القائمة الرئيسية

الصفحات

سلطنة المماليك مصر

سلطنة المماليك -  مصر
 سلطنة المماليك -  مصر

مقدمة

تمثل سلطنة المماليك فصلا هاما في تاريخ العالم الإسلامي، وخاصة في الشرق الأوسط. بعد ظهورهم كطبقة عسكرية، صعد المماليك إلى السلطة، وحوّلوا أنفسهم من عبيد إلى حكام. لعبت هذه السلطنة القوية دورًا محوريًا في عصر العصور الوسطى، وتركت علامة لا تمحى على تاريخ مصر والعالم الإسلامي الأوسع.

أصول المماليك

المماليك، وهم في الأصل عبيد، برزوا وأسسوا سلالة حاكمة خاصة بهم في مصر خلال فترة العصور الوسطى. يمكن إرجاع أصول المماليك إلى ممارسة الحصول على العبيد العسكريين وتدريبهم، وهو النظام الذي أصبح بارزًا بشكل خاص في العالم الإسلامي.

1. تجنيد العبيد:

    - كان المماليك يتم تجنيدهم في كثير من الأحيان من مناطق خارج إقليم الحكم، مثل آسيا الوسطى، أو القوقاز، أو المناطق التركية. عادة ما يتم أسر العبيد خلال الحملات العسكرية أو شراؤهم من خلال أسواق العبيد. وكان العديد من المماليك من أصول تركية أو شركسية أو قوقازية.

2. التدريب والتعليم:

    - بمجرد اكتساب المماليك، خضعوا لتدريبات صارمة على المهارات العسكرية والعسكرية. ويهدف التدريب إلى تحويلهم إلى جنود نخبة يتمتعون بالولاء والانضباط والبراعة القتالية الاستثنائية. وكان التعليم في الدراسات الإسلامية والإدارة والمواضيع الأخرى ذات الصلة أيضًا جزءًا من تدريبهم.

3. الدور في الجيش:

    - تم توظيف المماليك في المقام الأول كعبيد عسكريين وخدموا كوحدات نخبة من سلاح الفرسان. وكان ولائهم لأسيادهم، النخبة الحاكمة في كثير من الأحيان، جانبا حاسما من دورهم. وبمرور الوقت، اكتسب المماليك نفوذًا كبيرًا نظرًا لقدراتهم العسكرية، وتم تكليفهم بمناصب رئيسية في التسلسل الهرمي العسكري.

4. الهيمنة السياسية:

    - حدثت نقطة التحول في التاريخ المملوكي في عهد الأسرة الأيوبية في مصر. وقد برز المماليك، الذين تم جلبهم في الأصل كعبيد وجنود، في الرتب العسكرية. ومع الصراعات الداخلية والتهديدات الخارجية، استولى المماليك على السلطة وأنشأوا سلالة حاكمة خاصة بهم في مصر عام 1250.

5. إنشاء سلطنة المماليك:

    - سيطر المماليك بقيادة أيبك على مصر بعد وفاة السلطان صلاح الدين (صلاح الدين). كان هذا بمثابة بداية سلطنة المماليك، حيث أصبح أيبك أول حاكم مملوكي. عززت سلالة المماليك البحري (1250-1382) ومن ثم المماليك البرجي (1382-1517) حكم المماليك في مصر.

6. النجاحات العسكرية:

    - عرف المماليك بنجاحاتهم العسكرية، بما في ذلك الدفاع ضد غزوات المغول، وصد الصليبيين. كان انتصارهم في معركة عين جالوت عام 1260 ضد المغول حدثًا مهمًا بشكل خاص، حيث أظهر براعتهم العسكرية.

7. التكيف مع الحكم:

    - مع مرور الوقت، تكيف المماليك مع أدوارهم كحكام، وأصبحوا رعاة للفن و الثقافة والعمارة. وقاموا ببناء آثار مثيرة للإعجاب وتركوا أثرًا دائمًا على المشهد الثقافي والمعماري في مصر، بمساهمات مثل مسجد السلطان حسن ومدرسة-ضريح السلطان قلاوون.

8. الدبلوماسية والتراجع:

    - أقام المماليك علاقات دبلوماسية مع القوى المجاورة، بما في ذلك الدولة العثمانية والدول الأوروبية. إلا أن الصراعات الداخلية والضغوط الخارجية أدت في النهاية إلى تراجعها. في عام 1517، هزمت الدولة العثمانية، بقيادة السلطان سليم الأول، المماليك في معركة الريدانية، منهية بذلك حكمهم المستقل.

المماليك، الذين كانوا في الأصل عبيدًا وخدمًا عسكريين، لم يتحولوا إلى طبقة حاكمة قوية فحسب، بل تركوا أيضًا إرثًا دائمًا في تاريخ مصر والعالم الإسلامي الأوسع. إن صعودهم إلى السلطة ومساهماتهم في مختلف جوانب مجتمع العصور الوسطى يجعل من تاريخ المماليك فصلًا رائعًا ومعقدًا في سجلات تاريخ الشرق الأوسط.

صعود المماليك إلى السلطة

يعد صعود المماليك إلى السلطة عملية تاريخية رائعة ومعقدة حدثت خلال فترة العصور الوسطى، خاصة في سياق الأسرة الأيوبية في مصر. ظهر المماليك، الذين كانوا في الأصل عبيدًا عسكريين، كقوة قوية ومؤثرة، وفي النهاية أسسوا سلالة حاكمة خاصة بهم. وفيما يلي العوامل الأساسية التي ساهمت في صعود المماليك إلى السلطة:

1.  الدور في عهد الأسرة الأيوبية: 

    - برز المماليك لأول مرة في عهد السلالة الأيوبية التي أسسها صلاح الدين الأيوبي بعد فتحه لمصر عام 1169. وقد أدرك الأيوبيون براعة المماليك العسكرية وولاءهم، فوظفوهم كجنود عبيد وعهدوا إليهم مع مناصب رئيسية في التسلسل الهرمي العسكري.

2. الصراع الداخلي والانقسام:

    - بعد وفاة صلاح الدين الأيوبي عام 1193، واجهت الإمبراطورية الأيوبية صراعاً داخلياً وتشرذماً. وأدى التنافس بين مختلف فروع الأسرة الأيوبية، إلى جانب التهديدات الخارجية، إلى إضعاف السلطة المركزية. وقد أتاح فراغ السلطة هذا فرصة للمماليك لتأكيد أنفسهم.

3. التهديد المغولي والرد المملوكي:

    - في منتصف القرن الثالث عشر، شكلت الإمبراطورية المغولية، بقيادة هولاكو خان، تهديدًا كبيرًا للعالم الإسلامي. نهب المغول بغداد عام 1258، مما أدى إلى زيادة الشعور بالضعف في المنطقة. وقد لعب المماليك، الذين أدركوا الخطر الوشيك، دورًا حاسمًا في صد المغول.

4. معركة عين جالوت (1260):

    - معركة عين جالوت عام 1260، التي دارت بين المماليك والمغول في فلسطين، كانت نقطة تحول في تاريخ المماليك. تحت قيادة القائد المملوكي بيبرس، حقق المماليك نصرًا حاسمًا، وأوقفوا تقدم المغول وعززوا سمعتهم كمحاربين أقوياء.

5.  اغتصاب الحكم الأيوبي: 

    - مستغلين ضعف السلطة الأيوبية والانقسامات الداخلية، استولى المماليك على السلطة في مصر. وفي عام 1250، قام قادة المماليك، بقيادة أيبك، بمناورة للإطاحة بالسلطان الأيوبي تورانشاه، إيذانًا بتأسيس حكم المماليك.

6. تأسيس سلطنة المماليك:

    - بعد وفاة أيبك تولت زوجته شجرة الدر السلطة كحاكم فعلي. لكن الصراعات الداخلية والضغوط الخارجية استمرت. وفي عام 1261، صعد إلى السلطة مملوك شركسي اسمه قطز، إيذانا بالتأسيس الرسمي لسلطنة المماليك.

7. قيادة بيبرس وقلاوون:

    - لعب بيبرس، أحد قادة المماليك البارزين، دورًا حاسمًا في تعزيز سلطة المماليك. لم تنجح قيادته في صد التهديدات الخارجية فحسب، بل أرست أيضًا الأساس لقوة المماليك الإدارية والعسكرية. واستمر الحكام اللاحقون، مثل السلطان قلاوون، في تعزيز دولة المماليك.

8. الهيكل السياسي والإدارة:

    - أنشأ المماليك بنية سياسية فريدة من نوعها في جوهرها الأرستقراطية العسكرية. كان السلطان يتمتع بالسلطة العليا، ويدعمه أمراء مماليك رفيعو المستوى. أكد النظام الإداري على الجدارة، ويمكن للمماليك الناجحين أن يرتقيوا في الرتب بناءً على إنجازاتهم وولائهم.

9. المساهمات الثقافية والمعمارية:

    - كحكام، أصبح المماليك رعاة للفن والثقافة والعمارة. لقد نفذوا مشاريع بناء طموحة، تاركين وراءهم آثارًا مثيرة للإعجاب أظهرت ثرواتهم وتطورهم الثقافي. تشمل الأمثلة البارزة مسجد السلطان حسن ومدرسة-ضريح السلطان قلاوون في القاهرة.

اتسم صعود المماليك إلى السلطة بمزيج من القوة العسكرية، والمناورة الاستراتيجية في مواجهة التهديدات الخارجية، والاستفادة من الاضطرابات الداخلية داخل الأسرة الأيوبية. لم يدافع المماليك عن العالم الإسلامي ضد الهجوم المغولي فحسب، بل أسسوا أيضًا إرثًا دائمًا كحكام شكلوا المشهد الثقافي والسياسي لمصر في العصور الوسطى.

العصر الذهبي للمماليك في عهد الأسرتين البحري والبرجي:

تنقسم سلطنة المماليك عادة إلى فترتين رئيسيتين: المماليك البحريين (1250–1382) والمماليك البرجيين (1382–1517). وقد شهد المماليك البحريون، نسبة إلى موقع ثكناتهم على النيل (البحر)، فترة من التوسع والازدهار.

في عهد السلطان قلاوون، صد المماليك البحريون الغزوات المغولية، وعززوا هيمنتهم في المنطقة. كما نفذ قلاوون مشاريع بناء طموحة، تاركًا وراءه روائع معمارية مثل مجمع قلاوون في القاهرة.

واجه مماليك البرج الذين أقاموا ثكناتهم (البرج) في القاهرة، صراعات داخلية وتهديدات خارجية. على الرغم من التحديات، استمر المماليك البرجيون في ممارسة نفوذهم في العالم الإسلامي، وحافظوا على العلاقات الدبلوماسية مع الإمبراطورية العثمانية، والإمبراطورية التيمورية، والقوى الأوروبية.

التراث الثقافي والمعماري للمماليك 

وقد ترك المماليك، الذين وصلوا إلى السلطة في مصر في القرن الثالث عشر، إرثًا ثقافيًا ومعماريًا خالدًا أثر بشكل كبير على جماليات العالم الإسلامي. باعتبارهم رعاة للفن والعمارة، ساهم المماليك في ازدهار الإنجازات الثقافية خلال فترة حكمهم. تعكس عجائبهم المعمارية مزيجًا من التأثيرات الإسلامية والفارسية وغيرها من التأثيرات الإقليمية، وتعرض تصميمات معقدة وأنماط هندسية وفهمًا متطورًا للجماليات. وفيما يلي بعض الجوانب الرئيسية للتراث الثقافي والمعماري للمماليك:

1. العمارة الدينية:

    - كان المماليك بناة غزير الإنتاج للمباني الدينية، بما في ذلك المساجد والمدارس (المؤسسات التعليمية) والأضرحة. لم تكن هذه المباني بمثابة أماكن للعبادة فحسب، بل كانت أيضًا مراكز للتعلم والتبادل الثقافي.

2. جامع السلطان حسن (1356–1363):

    - ومن أبرز الإنجازات المعمارية للمماليك هو مسجد السلطان حسن بالقاهرة. تم بناء هذا المسجد الضخم في عهد السلطان حسن، ويشتهر بعظمته وتصميمه المعماري المبتكر. ويتميز بساحة فناء مركزية رائعة ومئذنة مزخرفة وزخارف معقدة على الجدران والأسقف.

3. مدرسة-ضريح السلطان قلاوون (1285–1289):

    - يعد هذا المجمع في القاهرة، الذي أمر به السلطان قلاوون، شاهداً على أناقة العمارة المملوكية. وتتكون من مدرسة وضريح ومستشفى. وتم تزيين الضريح بأعمال الفسيفساء الجميلة والخطوط والأنماط الهندسية، مما يدل على اهتمام المماليك بالتفاصيل.

4. جامع الأشرف خليل (1294–1295):

    - تم تشييده في عهد السلطان الأشرف خليل، ويشتهر بمحرابه المزخرف ومنبره. يتميز التصميم الداخلي بزخارف رخامية وجصية معقدة، مما يسلط الضوء على إتقان المماليك في الجمع بين العناصر الفنية المختلفة.

5.  مجمع قايتباي (1474–1477):

    - تم بناء مجمع قايتباي في العصر البرجي المملوكي، ويضم مسجدًا ومدرسة وضريحًا. سمي على اسم السلطان قايتباي ويتميز بتصميمه المعماري المتناغم وزخارفه التفصيلية.

6. التحصينات:

    - كما كان المماليك مسؤولين عن بناء وتحصين الحصون والهياكل الدفاعية. تعد قلعة القاهرة، التي بناها صلاح الدين الأيوبي في الأصل ثم قام المماليك بتجديدها وتوسيعها، بمثابة مثال رئيسي على هندستهم المعمارية العسكرية.

7. عمارة الإيوان:

    - غالبًا ما تميزت العمارة المملوكية بالإيوانات، وهي مساحات مقببة كبيرة ذات جوانب مفتوحة، تستخدم كقاعات أو مداخل احتفالية. تم تزيين هذه الإيوانات بزخارف معقدة، مما خلق بيئة جذابة وممتعة من الناحية الجمالية.

8. الزخارف والخط المعقد:

    - تتميز العمارة المملوكية بالاستخدام المكثف للزخارف المعقدة، بما في ذلك الأنماط الهندسية والأرابيسك والمقرنصات (عناصر زخرفية تشبه الهوابط). لعب الخط بشقيه الآيات القرآنية والنقوش الزخرفية دورًا بارزًا في تزيين جدران الهياكل المملوكية.

9. المقابر والأضرحة:

    - تم دفن حكام ونخب المماليك في مقابر وأضرحة متقنة الصنع، مما يدل على استمرار التقليد الإسلامي في الهندسة المعمارية التذكارية. تعتبر مقابر سلاطين المماليك بالقاهرة، الواقعة بالمقبرة الشمالية، من الأمثلة البارزة على العمارة الجنائزية المملوكية.

لا يعكس التراث الثقافي والمعماري للمماليك قيمهم الدينية والثقافية فحسب، بل يعكس أيضًا رغبتهم في ترك بصمة دائمة على مشهد القاهرة والمدن المملوكية الأخرى. ولا تزال هذه الهياكل تأسر الزوار بجمالها وتكون بمثابة شهادة على الرقي والإنجازات الفنية للعصر المملوكي.

السقوط والفتح العثماني للمماليك

كان سقوط سلطنة المماليك واستيلاء الدولة العثمانية عليها بمثابة نقطة تحول مهمة في تاريخ الشرق الأوسط خلال أوائل القرن السادس عشر. واجه المماليك، الذين حكموا مصر وأجزاء من بلاد الشام منذ القرن الثالث عشر، تحديات هائلة من القوى الخارجية، واستسلموا في النهاية لقوة الأتراك العثمانيين المتوسعة. وفيما يلي لمحة عامة عن الأحداث التي أدت إلى سقوط المماليك ثم غزوهم من قبل العثمانيين:

1. التنافس العثماني المملوكي:

    - سعت الدولة العثمانية، بقيادة السلطان سليم الأول، إلى توسيع نطاق نفوذها الإقليمي. وأصبحت مصر، التي كانت تحت حكم المماليك، مستهدفة بسبب أهميتها الاستراتيجية وثرواتها وسيطرتها على طرق التجارة.

2. معركة مرج دابق (1516):

    - النزاع الحاسم بين القوات العثمانية والمملوكية حدث في معركة مرج دابق عام 1516. قاد السلطان سليم الأول الجيش العثماني ضد المماليك الذين كان بقيادة السلطان الأشرف قانصوه الغوري. انتصر العثمانيون، وأحكموا سيطرتهم على سوريا والشام.

3. الاستيلاء على القاهرة (1517):

    - عقب معركة مرج دابق تقدمت القوات العثمانية نحو القاهرة. السلطان الأشرف قانصوه الغوري، بعد تعرضه للهزائم في سوريا، تراجع إلى القاهرة. إلا أن الخلاف الداخلي بين النخبة المملوكية أضعف دفاعهم. توفي السلطان الأشرف قانصوه الغوري أثناء التراجع، ودخل العثمانيون القاهرة دون معارضة في يناير 1517.

4. إعلان سليم الأول:

    - بعد فتح القاهرة، أصدر السلطان سليم الأول إعلانًا يؤكد فيه السلطة العثمانية على مصر. تم إنقاذ المماليك الذين استسلموا للحكم العثماني، بينما واجه أولئك الذين قاوموا عواقب وخيمة.

5. تكوين مصر العثمانية:

    - مع سقوط سلطنة المماليك أصبحت مصر والشام تحت الحكم العثماني المباشر. قام سليم الأول بتعيين والي لإدارة المنطقة نيابة عن الدولة العثمانية. كان هذا بمثابة دمج مصر في الهيكل الإداري العثماني الأكبر.

6. تسليم قلعة القاهرة (١٥١٧):

    - تم تسليم قلعة القاهرة، رمز القوة العسكرية والسياسية المملوكية، إلى العثمانيين. واجهت النخبة السياسية والعسكرية المملوكية، التي تم استيعاب الكثير منها في النظام العثماني، تحولاً في أدوارها ومكانتها.

7. التأثير على النخب المملوكية:

    - تم دمج بعض النخب المملوكية في الجهاز الإداري والعسكري العثماني، حيث خدموا الولاة العثمانيين في مناصب مختلفة. وقد سمح هذا الاستيعاب للعثمانيين بالاستفادة من خبرة وتجربة الطبقة المملوكية الحاكمة.

 8. الإدارة العثمانية:

    - أدخلت الإدارة العثمانية في مصر إصلاحات وتغييرات في الحكم. طبق العثمانيون نظامًا مركزيًا، ليحل محل النظام المملوكي للحكم اللامركزي. تهدف إعادة الهيكلة هذه إلى تعزيز السيطرة الإمبراطورية وتعزيز الاستقرار الاقتصادي والسياسي.

9. إرث الحكم المملوكي:

    - على الرغم من انتهاء سلطنة المماليك، إلا أن تراثها استمر في مختلف جوانب المجتمع المصري، بما في ذلك الثقافة والعمارة والهياكل الاجتماعية. ظلت آثار العصر المملوكي، مثل المساجد والمدارس، جزءًا لا يتجزأ من المشهد المصري.

أدى سقوط سلطنة المماليك والفتح العثماني إلى إعادة تشكيل المشهد السياسي في الشرق الأوسط. استمرت الإمبراطورية العثمانية، بعد أن استوعبت الأراضي التي حكمها المماليك، في ممارسة نفوذها على المنطقة لعدة قرون قادمة. ورغم أن المماليك لم يعودوا حكامًا، إلا أنهم تركوا بصمة لا تمحى على تاريخ وثقافة مصر والعالم الإسلامي الأوسع.

خاتمة

يقف تاريخ سلطنة المماليك بمثابة شهادة على الصعود الملحوظ للنخبة العسكرية من أصول متواضعة إلى حكام ذوي سيادة. خلال فترات الانتصار والمحنة، ترك المماليك بصمة لا تقهر على العالم الإسلامي، وساهموا في النسيج الغني لتاريخ وثقافة الشرق الأوسط. ولا تزال بقايا عجائبهم المعمارية وقصص مآثرهم تأسر المؤرخين والمتحمسين على حد سواء، مما يضمن بقاء تراث سلطنة المماليك عبر سجلات الزمن.

تركت سلطنة المماليك إرثًا دائمًا، ليس فقط في الروعة المعمارية التي تنتشر في المشهد المصري ولكن أيضًا في المساهمات العسكرية والإدارية التي شكلت تاريخ المنطقة. إن تحول المماليك من العبيد إلى الحكام يجسد مرونتهم وقدرتهم على التكيف في مشهد سياسي معقد ومتغير باستمرار.

المراجع 

1. "المماليك: سلاطين مصر والشام" - تأليف: قاسم عبده قاسم  

   - يقدم الكتاب دراسة شاملة حول فترة حكم المماليك في مصر والشام، ويتناول النواحي السياسية والعسكرية والثقافية.

2. "دولة المماليك في مصر والشام" - تأليف: سعيد عبد الفتاح عاشور  

   - يغطي هذا الكتاب تاريخ نشوء دولة المماليك، وصولهم للسلطة، وأبرز سلاطينهم ومعاركهم.

3. "التاريخ السياسي لدولة المماليك" - تأليف: أحمد عبد الرازق  

   - يناقش الكتاب الجوانب السياسية لدولة المماليك منذ نشأتها وحتى سقوطها، مع تسليط الضوء على الإدارة والجيش.

4. "العصر المملوكي: السياسة والمجتمع" - تأليف: يوسف زيدان  

   - يركز هذا الكتاب على التحولات السياسية والاجتماعية في مصر خلال العصر المملوكي، إضافة إلى حياة المجتمع وأهم الشخصيات.

5. "الاقتصاد في دولة المماليك" - تأليف: عبد الرحمن الرافعي  

   - يتناول الكتاب الجوانب الاقتصادية للدولة المملوكية، بما في ذلك التجارة، الزراعة، والضرائب في مصر خلال تلك الفترة.

Books on the Mamluk Sultanate:

*Mamluks and Ottomans: Studies in Honour of Michael Winter" edited by David J. Wasserstein and Amalia Levanoni

*Mamluk Historiography Revisited: Narratological Perspectives" by Peter Holt and Bernard Hamilton

*The Mamluk City in the Middle East: History, Culture, and the Urban Landscape" edited by Nimrod Luz and Rachel Milstein

*Mamluks and Animals: Veterinary Medicine in Medieval Islam" by Housni Alkhateeb Shehada

*Egypt in the Age of the Pyramids: Highlights from the Harvard University-Museum of Fine Arts, Boston Expedition" by Rita E. Freed, Lawrence M. Berman, and Denise M. Doxey

Books on the Ottoman Conquest:

*Ottoman Egypt in the Age of the French Revolution" by Jane Hathaway

*Ottoman Wars, 1700-1870: An Empire Besieged" by Virginia H. Aksan

*The Ottoman Empire, 1700-1922" by Donald Quataert

*The Ottoman Age of Exploration" by Giancarlo Casale

*Osman's Dream: The Story of the Ottoman Empire, 1300-1923" by Caroline Finkel

Books Covering Both Mamluks and Ottomans:

*Mamluks and Ottomans: Comparisons, Contacts, and Conflicts" edited by Michael Winter and Amalia Levanoni

*An Economic and Social History of the Ottoman Empire" by Halil İnalcık and Donald Quataert

*The Mamluk-Ottoman Transition: Continuity and Change in Egypt and Bilād al-Shām in the Sixteenth Century" by Carl F. Petry



تعليقات

محتوى المقال