القائمة الرئيسية

الصفحات

أسطورة الخلق البابلية-إنوما إليش

  أسطورة الخلق البابلية-إنوما إليش

أسطورة الخلق البابلية-إنوما إليش

"إنوما إليش" هي أسطورة الخلق البابلية الشهيرة، وتعد واحدة من أهم وأقدم النصوص الأدبية في تاريخ البشرية. يعود تاريخ تدوين هذه الملحمة إلى حوالي القرن الثامن عشر قبل الميلاد، لكنها تستند إلى تقاليد شفوية أقدم بكثير. تُظهر "إنوما إليش" رؤية البابليين للكون وأصوله، وتسلط الضوء على الآلهة الذين كانوا يعتبرون أساس الحياة والنظام في العالم القديم.

 النص والتسمية

عنوان الملحمة "إنوما إليش" يأتي من الكلمات الأولى للنص والتي تعني "عندما في الأعلى". النص مكتوب باللغة الأكدية بخط مسماري على ألواح طينية، وقد تم اكتشاف هذه الألواح في مكتبة الملك الآشوري - آشور بانيبال في نينوى في القرن التاسع عشر الميلادي.

 ملخص الأسطورة

تبدأ الأسطورة بوصف الفوضى الكونية قبل الخلق، حيث لم يكن هناك سوى المياه الأولية المتمثلة في الآلهة "أبسو" و"تيامات". "أبسو" يمثل المياه العذبة و"تيامات" تمثل المياه المالحة. من اتحادهما وُلدت الآلهة الأولى، مثل "لاهامو" و"لهمو"، ومن ثم الآلهة الأصغر، بما في ذلك "أنو" و"إيا".

مع مرور الوقت، تسبب النشاط الصاخب لهذه الآلهة الشابة في إزعاج "أبسو"، فقرر القضاء عليهم لاستعادة الهدوء. إلا أن "إيا" تمكن من قتل "أبسو" و حكم مكانه. هذا الأمر أثار غضب "تيامات" التي قررت الانتقام بخلق جيش من الوحوش بقيادة الإله "كينغو".

 ظهور مردوخ

في هذا السياق الفوضوي، يظهر البطل الرئيسي للأسطورة، "مردوخ"، ابن "إيا". يتحدى "مردوخ" "تيامات" وجيشها، ويقبل الآلهة بتعيينه ملكاً عليهم إذا تمكن من هزيمتها. وبعد معركة شرسة، ينتصر "مردوخ" ويقسم جسد "تيامات" إلى نصفين ليخلق منهما السماء والأرض. ومن دماء "كينغو" المقتول، يخلق البشر ليكونوا خدماً للآلهة.

 الرؤية الكونية والنظام الاجتماعي

تظهر "إنوما إليش" كيف أن الكون منظم ومرتب بفعل الآلهة، وخصوصاً بفعل "مردوخ" الذي يجسد القوة والنظام. كما تُبرز الأسطورة أهمية "مردوخ" كإله رئيسي في البانثيون البابلي، وهو ما يعكس التحولات السياسية والدينية في بابل، حيث أصبح "مردوخ" رمزاً للملكية الشرعية والسلطة المركزية.

 الأهمية الدينية والثقافية

"إنوما إليش" لم تكن مجرد نص أدبي بل كانت لها أهمية دينية كبيرة. كانت تُتلى في الاحتفالات الدينية، خصوصاً خلال عيد رأس السنة البابلية "أكييتو"، حيث كانت تعزز من شرعية الملك الحاكم وتؤكد على النظام الكوني الذي يجسده "مردوخ".

 تأثيرها على الأدب اللاحق

تُعد "إنوما إليش" من أهم النصوص التي أثرت في الأدب والأساطير اللاحقة في المنطقة، بما في ذلك النصوص الدينية اليهودية والمسيحية . ملامح الخلق والنظام الكوني في "إنوما إليش" يمكن تتبعها في القصص التوراتية مثل قصة الخلق في سفر التكوين.

 خاتمة

"إنوما إليش" هي وثيقة تاريخية وأدبية عظيمة تكشف عن عمق الفهم البشري للعالم والوجود في فجر التاريخ. من خلال هذه الملحمة، نرى كيف سعى الإنسان القديم لفهم مكانه في الكون وتنظيم مجتمعه على أسس دينية وثقافية مترابطة، حيث كانت الآلهة والنظام الكوني في قلب كل شيء.

مراجع 

1. الكتب والمقالات الأكاديمية:

   - "أسطورة إنوما إليش: دراسة تحليلية" - تأليف: سامي سعد زكي

   - "الحضارة البابلية" - تأليف: سليم حسن

   - "أساطير بابل وآشور" - تأليف: دونا روز

2. الموسوعات:

   - "موسوعة تاريخ الحضارات القديمة" - الجزء الخاص بالحضارة البابلية.

   - "الموسوعة البريطانية" (Encyclopaedia Britannica) - مقالة حول "Enuma Elish".

3. المجلات العلمية:

   - مجلة دراسات الشرق الأدنى القديمة (Journal of Ancient Near Eastern Studies) - مقالات حول الأساطير البابلية.

   - مجلة الدراسات المسمارية (Journal of Cuneiform Studies) - مقالات متخصصة في النصوص المسمارية والأساطير القديمة.

4. المواقع الإلكترونية:

   - الموقع الإلكتروني لمتحف اللوفر - قسم الحضارات القديمة

   - الموقع الإلكتروني للمكتبة الرقمية العالمية - يحتوي على نصوص مترجمة ومقالات حول الأساطير البابلية

5. الكتب الإلكترونية:

   - "The Babylonian Creation Epic" - ترجمة وتعليق: Alexander Heidel

   - "Myths from Mesopotamia" - ترجمة وتعليق: Stephanie Dalley


تعليقات

محتوى المقال