القائمة الرئيسية

الصفحات

الرد الأوروبي على استعادة صلاح الدين للقدس-الحروب الصليبية

 الرد الأوروبي على استعادة صلاح الدين للقدس

الرد الأوروبي على استعادة صلاح الدين للقدس

- استعادة القدس من قبل صلاح الدين الأيوبي في عام 1187 كانت حدثًا صادمًا للعالم المسيحي في أوروبا، وأثارت ردود فعل قوية ومتعددة الجوانب. القدس لم تكن مجرد مدينة؛ كانت مركزًا دينيًا وروحيًا للمسيحيين، وأي تهديد أو فقدان لها كان يعتبر تهديدًا للإيمان المسيحي نفسه. لذلك، كانت استعادة القدس دافعًا مباشرًا لبدء الحملة الصليبية الثالثة.

- بعد سقوط القدس، دعا البابا غريغوري الثامن إلى حملة صليبية جديدة لاستعادة المدينة المقدسة. استجاب العديد من الملوك والنبلاء الأوروبيين لهذا النداء، مما أدى إلى تحشيد جيوش كبيرة والتوجه نحو الشرق الأوسط. وصلت الحملة إلى ذروتها بين عامي 1189 و1192. خلال هذه الفترة، تمكن الصليبيون من تحقيق بعض الانتصارات الهامة مثل استعادة مدينة عكا والانتصار في معركة أرسوف، لكنهم فشلوا في استعادة القدس نفسها.

  1. دود الفعل الأولية

عندما وصلت الأخبار إلى أوروبا عن سقوط القدس في يد صلاح الدين، انتشر الذعر والغضب بين الحكام والشعوب. البابا أوربان الثالث توفي على الأرجح من الصدمة بعد سماعه الأخبار. خلفه البابا غريغوري الثامن أصدر مرسومًا بابويًا في أكتوبر 1187، دعا فيه إلى حملة صليبية جديدة لاستعادة المدينة المقدسة. هذه الدعوة ترافقت مع وعد بالغفران لكل من يشارك في الحملة.

  1. الدعوات للحملة الصليبية الثالثة

استجابةً للدعوة البابوية، بدأت التحضيرات للحملة الصليبية الثالثة. كان هناك إدراك بأن الحملة تحتاج إلى قادة أقوياء ومؤثرين لتحقيق النجاح. وهذا أدى إلى مشاركة عدد من أهم الملوك الأوروبيين:

1. ريتشارد الأول (ريتشارد قلب الأسد) ملك إنجلترا: كان من أول الملوك الذين استجابوا للدعوة. اشتهر بشجاعته وقدرته العسكرية، وكان له دور بارز في الحملة.

2. فيليب الثاني ملك فرنسا: انضم أيضًا إلى الحملة، رغم التوترات والخلافات المستمرة مع ريتشارد الأول.

3. فريدريك بربروسا إمبراطور الإمبراطورية الرومانية المقدسة: قاد جزءًا كبيرًا من الحملة لكنه توفي في طريقه إلى الأرض المقدسة، مما أضعف الحملة بشكل كبير.

    3. الحشد والتجهيز

بدأ الملوك والأمراء في جمع القوات والتجهيز للرحلة الطويلة إلى الشرق. تضمنت التحضيرات جمع الأموال وتدريب الجنود وتأمين الإمدادات اللازمة. كانت هذه العملية مكلفة ومعقدة، واستغرقت عدة سنوات قبل أن يتمكن القادة من الانطلاق.

    4. المسار العسكري

انطلقت القوات من أوروبا عبر عدة مسارات، حيث اختار البعض الطريق البحري، بينما سافر البعض الآخر براً عبر الأناضول. تميزت الحملة الصليبية الثالثة بعدة معارك وحصارات هامة:

- حصار عكا (1191): كان أول وأهم المعارك في الحملة. بعد حصار طويل وصعب، تمكن الصليبيون من الاستيلاء على المدينة، مما أعطى دفعة معنوية كبيرة للقوات.

- معركة أرسوف (1191): حقق فيها ريتشارد قلب الأسد نصرًا على قوات صلاح الدين.

    5. المفاوضات مع صلاح الدين

لم يتمكن الصليبيون من استعادة القدس. انتهت الحملة بمفاوضات بين ريتشارد الأول وصلاح الدين الأيوبي، والتي أسفرت عن توقيع معاهدة الرملة في 1192. هذه المعاهدة سمحت للمسيحيين بالحج إلى القدس بحرية، بينما بقيت المدينة تحت السيطرة الإسلامية.

الخاتمة

  • الرد الأوروبي على استعادة القدس كان سريعًا ، تجسد في الدعوة إلى الحملة الصليبية الثالثة وتعبئة القوى العسكرية والسياسية لتحقيق الهدف المقدس. رغم أن الحملة لم تنجح في استعادة القدس، إلا أنها أكدت على الروح الصليبية المتجددة وأظهرت التعقيدات السياسية والدينية التي كانت تميز تلك الفترة. تركت الحملة الصليبية الثالثة أثرًا دائمًا على العلاقات بين الشرق والغرب، وساهمت في تشكيل التاريخ الوسيط لكل من العالمين الإسلامي والمسيحي.

  • استعادة صلاح الدين للقدس في 1187 كان لها تأثير كبير على أوروبا وأدى إلى رد فعل حاسم تمثل في بدء الحملة الصليبية الثالثة. قاد هذه الحملة ثلاث شخصيات رئيسية من أوروبا: الملك ريتشارد الأول (قلب الأسد) من إنجلترا، الملك فيليب الثاني من فرنسا، والإمبراطور فريدريك الأول (بارباروسا) من الإمبراطورية الرومانية المقدسة.

  • في نهاية المطاف، توصل ريتشارد الأول وصلاح الدين إلى اتفاقية تُعرف بمعاهدة يافا في سبتمبر 1192، والتي سمحت للحجاج المسيحيين بزيارة القدس بحرية رغم بقائها تحت السيطرة الإسلامية. على الرغم من عدم تحقيق الهدف الرئيسي للحملة، إلا أنها تمكنت من تعزيز بعض المكاسب الاستراتيجية للصليبيين على طول الساحل الفلسطيني.

إقرا : مواضيع تكميلية

  1.  الحملة الصليبية الأولى . رابط 
  2.  التغيرات في العلاقات بين الكنائس الشرقية والغربية والحروب الصليبية . رابط
  3.  الحملة الصليبية الثانية-رحلة محفوفة بالمخاطر وفاشلة .   رابط
  4. الحملة الصليبية السابعة والثامنة 1248-1270-الحروب الصليبية . رابط
  5. عدد  الحروب الصليبية و أسبابها -  رابط
  6. الحروب الصليبية الدول المشاركة في الحروب الصليبية -  رابط 
  7. الحملة الصليبية الثالثة (1189-1192) . رابط
  8. الحملة الصليبية الثالثة (1189-1192) . رابط
  9. الأحداث الرئيسية  الحملة الصليبية الرابعة 1202-1204.  رابط
  10. احتلال القسطنطينية وأثره على العلاقات بين الشرق والغرب . رابط 
  11. تأثير الحروب الصليبية على المسيحية والإسلام-الحملات الصليبية . رابط 
  12. نهاية الحروب الصليبية . رابط
  13.  تصوير الحروب الصليبية في الأدب والتاريخ . رابط
  14.  التأثير طويل الأمد للحروب الصليبية على العلاقات الإسلامية-المسيحية . رابط

مراجع

1. "Saladin: The Sultan Who Vanquished the Crusaders and Built an Islamic Empire" تأليف جون مان.

   - يتناول هذا الكتاب حياة صلاح الدين من طفولته حتى وفاته، مع التركيز على استراتيجيته العسكرية والسياسية في توحيد العالم الإسلامي واستعادة القدس.

2. "The Crusades Through Arab Eyes" تأليف أمين معلوف.

   - يقدم الكتاب نظرة من منظور عربي على الحملات الصليبية، بما في ذلك استعادة القدس بواسطة صلاح الدين. يُظهر الكتاب تأثير هذه الأحداث على العالم العربي.

3. "The Rare and Excellent History of Saladin" تأليف بهاء الدين بن شداد.

   - يُعتبر هذا الكتاب من المصادر الأولية المهمة، إذ أنه كُتب من قبل أحد أقرب مستشاري صلاح الدين، ويقدم تفاصيل دقيقة عن حملاته العسكرية وإدارته.

4. "Warriors of God: Richard the Lionheart and Saladin in the Third Crusade" تأليف جيمس رستون الابن.

   - يستعرض الكتاب العلاقة بين ريتشارد قلب الأسد وصلاح الدين خلال الحملة الصليبية الثالثة، مع التركيز على المعارك والمفاوضات بين الطرفين.

5. "The Crusades: Islamic Perspectives" تأليف كارول هيلينبراند.

   - يقدم هذا الكتاب تحليلاً شاملاً للحملات الصليبية من منظور إسلامي، مع تفاصيل عن استراتيجيات صلاح الدين العسكرية ودوره في استعادة القدس.


تعليقات

محتوى المقال