القائمة الرئيسية

الصفحات

  أرخميدس 

أرخميدس اليونان القديمة

من هو أرخميدس ؟

أرخميدس هو واحد من أعظم العلماء والمهندسين في العصور القديمة، ويُعتبر من أبرز العقول التي ساهمت في تطوير العلوم الرياضية والهندسية. وُلد في عام 287 قبل الميلاد في مدينة سيراكيوز في جزيرة صقلية، وهي جزء من مستعمرة يونانية آنذاك. قدم أرخميدس إسهامات كبيرة في مجالات متعددة، بما في ذلك الرياضيات، الفيزياء، الهندسة، وعلم الفلك. تمثل أعماله أساسًا للعديد من النظريات والمفاهيم التي ما زالت تُدرس وتُستخدم حتى اليوم.

حياة أرخميدس- النشأة والتعليم 

1.النشأة:

وُلد أرخميدس في عام 287 قبل الميلاد في مدينة سيراكيوز، وهي مدينة يونانية قديمة تقع على الساحل الشرقي لجزيرة صقلية. كانت سيراكيوز واحدة من أغنى وأقوى المدن في منطقة البحر الأبيض المتوسط خلال تلك الفترة، وهو ما ساعد في توفير بيئة ثقافية وعلمية خصبة لنشأة أرخميدس.

كان والد أرخميدس، فيدياس، عالم فلك، وهو ما أثر بشكل كبير على حياة أرخميدس منذ صغره. تلقى أرخميدس تعليمه الأولي في سيراكيوز، حيث أظهر اهتمامًا كبيرًا بالعلوم والرياضيات منذ نعومة أظافره. من المعروف أن أرخميدس كان شغوفًا بالمعرفة والبحث العلمي، وكان لديه فضول لا ينضب لفهم العالم من حوله.

2.التعليم:

بعد تعليمه الأولي في سيراكيوز، انتقل أرخميدس إلى مدينة الإسكندرية في مصر، والتي كانت في ذلك الوقت مركزًا رئيسيًا للعلم والتعلم. كانت الإسكندرية تضم مكتبة الإسكندرية الشهيرة، التي كانت تحتوي على آلاف المخطوطات والكتب من مختلف الحضارات، مما جعلها مكانًا مثاليًا للعلماء والباحثين.

في الإسكندرية، تتلمذ أرخميدس على يد بعض من أعظم العلماء في ذلك العصر، بما في ذلك إقليدس، الذي يعتبر "أبو الهندسة". تأثر أرخميدس بشكل كبير بأعمال إقليدس وغيره من العلماء اليونانيين، وسرعان ما برع في الرياضيات والهندسة.

3.العودة إلى سيراكيوز:

بعد إكمال تعليمه في الإسكندرية، عاد أرخميدس إلى مسقط رأسه في سيراكيوز. هناك، كرّس نفسه للبحث والتجريب، حيث استمر في تطوير أفكاره واختراعاته التي ساهمت في تقدم العلوم. أصبح أرخميدس مستشارًا للملك هيرون الثاني، حاكم سيراكيوز، وقدم له العديد من الابتكارات التي ساعدت في الدفاع عن المدينة وتحسين بنيتها التحتية.

4.النهج العلمي:

تميز أرخميدس بمنهجه العلمي الدقيق وفضوله الدائم. كان يفضل العمل بشكل مستقل، وغالبًا ما كان ينغمس في التفكير والتأمل لساعات طويلة. يُقال إن أرخميدس كان يميل إلى حل المسائل الرياضية والفيزيائية بطريقة تجريبية، وكان يحب اختبار نظرياته عن طريق التجارب العملية.

أرخميدس لم يكن فقط عالم رياضيات بارعًا، بل كان أيضًا مخترعًا ومهندسًا. أحد أشهر أعماله هو "مبدأ أرخميدس"، الذي اكتشفه عندما كان يستحم في حوض الاستحمام، وهو ما قاده إلى الصيحة الشهيرة "يوريكا!" أو "وجدتها!".

شكلت نشأة وتعليم أرخميدس أساسًا قويًا لمساهماته العظيمة في مجالات الرياضيات، الفيزياء، والهندسة. تعلمه تحت إشراف أعظم العلماء في مكتبة الإسكندرية، وبيئته الداعمة في سيراكيوز، ساهمت بشكل كبير في تشكيل عبقريته وابتكاراته التي لا تزال تؤثر في العلوم حتى اليوم. إن شغفه بالمعرفة وفضوله العلمي الدائم جعلاه واحدًا من أعظم العقول في التاريخ، ومثالًا يحتذى به لكل من يسعى للابتكار والاكتشاف.

إسهامات أرخميدس  العلمية - ماذا اخترع أرخميدس ؟ 

أرخميدس هو أحد أبرز العلماء في التاريخ القديم، وقد قدّم إسهامات جليلة في مجالات الرياضيات، الفيزياء، الهندسة، وعلم الفلك. تميزت أعماله بالدقة والتجريب، وساهمت في وضع الأسس للعديد من النظريات والمفاهيم العلمية الحديثة. فيما يلي أبرز إسهاماته واختراعاته:

 1. الرياضيات والهندسة:

مبدأ أرخميدس:

- اكتشف أرخميدس قانون الطفو، المعروف بمبدأ أرخميدس، الذي ينص على أن الجسم المغمور في سائل يفقد من وزنه بمقدار وزن السائل الذي يزيحه. ساهم هذا المبدأ في فهم طبيعة السوائل والطفو، وكان له تأثير كبير على علم الهيدروستاتيكا.

اللوالب:

- قدم أرخميدس وصفًا رياضيًا للولب الأرخميدي (أو الحلزون)، وهو شكل هندسي يُستخدم في العديد من التطبيقات الميكانيكية والهيدروليكية. يمكن استخدام اللولب الأرخميدي لرفع المياه، وقد استُخدم بشكل واسع في الري والزراعة.

حساب π (باي):

- ابتكر أرخميدس طريقة للاستنفاد لحساب قيمة تقريبية للعدد π (باي). استخدم مضلعات متعددة الأضلاع لحساب محيط الدائرة، مما أدى إلى تقدير دقيق للعدد π.

حساب المساحات والحجوم:

- قدّم أرخميدس أساليب متقدمة لحساب مساحات الأشكال وحجوم الأجسام ثلاثية الأبعاد، مثل الكرة والاسطوانة، مما وضع الأساس لحساب التكامل الحديث.

 2. الفيزياء والميكانيكا:

البكرات والروافع:

- درس أرخميدس خصائص الروافع والبكرات، وابتكر أنظمة ميكانيكية لرفع الأوزان الثقيلة باستخدام مبدأ الروافع. يُنسب إليه القول الشهير: "أعطني رافعة طويلة بما فيه الكفاية، ونقطة ارتكاز، وسأحرك العالم".

المرآة الحارقة:

- يُعتقد أن أرخميدس اخترع مرآة مقعرة كبيرة تُستخدم لتركيز أشعة الشمس على سفن العدو لإشعالها، وقد استُخدمت هذه التقنية في الدفاع عن مدينة سيراكيوز ضد الهجمات الرومانية.

 3. التكنولوجيا والهندسة العملية:

مضخة أرخميدس:

- اخترع أرخميدس مضخة لولبية تُعرف أيضًا باسم "لولب أرخميدس"، تُستخدم لرفع المياه من مستويات منخفضة إلى مستويات أعلى. هذه المضخة تُستخدم حتى اليوم في أنظمة الري والصرف الصحي.

المحرك الأرخميدي:

- يُنسب إلى أرخميدس تصميم محرك يستخدم الطاقة الميكانيكية للمياه المتدفقة لتدوير عجلة تُستخدم في عمليات الطحن والري.

 4. علم الفلك:

الكرة السماوية:

- اخترع أرخميدس جهازًا يُعرف بالكرة السماوية، وهو نموذج ميكانيكي يُظهر حركة الكواكب والنجوم. يُعد هذا الجهاز من أوائل المحاولات لتصميم نماذج للكون.

أرخميدس لم يكن مجرد عالم رياضيات بارع، بل كان أيضًا مخترعًا ومهندسًا عبقريًا. أسهمت اكتشافاته واختراعاته في وضع الأسس للعديد من العلوم والتقنيات الحديثة. تبقى أعماله مصدر إلهام للعلماء والمهندسين، وتجسد الروح الحقيقية للبحث العلمي والابتكار. إن إسهاماته في الرياضيات والفيزياء والهندسة تظل شاهدًا على عبقريته وقدرته على حل المشكلات والتفكير النقدي.

إنجازات أرخميدس في الرياضيات



كيف اكتشف أرخميدس قانون الطفو

 اكتشاف أرخميدس لقانون الطفو


مقدمة:

قانون الطفو، المعروف أيضًا بمبدأ أرخميدس، هو واحد من أعظم الاكتشافات في تاريخ الفيزياء والهندسة. ينص هذا المبدأ على أن الجسم المغمور في سائل يلقى دفعة من الأسفل إلى الأعلى تساوي وزن السائل الذي يزيحه. قصة اكتشاف أرخميدس لهذا المبدأ تعد من القصص الشهيرة في تاريخ العلم، وغالبًا ما تروى لتسليط الضوء على عبقريته وفضوله العلمي.


 القصة الشهيرة:


التحدي الملكي:

حسب الرواية التاريخية، كان ملك سيراكيوز، هيرون الثاني، قد أمر بصنع تاج ذهبي نقي. عندما تسلم الملك التاج، شك في أن الصائغ قد غش وأدخل الفضة في التاج بدلاً من الذهب الخالص. طلب الملك من أرخميدس التحقق من نقاء التاج دون إتلافه.


لحظة "يوريكا!":

قضى أرخميدس وقتًا طويلًا في محاولة إيجاد طريقة لحل المشكلة. وفي أحد الأيام، أثناء استحمامه في حوض مليء بالماء، لاحظ أن مستوى الماء ارتفع عندما دخل الحوض. فجأة أدرك أرخميدس أن الزيادة في مستوى الماء يمكن استخدامها لتحديد حجم أي جسم مغمور، وبالتالي كثافته.


 مبدأ أرخميدس:

من هنا، استنتج أرخميدس أن الجسم المغمور في سائل يفقد من وزنه بمقدار وزن السائل الذي يزيحه. تُعرف هذه القوة الصاعدة بقوة الطفو. بعبارة أخرى، إذا كان وزن الماء المزاح أقل من وزن الجسم، فإن الجسم سيغرق. وإذا كان وزن الماء المزاح يساوي وزن الجسم، فإن الجسم سيظل عائمًا في الماء.


 التطبيق العملي:

لتطبيق اكتشافه على التاج الملكي، قارن أرخميدس بين وزن التاج ووزن كمية الماء المزاحة عند غمره في الماء. فعل نفس الشيء مع قطعة من الذهب الخالص بنفس الوزن. إذا كان التاج يحتوي على فضة، فإن كثافته ستكون أقل من كثافة الذهب الخالص، وبالتالي سيزيح كمية أكبر من الماء عند غمره.

 النتيجة:

تمكن أرخميدس من إثبات أن التاج لم يكن مصنوعًا من الذهب الخالص، وبالتالي تمكن من كشف غش الصائغ.

اكتشاف أرخميدس لقانون الطفو ليس مجرد إنجاز علمي، بل هو مثال على كيفية استخدام التفكير النقدي والتجريب لحل المشكلات العملية. لقد أسس هذا الاكتشاف لعلوم الهيدروستاتيكا وأسهم في فهمنا لكيفية تفاعل الأجسام مع السوائل. تظل قصة "يوريكا!" جزءًا من الإرث العلمي لأرخميدس، تجسد عبقريته وقدرته على ربط الملاحظة العلمية بالتطبيق العملي.

ديانة أرخميدس

أرخميدس وُلد في عام 287 قبل الميلاد في مدينة سيراكيوز، وهي مدينة يونانية قديمة. كونه يونانيًا في العصور القديمة، كان أرخميدس جزءًا من الثقافة والدين اليونانيين الكلاسيكيين. في تلك الفترة، كان الدين اليوناني القديم هو السائد في جميع أنحاء العالم اليوناني.

 الديانة اليونانية القديمة:

1. الآلهة والأبطال: كان الدين اليوناني متعدد الآلهة، حيث كانوا يعبدون مجموعة واسعة من الآلهة والإلهات، مثل زيوس، هيرا، أبولو، أثينا، وأريس. هؤلاء الآلهة كانوا يُعتبرون متجسدين في الطبيعة ولهم تأثير مباشر على حياة البشر.

2. الطقوس والشعائر: كان الإغريق يمارسون طقوسًا وشعائر دينية متعددة، بما في ذلك تقديم القرابين والصلاة في المعابد. كما كانوا يحتفلون بالمهرجانات الدينية العامة، مثل الألعاب الأولمبية التي كانت تقام تكريمًا لزيوس.

3. الفلسفة والدين: في عصر أرخميدس، كانت هناك أيضًا حركة فكرية قوية تتناول الفلسفة، والتي كان لها تأثير على التفكير الديني. الفلاسفة مثل سقراط، أفلاطون، وأرسطو كانوا يستكشفون الأفكار المتعلقة بالأخلاق، الطبيعة، والوجود، مما أثر على كيفية فهم الناس للدين والعالم من حولهم.

 أرخميدس والدين:

- لم تذكر المصادر التاريخية أي تفاصيل دقيقة عن معتقدات أرخميدس الدينية الشخصية أو ممارساته الدينية. من المحتمل أن يكون أرخميدس، كغيره من العلماء والفلاسفة في تلك الحقبة، قد اهتم أكثر بالبحث العلمي والفلسفي.

- كان العديد من العلماء والفلاسفة اليونانيين يميلون إلى تبني نظرة فلسفية للطبيعة والعالم، وقد يكون أرخميدس أحدهم. في تلك الفترة، كان البحث العلمي والتجريب يشكل جزءًا كبيرًا من اهتمامات النخبة المثقفة، إلى جانب الدين التقليدي.

بينما من المؤكد أن أرخميدس نشأ في ثقافة يونانية قديمة حيث كانت الديانة متعددة الآلهة هي السائدة، لا توجد تفاصيل محددة عن ديانته الشخصية أو معتقداته الدينية. كعالم رياضيات وفيزيائي، من المرجح أن أرخميدس كان يركز بشكل أكبر على أبحاثه العلمية واكتشافاته التي ساهمت بشكل كبير في تطور العلوم.

إرث أرخميدس  وتأثيره:

يُعد أرخميدس واحدًا من أعظم العلماء والمهندسين في التاريخ القديم، حيث ساهمت اكتشافاته واختراعاته في تشكيل أسس العديد من العلوم الحديثة. يمتد تأثيره إلى مجالات متعددة مثل الرياضيات، الفيزياء، الهندسة، والتكنولوجيا. إرثه العلمي ما زال يؤثر على العالم حتى اليوم، وهو يعتبر رمزًا للعبقرية والابتكار.

 1. إسهاماته في الرياضيات:

الرياضيات المتقدمة:

- قدم أرخميدس إسهامات كبيرة في مجال حساب المساحات والحجوم، مستخدمًا طريقة الاستنفاد التي تعتبر مقدمة للتكامل الحديث. استطاع حساب مساحة الدائرة، حجم الكرة، والمجسمات المختلفة بدقة كبيرة.

العدد π (باي):

- أرخميدس كان من أوائل العلماء الذين حاولوا حساب قيمة العدد π (باي) بدقة، مستخدمًا طريقة تقريبية عن طريق مضلعات متعددة الأضلاع.

المعادلات الهندسية:

- أعماله في الهندسة المستوية والمجسمة أسست للكثير من المفاهيم المستخدمة اليوم في علم الهندسة.

 2. إسهاماته في الفيزياء والميكانيكا:

مبدأ الطفو:

- اكتشافه لقانون الطفو، المعروف بمبدأ أرخميدس، أسس لفهمنا لعلم الهيدروستاتيكا وكيفية تفاعل الأجسام مع السوائل.

البكرات والروافع:

- دراساته حول الروافع والبكرات ساهمت في تطوير علم الميكانيكا. كان له القول الشهير: "أعطني رافعة طويلة بما فيه الكفاية، ونقطة ارتكاز، وسأحرك العالم".

 3. إسهاماته في الهندسة العملية:

مضخة أرخميدس:

- اخترع مضخة لولبية تُستخدم لرفع المياه من مستويات منخفضة إلى مستويات أعلى، وتُستخدم حتى اليوم في أنظمة الري والصرف الصحي.

الآلات الحربية:

- يُنسب إلى أرخميدس تصميم العديد من الآلات الحربية للدفاع عن سيراكيوز، مثل المرايا الحارقة التي استخدمت لتركيز أشعة الشمس على سفن العدو لإشعالها.

 4. إسهاماته في علم الفلك:

الكرة السماوية:

- اخترع جهازًا يُعرف بالكرة السماوية، وهو نموذج ميكانيكي يُظهر حركة الكواكب والنجوم، مما يعد من أوائل المحاولات لتصميم نماذج للكون.

 5. تأثيره على العلوم اللاحقة:

العصور الوسطى والنهضة:

- أعمال أرخميدس نُقلت إلى العالم الإسلامي خلال العصور الوسطى، حيث قام العلماء المسلمون بترجمتها وتطويرها. انتقلت هذه الأعمال لاحقًا إلى أوروبا خلال عصر النهضة، مما ساهم في إحياء العلوم هناك.

التعليم والبحث العلمي:

- نظرياته واكتشافاته ما زالت تُدرّس في المناهج الدراسية حول العالم. يُعتبر أرخميدس مثالًا على النهج العلمي الدقيق والتفكير النقدي، مما يلهم العلماء والباحثين في مختلف المجالات.

 6. الإرث الثقافي:

الإلهام والإبداع:

- قصص أرخميدس، مثل صرخة "يوريكا!" أثناء اكتشافه لمبدأ الطفو، أصبحت جزءًا من التراث الثقافي والعلمي، مما يعكس شغفه بالعلم وفضوله الدائم.

إرث أرخميدس العلمي يتجاوز الزمن، حيث أن اكتشافاته ونظرياته أسست للعديد من الفروع العلمية الحديثة. يبقى أرخميدس رمزًا للعبقرية والابتكار، ومصدر إلهام لا ينضب للعلماء والمهندسين في كل العصور. إن فهمنا للعديد من المفاهيم الفيزيائية والرياضية يرتكز بشكل كبير على أعمال هذا العالم العظيم، مما يضمن بقاء تأثيره حيًا في عالم العلم والتكنولوجيا.

وفاة أرخميدس

أرخميدس، الذي عاش في الفترة من 287 إلى 212 قبل الميلاد، كان أحد أعظم العلماء في العصور القديمة. تميز بمساهماته البارزة في الرياضيات والفيزياء والهندسة، لكن نهايته كانت مأساوية ومؤثرة، تعكس صراعات تلك الحقبة الزمنية.

1. الحصار الروماني لمدينة سيراكيوز:

في عام 213 قبل الميلاد، بدأت الجمهورية الرومانية حملة عسكرية ضد مدينة سيراكيوز، التي كانت حينها حليفًا لقرطاج خلال الحرب البونيقية الثانية. كان الحصار بقيادة الجنرال الروماني ماركوس كلاوديوس مارسيلوس. استمر الحصار لمدة عامين، وخلال هذه الفترة، قام أرخميدس بتصميم العديد من الآلات الحربية للدفاع عن المدينة، مما أخر تقدم القوات الرومانية بشكل كبير.

2. لحظة الوفاة:

في عام 212 قبل الميلاد، تمكنت القوات الرومانية من اختراق دفاعات سيراكيوز والاستيلاء على المدينة. وفقًا للروايات التاريخية، قُتل أرخميدس أثناء هذا الهجوم. هناك عدة نسخ من القصة، لكن الأكثر شيوعًا هو التالي:

كان أرخميدس منغمسًا في حل مسألة رياضية على الرمال عندما اقتحم جندي روماني منزله. وفقًا لرواية بلوتارخ، كان أرخميدس يقول للجندي: "لا تفسد دوائري" أو "دع دوائري وشأنها"، مشيرًا إلى الرسوم الرياضية التي كان يعمل عليها. لكن الجندي، غير مدرك لأهمية الشخص الذي أمامه، قتله.

3. النسخ الأخرى:

توجد نسخ أخرى من القصة تقول إن الجنرال مارسيلوس كان معجبًا بأرخميدس وأمر جنوده بعدم إيذائه. ومع ذلك، لم تصل هذه الأوامر إلى الجندي الذي قتله. بعض الروايات تشير إلى أن أرخميدس كان يحاول حماية أدواته العلمية، مما أدى إلى مقتله.

4. الإرث بعد الوفاة:

رغم وفاة أرخميدس المأساوية، ظل إرثه العلمي حيًا ومؤثرًا. أعماله ونظرياته استمرت في التأثير على العلماء والفلاسفة لقرون عديدة بعد وفاته. نقل العلماء المسلمون أعماله إلى العالم الإسلامي، مما أسهم في تطوير العلوم هناك. لاحقًا، خلال عصر النهضة في أوروبا، تم اكتشاف أعماله مرة أخرى، مما أدى إلى إحياء العديد من النظريات والمفاهيم العلمية التي طورها.

وفاة أرخميدس كانت خسارة فادحة للعالم العلمي. لكن تأثيره وأعماله استمرت في الإشعاع عبر العصور، ملهمةً العلماء والباحثين في مختلف المجالات. قصته تُظهر الأهمية الكبيرة للعلم والمعرفة، وكذلك التحديات والصعوبات التي يمكن أن تواجه العلماء حتى في أوقات الحرب والصراع. إرث أرخميدس سيظل دائمًا جزءًا مهمًا من تاريخ العلم والتكنولوجيا.

خاتمة حول أرخميدس 

أرخميدس، الذي عاش في الفترة من 287 إلى 212 قبل الميلاد، يعد واحدًا من أعظم العقول في التاريخ القديم. بفضل إسهاماته الرائدة في مجالات الرياضيات والفيزياء والهندسة، وضع أسسًا علمية ما زالت تُدرّس وتُستخدم حتى اليوم. عبقريته لم تقتصر على النظريات والمفاهيم، بل امتدت لتشمل التطبيقات العملية والاختراعات التي شكلت حجر الزاوية في العديد من التطورات التقنية.

مقالات تكميلية

  • التعليم والمجتمع في اليونان القديمة . رابط
  • بحث حول طرق وأساليب التعليم في اليونان القديمة . رابط
  • التعليم البدني والفكري و المناهج الدراسية في اليونان القديمة . رابط
  • بحث حول التعليم والتربية في اليونان القديمة مع مراجع . رابط
  • الأخلاق النيقوماخية-الفيلسوف اليوناني أرسطو . رابط
  • الإرث الثقافي لليونان القديمة . رابط
  • مجالات التأثير اليوناني على العالم الروماني . رابط
  • بحث جامعي حول تاريخ اليونان القديمة مع مراجع. رابط
  •  اليونان القديمة في  العصر الحجري (Stone Age) . رابط
  • الجيوش اليونانية القديمة-آلات الحرب في العصور الكلاسيكية . رابط 
  • التحديات والانتقادات لنظام الحكم الإسبارطي-اليونان القديمة . رابط 
  • التجارة والاقتصاد في اسبارطة -اليونان القديمة . رابط
  • بحث حول  اسبارطة اليونان القديمة  مع مراجع . رابط
  • نظام الحكم في  نظام الحكم في أثينا اليونان القديمة . رابط

مراجع 

1. "أرخميدس: عبقري الرياضيات والفيزياء" - تأليف: أحمد زكي

   - يتناول الكتاب حياة أرخميدس وإنجازاته في مجالات الرياضيات والفيزياء.

2. "علماء الرياضيات: أرخميدس" - تأليف: محمد عبد الكريم

   - يقدم الكتاب سيرة حياة أرخميدس ويسلط الضوء على أهم اكتشافاته الرياضية.

3. "العباقرة العشرة في التاريخ: أرخميدس" - تأليف: محمود الحاج

   - يركز الكتاب على عبقرية أرخميدس ومساهماته العلمية.

4. "الرياضيات في الحضارات القديمة: أرخميدس وأقرانه" - تأليف: يوسف الزين

   - يستعرض الكتاب تاريخ الرياضيات في العصور القديمة مع التركيز على أرخميدس.

5. "أرخميدس والنظريات الهندسية" - تأليف: خالد عبد الرحمن

   - يناقش الكتاب النظريات الهندسية التي طورها أرخميدس وأثرها على العلوم الحديثة.

6. "أرخميدس: قصة حياة عالم عظيم" - تأليف: علي أحمد

   - يقدم الكتاب نظرة شاملة على حياة أرخميدس وإنجازاته العلمية.

7. "علوم الإغريق: أرخميدس وأثره" - تأليف: حسن عبد الله

   - يتناول الكتاب تأثير أرخميدس على العلوم والتكنولوجيا في عصره.

8. "أرخميدس والهندسة التطبيقية" - تأليف: سامي حسن

   - يركز الكتاب على الاختراعات الهندسية لأرخميدس واستخداماتها العملية.

9. "المخترعون العظماء: أرخميدس" - تأليف: عبد الرحمن مصطفى

   - يعرض الكتاب سير حياة عدد من المخترعين العظماء بما فيهم أرخميدس.

10. "الفيزياء والرياضيات: من أرخميدس إلى نيوتن" - تأليف: نور الدين محمد

    - يربط الكتاب بين إسهامات أرخميدس وإسهامات علماء آخرين في تاريخ الفيزياء والرياضيات.


تعليقات

محتوى المقال