سبارتا spartan oligarchy اليونان القديمة
تعريف سبارتا (Spartan Oligarchy) اليونان القديمة
سبارتا، إحدى المدن-الدول الشهيرة في اليونان القديمة، كانت معروفة بنظامها السياسي الفريد والمتميز الذي يُعرف بالأوليغارشي. نظام الحكم في اسبارطة كان مختلفًا بشكل كبير عن النظم الديمقراطية التي كانت سائدة في مدن-دول يونانية أخرى مثل أثينا.
الخلفية التاريخية
يعتقد أن اسبارطة تأسست حوالي القرن التاسع قبل الميلاد، وظهرت كقوة عسكرية هامة في اليونان القديمة.
الجمع بين الملكية الثنائية والسلطة التنفيذية والهيئة التشريعية لتحقيق توازن بين القوة العسكرية والسياسية.
كان المجتمع السبارطي قائمًا على طبقات واضحة، حيث كان الأسبرطيون يتمتعون بالمزايا السياسية والاجتماعية، بينما كان الهيليوتيس(العبيد المملوكون للدول) والبيلوتس في وضع أدنى (الحلفاء).
نظام الحكم في اسبارطة كان نظامًا أوليغارشيًا يركز على هيمنة الطبقة العسكرية والنبلاء، ويجمع بين عناصر الملكية والثنائية والإدارة التنفيذية. هذا النظام جعل اسبارطة قوة عسكرية قوية ونموذجًا مختلفًا في عالم اليونان القديمة، يميزها عن المدن-دول الأخرى بنهجها الفريد في الحكم والسياسة.
الموقع الجغرافي سبارتا (Spartan Oligarchy) اليونان القديمة
تقع مدينة سبارتا في منطقة لاكونيا جنوب اليونان، على الضفة الغربية لنهر يوروبوس. تتميز اسبارطة بموقعها الجغرافي الفريد، حيثُ تُحيطُ بها الجبالُ من ثلاثِ جهاتٍ، ممّا جعلها صعبةَ المنالِ على الغزاةِ. ساعدَ هذا الموقعُ على حمايةِ المدينةِ من الهجماتِ الخارجيةِ وتأمينِ استقرارها.
خصائصُ الموقعِ الجغرافي اسبارطة :
الجبالُ: تُحيطُ الجبالُ اسبارطة من ثلاثِ جهاتٍ، وهي: جبل تايجيتوس من الغربِ، وجبل بارنون من الشمالِ، وجبال أركاديا من الشرقِ. وفرّتْ هذهِ الجبالُ حمايةً طبيعيةً للمدينةِ، حيثُ صعّبتْ على الغزاةِ الوصولَ إليها.
وادي نهر يوروبوس: تقعُ سبارتا على الضفة الغربية لنهر يوروبوس. يُعدّ هذا النهرُ مصدرًا هامًا للمياهِ للزراعةِ والشربِ. كما ساعدَ النهرُ على تسهيلِ التجارةِ والنقلِ بينَ اسبارطة والمناطقِ المجاورةِ.
البحرُ: تقعُ اسبارطة على بعدِ حوالي 30 كيلومترًا من ساحل البحرِ الأيونيّ. لم يكن اسبارطة منفذٌ مباشرٌ إلى البحرِ، ممّا جعلها أقلّ اهتمامًا بالتجارةِ البحريةِ مقارنةً بمدنٍ يونانيةٍ أخرى مثل أثينا و كورنثوس.
المناخُ: يتميزُ مناخُ اسبارطة بِكونهِ متوسطيًا، مع صيفٍ حارٍ وجافٍ وشتاءٍ باردٍ وممطرٍ. ساعدَ هذا المناخُ على نموّ المحاصيلِ الزراعيةِ، مثلِ الزيتونِ والكرومِ.
تأثيرُ الموقعِ الجغرافي على سبارتا:
المجتمعُ: ساعدَ الموقعُ الجغرافي لاسبارطة على تطويرِ مجتمعٍ عسكريّ قويّ. فقد اضطرّتْ اسبارطة إلى الدفاعِ عن نفسها باستمرارٍ من الغزاةِ، ممّا جعلها تُركزُ على تدريبِ جيشٍ قويّ.
الاقتصادُ: لم يكن لسبارتا منفذٌ مباشرٌ إلى البحرِ، ممّا جعلها أقلّ اهتمامًا بالتجارةِ البحريةِ. اعتمدَ اقتصادُ اسبارطة على الزراعةِ بشكلٍ أساسيّ. كما اشتهرتْ سبارتا بصناعةِ الحديدِ والبرونزِ.
الثقافةُ: تأثّرتْ ثقافةُ اسبارطة بِموقعها الجغرافي. فقد كانَ المجتمعُ
الأسس التاريخية لنظام الحكم في اسبارطة
الغزوُ الدوريّ: تأسستْ اسبارطة في القرنِ التاسعِ قبلَ الميلادِ من قِبلِ قبائلَ الدوريينَ، الذين غزَوْا منطقةَ لاكونيا وطردوا سكّانها الأصليين. أقامَ الدّوريونَ نظامَ حكمٍ هرميًا، مع سيطرةِ طبقةِ النبلاءِ (سبارتياتي) على السلطةِ.
قوانينُ ليcurgus: يُنسبُ تأسيسُ نظامِ الحكمِ في اسبارطة إلى ليcurgus، وهو زعيمٌ أسطوريّ عاشَ في القرنِ الثامنِ قبلَ الميلادِ. يُقالُ أنّ ليcurgus سنّ قوانينَ صارمةً حدّدتْ بنيةَ الحكمِ في اسبارطة ووزّعتْ السلطةَ بينَ مختلفِ طبقاتِ المجتمعِ.
خصائصُ نظامِ الحكمِ في سبارتا:
الملكةُ: كانَتْ اسبارطة مَلَكيةً ثنائيةَ الحكمِ، حيثُ حكمتْ ملكتانِ في نفسِ الوقتِ. لكنْ كانتْ سلطةُ الملكتينِ محدودةً بشكلٍ كبيرٍ.
مجلسُ الشيوخِ (Gerousia): كانَ يتكوّنُ مجلسُ الشيوخِ من 28 شيخًا من النبلاءِ الذين بلغوا سنّ الستينِ. كانَ مجلسُ الشيوخِ مسؤولاً عن سنّ القوانينِ واتخاذِ القراراتِ السياسيةِ المهمةِ.
مجلسُ الشعبِ (Apella): كانَ يتكوّنُ مجلسُ الشعبِ من جميعِ الرجالِ الأحرارِ في سبارتا. كانَ دورُ مجلسِ الشعبِ مقلّصًا، حيثُ اقتصرَ على الموافقةِ على القوانينِ التي يُقرّها مجلسُ الشيوخِ.
الإفور (Ephors): كانَ الإفور خمسةَ رجالٍ من النبلاءِ يُنتخبونَ سنويًا. كانَ للإفور سلطةٌ كبيرةٌ، بما في ذلكَ حقّ نقضِ قراراتِ مجلسِ الشيوخِ ومحاكمةِ أيّ مواطنٍ، حتى الملكاتِ.
مميزاتُ نظامِ الحكمِ في سبارتا:
الاستقرارُ السياسيّ: تميّز نظامُ الحكمِ في اسبارطة باستقرارهِ السياسيّ لِقرونٍ طويلةٍ. ساعدَ ذلك على تركيزِ الجهودِ على التطوّرِ العسكريّ والاقتصاديّ.
القوةُ العسكريةُ: كانتْ سبارتا أقوى دولةٍ عسكريةٍ في اليونانِ القديمةِ. ساعدَ نظامُ الحكمِ على خلقِ مجتمعٍ عسكريّ قويّ، حيثُ كانَ جميعُ الرجالِ الأحرارِ مُدرّبينَ على القتالِ.
المساواةُ بينَ النبلاءِ: تميّز نظامُ الحكمِ في اسبارطة بِالمساواةِ بينَ النبلاءِ. لم يكنْ هناكَ ملكٌ مُطلقٌ، بل كانتْ السلطةُ مُوزّعةً بينَ مختلفِ المؤسساتِ.
عيوبُ نظامِ الحكمِ في اسبارطة :
قمعُ الطبقاتِ الدنيا: كانَ نظامُ الحكمِ في اسبارطة قمعيًا تجاهَ الطبقاتِ الدنيا من المجتمعِ، مثل الهيلوتس (العبيدِ) و البيريوس (الحرفيينِ). لم يكنْ لِهذهِ الطبقاتِ أيّ حقوقٍ سياسيةٍ أو اجتماعيةٍ.
جمودُ النظامِ: كانَ نظامُ الحكمِ في اسبارطة جامدًا للغايةِ. لم يكنْ هناكَ مجالٌ كبيرٌ للتغييرِ أو الإصلاحِ. أدّى ذلك إلى تخلّفِ سبارتا عن باقي الدولِ اليونانيةِ في مجالاتٍ مثلَ الفلسفةِ والأدبِ والفنونِ.
الأساطير والتقاليد المؤسسية في سبارتا (Spartan Oligarchy) اليونان القديمة
تُعدّ سبارتا من أهمّ المدنِ في اليونانِ القديمةِ، حيثُ اشتهرتْ بنظامِ حكمها الفريدِ (الأوليغارشيةِ السبارتيةِ) ومجتمعها العسكريّ القويّ. لعبتْ الأساطيرُ والتقاليدُ المؤسسيةُ دورًا هامًا في تشكيلِ ثقافةِ سبارتا وقيمها.
الأساطيرُ المؤسسةُ:
ليcurgus: يُعدّ ليcurgus زعيمًا أسطوريًّا عاشَ في القرنِ الثامنِ قبلَ الميلادِ. يُنسبُ إليهِ تأسيسُ نظامِ الحكمِ في اسبارطة وسنّ قوانينها الصارمة. تروي الأساطيرُ أنّ ليcurgus سافرَ إلى جزيرةِ كريت لدراسةِ قوانينها، ثمّ عادَ إلى اسبارطة ووضعَ قوانينَ جديدةً تستندُ إلى مبادئِ المساواةِ والعدالةِ والانضباطِ.
كاستور وبولوكس: كانَ كاستور وبولوكس توأمينِ إلهيينِ يُقالُ أنّهما ابنا زيوس ملكِ الآلهةِ. تروي الأساطيرُ أنّ كاستور وبولوكس ساعدا السبارتيينَ في العديدِ من المعاركِ، ممّا أكسبهما مكانةً مرموقةً في ثقافةِ سبارتا.
هيرقل: يُعدّ هيرقل بطلًا أسطوريًا يُقالُ أنّه أقوى رجلٍ في العالمِ. تروي الأساطيرُ أنّ هيرقل ساعدَ ليcurgus في تأسيسِ نظامِ الحكمِ في سبارتا.
التقاليدُ المؤسسيةُ:
تربيةُ الأطفالِ: كانَتْ تربيةُ الأطفالِ في سبارتا تركزُ على القوةِ البدنيةِ والانضباطِ العسكريّ. كانَ الأولادُ يُؤخذونَ من عائلاتهم في سنّ مبكرةٍ ويُوضعونَ في معسكراتٍ لتدريبهم على القتالِ. كانَتْ الفتياتُ أيضًا يُتدربنَ على اللياقةِ البدنيةِ والمهاراتِ المنزليةِ.
المجتمعُ العسكريّ: كانَ المجتمعُ السبارتيّ مجتمعًا عسكريًا بشكلٍ أساسيّ. كانَ جميعُ الرجالِ الأحرارِ مُدرّبينَ على القتالِ، وكانَ عليهم المشاركةُ في
أهميةُ الأساطيرِ والتقاليدِ المؤسسيةِ:
الحفاظُ على النظامِ الاجتماعيّ: ساعدتْ الأساطيرُ والتقاليدُ المؤسسيةُ على الحفاظِ على النظامِ الاجتماعيّ في اسبارطة . فقد أكّدتْ على أهميةِ الانضباطِ والطاعةِ للقوانينِ والاحترامِ للسلطةِ.
تعزيزُ القيمِ العسكريةِ: ساعدتْ الأساطيرُ والتقاليدُ المؤسسيةُ على تعزيزِ القيمِ العسكريةِ في اسبارطة ، مثلَ الشجاعةِ والوطنيةِ والتضحيةِ بالنفسِ.
خلقِ هويةٍ وطنيةٍ: ساعدتْ الأساطيرُ والتقاليدُ المؤسسيةُ على خلقِ هويةٍ وطنيةٍ قويةٍ في اسبارطة . فقد شعَرَ السبارتيونَ بالفخرِ لانتمائهم إلى مجتمعٍ قويّ ومتماسكٍ.
لعبتْ الأساطيرُ والتقاليدُ المؤسسيةُ دورًا هامًا في تشكيلِ ثقافةِ اسبارطة وقيمها. ساعدتْ هذهِ الأساطيرُ والتقاليدُ على الحفاظِ على النظامِ الاجتماعيّ وتعزيزِ القيمِ العسكريةِ وخلقِ هويةٍ وطنيةٍ قويةٍ.
النظام السياسي في اسبارطة
النظام السياسي في سبارتا كان مميزًا ومعقدًا، ويعكس طبيعة المجتمع السبارطي القائم على الانضباط العسكري والاحتكار الاجتماعي. كان نظام الحكم في اسبارطة يعتمد على خليط من الملكية، الأوليغاركية، والنظام القانوني، مما جعله مختلفًا تمامًا عن النظم الديمقراطية مثل تلك التي كانت موجودة في أثينا. إليك تفصيل شامل للنظام السياسي في سبارتا:
1. الملكية الثنائية
الملوك
- عددهم: كان هناك ملكان في اسبارطة في نفس الوقت، يتبعان أسرًا ملكية مختلفة: أسرة الأجياد (Agiad) وأسرة الباكونيد (Eurypontid).
- الصلاحيات: رغم أن الملكين كانا يشغلان مناصب عالية، فإن سلطاتهما كانت محدودة نسبياً. كانا يقودان الجيش في المعركة ويؤديان واجبات دينية، لكن سلطتهما في الشؤون الداخلية والسياسية كانت مقيدة بشكل كبير.
وظائف الملكين
- القيادة العسكرية: كان الملكان يقودان القوات السبارطية في الحروب، وهو دور مركزي في الحياة السبارطية.
- الواجبات الدينية: كان الملكان يؤديان الطقوس الدينية ويشرفان على المناسبات الدينية.
2. المجلس الأكبر (الجرسيا)
التكوين
- عدد الأعضاء: يتألف من 28 عضوًا، بالإضافة إلى الملكين، ليصل المجموع إلى 30 عضوًا.
- الانتخاب: الأعضاء يتم اختيارهم من كبار السن الأثرياء والمخضرمين، عادة من فوق سن الستين، بفضل خبراتهم وحكمتهم.
الصلاحيات
- التشريع والمراجعة: كان الجرسيا مسؤولاً عن مراجعة القوانين والتشريعات المقترحة من قبل الجمعية العامة (الأسناتو). كما كان له دور في اتخاذ القرارات الهامة المتعلقة بالسياسة.
3. السلطة التنفيذية (الإفور)
التكوين
- عدد الأعضاء: يتألف من خمسة إفور، يتم انتخابهم سنويًا من قبل المواطنين الأثينيين.
- الصلاحيات: كانوا يشرفون على تنفيذ القوانين والقرارات السياسية، ولهم دور كبير في الرقابة على الملكين. كما كانوا مسؤولين عن إدارة الشؤون اليومية للحكومة.
اختيار الإفور
- الانتخاب: كان يتم انتخابهم بشكل دوري، مما يضمن تجدد القيادة وسهولة مراجعة سياساتهم.
4. الهيئة التشريعية (الأسناتو)
التكوين
- العدد: يتكون من جميع المواطنين الأثينيين البالغين، وكانوا يجتمعون في اجتماعات دورية.
- الصلاحيات: كانوا يتخذون القرارات النهائية حول القوانين والسياسات التي تم اقتراحها من قبل المجلس الأكبر أو الإفور.
5. الهيكل الاجتماعي
الأسبرطيون
- الحقوق والواجبات: كانوا المواطنين الأثرياء والنبلاء في اسبارطة ، ولهم الحقوق السياسية الكاملة مثل التصويت والترشح للمناصب الحكومية.
- التدريب العسكري: كان يتمتعون بالتدريب العسكري الشاق والانضباط العالي، مما ساعدهم على المحافظة على القوة العسكرية لسبارتا.
الهيليوتيس
- العبيد المملوكون للدولة: كانوا يشكلون الجزء الأكبر من القوة العاملة في اسبارطة ، وكانوا يُستخدمون في الأعمال الزراعية والصناعية.
- الوضع الاجتماعي: كان لهم دور اقتصادي حيوي، لكنهم كانوا محرومين من الحقوق السياسية.
البيلوتس
- الحلفاء: كانوا يقدمون دعمًا عسكريًا وساعدوا في حماية اسبارطة ، لكنهم كانوا يتمتعون بحقوق سياسية محدودة مقارنة بالأسبرطيين.
6. المبادئ الأساسية للنظام السبارطي
التوازن بين القوى
- الملكية الثنائية والإفور: كان النظام يهدف إلى توزيع السلطة بين الملكين والإفور لضمان توازن السلطة وعدم تركيزها في يد فرد واحد.
- الجرسيا: كان يعمل كمجلس استشاري ومرجعي لتعديل وتوجيه القرارات.
الاحتكار الاجتماعي
- التفريق الطبقي: كان المجتمع السبارطي مقسمًا بشكل صارم بين الأسبرطيين، الهيليوتيس، والبيلوتس، مما ساهم في تحقيق الاستقرار والتراتبية الاجتماعية.
7. التحديات والانتقادات
الصراعات الداخلية
- النزاعات السياسية: كانت هناك نزاعات بين الفصائل السياسية داخل اسبارطة ، مما أدى إلى توترات وعدم استقرار أحيانًا.
- الضغط الاجتماعي: تمركز القوة في أيدي الطبقة النبلية جعل النظام عرضة للانتقادات من باقي الفئات الاجتماعية.
التحديات الخارجية
- الصراعات العسكرية: خاضت سبارتا العديد من الحروب والصراعات مع مدن-دول أخرى، مما أثر على استقرار النظام السياسي وأدى إلى تغيير الديناميات الداخلية والخارجية.
نظام الحكم في سبارتا كان نموذجًا معقدًا يجمع بين الملكية الثنائية، الأوليغاركية، والنظام القانوني، مما جعله مختلفًا عن النظم السياسية الأخرى في اليونان القديمة. تميز بتوازن القوى بين الملكين، الجرسيا، والإفور، بينما كان يحتفظ بتراتبية اجتماعية صارمة لضمان الاستقرار والفعالية العسكرية.
1 - المجلس الأكبر (الجرسيا)في سبارتا
كان المجلس الأكبر (الجرسيا) أحد أهمّ مؤسساتِ الحكمِ في اسبارطة ، حيثُ لعبَ دورًا هامًا في سنّ القوانينِ واتخاذِ القراراتِ السياسيةِ. تكوّنَ هذا المجلسُ من 28 شيخًا من النبلاءِ الذين بلغوا سنّ الستينِ. تمتّعَ المجلسُ بِسلطاتٍ واسعةٍ، بما في ذلكَ:
سنّ القوانينِ: كانَ للمجلسِ الأكبرِ سلطةُ سنّ القوانينِ التي تحكمُ جميعَ جوانبِ الحياةِ في اسبارطة .
اتخاذُ القراراتِ السياسيةِ: كانَ للمجلسِ دورٌ هامٌ في اتخاذِ القراراتِ السياسيةِ المهمةِ، مثلَ إعلانِ الحربِ وعقدِ الصلحِ وتعيينِ القادةِ العسكريينِ.
مراجعةُ عملِ الملكتينِ: كانَ للمجلسِ سلطةُ مراجعةِ عملِ الملكتينِ والتأكدِ من التزامهما بالقوانينِ.
كيفيةُ انتخابِ أعضاءِ المجلسِ الأكبرِ:
كانَ يتمّ انتخابُ أعضاءِ المجلسِ الأكبرِ من قِبلِ مجلسِ الشعبِ (أبيلا)، الذي كانَ يتكوّنُ من جميعِ الرجالِ الأحرارِ في سبارتا. كانَ الانتخابُ يتمّ عن طريقِ التّصويتِ بالقرعةِ.
شروطُ العضويةِ في المجلسِ الأكبرِ:
النبلاءِ: لم يكنْ يُسمحُ إلاّ للنبلاءِ بالترشّحِ للعضويةِ في المجلسِ الأكبرِ.
السنّ: كانَ يجبُ أن يكونَ المرشّحُ للعضويةِ في المجلسِ الأكبرِ قد بلغَ سنّ الستينِ.
الخبرةُ: كانَ يُفضّلُ أن يكونَ المرشّحُ للعضويةِ في المجلسِ الأكبرِ
مدةُ العضويةِ في المجلسِ الأكبرِ:
كانَتْ مدةُ العضويةِ في المجلسِ الأكبرِ مُؤبدةً.
أهميةُ المجلسِ الأكبرِ:
الحفاظُ على الاستقرارِ السياسيّ: ساعدَ المجلسُ الأكبرُ على الحفاظِ على الاستقرارِ السياسيّ في سبارتا. فقد كانَ يُمثلُ طبقةَ النبلاءِ، الذين كانَ لهم مصلحةٌ في الحفاظِ على النظامِ القائمِ.
ضمانُ حكمِ القانونِ: ساعدَ المجلسُ الأكبرُ على ضمانِ حكمِ القانونِ في سبارتا. فقد كانَ مسؤولًا عن سنّ القوانينِ والتأكدِ من تطبيقها بشكلٍ عادلٍ.
توازنُ القوى: ساعدَ المجلسُ الأكبرُ على تحقيقِ توازنِ القوى بينَ مختلفِ مؤسساتِ الحكمِ في سبارتا. فقد كانَ يُمثلُ سلطةً مُستقلةً عن الملكتينِ ومجلسِ الشعبِ.
كانَ المجلسُ الأكبرُ (الجرسيا) أحد أهمّ مؤسساتِ الحكمِ في اسبارطة . لعبَ هذا المجلسُ دورًا هامًا في سنّ القوانينِ واتخاذِ القراراتِ السياسيةِ والحفاظِ على الاستقرارِ السياسيّ.
2 - السلطة التنفيذية (الإفور) في اسبارطة
كانَ الإفور (Ephors) أحد أهمّ مؤسساتِ الحكمِ في اسبارطة . تكوّنَ هذا المجلسُ من خمسةِ رجالٍ من النبلاءِ يُنتخبونَ سنويًا عن طريقِ التّصويتِ بالقرعةِ. تمتّعَ الإفور بِسلطاتٍ واسعةٍ، بما في ذلكَ:
السلطةُ التشريعيةُ: كانَ للإفور سلطةُ سنّ القوانينِ بالتعاونِ مع مجلسِ الشيوخِ (الجرسيا).
السلطةُ التنفيذيةُ: كانَ للإفور سلطةُ تنفيذِ القوانينِ واتخاذِ القراراتِ اليوميةِ.
السلطةُ القضائيةُ: كانَ للإفور سلطةُ حلّ النزاعاتِ بينَ المواطنينِ ومحاكمةِ المُخالفين للقانونِ.
السلطةُ العسكريةُ: كانَ للإفور سلطةُ تعيينِ القادةِ العسكريينَ واتخاذِ القراراتِ المتعلّقةِ بالحربِ والسلمِ.
مهامُ الإفور:
الحفاظُ على النظامِ العامّ: كانَ للإفور مسؤوليةُ الحفاظِ على النظامِ العامّ في اسبارطة . كانَ بإمكانهم فرضُ الغراماتِ أو عقوبةِ السجنِ على أيّ شخصٍ يُخلّ بالنظامِ العامّ.
الإشرافُ على التربيةِ: كانَ للإفور مسؤوليةُ الإشرافِ على التربيةِ في اسبارطة . كانوا يُراقبونَ عمليةَ تربيةِ الأطفالِ للتأكدِ من أنّهم يُربّونَ وفقًا لقيمِ الدولةِ.
الإشرافُ على الاقتصادِ: كانَ للإفور مسؤوليةُ الإشرافِ على الاقتصادِ في اسبارطة . كانوا يُحدّدونَ أسعارَ السلعِ والخدماتِ ويُراقبونَ التجارةَ.
العلاقةُ بينَ الإفور ومجلسِ الشيوخِ:
كانَتْ العلاقةُ بينَ الإفور و مجلسِ الشيوخِ (الجرسيا) علاقةً مُعقّدةً. كانَ كلٌّ منهما يتمتّعُ بِسلطاتٍ واسعةٍ، لكنْ كانَ عليهما التعاونُ مع بعضهما البعضِ من أجلِ اتخاذِ القراراتِ المهمةِ. في بعضِ الأحيانِ، كانَ الإفور ومجلسُ الشيوخِ يتّفقانِ، بينما كانا في أحيانٍ أخرى يختلفانِ. في حالِ الخلافِ، كانَ للإفور سلطةُ نقضِ قراراتِ مجلسِ الشيوخِ.
أهميةُ الإفور:
الحفاظُ على التوازنِ بينَ القوى: ساعدَ الإفور على الحفاظِ على التوازنِ بينَ القوى في اسبارطة . فقد كانَ يُمثلونَ سلطةً مُستقلةً عن الملكتينِ ومجلسِ الشيوخِ.
منعُ الاستبدادِ: ساعدَ الإفور على منعِ الاستبدادِ في اسبارطة . فقد كانَتْ لديهم سلطةُ محاسبةِ الملكتينِ ومجلسِ الشيوخِ على أفعالهم.
ضمانُ حكمِ القانونِ: ساعدَ الإفور على ضمانِ حكمِ القانونِ في اسبارطة . فقد كانَوا مسؤولينَ عن تطبيقِ القوانينِ بشكلٍ عادلٍ.
كانَ الإفور أحد أهمّ مؤسساتِ الحكمِ في اسبارطة . لعبَ هذا المجلسُ دورًا هامًا في الحفاظِ على التوازنِ بينَ القوى ومنعِ الاستبدادِ وضمانِ حكمِ القانونِ.
3 - الهيئة التشريعية (الأسناتو) في سبارتا
لا توجد هيئة تشريعية تُسمى "الأسناتو" في اسبارطة . كان نظام الحكم في اسبارطة يتكوّن من ثلاث مؤسسات رئيسية:
الملكين: كانَتْ اسبارطة مَلَكيةً ثنائيةَ الحكمِ، حيثُ حكمتْ ملكتانِ في نفسِ الوقتِ. لكنْ كانتْ سلطةُ الملكتينِ محدودةً بشكلٍ كبيرٍ.
مجلسُ الشيوخِ (الجرسيا): كانَ يتكوّنُ مجلسُ الشيوخِ من 28 شيخًا من النبلاءِ الذين بلغوا سنّ الستينِ. كانَ مجلسُ الشيوخِ مسؤولًا عن سنّ القوانينِ واتخاذِ القراراتِ السياسيةِ المهمةِ.
مجلسُ الشعبِ (أبيلا): كانَ يتكوّنُ مجلسُ الشعبِ من جميعِ الرجالِ الأحرارِ في سبارتا. كانَ دورُ مجلسِ الشعبِ مقلّصًا، حيثُ اقتصرَ على الموافقةِ على القوانينِ التي يُقرّها مجلسُ الشيوخِ.
مهامُ مجلسِ الشيوخِ:
سنّ القوانينِ: كانَ لمجلسِ الشيوخِ سلطةُ سنّ القوانينِ التي تحكمُ جميعَ جوانبِ الحياةِ في اسبارطة .
اتخاذُ القراراتِ السياسيةِ: كانَ لمجلسِ الشيوخِ دورٌ هامٌ في اتخاذِ القراراتِ السياسيةِ المهمةِ، مثلَ إعلانِ الحربِ وعقدِ الصلحِ وتعيينِ القادةِ العسكريينِ.
مراجعةُ عملِ الملكتينِ: كانَ لمجلسِ الشيوخِ سلطةُ مراجعةِ عملِ الملكتينِ والتأكدِ من التزامهما بالقوانينِ.
كيفيةُ انتخابِ أعضاءِ مجلسِ الشيوخِ:
كانَ يتمّ انتخابُ أعضاءِ مجلسِ الشيوخِ من قِبلِ مجلسِ الشعبِ (أبيلا)، الذي كانَ يتكوّنُ من جميعِ الرجالِ الأحرارِ في سبارتا. كانَ الانتخابُ يتمّ عن طريقِ التّصويتِ بالقرعةِ.
شروطُ العضويةِ في مجلسِ الشيوخِ:
النبلاءِ: لم يكنْ يُسمحُ إلاّ للنبلاءِ بالترشّحِ للعضويةِ في مجلسِ الشيوخِ.
السنّ: كانَ يجبُ أن يكونَ المرشّحُ للعضويةِ في مجلسِ الشيوخِ قد بلغَ سنّ الستينِ.
الخبرةُ: كانَ يُفضّلُ أن يكونَ المرشّحُ للعضويةِ في مجلسِ الشيوخِ
مدةُ العضويةِ في مجلسِ الشيوخِ:
كانَتْ مدةُ العضويةِ في مجلسِ الشيوخِ مُؤبدةً.
أهميةُ مجلسِ الشيوخِ:
الحفاظُ على الاستقرارِ السياسيّ: ساعدَ مجلسُ الشيوخِ على الحفاظِ على الاستقرارِ السياسيّ في سبارتا. فقد كانَ يُمثلُ طبقةَ النبلاءِ، الذين كانَ لهم مصلحةٌ في الحفاظِ على النظامِ القائمِ.
ضمانُ حكمِ القانونِ: ساعدَ مجلسُ الشيوخِ على ضمانِ حكمِ القانونِ في اسبارطة . فقد كانَ مسؤولًا عن سنّ القوانينِ والتأكدِ من تطبيقها بشكلٍ عادلٍ.
توازنُ القوى: ساعدَ مجلسُ الشيوخِ على تحقيقِ توازنِ القوى بينَ مختلفِ مؤسساتِ الحكمِ في سبارتا. فقد كانَ يُمثلُ سلطةً مُستقلةً عن الملكتينِ ومجلسِ الشعبِ.
لم يكنْ في اسبارطة هيئة تشريعية تُسمى "الأسناتو". كانَ نظامُ الحكمِ في اسبارطة يتكوّن من ثلاث مؤسسات رئيسية: الملكين، ومجلسُ الشيوخِ (الجرسيا)، ومجلسُ الشعبِ (أبيلا). لعبَ مجلسُ الشيو
4. الهيكل الاجتماعي في اسبارطة
الهيكل الاجتماعي في سبارتا كان معقدًا ومميزًا، حيث كان مبنيًا على تقسيم صارم للمجتمع إلى طبقات مختلفة تعكس الأدوار الاقتصادية والسياسية والعسكرية. كان هذا الهيكل الاجتماعي يهدف إلى دعم النظام العسكري والانضباط الصارم الذي كان يشكل جوهر الثقافة السبارطية. إليك نظرة شاملة على الهيكل الاجتماعي في اسبارطة :
1. الأسبرطيون (Spartiates)
الحقوق والواجبات
- الحقوق السياسية: كانوا يتمتعون بكافة الحقوق السياسية في سبارتا، بما في ذلك الحق في التصويت والترشح للمناصب الحكومية. كان لهم أيضًا حق المشاركة في الجمعية العامة (الأسناتو) والمشاركة في اتخاذ القرارات السياسية.
- الواجبات العسكرية: كان الأسبرطيون مسؤولين عن الدفاع عن المدينة وكان لديهم التزام بالخدمة العسكرية الدائمة. كانت التربية العسكرية جزءاً أساسياً من حياتهم منذ الطفولة، حيث خضعوا لنظام تدريبي صارم يُعرف بـ"الإيدو" (agoge).
الأنشطة الاقتصادية
- الاحتكار الزراعي: كان الأسبرطيون يمتلكون الأراضي، ولكنهم لم يقوموا بأنفسهم بالعمل الزراعي. بدلاً من ذلك، كان الهيليوتيس يتعاملون مع الأعمال الزراعية، مما يسمح للأسبرطيين بالتركيز على التدريب العسكري وإدارة الشؤون الحكومية.
2. الهيليوتيس (Helots)
الوضع الاجتماعي
- العبيد المملوكون للدولة: كان الهيليوتيس يُعتبرون نوعاً من العبيد المملوكين للدولة، ويمثلون الفئة الأساسية من القوة العاملة في اسبارطة .
- الحقوق المحدودة: لم يكن للهيليوتيس أي حقوق سياسية أو اجتماعية. كانوا مضطرين للعيش تحت سيطرة الأسبرطيين وكانوا خاضعين لمعاملة صارمة.
الأنشطة الاقتصادية
- العمل الزراعي: كان الهيليوتيس مسؤولين عن الأعمال الزراعية والإنتاجية، مما ساهم في توفير الغذاء والموارد للأسبرطيين.
3. البيلوتس (Perioeci)
الوضع الاجتماعي
- الحلفاء والمستقلون: كان البيلوتس عبارة عن سكان غير أحرار يعيشون في المدن المحيطة بسparta وكانوا يعملون كمستقلين في المهن التجارية والحرفية.
- الحقوق المحدودة: لم يكن للبيلوتس الحقوق السياسية التي يتمتع بها الأسبرطيون، لكنهم كانوا يتمتعون ببعض الاستقلالية في إدارتهم للأمور المحلية.
الأنشطة الاقتصادية
- التجارة والصناعة: كان للبيلوتس دور مهم في التجارة و الصناعة، حيث كانوا يديرون الأنشطة الاقتصادية مثل التجارة والحرف اليدوية التي كانت ضرورية لدعم الاقتصاد السبارطي.
4. النساء في سبارتا
الحقوق والواجبات
- الحقوق الاجتماعية: كانت النساء في اسبارطة تتمتع بقدر أكبر من الحقوق مقارنة بنظيراتهن في المدن الأخرى في اليونان. كان لديهن القدرة على امتلاك الأراضي وإدارتها، وكانوا نشطين في الشؤون المنزلية.
- التربية البدنية: كانت النساء يتلقين تدريباً بدنياً مماثلاً للتدريب العسكري، حيث كان الهدف من ذلك تعزيز صحتهن وقدرتهن على إنجاب أطفال أصحاء.
5. التربية العسكرية (Agoge)
النظام والتدريب
- التربية القاسية: كان نظام "الإيدو" (Agoge) هو النظام العسكري والتعليمي الذي يخضع له الأولاد الأسبرطيون من سن مبكرة. شمل التدريب البدني، والتكتيكات العسكرية، والتدريب على الانضباط والطاعة.
- الهدف: كان الهدف من التربية العسكرية هو تكوين رجال محاربين أكفاء قادرين على الدفاع عن المدينة والحفاظ على قيم اسبارطة العسكرية.
الهيكل الاجتماعي في سبارتا كان يعتمد على تقسيم صارم للأدوار الاجتماعية والاقتصادية. الأسبرطيون، كونهم النخبة العسكرية والسياسية، كانوا يحتلون المكانة العليا في المجتمع، بينما كان الهيليوتيس يشكلون القوة العاملة الأساسية والعمالة الزراعية، وكان البيلوتس يتعاملون مع التجارة والصناعة. النساء في سبارتا تمتعن ببعض الحقوق غير المعتادة، وتم تدريبهن بدنياً لدعم الأهداف العسكرية للمجتمع. هذا الهيكل الاجتماعي كان يعكس التركيز على الانضباط العسكري والاستقرار الذي كان يميز اسبارطة عن غيرها من المدن اليونانية.
1 - الأسبرطيون (المواطنون)
شكّل الأسبرطيون (Spartiates) الطبقة الحاكمة في سبارتا، تلك الدولة اليونانية القديمة التي اشتهرت بنظامها العسكريّ القويّ وثقافتها الفريدة. تميّز الأسبرطيون بِمجموعةٍ من الخصائصِ التي ميزتهم عن باقي مواطني الدولِ اليونانيةِ الأخرى، تشملُ:
التّربيةُ العسكريةُ: خضعَ جميعُ الأولادِ الذكورِ الأسبرطيينَ لتدريبٍ عسكريّ صارمٍ منذ سنٍّ مبكرةٍ في مدرسةِ الأغوجي (Agoge). هدفُ هذا التدريبِ كانَ تحويلَ الأولادِ إلى محاربينَ أقوياءَ ومُخلصينَ للدولةِ.
المساواةُ بينَ الأسبرطيينَ: تميّز الأسبرطيونَ بِالمساواةِ بينَهم في الحقوقِ والواجباتِ. لم يكنْ هناكَ تمييزٌ طبقيٌّ بينَهم، وكانَ الجميعُ مُلزمًا بالالتزامِ بالقوانينِ نفسها والمساهمةِ في الدفاعِ عن الدولةِ.
التركيزُ على القوةِ الجسديةِ: كانَ الأسبرطيونَ يُقدّرونَ القوةَ الجسديةَ بشكلٍ كبيرٍ. كانَ يُتوقعُ من كلّ رجلٍ أسبرطيّ أن يكونَ محاربًا ماهرًا وأن يتمتعُ بِلياقةٍ بدنيةٍ عاليةٍ.
الالتزامُ بالانضباطِ: كانَ الانضباطُ سمةً أساسيةً في ثقافةِ الأسبرطيينَ. كانَ عليهم الالتزامَ بالقوانينِ والقواعدِ بدقةٍ، وكانَ يُعاقبُ من يخالفها بشدّةٍ.
التّواضعُ: لم يكنْ الأسبرطيونَ يُقدّرونَ الثراءَ أو الفخامةَ. كانَوا يعيشونَ حياةً بسيطةً ويُركّزونَ على الأمورِ الأساسيةِ مثلَ الطعامِ والمأوى والملابسِ.
دورُ الأسبرطيينَ في المجتمعِ:
الدفاعُ عن الدولةِ: كانَ الواجبُ الأساسيّ للأسبرطيينَ هو الدفاعُ عن دولتهم. كانوا يشكلونَ جيشَ سبارتا القويّ، الذي كانَ يُرهبُ أعداءها.
الحفاظُ على النظامِ العامّ: كانَ الأسبرطيونَ مسؤولينَ عن الحفاظِ على النظامِ العامّ في سبارتا. كانوا يُراقبونَ الشوارعَ ويُنّفذونَ القوانينَ.
المشاركةُ في الحياةِ السياسيةِ: كانَ للأسبرطيينَ حقُّ المشاركةِ في الحياةِ السياسيةِ. كانوا يُنتخبونَ لمناصبَ حكوميةٍ ويُشاركونَ في اتّخاذِ القراراتِ المهمةِ.
الحياةُ اليوميةُ للأسبرطيينَ:
التّربيةُ: كانتْ تربيةُ الأطفالِ مهمّةً جدًا للأسبرطيينَ. كانوا يُعلّمونَ أطفالهم القيمَ الأخلاقيةَ والانضباطَ والمهاراتِ العسكريةَ.
الطعامُ: كانَ طعامُ الأسبرطيينَ بسيطًا، ويتكوّنُ بشكلٍ أساسيّ من الحبوبِ والخضرواتِ والفواكهِ. لم يكنْ لديهم الكثيرُ من اللحومِ أو الأسماكِ.
الملابسُ: كانَ الأسبرطيونَ يرتدونَ ملابسَ بسيطةً ومريحةً. لم يكنْ لديهم اهتمامٌ كبيرٌ بالموضةِ أو بالظهورِ بمظهرٍ أنيقٍ.
الترفيهُ: كانَ وقتُ الفراغِ عندَ الأسبرطيينَ قليلًا. كانوا يقضونَ معظمَ وقتهم في التدريبِ العسكريّ أو في أداءِ واجباتهم الأخرى. كانَ الترفيهُ يقتصرُ على بعضِ الألعابِ الرياضيةِ والمهرجاناتِ الدينيةِ.
2 - حقوق وواجبات الأسبرطيين
تميّز نظامُ الحكمِ في سبارتا بِتركيزِهِ على الواجبِ قبل الحقوقِ. كانَ على الأسبرطيينَ (Spartiates)، وهم الطبقةُ الحاكمةُ في اسبارطة ، الالتزامُ بمجموعةٍ من الواجباتِ تجاهَ دولتهم ومجتمعهم. في المقابلِ، تمتّعَ الأسبرطيونَ بِبعض الحقوقِ التي ميزتهم عن باقي مواطني الدولِ اليونانيةِ الأخرى.
واجباتُ الأسبرطيينَ:
الدفاعُ عن الدولةِ: كانَ الواجبُ الأساسيّ للأسبرطيينَ هو الدفاعُ عن دولتهم. كانوا يشكلونَ جيشَ اسبارطة القويّ، الذي كانَ يُرهبُ أعداءها. كانَ عليهم التدرّبُ بِشكلٍ منتظمٍ والمشاركةُ في جميعِ الحروبِ التي تخوضها اسبارطة .
الحفاظُ على النظامِ العامّ: كانَ الأسبرطيونَ مسؤولينَ عن الحفاظِ على النظامِ العامّ في سبارتا. كانوا يُراقبونَ الشوارعَ ويُنّفذونَ القوانينَ. كانَ عليهم التدخّلُ في أيّ نزاعٍ أو شجارٍ يحدثُ بينَ المواطنينِ.
المشاركةُ في الحياةِ السياسيةِ: كانَ للأسبرطيينَ حقُّ المشاركةِ في الحياةِ السياسيةِ. كانوا يُنتخبونَ لمناصبَ حكوميةٍ ويُشاركونَ في اتّخاذِ القراراتِ المهمةِ. كانَ عليهم حضورَ اجتماعاتِ المجلسِ وحضورَ المناقشاتِ والتصويتِ على القوانينِ.
التّربيةُ للأطفالِ: كانَ على الأسبرطيينَ مسؤوليةُ تربيةِ أطفالهم تربيةً صحيحةً. كانوا يُعلّمونَ أطفالهم القيمَ الأخلاقيةَ والانضباطَ والمهاراتِ العسكريةَ. كانَ عليهم التأكّدُ من أنّ أطفالهم سينموّنَ ليصبحوا مواطنينَ صالحينَ ومُخلصينَ للدولةِ.
حقوقُ الأسبرطيينَ:
الحصولُ على التعليمِ: كانَ للأسبرطيينَ حقُّ الحصولِ على تعليمٍ مجانيّ في مدرسةِ الأغوجي (Agoge). تضمنتْ هذه المدرسةُ تدريبًا عسكريًا صارمًا، بالإضافة إلى تعليمٍ في القراءةِ والكتابةِ والرياضياتِ.
الملكيةُ: كانَ للأسبرطيينَ حقُّ امتلاكِ الأراضي والممتلكاتِ. كانوا يحصلونَ على قطعِ أرضٍ من الدولةِ مقابلَ خدمتهم العسكريةِ. كانَ بإمكانهم زراعةُ هذه الأراضي أو تأجيرها للآخرينَ.
المشاركةُ في الأنشطةِ الثقافيةِ: كانَ للأسبرطيينَ حقُّ المشاركةِ في الأنشطةِ الثقافيةِ، مثلَ المهرجاناتِ الدينيةِ والألعابِ الرياضيةِ. كانتْ هذه الأنشطةُ تُساعدُهم على الاسترخاءِ والتواصلِ مع بعضهم البعضِ.
الحمايةُ من قبلِ الدولةِ: كانَ للأسبرطيينَ حقُّ الحمايةِ من قبلِ الدولةِ. كانتْ الدولةُ مسؤولةً عن توفيرِ الأمنِ لهم ولأملاكهم. كانَ بإمكانهم اللجوءِ إلى القضاءِ في حالِ تعرّضهم لأيّ ظلمٍ.
كانَ نظامُ الحقوقِ والواجباتِ في اسبارطة مُصمّمًا لخلقِ مجتمعٍ قويّ ومُنضبطٍ. كانَ على الأسبرطيينَ الالتزامُ بِواجباتهم تجاهَ دولتهم ومجتمعهم، مقابلَ تمتّعهم بِبعضِ الحقوقِ التي ميزتهم عن باقي مواطني الدولِ اليونانيةِ الأخرى. ساعدَ هذا النظامُ سبارتا على
3 - حياة الأسبرطيين والتدريب العسكري
اشتهرتْ سبارتا، تلك الدولةُ اليونانيةُ القديمة، بنظامِها العسكريّ القويّ وثقافتها الفريدة. كانَ التدريبُ العسكريّ عنصرًا أساسيًا في حياةِ الأسبرطيينَ (Spartiates)، وهم الطبقةُ الحاكمةُ في سبارتا. تميّز هذا التدريبُ بِشدّتهِ وقسوتهِ، وكانَ يُهدفُ إلى تحويلِ الأولادِ إلى محاربينَ أقوياءَ ومُخلصينَ للدولةِ.
مراحلُ التدريبِ العسكريّ:
الأغوجي (Agoge): كانتْ الأغوجي مدرسةً عسكريةً صارمةً خضعَ لها جميعُ الأولادِ الذكورِ الأسبرطيينَ منذ سنّ السابعةِ. استمرّ التدريبُ في الأغوجي حتى سنّ الثامنة عشرةِ، وتكوّنَ من مراحلَ رئيسيةٍ، تشملُ:
السنّ السابعةِ إلى الثانية عشرةِ: تركّزَ التدريبُ في هذه المرحلةِ على تنميةِ اللياقةِ البدنيةِ والانضباطِ. كانَ الأولادُ يتعلّمونَ مهاراتِ القتالِ الأساسيةَ ويشاركونَ في ألعابٍ رياضيةٍ قاسيةٍ.
السنّ الثالثة عشرةِ إلى الخامسة عشرةِ: تمحورَ التدريبُ في هذه المرحلةِ حول تعلّمِ تكتيكاتِ القتالِ واستخدامِ الأسلحةِ. كانَ الأولادُ يُشاركونَ في مناوراتٍ عسكريةٍ ويخوضونَ معاركَ وهميةً.
السنّ السادسة عشرةِ إلى الثامنة عشرةِ: تلقّى الأولادُ في هذه المرحلةِ تدريبًا عسكريًا متقدمًا، وشملَ ذلك تعلّمَ القيادةِ واستراتيجياتِ الحربِ. كانوا يُرسلونَ في مهماتٍ استطلاعيةٍ ويشاركونَ في معاركَ حقيقيةٍ.
كريبتيا (Krypteia): بعدَ تخرّجهم من الأغوجي، كانَ على الأسبرطيينَ الشبانّ المشاركةَ في كريبتيا. كانتْ كريبتيا مهمةً سريةً تضمّنتْ مطاردةَ الهيلوتس (العبيدِ) الهاربينَ وقتلهم. هدفُ هذه المهمةِ كانَ اختبارَ مهاراتِ الأسبرطيينَ الشبانّ وشحذِ قدراتهم القتاليةِ.
خصائصُ التدريبِ العسكريّ في اسبارطة :
الشدةُ والقسوةُ: كانَ التدريبُ العسكريّ في سبارتا شديدًا وقاسيًا. كانَ يُتوقّعُ من الأولادِ أن يتحمّلوا ظروفًا قاسيةً وأن يتخلّوا عن أيّ علاماتٍ على الضعفِ.
التركيزُ على العملِ الجماعيّ: رُكّزَ في التدريبِ العسكريّ على العملِ الجماعيّ والتعاونِ بينَ الأسبرطيينَ. كانَ عليهم التعلّمَ كيفَ يقاتلونَ معًا كفريقٍ واحدٍ وكيفَ يُساندونَ بعضهم البعضَ في المعركةِ.
التّضحيةُ بالنفسِ: كانَ من المتوقّعِ من الأسبرطيينَ أن يكونوا مُستعدّينَ للتضحيةِ بحياتهم من أجلِ دولتهم. كانَ الولاءُ للدولةِ فوق كلّ شيءٍ، وكانَ عليهم أن يُقاتلوا حتى الموتِ للدفاعِ عنها.
تأثيرُ التدريبِ العسكريّ على الأسبرطيينَ:
المحاربونَ الأقوياءُ: ساعدَ التدريبُ العسكريّ الصارمُ على تحويلِ الأسبرطيينَ إلى محاربينَ أقوياءَ ومُهرةٍ. كانوا يُعتبرونَ من أفضلِ المحاربينَ في العالمِ القديمِ.
المواطنونَ المُخلصونَ: غرسَ التدريبُ العسكريّ في الأسبرطيينَ قيمَ الولاءِ والانضباطِ والالتزامِ. كان
التربية والتدريب في سبارتا
التربية والتدريب في اسبارطة كانا جزءًا أساسيًا من النظام الاجتماعي والسياسي، حيث كان يُنظر إليهما كوسيلة لتشكيل المحاربين الأكثر كفاءة والانضباط في العالم القديم. كان نظام "الإيدو" (Agoge) هو النظام التعليمي والتدريبي المركزي في اسبارطة ، وقد صُمم لتربية الأطفال من سن مبكرة ليصبحوا مواطنين مؤهلين في المجتمع السبارطي. إليك تفصيلًا شاملًا حول التربية والتدريب في سبارتا:
1. نظام الإيدو (Agoge)
الهدف
- تشكيل المحاربين: كان الهدف الأساسي من الإيدو هو تربية الأطفال ليصبحوا محاربين مهرة، يتمتعون بالانضباط البدني والعقلي.
- تعزيز القيم السبارطية: كان يهدف النظام أيضًا إلى غرس القيم الأساسية مثل الولاء، والشجاعة، والطاعة، والقدرة على التحمل.
المنهج والمراحل
- السن المبكرة: يبدأ تدريب الأطفال السبارطيين في سن السابعة. كان الأطفال يُفصلون عن عائلاتهم ويُرسلوا إلى مدارس الإيدو حيث يعيشون في مجموعات.
- التدريب البدني: يشمل التدريب البدني تمارين شاقة، وسباقات، وتدريبات قتالية، لتطوير القوة البدنية والقدرة على التحمل.
- التدريب العقلي: يتضمن تدريبًا على الانضباط والقدرة على الصمود تحت الضغط، بالإضافة إلى تعليمهم قيم المجتمع السبارطي وأهمية الطاعة والولاء.
التعليم العملي
- المهارات العسكرية: تعلم الأطفال فنون القتال، واستخدام الأسلحة، والاستراتيجيات العسكرية. كان هناك تركيز كبير على التدريب القتالي والقدرة على العمل ضمن فرق.
- التعليم الأخلاقي: تم تعليم الأطفال الأخلاق السبارطية مثل الشجاعة، والتضحية بالنفس، واحترام السلطة.
2. التدريب للشباب (Krypteia)
المهام والأنشطة
- التدريب الخاص: بعد إكمال مرحلة الإيدو، يدخل الشباب السبارطيون إلى مرحلة "الكريبتيا"، التي تتضمن تدريبًا سريًا وصعبًا.
- المهام السرية: كان عليهم أداء مهام سرية مثل مراقبة السكان، ومحاربة الهيليوتيس إذا لزم الأمر. هذا التدريب كان يُستخدم لتقييم ولائهم وكفاءتهم.
الاختبارات
- اختبارات التحمل: كان الشباب يُخضعون لاختبارات صارمة لقياس قدرتهم على التحمل والشجاعة. كان هناك اهتمام كبير بتقييم استعدادهم للخدمة العسكرية.
- القدرة على القيادة: كان يتم اختبار قدرتهم على القيادة واتخاذ القرارات في الظروف الصعبة.
3. التدريب للبالغين
الأنشطة العسكرية
- الخدمة العسكرية المستمرة: بعد بلوغ الشباب سن البلوغ، كانوا يُطلب منهم الانخراط في الخدمة العسكرية الدائمة. كان التدريب مستمرًا طوال حياتهم لضمان جاهزيتهم القتالية.
- التدريب الجماعي: كان يتم التركيز على العمل الجماعي والتنسيق بين الوحدات المختلفة في الجيش.
المشاركة في الحروب
- الاستعداد للحروب: كان المحاربون السبارطيون جاهزين دائمًا للمشاركة في الحروب والصراعات، وقد تم تدريبهم ليكونوا في حالة استعداد دائم.
4. النساء في سبارتا
التدريب البدني
- التربية البدنية: كانت النساء في سبارتا يتلقين تدريباً بدنياً شبيهاً بالتدريب العسكري، حيث كانت التمارين البدنية جزءاً من حياتهن اليومية.
- الهدف: كان الهدف من ذلك تعزيز صحتهن وقدرتهن على إنجاب أطفال أصحاء، وبالتالي دعم المجتمع السبارطي عسكرياً.
الحقوق والتربية
- الحقوق الاجتماعية: بالرغم من أن النساء في اسبارطة لم يكن لهن دور مباشر في الحروب، فإنهن تمتعن بقدر أكبر من الاستقلالية والحقوق مقارنة بالنساء في مدن يونانية أخرى.
- التربية: تم تعليمهن القيم السبارطية مثل الشجاعة والالتزام، وكانت تربيتهن تتماشى مع القيم العسكرية للمجتمع.
5. الأثر والنتائج
القدرات العسكرية
- الكفاءة القتالية: أدى نظام الإيدو والتدريب المستمر إلى تطوير قوة عسكرية قوية وفعالة، جعلت سبارتا واحدة من أقوى القوى العسكرية في اليونان القديمة.
- الانضباط والتماسك: ساهم التدريب في تعزيز الانضباط والروح الجماعية، مما جعل الجيش السبارطي منظمًا بشكل جيد وفعال في المعارك.
التأثير على المجتمع
- الاستقرار الاجتماعي: ساعد نظام التربية والتدريب في الحفاظ على الاستقرار الاجتماعي والتأكد من أن جميع المواطنين يساهمون في الدفاع عن المدينة وتعزيز قيمها.
- الانفتاح على الفئات الأخرى: بينما كان هناك تركيز كبير على التدريب العسكري، كان هناك أيضًا إشراف دقيق على سلوك الأفراد وتأكد من أنهم يتماشى مع القيم السبارطية.
التربية والتدريب في سبارتا كانا عنصرين أساسيين في تشكيل المجتمع السبارطي، حيث كانا يهدفان إلى تطوير محاربين أكفاء وتحقيق الانضباط والولاء. من خلال نظام الإيدو والتدريب المستمر، ضمنت اسبارطة أن يكون لديها قوة عسكرية قوية وفعالة، بينما ساعدت النساء في دعم المجتمع من خلال التدريب البدني وتربية الأطفال. هذا النظام كان له تأثير كبير على قوة اسبارطة وتأثيرها في تاريخ اليونان القديم.
1 - نظام الإيدو (التربية العسكرية)
شكّل نظامُ الإيدو (Agoge) عنصرًا أساسيًا في حياةِ الأسبرطيينَ (Spartiates)، الطبقةُ الحاكمةُ في سبارتا. تميّز هذا النظامُ بِشدّتهِ وقسوتهِ، وكانَ يُهدفُ إلى تحويلِ الأولادِ إلى محاربينَ أقوياءَ ومُخلصينَ للدولةِ.
مراحلُ نظامِ الإيدو:
السنّ السابعةِ: كانَ يتمّ أخذُ الأولادِ الذكورِ الأسبرطيينَ من عائلاتهم عندَ بلوغهم سنّ السابعةِ ليلتحقوا بنظامِ الإيدو.
مرحلةُ التدريبِ الأساسيّ (من سنّ السابعةِ إلى الثانية عشرةِ): تركّزَ التدريبُ في هذه المرحلةِ على تنميةِ اللياقةِ البدنيةِ والانضباطِ. كانَ الأولادُ يتعلّمونَ مهاراتِ القتالِ الأساسيةَ ويشاركونَ في ألعابٍ رياضيةٍ قاسيةٍ.
مرحلةُ التدريبِ المُتقدمّ (من سنّ الثالثة عشرةِ إلى الخامسة عشرةِ): تمحورَ التدريبُ في هذه المرحلةِ حول تعلّمِ تكتيكاتِ القتالِ واستخدامِ الأسلحةِ. كانَ الأولادُ يُشاركونَ في مناوراتٍ عسكريةٍ ويخوضونَ معاركَ وهميةً.
مرحلةُ الخدمةِ العسكريةِ (من سنّ السادسة عشرةِ إلى الثامنة عشرةِ): تلقّى الأولادُ في هذه المرحلةِ تدريبًا عسكريًا متقدمًا، وشملَ ذلك تعلّمَ القيادةِ واستراتيجياتِ الحربِ. كانوا يُرسلونَ في مهماتٍ استطلاعيةٍ ويشاركونَ في معاركَ حقيقيةٍ.
كريبتيا (Krypteia): بعدَ تخرّجهم من نظامِ الإيدو، كانَ على الأسبرطيينَ الشبانّ المشاركةَ في كريبتيا. كانتْ كريبتيا مهمةً سريةً تضمّنتْ مطاردةَ الهيلوتس (العبيدِ) الهاربينَ وقتلهم. هدفُ هذه المهمةِ كانَ اختبارَ مهاراتِ الأسبرطيينَ الشبانّ وشحذِ قدراتهم القتاليةِ.
خصائصُ نظامِ الإيدو:
الشدةُ والقسوةُ: كانَ نظامُ الإيدو شديدًا وقاسيًا. كانَ يُتوقّعُ من الأولادِ أن يتحمّلوا ظروفًا قاسيةً وأن يتخلّوا عن أيّ علاماتٍ على الضعفِ.
التركيزُ على العملِ الجماعيّ: رُكّزَ في نظامِ الإيدو على العملِ الجماعيّ والتعاونِ بينَ الأسبرطيينَ. كانَ عليهم التعلّمَ كيفَ يقاتلونَ معًا كفريقٍ واحدٍ وكيفَ يُساندونَ بعضهم البعضَ في المعركةِ.
التّضحيةُ بالنفسِ: كانَ من المتوقّعِ من الأسبرطيينَ أن يكونوا مُستعدّينَ للتضحيةِ بحياتهم من أجلِ دولتهم. كانَ الولاءُ للدولةِ فوق كلّ شيءٍ، وكانَ عليهم أن يُقاتلوا حتى الموتِ للدفاعِ عنها.
تأثيرُ نظامِ الإيدو على الأسبرطيينَ:
المحاربونَ الأقوياءُ: ساعدَ نظامُ الإيدو الصارمُ على تحويلِ الأسبرطيينَ إلى محاربينَ أقوياءَ ومُهرةٍ. كانوا يُعتبرونَ من أفضلِ المحاربينَ في العالمِ القديمِ.
المواطنونَ المُخلصونَ: غرسَ نظامُ الإيدو في الأسبرطيينَ قيمَ الولاءِ والانضباطِ والالتزامِ. كانوا يُقدّمونَ مصالحَ دولتهم فوق مصالحهم الشخصيةِ، وكانوا
2- أهداف النظام الإيدو وتأثيره على المجتمع في سبارتا
شكّل نظامُ الإيدو (Agoge) عنصرًا أساسيًا في حياةِ الأسبرطيينَ (Spartiates)، الطبقةُ الحاكمةُ في سبارتا. تميّز هذا النظامُ بِشدّتهِ وقسوتهِ، وكانَ يُهدفُ إلى تحويلِ الأولادِ إلى محاربينَ أقوياءَ ومُخلصينَ للدولةِ.
أهدافُ نظامِ الإيدو:
خلقُ جيشٍ قويّ: كانَ الهدفُ الأساسيّ لنظامِ الإيدو هو خلقُ جيشٍ قويٍّ قادرٍ على حمايةِ اسبارطة من أعدائها. كانَ النظامُ يُركّزُ على تنميةِ المهاراتِ القتاليةِ واللياقةِ البدنيةِ لدى الأولادِ، وتحويلهم إلى محاربينَ مُهرةٍ وشجعانٍ.
غرسُ القيمِ الوطنيةِ: سعى نظامُ الإيدو إلى غرسِ القيمِ الوطنيةِ في نفوسِ الأسبرطيينَ الشبانّ، مثلَ الولاءِ للدولةِ والانضباطِ والالتزامِ بالقانونِ. كانَ النظامُ يُعلّمُهم أن يُقدّموا مصالحَ دولتهم فوق مصالحهم الشخصيةِ، وأن يكونوا مُستعدّينَ للتضحيةِ بحياتهم من أجلِها.
خلقُ مجتمعٍ متماسكٍ: ساعدَ نظامُ الإيدو على خلقِ مجتمعٍ متماسكٍ مُكوّنٍ من أفرادٍ مُتساويينَ في الحقوقِ والواجباتِ. كانَ النظامُ يُساهمُ في تقليصِ الفوارقِ الاجتماعيةِ بينَ الأسبرطيينَ، ويُعزّزُ شعورهم بالانتماءِ إلى نفسِ المجموعةِ.
تأثيرُ نظامِ الإيدو على المجتمعِ في سبارتا:
خلقُ جيشٍ لا يُقهرُ: نجحَ نظامُ الإيدو في تحقيقِ هدفهِ من خلالِ خلقِ جيشٍ لا يُقهرُ. كانَ جيشُ اسبارطة من أقوى الجيوشِ في العالمِ القديمِ، وتمكّنَ من تحقيقِ العديدِ من الانتصاراتِ العسكريةِ.
مجتمعٌ مُتجانسٌ: ساعدَ نظامُ الإيدو على خلقِ مجتمعٍ مُتجانسٍ مُكوّنٍ من أفرادٍ مُتساويينَ في الحقوقِ والواجباتِ. ساهمَ النظامُ في تقليصِ الفوارقِ الاجتماعيةِ بينَ الأسبرطيينَ، ويُعزّزُ شعورهم بالانتماءِ إلى نفسِ المجموعةِ.
التّضحيةُ بالنفسِ: غرسَ نظامُ الإيدو في الأسبرطيينَ قيمَ التّضحيةِ بالنفسِ من أجلِ الدولةِ. كانوا يُقدّمونَ مصالحَ دولتهم فوق مصالحهم الشخصيةِ، وكانوا
3 - الروح القتالية والانضباط في اسبارطة
اشتهرتْ سبارتا، تلك الدولةُ اليونانيةُ القديمة، بنظامِها العسكريّ القويّ وثقافتها الفريدة. كانَ التّضحيةُ بالنفسِ والروحُ القتاليةُ والانضباطُ من أهمّ القيمِ التي غرسها المجتمعُ السبارطيّ في أفراده، خاصةً الطبقةَ الحاكمةَ (Spartiates). ساهمَتْ هذه القيمُ في تكوينِ جيشٍ لا يُقهرٍ، وجعلتْ اسبارطة قوةً عسكريةً هائلةً في العالمِ القديمِ.
الروحُ القتاليةُ:
التّربيةُ العسكريةُ الصارمةُ: خضعَ جميعُ الأولادِ الذكورِ الأسبرطيينَ لنظامِ الإيدو (Agoge)، وهو نظامُ تربيةٍ عسكريةٍ صارمٍ كانَ يُركّزُ على تنميةِ المهاراتِ القتاليةِ واللياقةِ البدنيةِ. كانَ الأولادُ يتعلّمونَ فنونَ القتالِ واستخدامَ الأسلحةِ منذ سنٍّ مبكرةٍ، ويشاركونَ في ألعابٍ رياضيةٍ قاسيةٍ تُنمّي روحَ التّحدّي والصبرِ.
التّضحيةُ بالنفسِ من أجلِ الدولةِ: كانَ الأسبرطيونَ يُقدّمونَ مصالحَ دولتهم فوق مصالحهم الشخصيةِ. كانوا مُستعدّينَ للتضحيةِ بحياتهم في سبيلِ الدفاعِ عن اسبارطة ، وكانوا يُعتبرونَ الموتَ في المعركةِ شرفًا عظيمًا.
الشجاعةُ والمثابرةُ: تميّزَ الأسبرطيونَ بِشجاعتهم ومثابرتهم في المعاركِ. كانوا لا يتراجعونَ أمامَ الخطرِ، ويُقاتلونَ بشراسةٍ حتى تحقيقِ النصرِ.
الانضباطُ:
نظامُ الحياةِ المُنضبطِ: كانَ نظامُ الحياةِ في اسبارطة مُنضبطًا للغايةِ. كانَ على جميعِ المواطنينِ الالتزامَ بالقوانينِ والقواعدِ، وكانَ يُعاقبُ من يخالفها بشدّةٍ. ساعدَ هذا النظامُ على خلقِ مجتمعٍ مُتماسكٍ مُنضبطٍ، وقادرٍ على العملِ كفريقٍ واحدٍ.
الطاعةُ المُطلقةُ للقادةِ: كانَ على الأسبرطيينَ طاعةَ قادتهم بشكلٍ مُطلقٍ. لم يكنْ يُسمحُ لهم بالتشكيكِ في أوامرِ القائدِ، وكانَ عليهم تنفيذها بدقّةٍ. ساعدَتْ هذه الطاعةُ على ضمانِ فعاليةِ الجيشِ في المعاركِ.
التّحكمُ في المشاعرِ: كانَ على الأسبرطيينَ التحكّمُ في مشاعرهم والتعبيرَ عنها بشكلٍ مُعتدلٍ. لم يكنْ يُسمحُ لهم بإظهارِ الغضبِ أو الخوفِ أو الحزنِ علنًا، وكانَ عليهم الحفاظَ على هدوئهم في جميعِ المواقفِ.
تأثيرُ الروحِ القتاليةِ والانضباطِ على سبارتا:
خلقُ جيشٍ لا يُقهرُ: نجحتْ سبارتا في خلقِ جيشٍ لا يُقهرُ بفضلِ الروحِ القتاليةِ والانضباطِ اللذين تميّزَ بهما أسبرطيونها. كانَ جيشُ اسبارطة من أقوى الجيوشِ في العالمِ القديمِ، وتمكّنَ من تحقيقِ العديدِ من الانتصاراتِ العسكريةِ.
الدولةُ المُهيمنةُ: ساعدَتْ الروحُ القتاليةُ والانضباطُ سبارتا على
خاتمة حول اسبارتا (Spartan Oligarchy) اليونان القديمة
كانت سبارتا إحدى أبرز المدن-الدول في اليونان القديمة، وتفردت بنظام حكمها الأوليغارشي الذي ميزها عن باقي المدن اليونانية. هذا النظام، الذي كان مزيجًا من الملكية الثنائية، الأوليغاركية، والرقابة الدينية والعسكرية، ساهم في تشكيل مجتمع عسكري صارم وفعال، مع التركيز على الانضباط والتحكم الاجتماعي.
بفضل نظام الحكم المميز في سبارتا، الذي يتألف من الملكين، المجلس الأكبر (الجرسيا)، السلطة التنفيذية (الإفور)، والهيئة التشريعية (الأسناتو)، تمكنت المدينة من تحقيق توازن بين القوة العسكرية والإدارة السياسية. الملكان كانا يمثلان السلطة الدينية والعسكرية، بينما كان الجرسيا يشرف على القوانين ويعمل كمجلس استشاري. في الوقت ذاته، كان الإفور يلعب دوراً حاسماً في إدارة الشؤون اليومية والمراقبة على الملكين، مما يضمن عدم تركيز السلطة في يد واحدة.
النظام الاجتماعي في سبارتا كان مقسماً بوضوح إلى فئات محددة: الأسبرطيون، الهيليوتيس، والبيلوتس. الأسبرطيون كانوا النخبة العسكرية والسياسية، يتمتعون بكافة الحقوق السياسية ويكرسون حياتهم للتدريب العسكري. في المقابل، كان الهيليوتيس يشكلون القوة العاملة الأساسية من العبيد الذين عملوا في الزراعة، بينما كان البيلوتس يشاركون في التجارة والصناعة، لكنهم كانوا خارج الدائرة السياسية.
البرنامج التعليمي والتدريبي في سبارتا، المعروف بالإيدو، كان له تأثير عميق على المجتمع. هذا النظام القاسي لم يهدف فقط إلى تكوين محاربين أكفاء، بل إلى تعزيز القيم السبارطية مثل الانضباط والشجاعة والولاء. من خلال التربية البدنية الشاقة والتدريب المستمر، شكلت سبارتا قوة عسكرية قوية وفعالة، كانت قادرة على الحفاظ على سيطرتها وتأثيرها في عالم اليونان القديم.
رغم النجاح الذي حققته سبارتا في الحفاظ على استقرارها الداخلي وقوتها العسكرية، فإن نظامها الأوليغارشي كان له عيوبه. التوترات الاجتماعية، الاحتكار الطبقي، والصراعات الداخلية كانت من بين التحديات التي واجهتها المدينة. ولكن، يبقى الإرث السبارطي مثالاً بارزاً على كيفية استخدام الأنظمة السياسية والاجتماعية لتحقيق التوازن بين القوة العسكرية والإدارة المدنية.
في النهاية، تظل سبارتا رمزًا قويًا لنظام سياسي واجتماعي فريد من نوعه في تاريخ اليونان القديمة، حيث يعكس دقة التنظيم والصرامة العسكرية التي ميزت هذه المدينة عن غيرها، ويستمر في إلهام الدراسات السياسية والاجتماعية حتى اليوم.
مقالات تكميلية
- البيلوتس كمجموعة من الجنود غير النظاميين في اسبارطا. رابط
- الهيليوتيس (العبيد) في اسبارطة-اليونان القديمة . رابط
- تأثير نظام اسبارطة على الفكر السياسي و النظم السياسية الأخرى. رابط
- التحديات والانتقادات لنظام الحكم الإسبارطي-اليونان القديمة . رابط
- التجارة والاقتصاد في اسبارطة -اليونان القديمة . رابط
- نظام الحكم في نظام الحكم في أثينا اليونان القديمة . رابط
- بحث جامعي حول تاريخ اليونان القديمة مع مراجع. رابط
مراجع حول اسبارتا (Spartan Oligarchy) اليونان القديمة
1. تاريخ اليونان القديم - تأليف: زكريا قسطنطين، يحتوي على فصل مخصص للمدن اليونانية القديمة ومنها سبارتا ونظام حكمها.
2. تاريخ الفلسفة اليونانية - تأليف: أحمد فؤاد باشا، يتناول في بعض فصوله تأثير الفلسفة على النظم السياسية اليونانية، بما في ذلك سبارتا.
3. المدن اليونانية القديمة: أثينا وسبارتا - تأليف: محمد عبد الله، يقدم دراسة مقارنة بين نظم الحكم في أثينا وسبارتا.
4. الأسس الاجتماعية والسياسية في اليونان القديمة - تأليف: ناصر الدين السعيدي، يتناول الجوانب الاجتماعية والسياسية للمدن اليونانية القديمة بما في ذلك سبارتا.
5. تاريخ الحضارة اليونانية - تأليف: سميح عاطف، يشمل تفاصيل عن نظام الحكم في سبارتا والهيكل الاجتماعي.
6. الأساطير اليونانية وتاريخها - تأليف: عبد الرحمن طه، يحتوي على معلومات حول تأثير الأساطير على النظم السياسية اليونانية مثل سبارتا.
7. أدب اليونان القديمة - تأليف: مصطفى عبد الله، يقدم نظرة على كيف انعكس النظام الاجتماعي في الأدب اليوناني، بما في ذلك سبارتا.
8. الحضارة اليونانية: من الفلسفة إلى السياسة - تأليف: جمال الدين عيسى، يشمل دراسة لنظم الحكم في اليونان القديمة وتفاصيل عن سبارتا.
9. الفلسفة السياسية في اليونان القديمة - تأليف: إبراهيم عبد الرحمن، يحتوي على فصول عن الفكر السياسي الذي شكل أنظمة الحكم مثل نظام سبارتا.
10. تاريخ اليونان السياسي - تأليف: يوسف زيدان، يقدم تحليلاً شاملاً للنظم السياسية في اليونان القديمة مع التركيز على سبارتا.
11. أسرار الحضارة اليونانية - تأليف: عبد الله النابلسي، يتناول الجوانب المجهولة لتاريخ سبارتا ونظامها السياسي.
12. الأنظمة الاجتماعية والسياسية في اليونان القديمة - تأليف: سامي حسن، يقدم رؤية واسعة لنظم الحكم الاجتماعية والسياسية في المدن اليونانية القديمة بما في ذلك سبارتا.
تعليقات