تاريخ مدغشقر
مقدمة
مدغشقر، جزيرة كبيرة تقع في المحيط الهندي قبالة الساحل الشرقي لأفريقيا، لها تاريخ غني ومعقد يشمل تأثيرات ثقافية متنوعة وتطورات سياسية واجتماعية هامة. منذ ظهور أولى الحضارات في الجزيرة حتى العصر الحديث، عرفت مدغشقر تطورات متسارعة وواجهت تحديات عديدة.
يعود تاريخ استيطان مدغشقر إلى حوالي 2000 قبل الميلاد، عندما بدأ الناس من جزر أندونيسيا والفلبين بالوصول إلى الجزيرة، وجلبوا معهم تقنيات الزراعة والممارسات الثقافية التي شكلت أساس المجتمع المدغشقري. في هذه الفترة، أسس السكان الأوائل مجتمعات صغيرة تعتمد على الزراعة وصيد الأسماك.
مدغشقر في القرون الوسطى
في القرون الوسطى، كانت مدغشقر مسرحًا لتطورات اجتماعية وثقافية هامة، حيث شهدت الجزيرة تغييرات كبيرة في بنيتها السياسية والاجتماعية. يمكن تقسيم تاريخ مدغشقر خلال هذه الفترة إلى عدة مراحل رئيسية:
أ. الاستيطان والنمو الاجتماعي
1. الاستيطان المبكر:
- في القرون الوسطى، كانت مدغشقر مأهولة بمجموعات بشرية متنوعة، تشمل الملاكاسيين الذين هاجروا من جنوب شرق آسيا. استقر هؤلاء السكان في الجزيرة وطوروا مجتمعات زراعية معقدة. كانت التجارة البحرية والنشاط الزراعي من العوامل الرئيسية في نمو المجتمع.
2. النمو الاجتماعي والاقتصادي:
- تطورت المجتمعات المحلية بشكل ملحوظ خلال هذه الفترة، مع تأسيس نظم زراعية متطورة. كانت الجزيرة تشهد تبادل تجاري نشطًا، حيث كانت تمثل نقطة وصل بين التجارة البحرية في المحيط الهندي وجنوب شرق آسيا.
ب. ظهور الممالك والأنظمة السياسية
1. تشكيل الممالك:
- خلال القرون الوسطى، ظهرت عدة ممالك في مدغشقر، بما في ذلك مملكة ميرينا (Merina) ومملكة مديكي (Menabe) ومملكة مريكينا (Marovoay). كان لكل من هذه الممالك نظم حكم وإدارة خاصة به، مما أسهم في تشكيل الهياكل السياسية والاجتماعية في الجزيرة.
2. التحالفات والصراعات:
- شهدت الفترة نزاعات بين الممالك المختلفة، حيث كان هناك صراعات على الأراضي والموارد. بالإضافة إلى ذلك، نشأت تحالفات بين بعض الممالك لتقوية النفوذ و السيطرة على مناطق جديدة.
ج. التجارة والتبادل الثقافي
1. التجارة عبر المحيط الهندي:
- كانت مدغشقر تلعب دورًا حيويًا في التجارة عبر المحيط الهندي، حيث كانت تربط بين أسواق جنوب شرق آسيا وأفريقيا. ساهمت التجارة في إدخال منتجات جديدة إلى الجزيرة، بما في ذلك التوابل والسلع الفاخرة.
2. التأثيرات الثقافية:
- أدت التجارة والتواصل مع الشعوب المجاورة إلى تبادل ثقافي غني. تأثرت ثقافة مدغشقر بالثقافات الهندية والعربية من خلال التفاعل التجاري والاتصال الثقافي.
د. الديانة والمعتقدات
1. الديانة التقليدية:
- كانت الديانة التقليدية المدغشقرية سائدة، حيث شملت عبادة الأسلاف والطقوس المتعلقة بالطبيعة. كانت هذه المعتقدات تلعب دورًا كبيرًا في حياة الناس اليومية وتؤثر في تنظيم المجتمع.
2. التأثيرات الخارجية:
- على الرغم من أن الديانة التقليدية كانت مسيطرة، بدأت تأثيرات خارجية، مثل المعتقدات الهندية والعربية، تظهر في المجتمع، خاصة من خلال التجارة والاتصالات الثقافية.
مدغشقر في القرون الوسطى كانت مركزًا للنمو الاجتماعي والسياسي، حيث شهدت تطور الممالك والنظم السياسية، وتعزيز التجارة والتبادل الثقافي. تأثيرات التجارة والتواصل مع العالم الخارجي شكلت جزءًا أساسيًا من ثقافة الجزيرة، بينما استمرت الديانة التقليدية في التأثير على المجتمع المحلي.
مدغشقر: نقطة التقاء الحضارات
تنوع ثقافي: نتيجة للهجرات المتكررة من جنوب شرق آسيا وأفريقيا، تطورت في مدغشقر مجموعة متنوعة من الثقافات واللغات. هذا التنوع الثقافي ترك بصماته الواضحة على الفنون والحرف اليدوية والموسيقى والرقص.
التجارة البحرية: كانت مدغشقر محطة مهمة على طرق التجارة البحرية التي تربط بين الشرق والغرب. التجار العرب والفرس والصينيون كانوا يترددون على الجزيرة بحثًا عن العاج والعبيد والفلفل الأسود والقطن.
الممالك المستقلة: ظهرت في مدغشقر العديد من الممالك المستقلة، منها مملكة إيمرينا التي سيطرت على جزء كبير من الجزيرة في القرن السادس عشر.
لتحديات التي واجهت مدغشقر
العزلة الجغرافية: على الرغم من أن العزلة الجغرافية حمت مدغشقر من الغزوات الخارجية، إلا أنها أدت أيضًا إلى تأخرها في تطوير بعض التقنيات الزراعية والصناعية التي كانت منتشرة في مناطق أخرى من العالم.
الاستعمار: بدءًا من القرن السادس عشر، تعرضت مدغشقر لمحاولات استعمار متكررة من قبل الأوروبيين، مما أثر بشكل كبير على ثقافتها ومجتمعها.
إرث مدغشقر في العصور الوسطى
الحرف اليدوية: اشتهرت مدغشقر بحرفها اليدوية الفريدة، مثل النسيج والمنحوتات الخشبية والزخارف المعدنية.
الزراعة: اعتمد اقتصاد مدغشقر بشكل كبير على الزراعة، حيث كان السكان يزرعون الأرز والذرة والبطاطا الحلوة.
المعتقدات الدينية: كانت الديانات التقليدية الأفريقية سائدة في مدغشقر، ولكن تأثرت بالديانات الأخرى مثل الإسلام والكريستينية نتيجة للتبادل الثقافي.
باختصار، كانت مدغشقر في العصور الوسطى جزيرة غامضة تحمل في طياتها تاريخًا عريقًا وثقافة متنوعة. على الرغم من التحديات التي واجهتها، إلا أنها استطاعت الحفاظ على هويتها الخاصة وتقديم مساهمات كبيرة في تاريخ المحيط الهندي.
مدغشقر و الاستعمار الأوروبي
مدغشقر شهدت فترة استعمارية هامة ومعقدة تحت السيطرة الأوروبية، وتحديداً تحت الحكم الفرنسي. بدأت تأثيرات الاستعمار الأوروبي في مدغشقر بشكل متزايد في أواخر القرن التاسع عشر، وأثرت بشكل كبير على تاريخ الجزيرة وتطوراتها الاجتماعية والاقتصادية.
أ. الاستعمار الفرنسي
1. البدايات:
- بدأ الاهتمام الأوروبي بمدغشقر في القرن السادس عشر، لكن الاستعمار الفعلي لم يبدأ إلا في أواخر القرن التاسع عشر. كانت مدغشقر في ذلك الوقت مقسمة إلى عدة ممالك، بما في ذلك مملكة ميرينا في الشمال، التي كانت إحدى القوى الرئيسية في الجزيرة.
2. تدخل الفرنسيين:
- في عام 1883، وقع الفرنسيون معاهدة مع مملكة ميرينا التي كانت تعترف بالسيطرة الفرنسية على العلاقات الخارجية للجزيرة. ولكن مع تصاعد التوترات، اندلعت النزاعات بين الفرنسيين وسكان مدغشقر.
- في عام 1895، اجتاحت القوات الفرنسية الجزيرة وفرضت السيطرة العسكرية على معظم المناطق، مما أدى إلى إعلان مدغشقر كمستعمرة فرنسية في عام 1896.
3. الإدارة الاستعمارية:
- قامت فرنسا بتطبيق نظام إداري استعماري على مدغشقر، حيث تم تقييد الحكم المحلي واستبداله بالإدارة الفرنسية المباشرة. شمل ذلك إدخال تغييرات في الهيكل الحكومي والبنية التحتية، بالإضافة إلى تطوير نظم التعليم والصحة وفقًا للنموذج الفرنسي.
4. التحركات الشعبية:
- على الرغم من الاستعمار، شهدت مدغشقر العديد من الثورات والمقاومات الشعبية ضد الحكم الفرنسي. كانت حركة "فانجيلي" (Vangeli) واحدة من أبرز حركات المقاومة التي قادها الوطنيون المدغشقر.
5. الاستقلال:
- بعد سنوات من المقاومة والضغوط السياسية، حصلت مدغشقر على استقلالها عن فرنسا في 26 يونيو 1960. كانت عملية الانتقال من الاستعمار إلى الاستقلال مصحوبة بالتحديات السياسية والاقتصادية، حيث واجهت البلاد صعوبات في بناء نظام سياسي مستقر.
ب. الآثار الطويلة الأمد
1. الاقتصاد والبنية التحتية:
- أثرت السياسات الاستعمارية على الاقتصاد المحلي، حيث تم استغلال الموارد الطبيعية والنظم الزراعية لصالح المصالح الفرنسية. على الرغم من التطورات في البنية التحتية، فإن الكثير من الموارد الاقتصادية كانت توجه نحو المصلحة الاستعمارية.
2. التراث الثقافي:
- تأثرت الثقافة المحلية بالاستعمار، مع إدخال اللغة الفرنسية كنظام تعليمي وإداري، مما أدى إلى تأثيرات ملحوظة على اللغة والممارسات الثقافية في مدغشقر.
3. التحديات السياسية:
- الاستقلال لم يكن نهاية التحديات لمدغشقر، حيث واجهت البلاد صراعات داخلية وتحديات اقتصادية منذ فترة الاستقلال، مما يعكس التأثيرات العميقة للإرث الاستعماري.
تاريخ مدغشقر تحت الاستعمار الأوروبي، وخاصة الفرنسي، يمثل فترة معقدة وشديدة التأثير على تطور الجزيرة. الاستعمار الفرنسي ترك بصماته العميقة على جوانب عديدة من حياة مدغشقر، من الإدارة والسياسة إلى الثقافة والاقتصاد. اليوم، تعد دراسة هذه الفترة جزءًا أساسيًا لفهم التحديات التي تواجه مدغشقر ولتحليل كيفية تعامل البلاد مع إرث الاستعمار ومتابعة مسيرتها نحو التنمية والاستقلال.
مدغشقر و الاستقلال والصراعات
بعد فترة طويلة من الاستعمار الفرنسي، نالت مدغشقر استقلالها في 26 يونيو 1960. كانت عملية الانتقال من الاستعمار إلى الاستقلال معقدة، حيث واجهت الجزيرة تحديات كبيرة في بناء نظام سياسي واقتصادي مستقر. وفيما يلي نظرة على فترة الاستقلال والصراعات التي مرت بها مدغشقر:
أ. الاستقلال
1. حصول مدغشقر على الاستقلال:
- في عام 1960، وبموجب الضغوط السياسية والاقتصادية، حصلت مدغشقر على استقلالها عن فرنسا. كان الاستقلال ثمرة للجهود الوطنية والمحلية التي طالبت بالحرية والسيادة، وكان نتاجًا لحركات الاستقلال الشعبية ومفاوضات سياسية مع الاستعمار الفرنسي.
2. التحديات الأولى:
- بعد الاستقلال، واجهت مدغشقر تحديات كبيرة في بناء مؤسساتها السياسية. كانت هناك حاجة لإعادة تنظيم الحكومة، وتطوير النظام الاقتصادي، وتعزيز الوحدة الوطنية بعد فترة طويلة من السيطرة الاستعمارية.
ب. الصراعات الداخلية
1. الانقلابات العسكرية والصراعات السياسية:
- شهدت مدغشقر عدة انقلابات عسكرية في العقود الأولى بعد الاستقلال، حيث كانت هناك صراعات بين الفصائل السياسية المختلفة. من بين هذه الصراعات، الانقلاب العسكري الذي قاده الجنرال ديزيريه راجازوا في عام 1975، والذي أدى إلى تغييرات كبيرة في الحكومة.
2. الأزمات الاقتصادية:
- تسببت الأزمات الاقتصادية في تفاقم الصراعات الداخلية، حيث كانت البلاد تواجه مشاكل في تحقيق النمو الاقتصادي والتنمية. ضعف الأداء الاقتصادي أدّى إلى احتجاجات ومظاهرات واسعة ضد الحكومة.
3. الاضطرابات الاجتماعية:
- شهدت مدغشقر فترات من الاضطرابات الاجتماعية، بما في ذلك احتجاجات واسعة ضد سياسات الحكومة وإجراءات التقشف. كانت الأزمات الاقتصادية غالبًا ما تتسبب في عدم الاستقرار الاجتماعي والسياسي.
ج. التطورات في العقود الأخيرة
1. الإصلاحات السياسية:
- في السنوات الأخيرة، حاولت مدغشقر تنفيذ إصلاحات سياسية لتحسين النظام السياسي وتعزيز الديمقراطية. شهدت البلاد انتخاب حكومات جديدة وبدء تنفيذ تغييرات في السياسات الاقتصادية والإدارية.
2. الاستقرار السياسي:
- رغم التحسينات، لا تزال مدغشقر تواجه تحديات في تحقيق الاستقرار السياسي. فقدت البلاد في بعض الأحيان السيطرة على الأوضاع الداخلية، مما أثر على قدرتها على تحقيق التنمية المستدامة.
3. المشاركة الدولية:
- تعمل مدغشقر على تعزيز علاقاتها الدولية من خلال الانضمام إلى المنظمات الإقليمية والدولية. تسعى البلاد للحصول على الدعم الدولي لتنفيذ مشاريع التنمية وتحقيق الاستقرار.
مدغشقر بعد الاستقلال كانت رحلة مليئة بالتحديات، بدءًا من الانقلابات السياسية والصراعات الداخلية إلى الأزمات الاقتصادية والاجتماعية. بينما تسعى البلاد لتحقيق الاستقرار والتنمية، تظل عملية بناء المؤسسات وتعزيز الديمقراطية من الأهداف الرئيسية التي تواجهها. تفهم هذه الصراعات والجهود المبذولة في مدغشقر يوفر رؤية أعمق للتحديات التي تواجه الدول التي تمر بمرحلة انتقالية من الاستعمار إلى الاستقلال.
مدغشقر و العصر الحديث
في العصر الحديث، تواجه مدغشقر تحديات كبيرة وتطورات متنوعة تعكس تحولاتها السياسية والاقتصادية والاجتماعية منذ حصولها على الاستقلال في عام 1960. فيما يلي نظرة عامة على الوضع الحالي للجزيرة:
أ. التحولات السياسية
1. الاستقرار السياسي:
- منذ الاستقلال، شهدت مدغشقر عدة تغييرات في القيادة، بما في ذلك الانقلابات العسكرية والأزمات السياسية. على الرغم من الجهود المبذولة لتحقيق الاستقرار، فإن الأوضاع السياسية في البلاد ما زالت غير مستقرة في بعض الأحيان، مع بعض الاضطرابات والاحتجاجات.
2. الانتخابات والمشاركة الديمقراطية:
- كانت الانتخابات الرئاسية والبرلمانية جزءًا مهمًا من عملية بناء الديمقراطية في مدغشقر. على الرغم من أن الانتخابات جرت بانتظام، فإن الشفافية والنزاهة كانت قضايا مثيرة للجدل، مما أدى إلى توترات سياسية ومظاهرات في بعض الأحيان.
ب. التحديات الاقتصادية
1. الفقر والتنمية:
- مدغشقر واحدة من أفقر الدول في العالم، حيث تواجه تحديات كبيرة في تحقيق التنمية الاقتصادية. تعاني البلاد من مستويات عالية من الفقر والبطالة، مما يؤثر على جودة الحياة وفرص العمل للمواطنين.
2. الاقتصاد والزراعة:
- يعتمد الاقتصاد المدغشقري بشكل كبير على الزراعة، والتي تشمل زراعة الأرز والقرنفل والفانيليا. ومع ذلك، تعاني الزراعة من مشاكل مثل التغيرات المناخية والتدهور البيئي، مما يؤثر على الإنتاجية والأمن الغذائي.
3. الاستثمار والبنية التحتية:
- تسعى مدغشقر لجذب الاستثمار الأجنبي وتطوير بنيتها التحتية، ولكن التحديات السياسية والاقتصادية أحيانًا تعيق هذه الجهود. تعمل الحكومة على تحسين بيئة الأعمال وتعزيز البنية التحتية لدعم النمو الاقتصادي.
ج. البيئة والتنوع البيولوجي
1. التنوع البيولوجي:
- مدغشقر معروفة بتنوعها البيولوجي الفريد، بما في ذلك أنواع النباتات والحيوانات التي لا توجد إلا في الجزيرة. تعد الجزيرة موطنًا للعديد من الأنواع المهددة بالانقراض، مما يجعل الحفاظ على البيئة أمرًا حيويًا.
2. المشاكل البيئية:
- تواجه مدغشقر مشاكل بيئية خطيرة، مثل إزالة الغابات والتدهور البيئي. تؤثر هذه القضايا على النظام البيئي وتساهم في فقدان التنوع البيولوجي.
د. التطورات الاجتماعية والثقافية
1. التعليم والصحة:
- تحرز مدغشقر تقدمًا في مجالات التعليم والصحة، ولكنها لا تزال تواجه تحديات كبيرة. تسعى الحكومة إلى تحسين جودة التعليم والرعاية الصحية، لكن البنية التحتية والمصادر المالية أحيانًا تشكل عوائق.
2. التراث الثقافي:
- مدغشقر غنية بالتراث الثقافي والتقاليد، بما في ذلك الموسيقى والرقص والحرف اليدوية. تعمل البلاد على الحفاظ على هذا التراث الثقافي وتعزيزه كجزء من هويتها الوطنية.
مدغشقر في العصر الحديث هي دولة ذات تحديات متعددة، حيث تسعى لتحقيق الاستقرار السياسي والتنمية الاقتصادية، وتحافظ في الوقت نفسه على تنوعها البيولوجي وتراثها الثقافي. تواجه البلاد صعوبات كبيرة في التغلب على مشاكل الفقر والتدهور البيئي، ولكنها تستمر في جهودها نحو تحسين الأوضاع المعيشية وتعزيز النمو الاقتصادي. المستقبل يتطلب مزيجًا من الاستقرار السياسي والإصلاحات الاقتصادية والحفاظ على البيئة لضمان التنمية المستدامة في مدغشقر.
ما هي الديانة فى مدغشقر؟
في مدغشقر، الديانة تلعب دورًا مهمًا في الحياة اليومية والثقافة. يتنوع الدين في البلاد بشكل كبير ويشمل مجموعة من المعتقدات والممارسات. فيما يلي نظرة عامة على الأديان الرئيسية في مدغشقر:
1. الديانة التقليدية:
- الديانة التقليدية المدغشقرية تعتبر الأكثر انتشارًا في البلاد. تتضمن هذه الديانة مجموعة متنوعة من المعتقدات والطقوس المتعلقة بالأرواح والأسلاف والطبيعة. يُعتقد أن الأسلاف لديهم تأثير كبير على حياة الأحياء، ويتم تكريمهم من خلال الطقوس والاحتفالات مثل "فاماديهانا" (الاحتفال بإعادة دفن العظام).
2. المسيحية:
- المسيحية دخلت مدغشقر في القرن التاسع عشر من خلال التبشير الأوروبي. اليوم، يشكل المسيحيون نسبة كبيرة من السكان. يتمتع البروتستانت والكاثوليك بوجود ملحوظ في البلاد، ولديهم تأثير كبير على المجتمع، بما في ذلك التعليم والرعاية الصحية.
3. الإسلام:
- الإسلام موجود أيضًا في مدغشقر، ولكن بنسبة أقل مقارنة بالديانات الأخرى. دخل الإسلام إلى الجزيرة من خلال التجارة والتأثيرات الثقافية من العالم الإسلامي. يمارس المسلمون في مدغشقر طقوسهم الدينية في المساجد ويتبعون تعاليم الإسلام.
4. الديانات الأخرى:
- توجد أيضًا مجتمعات صغيرة من أتباع ديانات أخرى في مدغشقر، بما في ذلك اليهود والبوذيين، ولكنها تمثل نسبًا ضئيلة من السكان.
تعتبر مدغشقر دولة متعددة الثقافات والأديان، حيث تتعايش المعتقدات الدينية المختلفة بسلام وتساهم في إثراء الحياة الثقافية والاجتماعية في البلاد.
هل تعتبر جزيرة مدغشقر دولة عربية؟
لا، مدغشقر ليست دولة عربية. هي جزيرة تقع في المحيط الهندي قبالة الساحل الشرقي لأفريقيا. تعتبر مدغشقر دولة ذات سيادة ومستقلة، ولغتها الرسمية هي المالاجاشية، بالإضافة إلى الفرنسية، وهي إحدى اللغات المستخدمة في الحكومة والتعليم.
اللغة المالاجاشية هي اللغة الوطنية لمدغشقر ولها جذور في اللغات الأسترونيزية، والتي تعكس تاريخ الاستيطان المبكر من جزر أندونيسيا والفلبين. اللغة الفرنسية تُستخدم بشكل واسع في الإدارة والقطاع التعليمي، نتيجة الاستعمار الفرنسي للجزيرة الذي انتهى في عام 1960.
بينما يوجد في مدغشقر تأثيرات ثقافية وتاريخية متنوعة نتيجة لتاريخها الطويل وتعدد الثقافات، فإنها ليست جزءًا من العالم العربي ولا تتبع اللغة أو الثقافة العربية.
الخاتمة
تاريخ مدغشقر هو قصة من التكيف والابتكار، حيث تعكس الجزيرة رحلة طويلة من الاستيطان المبكر إلى الاستعمار والتحرر والاستقلال. مع التحديات التي تواجهها، تظل مدغشقر مكانًا فريدًا من نوعه، مليئًا بالثقافات المتنوعة و التراث الغني الذي يشكل جزءًا أساسيًا من تاريخ المحيط الهندي وأفريقيا.
مراجع حول تاريخ مدغشقر
1. "مدغشقر: التاريخ والسياسة والاقتصاد" - تأليف: أحمد طه
- يقدم الكتاب دراسة شاملة لتاريخ مدغشقر، بدءًا من فترة الاستعمار الفرنسي حتى العصر الحديث، مع التركيز على الجوانب السياسية والاقتصادية.
2. "مدغشقر: تاريخ وثقافة" - تأليف: عبد الرحمن فهمي
- يستعرض الكتاب التاريخ الثقافي والاجتماعي لمدغشقر، بما في ذلك تأثيرات الاستعمار وتطور المجتمع.
3. "تاريخ مدغشقر من الاستعمار إلى الاستقلال" - تأليف: محمود عبد الله
- يتناول الكتاب فترة الاستعمار الفرنسي وكيفية تأثيره على مدغشقر، بالإضافة إلى مرحلة الاستقلال والتحديات التي واجهتها البلاد.
4. "مدغشقر: الحضارة والتاريخ" - تأليف: ياسين محمد
- يقدم الكتاب تحليلًا لحضارة مدغشقر وتاريخها، مع التركيز على التطورات الثقافية والاجتماعية.
5. "الاستعمار الفرنسي في مدغشقر: دراسة تاريخية" - تأليف: سعيد العلي
- يركز الكتاب على فترة الاستعمار الفرنسي في مدغشقر وكيفية تأثيرها على تاريخ الجزيرة وسياساتها.
6. "الهوية الثقافية في مدغشقر: دراسة تاريخية" - تأليف: كمال سليمان
- يتناول الكتاب كيفية تشكيل الهوية الثقافية في مدغشقر عبر العصور المختلفة، من الفترة الاستعمارية حتى العصر الحديث.
7. "مدغشقر: جغرافيا وتاريخ" - تأليف: طارق يوسف
- يقدم الكتاب نظرة شاملة على الجغرافيا والتاريخ الطبيعي للجزيرة، بالإضافة إلى تاريخها البشري.
8. "التطورات الاقتصادية في مدغشقر: من الاستعمار إلى العصر الحديث" - تأليف: حسن أحمد
- يستعرض الكتاب التطورات الاقتصادية في مدغشقر، بدءًا من فترة الاستعمار الفرنسي وصولاً إلى التحديات الاقتصادية الحالية.
تعليقات