القائمة الرئيسية

الصفحات

التأثير طويل الأمد للحروب الصليبية على العلاقات الإسلامية-المسيحية

 التأثير طويل الأمد للحروب الصليبية على العلاقات الإسلامية-المسيحية

التأثير طويل الأمد للحروب الصليبية على العلاقات الإسلامية-المسيحية

الحروب الصليبية، التي امتدت من أواخر القرن الحادي عشر إلى أواخر القرن الثالث عشر، كانت لها تأثيرات طويلة الأمد على العلاقات بين العالمين الإسلامي والمسيحي. هذه الحروب، التي كانت تهدف في الأصل إلى استعادة السيطرة المسيحية على الأراضي المقدسة من المسلمين، تركت بصماتها العميقة على العلاقات بين الديانتين. 

 1. تعميق العداوة والتوترات الدينية الحروب الصليبية على العلاقات الإسلامية-المسيحية

شكلت الحروب الصليبية نقطة تحول مهمة في العلاقات الإسلامية-المسيحية، وذلك لأسباب متعددة، منها:

1. الدوافع الدينية:

  • كانت الحروب الصليبية مدفوعة في الأساس بدوافع دينية،

  • حيث سعى المسيحيون لاستعادة الأراضي المقدسة من سيطرة المسلمين.

  • أدى ذلك إلى خلق شعور بالعداء والريبة بين الجانبين،

  • حيث اعتبر المسلمون الحروب الصليبية هجومًا على دينهم وثقافتهم.

2. العنف والوحشية:

  • تميزت الحروب الصليبية بقدر كبير من العنف والوحشية من كلا الجانبين.

  • ارتكبت العديد من الفظائع والمذابح،

  • مما أدى إلى تعميق مشاعر الكراهية والغضب بين المسيحيين والمسلمين.

3. الدعاية الدينية:

  • استخدمت كلا الجانبين الدعاية الدينية لتبرير أفعالهم وتحريض شعوبهم على القتال.

  • تم تصوير المسلمون على أنهم كفار متوحشون،

  • بينما تم تصوير المسيحيين على أنهم محاربو الله المقدسين.

  • ساهمت هذه الدعاية في تعميق مشاعر العداء والكراهية بين الجانبين.

4. التأثيرات طويلة الأمد:

  • لا تزال تأثيرات الحروب الصليبية على العلاقات الإسلامية-المسيحية واضحة حتى يومنا هذا.

  • فقد أدت إلى خلق "جرح تاريخي" عميق يصعب التئامه.

  • كما ساهمت في ترسيخ الصور النمطية السلبية عن كل من المسيحيين والمسلمين،

  • مما أدى إلى استمرار التوتر والعداء بين الجانبين.

ومع ذلك، من المهم الإشارة إلى أن هناك العديد من الأمثلة على التعايش السلمي بين المسلمين والمسيحيين عبر التاريخ. و هناك جهود متزايدة في الوقت الحاضر لبناء جسور من التفاهم والاحترام بين الجانبين.

بعض الأمثلة على تعميق العداوة والتوترات الدينية للحروب الصليبية على العلاقات الإسلامية-المسيحية:

  • مذبحة القدس: في عام 1099، قام الصليبيون بمذبحة وحشية ضد سكان القدس المسلمين والمسيحيين بعد الاستيلاء على المدينة.

  • الحصار على عكا: عام 1189، حاصر الصليبيون مدينة عكا لمدة عامين،

  • مما أدى إلى مقتل عشرات الآلاف من المسلمين والمسيحيين.

  • معركة حطين: عام 1187، هزم صلاح الدين الأيوبي الجيش الصليبي في معركة حطين،

  • مما أدى إلى طرد الصليبيين من معظم الأراضي المقدسة.

  • الحروب الصليبية ضد المماليك: خاض المماليك العديد من الحروب ضد الصليبيين في القرنين الثالث عشر والرابع عشر،

  • مما أدى إلى تعميق العداء بين الجانبين.

وبشكل عام، يمكن القول أن الحروب الصليبية كانت نقطة تحول سلبية في العلاقات الإسلامية-المسيحية. و لا تزال تأثيراتها طويلة الأمد واضحة حتى يومنا هذا. و هناك حاجة إلى بذل جهود كبيرة لبناء جسور من التفاهم والاحترام بين الجانبين.

 2. التأثير الثقافي والمعرفي  الحروب الصليبية على العلاقات الإسلامية-المسيحية

كان للحروب الصليبية تأثير ثقافي ومعرفي معقد على العلاقات الإسلامية-المسيحية، و شمل ذلك:

1. تبادل الأفكار والمنتجات الثقافية:

  • أدت الحروب الصليبية إلى زيادة الاتصال بين أوروبا والشرق الأوسط،

  • مما أدى إلى تبادل الأفكار والمنتجات الثقافية بين الحضارتين.

  • تعرف الأوروبيون على العلوم العربية والفلسفة والطب،

  • بينما تعرف المسلمون على الفنون الأوروبية والأدب والموسيقى.

2. ترجمة النصوص:

  • تم ترجمة العديد من النصوص العربية إلى اللاتينية والعكس صحيحًا،

  • مما ساهم في نشر المعرفة بين الجانبين.

  • لعبت حركة الترجمة دورًا هامًا في نقل المعرفة العلمية والفلسفية من العالم الإسلامي إلى أوروبا.

3. التطور العلمي:

  • حفزت الحروب الصليبية التطور العلمي في كل من أوروبا والعالم الإسلامي.

  • سعى الأوروبيون إلى تعلم العلوم العربية،

  • بينما سعى المسلمون إلى تطوير تقنياتهم العسكرية لمواجهة الصليبيين.

4. الاختلافات الثقافية:

  • أبرزت الحروب الصليبية الاختلافات الثقافية بين أوروبا والعالم الإسلامي.

  • تعرف الأوروبيون على ثقافة إسلامية غنية ومتقدمة،

  • بينما تعرف المسلمون على ثقافة غربية مختلفة عن ثقافتهم.

5. التأثيرات الفنية:

  • تأثر الفن الأوروبي بالفن الإسلامي،

  • خاصةً في مجال العمارة والزخرفة.

  • كما ظهرت أعمال أدبية جديدة مستوحاة من أحداث الحروب الصليبية.

6. التأثيرات اللغوية:

  • تم تبادل بعض الكلمات والعبارات بين اللغات العربية والأوروبية.

  • كما ساهمت الحروب الصليبية في انتشار اللغة العربية في بعض الدول الأوروبية.

ومع ذلك، من المهم الإشارة إلى أن تبادل الأفكار والمنتجات الثقافية لم يكن دائمًا إيجابيًا. فقد أدت الحروب الصليبية أيضًا إلى تعزيز الصور النمطية السلبية عن كل من المسيحيين والمسلمين، و ذلك في مجالات الدين والأخلاق والسلوكيات.

بشكل عام، يمكن القول أن الحروب الصليبية كان لها تأثير ثقافي ومعرفي معقد على العلاقات الإسلامية-المسيحية. و شمل ذلك تبادل الأفكار والمنتجات الثقافية، و ترجمة النصوص، و التطور العلمي، و الاختلافات الثقافية، و التأثيرات الفنية، و التأثيرات اللغوية. و لا تزال تأثيرات الحروب الصليبية على الثقافة والمعرفة واضحة حتى يومنا هذا.

من المهم أيضًا التأكيد على أن العلاقات الإسلامية-المسيحية لم تكن محصورةً في الصراع والعداء. فقد كانت هناك العديد من الأمثلة على التعاون والتسامح بين الجانبين عبر التاريخ. و هناك جهود متزايدة في الوقت الحاضر لبناء جسور من التفاهم والاحترام بين المسلمين والمسيحيين

 3. التغيرات الاقتصادية  الحروب الصليبية على العلاقات الإسلامية-المسيحية

كان للحروب الصليبية تأثير اقتصادي كبير على كل من أوروبا والعالم الإسلامي، و شمل ذلك:

1. تنشيط التجارة:

  • أدت الحروب الصليبية إلى تنشيط التجارة بين أوروبا والشرق الأوسط.

  • تم تأسيس طرق تجارية جديدة،

  • مثل طريق الحرير،

  • و ازدهرت المدن الساحلية في كلتا المنطقتين.

2. ظهور الطبقة التجارية:

  • ساهمت الحروب الصليبية في ظهور طبقة تجارية قوية في أوروبا.

  • استفاد التجار من ازدهار التجارة بين أوروبا والشرق الأوسط،

  • و أصبحوا قوة اقتصادية مهمة.

3. التأثيرات على الاقتصاد الإسلامي:

  • تأثر الاقتصاد الإسلامي بالحروب الصليبية بشكل سلبي في بعض الأحيان.

  • أدت الحروب إلى تدمير البنية التحتية وعرقلة التجارة،

  • مما أدى إلى خسائر اقتصادية كبيرة لبعض الدول الإسلامية.

4. التمويل:

  • كلفت الحروب الصليبية أموالاً طائلة لكلا الجانبين.

  • تم فرض ضرائب على السكان لتمويل الجيوش وبناء القلاع وشراء الأسلحة.

5. التأثيرات على الزراعة:

  • أدت الحروب الصليبية إلى تراجع الإنتاج الزراعي في بعض المناطق.

  • تم تجنيد العديد من المزارعين في الجيوش،

  • و تم تدمير بعض الأراضي الزراعية خلال المعارك.

6. التأثيرات على الصناعة:

  • ساهمت الحروب الصليبية في تطوير بعض الصناعات،

  • خاصةً صناعة الأسلحة والملابس.

  • كما أدت إلى تبادل بعض التقنيات الصناعية بين أوروبا والعالم الإسلامي.

ومع ذلك، من المهم الإشارة إلى أن التأثيرات الاقتصادية للحروب الصليبية لم تكن موحدة على جميع الدول والمناطق. فقد استفادت بعض الدول من ازدهار التجارة، بينما عانت دول أخرى من خسائر اقتصادية كبيرة.

بشكل عام، يمكن القول أن الحروب الصليبية كان لها تأثير اقتصادي معقد على العلاقات الإسلامية-المسيحية. و شمل ذلك تنشيط التجارة، و ظهور الطبقة التجارية، و التأثيرات على الاقتصاد الإسلامي، و التمويل، و التأثيرات على الزراعة، و التأثيرات على الصناعة. و لا تزال تأثيرات الحروب الصليبية على الاقتصاد واضحة حتى يومنا هذا.

 4. تأثيرات سياسية  الحروب الصليبية على العلاقات الإسلامية-المسيحية

كان للحروب الصليبية تأثير سياسي عميق على كل من أوروبا والعالم الإسلامي، و شمل ذلك:

1. إضعاف الإمبراطورية البيزنطية:

  • كانت الإمبراطورية البيزنطية الدولة المسيحية الرئيسية في الشرق الأوسط قبل الحروب الصليبية.

  • لكنها تعرضت لضعف شديد خلال الحروب،

  • مما أدى إلى سقوطها في النهاية على يد العثمانيين عام 1453.

2. صعود قوى إقليمية جديدة:

  • برزت قوى إقليمية جديدة في الشرق الأوسط بعد الحروب الصليبية،

  • مثل المماليك والعثمانيين.

  • لعبت هذه القوى دورًا هامًا في تشكيل تاريخ المنطقة في القرون التالية.

3. تعزيز سلطة الملوك والأمراء الأوروبيين:

  • ساهمت الحروب الصليبية في تعزيز سلطة الملوك والأمراء الأوروبيين.

  • فقد تمكنوا من حشد الجيوش وتمويل الحروب،

  • مما زاد من قوتهم ونفوذهم.

4. تراجع دور الكنيسة:

  • على الصعيد الأوروبي، أدت الحروب الصليبية إلى تراجع دور الكنيسة كقوة سياسية.

  • فقد فقدت الكنيسة بعض نفوذها لصالح الملوك والأمراء.

5. الصراعات الدينية:

  • أدت الحروب الصليبية إلى تعميق الصراعات الدينية بين المسيحيين والمسلمين.

  • ازداد الشعور بالعداء والريبة بين الجانبين،

  • مما أدى إلى صعوبة التعايش السلمي.

6. الحروب الدينية:

  • شهدت الفترة التي أعقبت الحروب الصليبية العديد من الحروب الدينية بين المسيحيين والمسلمين في أوروبا والعالم الإسلامي.

  • أدى ذلك إلى المزيد من العنف والدمار،

  • و زاد من تعميق مشاعر الكراهية بين الجانبين.

7. التأثيرات طويلة الأمد:

  • لا تزال تأثيرات الحروب الصليبية على السياسة واضحة حتى يومنا هذا.

  • فقد ساهمت في خلق "جرح تاريخي" عميق بين المسيحيين والمسلمين،

  • و لا تزال تُستخدم أحيانًا لتبرير الصراعات والنزاعات بين الجانبين.

ومع ذلك، من المهم الإشارة إلى أن هناك العديد من الأمثلة على التعاون والتسامح بين المسلمين والمسيحيين عبر التاريخ. و هناك جهود متزايدة في الوقت الحاضر لبناء جسور من التفاهم والاحترام بين الجانبين.

 5. التأثير على العلاقات الدبلوماسية الحروب الصليبية على العلاقات الإسلامية-المسيحية

كان للحروب الصليبية تأثير سلبي عميق على العلاقات الدبلوماسية بين المسلمين والمسيحيين، و شمل ذلك:

1. قطع العلاقات الدبلوماسية:

  • أدت الحروب الصليبية إلى قطع العلاقات الدبلوماسية بين العديد من الدول الإسلامية والمسيحية.

  • سادت مشاعر العداء والريبة بين الجانبين،

  • مما جعل من الصعب التواصل والتعاون.

2. الحصار الاقتصادي:

  • فرضت الدول المسيحية الحصار الاقتصادي على بعض الدول الإسلامية خلال الحروب الصليبية.

  • أدى ذلك إلى صعوبات اقتصادية كبيرة للدول الإسلامية،

  • و زاد من تفاقم التوترات بين الجانبين.

3. الاستعباد:

  • تم أسر العديد من المسلمين والمسيحيين خلال الحروب الصليبية،

  • و تم بيعهم كعبيد.

  • أدى ذلك إلى معاناة كبيرة لكلا الجانبين،

  • و زاد من مشاعر الكراهية والعداء.

4. الدعاية الدينية:

  • استخدمت كلا الجانبين الدعاية الدينية لتبرير أفعالهم و شيطنة الجانب الآخر.

  • أدى ذلك إلى تشويه صورة كل من المسلمين والمسيحيين،

  • و صعّب من إمكانية التفاوض والتوصل إلى حلول سلمية.

5. التأثيرات طويلة الأمد:

  • لا تزال تأثيرات الحروب الصليبية على العلاقات الدبلوماسية واضحة حتى يومنا هذا.

  • فقد ساهمت في خلق "جرح تاريخي" عميق بين المسلمين والمسيحيين،

  • و لا تزال تُستخدم أحيانًا لتبرير العداء والعنف بين الجانبين.

ومع ذلك، من المهم الإشارة إلى أن هناك العديد من الأمثلة على التعاون والتسامح بين المسلمين والمسيحيين عبر التاريخ. و هناك جهود متزايدة في الوقت الحاضر لبناء جسور من التفاهم والاحترام بين الجانبين.

بعض الأمثلة على التأثير السلبي للحروب الصليبية على العلاقات الدبلوماسية:

  • مقاطعة العلاقات الدبلوماسية: بعد سقوط القدس عام 1099، قطع الخليفة الفاطمي العلاقات الدبلوماسية مع جميع الدول الأوروبية.

  • الحصار الاقتصادي: عام 1248، فرضت فرنسا حصارًا بحريًا على مصر في محاولة لوقف دعمها للمماليك في حربهم ضد الصليبيين.

  • الاستعباد: تم بيع العديد من المسلمين والمسيحيين كعبيد في أسواق الرقيق في أوروبا والعالم الإسلامي خلال الحروب الصليبية.

  • الدعاية الدينية: قامت الكنيسة الكاثوليكية بنشر دعاية تصور المسلمين على أنهم برابرة متوحشون، بينما قام المسلمون بنشر دعاية تصور الصليبيين على أنهم غزاة متعطشون للدماء.

بشكل عام، يمكن القول أن الحروب الصليبية كان لها تأثير سلبي عميق على العلاقات الدبلوماسية بين المسلمين والمسيحيين. و لا تزال تأثيراتها طويلة الأمد واضحة حتى يومنا هذا. و هناك حاجة إلى بذل جهود كبيرة لبناء الثقة والاحترام بين الجانبين و إعادة العلاقات الدبلوماسية إلى مسارها الصحيح.

 6. التراث الثقافي والديني الحروب الصليبية على العلاقات الإسلامية-المسيحية

كان للحروب الصليبية تأثير معقد وطويل المدى على التراث الثقافي والديني للعلاقات الإسلامية-المسيحية. شمل ذلك:

1. التبادل الثقافي:

  • أدت الحروب الصليبية إلى زيادة الاتصال بين أوروبا والشرق الأوسط،

  • مما أدى إلى تبادل الأفكار والمنتجات الثقافية بين الحضارتين.

  • تأثر الفن الأوروبي بالفن الإسلامي، خاصة في العمارة والزخرفة.

  • كما ظهرت أعمال أدبية جديدة مستوحاة من أحداث الحروب الصليبية.

2. الترجمة:

  • تم ترجمة العديد من النصوص العربية إلى اللاتينية والعكس صحيحًا،

  • مما ساهم في نشر المعرفة بين الجانبين.

  • لعبت حركة الترجمة دورًا هامًا في نقل المعرفة العلمية والفلسفية من العالم الإسلامي إلى أوروبا.

3. التطور العلمي:

  • حفزت الحروب الصليبية التطور العلمي في كل من أوروبا والعالم الإسلامي.

  • سعى الأوروبيون إلى تعلم العلوم العربية،

  • بينما سعى المسلمون إلى تطوير تقنياتهم العسكرية لمواجهة الصليبيين.

4. التراث الديني:

  • أدت الحروب الصليبية إلى تعميق الخلافات الدينية بين المسيحيين والمسلمين.

  • ازداد الشعور بالعداء والريبة بين الجانبين،

  • وتأثرت العلاقات الإسلامية-المسيحية بشكل سلبي لعدة قرون.

  • كما أدت الحروب الصليبية إلى ازدياد التعصب الديني داخل كل من أوروبا والعالم الإسلامي.

5. التأثيرات طويلة الأمد:

  • لا تزال تأثيرات الحروب الصليبية على التراث الثقافي والديني واضحة حتى يومنا هذا.

  • فهناك صعوبة في فصل الدين عن التاريخ في هذه العلاقات،

  • و لا تزال تُستخدم الحروب الصليبية أحيانًا لتبرير العداء والعنف بين الجانبين.

ومع ذلك، من المهم الإشارة إلى أن هناك العديد من الأمثلة على التعاون والتسامح بين المسلمين والمسيحيين عبر التاريخ. و هناك جهود متزايدة في الوقت الحاضر لبناء جسور من التفاهم والاحترام بين الجانبين.

من المهم أيضًا التأكيد على أن التراث الثقافي والديني ليس متجانسًا داخل كل من الإسلام والمسيحية. فقد كانت هناك تنوعات وتفاعلات ثقافية ودينية داخل كل من الحضارتين قبل وأثناء وبعد الحروب الصليبية.

بشكل عام، يمكن القول أن الحروب الصليبية كان لها تأثير معقد وطويل المدى على التراث الثقافي والديني للعلاقات الإسلامية-المسيحية. و شمل ذلك تبادل الأفكار والمنتجات الثقافية، و الترجمة، و التطور العلمي، و التراث الديني، و التأثيرات طويلة الأمد.

و هناك حاجة إلى بذل جهود كبيرة لفهم التراث الثقافي والديني للعلاقات الإسلامية-المسيحية بشكل كامل و معالجة الإرث السلبي للحروب الصليبية و بناء جسور من التفاهم والاحترام بين الجانبين.

 7. إرث الانقسامات الدينية الحروب الصليبية على العلاقات الإسلامية-المسيحية

لا تزال تأثيرات الحروب الصليبية، التي دارت رحاها بين القرنين الحادي عشر والثالث عشر، واضحة حتى يومنا هذا، وخاصةً فيما يتعلق بالعلاقات بين المسلمين والمسيحيين.

وقد خلفت هذه الحروب إرثًا ثقافيًا ودينيًا معقدًا، تميز بالانقسامات والعداء بين الجانبين، وذلك على النحو التالي:

1. تعميق الخلافات الدينية:

  • أدت الحروب الصليبية إلى تعميق الخلافات الدينية بين المسيحيين والمسلمين،

  • حيث عززت الشعور بالعداء والريبة بين الجانبين.

  • تم تصوير المسلمين على أنهم أعداء يجب هزيمتهم،

  • بينما تم تصوير المسيحيين على أنهم غزاة متعطشون للدماء.

2. شرعنة العنف:

  • ساهمت الحروب الصليبية في شرعنة العنف الديني

  • من خلال تصويره على أنه واجب ديني.

  • أدى ذلك إلى المزيد من الصراعات والاضطهاد بين المسلمين والمسيحيين.

3. إرث من الاستياء:

  • لا يزال هناك شعور بالاستياء والمرارة لدى بعض المسلمين تجاه

  • الغرب بسبب الحروب الصليبية.

  • كما ينظر بعض المسيحيين إلى المسلمين بريبة وعداء.

4. صعوبات الحوار:

  • تُشكل الانقسامات الدينية التي خلفتها الحروب الصليبية

  • عقبة أمام الحوار والتفاهم بين المسلمين والمسيحيين.

  • يصعب على الجانبين مناقشة القضايا الدينية

  • دون أن تؤدي إلى خلافات وصراعات.

5. استغلال الإرث الديني:

  • يتم أحيانًا استغلال الإرث الديني للحروب الصليبية

  • من قبل الجماعات المتطرفة لتبرير العنف والكراهية.

  • يُستخدم هذا الإرث لتغذية مشاعر العداء بين المسلمين والمسيحيين

  • و خلق المزيد من الانقسامات في المجتمع.

ومع ذلك، من المهم الإشارة إلى أن هناك العديد من الأمثلة على التعاون والتسامح بين المسلمين والمسيحيين عبر التاريخ. و هناك جهود متزايدة في الوقت الحاضر لبناء جسور من التفاهم والاحترام بين الجانبين.

من الضروري بذل جهود جادة لفهم الإرث الديني للحروب الصليبية بشكل نقدي ومعالجته. وذلك من خلال:

  • التعليم: يجب تعليم المسلمين والمسيحيين

  • تاريخ الحروب الصليبية بشكل موضوعي ودقيق،

  • مع التركيز على نقاط الالتقاء بدلاً من نقاط الاختلاف.

  • الحوار: يجب تشجيع الحوار بين المسلمين والمسيحيين

  • لفهم وجهات نظر بعضهم البعض بشكل أفضل وبناء الثقة.

  • مكافحة التعصب: يجب مكافحة التعصب والكراهية

  • في كل من المجتمعات الإسلامية والمسيحية.

  • التعايش السلمي: يجب العمل على تعزيز التعايش السلمي

  • و الاحترام المتبادل بين المسلمين والمسيحيين.

إن معالجة إرث الانقسامات الدينية للحروب الصليبية لن تكون مهمة سهلة، لكنها ضرورية لبناء مستقبل أفضل للعلاقات الإسلامية-المسيحية.

خاتمة

الحروب الصليبية كانت لها تأثيرات طويلة الأمد ومعقدة على العلاقات بين العالمين الإسلامي والمسيحي. رغم أنها كانت فترة من العداوة والتوترات، إلا أنها كانت أيضاً فترة من التبادل الثقافي والمعرفي الذي أسهم في تشكيل التاريخ اللاحق لكل من الشرق الأوسط وأوروبا. التعقيدات الناتجة عن هذه الحروب ما زالت تُدرس وتُفهم في سياق تأثيرها المستمر على العلاقات بين الأديان والحضارات.

إقرا : مواضيع تكميلية

  1.  الحملة الصليبية الأولى . رابط 
  2.  التغيرات في العلاقات بين الكنائس الشرقية والغربية والحروب الصليبية . رابط
  3.  الحملة الصليبية الثانية-رحلة محفوفة بالمخاطر وفاشلة .   رابط
  4. الحملة الصليبية السابعة والثامنة 1248-1270-الحروب الصليبية . رابط
  5. عدد  الحروب الصليبية و أسبابها -  رابط
  6. الحروب الصليبية الدول المشاركة في الحروب الصليبية -  رابط 
  7.  الرد الأوروبي على استعادة صلاح الدين للقدس . رابط
  8. الحملة الصليبية الثالثة (1189-1192) . رابط
  9. الحملة الصليبية الرابعة . رابط
  10. الأحداث الرئيسية  الحملة الصليبية الرابعة 1202-1204.  رابط
  11. احتلال القسطنطينية وأثره على العلاقات بين الشرق والغرب . رابط 
  12. تأثير الحروب الصليبية على المسيحية والإسلام-الحملات الصليبية . رابط 
  13. نهاية الحروب الصليبية . رابط
  14.  تصوير الحروب الصليبية في الأدب والتاريخ . رابط

المراجع

1. "تاريخ الحروب الصليبية" - تأليف: ستيفن رانسيمان

2. "الحروب الصليبية كما رآها العرب" - تأليف: أمين معلوف

3. "تاريخ الحروب الصليبية: من البداية حتى النهاية" - تأليف: جوناثان رايلي سميث

4. "الحروب الصليبية والشرق الإسلامي" - تأليف: كارين أرمسترونغ

5. "الحروب الصليبية في العصور الوسطى" - تأليف: هانس إيبرهارد ماير

 6.  الحروب الصليبية: قصة عصور وسطى للكاتب توماس أسبر.

 7.  العرب والصليبيون: صراع على الشرق الأوسط للكاتبة ماري كينيدي.

 8.  الإسلام والمسيحية: حوار عبر التاريخ للكاتب جون إسبوزيتو.



تعليقات

محتوى المقال