القائمة الرئيسية

الصفحات

بحث الفرق بين الاستعمار التقليدي و الاستعمار الحديث تاريخ العالم

بحث الفرق بين الاستعمار التقليدي و الاستعمار الحديث

بحث الفرق بين الاستعمار التقليدي و الاستعمار الحديث

أ. تعريف الاستعمار التقليدي

الاستعمار التقليدي هو نوع من أنواع السيطرة السياسية والاقتصادية التي تمارسها دولة على دول أخرى أو على مناطق ذات سيادة ذاتية محدودة. يتميز الاستعمار التقليدي بالتحكم المباشر والقوي من الدولة الاستعمارية في شؤون المستعمرة، بما في ذلك الحكم السياسي والاقتصادي والثقافي.

تعود أصول الاستعمار التقليدي إلى العصور القديمة حيث كانت الإمبراطوريات تقوم بتوسيع سيطرتها على المناطق الجديدة لاستغلال مواردها الطبيعية وزيادة قاعدة النفوذ والسيطرة الاقتصادية. تم تشكيل هذه السيطرة عبر المستعمرات البحرية و الإقليمية في أفريقيا وآسيا وأمريكا وأستراليا والشرق الأوسط.

عادةً ما يتم تحقيق الاستعمار التقليدي عن طريق الغزو العسكري وتأسيس السلطات الاستعمارية وإقامة بنية تحتية ونظام قانوني لصالح الدولة الاستعمارية. ويشمل السيطرة على الموارد الطبيعية وتوظيف القوى العاملة المحلية لصالح الاقتصاد الاستعماري.

تميز الاستعمار التقليدي بالمقارنة مع الاستعمار الحديث، الذي يعتمد على التكنولوجيا والاقتصاد الصناعي وتحكم أكثر غير مباشر وأنظمة استعمارية معقدة.

1- أسباب النشأة والتطور الاستعمار التقليدي

نشأ وتطور الاستعمار التقليدي نتيجة لعدة أسباب تاريخية واقتصادية وسياسية، من بينها:

1. التوسع الإقليمي والجغرافي: كانت الإمبراطوريات تسعى لتوسيع نفوذها وسيطرتها السياسية والاقتصادية على مناطق جديدة لزيادة ثرواتها ونفوذها.

2. البحث عن الموارد الطبيعية: كان السعي وراء استغلال الموارد الطبيعية مثل النفط والغابات والمعادن هو دافع رئيسي للدول الاستعمارية للاستيلاء على المناطق الجديدة.

3. الرغبة في توسيع السوق: كانت الدول الاستعمارية تسعى إلى فتح أسواق جديدة لمنتجاتها الصناعية والزراعية، وكانت المستعمرات تعتبر أسواقاً مهمة لهذه المنتجات.

4. النزعة العسكرية: كانت الحروب و الصراعات العسكرية تلعب دوراً هاماً في توسيع السيطرة الاستعمارية، حيث كانت القوى العسكرية تستخدم للفرض على الشعوب المحلية سيادة الدول الاستعمارية.

5. النزعة الثقافية والعقائدية: كانت الدول الاستعمارية تعتبر ثقافاتها ودياناتها أعلى وأفضل من تلك الموجودة في المناطق التي استولت عليها، وكانت تسعى إلى فرض هذه القيم والعقائد على السكان المحليين.

6. التطور التكنولوجي: ساهم التقدم التكنولوجي في السفن والأسلحة ووسائل النقل في تمكين الدول الاستعمارية من التوسع في نطاق سيطرتها على المناطق البعيدة.

تجمع هذه العوامل معًا لخلق بيئة تسهل نشأة وتطور الاستعمار التقليدي وسيطرة الدول الاستعمارية على أجزاء كبيرة من العالم.

2- سياق التاريخي للتوسع الاستعماري التقليدي

سياق التوسع الاستعماري التقليدي يعود إلى العصور الإمبراطورية والتاريخ الإنساني المبكر. في القرون الوسطى وما قبلها، كانت الإمبراطوريات تسعى إلى توسيع نفوذها وسيطرتها على الموارد الطبيعية والثروات والمساحات الجغرافية الجديدة. هذا التوسع كان يتم عادةً بوسائل عسكرية ودبلوماسية.

في العصور الحديثة، بدأت دول أوروبية كبرى مثل إسبانيا والبرتغال وبريطانيا وفرنسا وهولندا في التوسع الاستعماري إلى أمريكا وآسيا وأفريقيا خلال العصور الوسطى المتأخرة والعصور الحديثة المبكرة. تم تحقيق هذا التوسع من خلال الاستعمار التقليدي، حيث استخدمت هذه الدول القوة العسكرية والتكنولوجية للاستيلاء على الموارد وتحقيق المكاسب الاقتصادية.

تأثر سياق التوسع الاستعماري بالعديد من العوامل مثل التطورات التكنولوجية في القوات المسلحة، والثورة الصناعية التي زادت من قدرة الدول الصناعية على تصنيع الأسلحة والسفن، وأيضًا التطورات في القوة البحرية التي أتاحت لها السيطرة على البحار و المحيطات والتوجه نحو المستعمرات الجديدة.

مع مرور الوقت، بدأت التحولات السياسية والاقتصادية والاجتماعية في العالم في تقويض الاستعمار التقليدي وتشكلت حركات التحرر الوطني والمقاومة ضد الاستعمار، مما أدى في النهاية إلى انهيار الإمبراطوريات الاستعمارية واندلاع الاستقلاليات في القرن العشرين.

3- الأساليب والأدوات المستخدمة في الاستعمار التقليدي

في الاستعمار التقليدي، استخدمت الدول الاستعمارية مجموعة متنوعة من الأساليب والأدوات لتحقيق هدفها من التوسع الإقليمي والسيطرة على الموارد والثروات في المناطق المستعمرة. من بين هذه الأساليب والأدوات:

1. القوة العسكرية: كانت القوة العسكرية الرئيسية والأساسية للاستعمار التقليدي، حيث استخدمت الدول الاستعمارية القوة العسكرية للاستيلاء على المناطق المستعمرة وقمع المقاومة السكانية.

2. الاستيطان والاستيلاء على الأراضي: قامت الدول الاستعمارية بتأسيس المستوطنات في المناطق المستعمرة واستولت على الأراضي الزراعية والموارد الطبيعية لتحقيق مصالحها الاقتصادية.

3. السيطرة السياسية والإدارية: أقامت الدول الاستعمارية نظامًا سياسيًا وإداريًا يخضع المنطقة المستعمرة للسيطرة الكاملة للدولة الاستعمارية، وكانت هذه السيطرة تشمل القوانين والنظم القضائية والحكومية.

4. الاستغلال الاقتصادي: استغلت الدول الاستعمارية الموارد الطبيعية والعمالة المحلية في المناطق المستعمرة لتحقيق مكاسب اقتصادية للبلدان الاستعمارية.

5. السياسة الثقافية والتعليمية: حاولت الدول الاستعمارية فرض ثقافتها وقيمها على السكان المحليين من خلال نظام التعليم والإعلام.

6. الانتشار الديني: استخدمت الدول الاستعمارية الدعوة الدينية والتبشير للتأثير على السكان المحليين وتغيير ثقافتهم وتقاليدهم.

7. تقسيم الأراضي: قامت الدول الاستعمارية بتقسيم المناطق المستعمرة إلى وحدات سياسية صغيرة تسهل السيطرة عليها وتعزز الانقسام بين السكان المحليين.

ب. تعريف الاستعمار الحديث

الاستعمار الحديث هو نوع من أنواع السيطرة الاستعمارية التي ظهرت في العصر الحديث، وتميزت بطابعها الاقتصادي والسياسي والثقافي. يتميز الاستعمار الحديث بالتفوق التكنولوجي والعسكري للدول الاستعمارية، وبسعيها لتحقيق مكاسب اقتصادية وسياسية في المناطق المستعمرة. تم استخدام الاستعمار الحديث كوسيلة لتوسيع نطاق النفوذ والتأثير الدولي للدول الاستعمارية، وتحقيق المصالح الاقتصادية والجيوسياسية لها.

يتضمن الاستعمار الحديث عادةً عناصر مثل:

1. السيطرة السياسية والاقتصادية: حيث تقوم الدول الاستعمارية بتأسيس حكومات محلية أو تعيين مسؤولين تحت سيطرتها مباشرة، وتستخدم قوتها العسكرية والاقتصادية لتحقيق مصالحها في المناطق المستعمرة.

2. الاستغلال الاقتصادي: يتمثل الاستعمار الحديث في استغلال الموارد الطبيعية والعمالة المحلية في المناطق المستعمرة، وتوجيه الإنتاج نحو السوق العالمية بما يخدم مصالح الدول الاستعمارية.

3. الثقافة والتعليم: يسعى الاستعمار الحديث إلى فرض ثقافته وقيمه على السكان المحليين من خلال نظام التعليم ووسائل الإعلام، ويحاول تقويض الهوية الثقافية واللغوية للشعوب المستعمرة.

4. التطوير البنيوي: قد تقوم الدول الاستعمارية بإنشاء بنية تحتية معينة في المناطق المستعمرة، ولكن غالبًا ما تكون هذه البنية تحت سيطرتها الكاملة وتخدم مصالحها الاقتصادية.

يعتبر الاستعمار الحديث عملية استغلال غير متناغمة وظالمة، حيث يعاني السكان المحليون من انتهاكات حقوق الإنسان واستغلال الموارد بلا مقابل عادل، مما يؤدي في كثير من الأحيان إلى تفاقم الفقر والتخلف في المناطق المستعمرة.

1- الدوافع والأسباب للانتقال إلى الاستعمار الحديث

الانتقال إلى الاستعمار الحديث جاء نتيجة لعدة دوافع وأسباب، منها:

1. البحث عن الموارد الطبيعية: كانت الدول الاستعمارية تسعى إلى استغلال الموارد الطبيعية في المناطق المستعمرة كمصدر للثروة والازدهار الاقتصادي.

2. التوسع الاقتصادي: رغبة الدول الاستعمارية في توسيع نطاق نفوذها وتحقيق المزيد من الربح والنفوذ الاقتصادي في الأسواق العالمية.

3. التأثير السياسي والعسكري: كانت الدول الاستعمارية تسعى إلى توسيع نفوذها السياسي والعسكري وتعزيز موقعها في الساحة الدولية عن طريق السيطرة على المزيد من الأراضي والموارد.

4. الهيمنة الثقافية: كانت الدول الاستعمارية تسعى إلى فرض ثقافتها وقيمها على الشعوب المستعمرة، وذلك من خلال توجيه النظام التعليمي والإعلامي في تلك البلدان.

5. الرغبة في التطوير البنيوي: كانت الدول الاستعمارية تبرر احتلالها بالسعي إلى تطوير البنية التحتية في المناطق المستعمرة، وتحسين مستوى الحياة والخدمات فيها.

6. السيطرة على الموانئ والممرات البحرية الاستراتيجية: كانت الدول الاستعمارية تسعى إلى السيطرة على الموانئ والممرات البحرية الاستراتيجية لتأمين طرق التجارة والتواصل البحري.

تلك الدوافع والأسباب ساهمت في تفاقم الصراعات الاستعمارية وزيادة الاحتكاك بين القوى الاستعمارية والشعوب المستعمرة، مما أدى في نهاية المطاف إلى نشوب صراعات دامية وثورات لاستعادة الاستقلال.

2- تأثير الثورات الصناعية والتطورات الاقتصادية على الاستعمار الحديث

تأثر الاستعمار الحديث بشكل كبير بالثورات الصناعية والتطورات الاقتصادية التي طرأت على العالم في القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين. إليك بعض التأثيرات الرئيسية:

1. زيادة الطلب على الموارد الطبيعية:

 شهدت الثورات الصناعية تطورًا هائلًا في الصناعات الثقيلة والتصنيع، مما أدى إلى زيادة الطلب على المواد الخام مثل الفحم والحديد والنفط. وبما أن الكثير من هذه الموارد كانت متواجدة في المناطق المستعمرة، فزادت حاجة الدول الصناعية الرأسمالية إلى التوسع الاستعماري لاستغلال هذه الموارد.

2. التنافس الاقتصادي والسيطرة على الأسواق:

 شهدت الثورات الصناعية نموًا اقتصاديًا هائلًا في الدول الصناعية، مما أدى إلى تصاعد الرغبة في الحصول على أسواق جديدة لتصدير المنتجات الصناعية وتحقيق الأرباح. كانت الدول الاستعمارية تستخدم سيطرتها على المستعمرات لفرض تجارتها وتعزيز مكانتها في الساحة الاقتصادية العالمية.

3. احتياج الدول الصناعية للقوى العاملة والموارد البشرية:

زادت الثورات الصناعية من حاجة الدول الصناعية إلى القوى العاملة المدربة والمؤهلة، وكانت المستعمرات توفر هذه القوى العاملة بشكل كبير، خاصةً في الصناعات الزراعية والتعدينية والبنية التحتية.

4. التكنولوجيا والتقدم العسكري:

 شهدت الثورات الصناعية تطورات هائلة في مجال التكنولوجيا والعلوم، مما أدى إلى تطوير أسلحة أكثر فتكًا وفعالية. وقد استخدمت الدول الاستعمارية هذا التطور في تعزيز سيطرتها العسكرية على المستعمرات وفرض إرادتها بالقوة.

5. زيادة التنافس الجيوسياسي: 

نتيجة للثورات الصناعية والتطورات الاقتصادية، زاد التنافس بين الدول الاستعمارية على السيطرة على الموارد والأسواق والمناطق الاستراتيجية، مما أدى إلى تصاعد الصراعات والحروب بين القوى الكبرى.

تلك التطورات والتغيرات الاقتصادية والتكنولوجية والسياسية ساهمت في تحول الاستعمار من الشكل التقليدي إلى الاستعمار الحديث، وتأثرت التوازنات العالمية والعلاقات الدولية نتيجة لهذا التغير في نهج الاستعمار.

3- السياق السياسي والاجتماعي للحداثة وتأثيره على الاستعمار الحديث

السياق السياسي والاجتماعي للحداثة كان له تأثير كبير على التطورات في الاستعمار الحديث. إليك بعض النقاط الرئيسية لهذا السياق:

1. صعود الحركات الوطنية: شهدت فترة الحداثة انتشارًا للأفكار الوطنية والمطالب بالحرية والاستقلال. تأثرت المستعمرات بهذه الأفكار، وبدأت الحركات الوطنية في السعي نحو تحقيق الاستقلال والتخلص من الهيمنة الاستعمارية.

2. التغييرات السياسية والاقتصادية: شهدت العديد من الدول التي كانت تحت الاستعمار تغييرات سياسية واقتصادية هامة، مما أدى إلى زيادة الطلب على الحرية والمشاركة في صناعة مصير الأمم.

3. تأثير الأفكار الديمقراطية وحقوق الإنسان: انتشرت الأفكار الديمقراطية ومفهوم حقوق الإنسان خلال الحداثة، مما أدى إلى زيادة الضغوط على الدول الاستعمارية لتحسين ظروف المعيشة وحقوق السكان في المستعمرات.

4. الضغوط الدولية: زادت الضغوط الدولية على الدول الاستعمارية من قبل المنظمات الدولية والدول القوية لإنهاء الاستعمار وتحقيق الاستقلال للمستعمرات.

5. التحولات في الاقتصاد العالمي: شهدت فترة الحداثة تحولات هامة في الاقتصاد العالمي مثل نشوء الاقتصاد الصناعي والعولمة. هذه التحولات ساهمت في تغيير ديناميكيات الاستعمار وتأثيره على الاقتصادات المستعمرة.

تلك العوامل والتحولات السياسية والاجتماعية خلال فترة الحداثة أدت إلى ظهور نموذج جديد من الاستعمار، حيث بدأت الضغوط تتزايد على الدول الاستعمارية للتخلي عن سياساتها الاستعمارية التقليدية والعمل نحو إقامة علاقات متساوية مع المستعمرات وتمكينها من الحكم الذاتي.

ج. الفروقات بين الاستعمار التقليدي والاستعمار الحديث

الفروقات بين الاستعمار التقليدي والاستعمار الحديث تظهر في عدة جوانب، منها:

1. الهدف الرئيسي:

   - الاستعمار التقليدي: كان الهدف الرئيسي للدول الاستعمارية هو استغلال الموارد الطبيعية والبشرية للمستعمرات من أجل تحقيق مكاسب اقتصادية وسيطرة سياسية.

   - الاستعمار الحديث: يتميز بتوجه أكبر نحو تحقيق التقدم الاقتصادي والتطور الاجتماعي في المستعمرات، بالإضافة إلى الاهتمام بتطوير البنى التحتية وتعزيز الحياة الاجتماعية والثقافية.

2. الطريقة والتنظيم:

   - الاستعمار التقليدي: كان يتميز بالتسلط الكامل والاستعباد للشعوب المستعمرة، حيث كانت الدول الاستعمارية تفرض سلطتها عليها دون مراعاة لحقوقها.

   - الاستعمار الحديث: يتميز بنهج أكثر تعاونًا وشراكة، حيث تسعى الدول الاستعمارية إلى تحقيق التنمية والازدهار في المستعمرات من خلال التعاون مع سكانها وتوفير الفرص والموارد.

3. الأهداف السياسية:

   - الاستعمار التقليدي: كانت الهيمنة السياسية هي الهدف الرئيسي للدول الاستعمارية، وكانت تتبع سياسات استعمارية صارمة للحفاظ على سلطتها.

   - الاستعمار الحديث: يسعى إلى تحقيق الاستقلال السياسي للمستعمرات وتمكينها من اتخاذ القرارات الخاصة بها، بالإضافة إلى تعزيز التعاون الدولي والعمل المشترك.

4. العلاقة مع المستعمرين:

   - الاستعمار التقليدي: كانت العلاقة بين الدول الاستعمارية والمستعمرين مركزية وغالبًا ما كانت تسودها العلاقات القمعية والاستبدادية.

   - الاستعمار الحديث: تتسم العلاقة بين الدول الاستعمارية والمستعمرين بالتعاون والشراكة، حيث يسعى كل منهما إلى تحقيق مصالحه وتطوير المجتمع المستعمر بشكل مستدام وعادل.

5. التأثير الثقافي والاجتماعي:

   - الاستعمار التقليدي: كان يتسم بتدمير الهوية الثقافية للمستعمرات وفرض الثقافة الغربية عليها.

   - الاستعمار الحديث: يسعى إلى الحفاظ على التنوع الثقافي وتعزيز التفاعل

 الثقافي بين الشعوب المختلفة، ويهتم بتطوير التعليم والثقافة في المستعمرات.

د - الآثار  الاستعمار التقليدي والاستعمار الحديث على الشعوب المستعمرة

الآثار الاستعمارية، سواء كانت تقليدية أو حديثة، تترك أثراً عميقاً على الشعوب المستعمرة. إليك بعض الآثار الرئيسية:

1. التهميش الثقافي والاجتماعي:

   - في الاستعمار التقليدي، كانت الثقافة المحلية تقهر وتتجاهل، مما أدى إلى فقدان الهوية الثقافية والاندماج القسري في الثقافة الغربية.

   - في الاستعمار الحديث، يتم التركيز على تطوير التعليم والثقافة المحلية، ولكن قد يؤدي النهج الاستعماري إلى التمييز والتهميش الاجتماعي لبعض الفئات السكانية.

2. الاستغلال الاقتصادي:

   - في الاستعمار التقليدي، كانت المستعمرات تستغل بشكل مفرط لاستخراج الموارد الطبيعية وتحقيق المكاسب الاقتصادية للدول الاستعمارية.

   - في الاستعمار الحديث، يتم التركيز على تحقيق التنمية الاقتصادية وتحسين مستوى المعيشة، ولكن قد يؤدي ذلك أحياناً إلى الاعتماد الزائد على الدول الاستعمارية وفقدان الاستقلالية الاقتصادية.

3. النزاعات والصراعات:

   - يمكن أن تؤدي السياسات الاستعمارية إلى زيادة النزاعات و النزاعات الداخلية في المستعمرات، سواء من خلال تفريق الشعوب أو استخدام القوة العسكرية للقمع.

   - يمكن أن يؤدي الاستعمار الحديث إلى تصاعد التوترات السياسية والاجتماعية نتيجة لمطالب الاستقلال والتغييرات الاقتصادية الجذرية التي قد تحدث.

4. التأثير النفسي والاجتماعي:

   - يمكن أن يؤدي الاستعمار إلى تدهور الحالة النفسية للشعوب المستعمرة، مما قد يؤدي إلى زيادة معدلات الاكتئاب والقلق.

   - يمكن أن تؤدي السياسات الاستعمارية إلى تفتيت الهوية والتمزق الاجتماعي في المجتمعات المستعمرة، مما يؤثر على الوحدة الوطنية والتلاحم الاجتماعي.

ملخص الفرق 

الاستعمار ظاهرة تاريخية تميزت بسيطرة دولة قوية على دولة أخرى ضعيفة. و قد اتخذ الاستعمار أشكالاً مختلفة عبر التاريخ، من الاستعمار التقليدي الذي نشهده في القرون الماضية إلى الاستعمار الحديث الذي نعيشه في الوقت الحالي.

الاستعمار التقليدي:

 السيطرة: سيطرة مباشرة على الأرض و السكان من خلال احتلال عسكري.

 الاقتصاد: نهب الموارد الطبيعية و فرض قيود تجارية.

 الثقافة: فرض اللغة و الثقافة و الدين على السكان.

 أمثلة: الاستعمار البريطاني في الهند، الاستعمار الفرنسي في الجزائر.

الاستعمار الحديث:

 السيطرة: سيطرة غير مباشرة من خلال المؤسسات الدولية و الاتفاقيات الاقتصادية.

 الاقتصاد: استغلال القوى العاملة و فرض قيود على التجارة الحرة.

 الثقافة: نشر الثقافة الاستهلاكية و القيم الغربية.

 أمثلة: هيمنة الولايات المتحدة على أمريكا اللاتينية، سيطرة الشركات multinational على الدول النامية.

2. أوجه التشابه بين الاستعمار التقليدي و الاستعمار الحديث

الاستعمار ظاهرة تاريخية تميزت بسيطرة دولة قوية على دولة أخرى ضعيفة. و قد اتخذ الاستعمار أشكالاً مختلفة عبر التاريخ، من الاستعمار التقليدي الذي نشهده في القرون الماضية إلى الاستعمار الحديث الذي نعيشه في الوقت الحالي.على الرغم من اختلاف أشكالهما، إلا أن هناك العديد من أوجه التشابه بين الاستعمار التقليدي و الاستعمار الحديث:

1. السيطرة:

  • الاستعمار التقليدي: سيطرة مباشرة على الأرض و السكان من خلال احتلال عسكري.

  • الاستعمار الحديث: سيطرة غير مباشرة من خلال المؤسسات الدولية و الاتفاقيات الاقتصادية.

2. التبعية الاقتصادية:

  • الاستعمار التقليدي: نهب الموارد الطبيعية و فرض قيود تجارية.

  • الاستعمار الحديث: استغلال القوى العاملة و فرض قيود على التجارة الحرة.

3. الهيمنة الثقافية:

  • الاستعمار التقليدي: فرض اللغة و الثقافة و الدين على السكان.

  • الاستعمار الحديث: نشر الثقافة الاستهلاكية و القيم الغربية.

4. إضعاف الدولة المستعمرة:

  • الاستعمار التقليدي: تدمير البنية التحتية و المؤسسات المحلية.

  • الاستعمار الحديث: خلق حالة من التبعية و الارتهان للدول القوية.

5. مقاومة الاستعمار:

  • الاستعمار التقليدي: حركات مقاومة تقليدية مثل الثورات المسلحة.

  • الاستعمار الحديث: حركات مقاومة حديثة مثل حركات المقاطعة و الاحتجاجات السلمية.

أوجه الاختلاف بين الاستعمار التقليدي و الاستعمار الحديث:

  • السيطرة: بينما يتميز الاستعمار التقليدي بالسيطرة المباشرة، يتميز الاستعمار الحديث بالسيطرة غير المباشرة.

  • الأدوات: بينما يستخدم الاستعمار التقليدي أدوات عسكرية و سياسية، يستخدم الاستعمار الحديث أدوات اقتصادية و ثقافية.

  • الوعي: بينما كان الوعي بمخاطر الاستعمار التقليدي محدودًا، أصبح الوعي بمخاطر الاستعمار الحديث أكثر انتشارًا.

على الرغم من اختلاف أشكالهما، إلا أن الاستعمار التقليدي و الاستعمار الحديث ظاهرتان متشابهتان في جوهرهما. فكلاهما يهدف إلى استغلال الدول الضعيفة و إضعافها و نهب ثرواتها. و لذلك، يجب على الشعوب المستعمرة أن تواصل مقاومة جميع أشكال الاستعمار و العمل على تحقيق الاستقلال و التحرر.

اقرأ المزيد : مواضيع مكملة

  • مفهوم الحروب و الحملات العسكرية . رابط
  • الحرب العالمية الأولى (1914-1918) الصراع الدولي الكبير وأسفر عن تغيرات الخريطة السياسية للعالم - رابط
  • الخلفيات السياسية والعسكرية لأندلاع الحرب العالمية الأولى . رابط
  • التحالفات السياسية قبل الحرب العالمية الأولى. رابط
  • الاستراتيجيات المستخدمة  في الحرب العالمية الأولى  رابط
  • الآثار الاجتماعية والاقتصادية والسياسية  للحرب العالمية الأولى. رابط
  • الصراعات الإقليمية  التي تسببت في الحرب العالمية الأولى. رابط
  • دور الأقليات في الحرب العالمية الأولى  وتأثيرها . رابط
  • الأحداث الرئيسية التي حدثت خلال الحرب العالمية الأولى. رابط  

المراجع

المراجع الإلكترونية

1. "Traditional Colonialism vs Modern Colonialism": الرابط

2. "Colonialism: Traditional and Modern Forms": الرابط

3. "Comparing Traditional and Modern Colonialism": الرابط

4. "Traditional and Modern Colonialism: What's the Difference?": الرابط

5. "The Legacy of Colonialism and Its Impact on the Modern World": الرابط

الكتب

1. "Colonialism: An International Social, Cultural, and Political Encyclopedia": بقلم Melvin E. Page.

2. "The Colonial Present: Afghanistan, Palestine, Iraq": بقلم Derek Gregory.

3. "Colonialism and Postcolonial Development: Spanish America in Comparative Perspective": بقلم James Mahoney.

4. "Colonialism: A Theoretical Overview": بقلم Juan Ginés de Sepúlveda.

5. "Modern Colonialism: Boon or Bane?": بقلم R. Mukundan.


تعليقات

محتوى المقال