الحضارة السومارية ما بين النهرين-حضارة سومر بلاد الرفدين
الحضارة السومارية - Sumerian Civilization - Mesopotamian Civilization |
مقدمة
غالبًا ما تُعتبر حضارة سومر القديمة، التي تقع في المنطقة الجنوبية من بلاد ما بين النهرين (جنوب العراق حاليًا)، مهد الحضارة الإنسانية. لقد وضع هذا المجتمع الرائع، الذي ازدهر في الفترة ما بين 4500 قبل الميلاد و1900 قبل الميلاد، الأساس للعديد من جوانب الثقافة الإنسانية الحديثة، مثل اختراع الكتابة والممارسات الزراعية المتقدمة ودول المدن المعقدة. في هذه المقالة، سوف نتعمق في التاريخ الغني و الثقافة والإنجازات التي حققتها الحضارة السومرية.
اصل السومريين
لا يزال أصل السومريين لغزًا يثير جدلًا واسعًا بين العلماء والمؤرخين، وذلك لعدم وجود أدلة تاريخية حاسمة تُشير إلى موطنهم الأصلي أو كيفية وصولهم إلى بلاد الرافدين.
نظريات مختلفة:
نظرية الهجرة من جبال طوران: يرى بعض العلماء أنّ السومريين هاجروا من منطقة جبال طوران في أواسط آسيا، وذلك بناءً على تشابه بعض الكلمات السومرية مع لغات شعوب تلك المنطقة.
نظرية الهجرة من جنوب القوقاز: يعتقد بعض الباحثين أنّ السومريين هاجروا من منطقة جنوب القوقاز، مدعومين بوجود بعض المواقع الأثرية في تلك المنطقة التي تُظهر تأثيرات سومرية.
نظرية الهجرة من الجزيرة العربية: تشير هذه النظرية إلى أنّ السومريين هاجروا من جنوب الجزيرة العربية، وذلك بسبب تشابه بعض العادات والتقاليد بينهم وبين شعوب الجزيرة العربية.
نظرية السكان الأصليين: يرى بعض العلماء أنّ السومريين هم من السكان الأصليين لبلاد الرافدين، ولم يهاجروا من أي مكان آخر.
تحديات حلّ اللغز:
نقص الأدلة:
لم يُكتشف أيّ نصوص سومرية تُشير بشكلٍ صريح إلى موطنهم الأصلي.
لم تُعثر على أيّ آثارٍ سومريةٍ خارج بلاد الرافدين تُساعد على تحديد مسار هجرتهم.
صعوبة تفسير اللغة السومرية:
تختلف اللغة السومرية عن جميع اللغات المعروفة، مما يجعل من الصعب ربطها بلغات أخرى لتحديد أصلها.
أهمية حلّ اللغز:
فهم الحضارة السومرية:
إنّ معرفة أصل السومريين ستساعدنا على فهم ثقافتهم وحضارتهم بشكلٍ أفضل.
فهم تاريخ بلاد الرافدين:
إنّ أصل السومريين مرتبطٌ ارتباطًا وثيقًا بتاريخ بلاد الرافدين، وفهم أصولهم سيساعدنا على فهم تاريخ تلك المنطقة بشكلٍ أوضح.
فهم تاريخ الهجرات البشرية:
إنّ حلّ لغز أصل السومريين سيساهم في فهمنا لتاريخ الهجرات البشرية في العالم القديم.
يواصل العلماء البحث عن أدلة جديدة لحلّ لغز أصل السومريين. تُستخدم تقنياتٌ حديثةٌ مثل تحليل الحمض النووي وتحليل اللغات القديمة في محاولةٍ لكشف المزيد عن أسلافهم وموطنهم الأصلي.
1.أصل التسمية
- اسم سومر مشتق من الكلمة الأكادية الأصلية "شوميرو" والتي تعني "أرض السادة المتحضرين". وكانت المنطقة سهلاً خصباً يقع بين نهري دجلة والفرات، ويتميز بتربته الغرينية، مما جعله مثالياً للزراعة. أسس السومريون حضارتهم حوالي عام 4500 قبل الميلاد، مما يمثل بداية فترة الأسرات المبكرة.
2. أين تقع حضارة سومر - الحدود الجغرافية للحضارة السومارية
- كانت الحضارة السومرية تقع في المنطقة الجنوبية من بلاد ما بين النهرين، والتي هي جزء من جنوب العراق الحالي. يتم تحديد الحدود الجغرافية لسومر من خلال موقعها بين نهري دجلة والفرات. وتميز هذا السهل الغريني، الذي يشار إليه غالبا باسم "الهلال الخصيب - Fertile Crescent"، بتربته الغنية والخصبة بسبب الفيضانات المنتظمة للأنهار، مما جعله مناسبا للغاية للزراعة.
- لم يتم تحديد حدود سومر من خلال الحدود السياسية كما نفهمها اليوم، بل من خلال المناظر الطبيعية و'دول-المدن'- 'City-states' المختلفة التي ظهرت داخل هذه المنطقة. وكانت دول المدن مثل أوروك - Uruk، وأور - Ur، ولجش - Lagash، ونيبور- Nippur، وغيرها هي الكيانات السياسية المهيمنة، وكان لها في كثير من الأحيان درجات متفاوتة من النفوذ و السيطرة على الأراضي المحيطة بها. وتنافست 'دول-المدن' وتعاونت مع بعضها البعض في هذه المنطقة المستمرة جغرافيا.
- في حين أن الحدود الدقيقة لكل مدينة-دولة تقلبت بمرور الوقت بسبب تغير ديناميكيات السلطة، فقد شملت المنطقة العامة لسومر الأرض الواقعة بين الخليج الفارسي إلى الجنوب الشرقي والمناطق الأكثر جفافاً والأقل خصوبة إلى الشمال الغربي. يشار إلى هذه المنطقة أحيانًا باسم "بلاد ما بين النهرين السفلى" أو "جنوب بلاد ما بين النهرين". كان نهرا دجلة والفرات، اللذان كانا بمثابة شريان الحياة للحضارة، يمثلان الحدود الشرقية والغربية لسومر.
- كان الموقع الجغرافي لسومر حيويًا لنجاحها حيث أنها وفرت أرضًا خصبة للزراعة، وإمكانية الوصول إلى الممرات المائية للنقل والتجارة، وموقعًا استراتيجيًا للتفاعل مع المناطق والثقافات المجاورة. لعبت هذه الجغرافيا الفريدة دورًا مهمًا في تشكيل ثقافة وتاريخ الحضارة السومرية.
3. لمحة تاريخية حول الحضارة السومارية
كانت حضارة سومر، التي كانت موجودة منذ حوالي 4500 قبل الميلاد إلى 1900 قبل الميلاد، مجتمعًا رائعًا ورائدًا ظهر في المنطقة الجنوبية من بلاد ما بين النهرين، فيما يعرف الآن بجنوب العراق. شهدت هذه الفترة ظهور إحدى أقدم الحضارات في العالم وأكثرها تأثيرًا. وفيما يلي لمحة تاريخية عن حضارة سومر خلال هذا الإطار الزمني:
1. ظهور دول-المدن (حوالي 4500-3500 قبل الميلاد):
- بدأت الحضارة السومرية كمجموعة من القرى الصغيرة والمجتمعات الزراعية في المنطقة الخصبة الواقعة بين نهري دجلة والفرات.
- تطورت هذه المجتمعات تدريجياً إلى دويلات-مدن، بما في ذلك أوروك، وأور، ولجش، وإريدو، ونيبور، وغيرها.
2. فترة الأسرات المبكرة (حوالي 3500-2900 قبل الميلاد):
- تطورت دويلات المدن السومرية إلى هياكل سياسية واجتماعية أكثر تعقيدًا، مع شخصيات سلطة مركزية.
- أدى تطور الكتابة المسمارية، وهي واحدة من أقدم أنظمة الكتابة المعروفة، إلى تسهيل حفظ السجلات والتجارة والاتصالات.
- تم تشييد المعابد المعروفة بالزقورات لتكون مراكز للنشاط الديني والإداري.
3. الإنجازات السومرية:
- طور السومريون تقنيات زراعية متقدمة، بما في ذلك أنظمة الري لإدارة نهري دجلة والفرات، مما يمكنهم من إنتاج فائض من الغذاء.
- امتدت شبكاتهم التجارية عبر العالم القديم، وربطتهم بمناطق بعيدة مثل وادي السند والأناضول.
- قدم السومريون مساهمات كبيرة في الرياضيات، حيث طوروا النظام العددي الستيني (الأساس 60) الذي أثر على الثقافات اللاحقة.
- آمن السومريون بوجود مجموعة معقدة من الآلهة، حيث كانت المعابد بمثابة مراكز للنشاط الديني والسلطة الإدارية.
4. الفتح الأكادي (حوالي 2335 ق.م):
- الأكديون، وهم شعب سامي، بقيادة سرجون الكبير، غزا سومر وأسسوا الإمبراطورية الأكادية.
- استمرت الثقافة السومرية إلى جانب الحكم الأكادي، وبقيت اللغة السومرية مستخدمة للأغراض الدينية والعلمية.
5. فترة أور الثالثة (حوالي 2112-2004 قبل الميلاد):
- أعادت أسرة أور الثالثة، والمعروفة أيضًا باسم أسرة أور الثالثة، بقيادة أور نامو ولاحقًا شولجي، السيطرة السومرية على جزء كبير من بلاد ما بين النهرين.
- تم إصدار قانون أور نمو، وهو أحد أقدم القوانين المعروفة، خلال هذه الفترة.
6. التراجع والغزوات العمورية (حوالي 2000-1900 ق.م):
- ضعفت دويلات المدن السومرية تدريجياً، وغزت القبائل الأمورية من شمال غرب بلاد ما بين النهرين المنطقة وسيطرت عليها.
- كان سقوط سلالة أور الثالثة بمثابة نهاية الهيمنة السومرية في بلاد ما بين النهرين.
4.الإكتشاف الأثري للحضارة السومارية
وقد لعبت الاكتشافات في المواقع الأثرية في منطقة سومر دورا حاسما في فهمنا لهذه الحضارة القديمة. و يتعاون العلماء في مختلف المجالات مثل علم الأثار وعلم التاريخ والأنثروبولوجيا من أجل فهم ودراسة تاريخ هذه الحضارة وقد قدمت هذه النتائج نظرة ثاقبة لمختلف جوانب الحياة السومرية، بما في ذلك مدنهم والهندسة المعمارية والكتابة والفن والثقافة . وفيما يلي بعض الاكتشافات الأثرية البارزة المتعلقة بحضارة سومر:
1. مقابر أور الملكية:
من أشهر الاكتشافات الأثرية المرتبطة بالسومر هي مقابر أور الملكية، والتي قام بالتنقيب عنها عالم الآثار البريطاني السير ليونارد وولي في عشرينيات القرن العشرين. واحتوت هذه المقابر على مجموعة من القطع الأثرية القيمة، بما في ذلك المجوهرات والفخار والأسلحة و"معيار أور" الشهير، وهو صندوق خشبي مزين بمناظر فسيفساء معقدة تصور جوانب مختلفة من الحياة السومرية.
2. الزقورات:
كشفت الحفريات الأثرية عن بقايا عدة زقورات في المدن السومرية، مثل زقورة أور الكبرى. كانت هذه الهياكل الضخمة التي تشبه الهرم المدرج هي النقاط المحورية للمعابد السومرية والأنشطة الدينية.
3. الألواح المسمارية:
تم اكتشاف آلاف الألواح الطينية المنقوشة بالكتابة المسمارية في المدن السومرية. تحتوي هذه الألواح على أنواع مختلفة من النصوص، بما في ذلك السجلات الإدارية، والقوانين، والأناشيد الدينية، والأدب. لقد كان لهم دور لا يقدر بثمن في فك رموز اللغة السومرية وفهم مجتمعهم.
4. أطلال المدينة:
كشفت التنقيبات في المدن السومرية، بما في ذلك أوروك وأور ونيبور وإريدو، عن التخطيط والتخطيط الحضري لهذه المراكز الحضرية القديمة. وتشمل الاكتشافات المعابد والقصور والمنازل وأسوار المدينة، مما يوفر نظرة ثاقبة للهندسة المعمارية السومرية والحياة اليومية.
5. الأختام الأسطوانية:
استخدم السومريون الأختام الأسطوانية المصنوعة من الحجر أو الطين لخلق انطباعات على الألواح الطينية والأشياء الأخرى. تتميز هذه الأختام بتصميمات ونقوش معقدة تنقل ا الملكية والهوية. وقد تم اكتشاف العديد من هذه الأختام، مما يلقي الضوء على الفن والبيروقراطية السومرية.
6. المصنوعات اليدوية السومرية:
تم اكتشاف قطع أثرية مختلفة مثل الفخاريات والتماثيل والتماثيل الصغيرة والمجوهرات في المواقع الأثرية السومرية. تقدم هذه العناصر لمحة عن الحرفية والتعبير الفني السومريين.
7. أنظمة الري:
تم العثور على بقايا أنظمة الري السومرية، بما في ذلك القنوات والسدود والسدود، من خلال البحوث الأثرية. وكانت هذه الأنظمة حاسمة لإدارة الموارد المائية في المنطقة، مما أتاح الزراعة الناجحة.
8. المقابر:
تم التنقيب في مواقع الدفن السومرية، مما كشف عن معلومات حول ممارسات الدفن، والممتلكات الجنائزية، والمعتقدات حول الحياة الآخرة. وترتبط بعض هذه المدافن بأفراد مهمين، مما يلقي الضوء على التسلسل الهرمي الاجتماعي السومري.
5.النظام السياسي والاجتماعي والقانوني للحضارة السومارية
كانت الأنظمة السياسية والاجتماعية للحضارة السومرية معقدة وتطورت مع مرور الوقت. تميزت سومر بشبكة من دول المدن المستقلة، ولكل منها حاكمها وحكومتها وبنيتها الاجتماعية. فيما يلي لمحة عامة عن الأنظمة السياسية والاجتماعية في سومر:
أ.النظام السياسي
1. دول-المدن:
تم تقسيم سومر إلى عدة دويلات مدن مستقلة، بما في ذلك أوروك، وأور، ولجش، ونيبور، وغيرها. كان لكل دولة مدينة سومرية حكومتها وقيادتها وحدودها الإقليمية. غالبًا ما كان لدى هذه الدول-المدن شعور بالهوية والاستقلال.
2.الملكية:
كان كل دولة مدينة يحكمها عادةً ملك يعمل كزعيم سياسي وديني. كان للملك سلطة كبيرة ويُعتقد أنه تم اختياره من قبل الآلهة. وشمل دور الملك الحفاظ على القانون والنظام، وقيادة الحملات العسكرية، والإشراف على الطقوس الدينية.
3.لوجال - Lugal:
يشير المصطلح السومري "لوجال - Lugal" إلى ملك أو حاكم. كان لبعض دول المدن حكام محليون بألقاب مختلفة، لكنهم غالبًا ما لعبوا أدوارًا مماثلة في الحكم.
4.المجالس والمسؤولون:
كان الملك غالبًا ما يحظى بدعم مجالس الشيوخ والنبلاء والمستشارين الذين لعبوا أدوارًا مهمة في صنع القرار والحكم. ساعد هؤلاء المسؤولون في إدارة الدولة المدينة، بما في ذلك التعامل مع المسائل القانونية والإشراف على التجارة.
ب.نظام اجتماعي
1.التسلسل الهرمي الاجتماعي:
كان للمجتمع السومري هيكل هرمي. في الأعلى كان الحكام والنبلاء وكبار الكهنة، يليهم المواطنون الأحرار العاديون، وفي الأسفل كان العبيد والعمال. كانت الحالة الاجتماعية والامتيازات وراثية في كثير من الأحيان.
2.الكهنوت:
لعب الدين دورًا مركزيًا في الحياة السومرية، وكان للكهنة سلطة ونفوذ كبيرين. لم تكن المعابد أماكن للعبادة فحسب، بل كانت أيضًا مراكز للنشاط الاقتصادي والإداري. كان الكهنة يديرون عقارات المعبد ويسيطرون على موارد هائلة.
3.المواطنون الأحرار:
كان المواطنون الأحرار يشكلون غالبية السكان وكانوا مسؤولين عن مهن مختلفة، مثل المزارعين والتجار والحرفيين والكتبة. كانوا يخضعون للقوانين واللوائح التي وضعتها الدولة المدينة.
4.العبودية - Slavery:
كانت العبودية منتشرة في سومر، حيث تم الحصول على العبيد في كثير من الأحيان من خلال الحرب أو نتيجة لعبودية الدين. تم استخدام العبيد عادة في العمل الزراعي والبناء وغيرها من أشكال العمل اليدوي.
5.أدوار المرأة:
تمتعت المرأة السومرية بمزيد من الحقوق والحرية الاجتماعية مقارنة بالعديد من الحضارات القديمة الأخرى. يمكنهم الانخراط في مختلف الأنشطة الاقتصادية، وامتلاك الممتلكات، والمشاركة في التجارة. ومع ذلك، ظلت أدوارهم متأثرة بالبنية الأبوية للمجتمع.
ج.نظام قانوني
تأثرت الأنظمة القانونية السومرية بالدين وكانت مرتبطة ارتباطًا وثيقًا بالهياكل الاجتماعية والاقتصادية في ذلك الوقت. وتهدف القوانين إلى الحفاظ على الوئام الاجتماعي، وحماية حقوق الملكية، وضمان المعاملة العادلة للأفراد داخل المجتمع. وعادةً ما يتم تطبيقها من قبل السلطات المحلية، وغالبًا ما يتم التوصل إلى القرارات من قبل الحكام أو المجالس أو القضاة بناءً على القانون القانوني المعمول به. فيما يلي نظرة عامة على القوانين والأنظمة القانونية السومرية:
1.قانون 'أور- نامو - Ur-Nammu :
كان لدى سومر نظام قانوني متطور. يُعتقد أن ' قانون أور- نامو' - ' The Code of Ur-Nammu'، أحد أقدم القوانين القانونية المعروفة، قد تم وضعه خلال فترة أور الثالثة. وحدد القوانين المتعلقة بالملكية والعقود والزواج وغيرها من جوانب الحياة اليومية. تم تطبيق هذه القوانين من قبل السلطات المحلية والملك.
2.قوانين إشنونا - Eshnunna:
كُتبت قوانين إشنونا، من مدينة-دولة إشنونا في بلاد ما بين النهرين القديمة، حوالي عام 1930 قبل الميلاد. على الرغم من أنهم ليسوا سومريين، إلا أنهم غالبًا ما يتم تضمينهم في مناقشات الأنظمة القانونية السومرية. وتغطي هذه القوانين جوانب مختلفة من الحياة، بما في ذلك الزواج والملكية والتجارة. لقد كانت بمثابة مصدر للتوجيه القانوني وكنموذج للقوانين الأخرى في المنطقة.
3.قانون ليبت-عشتار- Lipit-Ishtar:
قانون ليبيت-عشتار، من مدينة-دولة إيسين، هو قانون قانوني مبكر آخر يسبق قانون حمورابي الشهير. تأسست حوالي عام 1934 قبل الميلاد وتتناول القضايا المتعلقة بالملكية والتجارة وقانون الأسرة. ومثل القوانين السومرية الأخرى، سعت إلى تحقيق العدالة والحفاظ على النظام الاجتماعي.
4.قوانين أور-لاما - Ur-Lamma:
هذه القوانين المنسوبة إلى الحاكم أور-لاما أقل شهرة نسبيًا مقارنة بالقوانين السابقة. أنها توفر رؤى إضافية حول المعايير القانونية والاجتماعية للفترة السومرية.
5.قوانين كوديا - Gudea:
أصدر كوديا، حاكم مدينة-دولة لكش، مجموعة من التماثيل المنقوشة المعروفة باسم "قوانين كوديا". على الرغم من أنها ليست مدونة قانونية شاملة، إلا أن هذه التماثيل تحتوي على أحكام تتعلق ببناء المعابد والممارسات الدينية.
6.الاقتصاد والزراعة للحضارة السومارية
كان الاقتصاد والزراعة في الحضارة السومرية أساسياً لنجاحها وتطورها. كانت سومر تقع في المنطقة الخصبة بين نهري دجلة والفرات، واعتمدت بشكل كبير على الزراعة وأنشأت نظاما اقتصاديا متطورا. وفيما يلي لمحة عامة عن الاقتصاد والزراعة في الحضارة السومرية:
أ.اقتصاد:
1.اقتصاد السوق:
كانت للمدن السومرية أسواق مزدحمة حيث يتم شراء وبيع البضائع. تم تسهيل تطوير اقتصاد السوق من خلال استخدام العملة في شكل سبائك أو حبوب فضية، مما جعل المعاملات أكثر كفاءة.
2.العمالة والقوى العاملة:
نظم السومريون قوتهم العاملة في الأعمال الزراعية والبناء. كان العمال والحرفيون المهرة ضروريين لبناء أنظمة الري والزقورات والبنية التحتية الأخرى.
3.الضرائب والإدارة:
فرضت دول-المدن السومرية الضرائب على المنتجات الزراعية، والتي تم جمعها وإدارتها من قبل المعابد والسلطات المحلية. دعمت هذه الإيرادات العديد من المشاريع العامة وصيانة البنية التحتية للمدينة.
4.الإطار القانوني:
كان لدى السومريين أنظمة قانونية ومدونات قوانين تنظم المعاملات التجارية، وتضمن العدالة وحل النزاعات التجارية.
ب.زراعة
1.أنظمة الري:
اشتهر السومريون بأنظمة الري المبتكرة والمتطورة. وقاموا ببناء القنوات والسدود والسدود لإدارة الفيضانات السنوية لنهري دجلة والفرات. وقد سمح لهم ذلك بالتحكم في تدفق المياه وتوزيعها على حقولهم، مما منع حدوث الجفاف والفيضانات.
2.زراعة المحاصيل:
قام السومريون بزراعة مجموعة متنوعة من المحاصيل، بما في ذلك الشعير والقمح والقمح والتمر والخضروات والفواكه المختلفة. لعب فائض الغذاء الناتج عن ممارساتهم الزراعية دورًا حاسمًا في دعم النمو السكاني واستدامة المراكز الحضرية.
3.استئناس الماشية:
قام السومريون أيضًا بتدجين الماشية، مثل الأبقار والأغنام والماعز. قدمت هذه الحيوانات اللحوم والحليب والعمالة لمختلف المهام الزراعية، مما ساهم بشكل أكبر في إمداداتها الغذائية.
4.استخدام المحاريث والثيران:
استخدم المزارعون السومريون المحاريث التي تجرها الثيران لحراثة التربة وإعدادها للزراعة. أدى هذا الابتكار إلى زيادة الإنتاجية الزراعية وجعل من الممكن زراعة مساحات أكبر من الأراضي.
5.تناوب المحاصيل:
مارس السومريون تناوب المحاصيل، بالتناوب بين نوع المحاصيل المزروعة في مواسم مختلفة للحفاظ على خصوبة التربة. وقد ساعدت هذه الممارسة الزراعية المستدامة على منع استنزاف التربة.
6.التخزين ومخازن الحبوب:
لإدارة محاصيلهم الفائضة، قام السومريون ببناء مخازن كبيرة للتخزين. لعبت هذه الهياكل دورًا حيويًا في الحفاظ على الإمدادات الغذائية وضمان وجود ما يكفي من الغذاء لإطعام السكان في أوقات الحاجة.
ج.التجارة
كانت تجارة الحضارة السومرية جزءًا لا يتجزأ من نجاحها ولعبت دورًا حاسمًا في تشكيل المشهد الاقتصادي للعالم القديم. كانت سومر، الواقعة بين نهري دجلة والفرات، تتمتع بموقع استراتيجي جعلها مركزا للتجارة والتبادل التجاري. فيما يلي بعض الجوانب الرئيسية للتجارة في الحضارة السومرية:
1.الموقع الجغرافي الاستراتيجي:
كانت سومر تتمتع بموقع مثالي في الجزء الجنوبي من بلاد ما بين النهرين، بالقرب من الخليج العربي. وقد منحها هذا الموقع إمكانية الوصول إلى طرق التجارة المحلية و الدولية، مما جعلها ملتقى طرق للتجارة بين المناطق المختلفة.
2.التجارة لمسافات طويلة:
شارك السومريون في التجارة لمسافات طويلة مع المناطق والثقافات المجاورة. لقد استوردوا المواد الخام مثل الأخشاب وخامات المعادن والأحجار الكريمة من أماكن بعيدة، بما في ذلك الأناضول (تركيا الحديثة) والهضبة الإيرانية. وفي المقابل، قاموا بتصدير السلع تامة الصنع مثل المنسوجات والفخار والمنتجات الزراعية.
3.شبكات التجارة:
أنشأ السومريون شبكات تجارية وصلت إلى مناطق بعيدة مثل وادي السند في الشرق والأناضول في الغرب. كان لدى دول المدن السومرية، بما في ذلك أوروك وأور، علاقات تجارية مزدهرة وعملت كوسطاء رئيسيين في تبادل البضائع.
4.النظام الموحد للأوزان والمقاييس:
لتسهيل التجارة وضمان التبادلات العادلة، طور السومريون نظامًا موحدًا للأوزان والمقاييس. وقد سمح هذا النظام بالاتساق والشفافية في المعاملات التجارية.
5.أهمية المعابد:
لعبت المعابد في دول المدن السومرية دورًا مركزيًا في التجارة. لم تكن بمثابة أماكن للعبادة فحسب، بل كانت بمثابة مراكز اقتصادية يتم فيها تنظيم الأنشطة التجارية و السيطرة عليها.
7.الثقافة والتكنولوجيا للحضارة السومارية
وكانت ثقافة الحضارة السومرية غنية ومتنوعة ومؤثرة. لقد وضعت الأساس للعديد من جوانب ثقافات بلاد ما بين النهرين والعالمية اللاحقة. قدم السومريون، الذين عاشوا فيما يعرف الآن بجنوب العراق الحديث، بين نهري دجلة والفرات، مساهمات كبيرة في مجالات مختلفة، بما في ذلك الأدب والدين والفن والهندسة المعمارية والعلوم. فيما يلي بعض الجوانب الرئيسية للثقافة السومرية:
أ.الثقافة
1. الكتابة والأدب:
- يعود الفضل للسومريين في اختراع أحد أنظمة الكتابة الأولى في العالم، والمعروف باسم الكتابة المسمارية. واستخدموا ألواحًا من الطين وأقلامًا لكتابة أحرف على شكل إسفين. تم استخدام المسمارية لتسجيل الأحداث التاريخية، وإنشاء النصوص القانونية، وتأليف الأدب.
- يتضمن الأدب السومري قصائد ملحمية مثل "ملحمة جلجامش"، وهي واحدة من أقدم الأعمال الأدبية المعروفة. يحكي الفيلم قصة جلجامش، الملك الأسطوري الذي يسعى إلى الخلود.
- كانت الترانيم والصلوات والأمثال أشكالاً شائعة للتعبير الأدبي السومري. غالبًا ما دارت هذه النصوص حول معتقداتهم وممارساتهم الدينية المعقدة.
2. التعليم والكتبة:
- كان لدى سومر نظام تعليمي رسمي، وكان الكتبة يحظون بتقدير كبير. تم تدريب هؤلاء الأفراد على القراءة والكتابة بالخط المسماري ولعبوا دورًا حاسمًا في حفظ السجلات والإدارة والحفاظ على المعرفة.
3. الهيكل الاجتماعي:
- كان للمجتمع السومري هيكل هرمي، حيث الحكام والكهنة في القمة، يليهم النبلاء، والمواطنون الأحرار العاديون، والعمال. وكان العبيد في أسفل التسلسل الهرمي الاجتماعي.
4. موسيقى ورقص:
- كانت الموسيقى والرقص جزءًا لا يتجزأ من الثقافة السومرية. وكان لديهم آلات موسيقية متنوعة، وكانت المناسبات الدينية والدنيوية تتميز بالموسيقى والرقص.
5. الدواء:
- كان لدى السومريين معرفة بالنباتات الطبية والعلاجات. النصوص الطبية، مثل "الدليل التشخيصي"، تشرح بالتفصيل الأمراض والعلاجات المختلفة.
تركت الثقافة السومرية علامة لا تمحى على الحضارات اللاحقة في بلاد ما بين النهرين وخارجها. ولا تزال اختراعاتهم ومعتقداتهم وإنجازاتهم الفنية تؤثر على المجتمعات الحديثة وكانت موضوع دراسة الادلة الأثرية وتاريخية واسعة النطاق.
ب.التكنولوجيا
كان السومريون مزارعين مبتكرين، حيث طوروا أنظمة ري متقدمة لإدارة موارد المياه المحدودة في المنطقة. واستخدموا القنوات والسدود والسدود للسيطرة على فيضانات نهري دجلة والفرات. وقد سمح هذا البراعة الزراعية لسومر بإنتاج وفرة من الغذاء، الأمر الذي دعم بدوره تزايد عدد سكانها ومراكزها الحضرية.
1.الكتابة المسمارية:
طور السومريون أحد أقدم أنظمة الكتابة، وهو الكتابة المسمارية، التي استخدموها لحفظ السجلات، بما في ذلك السجلات الزراعية. وقد سمح لهم ذلك بتتبع تخصيص الأراضي والمحاصيل والمعاملات.
2.صوامع الحبوب:
تم إنشاء صوامع كبيرة لتخزين المحاصيل الفائضة. لعبت هذه الهياكل دورًا حيويًا في الحفاظ على الإمدادات الغذائية وضمان وجود ما يكفي من الغذاء لإعالة السكان خلال أوقات الندرة.
3.الصناعة الحرفية:
برع السومريون في إنتاج الفخار، واستخدمت الأواني الخزفية لأغراض زراعية مختلفة، مثل تخزين ونقل الحبوب والمنتجات الزراعية الأخرى.وكانت صناعة الفخار والأعمال المعدنية والمجوهرات متطورة للغاية، وأنتج السومريون مجموعة واسعة من الأشياء الوظيفية والزخرفية.
4.أجهزة رفع المياه:
طوّر السومريون أجهزة مبكرة لرفع المياه، مثل الشادوف، وهي رافعة ذات ثقل موازن، والنوريا، وهي نوع من الناعورة المائية. ساعدت هذه الأجهزة في رفع المياه من القنوات إلى الحقول المرتفعة.
5.الرياضيات:
قدم السومريون مساهمات كبيرة في الرياضيات، حيث طوروا النظام العددي الستيني (الأساس 60). تم تطبيق هذا النظام الرياضي في مختلف جوانب الزراعة، بما في ذلك قياسات الأراضي والحسابات المتعلقة بالري.
4.علم الفلك:
- كانوا من علماء الفلك الأوائل وقاموا بمراقبة الأجرام السماوية، والتي كانت مرتبطة بمعتقداتهم الدينية وتقويماتهم.
8.الدين السومري والأساطير للحضارة السومارية
كان لدى السومريين نظام عقائدي ديني غني ومعقد. ضم آلهتهم آلهة مثل آن وإنليل وإنكي، الذين ارتبطوا بمختلف جوانب الحياة والعالم الطبيعي. بنى السومريون زقورات مثيرة للإعجاب، والتي كانت بمثابة مجمعات معابد للعبادة والطقوس الدينية. إحدى الأساطير السومرية الأكثر شهرة هي ملحمة جلجامش، وهي قصة تستكشف موضوعات الموت والحالة الإنسانية.
كان دين وأساطير الحضارة السومرية محوريًا في ثقافتهم وأسلوب حياتهم. كان لدى السومريين نظام معتقدات شركية معقد يضم مجموعة من الآلهة والإلهات الذين لعبوا أدوارًا مهمة في مجتمعهم. فيما يلي نظرة عامة على الديانة والأساطير السومرية:
أ.آلهة الآلهة والإلهات
1. آنو /Anu: إله السماء والإله الأعلى في البانثيون السومري.
2. إنليل / Enlil: إله الهواء والعواصف، وله سلطة وقوة كبيرة. ارتبط بالكوارث الطبيعية وكان يعتبر الإله الرئيسي.
3.إنانا - عشتار/ Inanna - Ishtar : إلهة الحب والخصوبة والحرب. كانت إنانا واحدة من أهم الآلهة ولعبت دورًا مركزيًا في الأساطير السومرية.
4.إنكي - إيا' / Enki - Ea': إله الحكمة والماء والفنون. كان مرتبطًا بالمياه العذبة في منطقة أبسو الجوفية.
5.نانا - سين / Nanna - Sin : إله القمر المرتبط بالليل والوقت والعرافة.
6.أوت - نينهورساج / Ut- Ninhursag: إلهة الأرض والخصوبة. وكانت تُعرف أيضًا باسم أم جميع الآلهة والبشر.
7.دموزي - تموز / Dumuzid-Tammuz : إله الرعاة والخصوبة. غالبًا ما كان مرتبطًا بالدورة السنوية للفصول.
8.إريشكيجال - Ereshkigal: ملكة العالم السفلي، المسؤولة عن عالم الموتى.
9.نينكاسي - Ninkasi: إلهة البيرة والتخمير، والتي لعبت دورًا في الطقوس الدينية والحياة اليومية.
ب.الأساطير
1.ملحمة جلجامش Epic of Gilgamesh: ولعل أشهر الأساطير السومرية هي "ملحمة جلجامش" التي تحكي قصة جلجامش، ملك أوروك الأسطوري، وسعيه إلى الخلود. تستكشف الملحمة موضوعات الصداقة والوفيات والحالة الإنسانية.
2.إنوما إليش Enuma Elish: تصف أسطورة الخلق هذه ولادة الكون، وتكوين الآلهة، وخلق البشرية. تتمحور حول الصراع بين الآلهة تيامات ومردوخ.
3.نزول إنانا The Descent of Inanna: تروي هذه الأسطورة رحلة الإلهة إنانا إلى العالم السفلي، حيث تم تجريدها من صفاتها الإلهية. قصتها هي رمز الموت والبعث وتعكس دورات الطبيعة.
4.ملحمة أترا-حاسيس The Atrahasis Epic: تحكي هذه الملحمة قصة الطوفان العظيم والبطل أترا-حاسيس - The Atrahasis Epic الذي اختارته الآلهة لبناء فلك وإنقاذ البشرية من الطوفان. لديها أوجه تشابه مع القصة التوراتية لسفينة نوح.
ج.الممارسات الدينية
1.المعابد والزقورات - Temples and Ziggurats: بنى السومريون المعابد المعروفة باسم الزقورات، والتي كانت مخصصة لآلهة معينة. وكانت هذه مراكز للنشاط الديني والعبادة والإدارة.
2.القرابين والذبائح - Offerings and Sacrifices: كانت القرابين الطقسية، بما في ذلك الطعام والشراب والبخور، تُقدَّم لإرضاء الآلهة. وكانت التضحيات الحيوانية شائعة أيضًا في الاحتفالات الدينية.
3.العرافة - Divination: آمن السومريون بممارسة العرافة، وذلك باستخدام أساليب مختلفة لتفسير العلامات والبشائر من الآلهة.
4.المهرجانات والاحتفالات - Festivals and Celebrations: كان لدى السومريين تقويمًا للمهرجانات الدينية التي تميز الأحداث والمواسم والدورات الزراعية المهمة. وشملت هذه المهرجانات الموسيقى والرقص والطقوس الدينية.
5.الكهنوت - Priesthood: لعب الكهنة والكاهنات أدوارًا مهمة في المجتمع السومري، حيث عملوا كوسطاء بين الشعب والآلهة. وأشرفوا على الطقوس الدينية وأنشطة المعبد.
6.الببليومانسي -Bibliomancy: كان لدى السومريين عادة طلب التوجيه من النصوص المقدسة، مثل "إينوما آنو إنليل"، وهو عبارة عن خلاصة وافية للبشائر والتعاويذ.
- كان الدين والأساطير السومرية متشابكين بشكل وثيق مع حياتهم اليومية ونظرتهم للعالم. قدمت هذه المعتقدات تفسيرات للعالم الطبيعي، وأصول البشرية، والحالة الإنسانية. لم يؤثروا على ثقافات بلاد ما بين النهرين اللاحقة فحسب، بل أثروا أيضًا على التطور الأوسع للتقاليد الدينية والأسطورية عبر التاريخ.
9.الزوال والسقوط للحضارة السومارية
- إن اختفاء وسقوط الحضارة السومرية هي عمليات معقدة وتدريجية حدثت على مدى قرون. في حين أنه لا يوجد حدث أو سبب واحد محدد أدى إلى تراجع واختفاء الحضارة السومرية، إلا أن هناك عدة عوامل ساهمت في النهاية النهائية لهذه الحضارة القديمة:
1.العوامل البيئية:
- التغيرات في مجرى نهري دجلة والفرات: اعتمد السومريون بشكل كبير على الأنهار في الزراعة من خلال أنظمة الري المتطورة. وأدت التحولات في مجاري الأنهار وانخفاض تدفق المياه بسبب تراكم الطمي وإزالة الغابات إلى انخفاض الإنتاجية الزراعية.
2.الغزوات والصراعات:
- واجهت دول المدن السومرية غزوات وصراعات متكررة من المناطق المجاورة. كان الأكاديون والعيلاميون والغوتيان من بين المجموعات التي غزت سومر. زعزعت هذه الصراعات استقرار دول المدن السومرية وأضعفت قوتها.
3. الانقسام السياسي:
- مع مرور الوقت، تراجعت وحدة دول المدن السومرية، وأصبحت أكثر تفتتًا. أدت المنافسات والصراعات الداخلية بين دول المدن إلى إضعاف قدرتها على تحمل الضغوط الخارجية.
4.الانحدار الاقتصادي:
- نتيجة للعوامل البيئية والسياسية بدأ الاقتصاد السومري بالتراجع. وانخفضت الإنتاجية الزراعية، وتعطلت طرق التجارة، مما أدى إلى صعوبات اقتصادية.
5.التغيرات الثقافية والدينية:
- مرت الثقافة والديانة السومرية بتحولات حيث اتصلت الحضارة بثقافات أخرى مثل الأكديين والعموريين. تغير مجمع الآلهة، وتطورت الممارسات الدينية.
6.تسلل أموري Amorite Infiltration :
- بدأ العموريون، وهم شعب ناطق ناطق بالسامية، بالتسلل والاستيطان في دول المدن السومرية. وفي النهاية أسسوا حكمهم وساهموا في استيعاب الثقافة السومرية في المجتمعات التي يهيمن عليها الأموريون.
7.نهاية اللغة السومرية:
- توقف التحدث باللغة السومرية تدريجياً مع هيمنة اللغات السامية الأخرى، مثل الأكادية. ساهم فقدان اللغة السومرية في تراجع الثقافة السومرية.
8.الاستيعاب في الإمبراطوريات اللاحقة:
- تم استيعاب دول المدن السومرية في نهاية المطاف في إمبراطوريات أكبر، بما في ذلك الإمبراطورية البابلية، والإمبراطورية الآشورية، والإمبراطورية البابلية الجديدة. قامت هذه الإمبراطوريات بدمج الأراضي والثقافة السومرية في أراضيها وثقافتها.
لم تختف الحضارة السومرية فجأة، بل تلاشت تدريجياً عندما واجهت مجموعة من التحديات. بمرور الوقت، فقدت دول المدن التي كانت قوية ذات يوم استقلالها واندمجت في إمبراطوريات أكبر. وبينما استمرت الثقافة السومرية في التأثير على هذه المجتمعات اللاحقة، فإنها لم تعد موجودة كحضارة مستقلة ومتميزة.
10.الإرث للحضارة السومارية
- تركت الحضارة السومرية إرثًا ثقافيا دائمًا أثر بشكل عميق على الثقافات اللاحقة في بلاد ما بين النهرين وخارجها. والجدير بالذكر أن نظام الكتابة المسمارية، وهو أقدم شكل معروف للكتابة، تم تبنيه من قبل الثقافات المجاورة، مثل الأكاديين والبابليين. كان القانون القانوني السومري، المعروف باسم قانون أور-نامو، بمثابة مقدمة لقوانين أكثر شهرة مثل شريعة حمورابي البابلي.
- إن تراث الحضارة السومرية عميق ودائم، حيث وضعت الأساس للعديد من جوانب الثقافة والحضارة الإنسانية. فيما يلي بعض الموروثات الرئيسية التي تركها السومريون:
1.الكتابة المسمارية:
- يُنسب إلى السومريين اختراع أحد أنظمة الكتابة الأولى في العالم، وهو الكتابة المسمارية. تم استخدام هذا البرنامج النصي لتسجيل مجموعة واسعة من المعلومات، بما في ذلك الأدب والقوانين والرياضيات والسجلات الإدارية. لقد أرسى الأساس لأنظمة الكتابة اللاحقة في الشرق الأدنى القديم.
2.الأنظمة القانونية والتدوين:
تأثرت شريعة أور نمو، إحدى أقدم الشرائع القانونية، وشريعة حمورابي، أشهر شريعة قانونية قديمة، بالمبادئ القانونية السومرية. شكلت هذه الأنظمة القانونية المبكرة سابقة للقوانين المستقبلية ومفهوم سيادة القانون.
3.الرياضيات والتدوين الرياضي:
استخدم السومريون النظام العددي الستيني (الأساس 60) الذي أثر على التقاليد الرياضية اللاحقة. لقد طوروا مفاهيم وأدوات رياضية لمختلف العمليات الحسابية، بما في ذلك جداول الضرب.
4.علم الفلك والتقويمات:
قدم السومريون مساهمات كبيرة في علم الفلك، حيث قاموا بتتبع الأجرام السماوية وتطوير التقاويم المبكرة. أثرت معرفتهم بالتقويم القمري على أنظمة التقويم اللاحقة.
5.العمارة والهندسة:
بنى السومريون زقورات رائعة، وهي هياكل متدرجة تشبه الهرم وكانت بمثابة المعابد والمراكز الإدارية. أثرت هذه الابتكارات المعمارية في وقت لاحق على فن العمارة في بلاد ما بين النهرين والشرق الأدنى.
6.الري والزراعة:
طور السومريون أنظمة ري متقدمة لدعم ممارساتهم الزراعية. ولا تزال التقنيات التي استخدموها، مثل القنوات والسدود، ذات صلة بالزراعة الحديثة وإدارة المياه.
7.الأدب والأساطير:
كان للأدب السومري، بما في ذلك "ملحمة جلجامش" وأساطير الخلق مثل "إنوما إليش"، تأثير دائم على التقاليد الأدبية اللاحقة. تم العثور على عناصر من الأساطير السومرية ورواية القصص في النصوص الدينية للحضارات اللاحقة.
8.المفاهيم الدينية:
تم دمج العديد من الآلهة والأساطير من الديانة السومرية في الأنظمة العقائدية لحضارات بلاد ما بين النهرين وحتى الثقافات السامية اللاحقة. كان لشخصيات مثل مردوخ وتيامات من "إنوما إليش" تأثير كبير على التقاليد الدينية.
9.التعليم والكتبة:
شكل التعليم السومري ودور الكتبة في الحفاظ على المعرفة و الثقافة سابقة لأهمية التعليم ومحو الأمية في المجتمعات القديمة والمجتمعات اللاحقة.
10.التحضر وتخطيط المدن:
كانت دول المدن السومرية من أقدم الأمثلة على المراكز الحضرية، مع بنية تحتية منظمة وأنظمة إدارية. وساهموا في تطوير تخطيط المدن في الحضارات اللاحقة.
11.التجارة والتبادل التجاري:
أثر موقع سومر الاستراتيجي ودورها كمركز تجاري على الممارسات التجارية وتطور النظم الاقتصادية في الشرق الأدنى القديم.
12.الإرث في الإمبراطوريات اللاحقة:
تم دمج دول المدن السومرية في الإمبراطوريات اللاحقة، مثل الإمبراطوريتين البابلية والآشورية، واستمرت ثقافتها في التأثير على هذه الحضارات المتعاقبة.
إن تراث الحضارة السومرية مهم ليس فقط لمساهماتها المحددة ولكن أيضًا للدور التأسيسي الذي لعبته في تطوير العديد من جوانب الثقافة والحضارة الإنسانية. لا يزال صدى إنجازات السومريين يتردد في المجتمع الحديث، مما يوضح التأثير الدائم لهذه الحضارة القديمة على مسار تاريخ البشرية.
أهم ما في الحضارة السومرية؟
اشتهرت الحضارة السومرية، التي نشأت في بلاد الرافدين بين عامي 4000 و 1900 قبل الميلاد، بإنجازاتٍ عظيمةٍ حوّلتها إلى إحدى أهمّ الحضارات في التاريخ البشري.
وتشمل أهمّ إنجازات السومريين ما يلي
1. الكتابة
اختراع الكتابة المسمارية
أقدم نظام كتابةٍ معروفٍ في التاريخ
استخدامها لتسجيل المعاملات التجارية والقوانين والأدب
2. الزراعة
تطوير تقنياتٍ رياديةٍ للزراعة
استخدام قنوات الري والسدود لزيادة الإنتاجية
زراعة مجموعةٍ واسعةٍ من المحاصيل، مثل الحبوب والبقوليات والفواكه
3. العمارة
بناء المعابد والقصور والمنازل
استخدام الطوب الطيني كمادةٍ أساسيةٍ للبناء
ابتكار تقنياتٍ هندسيةٍ متقدمةٍ، مثل الأقواس والقناطر
4. العلوم
إنجازاتٌ في الرياضيات والفلك
ابتكار نظامٍ عدٍّ ستينيٍّ
تطوير تقويمٍ قمريٍّ شمسيٍّ
5. الفنون
تماثيلٌ وأختامٌ فنيةٌ دقيقةٌ
مجوهراتٌ وأدواتٌ مزخرفةٌ
موسيقىٌ وأغانيٌ تُروى عبر الأجيال
6. القانون
أول مجموعةٍ من القوانين المكتوبةٍ في التاريخ
قانون حمورابي
نظامٌ قضائيٌّ مُنظمٌ لضمان العدالة
7. التجارة
تطوير شبكةٍ واسعةٍ للتجارةِ مع الحضاراتِ المجاورة
استخدامُ العملاتِ المعدنيةِ للتبادلِ التجاريِّ
تداولُ السلعِ والمنتجاتِ المختلفةِ
8. الدين
معتقداتٌ دينيةٌ متعددةٌ
عبادةُ آلهةٍ مختلفةٍ تمثلُ قوى الطبيعةِ
بناءُ المعابدِ لتقديمِ القرابينِ للآلهةِ
9. التأثير على الحضارات اللاحقة
كان للسومريين تأثيرٌ كبيرٌ على الحضاراتِ اللاحقةِ، مثل الحضارةِ البابليةِ والحضارةِ الآشوريةِ
ساهموا في تطويرِ الكتابةِ والقانونِ والعلومِ والفنونِ
أُسسوا المُدنَ الأولى وأقاموا أنظمةَ الحكمِ
خاتمة
- شهدت الفترة من 4500 قبل الميلاد إلى 1900 قبل الميلاد في التاريخ السومري توسعا هائلا في الحضارة الإنسانية. تركت مساهمات سومر في مجالات الكتابة والقانون والرياضيات والحكم بصمة لا تمحى على الثقافات اللاحقة في بلاد ما بين النهرين وخارجها. وبينما تضاءلت الهيمنة السياسية السومرية، استمر إرثها الثقافي والفكري في التأثير على تطور المجتمعات البشرية لآلاف السنين القادمة.
- وقد ساهمت هذه الاكتشافات الأثرية بشكل كبير في فهمنا للحضارة السومرية. لقد أتاحت للباحثين إعادة بناء تاريخ السومريين وثقافتهم وحياتهم اليومية، وتسليط الضوء على إنجازاتهم والإرث الدائم لواحدة من أقدم المجتمعات المتقدمة في العالم.
- كانت الأنظمة السياسية والاجتماعية السومرية ديناميكية، مع انتقال السلطة بين دول المدن والحكام مع مرور الوقت. تميزت حضارة سومر بدرجة عالية من التنظيم، والتخطيط الحضري الرائع، والممارسات الزراعية المتقدمة، وحياة ثقافية ودينية غنية. تركت مساهمات السومريين في الحكم والقانون والتنظيم الاجتماعي إرثًا دائمًا أثر على حضارات بلاد ما بين النهرين اللاحقة.
- كان الاقتصاد والزراعة في سومر متشابكين بشكل وثيق وشكلوا العمود الفقري لهذه الحضارة القديمة. سمحت ممارسات سومر الزراعية المبتكرة وأنظمة الري جيدة التنظيم للمجتمع بالازدهار، في حين ساهم دورها كمركز تجاري وتجاري في نجاحه. غذت الأنشطة الغذائية والاقتصادية الفائضة نمو دول المدن السومرية ومساهماتها الدائمة في الحضارة الإنسانية.
- كانت الأنشطة الاقتصادية والتجارية السومرية جزءًا لا يتجزأ من نمو الحضارة وازدهارها. سمحت لهم ممارساتهم الزراعية المتقدمة وأنظمة الري المبتكرة وموقعهم الاستراتيجي بإنتاج فائض من السلع التي يمكن تداولها مع المناطق المجاورة. لم تؤثر هذه التجارة المزدهرة على تطور المجتمع السومري فحسب، بل كان لها أيضًا تأثير دائم على الأنظمة الاقتصادية للحضارات اللاحقة في الشرق الأدنى القديم.
- كانت الممارسات والتقنيات الزراعية المتقدمة للسومريين مفيدة في دعم تزايد عدد سكانهم واستدامة دولهم المدن. سمح فائض الغذاء المنتج من خلال أساليب الزراعة الفعالة بالتوسع الحضري والتجارة وتطوير حضارة معقدة. لقد تركت ابتكاراتهم في مجال الري وزراعة المحاصيل والأدوات الزراعية إرثًا دائمًا في تاريخ الزراعة و تكنولوجيا الحضارات القديمة.
كان تراجع سومر بمثابة الانتقال إلى عصر جديد في بلاد ما بين النهرين، تميز بصعود وسقوط الإمبراطوريات اللاحقة. على الرغم من اختفائها، تركت مساهمات سومر في الفن والأدب والقانون والتكنولوجيا إرثًا دائمًا استمر في تشكيل مسار التاريخ البشري في الشرق الأدنى القديم وخارجه.
- إن الحضارة السومرية، بإسهاماتها الرائعة في مجالات مثل الزراعة والتكنولوجيا والدين والحكم، تقف بمثابة شهادة على براعة العالم القديم. وباعتبارهم مهد الحضارة في بلاد ما بين النهرين، فإن تراث السومريين لا يزال يؤثر على فهمنا للتاريخ وأسس الثقافة الإنسانية حتى يومنا هذا. إن إنجازاتهم بمثابة تذكير بالتأثير الدائم لواحد من أقدم مجتمعات العالم وأكثرها ابتكارًا.
المراجع
1. "الحضارة السومرية: نشأتها وتطورها" - تأليف: د. أحمد كمال
- يستعرض الكتاب نشأة الحضارة السومرية وتطورها وتأثيرها على منطقة بلاد الرافدين.
2. "حضارة سومر: دراسة تاريخية وثقافية" - تأليف: د. سعيد مصطفى
- يقدم الكتاب دراسة شاملة عن حضارة سومر، من حيث تاريخها وثقافتها وإنجازاتها.
3. "بلاد الرافدين والحضارة السومرية" - تأليف: د. فاطمة الدليمي
- يتناول الكتاب تأثير الحضارة السومرية على تطور بلاد الرافدين والعلاقات بين مختلف الحضارات في المنطقة.
4. "سومر: أولى حضارات العالم" - تأليف: د. يوسف العطار
- يقدم الكتاب معلومات حول كيفية نشوء حضارة سومر كأول حضارة معروفة في تاريخ البشرية.
5. "الحضارة السومرية: من الألفية الرابعة إلى الألفية الثانية ق.م" - تأليف: د. ناصر عبد الله
- يستعرض الكتاب تطور الحضارة السومرية عبر العصور وكيف أثرت على التاريخ القديم.
6. "الأسس الثقافية والدينية للحضارة السومرية" - تأليف: د. محمد الجبوري
- يتناول الكتاب الجوانب الثقافية والدينية للحضارة السومرية وأثرها على حياة السومريين.
7. "سومر: الحضارة التي أضاءت التاريخ" - تأليف: د. علي المندلاوي
- يسلط الكتاب الضوء على الإنجازات الكبيرة للحضارة السومرية وكيف شكلت أساساً للحضارات الأخرى في بلاد الرافدين.
Books
*The Sumerians: Their History, Culture, and Character* by Samuel Noah Kramer
*Sumer and the Sumerians* by Harriet Crawford
*Inanna, Lady of Largest Heart: Poems of the Sumerian High Priestess Enheduanna* by Enheduanna (Translated by Betty De Shong Meador)
*The Oxford Handbook of Cuneiform Culture* edited by Karen Radner and Eleanor Robson
*The Sumerian World* edited by Harriet Crawford
*Mesopotamia: The Invention of the City* by Gwendolyn Leick
*The Sumerians: Their History, Culture, and Character* by François Vallat
*Before the Muses: An Anthology of Akkadian Literature* edited by Benjamin R. Foster
*Religion in Ancient Mesopotamia* by Jean Bottero
*Sumerian Mythology: A Collection of Ancient Sumerian Myths and Epics* by John Lambert
*Sumerian Grammar* by Dietz Otto Edzard
*The Sumerian Language: An Introduction to Its History and Grammatical Structure* by Marie-Louise Thomsen
*The Sumerians: The History and Legacy of the Ancient Mesopotamian Empire that Established Civilization* by Charles River Editors
*In Search of the Indo-Europeans: Language, Archaeology and Myth* by J.P. Mallory
*Writing, Society and Culture in Early Rus* by David Christian
*Sumer: The Dawn of Art* by Pietro Mander
*The Sumerian King List* by Thorkild Jacobsen
*The Sumerian World* edited by Joann Fletcher
Articles
*Sumerian Religion: The Great Fear* by Samuel Noah Kramer
*Early Writing* by Denise Schmandt-Besserat (Scientific American)
*The Sumerians* by Samuel Noah Kramer (Encyclopaedia Britannica)
*The Social World of the Sumerians* by Walter L. Nichols (Current Anthropology)
*Sumerian Mathematics* by Eleanor Robson (Mathematics in Western Culture)
*Sumerian Archival Texts* by Piotr Michalowski (Journal of Cuneiform Studies)
*The Sumerian Language* by Erica Reiner (Scientific American)
*Sumerian Kings and Their Successors: New Evidence from an Old Archive* by Matthew Stolper (Journal of Cuneiform Studies)
*Sumerian Literature* by William W. Hallo (Sino-Platonic Papers)
*Sumerian Grammar: The Term Lú in Archaisms, Reinterpretations and Innovations* by Leonhardt Sassmannshausen (Zeitschrift für Assyriologie)
*Sumerian Myths of Origins: An Introduction* by Thorkild Jacobsen (California Studies in Classical Antiquity)
*The Sumerian King List: Ashmolean Museum No. 17657, MSSI 1, and the Chronology of Kassite Babylonia* by W.G. Lambert (Journal of Cuneiform Studies)
*The Great Debate on Sumer: A Study in Historiography* by David Owen (Journal of the American Oriental Society)
*Sumerian Mortuary Rituals and the Descent of Inanna* by Thorkild Jacobsen (Journal of Near Eastern Studies)
*Sumerian Music: The Devil*s Interval* by Ann Kilmer (Perspectives of New Music)
*The Origins of Writing as a Problem of Historical Epistemology* by Christopher Woods (JSTOR)
تعليقات