القائمة الرئيسية

الصفحات

بحث حول تاريخ و مجالات و رواد وأدوات الأثروبولوجيا

ماهي الأنثروبولوجيا ؟

الأنثروبولوجيا وعلم الأثار

ماهي الأنثروبولوجيا ؟

تعريف 

الأنثروبولوجيا، وهي نظام متعدد الأوجه متجذر في الاستكشاف العلمي للبشر ومجتمعاتهم، هي مسعى فكري يشمل الدراسة العميقة والمعقدة للإنسانية برمتها. هذا التخصص بمثابة بوابة لكشف الطبيعة المتعددة الأوجه للإنسانية، وتوفير رؤى عميقة حول ماضينا وحاضرنا ومستقبلنا المشترك، و تكمن أهمية الأنثروبولوجيا في قدرتها على تعزيز الحساسية الثقافية، وتوسيع آفاقنا ، تتبنى الأنثروبولوجيا منظورًا شموليًا، وتشجع التعاون متعدد التخصصات والفهم الشامل للترابط بين هذه الحقول الفرعية. 

نبذة تاريخية

طوال تاريخها، نمت الأنثروبولوجيا لتصبح مجالًا ديناميكيًا ومتعدد التخصصات يقدر التنوع الثقافي، ويحترم وجهات نظر الأشخاص الذين تمت دراستهم، ويسعى إلى الكشف عن الأنماط والمبادئ الأساسية التي تشكل المجتمعات البشرية والوجود الإنساني. ويعكس تطور هذا التخصص مساهماته في فهمنا لثقافات العالم والتزامه بالممارسات البحثية الأخلاقية والمسؤولة.

 التطورات الرئيسية في تاريخ الأنثروبولوجيا:

1. الأسس المبكرة (القرن الثامن عشر): بدأت الأنثروبولوجيا كنظام رسمي في التبلور خلال عصر التنوير، مع قيام علماء مثل يوهان جوتفريد هيردر وإيمانويل كانط باستكشاف فكرة التنوع الثقافي والإنساني. وشدد هيردر على تفرد الثقافات المختلفة، في حين قدم كانط مفهوم "العرق" في الخطاب.

2. نظرية التطور والإثنوغرافيا (القرن التاسع عشر): شهد القرن التاسع عشر ظهور نظريات التطور، والتي ارتبطت بشكل بارز بعمل تشارلز داروين في التطور البيولوجي. أثرت هذه الأفكار على الأنثروبولوجيا، وقام علماء مثل لويس هنري مورغان وإدوارد تايلور بتطوير نظريات التطور الثقافي. اكتسبت الدراسات الإثنوغرافية، مثل أعمال برونيسلاف مالينوفسكي، وفرانز بواس، ومارغريت ميد، مكانة بارزة خلال هذا الوقت، حيث قدمت روايات مفصلة عن الثقافات المختلفة.

3. الأنثروبولوجيا الثقافية الأمريكية (أوائل القرن العشرين): أكد فرانز بواس، الذي غالبًا ما يُنظر إليه على أنه أب الأنثروبولوجيا الأمريكية، على أهمية النسبية الثقافية والعمل الميداني في البحوث الأنثروبولوجية. لعب طلابه، المعروفون باسم البواسيين، دورًا حاسمًا في تشكيل الأنثروبولوجيا الثقافية الحديثة.

4. الأنثروبولوجيا البيولوجية وعلم الآثار (القرن العشرين): شهد القرن العشرين تطور الأنثروبولوجيا البيولوجية، التي استكشفت تطور الإنسان، وعلم الوراثة، وعلم الرئيسيات. في علم الآثار، قدم علماء مثل في. جوردون تشايلد ولويس بينفورد مساهمات كبيرة في فهم الماضي البشري من خلال تحليل بقايا المواد.

5. أنثروبولوجيا ما بعد الحرب العالمية الثانية: بعد الحرب العالمية الثانية، شهدت الأنثروبولوجيا فترة من النمو السريع والتنوع. ظهرت مجالات فرعية جديدة، بما في ذلك الأنثروبولوجيا الطبية، والأنثروبولوجيا الحضرية، والأنثروبولوجيا التطبيقية، مما يعكس المشهد الاجتماعي والسياسي المتغير.

6. نقد الأنثروبولوجيا: في أواخر القرن العشرين، كان هناك انتقاد كبير لهذا التخصص لارتباطه التاريخي بالاستعمار والمركزية العرقية. انخرط علماء الأنثروبولوجيا في التأمل الذاتي وعملوا على معالجة القضايا المتعلقة بالتمثيل وديناميكيات السلطة والأخلاق في أبحاثهم.

7. الأنثروبولوجيا المعاصرة: في القرن الحادي والعشرين، تستمر الأنثروبولوجيا في التطور، وتتناول التحديات العالمية المعاصرة، مثل تغير المناخ، والعولمة، وتأثير التكنولوجيا على المجتمعات. يلعب علماء الأنثروبولوجيا دورًا حاسمًا في فهم هذه القضايا ومعالجتها.

تميز الأنثروبولوجيا

الهدف الفكري للأنثروبولوجيا هو فهم النطاق الكامل للوجود الإنساني، في الماضي والحاضر، من خلال نهج شمولي ومقارن. تسعى الأنثروبولوجيا إلى الإجابة على الأسئلة الأساسية حول معنى أن تكون إنسانًا وكيف تطورت المجتمعات والثقافات البشرية وتكيفت. ويمكن تلخيص الأهداف الفكرية للأنثروبولوجيا فيما يلي:

1. فهم التنوع البشري: تستكشف الأنثروبولوجيا التنوع الواسع للثقافات والمجتمعات والسلوكيات البشرية. ويسعى إلى فهم مجموعة واسعة من العادات والمعتقدات والممارسات والمؤسسات التي ظهرت عبر تاريخ البشرية وفي جميع أنحاء العالم.

2. النسبية الثقافية: أحد المبادئ الأساسية للأنثروبولوجيا هو النسبية الثقافية. إنه يشجع على تعليق الأحكام والاستكشاف المنفتح للثقافات المختلفة وفقًا لشروطها، وليس من منظور ثقافة الفرد. وهذا النهج يعزز التعاطف وتقدير الاختلافات الثقافية.

3. المنظور الشمولي: تأخذ الأنثروبولوجيا نظرة شمولية، حيث تدرس الترابط بين مختلف جوانب الحياة البشرية، بما في ذلك الثقافة والبيولوجيا واللغة والبنية الاجتماعية. وهو يدرك أن هذه العناصر مترابطة ويجب دراستها معًا لتوفير فهم شامل للوجود الإنساني.

4. الطريقة المقارنة: يستخدم علماء الأنثروبولوجيا الطريقة المقارنة لرسم أوجه التشابه والتناقض بين الثقافات والمجتمعات المختلفة. ومن خلال إجراء مقارنات بين الثقافات، يمكنهم تحديد الأنماط والاختلافات والمبادئ العالمية في السلوك البشري والممارسات الثقافية.

5. السياق التاريخي والتطوري: تستكشف الأنثروبولوجيا السياق التاريخي والتطوري للتنمية البشرية. ويشمل ذلك فهم أصول الإنسان، والتطور البيولوجي، وتطور المجتمعات المعقدة، وتأثير التغيرات البيئية والتكنولوجية على الثقافات البشرية.

6. العمل الميداني الإثنوغرافي: العمل الميداني هو طريقة مركزية في الأنثروبولوجيا الثقافية التي تنطوي على العيش مع الأشخاص الذين تتم دراستهم ومراقبتهم. تتيح هذه الطريقة لعلماء الأنثروبولوجيا الحصول على رؤى متعمقة ومباشرة حول حياة الأشخاص الذين يدرسونهم وممارساتهم ووجهات نظرهم العالمية.

7. الأنثروبولوجيا التطبيقية: إلى جانب البحث الأكاديمي، فإن الأنثروبولوجيا لها بعد تطبيقي. يعمل علماء الأنثروبولوجيا التطبيقية في مجالات مختلفة، بما في ذلك الصحة العامة، والتنمية، والتعليم، والحفاظ على الثقافة، وذلك باستخدام الرؤى الأنثروبولوجية لمعالجة مشاكل وتحديات العالم الحقيقي.

8. البحث الأخلاقي: السلوك الأخلاقي هو حجر الزاوية في الأنثروبولوجيا. يجب على علماء الأنثروبولوجيا احترام حقوق وخصوصية موضوعات البحث والالتزام بالمبادئ التوجيهية الأخلاقية. يساعد هذا الالتزام بالبحث الأخلاقي على ضمان رفاهية وكرامة الأشخاص الذين تتم دراستهم.

9. التفكير النقدي: الأنثروبولوجيا تشجع التفكير النقدي والتشكيك في الافتراضات. إنه يتحدى الصور النمطية والتحيزات والمفاهيم المسبقة حول المجتمعات البشرية، مما يدفع الباحثين إلى استكشاف التعقيدات والفروق الدقيقة.

10. التواصل وتبادل المعرفة: لا تسعى الأنثروبولوجيا إلى الفهم فحسب، بل تسعى أيضًا إلى إيصال نتائجها إلى جماهير أوسع. يشارك الباحثون معرفتهم من خلال المنشورات الأكاديمية والمحاضرات العامة و المتاحف وأشكال النشر الأخرى.

باختصار، الهدف الفكري للأنثروبولوجيا هو توفير فهم عميق ودقيق ومتعاطف للإنسانية بكل تنوعها. ويهدف إلى تسليط الضوء على تعقيدات الوجود الإنساني والمساهمة في معرفتنا بالحالة الإنسانية.

الغرض من دراسة علم الأنثروبولوجيا - لماذا الأثروبولوجيا ؟

تعد الأنثروبولوجيا مجالًا بالغ الأهمية للدراسة وله عدة أسباب مقنعة لأهميته في عالمنا:

1. التفاهم الثقافي: تساعدنا الأنثروبولوجيا على فهم وتقدير المجموعة المتنوعة من الثقافات حول العالم. وهذا الفهم يعزز التسامح، ويقلل من التحيز، ويعزز التواصل والتعاون بين الثقافات.

2. تحدي الصور النمطية: تتحدى الأنثروبولوجيا الصور النمطية والمفاهيم الخاطئة حول الثقافات المختلفة، وبالتالي مكافحة التمييز والتعصب العرقي. إنه يشجعنا على رؤية العالم من وجهات نظر متنوعة.

3. التواصل بين الثقافات: في عالم تتزايد فيه العولمة، تزود الأنثروبولوجيا الأفراد والشركات والحكومات بالمهارات والمعرفة اللازمة للتواصل الفعال بين الثقافات و المفاوضات والعلاقات الدولية.

4. تطور الإنسان وعلم الوراثة: تقدم الأنثروبولوجيا البيولوجية رؤى حول تطور الإنسان وعلم الوراثة وعلم الرئيسيات. هذه المعرفة ذات قيمة ليس فقط لفهم ماضينا ولكن أيضًا للبحث الطبي والوراثي.

5. الصحة العامة والرعاية الصحية: تساعدنا الأنثروبولوجيا الطبية على فهم كيفية تأثير الثقافة والمجتمع على الصحة وممارسات الرعاية الصحية والوصول إلى خدمات الرعاية الصحية. هذه المعرفة ضرورية لمبادرات الصحة العامة وتحسين أنظمة الرعاية الصحية.

6. التحديات المجتمعية: تتناول الأنثروبولوجيا القضايا المجتمعية المعاصرة، بما في ذلك أزمات الصحة العامة، والعدالة الاجتماعية، والاستدامة البيئية، والحفاظ على الثقافة. يعمل علماء الأنثروبولوجيا على إيجاد حلول لهذه المشاكل من خلال دراسة السياقات الثقافية والاجتماعية التي تحدث فيها.

7. التراث الأثري: يحفظ علم الآثار الماضي ويفسره، مما يساهم في فهمنا للتاريخ والتراث الثقافي الإنساني. فهو يساعدنا على التعلم من إنجازات وأخطاء المجتمعات الماضية.

8. مشاريع التنمية: يتعاون علماء الأنثروبولوجيا التطبيقية مع الحكومات والمنظمات لتصميم وتنفيذ مشاريع تنموية حساسة ثقافيا وفعالة ومستدامة، وخاصة في المجتمعات المهمشة.

9. الحفاظ على الثقافة: يلعب علماء الأنثروبولوجيا دورًا حيويًا في الحفاظ على اللغات والتقاليد وأنظمة المعرفة الأصلية المهددة وتنشيطها، والحفاظ على التنوع الثقافي والاستمرارية التاريخية.

10. حل النزاعات: غالبًا ما يعمل علماء الأنثروبولوجيا في مناطق النزاع لتحليل الأبعاد الاجتماعية والثقافية للصراعات، وتقديم رؤى لحل النزاعات، وبناء السلام، وإعادة الإعمار بعد الصراع.

11. ممارسات البحث الأخلاقية: تحدد الأنثروبولوجيا معايير عالية للبحث الأخلاقي، واحترام الحقوق والخصوصية والموافقة المستنيرة للأشخاص الخاضعين للبحث. وهذا الالتزام بالسلوك الأخلاقي يشكل مثالاً للبحث في مجالات أخرى.

12. التعليم: الأنثروبولوجيا تعزز التفكير النقدي والوعي الثقافي والتعاطف. إنه يزود الطلاب والمجتمع بالأدوات اللازمة لفهم تعقيدات الحالة الإنسانية والعالم الذي نعيش فيه بشكل أفضل.

13. الحفاظ على البيئة: يدرس علماء الأنثروبولوجيا التفاعلات بين الإنسان والبيئة، والمساهمة في الممارسات البيئية المستدامة، وإدارة الموارد، وجهود الحفاظ على البيئة.

مجالات و فروع الأثروبولوجيا

الأنثروبولوجيا هو مجال متنوع مع العديد من التخصصات الفرعية أو أنواع ، يركز كل منها على جوانب مختلفة من حياة الإنسان والمجتمع.

1. الأنثروبولوجيا الثقافية: تهتم الأنثروبولوجيا الثقافية بدراسة الثقافات الإنسانية المعاصرة. ينغمس علماء الأنثروبولوجيا في هذا المجال الفرعي في مجتمعات مختلفة، ويراقبون الممارسات الثقافية ويشاركون فيها، ويجرون أبحاثًا إثنوغرافية لفهم المعتقدات والعادات والهياكل الاجتماعية والحياة اليومية لمختلف المجتمعات.

2. الأنثروبولوجيا البيولوجية (الأنثروبولوجيا الفيزيائية): يدرس هذا الحقل الفرعي الجوانب البيولوجية للبشر. يدرس علماء الأنثروبولوجيا البيولوجية التطور البشري، وعلم الوراثة البشرية، وعلم الرئيسيات، والتكيف البشري مع البيئات المختلفة، والتنوع البشري. غالبًا ما يقومون بالتحقيق في موضوعات مثل بقايا الهيكل العظمي البشري، والطب الشرعي، وبيولوجيا الرئيسيات الحية.

3. علم الآثار: يقوم علماء الآثار بالتحقيق في المجتمعات البشرية الماضية من خلال فحص بقايا المواد والتحف. إنهم يهدفون إلى إعادة بناء وفهم التاريخ وطرق الحياة والتطورات الثقافية للحضارات القديمة. يعد هذا الحقل الفرعي أمرًا حيويًا للكشف عن ماضي البشرية في عصور ما قبل التاريخ.

4. الأنثروبولوجيا اللغوية: تركز الأنثروبولوجيا اللغوية على دراسة اللغة البشرية. يستكشف علماء الأنثروبولوجيا اللغوية دور اللغة في تشكيل التواصل البشري والثقافة والهوية. إنهم يدرسون موضوعات مثل تطور اللغة، وبنية اللغات، والديناميكيات الاجتماعية لاستخدام اللغة.

5. الأنثروبولوجيا التطبيقية: تستخدم الأنثروبولوجيا التطبيقية المعرفة والأساليب الأنثروبولوجية لمعالجة مشاكل وتحديات العالم الحقيقي. يعمل علماء الأنثروبولوجيا التطبيقية في مجالات مختلفة، بما في ذلك الصحة العامة والتعليم والتنمية والحفاظ على البيئة والحفاظ على الثقافة. غالبًا ما يتعاونون مع المجتمعات والمنظمات لتطوير حلول عملية.

6. أنثروبولوجيا الطب الشرعي: أنثروبولوجيا الطب الشرعي هي مجال متخصص ضمن الأنثروبولوجيا البيولوجية الذي يطبق التقنيات الأنثروبولوجية للمساعدة في التحقيقات الجنائية. يساعد علماء أنثروبولوجيا الطب الشرعي في التعرف على الرفات البشرية، وتحديد سبب الوفاة، وتوفير معلومات مهمة في القضايا القانونية.

7. الأنثروبولوجيا الطبية: تدرس الأنثروبولوجيا الطبية تقاطع الثقافة والمجتمع والصحة. يبحث الباحثون في هذا المجال الفرعي في كيفية تأثير المعتقدات الثقافية والممارسات والهياكل الاجتماعية على الصحة وتقديم الرعاية الصحية. وقد يدرسون أيضًا قضايا الصحة العالمية وأنظمة الرعاية الصحية والجوانب الثقافية للمرض.

8. الأنثروبولوجيا الحضرية: تركز الأنثروبولوجيا الحضرية على دراسة البيئات الحضرية وتأثير التحضر على المجتمعات البشرية. يستكشف الباحثون كيف تشكل المدن الثقافة والتفاعلات الاجتماعية والحياة اليومية لسكان المناطق الحضرية.

9. أنثروبولوجيا التنمية: تدرس أنثروبولوجيا التنمية الآثار الاجتماعية والثقافية لمشاريع التنمية، مثل تلك المتعلقة بالتنمية الاقتصادية والبنية التحتية والبرامج الاجتماعية. يقوم الباحثون في هذا المجال بتقييم آثار التنمية على المجتمعات المحلية والأفراد.

رواد و أشهر علماء الأنثروبولوجيا

لقد تم تشكيل الأنثروبولوجيا من قبل العديد من العلماء الرائدين الذين قدموا مساهمات كبيرة في هذا المجال. فيما يلي بعض الرواد الرئيسيين في الأنثروبولوجيا:

1. فرانز بواس (1858-1942): غالبًا ما يُنظر إليه على أنه أب الأنثروبولوجيا الأمريكية، وكان لبواس تأثير عميق على هذا التخصص. وشدد على أهمية النسبية الثقافية ودعا إلى العمل الميداني المتعمق لفهم واحترام الثقافات التي تتم دراستها. وقد وضع عمله الأساس للأنثروبولوجيا الثقافية الحديثة.

2. مارغريت ميد (1901-1978): كانت مارغريت ميد عالمة أنثروبولوجيا ثقافية بارزة معروفة بأبحاثها حول النوع الاجتماعي والجنس. ساهم عملها في ساموا وغينيا الجديدة في فهم التأثيرات الثقافية والبيئية على السلوك البشري.

3. برونيسلاف مالينوفسكي (1884-1942): مالينوفسكي، عالم أنثروبولوجيا بريطاني من أصل بولندي، معروف بأعماله الإثنوغرافية في جزر تروبرياند. لقد ساعد في تأسيس مراقبة المشاركين كوسيلة مركزية في الأنثروبولوجيا وشدد على أهمية فهم السياق الذي يعيش فيه الناس.

4. إدوارد سابير (1884-1939): كان سابير عالمًا لغويًا وأنثروبولوجيًا قدم مساهمات كبيرة في الأنثروبولوجيا اللغوية. وقد لعب دورًا رئيسيًا في تطوير فرضية سابير وورف، التي تستكشف العلاقة بين اللغة والفكر.

5. لويس هنري مورغان (1818-1881): كان مورغان عالم أنثروبولوجيا أمريكيًا مبكرًا أجرى أبحاثًا مكثفة حول أنظمة القرابة والتنظيم الاجتماعي بين الشعوب الأصلية في أمريكا الشمالية. وقد وضع عمله الأساس لدراسة القرابة والبنية الاجتماعية في الأنثروبولوجيا.

6. ألفريد كروبر (1876-1960): كان كروبر تلميذا لفرانز بواس وقدم مساهمات ملحوظة في دراسة الثقافات الأمريكية الأصلية، فضلا عن تطوير النظرية الأنثروبولوجية. كما ساعد في تشكيل مجال الأنثروبولوجيا الثقافية.

7. كلود ليفي شتراوس (1908-2009): عالم أنثروبولوجيا فرنسي، كان ليفي شتراوس رائدا في الأنثروبولوجيا البنيوية. قام بتطبيق النظريات البنيوية على دراسة الثقافة، مع التركيز على الهياكل الأساسية التي تشكل المجتمعات البشرية وأساطيرها.

8. روث بنديكت (1887-1948): كان بنديكت تلميذا لفرانز بواس وقدم مساهمات كبيرة في الأنثروبولوجيا الثقافية. أجرت أبحاثًا حول ثقافات مختلفة، وهي معروفة بأعمالها المؤثرة، مثل "أنماط الثقافة".

9. ألفريد رادكليف براون (1881-1955): عالم أنثروبولوجيا اجتماعية بريطاني، كان رادكليف براون شخصية رئيسية في تطور الوظيفة الهيكلية، التي ركزت على أدوار ووظائف المؤسسات الاجتماعية داخل المجتمعات.

10. ماري دوغلاس (1921-2007): عالمة أنثروبولوجيا بريطانية، قدمت دوغلاس مساهمات مهمة في الأنثروبولوجيا الثقافية والرمزية. استكشفت أعمالها، بما في ذلك "النقاء والخطر"، كيف تستخدم المجتمعات الأنظمة الرمزية لتنظيم وفهم عوالمها.

أدوات الأنثروبولوجيا

ويمكن تصنيف هذه الأدوات إلى طرق البحث الأولية والثانوية. فيما يلي بعض الأدوات والأساليب الأساسية للأنثروبولوجيا:

   أ - طرق البحث الأولية:

1. ملاحظة المشاركين: غالبًا ما ينخرط علماء الأنثروبولوجيا في ملاحظة المشاركين، حيث ينغمسون في الثقافة التي يدرسونها. إنهم يعيشون مع المجتمع، ويراقبون أنشطتهم اليومية، ويشاركون في طقوسهم وممارساتهم.

2. المقابلات: يجري علماء الأنثروبولوجيا مقابلات مع أفراد من المجتمع الذي يدرسونه. يمكن أن تكون هذه المقابلات منظمة أو غير منظمة، رسمية أو غير رسمية، وتساعد في جمع المعلومات حول الممارسات الثقافية والمعتقدات والتجارب الشخصية.

3. المسوحات: يستخدم علماء الأنثروبولوجيا المسوحات لجمع البيانات من عينة أكبر من الناس داخل المجتمع أو السكان. قد تتضمن الاستطلاعات أسئلة مغلقة ومفتوحة وغالبًا ما تستخدم لجمع البيانات الكمية.

4. العمل الميداني الإثنوغرافي: يقوم علماء الأنثروبولوجيا بعمل ميداني يتضمن إقامة طويلة في المجتمع الذي يدرسونه. وهم يراقبون ويشاركون ويسجلون النتائج التي توصلوا إليها في ملاحظات ميدانية مفصلة.

5. التنقيب الأثري: يستخدم علماء الآثار أدوات وطرق مختلفة للتنقيب، مثل المجارف والمجارف والفرش والشاشات. إنهم يكتشفون بعناية القطع الأثرية والميزات لتجميع تاريخ الحضارات الماضية.

6. التحليل اللغوي: يقوم علماء الأنثروبولوجيا اللغوية بتحليل اللغة لفهم بنيتها ومعناها وسياقها الثقافي. قد تشمل أدوات التحليل اللغوي معدات تسجيل الصوت والفيديو، وبرامج النسخ، وقواعد البيانات اللغوية.

7. التحليل الجيني: يستخدم علماء الأنثروبولوجيا البيولوجية التحليل الجيني لدراسة تطور الإنسان، وعلم الوراثة السكانية، وأصول السمات والأمراض المختلفة. يتضمن ذلك تسلسل الحمض النووي وتقنيات البيولوجيا الجزيئية الأخرى.

   ب - طرق البحث الثانوية:

1. البحث الأرشيفي: غالبًا ما يقوم علماء الأنثروبولوجيا بإجراء بحث أرشيفي لفحص الوثائق التاريخية والصور الفوتوغرافية والخرائط والسجلات المتعلقة بالمجتمع أو الثقافة التي يدرسونها.

2. مراجعة الأدبيات: يقوم علماء الأنثروبولوجيا بمراجعة الأدبيات والمصادر الأكاديمية الموجودة لبناء أساس معرفي حول الثقافة أو المنطقة أو الموضوع الذي يبحثون عنه.

3. مجموعات المتحف: قد يقوم علماء الأنثروبولوجيا وعلماء الآثار بدراسة القطع الأثرية والعينات في مجموعات المتحف لجمع معلومات حول الثقافة المادية للثقافة والتاريخ.

4. التحليل المقارن: كثيرًا ما يستخدم علماء الأنثروبولوجيا الأساليب المقارنة لتحليل البيانات ورسم أوجه التشابه بين الثقافات أو المجتمعات أو الفترات المختلفة. يساعد التحليل المقارن على تحديد الأنماط والاختلافات في السلوك البشري.

5. التحليل الإحصائي: قد يستخدم علماء الأنثروبولوجيا برامج وتقنيات إحصائية لتحليل بيانات المسح وإجراء البحوث الكمية واستخلاص الاستدلالات الإحصائية.

6. نظم المعلومات الجغرافية (GIS): يستخدم علماء الأنثروبولوجيا، وخاصة في مجال البحوث الأثرية والجغرافية، أدوات نظم المعلومات الجغرافية لرسم خرائط وتحليل البيانات المكانية، بما في ذلك توزيع المواقع الأثرية أو أنماط المستوطنات البشرية.

7. الفيلم الإثنوغرافي والتصوير الفوتوغرافي: يستخدم علماء الأنثروبولوجيا البصرية الفيلم والتصوير الفوتوغرافي لتوثيق وتمثيل الثقافات والمجتمعات التي يدرسونها. يمكن لهذه السجلات المرئية أن توفر رؤى قوية حول الممارسات الثقافية.

الجامعات الرائدة 

هناك العديد من الجامعات حول العالم التي تقدم برامج ممتازة ولديها أقسام قوية في الأنثروبولوجيا. فيما يلي بعض الجامعات الرائدة في الأنثروبولوجيا، على الرغم من أنه من المهم ملاحظة أن التصنيف يمكن أن يتغير بمرور الوقت، وقد تختلف جودة البرامج حسب التخصص:

1. جامعة هارفارد (الولايات المتحدة الأمريكية): يشتهر قسم الأنثروبولوجيا بجامعة هارفارد بمساهماته في هذا المجال ويقدم مجموعة واسعة من برامج الأنثروبولوجيا وفرص البحث.

2. جامعة كامبريدج (المملكة المتحدة): يتمتع قسم الأنثروبولوجيا الاجتماعية بجامعة كامبريدج بتاريخ طويل من الأبحاث الأنثروبولوجية ويحظى بتقدير كبير في هذا المجال.

3. جامعة شيكاغو (الولايات المتحدة الأمريكية): يتمتع قسم الأنثروبولوجيا بجامعة شيكاغو بتقليد قوي في أبحاث الأنثروبولوجيا الثقافية والبيولوجية.

4. جامعة كاليفورنيا، بيركلي (الولايات المتحدة الأمريكية): تشتهر جامعة كاليفورنيا في بيركلي بنهجها متعدد التخصصات في الأنثروبولوجيا ولديها قسم أنثروبولوجيا نابض بالحياة.

5. جامعة ستانفورد (الولايات المتحدة الأمريكية): يشتهر قسم الأنثروبولوجيا بجامعة ستانفورد بتنوع أعضاء هيئة التدريس وقوة البحث في مختلف المجالات الفرعية للأنثروبولوجيا.

6. جامعة أكسفورد (المملكة المتحدة): تحظى كلية الأنثروبولوجيا وإثنوغرافيا المتاحف في أكسفورد بتقدير كبير وتقدم مجموعة متنوعة من البرامج في الأنثروبولوجيا.

7. كلية لندن للاقتصاد والعلوم السياسية (LSE) (المملكة المتحدة): يشتهر قسم الأنثروبولوجيا في LSE بأبحاثه المبتكرة وتركيزه القوي على الأنثروبولوجيا الاجتماعية.

8. جامعة كاليفورنيا، لوس أنجلوس (UCLA) (الولايات المتحدة الأمريكية): يشتهر قسم الأنثروبولوجيا بجامعة كاليفورنيا بمساهماته البحثية والتزامه بالعمل الميداني المجتمعي.

9. جامعة ييل (الولايات المتحدة الأمريكية): يقدم قسم الأنثروبولوجيا بجامعة ييل برنامجًا شاملاً للأنثروبولوجيا مع التركيز على الأنثروبولوجيا الثقافية واللغوية والأثرية.

10. جامعة ميشيغان، آن أربور (الولايات المتحدة الأمريكية): قسم الأنثروبولوجيا بجامعة ميشيغان معروف بنهجه متعدد التخصصات في الأنثروبولوجيا.

11. الجامعة الوطنية الأسترالية (أستراليا): تشتهر الجامعة الوطنية الأسترالية بنقاط قوتها في مجال البحوث الأنثروبولوجية، وخاصة في الأنثروبولوجيا في منطقة المحيط الهادئ وآسيا.

12. جامعة تورنتو (كندا): يتمتع قسم الأنثروبولوجيا بجامعة تورنتو بسمعة قوية في مجالاته البحثية المتنوعة.

13. جامعة ليدن (هولندا): جامعة ليدن معترف بها لمساهماتها في الأنثروبولوجيا، وخاصة في مجالات علم الآثار والأنثروبولوجيا الثقافية.

14. جامعة بيرغن (النرويج): تشتهر جامعة بيرغن بتركيزها القوي على الأنثروبولوجيا الاجتماعية والإثنوغرافيا.

15. جامعة أوكلاند (نيوزيلندا): لدى جامعة أوكلاند قسم أنثروبولوجيا مرموق، ومعروف بشكل خاص بأبحاث أنثروبولوجيا المحيط الهادئ.

الخاتمة 

الأنثروبولوجيا هي مجال متعدد الأوجه يساعدنا على فهم أفضل للتجربة الإنسانية بكل تنوعها. وتتراوح مساهماتها بين تعزيز التفاهم الثقافي والتسامح ومعالجة القضايا العالمية الملحة. تلعب الأنثروبولوجيا دورًا حاسمًا في تشكيل استجابتنا للتحديات والفرص في عالم مترابط ومتنوع.

ترك رواد الأنثروبولوجيا إرثًا دائمًا ، حيث قاموا بتشكيل أساليب الانضباط ونظرياته ومبادئه الأخلاقية. وقد أثرت مساهماتهم إلى حد كبير فهمنا للمجتمعات البشرية والثقافة.

وتستخدم الأنثروبولوجيا مجموعة واسعة من الأدوات والأساليب لإجراء البحوث واكتساب نظرة ثاقبة لمختلف جوانب المجتمعات والثقافات البشرية

تساعد الأدوات والأساليب العلماء الأنثروبولوجيا على كشف وتفسير تعقيدات المجتمعات والثقافات البشرية عبر الزمان والمكان و تلعب الجامعات  دورا الراعي لمجال الأنثروبولوجيا حتى يستمرالبحث . 
غالبًا ما تتداخل هذه الحقول الفرعية، وقد يعتمد علماء الأنثروبولوجيا على أساليب ونظريات من مجالات متعددة للحصول على فهم شامل للحياة البشرية والمجتمعات. الأنثروبولوجيا هي مجال ديناميكي يتكيف مع الاحتياجات والأسئلة المتغيرة للمجتمع، مما يجعلها مجالًا قيمًا لفهم تعقيد الوجود الإنساني.

إقرا أيضا مقالات تكميلية

  • بحث حول المنهج الأنثروبولوجي والدراسات الميدانية  رابط
  • بحث حول الانثروبولوجيا في المجتمع الحديث . رابط
  • بحث حول  النظريات الأساسية في الأنثروبولوجيا-التطورية-الوظيفية رابط
  • بحث حول النظريات الأساسية في الانثروبولوجيا رابط
  • بحث حول الدراسات الأنثروبولوجية رابط
  • بحث حول فروع الأنثروبولوجيا رابط
  • ماهي الأنثروبوبلوجيا . رابط
  • بحث حول الانثروبولوجيا الاجتماعية وعلم الاجتماع . رابط
  • الانثروبولوجيا الاثرية . رابط
  • من الأنوثولوجيا الى الأنثروبولوجيا . رابط
  • ماهية علم الاجتماع ؟ . رابط
  • مجالات علم الاجتماع . رابط
  • بحث حول رواد علم الاجتماع . رابط
  • بحث حول مدرسة التحليل النفسي في علم النفس والاجتماع . رابط
  • بحث حول المفاهيم الأساسية في علم الاجتماع . رابط
  • بحث حول علم الاجتماع والمنهج العلمي . رابط
  • المنهج العلمي- مفهومه وخصائصه وأهميته  مدارس ومناهج . رابط
  • مفهوم المعاينة وطرقها في مقياس مدارس ومناهج . رابط
  • بحث حول العمليات الأساسية في المنهج العلمي . رابط
  • بحث حول التيار العقلاني و التجريبي علوم انسانية واجتماعية . رابط
  • بحث-مقارنة بين المناهج الكمية والنوعية . رابط
  • بحث-المنهج المدرسة الماركسية مدارس ومناهج . رابط
  • بحث-المنهج العلمي بين العلوم الإنسانية والطبيعية . رابط
  • بحث الابستمولوجيا وإشكالية المنهج مدارس ومناهج . رابط
  • بحث حول التيار الفكري السلوكي . رابط

المراجع

1. "مقدمة في الأنثروبولوجيا" - تأليف: عبد الله عسكر. - يقدم الكتاب مقدمة شاملة حول الأنثروبولوجيا، مع شرح لمفاهيمها الأساسية وفروعها المختلفة.
2. "الأنثروبولوجيا الثقافية" - تأليف: محمد علي زهران.
   - يركز الكتاب على الأنثروبولوجيا الثقافية، مع تحليل للثقافات والمجتمعات البشرية وتفاعلها عبر الزمن.
3. "الأنثروبولوجيا الاجتماعية: دراسة المجتمعات" - تأليف: سميحة عبد الرحمن.
   - يستعرض الكتاب الأنثروبولوجيا الاجتماعية، ويتناول دراسة المجتمعات البشرية، والعلاقات الاجتماعية، والبنى الاجتماعية.
4. "أنثروبولوجيا الدين: دراسة في الأديان والمعتقدات" - تأليف: نادية يوسف.   - يناقش الكتاب الأنثروبولوجيا الدينية، مع تحليل للأديان والمعتقدات والطقوس الدينية في المجتمعات المختلفة.
5. "أنثروبولوجيا اللغة: دراسة اللغات الإنسانية" - تأليف: حسن عبد الله.   - يتناول الكتاب الأنثروبولوجيا اللغوية، ويدرس تطور اللغات الإنسانية وعلاقتها بالثقافات والمجتمعات.
6. "الأنثروبولوجيا الطبية: الصحة والمرض في المجتمعات" - تأليف: ليلى حسن.   - يستعرض الكتاب الأنثروبولوجيا الطبية، ويحلل كيفية تعامل المجتمعات المختلفة مع الصحة والمرض والرعاية الصحية.
  • The Concise Oxford Dictionary of Archaeology  by Timothy Darvill
  • The Dictionary of Anthropology  by Thomas Barfield
  • Dictionary of Concepts in Cultural Anthropology  by Robert H. Lavenda and Emily A. Schultz
  • Key Concepts in Cultural Theory  by Andrew Edgar and Peter Sedgwick
  • Anthropology: The Basics  by Peter Metcalf and Richard Huntington
  • The Penguin Dictionary of Anthropology  by Philippe Descola
  • Critical Terms for Religious Studies  edited by Mark C. Taylor
  • Anthropology: The Key Concepts  by Nigel Rapport
  • The Elementary Structures of Kinship  by Claude Lévi-Strauss
  • Debt: The First 5,000 Years by David Graeber
  • Cows, Pigs, Wars, and Witches by Marvin Harris
  • The Social Structure of Right and Wrong by Richard F. Salisbury
  • Dictionary of Medical Anthropology  by Lenore Manderson, Carolyn Smith-Morris, 


تعليقات

محتوى المقال