القائمة الرئيسية

الصفحات

 المبادئ الكونفوشيوسية 

المبادئ الكونفوشيوسية

المبادئ الكونفوشيوسية تعود إلى الفيلسوف الصيني كونفوشيوس (551-479 ق.م) وتُعتبر من الأسس المهمة للفكر الصيني التقليدي. أهم المبادئ التي شكلت قاعدة الكونفوشيوسية هي:

 1. الفضيلة (الـ"رن")

في الفلسفة الكونفوشيوسية، يُعتبر مفهوم الفضيلة، والذي يُطلق عليه باللغة الصينية "الـ"رن" (仁)، من الأسس الجوهرية للفكر الكونفوشيوسي. تشير الـ"رن" إلى الفضيلة العليا أو الإنسانية، وهي السمة الأخلاقية التي تعبر عن الرحمة، والتعاطف، والكرم في التعامل مع الآخرين. يُشدد على أن الشخص الذي يتحلى بالـ"رن" يكون لديه القدرة على فهم مشاعر الآخرين وتقديم المساعدة لهم دون انتظار مكافأة.

 المفاهيم الأساسية للـ"رن":

1. الرحمة والإنسانية:

   - يعتبر "الـ"رن" تجسيدًا للرحمة والإنسانية، حيث يدعو الأفراد إلى معاملة الآخرين بلطف واحترام. يرتبط هذا المفهوم بالقدرة على التعاطف مع الآخرين وفهم تجاربهم ومعاناتهم.

2. التصرف الأخلاقي:

   - الـ"رن" يشمل التصرف بطرق تعكس القيم الأخلاقية العليا، مثل النزاهة والصدق، والعمل وفقًا للمبادئ الأخلاقية حتى في الأوقات الصعبة.

3. العلاقات الإنسانية:

   - تُعتبر العلاقات الإنسانية، مثل تلك بين الأهل والأصدقاء والزملاء، مجالات مهمة لتطبيق الفضيلة. يُشجع الكونفوشيوسيون على بناء علاقات متينة ومبنية على الثقة والاحترام المتبادل.

4. القيادة بالحكمة:

   - القيادة من خلال المثال هو أيضًا جزء من مفهوم الـ"رن". القادة الذين يتحلون بالفضيلة يروجون للخير ويعملون على تحسين المجتمع بشكل عام.

5. تأثير الـ"رن" على المجتمع:

   - من خلال تعزيز الفضيلة والإنسانية، يمكن للأفراد تحسين نوعية الحياة في المجتمع، وتعزيز التعاون والسلام، وتقليل النزاعات والخلافات.

في المجمل، يُعتبر الـ"رن" حجر الزاوية في الفلسفة الكونفوشيوسية، وهو يعكس الأهمية الكبيرة التي يوليها الكونفوشيوسيون للتعامل الإنساني والأخلاقي. يُشجع الأفراد على السعي لتحقيق الفضيلة في حياتهم اليومية والمساهمة في رفاهية المجتمع ككل.

 2. الصدق والأمانة (الـ"شي")

في الفلسفة الكونفوشيوسية، يُعد مفهوم الصدق والأمانة، والذي يُطلق عليه "الـ"شي" (誠)، من المبادئ الأساسية التي تُعزز القيم الأخلاقية والتفاعل النزيه بين الأفراد. يشير الـ"شي" إلى الصدق في القول والفعل، ويعكس الالتزام بالنزاهة والأمانة في جميع جوانب الحياة.

 المفاهيم الأساسية للـ"شي":

1. الصدق في الأقوال والأفعال:

   - يُعتبر الصدق في الأقوال والأفعال جوهر الـ"شي". يدعو هذا المبدأ الأفراد إلى أن يكونوا صادقين في كل ما يقولونه ويفعلونه، وأن يتجنبوا الكذب والتلاعب.

2. الأمانة في التعاملات:

   - الأمانة هي جزء لا يتجزأ من الـ"شي". يُشجع الكونفوشيوسيون على التصرف بأمانة في جميع المعاملات، سواء كانت مالية أو اجتماعية، لضمان بناء الثقة وتعزيز العلاقات المستدامة.

3. الوفاء بالوعود:

   - يُعتبر الوفاء بالوعود والتزامات الأفراد من مظاهر الصدق والأمانة. يُشجع على الوفاء بالوعود والالتزامات لتحقيق الثقة والاحترام المتبادل بين الأفراد.

4. الشفافية والصدق الداخلي:

   - يُشير الـ"شي" أيضًا إلى الشفافية والصدق الداخلي. يعزز هذا المبدأ الحاجة إلى الصدق مع النفس ومع الآخرين، مما يساعد على تطوير شخصية قوية ومتسقة أخلاقياً.

5. أثر الـ"شي" على العلاقات الاجتماعية:

   - من خلال تعزيز الصدق والأمانة، يُسهم الـ"شي" في بناء علاقات متينة ومبنية على الثقة والاحترام. يُساعد الأفراد على تجنب النزاعات والاحتيال ويعزز التفاهم والتعاون.

6. التأثير على القيادة:

   - القادة الذين يتحلون بالـ"شي" يشكلون نموذجًا يحتذى به في النزاهة والصدق. يُعتبر الصدق والأمانة من القيم الأساسية التي تجعل القادة موثوقين وفعّالين في قيادتهم.

بالمجمل، يُعتبر الـ"شي" أحد المبادئ الجوهرية في الفلسفة الكونفوشيوسية، حيث يركز على الصدق والأمانة كقيم أساسية تعزز النزاهة والاحترام في التفاعلات اليومية.

 3. احترام الروابط الاجتماعية (الـ"لي")

في الفلسفة الكونفوشيوسية، يُعتبر احترام الروابط الاجتماعية، والذي يُعرف بالـ"لي" (礼)، أحد المبادئ الأساسية التي تحدد كيفية تعامل الأفراد مع بعضهم البعض وتعزيز الانسجام في المجتمع. يشير الـ"لي" إلى مجموعة من القيم والتقاليد التي تحكم السلوك الاجتماعي وتُشدد على أهمية التفاعل بطريقة محترمة ومنظمة.

 المفاهيم الأساسية للـ"لي":

1. الآداب والتقاليد:

   - يُعبر الـ"لي" عن الالتزام بالآداب والتقاليد الاجتماعية، مثل احترام كبار السن، والانتباه للتفاصيل في المناسبات الاجتماعية، والامتثال لقوانين الضيافة والاحتفالات. هذا يعزز الشعور بالاحترام المتبادل والتفاهم في المجتمع.

2. التفاعل المحترم:

   - يشمل الـ"لي" التصرف بطريقة محترمة ومهذبة في جميع التفاعلات الاجتماعية. يتطلب هذا المبدأ أن يُظهر الأفراد الاحترام لحقوق الآخرين وتقديرهم، مما يعزز الروابط الاجتماعية ويُحافظ على النظام الاجتماعي.

3. الاحترام والتقدير:

   - يُشجع الـ"لي" على التقدير والاحترام للأدوار الاجتماعية المختلفة، مثل احترام الأهل والمعلمين والزعماء، والاعتراف بمساهماتهم في المجتمع. هذا يساعد على تعزيز الشعور بالوحدة والتكافل بين أفراد المجتمع.

4. الانسجام والتوازن:

   - من خلال اتباع الـ"لي"، يسعى الأفراد إلى تحقيق الانسجام والتوازن في علاقاتهم الاجتماعية. يشمل ذلك تجنب الصراعات والمشاحنات والعمل على حل النزاعات بطرق سلمية ومبنية على التفاهم.

5. الالتزام بالمعايير الاجتماعية:

   - يُشير الـ"لي" إلى أهمية الالتزام بالمعايير الاجتماعية والأخلاقية التي تحدد كيفية التصرف في مختلف المواقف. يشمل ذلك الالتزام بالقوانين والأنظمة الاجتماعية التي تساعد في الحفاظ على النظام والاستقرار.

6. تطوير الشخصية الاجتماعية:

   - يساهم احترام الروابط الاجتماعية في تطوير شخصية فردية تلتزم بالقيم الأخلاقية والاجتماعية. يُشجع الأفراد على التصرف بكرامة واحترافية، مما يعزز سمعتهم ويُساعدهم على النجاح في المجتمع.

في المجمل، يُعد الـ"لي" أحد المبادئ الجوهرية في الفلسفة الكونفوشيوسية، حيث يُعزز احترام الروابط الاجتماعية والتفاعل المحترم كوسيلة لبناء مجتمع متماسك ومتناغم. يساهم في تنظيم العلاقات الاجتماعية ويُشدد على أهمية القيم الثقافية والتقاليد في الحياة اليومية.

 4. الحكمة (الـ"شي")

في الفلسفة الكونفوشيوسية، تُعد الحكمة، والتي تُعرف بالـ"شي" (智)، من القيم الأساسية التي تُعزز الفهم العميق والتفكير العقلاني. يُعتبر الـ"شي" عنصرًا محوريًا في تطوير الشخصية المثالية والقدرة على اتخاذ القرارات الصائبة.

 المفاهيم الأساسية للـ"شي":

1. الفهم العميق:

   - يشير الـ"شي" إلى القدرة على فهم الأمور بعمق واستخلاص الدروس من التجارب. يتطلب ذلك من الفرد التفكير بشكل نقدي وتحليل المواقف بعقل مفتوح، مما يساعد على اتخاذ قرارات مستنيرة ومبنية على الفهم الحقيقي للواقع.

2. الحكمة في اتخاذ القرارات:

   - تعني الحكمة في الكونفوشيوسية القدرة على اتخاذ قرارات صائبة في مختلف المواقف. يُشدد على أهمية التوازن بين العقل والعاطفة، واستخدام المعرفة المكتسبة في تحقيق النتائج الإيجابية.

3. الاستفادة من التجارب:

   - يُعتبر الاستفادة من التجارب الحياتية جزءًا أساسيًا من الـ"شي". يشجع الكونفوشيوسية على التعلم من الأخطاء والتجارب السابقة لتعزيز النمو الشخصي واتخاذ القرارات الأكثر حكمة في المستقبل.

4. البصيرة الأخلاقية:

   - يرتبط الـ"شي" أيضًا بالبصيرة الأخلاقية، حيث يُشجع الأفراد على فهم القيم الأخلاقية وتطبيقها في حياتهم اليومية. يتطلب ذلك إدراك الصواب والخطأ واتخاذ قرارات تعكس القيم الأخلاقية والإنسانية.

5. التفكير النقدي:

   - يشمل الـ"شي" القدرة على التفكير النقدي وتحليل المواقف من زوايا متعددة. يتطلب ذلك من الفرد تقييم المعلومات والآراء بشكل موضوعي واستخدام العقلانية في صياغة الأحكام.

6. التوازن بين العقل والعاطفة:

   - يُعزز الـ"شي" من التوازن بين العقل والعاطفة، حيث يشجع الأفراد على اتخاذ قرارات مبنية على التفكير العقلاني وليس الانفعالات اللحظية. يُساعد هذا التوازن في الحفاظ على الاستقرار الشخصي والاجتماعي.

7. القدوة الحسنة:

   - يُشدد على أهمية أن يكون الفرد قدوة حسنة في سلوكاته وقراراته، حيث يُعزز الـ"شي" من المسؤولية الفردية في تحقيق الصالح العام وبناء مجتمع متماسك.

في المجمل، يُعتبر الـ"شي" في الفلسفة الكونفوشيوسية تجسيدًا للحكمة والتفكير العميق الذي يُسهم في تحسين القرارات وتعزيز الفهم الأخلاقي. يُساهم في بناء الشخصية المثالية التي تجمع بين العقلانية والأخلاق، مما يُساعد الأفراد على تحقيق النجاح والتوازن في حياتهم.

 5. الاستقامة (الـ"زي")

في الفلسفة الكونفوشيوسية، تُعتبر الاستقامة، والتي تُعرف بالـ"زي" (義)، من القيم الأساسية التي تشدد على الصدق والعدل في السلوك والتصرف. يركز مفهوم الـ"زي" على ضرورة التزام الأفراد بالمعايير الأخلاقية والقيم الإنسانية العليا في جميع أفعالهم.

 المفاهيم الأساسية للـ"زي":

1. العدل والنزاهة:

   - يُشير الـ"زي" إلى أهمية التصرف بإنصاف ونزاهة في جميع الأمور. يعبر عن التزام الفرد بالمبادئ الأخلاقية وعدم الانحراف عنها، حتى في مواجهة الضغوط أو المغريات.

2. الالتزام بالقيم:

   - يُشدد على ضرورة الالتزام بالقيم والمبادئ الأخلاقية، مثل الصدق والعدالة. يتطلب ذلك من الفرد أن يكون صريحًا وصادقًا في أقواله وأفعاله، حتى عندما يكون ذلك صعبًا.

3. الشجاعة الأخلاقية:

   - يتضمن الـ"زي" الشجاعة في الوقوف ضد الظلم والانحراف عن القيم الأخلاقية. يُشجع الأفراد على أن يكونوا شجعانًا في مواجهة القضايا الأخلاقية والدفاع عن الحق.

4. الاستقامة في العلاقات:

   - يؤكد الـ"زي" على أهمية بناء علاقات قائمة على الثقة والاحترام المتبادل. يتطلب ذلك من الأفراد أن يتصرفوا بصدق ونزاهة في تفاعلاتهم مع الآخرين.

5. الإيثار:

   - يُشجع الـ"زي" على التصرف بإيثار وعدم الأنانية، مما يعني وضع مصلحة الآخرين والاهتمام بالصالح العام فوق المصالح الشخصية.

6. تحقيق التوازن:

   - يُعزز مفهوم الـ"زي" من تحقيق التوازن بين الواجبات الفردية والمسؤوليات الاجتماعية. يدعو الأفراد إلى التصرف باستقامة في جميع جوانب حياتهم، بما في ذلك العمل والعلاقات الشخصية والمشاركة في المجتمع.

7. النمو الشخصي:

   - يتطلب الـ"زي" من الأفراد السعي لتحقيق النمو الشخصي من خلال الالتزام بالقيم الأخلاقية والتصرف بطريقة تعكس الاستقامة والعدل.

بالمجمل، يُعتبر الـ"زي" تجسيدًا للقيم الأخلاقية الاستقامة في الفلسفة الكونفوشيوسية، حيث يشجع الأفراد على الالتزام بالمبادئ الأخلاقية والتصرف بنزاهة في جميع جوانب حياتهم. يُساهم في تعزيز الثقة والعدل ويعزز من قوة العلاقات الشخصية والاجتماعية، مما يساهم في بناء مجتمع قائم على القيم الإنسانية.

 6. التعليم (الـ"سوي")

في الفلسفة الكونفوشيوسية، يُعتبر التعليم، والذي يُعرف بالـ"سوي" (學), عنصرًا أساسيًا في تحقيق التنمية الشخصية وبناء مجتمع متحضر. يُعطي كونفوشيوس أهمية كبيرة للتعليم باعتباره وسيلة لتحقيق النمو الشخصي والفهم العميق للقيم والأخلاقيات.

 المفاهيم الأساسية للـ"سوي":

1. تنمية الذات:

   - يُشدد الـ"سوي" على أهمية التعليم في تحقيق التنمية الشخصية. يعتقد كونفوشيوس أن التعليم يساعد الأفراد على تحسين شخصياتهم واكتساب المعرفة التي تساعدهم على اتخاذ قرارات حكيمة وسلوكيات أخلاقية.

2. تعليم القيم الأخلاقية:

   - يُعتبر التعليم وسيلة لنقل القيم الأخلاقية والمعايير الاجتماعية. يُعلم الأفراد كيفية التصرف بشكل صحيح وفقًا للفضائل الكونفوشيوسية مثل الصدق والاحترام والاستقامة.

3. التعلم مدى الحياة:

   - يُشجع الـ"سوي" على الاستمرار في التعلم طوال الحياة. يرى كونفوشيوس أن التعليم ليس عملية منتهية، بل يجب أن يكون مستمرًا لدعم النمو الشخصي والتطور الفكري.

4. التفكير النقدي:

   - يُعزز الـ"سوي" من أهمية التفكير النقدي والتحليل. يدعو الأفراد إلى التفكير بعمق في المعرفة المكتسبة وتطبيقها بحكمة في حياتهم اليومية.

5. تعليم الفضائل:

   - يُركز الـ"سوي" على تعليم الفضائل الأخلاقية، مثل الاحترام للوالدين والتفاني في العمل. يتضمن ذلك تعليم الأفراد كيفية التعامل بلباقة وصدق في مختلف جوانب حياتهم.

6. تحقيق التوازن:

   - يُشجع الـ"سوي" على تحقيق توازن بين التعليم الأكاديمي والتعلم العملي. يعتقد كونفوشيوس أن التعليم يجب أن يشمل تنمية المهارات العملية والقدرة على مواجهة التحديات الحياتية.

7. التحفيز الذاتي:

   - يُبرز الـ"سوي" أهمية التحفيز الذاتي في عملية التعليم. يُشجع الأفراد على أن يكونوا مبادرين في طلب المعرفة وتطوير مهاراتهم، بدلاً من انتظار الإرشاد الخارجي فقط.

بالمجمل، يُعتبر الـ"سوي" حجر الزاوية في فلسفة كونفوشيوس، حيث يُعزز من قيمة التعليم كوسيلة لتحقيق النمو الشخصي وتطوير المجتمع. يركز على أهمية اكتساب المعرفة والفضائل الأخلاقية لتحقيق التوازن والتقدم في الحياة.

 7. أهمية العائلة

في الفلسفة الكونفوشيوسية، تُعتبر العائلة حجر الزاوية في بناء مجتمع سليم ومتماسك. يُعطي كونفوشيوس أهمية كبيرة للعلاقات العائلية، ويرى أن العائلة تشكل الأساس لبناء الفضائل والأخلاقيات. فيما يلي بعض جوانب أهمية العائلة في الفكر الكونفوشيوسي:

1. الأساس الأخلاقي:

   - تُعتبر العائلة مصدرًا أساسيًا للقيم الأخلاقية. يُشدد على أهمية احترام الوالدين، والبر بهم، واعتبار ذلك واجبًا أخلاقيًا. يُعزز احترام العائلة من الفضائل مثل الـ"لي" (الاحترام)، والـ"شي" (الصدق والأمانة).

2. الاستقرار الاجتماعي:

   - تلعب العائلة دورًا حيويًا في تحقيق الاستقرار الاجتماعي. من خلال تربية الأطفال على القيم الصحيحة وتعليمهم كيفية التفاعل مع الآخرين بلباقة، تسهم العائلة في تعزيز النسيج الاجتماعي والانسجام في المجتمع.

3. نقل القيم والتقاليد:

   - تُعتبر العائلة قناة لنقل القيم والتقاليد من جيل إلى جيل. من خلال التعليم والتربية، يتم نقل المعرفة الثقافية والأخلاقية التي تُبني الهوية الثقافية وتُحافظ على استمرارية التقاليد.

4. الرفاهية العاطفية:

   - تُوفر العائلة الدعم العاطفي والرعاية لأفرادها. يُعتبر الحب والرعاية داخل العائلة مهمين لتحقيق الاستقرار العاطفي والنفسي، مما يعزز من القدرة على التعامل مع تحديات الحياة.

5. الالتزامات والواجبات:

   - يُعزز الفكر الكونفوشيوسي من أهمية الالتزامات والواجبات تجاه العائلة. يُعتبر الوفاء بالالتزامات العائلية جزءًا من المسؤولية الفردية، ويُشجع الأفراد على تقديم المساعدة والدعم لأفراد العائلة.

6. تربية القادة المستقبليين:

   - تُعتبر العائلة المكان الذي يتعلم فيه الأفراد المهارات القيادية والإدارية. من خلال التربية السليمة، يُعد الأطفال ليصبحوا أفرادًا مسؤولين وقادرين على قيادة المجتمع بشكل إيجابي.

7. الأسس العائلية للمجتمع:

   - يرى كونفوشيوس أن بناء مجتمع مزدهر يبدأ من بناء عائلات قوية. من خلال تعزيز القيم العائلية، يُمكن تحقيق الاستقرار والازدهار على مستوى المجتمع بأسره.

في المجمل، تُعتبر العائلة في الفلسفة الكونفوشيوسية نواة المجتمع وأساس الأخلاق والقيم. يُشدد على أهمية الروابط العائلية كوسيلة لتحقيق التوازن الشخصي والاجتماعي، مما يعزز من تطوير الأفراد والمجتمع بشكل عام.

خاتمة          

تُعتبر المبادئ الكونفوشيوسية أساسًا فلسفيًا عميقًا يؤثر بشكل كبير على كيفية تنظيم المجتمع وعلاقاته. من خلال المبادئ الأساسية مثل الفضيلة، الصدق والأمانة، احترام الروابط الاجتماعية، الحكمة، الاستقامة، والتأكيد على التعليم وأهمية العائلة، تقدم الفلسفة الكونفوشيوسية رؤية متكاملة للحياة المثلى والتعاملات الإنسانية. 

الفضيلة، أو الـ"رن"، تمثل حجر الزاوية في بناء الشخصية الأخلاقية، مما يعزز من النزاهة والإنسانية في التعاملات اليومية. بينما الصدق والأمانة، أو الـ"شي"، تساهم في بناء الثقة والصدق بين الأفراد، مما يعزز من التفاهم والتعاون. الاحترام للروابط الاجتماعية، أو الـ"لي"، يساهم في تعزيز الروابط الأسرية والمجتمعية، مما يخلق نظامًا اجتماعيًا منسجمًا ومستقرًا.

الحكمة، أو الـ"شي"، تُشجع على التفكير العميق والتصرف بتبصر، مما يساعد الأفراد في اتخاذ قرارات صائبة تعود بالنفع على الجميع. الاستقامة، أو الـ"زي"، تدعو الأفراد إلى الالتزام بالمبادئ الأخلاقية في كافة تعاملاتهم، مما يعزز من نزاهة المجتمع ككل. التعليم، أو الـ"سوي"، يُعتبر وسيلة رئيسية لنقل القيم والتقاليد عبر الأجيال، مما يضمن استمرارية المعرفة و الثقافة.

أهمية العائلة في الفلسفة الكونفوشيوسية تُبرز دورها كمركز أساسي لنقل القيم والتقاليد، وتعليم الأفراد الأخلاق والقيم الضرورية لبناء مجتمع متماسك ومستقر. العائلة ليست مجرد وحدة اجتماعية، بل هي نواة التكوين الشخصي والأخلاقي للفرد.

في المجمل، تُعد المبادئ الكونفوشيوسية دليلًا قيمًا لكيفية تحقيق التوازن بين الأفراد والمجتمع، من خلال تعزيز القيم الأخلاقية والتربوية التي تبني مجتمعًا مزدهرًا ومتماسكًا. هي إطار فلسفي يهدف إلى تحقيق التنمية الشخصية والاجتماعية من خلال مبادئ ثابتة تدعم الاستقرار والازدهار.

مراجع  

1. "فلسفة كونفوشيوس" - عبد الرحمن بدوي

2. "الكونفوشيوسية: تعاليم وفلسفات" - يوسف حسن

3. "الكونفوشيوسية: أسسها وتاريخها" - مصطفى طلاس

4. "أصول الفكر الكونفوشيوسي" - نجيب السراج

5. "تعاليم كونفوشيوس: دراسة تحليلية" - رفيق خليل

6. "فلسفة كونفوشيوس وعلوم الإنسان" - فهد العتيبي

7. "الكونفوشيوسية: مفهومها وأثرها" - سامي عبد الله

8. "تأثير الكونفوشيوسية على الفلسفة الصينية" - عادل حسين

9. "الكونفوشيوسية كفلسفة للحياة" - هالة نصار

10. "الأخلاق في الفكر الكونفوشيوسي" - عبد الله قاسم

11. "الفكر الكونفوشيوسي: مبادئ وأساليب" - عبد الرحمن محمد

12. "كونفوشيوس وفلسفة الأخلاق" - علي الجابري

13. "الكونفوشيوسية والسياسة: دراسة مقارنة" - ريم عادل

14. "الكونفوشيوسية والمجتمع" - جلال عبد اللطيف

15. "تعاليم كونفوشيوس: من النظرية إلى التطبيق" - عادل عبد الله

16. "فلسفة كونفوشيوس والمجتمع الحديث" - سارة محمود

17. "دراسات في الكونفوشيوسية" - أيمن الشريف

18. "الكونفوشيوسية: دراسة نقدية" - فيصل النعيمي

19. "فلسفة كونفوشيوس: تحليل ونقد" - زياد الشريف

20. "الكونفوشيوسية وتأثيرها على الثقافة الصينية" - ندى عبد الرحمن

21. "الفكر الكونفوشيوسي: من الفلسفة إلى التطبيق" - تيسير أحمد

22. "تعاليم كونفوشيوس في السياق المعاصر" - شيماء عبد الله

23. "الكونفوشيوسية وتطور الفكر الصيني" - هاني الرفاعي

24. "المبادئ الأساسية للكونفوشيوسية" - عادل منصور

25. "الكونفوشيوسية: فلسفة وقيم" - مريم أحمد

26. "الكونفوشيوسية كإطار للحياة الأخلاقية" - رامي الجندي


تعليقات

محتوى المقال