القائمة الرئيسية

الصفحات

موضوع تاريخي حول الحضارة الاشورية وانجازاتها-جضارات بلاد الرافدين

 الحضارة الاشورية وانجازاتها

الحضارة الاشورية وانجازاتها

الحضارة الاشورية وانجازاتها

الحضارة الآشورية تعد واحدة من أهم الحضارات القديمة في منطقة الشرق الأدنى، وهي تميزت بالعديد من الإنجازات في مجالات متعددة تشمل الهندسة المعمارية، الفن، الإدارة، الحرب، و الثقافة. نشأت هذه الحضارة في شمال بلاد الرافدين، وازدهرت خلال فترات متعددة من التاريخ القديم. إليك نظرة شاملة على الحضارة الآشورية وإنجازاتها:

 1. الإنجازات الهندسية والمعمارية

 أ. المدن والمعابد

- نينوى وأشور:

  - نينوى، العاصمة الرئيسية، كانت مدينة ضخمة ومحصنة بجدران قوية. اشتهرت بقصرها الملكي والمكتبة الكبيرة التي تحتوي على الآلاف من الألواح الطينية.

  - مدينة آشور كانت العاصمة الدينية والسياسية الأولى، وموقعًا للعديد من المعابد والأضرحة المهمة.

- المعابد والقصور:

  - بنى الآشوريون معابد وقصور ضخمة ومعقدة، مثل معبد آشور (إله المدينة) ومعبد نبو في نينوى.

  - استخدموا الزخارف المعمارية بشكل مبدع، بما في ذلك النقوش الحجرية والزخارف الجدارية الملونة.

 ب. البنية التحتية

- الطرق والجسور:

  - قاموا ببناء شبكات طرق واسعة لربط أجزاء الإمبراطورية ولتسهيل حركة الجيوش والتجارة.

  - بنوا جسورًا متينة عبر الأنهار لتسهيل التنقل و التجارة.

 2. الإنجازات العسكرية

- التنظيم العسكري:

  - كانت الآشورية واحدة من أقوى الإمبراطوريات العسكرية في التاريخ القديم. قاموا بتطوير جيش نظامي ومنظم بشكل دقيق، مع تخصصات في المشاة، الفرسان، والعربات الحربية.

  - استخدموا التكتيكات العسكرية المتقدمة، مثل الحصار والهجوم المنسق، وكانوا من أوائل من استخدموا الأسلحة الحديدية.

- الحملات العسكرية:

  - قادوا العديد من الحملات العسكرية الناجحة التي وسعت حدود الإمبراطورية إلى مناطق واسعة تشمل بلاد ما بين النهرين، الأناضول، شرق البحر المتوسط، ومصر.

  - أشهر القادة العسكريين مثل تيغلاث بلاسر الثالث وسنحاريب وأشور بانيبال حققوا انتصارات كبيرة وساهموا في تعزيز قوة الإمبراطورية.

 3. الإنجازات الإدارية والسياسية

- نظام الحكم والإدارة:

  - طور الآشوريون نظامًا إداريًا متقدمًا، حيث تم تقسيم الإمبراطورية إلى مقاطعات يديرها حكام محليون تحت إشراف الملك.

  - استخدموا نظام البريد لنقل الأوامر والرسائل بين مختلف أنحاء الإمبراطورية بسرعة وفعالية.

- القوانين والتشريعات:

  - جمعوا وسنوا مجموعة من القوانين التي نظمت الحياة اليومية و التجارة والعلاقات الاجتماعية. كانوا حريصين على فرض العدالة وحفظ النظام داخل إمبراطوريتهم.

 4. الإنجازات الثقافية والعلمية

 أ. الأدب والمعرفة

- المكتبات:

  - أسسوا واحدة من أقدم المكتبات في التاريخ، مكتبة آشور بانيبال في نينوى، التي احتوت على مجموعة هائلة من الألواح الطينية المكتوبة بالمسمارية.

  - شملت هذه المكتبات نصوصًا عن الأدب، الدين، العلم، التاريخ، والقانون.

- الأدب والشعر:

  - اشتهروا بأعمال أدبية مثل "ملحمة جلجامش"، والتي تم العثور على نسخ منها في مكتباتهم. هذه الملحمة تعد من أقدم الأعمال الأدبية في التاريخ.

 ب. العلوم والفنون

- الفن والنحت:

  - كانت الفنون الآشورية متميزة بالنقوش الجدارية الضخمة التي تصور مشاهد الحروب و الصيد والاحتفالات الدينية. استخدموا الحجر والبرونز في النحت، وأنتجوا تماثيل رائعة.

  - أشهر هذه النقوش هي نقوش القصور الملكية في نينوى وأشور، التي تعكس القوة والعظمة الآشورية.

- الرياضيات والفلك:

  - ساهم الآشوريون في تطوير الرياضيات والفلك، حيث استخدموا نظام العد الستيني الذي يعتمد على الرقم 60، والذي ما زال يستخدم في قياس الوقت والزوايا.

  - كانت لديهم معرفة متقدمة بحركة الكواكب والنجوم، واستخدموا هذه المعرفة في تقويمهم وتنظيم الزراعة والاحتفالات الدينية.

الحضارة الآشورية كانت واحدة من أكثر الحضارات تأثيرًا في تاريخ الشرق الأدنى القديم، وذلك بفضل إنجازاتها العديدة في المجالات العسكرية والإدارية والهندسية والثقافية. أسست الإمبراطورية الآشورية نظامًا إداريًا وعسكريًا متقدمًا، وبنت مدنًا عظيمة ومعابد و قصورًا معقدة. كما أسهمت في تطور الأدب والعلوم والفنون. رغم سقوطها في نهاية المطاف، إلا أن إرثها الثقافي و العلمي ما زال يدرس ويُحترم حتى اليوم.

أصل الآشوريين

الآشوريون هم واحدة من الشعوب القديمة التي عاشت في منطقة بلاد ما بين النهرين (ميزوبوتاميا)، وتحديدًا في المنطقة الشمالية من العراق الحالي. تعود أصول الآشوريين إلى فترة مبكرة من التاريخ، وقد أسسوا واحدة من أقدم وأعظم الحضارات في التاريخ القديم. فيما يلي نظرة على أصل الآشوريين وتاريخهم المبكر:

 1. الأصل العرقي والجغرافي

- الأصول العرقية:

  - الآشوريون ينتمون إلى مجموعة الشعوب السامية، وهي المجموعة التي تضم أيضًا الأكاديين، البابليين، الكنعانيين، والعبريين. يشترك الساميون في اللغة والثقافة والجذور العرقية.

  - يُعتقد أن الآشوريين نشأوا من الشعوب الأكادية التي كانت تسكن شمال بلاد ما بين النهرين في الألفية الثالثة قبل الميلاد.

- الجغرافيا:

  - استقر الآشوريون في منطقة شمال بلاد الرافدين، وتحديدًا في المناطق المحيطة بمدن آشور ونينوى. كانت هذه المناطق غنية بالموارد المائية و الزراعية، مما ساعد على نشوء حضارة قوية ومستدامة.

 2. التاريخ المبكر

- فترة ما قبل الإمبراطورية:

  - قبل أن يصبحوا قوة إمبراطورية، عاش الآشوريون في مجتمعات زراعية مستقرة. بدأوا بتنظيم أنفسهم في مدن صغيرة ومستعمرات.

  - يعود أقدم ذكر لمدينة آشور إلى حوالي 2500 قبل الميلاد، وكانت تُعرف باسم "أسور" في السجلات السومرية والأكادية.

- التأثيرات السومرية والأكادية:

  - تأثر الآشوريون بشكل كبير بالحضارات السومرية والأكادية التي كانت موجودة في جنوب بلاد ما بين النهرين. تبنوا الكتابة المسمارية في الألواح الطينية ونظموا مجتمعهم على غرار الحضارات الجنوبية.

  - استفادوا من التقنيات المتقدمة في الري والزراعة التي طورها السومريون والأكاديون.

 3. التطور إلى قوة إمبراطورية

- الملوك الأوائل:

  - بدأت آشور تتطور من مدينة-دولة إلى قوة إقليمية تحت حكم ملوكها الأوائل مثل "إيلو شوما" و"شمشي أدد الأول" في الألفية الثانية قبل الميلاد.

  - في هذه الفترة، بدأت آشور بفرض نفوذها على المناطق المحيطة وتوسيع أراضيها من خلال الفتوحات العسكرية و التجارة.

- العهد الإمبراطوري:

  - ازدهرت الإمبراطورية الآشورية خلال الألفية الأولى قبل الميلاد، وبلغت ذروتها تحت حكم ملوك عظماء مثل تيغلاث بلاسر الثالث، سرجون الثاني، سنحاريب، و أشور بانيبال.

  - توسعت الإمبراطورية لتشمل معظم منطقة الشرق الأدنى القديم، بما في ذلك أجزاء من مصر وآسيا الصغرى وإيران.

 4. الثقافة والدين

- اللغة والكتابة:

  - استخدم الآشوريون اللغة الأكادية في كتاباتهم الرسمية، والتي كانت تُكتب بالمسمارية. كما استمروا في تطوير اللغة الآشورية كفرع من الأكادية.

  - الكتابة المسمارية كانت أداة مهمة في إدارة الإمبراطورية وتوثيق الأحداث والتشريعات.

- الدين:

  - كان الدين الآشوري مزيجًا من الديانات السومرية والأكادية مع بعض التقاليد الخاصة بهم. كانوا يعبدون آلهة مثل آشور (الإله الرئيسي) وعشتار (إلهة الحب والحرب) وسين (إله القمر).

  - لعبت المعابد دورًا كبيرًا في الحياة الدينية والاجتماعية، وكانت مراكز للحج والعبادة والاحتفالات الدينية.

 5. التأثيرات الحضارية

- التكنولوجيا والهندسة:

  - قدم الآشوريون إسهامات كبيرة في مجالات الهندسة المعمارية والتكنولوجيا العسكرية، بما في ذلك تطوير العجلات الحربية والمنجنيق.

  - بنوا مدنًا محصنة ومعابد ضخمة وقصورًا مزينة بالنقوش الحجرية التي تصور مشاهد من حياتهم اليومية وحروبهم.

- القانون والإدارة:

  - نظموا نظامًا إداريًا معقدًا يشمل حكامًا محليين وقادة عسكريين يديرون المناطق المختلفة من الإمبراطورية. كانوا يرسلون تقارير دورية إلى العاصمة.

  - تطورت القوانين الآشورية لتشمل مجموعة واسعة من التشريعات التي تنظم الحياة اليومية والتجارة والجرائم والعقوبات.

الآشوريون هم جزء لا يتجزأ من تاريخ الشرق الأدنى القديم، وقد أسسوا حضارة مزدهرة تركت أثرًا كبيرًا على التاريخ البشري. من خلال تطوير نظام إداري متقدم، وإنشاء بنية تحتية قوية، وتوسيع إمبراطوريتهم عبر الفتوحات العسكرية، حقق الآشوريون إنجازات بارزة في مجالات عديدة. كانت ثقافتهم ودينهم وإسهاماتهم التكنولوجية حجر الزاوية في تطوير حضارات لاحقة في المنطقة.

هل الآشوريين عرب

الآشوريون ليسوا عربًا. يعود أصل الآشوريين إلى مجموعة الشعوب السامية، التي تشمل أيضًا الأكاديين، البابليين، الفينيقيين، والعبريين. الآشوريون أسسوا حضارتهم في منطقة بلاد ما بين النهرين (ميزوبوتاميا)، وخاصة في الجزء الشمالي منها، في ما يُعرف اليوم بالعراق، في فترات تاريخية قديمة تسبق بقرون ظهور العرب كمجموعة عرقية متميزة في الجزيرة العربية.

 الاختلافات الرئيسية بين الآشوريين والعرب:

1. الأصول العرقية والجغرافية:

   - الآشوريون: ينحدرون من منطقة بلاد ما بين النهرين، وقد أسسوا حضارتهم هناك منذ الألفية الثالثة قبل الميلاد. تركزت إمبراطوريتهم في مناطق شمال العراق وأجزاء من سوريا الحديثة وتركيا.

   - العرب: ينحدرون من شبه الجزيرة العربية، وبدأوا في الظهور كقوة متميزة في التاريخ خلال الألفية الأولى قبل الميلاد، ومع انتشار الإسلام في القرن السابع الميلادي، توسع تأثيرهم بشكل كبير في المنطقة.

2. اللغة:

   - اللغة الآشورية: كانت اللغة الأكادية (بلهجتيها الآشورية والبابلية) هي اللغة المستخدمة في الإمبراطورية الآشورية، وتكتب بالمسمارية.

   - اللغة العربية: تنتمي أيضًا إلى اللغات السامية، ولكنها مختلفة تمامًا عن اللغة الأكادية. اللغة العربية الحديثة لم تتطور بشكلها الحالي حتى القرون الأولى الميلادية.

3. الثقافة والدين:

   - الآشوريون: كانت لهم ديانتهم الخاصة التي تضمنت عبادة آلهة مثل آشور وعشتار وسين. كما كانوا يمتلكون تقاليد وثقافة متميزة.

   - العرب: قبل الإسلام، كان لديهم مجموعة متنوعة من الآلهة والديانات المحلية. بعد ظهور الإسلام، أصبحت الثقافة والدين الإسلاميان جزءًا أساسيًا من هوية العرب.

4. التاريخ السياسي:

   - الآشوريون: أسسوا إمبراطورية قوية وواسعة النفوذ في الشرق الأدنى القديم، وبلغوا ذروة قوتهم في الفترة من القرن التاسع إلى السابع قبل الميلاد.

   - العرب: لم يظهروا كقوة سياسية مهيمنة حتى ظهور الإسلام وانتشاره في القرن السابع الميلادي، مما أدى إلى تأسيس الخلافة الإسلامية التي وسعت النفوذ العربي إلى مناطق واسعة.

 الخلاصة

الآشوريون والعرب ينتمون إلى مجموعتين عرقيتين مختلفتين على الرغم من اشتراكهم في بعض الجذور اللغوية السامية. كل منهما له تاريخه الخاص، وثقافته، وجغرافيته التي تميزه عن الآخر. الآشوريون كانوا حضارة مزدهرة في بلاد ما بين النهرين قبل قرون من ظهور العرب كمجموعة متميزة في الجزيرة العربية.

مراجع حول إنجازات الأشوريين 

1. "حضارة بابل واشور" - تأليف: خزعل الماجدي:

يتناول الكتاب إنجازات الآشوريين في مختلف المجالات، من السياسة والحرب إلى الاقتصاد والكتابة والفنون. كما يناقش الكتاب تأثير الحضارة الآشورية على الحضارات اللاحقة.

2. "تاريخ العراق القديم" - تأليف: جواد علي:

يُعد هذا الكتاب مرجعًا شاملًا لتاريخ العراق القديم، وخصص فيه المؤلف فصولًا لدراسة إنجازات الآشوريين، مع التركيز على إنجازاتهم في مجالات العمارة والري والزراعة.

3. "الآشوريون: حضارة وإمبراطورية" - تأليف: بيتر مور:

يقدم هذا الكتاب نظرة عامة على إنجازات الآشوريين، من خلال دراسة تاريخهم السياسي والاجتماعي والثقافي. كما يناقش الكتاب إنجازاتهم في مجالات العلوم والطب والهندسة.

4. "آشور: عاصمة الحضارة الآشورية" - تأليف: خالد الصديق:

يتناول هذا الكتاب إنجازات الآشوريين في مجال العمارة، من خلال وصف معالم مدينة آشور الأثرية، و أهم الاكتشافات الأثرية التي تم العثور عليها فيها.

5. "الآشوريون: شعب من الشرق الأدنى القديم" - تأليف: أحمد عبد الرازق:

يهدف هذا الكتاب إلى التعريف بإنجازات الآشوريين في مختلف المجالات، من خلال دراسة تاريخهم السياسي والاجتماعي والديني والاقتصادي. كما يناقش الكتاب تأثيرهم على الحضارات المجاورة، و تأثيرهم على الحضارات اللاحقة.

6. "بلاد الرافدين: مهد الحضارة" - تأليف: سارة ج. ماكلايل:

يقدم هذا الكتاب مقدمة عامة عن حضارات بلاد الرافدين، وخصص فيه المؤلف فصلًا لدراسة إنجازات الآشوريين، مع التركيز على إنجازاتهم في مجالات الكتابة والقانون.

7. "الحضارات القديمة في بلاد الشام والعراق" - تأليف: عبد الرحمن زكي:

يُقدم هذا الكتاب عرضًا موجزًا لتاريخ الحضارات القديمة في بلاد الشام والعراق، وخصص فيه المؤلف فصلًا لدراسة إنجازات الآشوريين، مع التركيز على نظامهم السياسي والاقتصادي.

8. "موسوعة الحضارة العراقية القديمة" - تأليف: مجمع اللغة العربية بدمشق:

تُعد هذه الموسوعة مرجعًا شاملًا للحضارة العراقية القديمة، وتحتوي على مقالات عن مختلف جوانب إنجازات الآشوريين، من تاريخهم إلى ثقافتهم وفنونهم.


تعليقات

محتوى المقال