القائمة الرئيسية

الصفحات

الحملة الصليبية الثانية-رحلة محفوفة بالمخاطر وفاشلة (1147-1149)-الحروب الصليبية

 الحملة الصليبية الثانية-رحلة فاشلة (1147-1149)

الحملة الصليبية الثانية-رحلة فاشلة (1147-1149)

بعد مرور أربعة عقود على الحملة الصليبية الأولى، انطلقت الحملة الصليبية الثانية (1147-1149) بدافعٍ من شائعة سقوط مدينة الرها، إحدى أهمّ ممالك الصليبيين في الشرق الأوسط. على الرغم من حماسة المشاركين، واجهت هذه الحملة فشلًا ذريعًا، تاركةً وراءها دروسًا قاسية وعواقب وخيمة.

أسباب الحملة الصليبية الثانية

  • سقوط الرها: في عام 1144، استولى نور الدين زنكي، الحاكم الإسلامي القوي، على مدينة الرها، ما أثار قلق المسيحيين في الغرب ودفعهم إلى الدعوة لحملة صليبية جديدة.

  • الدعوة البابوية: استجاب البابا أوجين الثالث لنداءات المسيحيين، ودعا إلى حملة صليبية جديدة لتحرير الرها وردّ الهزيمة.

  • التوقعات الدينية: سعى المشاركون في الحملة الصليبية الثانية إلى تحقيق الغفران من الله ونيل المجد الأبدي في الجنة.

  • الطموحات السياسية: سعى بعض القادة الأوروبيين، مثل لويس السابع ملك فرنسا، إلى تعزيز نفوذهم السياسي من خلال المشاركة في الحملة.

التحالفات والنزاعات الحملة الصليبية الثانية

  • تحالفات صليبية: تميزت الحملة الصليبية الثانية بتحالف هش بين مملكتي فرنسا وألمانيا.

  • نزاعات داخلية: سرعان ما تفاقمت الخلافات بين القادة الأوروبيين، مما أدى إلى تشتت جهود الحملة وإضعاف قوتها.

  • العداء الإسلامي: واجه الصليبيون مقاومة قوية من قبل الجيوش الإسلامية بقيادة نور الدين زنكي.

مسار الحملة الصليبية الثانية

  • الحملة الفرنسية: قادها لويس السابع ملك فرنسا، وواجهت هزيمة ساحقة في معركة معركة معرة النعمان عام 1149.

  • الحملة الألمانية: قادها كونراد الثالث ملك ألمانيا، وسلكت مسارًا مختلفًا عن الحملة الفرنسية، لكنها واجهت أيضًا صعوبات كبيرة وانتهت دون تحقيق أيّ إنجاز يذكر.

نتائج الحملة الصليبية الثانية

  • فشل ذريع: انتهت الحملة الصليبية الثانية بفشل ذريع، حيث فشلت في تحقيق أيّ من أهدافها الرئيسة.

  • تعزيز القوة الإسلامية: أدى فشل الحملة إلى تعزيز مكانة نور الدين زنكي كقائدٍ إسلامي قوي، ومهّد الطريق لتوحيد المسلمين في الشرق الأوسط.

  • الخلافات الدينية: عمّقت الحملة الصليبية الثانية الخلافات بين المسيحية والإسلام، ورسخت صورة العداء بين الشرق والغرب.

مثّلت الحملة الصليبية الثانية نقطة تحول مهمة في تاريخ الصراعات بين المسيحية والإسلام. على الرغم من الدوافع الدينية التي دفعت المشاركين إلى الشرق، إلا أن الحملة جسدت أيضًا صراعات القوة والتوسع بين الشرق والغرب، وتركت آثارًا سلبية على العلاقات بين الحضارتين لقرون قادمة.

الدول المشاركة الرئيسية في الحملة الصليبية الثانية (1147-1149):

1. مملكة فرنسا: قادها الملك لويس السابع، وكانت أكبر وأقوى قوة صليبية في الحملة. ضمت جيشًا ضخمًا من الفرسان والمشاة، وسلكت طريقًا بريًا عبر البلقان والمجر وبلغاريا قبل الوصول إلى الأناضول.

2. الإمبراطورية الرومانية المقدسة: قادها الإمبراطور كونراد الثالث، وكانت ثاني أكبر قوة صليبية في الحملة. ضمت جيشًا من الفرسان والمشاة الألمان، وسلكت طريقًا بريًا عبر المجر وبلغاريا قبل الوصول إلى الأناضول.

3. مملكة المجر: شاركت بقيادة الملك جيولا الثاني، ووفرت الدعم اللوجستي للقوات الصليبية المارة عبر أراضيها.

4. بيزنطة: لعبت الإمبراطورية البيزنطية دورًا هامًا في تسهيل عبور القوات الصليبية عبر أراضيها، ووفرت لهم الإمدادات والمعلومات.

5. ممالك صليبية أخرى: شاركت بعض ممالك الصليبية في الشرق الأوسط، مثل مملكة بيت المقدس وإمارة أنطاكية، في الحملة الصليبية الثانية، لكن دورها كان محدودًا نسبيًا.

ملاحظات:

  • انضمت بعض الدول الأوروبية الأخرى إلى الحملة الصليبية الثانية بقوات صغيرة، مثل الدنمارك وإنجلترا والنرويج.

  • انسحبت بعض القوات من الحملة في مراحل مختلفة لأسباب متنوعة، مثل المرض أو نقص الإمدادات أو الخلافات مع القادة الآخرين.

  • واجهت الحملة الصليبية الثانية صعوبات كبيرة بسبب التضاريس الصعبة ونقص الإمدادات والتنسيق بين مختلف الجيوش الصليبية.

إقرا : مواضيع تكميلية

  1.  الحملة الصليبية الأولى . رابط 
  2.  التغيرات في العلاقات بين الكنائس الشرقية والغربية والحروب الصليبية . رابط
  3. الحملة الصليبية السابعة والثامنة 1248-1270-الحروب الصليبية . رابط
  4. عدد  الحروب الصليبية و أسبابها -  رابط
  5. الحروب الصليبية الدول المشاركة في الحروب الصليبية -  رابط 
  6.  الرد الأوروبي على استعادة صلاح الدين للقدس . رابط
  7. الحملة الصليبية الثالثة (1189-1192) . رابط
  8. الحملة الصليبية الرابعة . رابط
  9. الأحداث الرئيسية  الحملة الصليبية الرابعة 1202-1204.  رابط
  10. احتلال القسطنطينية وأثره على العلاقات بين الشرق والغرب . رابط 
  11. تأثير الحروب الصليبية على المسيحية والإسلام-الحملات الصليبية . رابط 
  12. نهاية الحروب الصليبية . رابط
  13.  تصوير الحروب الصليبية في الأدب والتاريخ . رابط
  14.  التأثير طويل الأمد للحروب الصليبية على العلاقات الإسلامية-المسيحية . رابط

مراجع

1. تاريخ الحروب الصليبية للكاتب ستيفن رنسمان:

يُعدّ هذا الكتاب من أشهر الكتب عن الحروب الصليبية، ويقدم رواية شاملة للحملة الصليبية الثانية، بدءًا من الأسباب التي دفعت إلى إطلاقها وصولًا إلى نتائجها.

2. الحملة الصليبية الثانية: فشل ذريع للكاتب م.س. وات:

يركز هذا الكتاب على تحليل الأسباب العسكرية والسياسية التي أدت إلى فشل الحملة الصليبية الثانية.

3. نور الدين زنكي: بطل الإسلام للكاتب بيتر كونتلي:

يقدم هذا الكتاب سيرة ذاتية لنور الدين زنكي، أحد أهمّ القادة المسلمين في الشرق الأوسط خلال الحروب الصليبية، ودوره في صدّ الهجمات الصليبية.

4. القدس: تاريخها منذ العصور القديمة حتى العصر الحديث للكاتبة سيلفيا هانسن:

يُقدم هذا الكتاب تاريخًا شاملًا لمدينة القدس، بما في ذلك دورها في الحروب الصليبية.

5. الإسلام: تاريخ شامل للكاتب كارل بروكلمان:

يُقدم هذا الكتاب تاريخًا شاملًا للإسلام، بما في ذلك العلاقات بين المسلمين والمسيحيين خلال العصور الوسطى.



تعليقات

محتوى المقال