التحالفات السياسية قبل الحرب العالمية الأولى
1 - أهمية دراسة التحالفات السياسية قبل الحرب العالمية الأولى
دراسة التحالفات السياسية قبل الحرب العالمية الأولى تمثل جزءًا أساسيًا من فهم أسباب ودوافع اندلاع هذه الحرب الكارثية وتأثيراتها على المستوى الدولي. وفيما يلي بعض الأسباب التي تبرز أهمية دراسة التحالفات السياسية في هذا السياق:
1. فهم الديناميات الدولية: يساعد تحليل التحالفات السياسية في فهم التفاعلات بين الدول والقوى الكبرى في فترة ما قبل الحرب العالمية الأولى. هذا يتيح للباحثين فهم كيفية تشكل السلم والحرب وتأثير القوى العظمى والمتوسطة على هذه الديناميات.
2. تحديد الأسباب السياسية للحرب:تكشف دراسة التحالفات السياسية عن العديد من الأسباب السياسية التي أدت إلى اندلاع الحرب العالمية الأولى، بما في ذلك التوترات الإقليمية والصراعات الاستعمارية والنزاعات الإثنية والدينية.
3. تقييم الدور الدبلوماسي: يمكن لدراسة التحالفات السياسية تسليط الضوء على الجهود الدبلوماسية التي بذلت لتجنب الحرب أو لتقويض جهود السلام، وبالتالي تقييم نجاحها أو فشلها في منع النزاعات المسلحة.
4. فهم تأثير العلاقات الدولية: تساهم دراسة التحالفات السياسية في فهم كيفية تشكل العلاقات الدولية وتأثيرها على الصراعات الإقليمية والدولية، وكذلك التحولات في النظام الدولي.
5. التعرف على العوامل الداخلية والخارجية: تكشف التحالفات السياسية عن العوامل الداخلية والخارجية التي تؤثر على سياسات الدول وقراراتها، مما يساعد في فهم كيفية تكوين التحالفات وتفاعلاتها مع الأحداث الداخلية.
يمكن القول إن دراسة التحالفات السياسية قبل الحرب العالمية الأولى تعتبر أساسية لفهم جذور النزاعات الدولية والصراعات العالمية، وهي تساهم في تحليل التحولات السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي شهدتها القرن العشرين.
2 - تاريخ العلاقات الدولية في أوروبا في القرن التاسع عشر
في القرن التاسع عشر، شهدت أوروبا تحولات كبيرة في العلاقات الدولية تأثرت بالتطورات السياسية والاقتصادية والثقافية. كان هذا القرن فترة محورية في تاريخ القارة الأوروبية، حيث شهدت تحولات هائلة تركت بصماتها على العالم بأسره. دعنا نستعرض بعض النقاط المهمة في تاريخ العلاقات الدولية في أوروبا خلال هذه الفترة:
1. الثورات والتحولات السياسية:
في بداية القرن التاسع عشر، شهدت أوروبا موجة من الثورات والتحولات السياسية، مثل ثورة 1830 وثورة 1848. كانت هذه الثورات تهدف إلى الإطاحة بالأنظمة القديمة وتحقيق الديمقراطية والحريات الأساسية. وقد أدت هذه التحولات إلى تحولات كبيرة في توزيع السلطة في أوروبا وإلى نشوء دول جديدة وتغييرات في نظام الحكم.
2. نهضة القومية وتشكيل الدول الوطنية:
شهد القرن التاسع عشر نهضة قومية قوية في أوروبا، حيث تطورت الولاءات القومية وبزغت حركات الاستقلال والتحرر الوطنية في عدة مناطق، مما أدى إلى تشكيل دول وطنية جديدة مثل إيطاليا وألمانيا.
3. نمو الإمبراطوريات والتوسع الاستعماري:
شهد القرن التاسع عشر نموًا هائلاً في الإمبراطوريات الأوروبية مثل الإمبراطورية البريطانية والإمبراطورية الفرنسية والإمبراطورية الروسية. وشهدت هذه الفترة توسعًا استعماريًا هائلًا في أفريقيا وآسيا وأمريكا، مما أدى إلى توترات دولية وصراعات على المصالح الاقتصادية والاستراتيجية.
4. الحروب الأوروبية:
شهد القرن التاسع عشر سلسلة من الحروب الأوروبية المدمرة، مثل حروب نابليون وحرب القرم وغيرها. كانت هذه الحروب تعكس التوترات السياسية والاقتصادية والثقافية التي كانت تعم القارة الأوروبية في تلك الفترة.
5. نشوء النظام الدولي الحديث:
شهد القرن التاسع عشر تحولًا كبيرًا في النظام الدولي، حيث تم تأسيس نظام دولي جديد قائم على مفهوم التوازن القوى بين الدول الكبرى، وهو ما دفع بعض الدول لتشكيل تحالفات لضمان سيادته.
3 - الأحداث والتطورات التي سبقت الحرب العالمية الأولى
قبل الحرب العالمية الأولى، شهد العالم توترات سياسية واقتصادية وثقافية متزايدة، مما أدى إلى تفاقم الصراعات بين الدول وتشكيل التحالفات العسكرية والدبلوماسية، وأخيرًا اندلاع أحداث الحرب العالمية الأولى التي غيّرت مجرى التاريخ. سنستعرض في هذا المقال بعض الأحداث والتطورات الرئيسية التي سبقت هذه الحرب العالمية الكبرى:
1. النضالات الوطنية والقومية:
شهدت العديد من الدول في أوروبا وحول العالم نضالات وطنية وقومية للحصول على الاستقلال أو التحرر من السيطرة الاستعمارية. على سبيل المثال، تقدمت صربيا بمجموعة من المطالب للإمبراطورية النمساوية المجرية، وهو ما أدى في النهاية إلى اغتيال الأرشيدوق فرانز فيردناند في سراييفو واندلاع الحرب.
2. سباق التسلح:
شهدت الدول الكبرى سباقًا مستمرًا نحو تطوير التكنولوجيا العسكرية وتوسيع جيوشها. كانت هذه السباقات تسبب في تصاعد التوترات الدولية وزيادة الشعور بالتهديد بين القوى الكبرى.
3. التوسع الاستعماري:
شهدت الدول الأوروبية سباقًا للتوسع الاستعماري في أفريقيا وآسيا، مما أدى إلى تصاعد التوترات بين الدول الأوروبية بسبب المنافسة على الموارد والسيطرة على المناطق الجديدة.
4. التحالفات السياسية:
شكّلت الدول التحالفات السياسية والعسكرية لتعزيز نفوذها وتحقيق مصالحها، مما زاد من التوترات الدولية. على سبيل المثال، تشكل تحالف الحلفاء (فرنسا وبريطانيا وروسيا) ردًا على تحالف المحور (ألمانيا والنمسا-المجر وإيطاليا).
5. النزعات الاقتصادية:
شهدت فترة ما قبل الحرب العالمية الأولى تنافسًا شديدًا بين الدول الصناعية الكبرى للحصول على الموارد والأسواق الخارجية. وقد أدى هذا التنافس إلى تصاعد التوترات الاقتصادية بين الدول.
6. الصراع العثماني:
شهدت الإمبراطورية العثمانية تراجعًا في نفوذها وسط التحركات القومية والإصلاحات الداخلية وضعف الحكومة. هذا الضعف أثر بشكل كبير على توترات القوى الكبرى في المنطقة وزاد من الصراعات المحتملة.
تأثرت العديد من هذه الأحداث والتطورات ببعضها البعض، وكلها ساهمت في خلق بيئة من التوترات والصراعات التي أديت في النهاية إلى اندلاع الحرب العالمية الأولى. تعتبر هذه الحرب نقطة تحول في التاريخ العالمي ولها تأثيرات مدمرة على المستوى الدولي والبشري.
4 - مراجعة للتحالفات السياسية الرئيسية في أوروبا قبل الحرب العالمية الأول
قبل الحرب العالمية الأولى، كانت التحالفات السياسية في أوروبا تمثل جزءًا أساسيًا من الديناميات السياسية والعسكرية في القارة، حيث شكلت قوى كبرى تحالفات لتعزيز نفوذها وتحقيق مصالحها الاستراتيجية. سنستعرض في هذا المقال مراجعة للتحالفات الرئيسية التي كانت سائدة في أوروبا قبل الحرب العالمية الأولى:
1. التحالف الثلاثي:
الدول الأعضاء: ألمانيا، النمسا-المجر، إيطاليا.
الغاية: تشكيل تحالف لمواجهة التحديات السياسية والعسكرية في أوروبا، وخاصة لمواجهة توسع نفوذ فرنسا وروسيا.
التأثير: أدى إلى تعزيز نفوذ الدول الأعضاء وتعزيز قوتها العسكرية، ولكن لم يكن مستقرًا بشكل دائم بسبب التناقضات الداخلية بين الأعضاء.
2. التحالف الفرنسي-الروسي:
الدول الأعضاء: فرنسا، روسيا.
الغاية: تشكيل تحالف لمواجهة النفوذ الألماني والنمساوي في أوروبا، وتوفير دعم متبادل في حالة نشوب الحروب.
التأثير: أدى إلى زيادة التوترات بين التحالفات المختلفة في أوروبا وزيادة احتمالات الصراع.
3. التحالف البريطاني:
الدول الأعضاء: المملكة المتحدة.
الغاية: حفظ توازن القوى في أوروبا ومنع تفوق أي قوى كبرى.
التأثير: كانت بريطانيا تلعب دورًا حيويًا في التوسط بين التحالفات المتنازعة ومنع تفاقم التوترات، ولكن كانت سياسة بريطانيا أحيانًا غامضة وغير ثابتة.
4. التحالفات الصغيرة:
كانت هناك تحالفات أصغر تشكلت بين بعض الدول الصغيرة لتحقيق مصالحها المشتركة، ولكنها لم تكن لها نفوذ كبير في الساحة الدولية.
تكشف مراجعة التحالفات السياسية الرئيسية في أوروبا قبل الحرب العالمية الأولى عن التوترات الكبيرة التي كانت تسود القارة والتي ساهمت في تفاقم الصراعات الدولية واندلاع الحرب العالمية الأولى. كانت هذه التحالفات تعكس توترات القوى الكبرى والصراعات المتزايدة على النفوذ في أوروبا وخارجها.
5 - دوافع وأهداف الدول وراء تكوين لتحالفات قبل الحرب العالمية الأولى
قبل الحرب العالمية الأولى، كانت الدول الأوروبية تتسابق نحو تشكيل التحالفات السياسية والعسكرية بهدف تعزيز نفوذها وتحقيق مصالحها الاستراتيجية. يمكن تحليل دوافع وأهداف الدول وراء تكوين التحالفات قبل الحرب العالمية الأولى من خلال العوامل التالية:
1. توازن القوى:
كانت الدول تسعى إلى تحقيق التوازن في القوى السياسية والعسكرية في أوروبا، وهذا دفعها للتحالف مع دول أخرى لمنع تفوق أي قوة والحفاظ على الاستقرار.
2. السيطرة على الموارد:
كانت بعض الدول تسعى إلى السيطرة على مصادر الطاقة والموارد الاقتصادية، وكان التحالف يعتبر وسيلة لتحقيق هذا الهدف.
3. الاحتكام إلى الحلفاء:
كانت الدول تبحث عن دعم دولي في حالة نشوب الصراعات، وتشكيل التحالفات كان وسيلة لتأمين الدعم والحماية.
4. النفوذ الاقتصادي والتجاري:
كانت بعض الدول تسعى إلى توسيع نفوذها الاقتصادي والتجاري في المناطق الأخرى، والتحالفات كانت تستخدم كوسيلة لتحقيق هذا الهدف.
5. الخلافات الإقليمية والثقافية:
كانت هناك خلافات تاريخية وثقافية بين الدول تدفعها للتحالف مع دول تشاركها نفس الرؤية أو تواجه نفس الأعداء.
تكشف هذه العوامل عن تعقيدات السياسة الدولية في فترة ما قبل الحرب العالمية الأولى وتوضح الدوافع والأهداف وراء تشكيل التحالفات. كانت هذه التحالفات تعكس صراع القوى والمصالح والتوترات الدولية التي كانت تسود القارة الأوروبية في ذلك الوقت، والتي أسهمت في إشعال الحرب العالمية الأولى وتفاقم الصراعات الدولية.
6 - الأسباب السياسية والاقتصادية والعسكرية التي أدت إلى تكوين التحالفات
قبل اندلاع الحرب العالمية الأولى، شهدت أوروبا تصاعد التوترات السياسية والعسكرية والاقتصادية التي أدت إلى تشكيل التحالفات القوية بين الدول الكبرى. سنقوم في هذا المقال بتحليل الأسباب السياسية والاقتصادية والعسكرية التي أدت إلى تكوين التحالفات قبل الحرب العالمية الأولى:
الأسباب السياسية:
1. المنازعات الإقليمية: كانت هناك صراعات متعددة بين الدول الأوروبية حول الحدود والمناطق الإستراتيجية، مما دفعها للبحث عن دعم دولي لتحقيق أهدافها السياسية.
2. السعي لتوسيع النفوذ: كانت الدول الكبرى تسعى إلى توسيع نفوذها ونفوذ تحالفاتها في أوروبا وخارجها، وكانت التحالفات وسيلة لتحقيق هذا الهدف.
3. المنافسة الاستعمارية: كانت الدول الأوروبية تتنافس على السيطرة على المستعمرات والمناطق الاقتصادية الحيوية، مما دفعها للتحالف لتحقيق المزيد من النفوذ في هذه المناطق.
الأسباب الاقتصادية:
1. التجارة والموارد: كانت الدول تسعى إلى تأمين مصادر الموارد الطبيعية وتوسيع فرص التجارة، وتكوين التحالفات كان وسيلة لتعزيز الاقتصاد وتحقيق الاستقرار الاقتصادي.
2. التنافس الصناعي: كانت الدول تسعى لتحقيق التفوق الصناعي والاقتصادي على منافسيها، وكان التحالف مع دول ذات اقتصاد قوي يساعد على تعزيز هذا التفوق.
3. تمويل الحروب: كانت الدول تحتاج إلى تمويل للحروب والتحضيرات العسكرية، وكان التحالف يوفر الدعم المالي والموارد اللازمة لتحقيق هذه الأهداف.
الأسباب العسكرية:
1. تعزيز القدرات العسكرية: كانت الدول تبحث عن تعزيز قدراتها العسكرية وتحقيق التفوق العسكري على منافسيها، وكان التحالف يوفر الفرصة للتعاون العسكري وتبادل التكنولوجيا العسكرية.
2. التهديدات الأمنية: كانت هناك تهديدات أمنية متزايدة من قبل دول أخرى، وكان التحالف يوفر الحماية والدعم اللازم للتصدي لهذه التهديدات.
تكشف الأسباب السياسية والاقتصادية والعسكرية لتكوين التحالفات قبل الحرب العالمية الأولى عن التوترات الكبيرة التي كانت تسود القارة الأوروبية والتي ساهمت في إشعال الصراعات الدولية. كانت هذه التحالفات تعكس صراع المصالح والنفوذ بين الدول الكبرى، وكانت الحروب التي نتجت عنها نتيجة مباشرة لهذه الأسباب المعقدة والمتشابكة.
7 - دور القوى العظمى والمتوسطة في تشكيل التحالفات السياسية قبل الحرب العالمية الأولى
قبل اندلاع الحرب العالمية الأولى، كانت القوى العظمى والمتوسطة تلعب دورًا حاسمًا في تشكيل التحالفات السياسية في أوروبا. كانت هذه التحالفات تعكس الصراعات السياسية والاقتصادية والاستراتيجية التي كانت تسود القارة القبلية للحرب العالمية الأولى. في هذا المقال، سنستعرض دور القوى العظمى والمتوسطة في هذه التحالفات وكيف أثر ذلك على المشهد السياسي الأوروبي:
دور القوى العظمى:
1. ألمانيا: كانت ألمانيا تسعى إلى توسيع نفوذها في أوروبا وتحقيق الهيمنة على القارة. كانت تلعب دورًا قياديًا في تشكيل التحالفات السياسية والعسكرية، وتسعى للتوسع الاقتصادي والاستعماري في المناطق الشرقية والغربية.
2. بريطانيا: كانت بريطانيا تتطلع إلى الحفاظ على توازن القوى في أوروبا ومنع توسع الدول الأوروبية القوية مثل ألمانيا وفرنسا. كانت تدعم التحالفات التي تقوض الهيمنة الألمانية وتحمي مصالحها الاقتصادية والاستعمارية.
3. فرنسا: كانت فرنسا تعاني من الأضرار الناتجة عن الهزائم السابقة وكانت تسعى لاستعادة نفوذها في أوروبا. كانت تشكل التحالفات مع بريطانيا وروسيا لمواجهة التهديد الألماني وتحقيق الانتصارات السياسية والاقتصادية.
دور القوى المتوسطة:
1. إيطاليا: كانت إيطاليا تسعى لتحقيق الانتصارات الاستعمارية والاقتصادية في المنطقة الشمالية للبحر الأبيض المتوسط. شكلت تحالفات مع القوى العظمى لتحقيق أهدافها السياسية والاقتصادية.
2. الإمبراطورية النمساوية المجرية: كانت تعاني من التمزق الداخلي وتسعى للحفاظ على وحدتها الإمبراطورية والتأثير في الشؤون الأوروبية. شكلت تحالفات مع ألمانيا والدول الأخرى لتحقيق مصالحها السياسية والاقتصادية.
3. الإمبراطورية العثمانية: كانت تسعى للحفاظ على سلطتها في شرق أوروبا والشرق الأوسط والبلقان. شكلت تحالفات مع ألمانيا والنمسا لمواجهة التهديدات الروسية والبريطانية.
كانت التحالفات السياسية التي شكلتها القوى العظمى والمتوسطة قبل الحرب العالمية الأولى تعكس التوترات والصراعات السياسية والاقتصادية والاستعمارية التي كانت تسود أوروبا في ذلك الوقت. هذه التحالفات كانت جزءًا من المنافسة العالمية على الهيمنة والنفوذ، وساهمت في تصاعد التوترات التي أدت في النهاية إلى اندلاع الحرب العالمية الأولى.
8 - تأثير التحالفات على التوترات الإقليمية والدولية قبل الحرب العالمية الأولى
قبل اندلاع الحرب العالمية الأولى، كانت التحالفات السياسية تلعب دورًا حاسمًا في تشكيل التوترات الإقليمية والدولية في أوروبا ومنطقة البلقان وغيرها من المناطق. في هذا المقال، سنقوم بتحليل تأثير هذه التحالفات على التوترات الإقليمية والدولية قبل الحرب العالمية الأولى:
التأثير على التوترات الإقليمية:
1. البلقان: كانت المنطقة البلقانية مركزًا للتوترات السياسية والقومية قبل الحرب العالمية الأولى. تشكل التحالفات بين الدول الكبرى والمتوسطة تأثيرًا مباشرًا على الصراعات القومية والحدود في هذه المنطقة، مما أدى إلى زيادة التوترات واحتمالية اندلاع الصراعات.
2. القوقاز وآسيا الوسطى: كانت التوترات تتزايد بين الإمبراطوريات الروسية والعثمانية والإمبراطوريات الأوروبية الأخرى في منطقة القوقاز وآسيا الوسطى. تأثير التحالفات السياسية على هذه المناطق كان يزيد من التوترات ويزيد من احتمالية اندلاع النزاعات.
3. أفريقيا: كانت التوترات تتصاعد بين الدول الاستعمارية في أفريقيا، حيث كانت التحالفات السياسية تؤثر على المصالح الاقتصادية والاستراتيجية لهذه الدول، مما أدى إلى تصاعد التوترات والصراعات في المنطقة.
التأثير على التوترات الدولية:
1. الصراع الإمبريالي: كانت التحالفات السياسية تعزز الصراع الإمبريالي بين الدول الكبرى على الهيمنة والنفوذ في المناطق الإستراتيجية والموارد الطبيعية. هذا الصراع زاد من حدة التوترات الدولية وزاد من احتمالية اندلاع الحرب.
2. التوترات الثقافية والدينية: كانت التحالفات السياسية تزيد من التوترات الثقافية والدينية بين الدول والشعوب المختلفة، مما أدى إلى زيادة التوترات الدولية وزيادة احتمالية اندلاع الصراعات.
3. التوترات الاقتصادية: كانت التحالفات السياسية تؤثر على التوترات الاقتصادية بين الدول وتزيد من منافساتها الاقتصادية، مما يزيد من الصراعات التجارية ويؤدي إلى زيادة احتمالية اندلاع الحروب التجارية والاقتصادية.
بهذا يصبح واضحًا أن التحالفات السياسية قبل الحرب العالمية الأولى كان لها تأثير كبير على التوترات الإقليمية والدولية، وأن الصراعات السياسية والاقتصادية والثقافية كانت تتصاعد بفعلها، مما أدى في النهاية إلى اندلاع أكبر صراع عالمي في التاريخ.
الخاتمة
في الختام، يمكننا القول بأن تكوين التحالفات السياسية قبل الحرب العالمية الأولى كانت عاملًا حاسمًا في تعقيد المشهد السياسي العالمي وتصاعد التوترات بين الدول الكبرى. من خلال دراسة هذه التحالفات، ندرك أهمية العوامل السياسية والاقتصادية والثقافية في تشكيل الصراعات العالمية والتأثير على المسارات التاريخية.
توضح دراسة تكوين التحالفات السياسية كيف أن الدول كانت تسعى لتعزيز نفوذها وحماية مصالحها الاقتصادية والسياسية عبر التحالفات المتشابكة. ومع ذلك، فإن هذه التحالفات أيضًا زادت من التوترات بين الدول وزادت من احتمالية اندلاع الحروب، وهو ما أدى في النهاية إلى اندلاع أكبر صراع عالمي في التاريخ.
من الضروري فهم الخلفيات السياسية والاقتصادية والثقافية لتكوين التحالفات قبل الحرب العالمية الأولى لفهم جذور الصراعات العالمية وتطورها. ومن خلال الدروس المستفادة من هذه الفترة الحاسمة من التاريخ، يمكننا أن نسعى إلى تجنب تكرار الأخطاء التي أدت إلى هذه الحروب المدمرة، وبالتالي بناء عالم أكثر سلامًا واستقرارًا في المستقبل.
اقرأ المزيد : مواضيع مكملة
- مفهوم الحروب و الحملات العسكرية . رابط
- لمحة تاريخية عن الصراعات الدولية والاقليمية في التاريخ المعاصر. رابط
- الحرب العالمية الأولى (1914-1918) الصراع الدولي الكبير وأسفر عن تغيرات الخريطة السياسية للعالم - رابط
- الخلفيات السياسية والعسكرية لأندلاع الحرب العالمية الأولى . رابط
- الاستراتيجيات المستخدمة في الحرب العالمية الأولى رابط
- الآثار الاجتماعية والاقتصادية والسياسية للحرب العالمية الأولى. رابط
- دور الأقليات في الحرب العالمية الأولى وتأثيرها . رابط
- الصراعات الإقليمية التي تسببت في الحرب العالمية الأولى. رابط
- الأحداث الرئيسية التي حدثت خلال الحرب العالمية الأولى. رابط
المراجع
1. "الحرب العالمية الأولى: الأسباب والنتائج" – د. عبد الله عبد العزيز
2. "الحرب العالمية الأولى: الصراع والأثر" – د. محمد فؤاد
3. "الأزمة الكبرى: تاريخ الحرب العالمية الأولى" – د. أحمد العريان
4. "الحرب العالمية الأولى: وثائق وشهادات" – د. مصطفى صبري
5. "الحرب العالمية الأولى: دراسة تحليلية" – د. وليد النجار
6. "تاريخ الحرب العالمية الأولى: من الحرب إلى السلام" – د. سامي زهران
7. "الحرب العالمية الأولى: التأثيرات الجيوسياسية" – د. عادل عبد الرحمن
8. "الحرب العالمية الأولى: السياسة والاقتصاد" – د. نادر زكريا
9. "التحولات الكبرى: الحرب العالمية الأولى وتداعياتها" – د. خالد حسين
10. "الحرب العالمية الأولى: استراتيجيات ومعارك" – د. يوسف الجابري
المراجع الإلكترونية:
1. Clark, Christopher. "The Origins of World War I." *The History Guide.*
2. MacMillan, Margaret. "The Long Fuse: How the Archduke's Murder Led to World War I." *Smithsonian Magazine.*
3. Kitchen, Martin. "Europe before 1914: A Panorama of Political Life." *BBC History.*
4. The National Archives. "Causes of the First World War."
5. Hamilton,Richard F. "The Causes of World War One." *The History Learning Site.*
6. Hart, Peter. "The 28 June 1914 Assassination of Archduke Franz Ferdinand: A Brief History with Documents." *The History Teacher.*
الكتب:
1. MacMillan, Margaret. *The War That Ended Peace: The Road to 1914.* Random House, 2013.
2. Clark, Christopher. *The Sleepwalkers: How Europe Went to War in 1914.* HarperCollins, 2012.
3. Strachan, Hew. *The First World War: A New History.* Penguin Books, 2003.
4. Fromkin, David. *Europe's Last Summer: Who Started the Great War in 1914?* Vintage Books, 2005.
5. Tuchman, Barbara W. *The Guns of August.* Ballantine Books, 1962.
6. Keegan, John. *The First World War.* Vintage Books, 2000.
تعليقات