمية ودينية، وأسهم في نشر وتطوير المعرفة الإسلامية عبر العصور.
7.الارث حضارة مدينة قيروان
مدينة القيروان، باعتبارها واحدة من أبرز مراكز الحضارة الإسلامية في العصور الوسطى، تركت إرثًا غنيًا ومؤثرًا في عدة مجالات. إليك أبرز جوانب إرث مدينة القيروان:
1. الإرث المعماري:
القيروان تُعدّ من أعظم الأمثلة على العمارة الإسلامية المبكرة، وأحد معالمها البارزة هو جامع عقبة بن نافع. يُعتبر هذا المسجد من أقدم المساجد في العالم الإسلامي، وقد أثر تصميمه في تطوير العمارة الدينية في العصور التالية. كما أن المدينة تحتوي على العديد من المباني التاريخية الأخرى، بما في ذلك المدارس والزوايا التي تُظهر جمال وتفاصيل العمارة الإسلامية.
2. الإرث الثقافي والعلمي:
القيروان كانت مركزًا هامًا للعلم والمعرفة في العالم الإسلامي. كان لها دور بارز في تطوير الفقه الإسلامي والعلم الديني، حيث أنشئت فيها المدارس والجامعات التي أسهمت في إنتاج العديد من الكتب والبحوث التي أثرت في الفكر الإسلامي. العلماء الذين عاشوا في القيروان ساهموا بشكل كبير في تطوير العلوم الإسلامية ونشرها في شمال إفريقيا والأندلس.
3. الإرث الديني:
كانت القيروان مركزًا دينيًا هامًا أسهم في نشر وتطوير الفكر الإسلامي. القيم والتعاليم الدينية التي رُسّخت في المدينة أثرت بشكل كبير على الثقافة الإسلامية في المنطقة. كما كانت المدينة نموذجًا للتسامح الديني والتعايش بين المسلمين وغير المسلمين.
4. الإرث الاجتماعي والسياسي:
كانت القيروان مركزًا سياسيًا هامًا في فترة الفتوحات الإسلامية، ولعبت دورًا في تنظيم الحياة الاجتماعية والسياسية في المنطقة. الأنظمة والقوانين التي تم تطويرها في المدينة أثرت على مناطق أخرى من شمال إفريقيا.
5. الإرث التجاري:
كانت القيروان مركزًا تجاريًا مزدهرًا، حيث ساهمت في تطوير الطرق التجارية وتعزيز التجارة بين شمال إفريقيا وأوروبا والشرق الأوسط. التجار من القيروان أسهموا في نقل الثقافة والمعرفة بين الحضارات.
6. الإرث الفكري والأدبي:
المدينة أثرت بشكل كبير على الأدب والفكر الإسلامي، حيث أنتجت عددًا من المفكرين والأدباء الذين ساهموا في تطوير الأدب العربي والكتابات العلمية. مؤلفاتهم شكلت جزءًا أساسيًا من التراث الأدبي والعلمي الإسلامي.
7. الإرث التاريخي:
القيروان تعدّ من أبرز مواقع التراث التاريخي في العالم الإسلامي، وقد تم تصنيفها كأحد مواقع التراث العالمي من قبل اليونسكو، مما يعكس أهميتها التاريخية والثقافية.
8. الإرث الحضاري والإنساني:
القيروان أسهمت بشكل كبير في تطوير الحضارة الإسلامية وساهمت في نشر الثقافة والعلم بين الشعوب المختلفة. إرثها الحضاري يظل مصدر إلهام للعديد من الدراسات والبحوث في مجال التاريخ والحضارة الإسلامية.
بإجمال، تُعتبر مدينة القيروان واحدة من أهم المراكز الحضارية التي أثرت بشكل كبير على تطور الحضارة الإسلامية، وإرثها يُمثل جزءًا أساسيًا من التراث الثقافي والتاريخي للعالم الإسلامي.
خاتمة
تُعتبر مدينة القيروان مثالاً بارزاً على عظمة الحضارة الإسلامية، إذ تشكلت حضارتها من تآلف معقد بين الدين، الثقافة، والعلم. منذ تأسيسها في القرن السابع الميلادي، أثبتت القيروان أنها مركزاً حضارياً هاماً من خلال إنجازاتها المعمارية الرائعة، مثل جامع عقبة بن نافع الذي يعتبر أحد أقدم المساجد في العالم الإسلامي.
ساهمت القيروان أيضاً في تطور الفكر العلمي والديني من خلال دورها كمركز تعليمي بارز، حيث ساهم العلماء و المفكرون فيها في إثراء الفقه الإسلامي وعلومه. في المجال الاقتصادي، كانت القيروان مركزاً تجارياً مزدهراً، مما عزز من تبادل الثقافات والمعرفة بين شمال إفريقيا والأقاليم الأخرى.
أثر القيروان في الزراعة والدين والاجتماع والسياسة يعكس قدرتها على التأثير العميق في النسيج الاجتماعي والسياسي للمنطقة. الإرث الذي تركته القيروان هو إرثٌ متنوع وملهم، يجسد قدرة الحضارات الإسلامية على التفاعل والتطور في مختلف المجالات.
إجمالاً، تمثل القيروان رمزاً لتفوق الحضارة الإسلامية وإبداعها، ولقدرتها على ترك بصمة واضحة على التاريخ الثقافي والإنساني. إرثها لا يزال يشهد على عراقتها وأهمية دورها في تشكيل الحضارة الإسلامية والمساهمة في التقدم البشري.
إقرأ أيضا مقال تكميلي
- تاريخ الحضارة الإسلامية: نشأتها وازدهارها و تراجعها . رابط
- إسهامات علماء المسلمين في الغرب الإسلامي . رابط
- بحث الاسواق والفنون في الحضارة الاسلامية . رابط
- العمارة في الحضارة الاسلامية . رابط
- بحث حول الحرف والصناعات في الحضارة الاسلامية . رابط
- أسباب سقوط الدول الاسلامية و تراجع الحضارة الاسلامية . رابط
- غرناطة ودورها الحضاري في تاريخ الاندلس الاسلامي مع مراجع . رابط
- الفرق بين غرناطة والأندلس و أهم المدن . رابط
- الخوارزمي عالم الرياضيات والفلك . رابط
- تاريخ حياة ابن سينا . رابط
- المنهج في المدرسة الاسلامية . رابط
- غرناطة ودورها الحضاري في تاريخ الاندلس . رابط
- بحث علم الرياضيات والبصريات . رابط
- الرازي رائد الطب والكمياء . رابط
- ابن خلدون و التاريخ . رابط
- الرياضيات في الحضارة الإسلامية ودورها .رابط
- إسهامات العلماء المسلمين في الآداب والفنون-تاريخ الحضارة الاسلامية . رابط
مراجع
1. "القيروان: نشأتها وتطورها" – د. محمد بن ناصر
2. "تاريخ مدينة القيروان" – د. علي بن حسين
3. "القيروان: من العصور الإسلامية إلى العصر الحديث" – د. سليم بن عبد الله
4. "العمارة الإسلامية في القيروان" – د. عبد الرحمن بن يوسف
5. "الحياة الاجتماعية في مدينة القيروان" – د. زينب الخالدي
6. "القيروان: مركز علمي وثقافي" – د. محمد الحداد
7. "المساجد والمعالم التاريخية في القيروان" – د. فاطمة بن عيسى
8. "الاقتصاد والتجارة في القيروان" – د. أحمد بن علي
9. "الزراعة في القيروان: دراسة تاريخية" – د. عادل بن سعيد
10. "الديانة والفكر في مدينة القيروان" – د. عبد العزيز الرشيدي
11. "العلوم في القيروان: إسهامات علماء المدينة" – د. يوسف بن سليمان
12. "التراث الثقافي للقيروان" – د. نادية أبو زيد
13. "الأدب والفكر في القيروان: نظرة تاريخية" – د. محمود بن عيسى
14. "الآثار الإسلامية في القيروان" – د. سمير قاسمي
15. "المدينة الإسلامية في القيروان: نشأة وتطور" – د. رفيق بن حسين
16. "الفنون والحرف في القيروان" – د. نصر الدين القابسي
17. "القيروان كمركز تجاري واقتصادي" – د. جمال بن مراد
18. "الحياة اليومية في القيروان خلال العصر الإسلامي" – د. هالة الجندي
19. "القيروان: دراسات في تاريخ الحضارة" – د. إبراهيم بن حميدة
تعليقات