القائمة الرئيسية

الصفحات

العلماء الذين ساهموا في فك الكتابة المسمارية

فك رموز المسمارية: كشف النصوص القديمة من خلال المساعي العلمية

فك رموز المسمارية: كشف النصوص القديمة من خلال المساعي العلمية

المقدمة

كان فك رموز الكتابة المسمارية إنجازًا هائلاً فتح أبواب الماضي، مما سمح للعلماء باستكشاف سجلات بلاد ما بين النهرين القديمة. مهدت جهود الرواد مثل رولينسون وسميث وهينكس ولايارد ولينورمانت الطريق للأجيال القادمة من الباحثين للتعمق بشكل أعمق في تعقيدات الكتابة المسمارية والكشف عن القصص الرائعة المشفرة في هذا النص القديم. ولا يزال صدى تفانيهم ومساعيهم العلمية يتردد، مما يذكرنا بأهمية كشف أسرار الماضي لإلقاء الضوء على الطريق إلى الأمام.

1.النشأة والتطور الكتابة المسمارية

مصطلح "المسمارية" مشتق من الكلمات اللاتينية "cuneus" (إسفين) و"forma" (شكل)، والتي تصف بدقة الانطباعات المميزة على شكل إسفين التي تصنعها أقلام القصب على الأسطح الطينية. استُخدمت الكتابة المسمارية في البداية لأغراض محاسبية وإدارية، ثم تطورت على مر القرون إلى نظام كتابة متعدد الاستخدامات قادر على التعبير عن مجموعة واسعة من المواضيع، بدءًا من الأدب الملحمي وحتى القوانين القانونية.

كانت الأشكال الأولى من الكتابة المسمارية تصويرية، مع رموز تمثل الأشياء أو الأفكار. مع تطور النص، أصبحت هذه الرموز أكثر تجريدًا ومنمقة، وتحولت في النهاية إلى مجموعة معقدة من الشعارات والعلامات المقطعية. كان النص متعدد الاستخدامات، مع القدرة على نقل الأصوات والمفاهيم وحتى الفروق الدقيقة في المعنى من خلال مجموعة معقدة من الشخصيات.

2.فك رموز البرنامج النصي

أثبت فك رموز الكتابة المسمارية أنه مهمة ضخمة تطلبت تفاني العلماء وتعاونهم على مدى عدة قرون. وجاء هذا الاختراق في القرن التاسع عشر بجهود أفراد مثل هنري رولينسون، وجورج سميث، وآخرين. على سبيل المثال، قام رولينسون بدراسة دقيقة لنقش بهيستون في إيران، والذي ظهر بالكتابة المسمارية بثلاث لغات، مما يوفر مفتاحًا حاسمًا يشبه حجر رشيد لفهم النص.

   1.نظام الكتابة المسمارية

شملت الكتابة المسمارية مجموعة متنوعة من أنظمة الكتابة، يرتبط كل منها بلغات مختلفة تم التحدث بها في الشرق الأدنى القديم . السومرية والأكادية والبابلية والآشورية ليست سوى أمثلة قليلة. استخدم البرنامج النصي مجموعة من الشعارات (رموز تمثل كلمات أو مفاهيم كاملة) وعلامات مقطعية (تمثل المقاطع أو الأصوات). سمحت مرونة الكتابة المسمارية بالتكيف مع اللغات والسياقات المختلفة، مما يجعلها أداة قوية للتواصل.

   2.تطبيقات المسمارية

خدم المسماري وظائف مختلفة في مجتمعات بلاد ما بين النهرين القديمة. تم تطويره في البداية لأغراض اقتصادية وإدارية، وسرعان ما وجد تطبيقات في الأدب والدين والعلوم والقانون. تم اكتشاف آلاف الألواح الطينية، التي تحتوي على سجلات المعاملات التجارية، والحكايات الملحمية مثل ملحمة جلجامش، والنصوص الدينية، والملاحظات الفلكية، والقوانين القانونية مثل شريعة حمورابي الشهيرة.

3.كشف النصوص القديمة من خلال المساعي العلمية

ظهرت الكتابة المسمارية، وهي واحدة من أقدم أنظمة الكتابة المعروفة، في بلاد ما بين النهرين القديمة حوالي عام 3500 قبل الميلاد. كانت الكتابة المسمارية، المحفورة على الألواح الطينية باستخدام علامات على شكل إسفين، هي المفتاح لكشف أسرار الحضارات القديمة. لم يكن فك رموز هذا النص المعقد بالأمر الهين، وقد تطلب تفاني وذكاء العديد من العلماء على مر القرون. في هذا المقال، نستكشف مساهمات بعض الشخصيات الرئيسية التي لعبت أدوارًا محورية في فك رموز الكتابة المسمارية.

1. هنري رولينسون (1810-1895):

غالبًا ما يُنسب الفضل إلى هنري رولينسون، وهو ضابط في الجيش البريطاني وعالم آشوريات، باعتباره أول شخص نجح في فك رموز الكتابة المسمارية. في منتصف القرن التاسع عشر، أمضى رولينسون سنوات في دراسة النقوش الموجودة على صخرة بهيستون الشهيرة في إيران. منحوتة بثلاث لغات - الفارسية القديمة، والعيلامية، والبابلية المسمارية - قدم هذا النقش ثلاثي اللغات اختراقًا حاسمًا يشبه حجر رشيد. لقد قام رولينسون بنسخ وترجمة النص البابلي بجهد مضني، ووضع الأساس لعلماء المستقبل لفهم الكتابة المسمارية.

2. جورج سميث (1840-1876):

قدم جورج سميث، وهو عالم آشوريات علم نفسه بنفسه، مساهمات كبيرة في فك رموز الكتابة المسمارية خلال القرن التاسع عشر. وقد نال شهرة كبيرة بسبب مشاركته في ترجمة ملحمة جلجامش، وهي من أقدم الأعمال الأدبية المعروفة. أدى عمل سميث إلى توسيع نطاق فهم الكتابة المسمارية إلى ما هو أبعد من السجلات الإدارية والتاريخية، وكشف عن السرد الغني والجوانب الثقافية المضمنة في النص.

3. إدوارد هينكس (1792-1866):

قدم رجل الدين والباحث الأيرلندي، إدوارد هينكس، مساهمات كبيرة في فك رموز الكتابة المسمارية من خلال عمله على نقش بهستون والنقوش الأخرى الموجودة في بلاد ما بين النهرين. لعب هينكس دورًا حاسمًا في فك رموز اللغة الأكادية، مما سمح بترجمة العديد من النصوص المسمارية. ساعدت جهوده العلمية في إنشاء روابط لغوية رئيسية مهدت الطريق لفهم أعمق للنص القديم.

4. أوستن هنري لايارد (1817-1894):

على الرغم من شهرة لايارد في المقام الأول باكتشافاته في المواقع الأثرية، خاصة في نينوى، إلا أنه ساهم أيضًا في فك رموز الكتابة المسمارية. كشفت حفرياته عن عدد لا يحصى من الألواح المسمارية، مما يوفر مادة قيمة للعلماء لدراستها. وشملت النتائج التي توصل إليها لايارد مكتبة آشور بانيبال، وهي كنز من النصوص المسمارية التي قدمت نظرة ثاقبة للحياة اليومية والمعتقدات والحكم في مجتمعات بلاد ما بين النهرين القديمة.

5. فرانسوا لينورمان (1837-1883):

قدم عالم الآثار والآشوريات الفرنسي فرانسوا لينورمان مساهمات ملحوظة في فك رموز الكتابة المسمارية من خلال تحليلاته وترجماته اللغوية. امتد عمل لينورمانت إلى ما هو أبعد من فك الرموز إلى استكشاف السياقات التاريخية والثقافية للنصوص، مما أدى إلى إثراء الفهم الشامل لحضارات بلاد ما بين النهرين القديمة.

خاتمة

لقد فتح فك رموز الكتابة المسمارية نافذة على النسيج الغني لحضارات بلاد ما بين النهرين القديمة. لقد سمح للعلماء بإعادة بناء الروايات التاريخية، وفهم الهياكل الاجتماعية، وتقدير الإنجازات الفكرية لهذه المجتمعات المبكرة. إن تراث الكتابة المسمارية لا يستمر كخط مكتوب فحسب، بل كرمز للابتكار البشري والرغبة في الحفاظ على المعرفة ونقلها عبر الأجيال.

تمثل الكتابة المسمارية إنجازًا رائعًا للحضارة الإنسانية القديمة، حيث توفر رابطًا ملموسًا بالماضي. كشفت جهود العلماء في فك رموز هذا النص عن كنز من المعلومات حول الأشخاص الذين استخدموه، مما يوفر للباحثين المعاصرين رؤى لا تقدر بثمن حول الأبعاد الثقافية والاجتماعية والفكرية لبلاد ما بين النهرين القديمة. وبينما نواصل استكشاف بقايا هذا النص القديم، نكتسب تقديرًا أعمق لتعقيدات وجمال التواصل البشري عبر العصور.

المراجع

"Reading the Past: Cuneiform" by C.B.F. Walker

"Cuneiform" by Irving Finkel

"The World's Writing Systems" by Peter T. Daniels and William Bright

"Cuneiform Texts and the Writing of History" by Marc Van De Mieroop

"Cuneiform in Canaan: Cuneiform Sources from the Land of Israel in Ancient Times" by Wayne Horowitz

"Cuneiform Inscriptions in the Collection of the Bible Lands Museum Jerusalem: The Old Babylonian Inscriptions" by Wayne Horowitz and Takayoshi Oshima

"Decoding the Heavens: A 2,000-Year-Old Computer and the Century-Long Search to Discover Its Secrets" by Jo Marchant

"Cuneiform" by Ira Spar

"The Cuneiform Writing System in Ancient Mesopotamia: Emergence and Evolution" by Subhi Anwar Rashid

"Cuneiform" by Dominique Charpin



تعليقات

محتوى المقال