التعليم والمجتمع في اليونان القديمة
مقدمة
في اليونان القديمة، كان التعليم عنصرًا أساسيًا في نسيج المجتمع و الثقافة، مع تأثيرات عميقة على الفكر والسياسة والحياة اليومية. يُعَدّ التعليم في هذه الحقبة محورًا لتطوير الفرد و المجتمع، حيث كان يعكس القيم الأساسية والأهداف الثقافية لكل مدينة-دولة. في أثينا، كان التعليم يهدف إلى تشكيل المواطنين المثقفين القادرين على المشاركة الفعالة في الديمقراطية، من خلال تعزيز الفلسفة، والعلوم، والفنون. في المقابل، كان في سبارتا يركز بشكل أساسي على إعداد الأفراد للحياة العسكرية، مما يعكس الأهمية الكبرى للقوة والانضباط في المجتمع السبارطي.
التعليم والمجتمع في اليونان القديمة
في اليونان القديمة، كان التعليم جزءًا أساسيًا من النسيج الاجتماعي والثقافي، وقد تأثر بشكل عميق بالمعايير والقيم التي كانت سائدة في المجتمع اليوناني. كان يُنظر إلى التعليم على أنه أداة لتطوير المواطن المثالي الذي يجمع بين القدرات الفكرية والبدنية والأخلاقية. دعنا نلقي نظرة على كيفية تفاعل التعليم مع المجتمع اليوناني:
1. التعليم كمؤسسة اجتماعية
أ. التربية المدنية
- إعداد المواطنين: كان التعليم في اليونان القديمة يهدف إلى إعداد الأفراد ليصبحوا مواطنين فاعلين في المجتمع. كان يُعتبر جزءًا من مسؤوليات الدولة لضمان أن يتمتع الشباب بالمعرفة والمهارات اللازمة للمشاركة في الحياة العامة.
- التعليم كمسؤولية اجتماعية: كان من المتوقع أن تسهم الأسر والنخب الاجتماعية في تقديم التعليم وتطويره، مما يعكس الاعتقاد بأن التعليم هو مسؤولية جماعية تعزز من قوة وتماسك المجتمع.
ب. المدارس والمؤسسات التعليمية
- الجيمنازيوم: كان الجيمنازيوم مركزًا هامًا ليس فقط للتدريب البدني ولكن أيضًا للتعليم الفكري، حيث كان الطلاب يتلقون تعليمًا متنوعًا يشمل الفلسفة، والأدب، و الرياضيات.
- الأكاديميات والمدارس: في الأكاديميات مثل أكاديمية أفلاطون والليسيوم الأرسطوطاليسي، كانت الدراسة تشمل الفلسفة و العلوم، مما يعزز من تعليم النخب الاجتماعية والذين يُنتظر منهم قيادة المجتمع.
2. التأثير على القيم الاجتماعية
أ. القيم الأخلاقية
- تعليم الفضيلة: كان التعليم يركز على تنمية الفضيلة والأخلاق الحميدة، حيث كان يُعتبر تعليم الأخلاق جزءًا أساسيًا من تشكيل الشخصية. يُفترض أن يساهم التعليم في بناء مجتمع قائم على المبادئ الأخلاقية والقيم السامية.
- النموذج المثالي: كان النموذج المثالي للمواطن يتضمن التوازن بين القدرات الفكرية والبدنية، مع التركيز على الفضيلة والسلوك القويم.
ب. المشاركة الاجتماعية
- الألعاب والمهرجانات: كان التعليم البدني يرتبط ارتباطًا وثيقًا بالألعاب والمهرجانات العامة، مما يعزز من التفاعل الاجتماعي ويعكس أهمية الرياضة في المجتمع.
- التفاعل الثقافي: كان الطلاب يتفاعلون في بيئات تعليمية مثل الجيمنازيوم والأكاديميات، حيث يساهمون في تطوير الثقافة والتقاليد التعليمية للمجتمع.
3. التعليم والتقدم الاجتماعي
أ. الابتكار الفكري
- الفلسفة والعلم: ساهم التعليم في اليونان القديمة في تقدم الفكر الفلسفي والعلمي، مما أثر بشكل إيجابي على تطور المعرفة والمجتمع. كانت المدارس والمراكز الفكرية تعمل كمراكز للإبداع والتطوير.
- التعلم والبحث: دعم المجتمع التعليمي البحث والابتكار، مما ساهم في تطور العديد من المجالات الفكرية والعلمية التي أثرت على الحضارة الغربية.
ب. التحولات الاجتماعية
- التغيرات في التعليم: مع مرور الوقت، شهد التعليم تغييرات تتماشى مع التحولات الاجتماعية والسياسية، مثل ظهور المدارس الفلسفية الجديدة والتغيرات في المناهج الدراسية.
في اليونان القديمة، كان التعليم يشكل عنصرًا حيويًا في بناء المجتمع وتطويره. من خلال التركيز على تربية المواطنين المتوازنين، وتعليم الفضيلة، والمشاركة في الحياة العامة، كان التعليم يؤثر بشكل كبير على القيم الاجتماعية والتقدم الفكري. تجسدت العلاقة بين التعليم والمجتمع في اليونان القديمة كوسيلة لتعزيز التماسك الاجتماعي والتقدم الحضاري، مما ساهم في بناء حضارة غنية ومعقدة.
الفروقات بين نظم التعليم في أثينا وسبارتا في اليونان القديمة
في اليونان القديمة، كانت نظم التعليم في أثينا وسبارتا تعكس الفروقات العميقة في الفلسفات الثقافية والاجتماعية لكل من المدينتين. على الرغم من أن كلاهما كان يقدّر التعليم، إلا أن أساليبهم وأهدافهم كانت تختلف بشكل كبير. إليك مقارنة بين نظم التعليم في أثينا وسبارتا:
1. أهداف التعليم
أ. في أثينا
- التركيز على التنمية الفردية: كان الهدف الأساسي للتعليم في أثينا هو تطوير الأفراد بشكل شامل، مع التركيز على الفنون، والفلسفة، والعلوم، والرياضيات. كان التعليم يعزز التفكير النقدي والمشاركة المدنية.
- تشكيل المواطن المثقف: كان يُعتبر التعليم وسيلة لتشكيل مواطن مثقف قادر على المشاركة في الحياة العامة والمساهمة في المجتمع من خلال الفكر والإبداع.
ب. في سبارتا
- التركيز على التدريب العسكري: كان التعليم في سبارتا يركز بشكل رئيسي على إعداد الشباب للحياة العسكرية. كان يتم تدريبهم منذ الصغر على الصبر، والقوة، والانضباط.
- تطوير القدرات البدنية: كان الهدف الأساسي هو تعزيز القدرة القتالية والبدنية، مما يعكس الأهمية الكبيرة للجيش في المجتمع السبارطي.
2. أساليب التعليم
أ. في أثينا
- التعليم الأكاديمي والفني: كانت المدارس في أثينا تقدم تعليمًا أكاديميًا يشمل الفلسفة، والشعر، والمسرح، والرياضيات. كان هناك اهتمام كبير بالعلم والفن.
- التعليم على يد المعلمين والفلاسفة: كان يتم تعليم الطلاب على يد معلمين مختصين وفلاسفة مثل سقراط، وأفلاطون، وأرسطو. كان الأسلوب التربوي يعتمد على الحوار والنقاش.
ب. في سبارتا
- التعليم العسكري والبدني: كان النظام التعليمي في سبارتا يتمحور حول التدريب العسكري والبدني. كان يتم تعليم الصبية مهارات القتال، والتحمل، والانضباط منذ سن مبكرة.
- نظام "الأغوجي": كان نظام "الأغوجي" هو النظام التربوي الأساسي في سبارتا، حيث كان يتم تدريب الصبية في مجموعات على القيم العسكرية والتقليدية.
3. البرامج الدراسية
أ. في أثينا
- التنوع والعمق: كانت المناهج الدراسية تشمل مجموعة واسعة من المواد الدراسية مثل الفلسفة، والعلوم، والرياضيات، والأدب، مما يوفر تعليمًا متنوعًا وشاملاً.
- الاهتمام بالفنون: كان هناك تركيز كبير على الفنون مثل الشعر والمسرح، حيث كان الطلاب يُشجعون على المشاركة في الأنشطة الثقافية والإبداعية.
ب. في سبارتا
- التدريب العسكري والتكتيك: كان التعليم يركز بشكل أساسي على تدريب الشباب على التكتيك العسكري، والمهارات القتالية، والتحمل الجسدي.
- الحد الأدنى من التعليم الأكاديمي: كانت المعرفة الأكاديمية محدودة جدًا مقارنةً بأثينا، حيث كان يتم تقليل التركيز على الفنون والعلوم.
4. النتائج الاجتماعية والثقافية
أ. في أثينا
- الابتكار والتقدم الثقافي: ساهم التعليم في أثينا في تطوير الابتكار الثقافي والفكري، مما جعل المدينة مركزًا للفكر والفلسفة والفنون.
- مشاركة مدنية: كان المواطنون الأثينيون مُعدّين للمشاركة الفعالة في الحياة العامة والسياسية، مما يعزز الديمقراطية والمشاركة المدنية.
ب. في سبارتا
- القدرة العسكرية والتماسك الاجتماعي: ساعد التعليم السبارطي في الحفاظ على قوة عسكرية قوية وتماسك اجتماعي، مما جعل سبارتا واحدة من القوى العسكرية المهيمنة في اليونان القديمة.
- التركيز على النظام والانضباط: كان التركيز على الانضباط والقدرة القتالية يعزز من الاستقرار الداخلي والقدرة الدفاعية للمدينة.
تعكس الفروقات بين نظم التعليم في أثينا وسبارتا الفلسفات المتباينة لكل مدينة. بينما كانت أثينا تهتم بتطوير الفرد وتعزيز الفكر والفنون، كانت سبارتا تركز على تدريب الشباب ليصبحوا جنودًا أقوياء وقادرين على الدفاع عن المدينة. هذه الفروقات في النظام التعليمي كانت تعكس القيم الأساسية للمجتمعين وتساهم في تشكيل هويتهما الثقافية والاجتماعية.
تأثير التعليم على المجتمع والسياسة في اليونان القديمة
في اليونان القديمة، كان للتعليم تأثير عميق على المجتمع والسياسة، حيث لعب دورًا أساسيًا في تشكيل الثقافة والهوية الاجتماعية وتطوير الأنظمة السياسية.
1. تأثير التعليم على المجتمع
أ. تطوير الثقافة والفكر
- الابتكار الثقافي: ساهم التعليم في تطور الثقافة والفكر من خلال تعزيز الإبداع والابتكار. شجعت المدارس والأكاديميات مثل أكاديمية أفلاطون والليسيوم الأرسطوطاليسي على التفكير النقدي والبحث العلمي، مما أدى إلى تقدم كبير في الفلسفة والعلوم والفنون.
- التنشئة الاجتماعية: كان التعليم جزءًا من التنشئة الاجتماعية، حيث نقل القيم الثقافية والأخلاقية من جيل إلى جيل. علمت المدارس القيم الأساسية مثل الفضيلة، والشجاعة، والعدالة، مما ساهم في تعزيز التماسك الاجتماعي.
ب. الاهتمام بالمشاركة المدنية
- تكوين المواطن المثقف: في أثينا، كان التعليم يهدف إلى إعداد المواطنين للمشاركة الفعالة في الحياة العامة. تعلم الطلاب الفلسفة، والأدب، والعلوم، مما زودهم بالمعرفة والمهارات اللازمة للمشاركة في الديمقراطية الأثينية.
- التعليم والشعور بالمسؤولية: ساهم التعليم في تعزيز الشعور بالمسؤولية تجاه المجتمع، حيث تم تعليم الأفراد أهمية المساهمة الفعالة في القضايا العامة والمشاركة في القرارات الجماعية.
2. تأثير التعليم على السياسة
أ. تعزيز الأنظمة السياسية
- الديمقراطية الأثينية: في أثينا، كان التعليم جزءًا من النظام الديمقراطي، حيث تم تدريب الأفراد على القيم والمبادئ الديمقراطية مثل الحوار والنقاش. هذا ساهم في تعزيز المشاركة الفعالة في العمليات السياسية واتخاذ القرارات.
- التأثير على السياسات العامة: لعب الفلاسفة والمعلمون مثل سقراط وأفلاطون دورًا في تشكيل الأفكار السياسية والنظريات التي أثرت على السياسة الأثينية، مما ساهم في تطور الفكر السياسي في المدينة.
ب. تطوير القيم السياسية
- الفضيلة والانضباط: في سبارتا، كان التعليم العسكري يركز على تدريب الشباب ليصبحوا جنودًا مخلصين وملتزمين بالقيم السبارطية من الانضباط والشجاعة. هذا ساهم في الحفاظ على النظام السياسي العسكري وتعزيز القوة الدفاعية للمدينة.
- التماسك الاجتماعي: ساعد التعليم في سبارتا في تعزيز التماسك الاجتماعي من خلال التركيز على القيم المشتركة والتدريب الجماعي، مما ساهم في استقرار النظام السياسي وضمان استمراريته.
كان للتعليم في اليونان القديمة تأثير كبير على المجتمع والسياسة. من خلال تعزيز الثقافة والفكر، وتكوين المواطنين المثقفين، وتطوير الأنظمة السياسية، ساهم التعليم في تشكيل الهوية الاجتماعية والسياسية للمجتمعات اليونانية. في أثينا، ساهم التعليم في تعزيز الديمقراطية والمشاركة المدنية، بينما في سبارتا، دعم التعليم القيم العسكرية والانضباط. هذه التأثيرات تعكس دور التعليم كعامل حاسم في تطور المجتمعات والسياسات في اليونان القديمة.
التعليم للفتيان والفتيات في اليونان القديمة
في اليونان القديمة، كان التعليم يختلف بشكل كبير بين الفتيان والفتيات، حيث تأثرت الممارسات التعليمية بالجنس والدور الاجتماعي المتوقع لكل منهما.
1. التعليم للفتيان
أ. البرامج الدراسية
- التعليم الأساسي: كان الفتيان يتلقون تعليمًا مبكرًا في القراءة والكتابة، والحساب، والموسيقى. في أثينا، كان يشمل ذلك دراسة الأدب والشعر والفلسفة و الرياضيات. أما في سبارتا، فكان التركيز ينصب على التدريب البدني والعسكري.
- التعليم المتقدم: بعد التعليم الأساسي، كان الفتيان الأثينيون يتابعون دراسات متقدمة تحت إشراف معلمين وفلاسفة مثل سقراط وأفلاطون. كان يتم تدريبهم على مهارات النقاش والتحليل والنظرية السياسية.
ب. التدريب البدني
- الرياضة والتربية البدنية: كان الفتيان في أثينا وسبارتا يتلقون تدريبًا بدنيًا مكثفًا. في أثينا، كان يتم ذلك في الجيمنازيوم، حيث كان يتم الجمع بين التدريب البدني والتعليم الفكري. أما في سبارتا، فكان التدريب البدني جزءًا أساسيًا من النظام التعليمي عبر "الأغوجي"، الذي ركز على تعزيز القدرات القتالية والانضباط.
ج. المشاركة المدنية
- الاحتكاك بالسياسة: في أثينا، كان الفتيان يتعلمون مهارات القيادة والمشاركة في الحياة السياسية من خلال التعليم والتدريب في الديمقراطية. كانوا يتعرفون على القيم الديمقراطية ويشاركون في المناقشات السياسية.
2. التعليم للفتيات
أ. البرامج الدراسية
- التعليم المحدود: كانت الفتيات في اليونان القديمة يتلقين تعليمًا أقل بكثير من الفتيان. في أثينا، كان التعليم للفتيات يركز بشكل رئيسي على تدريبهن على إدارة المنزل والمهارات الأسرية مثل الخياطة وإدارة الموارد المنزلية. لم يكن لديهن نفس الفرص لتلقي التعليم الفكري المتقدم.
- التعليم في سبارتا: كانت الفتيات في سبارتا يتلقين تدريبًا بدنيًا وتعليميًا مشابهًا للفتيان، لكن مع تركيز على تطوير القوة البدنية والقدرة على إدارة الحياة اليومية. كان لديهن فرصة أكبر للمشاركة في الأنشطة الرياضية وتلقي التعليم.
ب. الأدوار الاجتماعية
- تأهيل الأدوار التقليدية: كان التعليم للفتيات يهدف بشكل رئيسي إلى تأهيلهن لأدوارهن التقليدية كزوجات وأمهات. في أثينا، كانت النساء تُتوقع منهن التفرغ للمهام المنزلية وعدم المشاركة في الحياة العامة.
- دور النساء في سبارتا: على الرغم من أن الفتيات في سبارتا تلقين تدريبًا بدنيًا، إلا أن دورهن الاجتماعي كان يركز على دعم النمط العسكري للمجتمع وتربية الأجيال القادمة من المحاربين.
في اليونان القديمة، كان التعليم للفتيان والفتيات يتماشى مع الأدوار الاجتماعية والتوقعات الثقافية لكل منهما. بينما استفاد الفتيان من فرص تعليمية واسعة تشمل التفكير النقدي والفلسفة والمشاركة السياسية، كان تعليم الفتيات محددًا بشكل أكبر بدورهن التقليدي في الأسرة. تميزت سبارتا بفرص تعليمية أوسع للفتيات في مجال التدريب البدني، بينما استمرت أثينا في تقديم تعليم أكثر تميزًا للفتيان في المجالات الفكرية والمدنية.
دور النساء في التعليم في اليونان القديمة
في اليونان القديمة، كان دور النساء في التعليم محدودًا مقارنةً بالرجال، حيث كان التعليم يتمحور حول الأدوار التقليدية والاجتماعية التي كان يُتوقع منهن الالتزام بها. ومع ذلك، يمكن تحديد بعض الجوانب المهمة لدور النساء في التعليم:
1. التعليم الرسمي والتقليدي
أ. في أثينا
- التعليم المحدود: في أثينا، كان التعليم الرسمي للفتيات محدودًا بشكل كبير. كانت الفتيات يتلقين تعليمًا أساسيًا في المنزل، حيث كان يركز على المهارات المنزلية مثل الخياطة، والتطريز، وإدارة المنزل، دون الوصول إلى التعليم الأكاديمي المتقدم الذي كان متاحًا للفتيان.
- التربية المنزلية: كان يُنظر إلى دور المرأة على أنها تدير الشؤون المنزلية وتعتني بالعائلة، لذا كان التعليم المقدم للفتيات يهدف إلى تأهيلهن لهذا الدور التقليدي. لم يكن لديهن فرص كبيرة في المشاركة في الأنشطة الثقافية والفكرية التي كانت متاحة للفتيان.
ب. في سبارتا
- التعليم البدني: في سبارتا، كانت الفتيات يتلقين تدريبًا بدنيًا متقدمًا في إطار "الأغوجي" الذي يركز على تطوير القوة البدنية والقدرة على مواجهة تحديات الحياة اليومية. كان هذا التدريب جزءًا من استراتيجيات سبارتا العسكرية لتعزيز قدرة النساء على دعم المجتمع السبارطي.
- التربية البدنية والتعليمية: بالإضافة إلى التدريب البدني، كان هناك اهتمام بتعليم الفتيات المهارات التي تدعم أدوارهن كزوجات وأمهات قادرات على تربية الأجيال القادمة من المحاربين.
2. المشاركة الثقافية والفكرية
أ. الإسهامات الأدبية والفلسفية
- الكتابة الأدبية: على الرغم من القيود التعليمية، تمكنت بعض النساء من المساهمة في الأدب والفلسفة. على سبيل المثال، كانت سافو شاعرة من جزيرة ليسبوس، وقد كتبت قصائد تعبر عن تجارب النساء وتصوراتهن، مما يظهر بعض تأثير النساء في المجال الأدبي.
- العمل كمعلّمات: في بعض الأحيان، كانت النساء من الأسر الثرية يقمن بدور المعلمات لمجموعات محدودة من الفتيات أو النساء، ولكن هذه الحالات كانت نادرة ولم تعكس بشكل واسع النطاق فرصة التعليم للفتيات.
ب. المشاركة في الفلسفة والعلوم
- الفرص المحدودة: في الغالب، لم يكن للنساء فرصة كبيرة للمشاركة في الفلسفة والعلوم مثل الرجال. كانت معظم الفلسفات والنظريات العلمية تتطور في بيئات تعليمية كانت محصورة بالرجال.
3. التأثير على الأدوار الاجتماعية
التعليم والحقوق الاجتماعية
- تعزيز الأدوار التقليدية: كان التعليم للفتيات يهدف بشكل رئيسي إلى تعزيز الأدوار التقليدية التي كان يُتوقع منهن الالتزام بها، مما أثر على حقوقهن ومشاركتهن في الحياة العامة.
- دور التعليم في المجتمع: على الرغم من القيود، ساهم التعليم المحدود في تشكيل فهم النساء لدورهن في المجتمع والأسرة، مما شكل نوعًا من التأثير على كيفية إدارة الحياة اليومية في إطار الأدوار التقليدية.
في اليونان القديمة، كان دور النساء في التعليم محدودًا بشكل كبير مقارنة بالرجال. في أثينا، كان التعليم يركز على المهارات المنزلية والاحتياجات الأسرية، بينما في سبارتا، كان هناك تركيز أكبر على التدريب البدني. رغم القيود، تمكنت بعض النساء من الإسهام في الأدب والفلسفة، ولكن بشكل محدود. لعب التعليم دورًا في تعزيز الأدوار الاجتماعية التقليدية للنساء، مما أثر على حقوقهن ومشاركتهن في الحياة العامة.
خاتمة
في الختام، يظهر التعليم في اليونان القديمة كعنصر حاسم في تشكيل المجتمع والثقافة والسياسة. كان يُعتبر التعليم أداة لتطوير الفرد وتنمية مهاراته الفكرية والبدنية، مما يعكس القيم الأساسية للمجتمع اليوناني. في أثينا، كان التعليم يهدف إلى إعداد المواطنين للمشاركة الفعالة في الحياة الديمقراطية من خلال تعزيز الفلسفة، والعلوم، والفنون. بالمقابل، في سبارتا، كان التعليم يركز بشكل رئيسي على التدريب العسكري والبدني، مما يعزز الانضباط والقدرة الدفاعية للمجتمع.
كان هناك تفاوت واضح بين فرص التعليم للفتيان والفتيات، حيث تمتع الفتيان بفرص تعليمية واسعة تشمل الفكر والفنون، بينما كان تعليم الفتيات محدودًا بدورهن التقليدي في الأسرة. رغم هذه الفجوات، كان للتعليم تأثير كبير على المجتمع من خلال تشكيل القيم الثقافية، وتعزيز الانخراط المدني، ودعم الأنظمة السياسية.
بهذا، يتضح أن التعليم في اليونان القديمة لم يكن مجرد وسيلة لنقل المعرفة، بل كان أيضًا أداة لتشكيل الهوية الاجتماعية والسياسية، مما ساهم في بناء حضارة غنية ومعقدة تواصل تأثيرها عبر العصور
مقالات تكميلية
- تأثير في اليونان القديمة على نظم التعليم . رابط
- بحث حول طرق وأساليب التعليم في اليونان القديمة . رابط
- التعليم البدني والفكري و المناهج الدراسية في اليونان القديمة . رابط
- بحث حول التعليم والتربية في اليونان القديمة مع مراجع . رابط
- الأخلاق النيقوماخية-الفيلسوف اليوناني أرسطو . رابط
- الإرث الثقافي لليونان القديمة . رابط
- مجالات التأثير اليوناني على العالم الروماني . رابط
- بحث جامعي حول تاريخ اليونان القديمة مع مراجع. رابط
- اليونان القديمة في العصر الحجري (Stone Age) . رابط
- الجيوش اليونانية القديمة-آلات الحرب في العصور الكلاسيكية . رابط
- التحديات والانتقادات لنظام الحكم الإسبارطي-اليونان القديمة . رابط
- التجارة والاقتصاد في اسبارطة -اليونان القديمة . رابط
- بحث حول اسبارطة اليونان القديمة مع مراجع . رابط
- نظام الحكم في نظام الحكم في أثينا اليونان القديمة . رابط
المراجع
1. "التربية والتعليم في اليونان القديمة" - تأليف د. محمود الحاج
2. "المدارس والفلسفة في أثينا وسبارتا" - تأليف د. علي حسين
3. "تاريخ التعليم في الحضارات القديمة: اليونان والرومان" - تأليف د. نجيب قاسم
4. "تأثير التعليم على المجتمع في اليونان القديمة" - تأليف د. سامي عبد الرحمن
5. "التربية في اليونان القديمة: بين الفلسفة والتطبيق" - تأليف د. ليلى يوسف
6. "النظم التعليمية في اليونان القديمة: دراسة مقارنة" - تأليف د. يوسف حسين
7. "الأنظمة التعليمية والفكرية في أثينا وسبارتا" - تأليف د. فاطمة الجبالي
8. "التراث الثقافي والتعليمي في الحضارة اليونانية" - تأليف د. أحمد قاسم
9. "الرياضة والتربية البدنية في اليونان القديمة" - تأليف د. سحر عبد الله
10. "الفلسفة والتعليم في اليونان القديمة: تأثيرات على المجتمع" - تأليف د. محمد رشاد
تعليقات