القائمة الرئيسية

الصفحات

تاريخ مصر الحديث والمعاصر-الشرق الأوسط

مقدمة حول تاريخ مصر المعاصر - الشرق الأوسط

مقدمة حول تاريخ مصر المعاصر - الشرق الأوسط

  • تاريخ مصر المعاصر يمثل فترة غنية بالأحداث والتحولات التي شكلت ملامح الدولة المصرية وأثرت في الشرق الأوسط بشكل كبير. يبدأ هذا التاريخ بشكل فعلي مع الحملة الفرنسية على مصر بقيادة نابليون بونابرت عام 1798، والتي كانت بمثابة بداية لتدخل القوى الغربية في الشؤون المصرية وانطلاق عملية تحديث الدولة. هذه الحملة فتحت الباب أمام التغييرات السياسية والاجتماعية والاقتصادية، وأيضاً ساعدت في إدخال الأفكار التنويرية إلى المجتمع المصري.

  • تاريخ مصر المعاصر لا يمكن فهمه بمعزل عن دوره المركزي في الشرق الأوسط، حيث كانت مصر دائماً لاعباً رئيسياً في القضايا الإقليمية والدولية. هذه المقدمة تضع إطاراً لفهم التطورات التي شهدتها مصر وكيف أثرت في محيطها العربي والعالمي.

1-  تعريف تاريخ مصر المعاصر

  • تاريخ مصر المعاصر يشير إلى الفترة الزمنية التي بدأت مع بداية القرن التاسع عشر وتمتد إلى يومنا هذا. خلال هذه الفترة، شهدت مصر تحولات جذرية في كافة المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، متأثرة بالعديد من الأحداث المحلية والإقليمية والعالمية. يعد تاريخ مصر المعاصر من الفترات الأكثر ديناميكية في تاريخها، حيث مرّت البلاد بمراحل من الاستعمار والنضال من أجل الاستقلال، ثم مراحل من الإصلاح والتنمية والتحديث.

القرن التاسع عشر: بداية الحملة الفرنسية

  • تعتبر الحملة الفرنسية على مصر بقيادة نابليون بونابرت في عام 1798 نقطة تحول هامة في تاريخ مصر المعاصر. ورغم أن الاحتلال الفرنسي لم يدم طويلاً، إلا أنه كشف المصريين على الأفكار الأوروبية الحديثة وأدى إلى بدء عملية التحديث في البلاد. بعد رحيل الفرنسيين، تولى محمد علي باشا الحكم عام 1805، وبدأ سلسلة من الإصلاحات الجذرية بهدف تحديث مصر وبناء دولة قوية على النمط الأوروبي. شملت إصلاحاته تطوير الجيش، والتعليم، و الصناعة، والزراعة، مما جعل مصر واحدة من القوى الإقليمية الهامة في الشرق الأوسط.

 الاحتلال البريطاني والنضال من أجل الاستقلال

  • في عام 1882، أصبحت مصر تحت الاحتلال البريطاني الذي استمر حتى منتصف القرن العشرين. هذه الفترة كانت مليئة بالتحديات والاضطرابات، حيث شهدت مصر تنامي الحركة الوطنية المطالبة بالاستقلال. ثورة 1919 بقيادة سعد زغلول وحزب الوفد كانت ذروة هذا النضال، وأدت إلى إعلان الاستقلال الجزئي لمصر في عام 1922 وإنشاء دستور 1923. ومع ذلك، بقي النفوذ البريطاني قوياً في مصر، واستمرت المطالب الشعبية بتحقيق استقلال حقيقي.

 ثورة 1952 والتحول إلى الجمهورية

  • ثورة 23 يوليو 1952 بقيادة تنظيم الضباط الأحرار وعلى رأسهم جمال عبد الناصر كانت نقطة تحول حاسمة في تاريخ مصر المعاصر. هذه الثورة أنهت الحكم الملكي وأعلنت الجمهورية، وجلبت تغييرات جذرية في كل جوانب الحياة المصرية. جمال عبد الناصر أصبح رمزاً للقومية العربية، وسعى لتطبيق سياسات اشتراكية شملت تأميم قناة السويس في عام 1956 وإنشاء السد العالي. فترة حكمه شهدت أيضاً نكسة 1967، التي كانت لها تداعيات خطيرة على مصر والمنطقة.

 عصر السادات والانفتاح الاقتصادي

  • بعد وفاة جمال عبد الناصر في عام 1970، تولى أنور السادات الحكم وبدأ في تحويل سياسة مصر الداخلية والخارجية. قاد السادات مصر إلى حرب أكتوبر 1973، والتي أعادت الروح المعنوية للجيش المصري وأدت إلى مفاوضات السلام مع إسرائيل. سياسة الانفتاح الاقتصادي التي تبناها السادات أدت إلى تغييرات اقتصادية كبيرة، لكنها أيضاً واجهت انتقادات بسبب زيادة الفجوة بين الأغنياء والفقراء.

 حكم مبارك والثورة

  • حسني مبارك تولى الحكم بعد اغتيال السادات في عام 1981، واستمر في منصبه حتى ثورة 25 يناير 2011. خلال فترة حكمه، شهدت مصر استقراراً نسبياً ولكن مع تزايد الفساد والقمع السياسي، مما أدى إلى اندلاع الثورة التي أطاحت به. هذه الثورة كانت جزءاً من موجة الربيع العربي التي اجتاحت العديد من الدول العربية.

 مصر بعد الثورة

  • فترة ما بعد الثورة كانت مليئة بالتحديات والتحولات السياسية. شهدت مصر فترات من عدم الاستقرار السياسي وتغيير الحكومات، وصولاً إلى انتخاب عبد الفتاح السيسي رئيساً في عام 2014. السيسي قاد حملة ضد الإرهاب وبدأ في تنفيذ مشاريع تنموية كبرى بهدف تحسين الاقتصاد والبنية التحتية في مصر.

 الأهمية الجغرافية والاستراتيجية

  • تاريخ مصر المعاصر لا يمكن فهمه دون الإشارة إلى موقعها الجغرافي الاستراتيجي الذي جعلها دائماً في قلب الأحداث الإقليمية والدولية. موقع مصر كممر حيوي للتجارة الدولية عبر قناة السويس، ودورها القيادي في العالم العربي والإسلامي، جعلها دائماً لاعباً رئيسياً في الساحة الدولية.

في النهاية، يمكن القول أن تاريخ مصر المعاصر هو تاريخ من النضال والتحديث والتغيير المستمر. من خلال دراسة هذه الفترة، يمكن فهم العديد من التحولات التي شهدتها مصر وكيف أثرت على محيطها الإقليمي والعالمي.

2-  أهمية دراسة تاريخ مصر في سياق الشرق الأوسط

  • دراسة تاريخ مصر في سياق الشرق الأوسط تحمل أهمية كبيرة لعدة أسباب تتعلق بالموقع الجغرافي الاستراتيجي لمصر، وتأثيرها السياسي والاقتصادي والثقافي على المنطقة، وتفاعلها مع الأحداث العالمية والإقليمية. لفهم الأهمية العميقة لدراسة تاريخ مصر ضمن سياق الشرق الأوسط، يمكننا تناول الجوانب التالية:

 1. الموقع الجغرافي الاستراتيجي

  • مصر تتمتع بموقع جغرافي فريد يجعلها جسراً بين قارتي إفريقيا وآسيا، وتتحكم بأحد أهم الممرات المائية في العالم، قناة السويس. هذا الموقع جعلها مركزاً للتجارة العالمية منذ العصور القديمة وحتى الوقت الحاضر. قناة السويس، التي تم تأميمها في عهد جمال عبد الناصر، تظل شرياناً حيوياً للتجارة الدولية، مما يزيد من أهمية مصر الاستراتيجية على الصعيدين الإقليمي والعالمي.

 2. دور مصر القيادي في العالم العربي

  • منذ العصور القديمة، كانت مصر مركزاً حضارياً وسياسياً وثقافياً في العالم العربي. خلال العصر الحديث، لعبت مصر دوراً رئيسياً في حركات التحرر الوطني ضد الاستعمار، وكانت في طليعة الدول التي دافعت عن قضايا العرب في المحافل الدولية. ثورة 1952 بقيادة جمال عبد الناصر، على سبيل المثال، لم تؤثر فقط على مصر، بل ألهمت حركات التحرر في العديد من الدول العربية والإفريقية.

 3. التأثير السياسي والدبلوماسي

  • مصر كانت دائماً لاعباً رئيسياً في الساحة السياسية للشرق الأوسط. توقيع اتفاقية كامب ديفيد مع إسرائيل في عام 1979، بقيادة أنور السادات، كان له تأثير كبير على ديناميكيات الصراع العربي-الإسرائيلي، وأدى إلى إعادة رسم الخريطة السياسية في المنطقة. بالإضافة إلى ذلك، تلعب مصر دوراً محورياً في الوساطة بين الفصائل الفلسطينية المختلفة، وتسعى دائماً للحفاظ على استقرار المنطقة.

 4. الاقتصاد والتجارة

  • الاقتصاد المصري، بموارده الطبيعية الكبيرة وموقعه الجغرافي الاستراتيجي، له تأثير مباشر على اقتصادات دول المنطقة. مصر تعد من أكبر الأسواق الاستهلاكية في العالم العربي، ووجودها في المعادلات الاقتصادية الإقليمية أمر حاسم. السياسات الاقتصادية في مصر، مثل سياسة الانفتاح الاقتصادي في عهد السادات، أثرت على العديد من الدول المجاورة من خلال تعزيز الروابط التجارية والاستثمارية.

 5. التفاعل الثقافي والتعليمي

  • مصر، بتراثها الثقافي الغني ومؤسساتها التعليمية العريقة مثل جامعة الأزهر، كانت وما زالت مركزاً للعلم و الثقافة في العالم العربي والإسلامي. الأدب والفنون والموسيقى المصرية أثرت بشكل كبير في الثقافة العربية، وأصبحت جزءاً لا يتجزأ من الهوية الثقافية للمنطقة. النهضة الثقافية التي شهدتها مصر خلال القرن العشرين كان لها صدى واسع في الدول العربية الأخرى.

 6. التحولات الاجتماعية والدينية

  • التاريخ المصري حافل بالتغيرات الاجتماعية والدينية التي انعكست على المنطقة بأسرها. حركة الإصلاح الديني والاجتماعي التي شهدتها مصر في أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين كانت لها تأثيرات بعيدة المدى على العالم الإسلامي. الفكر الإسلامي الإصلاحي الذي نشأ في مصر أثر على الحركات الفكرية والدينية في العديد من الدول الإسلامية.

 7. الأمن الإقليمي

  • الأمن القومي المصري مرتبط ارتباطاً وثيقاً بأمن المنطقة بأسرها. أي اضطراب أو عدم استقرار في مصر ينعكس بشكل مباشر على الاستقرار الإقليمي. لذلك، دراسة تاريخ مصر والأحداث الأمنية والسياسية فيها تساعد في فهم التحديات الأمنية في الشرق الأوسط، وكيفية التعامل معها للحفاظ على استقرار المنطقة.

 8. الحركات الاجتماعية والسياسية

  • الثورات والاحتجاجات الاجتماعية في مصر كانت دائماً مصدر إلهام للحركات الاجتماعية في المنطقة. ثورة 25 يناير 2011، التي أدت إلى الإطاحة بالرئيس حسني مبارك، كانت جزءاً من موجة الربيع العربي التي اجتاحت العديد من الدول العربية. دراسة هذه الأحداث تساعد في فهم الديناميكيات الاجتماعية والسياسية في المنطقة بشكل أفضل.

دراسة تاريخ مصر في سياق الشرق الأوسط ليست مجرد دراسة لأحداث ماضية، بل هي دراسة لفهم الحاضر وتوقع المستقبل. مصر، بموقعها الجغرافي وتأثيرها السياسي والاقتصادي والثقافي، تلعب دوراً محورياً في تشكيل تاريخ المنطقة. من خلال فهم تاريخ مصر، يمكن للباحثين والمحللين فهم العديد من التحديات والفرص التي تواجه الشرق الأوسط، وكيفية التعامل معها بفعالية لتحقيق الاستقرار والازدهار في المنطقة.

3.  الحملة الفرنسية على مصر (1798-1801)

كانت الحملة الفرنسية على مصر حدثاً تاريخياً بارزاً في أواخر القرن الثامن عشر، وتعد واحدة من أهم الحملات العسكرية التي أثرت بشكل كبير على تاريخ مصر والمنطقة. قاد الحملة الجنرال الفرنسي نابليون بونابرت، الذي كان يطمح إلى قطع طريق التجارة بين بريطانيا والهند وتوسيع النفوذ الفرنسي في الشرق الأوسط.

 السياق التاريخي والأسباب

بحلول أواخر القرن الثامن عشر، كانت أوروبا تشهد تغييرات جذرية بفعل الثورات والحروب. الثورة الفرنسية التي اندلعت في عام 1789 جلبت معها موجة من التغيير، وشهدت فرنسا صعود نابليون بونابرت كواحد من أبرز قادتها العسكريين. نابليون، الذي كان يطمح إلى تحقيق انتصارات عسكرية خارج أوروبا لتعزيز مكانته، رأى في مصر فرصة إستراتيجية لعدة أسباب:

1. قطع طريق التجارة البريطانية: كان البحر الأحمر والمحيط الهندي طريقاً تجارياً حيوياً بين بريطانيا ومستعمراتها في الهند. بالسيطرة على مصر، كان نابليون يهدف إلى تعطيل هذه التجارة وتقويض النفوذ البريطاني.

2. توسيع النفوذ الفرنسي: رغبت فرنسا في تعزيز وجودها ونفوذها في الشرق الأوسط، حيث كانت القوى الأوروبية تتنافس على السيطرة على هذه المنطقة الحيوية.

3. إحياء الإمبراطورية الرومانية: رأى نابليون في مصر مكاناً ذو تاريخ حضاري عريق، وكان يحلم بإحياء الإمبراطورية الرومانية القديمة من خلال الفتوحات في الشرق.

سير الحملة

انطلقت الحملة من ميناء طولون الفرنسي في مايو 1798، وضمت نحو 40,000 جندي، بالإضافة إلى العلماء والمهندسين والفنانين الذين كانوا جزءاً من بعثة علمية تهدف إلى دراسة مصر وثقافتها. في 1 يوليو 1798، وصلت القوات الفرنسية إلى شواطئ الإسكندرية وبدأت في احتلال المدينة.

معركة الأهرامات: في 21 يوليو 1798، خاض نابليون معركة حاسمة ضد المماليك قرب أهرامات الجيزة. رغم أن المماليك كانوا أكثر عدداً، إلا أن التكتيكات العسكرية المتفوقة للفرنسيين أدت إلى انتصار حاسم. أسفرت هذه المعركة عن ترسيخ السيطرة الفرنسية على القاهرة.

المقاومة المحلية: واجهت القوات الفرنسية مقاومة محلية شرسة من المصريين، وخاصة من قبل الفلاحين والعلماء الدينيين. ومع ذلك، تمكن الفرنسيون من فرض سيطرتهم على المدن الرئيسية.

 النتائج والتداعيات

الهزيمة البحرية: على الرغم من الانتصارات البرية، تعرض الأسطول الفرنسي لهزيمة ساحقة على يد الأسطول البريطاني بقيادة الأميرال نيلسون في معركة أبي قير البحرية في أغسطس 1798. أدى ذلك إلى قطع الإمدادات والاتصالات الفرنسية مع أوروبا.

الحملة العلمية: جلب نابليون معه فريقاً من العلماء الذين أجروا دراسات مكثفة حول مصر القديمة، ونتج عن ذلك اكتشافات مهمة. أبرز هذه الاكتشافات كانت حجر رشيد، الذي مكن العلماء من فك رموز الكتابة الهيروغليفية.

نهاية الحملة: بسبب تدهور الأوضاع والضغوط البريطانية والعثمانية، قرر نابليون العودة إلى فرنسا في أغسطس 1799، تاركاً جيشه بقيادة الجنرال كليبر. استمرت المقاومة المحلية والهجمات العثمانية حتى تم إجبار الفرنسيين على الاستسلام في عام 1801.

 الأثر البعيد للحملة

كان للحملة الفرنسية على مصر تأثيرات بعيدة المدى على الصعيدين المحلي والدولي:

1. إحياء الاهتمام بمصر القديمة: أدت الحملة إلى إحياء الاهتمام الأوروبي بالآثار المصرية وتاريخها، ما أدى لاحقاً إلى علم المصريات الحديث.

2. بداية النهضة الحديثة في مصر: رغم أنها كانت حملة استعمارية، إلا أن التفاعل مع الأوروبيين والأفكار الجديدة التي جلبوها ساهمت في بدء نهضة ثقافية وفكرية في مصر.

3. تغيير النظام السياسي: أدى خروج الفرنسيين وصعود محمد علي باشا إلى تغيير جذري في النظام السياسي في مصر، حيث أسس دولة قوية ومركزية مهدت الطريق لتحديث البلاد.

في النهاية، تظل الحملة الفرنسية على مصر حدثاً محورياً في تاريخ مصر والشرق الأوسط، حيث تركت بصمات عميقة على التطور الثقافي والسياسي للمنطقة.

4.  محمد علي باشا وبناء الدولة الحديثة (1805-1848)

ولد محمد علي في مدينة قولة بمقدونيا عام 1769. جاء إلى مصر كضابط في الجيش العثماني خلال الحملة الفرنسية (1798-1801). بعد خروج الفرنسيين، نجح محمد علي في استغلال الصراعات الداخلية بين المماليك والعثمانيين ليصعد إلى السلطة. في عام 1805، اختاره الأعيان المصريون ليكون والي مصر، مما اعترفت به السلطنة العثمانية لاحقاً.

 الإصلاحات الإدارية والاقتصادية

عند توليه السلطة، بدأ محمد علي في تنفيذ سلسلة من الإصلاحات الجذرية بهدف تحديث مصر وبناء دولة حديثة قوية. يمكن تلخيص أهم الإصلاحات في المجالات التالية:

1. الإصلاحات الإدارية:

   - مركزية السلطة: عمل محمد علي على تقليص نفوذ المماليك وتوطيد سلطته المركزية. أسس نظام إداري جديد يعتمد على الكفاءة والولاء.

   - التقسيم الإداري: قسم البلاد إلى مديريات تديرها حكومة مركزية قوية، مما ساهم في تحسين إدارة الشؤون الداخلية.

2. الإصلاحات الاقتصادية:

   - الزراعة: شجع محمد علي زراعة المحاصيل النقدية مثل القطن، الذي أصبح سلعة تصديرية رئيسية. كما قام بإصلاح نظام الري وتحديثه.

   - الصناعة: أسس العديد من المصانع الحكومية مثل مصانع النسيج والأسلحة لتعزيز التصنيع المحلي وتقليل الاعتماد على الواردات.

   - الضرائب: أعاد تنظيم نظام الضرائب وجعله أكثر عدالة وكفاءة، مما زاد من إيرادات الدولة.

 الجيش والتعليم

3. تحديث الجيش:

   - التجنيد الإجباري: أسس نظام التجنيد الإجباري، مما أدى إلى تشكيل جيش قوي ومدرب على الطراز الأوروبي.

   - التدريب والتسليح: أرسل بعثات تعليمية إلى أوروبا لتعلم أحدث أساليب التدريب والتسليح، كما استقدم خبراء أجانب لتدريب الجيش المصري.

4. التعليم:

   - البعثات التعليمية: أرسل بعثات تعليمية إلى أوروبا لتعلم العلوم الحديثة والفنون العسكرية والإدارية.

   - تأسيس المدارس: أسس محمد علي العديد من المدارس والكليات العسكرية والطبية والهندسية، مثل مدرسة المهندسخانة والمدرسة الطبية.

 العلاقات الخارجية والتوسعات العسكرية

5. العلاقات الخارجية:

   - الدبلوماسية: اعتمد محمد علي على الدبلوماسية لتثبيت دعائم حكمه وتعزيز مكانة مصر الدولية. أقام علاقات جيدة مع الدول الأوروبية الكبرى، وخاصة فرنسا.

   - التوسع الإقليمي: قاد محمد علي حملات عسكرية لتوسيع نفوذه في المنطقة. ضم السودان إلى مصر وأجرى حملات في الحجاز والشام واليونان.

 التأثيرات الطويلة الأمد

6. إرث محمد علي:

   - البنية التحتية: أنشأ محمد علي بنية تحتية حديثة تشمل الطرق والجسور والموانئ.

   - الجيش الحديث: أسس جيشاً نظامياً قوياً كان له دور بارز في تاريخ مصر الحديث.

   - الدولة الحديثة: وضعت إصلاحات محمد علي الأسس لبناء دولة مصر الحديثة، التي أصبحت نموذجاً للإصلاح والتحديث في العالم العربي.

- أسس محمد علي باشا دولة حديثة وقوية في مصر من خلال سلسلة من الإصلاحات الإدارية والاقتصادية والعسكرية والتعليمية. كانت رؤيته الطموحة وتطبيقه الحازم لهذه الإصلاحات حجر الزاوية في تحول مصر إلى دولة مركزية حديثة، وترك إرثاً طويل الأمد أثر على مسار التاريخ المصري والعربي.

5.  الخديوية والاحتلال البريطاني (1848-1952)

تولى الخديوي إسماعيل الحكم في عام 1863 واستمر حتى عام 1879. شهدت فترة حكمه العديد من الإصلاحات التي سعت إلى تحديث مصر، ولكنها أدت في النهاية إلى تدخل القوى الأوروبية في الشؤون المصرية.

  •  التحديث الإداري: سعى إسماعيل إلى تحديث الإدارة الحكومية وتحسين البنية التحتية. قام بإصلاح نظام التعليم، وتأسيس المدارس والجامعات.

  •  الاقتصاد والبنية التحتية: أنشأ مشروعات ضخمة مثل بناء السكك الحديدية، وتطوير الزراعة والصناعة. كان بناء قناة السويس من أهم مشروعاته، حيث افتتحت القناة في عام 1869، مما جعل مصر مركزًا تجاريًا عالميًا.

  •  الديون والتدخل الأوروبي: تراكمت الديون على مصر بسبب مشروعات التحديث، مما دفع إسماعيل إلى بيع حصته في قناة السويس لبريطانيا. أدت هذه الديون إلى تدخل بريطانيا وفرنسا في الشؤون المالية لمصر، وتم تعيين مراقبين ماليين أوروبيين لإدارة الاقتصاد المصري.

 الثورة العرابية (1879-1882)

  •  الأسباب والمطالب: قاد أحمد عرابي ضباط الجيش المصري في ثورة ضد التدخل الأجنبي والظلم الاجتماعي. طالب العرابيون بإصلاحات سياسية واقتصادية، وتحقيق استقلال مصر.

  •  التدخل البريطاني: ردت بريطانيا بقوة على الثورة العرابية. بعد معركة التل الكبير في 1882، هُزمت القوات العرابية، وبدأ الاحتلال البريطاني لمصر.

 فترة الاحتلال البريطاني (1882-1952)

  •  تأمين السيطرة: عززت بريطانيا سيطرتها على مصر عن طريق السيطرة على الجيش والإدارة المدنية. عينت معتمدًا بريطانيًا لإدارة الشؤون المصرية، حيث كانت المندوب السامي البريطاني هو الحاكم الفعلي لمصر.

  •  الاقتصاد والبنية التحتية: ركزت بريطانيا على تأمين مصالحها الاقتصادية، خاصة فيما يتعلق بقناة السويس. تم تحسين البنية التحتية لتسهيل السيطرة والنقل التجاري، لكن السياسات الاقتصادية غالباً ما كانت تخدم المصالح البريطانية على حساب المصريين.

 الحركة الوطنية والمقاومة

  •  نشأة الحركة الوطنية: بدأت حركة مقاومة الاحتلال تتبلور مع تأسيس الحزب الوطني بقيادة مصطفى كامل (1874-1908)، الذي طالب بالاستقلال ورفض السيطرة البريطانية.

  •  ثورة 1919: كانت نقطة تحول في النضال الوطني المصري، بقيادة سعد زغلول وحزب الوفد. مطالبة المصريين بالاستقلال أدت إلى اضطرابات واسعة النطاق.

  •  استقلال مصر الشكلي: في عام 1922، أعلنت بريطانيا استقلال مصر وأصبح فؤاد الأول ملكاً، ولكن السيطرة البريطانية استمرت على القضايا الاستراتيجية مثل الدفاع وقناة السويس.

 الصراع بين الملكية والحركة الوطنية

  •  النضال السياسي: استمر حزب الوفد في الضغط من أجل الاستقلال الكامل والديمقراطية. شهدت مصر سلسلة من الحكومات المتعاقبة والتوتر بين الملكية والقوى الوطنية.

  •  الحرب العالمية الثانية وما بعدها: شهدت مصر دورًا استراتيجيًا خلال الحرب، مما زاد من أهمية المطالب الوطنية بالاستقلال الكامل بعد الحرب.

 نهاية الملكية وبداية الجمهورية

  •  ثورة 1952: قاد الضباط الأحرار، بقيادة جمال عبد الناصر، ثورة في 23 يوليو 1952، التي أنهت حكم الملك فاروق وأدت إلى إعلان الجمهورية في 18 يونيو 1953.

  •  الخروج البريطاني: استمرت المفاوضات حول الجلاء البريطاني حتى تم الاتفاق على انسحاب القوات البريطانية في 1954، وتحقق ذلك بشكل كامل في 1956 بعد العدوان الثلاثي.

فترة الخديوية والاحتلال البريطاني في مصر كانت فترة معقدة من التحديث والتوترات السياسية والاحتلال الأجنبي. أثرت هذه الفترة بشكل كبير على تطور الحركة الوطنية المصرية ومهدت الطريق للتغييرات الجذرية التي شهدتها البلاد في منتصف القرن العشرين.

6.  ثورة 23 يوليو 1952 وتأسيس الجمهورية

 خلفية الثورة

  • في بداية الخمسينيات، كانت مصر تعاني من مشكلات اجتماعية وسياسية واقتصادية عديدة. تزايدت نسبة الفقر والبطالة بين المصريين، وانتشر الفساد في النظام الملكي. كما كانت البلاد تحت تأثير الاحتلال البريطاني، حيث كانت القوات البريطانية متمركزة في منطقة قناة السويس، وهو ما أثار استياء الشعب المصري.

 الأحداث التي أدت إلى الثورة

  •  الهزيمة في حرب 1948: كانت الهزيمة في الحرب العربية الإسرائيلية الأولى (1948) إحدى العوامل المحفزة للثورة. اعتبر الكثيرون أن الملك فاروق وحكومته مسؤولون عن هذه الهزيمة نتيجة للفساد وعدم الكفاءة.

  •  الحراك الوطني: زادت حدة الحراك الوطني ضد الاحتلال البريطاني والملك فاروق. كان حزب الوفد والقوى الوطنية الأخرى يلعبون دورًا هامًا في تحفيز هذا الحراك، ولكنهم لم يتمكنوا من تحقيق استقلال حقيقي أو إصلاحات سياسية ملموسة.

  •  حركة الضباط الأحرار: تشكلت مجموعة من الضباط الشبان في الجيش المصري عُرفت باسم "الضباط الأحرار"، بزعامة جمال عبد الناصر. هدفت هذه الحركة إلى الإطاحة بالنظام الملكي وإنهاء الاحتلال البريطاني وتحقيق العدالة الاجتماعية.

 الثورة

في ليلة 23 يوليو 1952، قاد الضباط الأحرار تحركًا عسكريًا بدأ بالاستيلاء على المنشآت الحكومية الحيوية في القاهرة. تمكنت الحركة من السيطرة على الأمور بسرعة ودون مقاومة تذكر من قبل الجيش الملكي.

  •  إعلان الثورة: في صباح يوم 23 يوليو، أذاع اللواء محمد نجيب، الذي كان الوجه العلني للحركة، بيان الثورة عبر الإذاعة المصرية. أعلن البيان انتهاء النظام الملكي وبدء عهد جديد من الإصلاحات.

  •  تنازل الملك فاروق: أُجبر الملك فاروق على التنازل عن العرش ورحل إلى المنفى في إيطاليا في 26 يوليو 1952، لتنتهي بذلك الملكية في مصر.

 ما بعد الثورة

  •  الإصلاحات الاجتماعية والاقتصادية: بدأت الثورة بتنفيذ سلسلة من الإصلاحات الجذرية في مختلف المجالات. شملت هذه الإصلاحات توزيع الأراضي الزراعية على الفلاحين، وتأميم الشركات الكبرى، وتطوير النظام التعليمي والصحي.

  •  إعلان الجمهورية: في 18 يونيو 1953، أُعلنت الجمهورية المصرية، وأصبح اللواء محمد نجيب أول رئيس للجمهورية. لكن سرعان ما استلم جمال عبد الناصر السلطة الفعلية وأصبح هو القائد الرئيسي للثورة.

  •  انسحاب القوات البريطانية: استمرت المفاوضات بين مصر وبريطانيا بشأن جلاء القوات البريطانية عن مصر، وتُوجت هذه المفاوضات باتفاقية في 1954 نصت على انسحاب القوات البريطانية من منطقة قناة السويس بحلول عام 1956.

 التحديات الداخلية والخارجية

  •  الصراعات الداخلية: واجهت الجمهورية الجديدة تحديات داخلية عديدة، منها الصراعات بين قادة الثورة والاختلافات في الرؤى حول كيفية إدارة البلاد. انتهت هذه الصراعات بإقصاء محمد نجيب وتثبيت جمال عبد الناصر كقائد للبلاد.

  •  العلاقات الدولية: سعت مصر بقيادة عبد الناصر إلى تعزيز استقلالها وتوسيع نفوذها في العالم العربي. كما سعت إلى إقامة علاقات متوازنة مع القوى الكبرى، مما أدى إلى توترات مع الغرب وأزمات مثل أزمة السويس في 1956.

  •  أحدثت ثورة 23 يوليو 1952 تحولًا جذريًا في تاريخ مصر الحديث، إذ انتقلت البلاد من النظام الملكي إلى الجمهورية، وبدأت مرحلة جديدة من التنمية الاجتماعية والاقتصادية. كما ساهمت الثورة في تغيير موازين القوى في الشرق الأوسط، وتعزيز حركة التحرر الوطني في العالم العربي وأفريقيا. كان لهذه الثورة تأثيرات عميقة على الهوية المصرية وعلى سياساتها الداخلية والخارجية، مما جعلها نقطة محورية في تاريخ مصر المعاصر.

7.  حقبة جمال عبد الناصر (1954-1970)

 البداية والصعود إلى السلطة

  • بعد الإطاحة بالملك فاروق في ثورة 23 يوليو 1952، برز اللواء محمد نجيب كأول رئيس لجمهورية مصر، لكن سرعان ما أظهر جمال عبد الناصر، أحد قادة "الضباط الأحرار"، نفوذه الكبير. في عام 1954، تم تهميش محمد نجيب وتولي عبد الناصر السلطة بشكل فعلي، ليصبح رئيساً لمصر بحلول عام 1956.

 التحديات الداخلية والإصلاحات

  •  الإصلاحات الزراعية والاقتصادية: قاد عبد الناصر مجموعة من الإصلاحات الجذرية، أبرزها الإصلاح الزراعي الذي شمل توزيع الأراضي على الفلاحين، وتأميم العديد من الشركات والمصانع. هدف هذا إلى القضاء على النظام الإقطاعي وتعزيز العدالة الاجتماعية.

  •  التعليم والصحة: أولى عبد الناصر اهتماماً كبيراً لتطوير التعليم والرعاية الصحية، من خلال بناء المدارس والمستشفيات وتوفير التعليم المجاني.

 السياسة الخارجية

  •  حركة عدم الانحياز: كان عبد الناصر من أبرز مؤسسي حركة عدم الانحياز، التي هدفت إلى تعزيز التعاون بين الدول النامية والابتعاد عن التكتلات العسكرية الغربية والشرقية.

  •  الأزمة السويسية (1956): بعد تأميم قناة السويس في يوليو 1956، تعرضت مصر لعدوان ثلاثي من قبل بريطانيا وفرنسا وإسرائيل. استطاع عبد الناصر مقاومة هذا العدوان واستعادة السيطرة على القناة، مما عزز من شعبيته ومكانته كزعيم عربي.

  •  الوحدة مع سوريا: قادت رغبة عبد الناصر في تحقيق الوحدة العربية إلى الاتحاد مع سوريا لتشكيل الجمهورية العربية المتحدة في عام 1958، إلا أن هذه الوحدة انتهت بانفصال سوريا في عام 1961.

 السياسة الداخلية والتحديات

  •  تأميم الشركات والمؤسسات: واصل عبد الناصر سياسة التأميم والسيطرة على الاقتصاد، مما أثار جدلاً حول كفاءة الإدارة الحكومية وتأثيرها على الإنتاجية.

  •  القمع السياسي: لجأ عبد الناصر إلى سياسات قمعية ضد المعارضين السياسيين، بما في ذلك جماعة الإخوان المسلمين والشيوعيين، مستخدماً أجهزة الأمن لقمع أي حركات معارضة.

  •  التنمية الاقتصادية: بالرغم من الجهود المبذولة في التنمية، واجهت مصر تحديات اقتصادية، منها انخفاض الإنتاجية والصعوبات المالية.

 حرب 1967 والنكسة

  • في يونيو 1967، اندلعت حرب الأيام الستة بين مصر وإسرائيل، انتهت بهزيمة مصر واحتلال إسرائيل لسيناء. كانت هذه الهزيمة ضربة قاسية لعبد الناصر، الذي قدم استقالته إثرها، لكن تظاهرات شعبية واسعة طالبت ببقائه، مما جعله يستمر في الحكم.

 الاستعداد لحرب الاستنزاف

  • بعد هزيمة 1967، ركز عبد الناصر على إعادة بناء الجيش المصري والتحضير لحرب استنزاف ضد إسرائيل، محاولاً استعادة الأرض المفقودة وتعزيز الموقف المصري.

 الوفاة والإرث

  • توفي جمال عبد الناصر في 28 سبتمبر 1970 إثر نوبة قلبية، تاركاً وراءه إرثاً مختلطاً من الإنجازات والإخفاقات. يُذكر عبد الناصر كشخصية محورية في تاريخ مصر والعالم العربي، لدوره في النضال ضد الاستعمار وتعزيز الوحدة العربية، رغم التحديات الداخلية والخارجية التي واجهها.

حقبة جمال عبد الناصر تمثل فترة من التحولات الكبرى في تاريخ مصر الحديث. برغم التحديات والهزائم، كان لعبد الناصر دور محوري في تغيير مسار البلاد وتعزيز هويتها القومية. إرثه ما زال مثار جدل بين مؤيديه ومعارضيه، لكنه بلا شك أحد أعظم الشخصيات في تاريخ مصر الحديث.

8.  حقبة أنور السادات (1970-1981)

بعد وفاة جمال عبد الناصر في سبتمبر 1970، تولى أنور السادات الحكم في مصر، وكانت حقبته تشهد تحولات هامة على الصعيدين الداخلي والخارجي.

 السياسة الخارجية

  •  مسار السلام مع إسرائيل: في خطوة مفاجئة وجريئة، قرر أنور السادات الانفتاح على إسرائيل بهدف التوصل إلى حل سلمي للصراع العربي الإسرائيلي. هذا الانفتاح أدى في النهاية إلى اتفاقية كامب ديفيد في 1978، واتفاقية السلام بين مصر وإسرائيل في 1979، التي جلبت لمصر استعادة سيناء المحتلة.

  •  تحالف مصر مع الغرب: بعد توقيع اتفاقية السلام مع إسرائيل، بدأت مصر ببناء علاقات مع الغرب وخاصة الولايات المتحدة، مما سمح بتدفق المساعدات الاقتصادية إلى مصر.

 السياسة الداخلية

  •  سياسات الاقتصاد الليبرالي: اعتمد السادات سياسات اقتصادية ليبرالية جديدة، تهدف إلى فتح الاقتصاد المصري أمام الاستثمارات الأجنبية وتحرير الأسواق.

  •  الإصلاحات السياسية: قام بعض الإصلاحات السياسية، مثل تقليص دور الحزب الوطني، وإعادة تنظيم الحياة السياسية.

 التحديات والانتهاء

  •  المعارضة الداخلية: واجه السادات معارضة داخلية من جماعات إسلامية ويسارية، والتي انتهت في النهاية بمحاولة اغتياله في 1981.

  •  وفاته والإرث: توفي أنور السادات في أكتوبر 1981 جراء عملية اغتيال، وترك خلفه إرثاً متناقضاً، حيث أحرز انجازات كبيرة في السلام مع إسرائيل، لكنه تسبب في تصاعد التوترات مع الدول العربية، وتحوله من شخصية قومية لمصر إلى شخصية مثيرة للجدل.

  حقبة أنور السادات تعد فترة هامة في تاريخ مصر المعاصر، حيث تميزت بتحولات كبيرة في السياسة الخارجية والداخلية. بالرغم من إنجازاته في مسار السلام مع إسرائيل، فإن حكمه شهد تحديات عديدة وانتقادات داخلية، واستمرار التوترات مع بعض الدول العربية، مما يجعل

9.   حقبة حسني مبارك (1981-2011)

حكم حسني مبارك، الذي خلف أنور السادات بعد اغتياله في أكتوبر 1981، شهدت العديد من التحولات والأحداث الهامة في تاريخ مصر المعاصر.

 السياسة الداخلية

  •  الاستقرار السياسي النسبي: شهدت فترة حكم مبارك استقراراً نسبياً في السياسة المصرية، مقارنة بالفترات السابقة، حيث تمكن من إحكام سيطرته على البلاد.

  •  التحكم في السلطة: بناء على الدستور المصري، كان لرئيس الجمهورية سلطات واسعة، واستخدم مبارك هذه السلطات لتحكم السياسة المصرية بشكل كبير.

 الاقتصاد والتحولات الاقتصادية

  •  التحولات الاقتصادية: تواجه مصر في فترة حكم مبارك تحديات اقتصادية هامة، بما في ذلك نمو البطالة وتدهور الأوضاع المعيشية للطبقات الفقيرة والمتوسطة.

  •  سياسات الخصخصة: حاولت الحكومة المصرية تنفيذ سياسات خصخصة وإصلاحات اقتصادية، ولكنها واجهت معارضة شديدة من الجماهير والجماعات الإسلامية.

 المعارضة والتحركات الاجتماعية

  •  المعارضة السياسية: شهدت فترة حكم مبارك نشاطاً سياسياً متزايداً من قبل الجماعات المعارضة، بما في ذلك جماعة الإخوان المسلمين وحركات المعارضة الليبرالية.

  •  التحركات الاجتماعية: انتفضت بعض الجماهير المصرية ضد الفساد والقمع السياسي، ما أدى إلى تظاهرات واحتجاجات شعبية، بما في ذلك انتفاضة يناير 2011.

 الانتهاء والإرث

  •  انتفاضة يناير 2011: اندلعت احتجاجات شعبية عارمة في يناير 2011، طالبت برحيل مبارك وإجراء إصلاحات سياسية واقتصادية، وهو ما أدى في النهاية إلى استقالة مبارك في فبراير 2011.

- إرث حسني مبارك: ترك حسني مبارك إرثاً متناقضاً، حيث حقق بعض التقدم الاقتصادي والاستقرار السياسي، ولكنه واجه انتقادات شديدة بسبب قمع الحريات السياسية والفساد.

10.  الثورات والانتقال الديمقراطي (2011-2014)

فترة الثورات والانتقال الديمقراطي في مصر، التي بدأت في عام 2011 واستمرت حتى عام 2014، شهدت سلسلة من الأحداث الهامة والتحولات السياسية في تاريخ البلاد.

 السياق السياسي والاجتماعي:

  •  انطلاق الثورة: انطلقت الثورة المصرية في 25 يناير 2011، حيث نزل الملايين من المصريين إلى الشوارع مطالبين بالديمقراطية والحرية والكرامة الإنسانية.

  •  استجابة النظام: ردت الحكومة المصرية بقمع عنيف للاحتجاجات، مما أسفر عن سقوط العديد من الضحايا والجرحى.

 تكوين الجمهورية الجديدة:

  •  انتقال السلطة: بعد إسقاط حسني مبارك، تم تشكيل مجلس عسكري لإدارة شؤون البلاد.

  •  الانتخابات الرئاسية والبرلمانية: جرت انتخابات رئاسية وبرلمانية، أدت إلى فوز محمد مرسي بالرئاسة وتولي الإخوان المسلمين السلطة البرلمانية.

 التحولات والتحديات:

  •  الانقسامات السياسية: شهدت مصر انقسامات سياسية عميقة بين القوى المدنية والإسلامية والعسكرية.

  •  الاضطرابات الاقتصادية والاجتماعية: عانى الاقتصاد المصري من التدهور وانخفاض مستوى المعيشة، مما زاد من الاحتقان الاجتماعي.

 الانقلاب العسكري:

  •  إطاحة مرسي: في يوليو 2013، شهدت مصر انقلابًا عسكريًا أطاح بحكم محمد مرسي وأعضاء جماعة الإخوان المسلمين.

  •  عودة النظام العسكري: تم استعادة السلطة من قبل الجيش المصري، وتم تشكيل حكومة مؤقتة برئاسة المشير عبد الفتاح السيسي.

 النتائج والتقييم:

  •  استقرار مؤقت: شهدت مصر فترة من الاستقرار المؤقت تحت حكم السيسي، ولكنها تبقى تحت وطأة التحديات الاقتصادية والسياسية.

  •  تفاقم القمع السياسي: شهدت مصر زيادة في حالات انتهاكات حقوق الإنسان وقمع الحريات السياسية تحت حكم السيسي.

11.   حقبة عبد الفتاح السيسي (2014-حتى الآن)

فترة حكم عبد الفتاح السيسي، التي بدأت في يونيو 2014 وتستمر حتى الآن، شهدت العديد من التحديات والتحولات في مصر.

 السياسة الداخلية:

  •  استقرار الأمن: حظيت فترة حكم السيسي بالاستقرار الأمني نسبيًا، حيث شهدت مصر انخفاضًا في حالات العنف والإرهاب.

  •  تنمية البنية التحتية: قام النظام بجهود كبيرة لتطوير البنية التحتية في مجالات النقل والطاقة والاتصالات.

 السياسة الخارجية:

  •  الدور في المنطقة: لعبت مصر دورًا متزايد الأهمية في تحالفات المنطقة، خاصة في مواجهة التهديدات الإرهابية والتأثير الإيراني.

  •  العلاقات الدولية: تحسنت العلاقات بين مصر والعديد من الدول العربية والغربية، وتعاونت مصر في مجالات الأمن والاقتصاد.

 التحديات والانتقادات:

  •  قمع الحريات: تعرضت مصر لانتقادات دولية بسبب قمع الحريات السياسية وانتهاك حقوق الإنسان.

  •  الوضع الاقتصادي: عانت البلاد من تدهور الوضع الاقتصادي وزيادة التضخم وارتفاع معدلات البطالة.

 الإصلاحات والمبادرات:

  •  برنامج الإصلاح الاقتصادي: قامت الحكومة باتخاذ إجراءات اقتصادية صارمة، بما في ذلك إصلاحات في قطاعات الطاقة والضرائب والدعم.

  •  مكافحة الإرهاب: شنت الحكومة حملات عسكرية ضد التنظيمات الإرهابية في سيناء ومناطق أخرى.

 التقييم:

  •  تقدم في بعض المجالات: يُشيد بالتقدم الذي أحرزته مصر في بعض المجالات مثل مكافحة الإرهاب وتطوير البنية التحتية.

  •  تحديات مستمرة: مع ذلك، تبقى التحديات الاقتصادية والسياسية وحقوق الإنسان تهدد استقرار البلاد واستمرارية التنمية.

12.    العلاقات المصرية-الشرق أوسطية

العلاقات المصرية-الشرق أوسطية قديمة ومعقدة وتشمل علاقات مصر مع الدول العربية والإسلامية في المنطقة الشرقية. تشكلت هذه العلاقات على مر العصور بناءً على الجوانب الثقافية والدينية والاقتصادية والسياسية، وتأثرت بالتحولات التاريخية والسياسية والاجتماعية. 

 الأبعاد الثقافية والدينية:

  •  اللغة العربية والإسلام: تشترك مصر وباقي دول المنطقة العربية في اللغة والدين الإسلامي، مما يجعل العلاقات الثقافية والدينية متينة.

  •  التبادل الثقافي: تتبادل مصر وباقي دول الشرق الأوسط العديد من العناصر الثقافية مثل الأدب والموسيقى والفنون.

 الأبعاد الاقتصادية:

  •  التجارة والاستثمار: تعتبر مصر ودول الشرق الأوسط منطقة تجارية واستثمارية هامة بفضل موقعها الاستراتيجي وثرواتها الطبيعية.

  •  التعاون الاقتصادي: هناك جهود مشتركة لتعزيز التعاون الاقتصادي وتطوير البنية التحتية في المنطقة.

 الأبعاد السياسية:

  •  التحالفات السياسية: تشارك مصر ودول الشرق الأوسط في تحالفات سياسية مختلفة، سواء على المستوى الإقليمي أو الدولي.

  •  حل النزاعات والمشاكل السياسية: تتعاون مصر وباقي دول المنطقة في محاولة حل النزاعات والأزمات السياسية التي تعاني منها المنطقة.

 التحديات والفرص:

  •  التطرف والإرهاب: يواجه الشرق الأوسط تحديات كبيرة من التطرف والإرهاب، ويجب على مصر ودول المنطقة تعزيز التعاون لمكافحتها.

  •  التحولات السياسية: تشهد بعض دول المنطقة تحولات سياسية واجتماعية، مما يمثل فرصة لتحسين العلاقات وتعزيز الديمقراطية وحقوق الإنسان.

 الرؤية المستقبلية:

  •  يجب تعزيز التعاون الثنائي والإقليمي بين مصر ودول الشرق الأوسط في مختلف المجالات لتحقيق التنمية والاستقرار في المنطقة.

  •  ينبغي استغلال الفرص المتاحة لتعزيز التعاون الاقتصادي والثقافي وتعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة.

13.   التحديات والآفاق المستقبلية لمصر - الشرق الاوسط

مصر تواجه مجموعة من التحديات وتشهد عدة آفاق مستقبلية في سياق الشرق الأوسط، وتأتي هذه التحديات والآفاق في ظل الظروف الإقليمية والدولية المعقدة. من بين التحديات الرئيسية:

 التحديات:

1. الاقتصادية: تعاني مصر من تحديات اقتصادية كبيرة، مثل ارتفاع معدلات البطالة والتضخم، وتأثير الإصلاحات الاقتصادية على الطبقات الفقيرة.

2. الأمنية والإرهابية: تشهد مصر تحديات أمنية ناجمة عن التطرف والإرهاب، مما يؤثر على الاستقرار الداخلي والسياحة والاستثمار.

3. التحديات السياسية: تواجه مصر تحديات سياسية متعددة، مثل تحديد السياسات الداخلية والخارجية وإدارة الانتقال الديمقراطي.

 الآفاق المستقبلية:

1. التنمية الاقتصادية: يمكن تحقيق آفاق إيجابية من خلال تطوير البنية التحتية وتعزيز الاستثمارات وتحسين مناخ الأعمال لتحقيق التنمية الاقتصادية.

2. مكافحة الإرهاب والتطرف: يتعين على مصر تكثيف جهودها لمكافحة الإرهاب والتطرف وتعزيز الأمن الوطني والإقليمي.

3. تعزيز الديمقراطية وحقوق الإنسان: تشهد مصر تحولات سياسية واجتماعية، ويمكن تحقيق آفاق إيجابية من خلال تعزيز الديمقراطية وحقوق الإنسان.

4. التعاون الإقليمي: يمكن تحقيق آفاق إيجابية من خلال تعزيز التعاون الإقليمي مع دول الشرق الأوسط لمواجهة التحديات المشتركة وتحقيق الازدهار المشترك.

5. التحول نحو الاقتصاد الرقمي: يمكن لمصر استغلال التحول الرقمي في تطوير الاقتصاد وتعزيز الابتكار وخلق فرص عمل جديدة.

  • مصر تواجه تحديات كبيرة ولكنها تتمتع بإمكانيات هائلة وموقع استراتيجي مهم، وبتعزيز التعاون الإقليمي والدولي والاستثمار في التنمية ومكافحة الإرهاب، يمكن تحقيق آفاق مستقبلية إيجابية لمصر والشرق الأوسط.

خاتمة حول تاريخ مصر المعاصر-الشرق الأوسط

  • في ختام النظرة على تاريخ مصر المعاصر في سياق الشرق الأوسط، نجد أنها شهدت سلسلة من التحولات الهامة والأحداث التاريخية التي أثرت بشكل كبير على الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية في المنطقة. بدءًا من الحملة الفرنسية على مصر وصولاً إلى الثورات الشعبية الحديثة، شهدت مصر مراحل متعددة من النضال والتحولات.

  • رغم التحديات الكبيرة التي واجهتها، تظل مصر شاهدة على عمق التاريخ وتجذب اهتمام العالم بتراثها الثقافي والتاريخي العريق. ومع مرور الزمن، تعززت مكانتها كدولة رائدة في المنطقة، حيث تلعب دورًا مهمًا في تعزيز السلام والاستقرار وتعزيز التعاون الإقليمي والدولي.

  • ومع تطورات العصر الحديث والتحديات الجديدة التي تواجهها، يظل لدى مصر فرص كبيرة للنمو والتطور. وتبقى الحاجة إلى استغلال مواردها الطبيعية والبشرية بشكل فعال، وتعزيز الديمقراطية وحقوق الإنسان، وتعزيز الابتكار والتكنولوجيا لتحقيق التنمية المستدامة وتعزيز السلام والاستقرار في الشرق الأوسط.

إقرأ أيضا مقال تكميلي

    • الحملة الفرنسية على مصر وملابساتها-الشرق الأوسط .رابط
    • نبذة حول محمد علي باشا وبناء الدولة الحديثة في مصر . رابط
    • الآثار الاقتصادية والاجتماعية والسياسية للفترة (1848-1952) في مصر.رابط
    • الشرق الأوسط . رابط

    مراجع حول تاريخ مصر المعاصر-الشرق الأوسط

    1. ابن رشد، محمد. "تاريخ مصر الحديث والمعاصر". القاهرة: دار الفكر العربي، 1990.

    2. عبد الفتاح، إبراهيم. "مصر المعاصرة: من الاحتلال البريطاني إلى الثورة المصرية". القاهرة: المركز القومي للترجمة، 2015.

    3. عبد الرحمن، مصطفى. "تاريخ مصر الحديث والمعاصر: قراءة نقدية". القاهرة: مكتبة الثقافة الدينية، 2008.

    4. شمس الدين، حسين. "تاريخ مصر الحديث والمعاصر". القاهرة: دار الشروق، 2012.

    5. كامل، مصطفى. "تاريخ مصر الحديث والمعاصر". القاهرة: دار النهضة العربية، 2005.

    6. زاهر، محمد. "مصر المعاصرة: الفترة من الثورة العرابية حتى اليوم". القاهرة: دار الأهلية للنشر والتوزيع، 2018.

    7. صلاح الدين، عبد الحميد. "تاريخ مصر المعاصر ومشكلاتها الداخلية". القاهرة: مكتبة مدبولي، 2009.

    8. فهمي، يوسف. "مصر المعاصرة: دراسات في تاريخ القرن العشرين". القاهرة: دار المعارف، 2007.

    9. محمود، أحمد. "تاريخ مصر المعاصر". القاهرة: مكتبة الصداقة، 2014.

    10. وهبة، محمد. "مصر المعاصرة: مراحل التطور والتحديات". القاهرة: المكتبة الوقفية، 2016.

    11. عبد الجواد، عادل. "مصر في القرن العشرين: مراجعة تاريخية". القاهرة: مكتبة الإخاء، 2010.

    12. الشاعر، محمد. "مصر الحديثة والمعاصرة: التحديات والتغيرات". القاهرة: دار المعرفة للنشر، 2017.

    31. الصافي، محمد. "تاريخ مصر المعاصر: الفترة من عبد الناصر حتى السيسي". القاهرة: دار الكتب العلمية، 2019.

    14. بدر، علي. "المعركة السياسية في مصر المعاصرة: من ناصر إلى السادات". القاهرة: مكتبة الهلال، 2018.

    51. حسين، مصطفى. "مصر الحديثة والمعاصرة: السياسة والاقتصاد والثقافة". القاهرة: دار الكتب العلمية، 2015.

    16. دويدار، عبد الله. "مصر بعد الثورة: التحولات الاقتصادية والسياسية". القاهرة: مركز القاهرة للبحوث والدراسات السياسية، 2013.

    17. سعد، محمد. "تاريخ مصر المعاصر: العصور الحديثة والمعاصرة". القاهرة: دار السلام، 2016.

    18. شعبان، حسام. "مصر بين التاريخ والسياسة: دراسات في القرن العشرين". القاهرة: دار الفكر العربي، 2014.

    19. ضياء، عبد الحميد. "تاريخ مصر الحديث: الفترة من نهاية العهد العثماني حتى الثورة المصرية". القاهرة: دار المعرفة، 2011.

    20. كمال، حسن. "مصر المعاصرة: الاقتصاد والتحولات السياسية". القاهرة: دار الشروق، 2008.


    تعليقات

    محتوى المقال